تأملات تدبرية

تناسب خواتيم سورة التوبة ومفتتح سورة يونس

تناسب خواتيم سورة التوبة ومفتتح سورة يونس

إعداد موقع إسلاميات

تناسق ختام سورة التوبة وفاتحة سورة يونس ختام التوبة (رب العرش العظيم) وفواتح يونس (استوى على العرش) وختام التوبة (جاءكم رسول من أنفسكم) وأول يونس (أوحينا إلى رجل منهم)

د. أحمد نوفل

————————-

يقول د. فاضل السامرائي في تناسب خواتيم سورة التوبة ومفتتح سورة يونس:

في أواخر التوبة قال تعالى:

(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون (127) لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128))

وفي بداية يونس (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ (2)).

(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ) تتناسب مع (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) ،

(لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ) تتناسب مع (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ).

 

(لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ) هي هكذا في سياقها لا تتغير ومرتبطة بما قبلها وما بعدها

وتلك (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ) في سياقها لا تتبدل ولا تتغير وهناك علاقة تعتور الآيتين في مكانهما.

——————————–

وقفة تدبرية بقلم موقع إسلاميات

سورة التوبة رغم كونها تكشف صفات المنافقين بشكل مفصّل إلا أنها دعت للتوبة إلى الله تعالى فباب التوبة مفتوح وبإمكان أي إنسان مهما بلغت ذنوبه ومعاصيه أن يعود إلى ربه سبحانه وتعالى عودة صادقة بقلب منيب معترف بذنوبه ومُقِرّ بما أسرف على نفسه فيتوب الله عز وجل عليه، إنه وعد الصدق من الله الغفور التواب الرحيم.

وتأتي سورة يونس بعد سورة التوبة مباشرة فيها نموذج واقعي لقرية عرفت الحق فآمنت به وعادت إلى ربها عز وجل تائبة فغفر الله تعالى لها (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴿٩٨﴾ يونس) وذكرت السورة نماذج واقعية ممن أذنبوا وكفروا وأسرفوا على أنفسهم وأصروا على ذلك فحقّ عليهم عذاب الله تعالى.

فهذه الآيات أمامك أيها الإنسان قد بيّن الله تعالى لك حال الناس مع الوحي واستعرض نماذج واقعية لأناس عاشوا في هذه الدنيا، هم بشر مثلك وبيّن لك عاقبة كل فريق منهم فاختر لنفسك طريقًا ينجيك في الدنيا والآخرة فتفوز بالجزاء العظيم من الله تعالى وإلا فلا تلومنّ إلا نفسك إن فاتتك التوبة والإنابة إلى ربك..

التوبة ويونس