تأملات تدبرية

الشورى بين آيتي سورة آل عمران سورة الشورى

الأمر بالشورى بين آيتي سورة آل عمران وسورة الشورى
إعداد موقع إسلاميات

من أبرز مقاصد سورة الشورى الاجتماع على إقامة دين الله جل وعلا وتفويض أمر المعرضين إلى الله جل جلاله. وقد ورد لفظ (الشورى) ضمن آيات تذكر صفات المؤمنين وهي صفات من يستحق أن يكون على يديه إقامة دين الله تعالى فيا أيها المسلمون إن أردتم أن تقيموا هذا الدين فهذه هي الصفات التي ينبغي أن تتحلوا بها:
(فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٣٦﴾ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴿٣٧﴾ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴿٣٩﴾)

1. صلاح العقيدة قبل كل شيء (لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الإيمان مع العبودية لله
2. الابتعاد عن المعاصي (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ)
3. أخلاق طيبة ومسامحة (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)
4. إستجابة لأوامر الله وإقامة الصلاة (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ)
5. الشورى في أمورهم (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)
6. إيتاء الزكاة (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)

ويقرن الله تعالى بين الصلاة والإنفاق فالصلاة صلة العبد بربه والإنفاق في سبيل الله فيها إحسان للناس وهذا جماع الخير. وفي السورة جعل بين الصلاة والزكاة صفة تتناسب مع مقصد السورة (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) كيف يجتمع المسلمون على إقامة الدين؟ لا بد لهم من الشورى في مصالح الأمة وفي تحقيق العبودية لله وفي تحقيق مصالح الناس في دينهم ودنياهم فالدين يقام بالاجتماع والشورى لاستخراج أفضل الآراء وأصوبها من أهل العلم والخبرة في كل المجالات وقد سمى الله هذه السورة بالشورى وهذا يناسب ما فيها.
فالسورة تدعو المسلمين إلى إقامة الدين والاجتماع على إقامة الدين وعدم الانشغال بالمعرضين بل يفوضوا أمرهم لله تعالى.

وقد ورد فعل المشورة في سورة آل عمران في الآية (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴿١٥٩ آل عمران﴾) في سياق توجيهات للنبي صلى الله عليه وسلم قائد هذه الأمة على طريق الحق وإقامة دين الله تعالى في الأرض فالتوجيهات في الآيات ترسم المنهج لتنظيم حياة الأمة المسلمة ومن أهم ما برز فيها قضية الشورى وهو أصل النظام الذي تقوم عليه الحياة الجماعية الإسلامية.
إذن فالدعوة إلى الشورى في آية سورة آل عمران موجهة للقائد والداعي إلى منهج الله تعالى وفي سورة الشورى تؤكد الآيات ضرورة اتصاف المؤمنين بصفات تخوّلهم لإقامة دين الله تعالى ومن أهمها موضوع الشورى فيما بينهم.
ومن اللطائف ما أشار إليه د. أحمد نوفل: وردت كلمة شورى في سورة الشورى في الآية رقم 38 وقد سبق كلمة شورى في الآية 38 حرفاً وفي السورة رقم 38 سورة ص (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴿٢٠﴾) وبالشورى يشتد الملك.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

صفات المؤمنين في الشورى