تأملات تدبرية

تناسب مفتتح وخواتيم سورة الأحزاب

تناسب مفتتح وخواتيم سورة الأحزاب

بقلم موقع إسلاميات

سورة الأحزاب سورة فيها توجيهات للنبي صلى الله عليه وسلم ثم لأمته من بعده وتتناول إعادة تنظيم الجماعة المسلمة وتثبيتها في حياة الأسرة والجماعة وبيان أصولها من العقيدة والتشريع كما تتولى تعديل الأوضاع والتقاليد أو إبطالها وإخضاعها كلها للتصور الإسلامي.

ولاستقبال هذه التوجيهات والتزامها في حياة الفرد والأسرة والمجتمع كأساس ومنهج وتشريع لا بد من تقوى الله عز وجل فافتتحت السورة بدعوة خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم بتقوى الله عز وجل والنبي عليه الصلاة والسلام هو المكلّف بتبليغ الأمة وهو المكلّف بتطبيق هذه التشريعات على نفسه أولًا فيكون قدوة تُتَبع وتُطاع فجاءت بداية السورة تدعوه صلى الله عليه وسلم لتقوى الله تعالى وعدم طاعة الكافرين والمنافقين. وتستعرض السورة وقفات من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ونماذج من امتثاله لتشريع الله عز وجل في موضوع التبني وتزويجه من زينب بنت جحش رضي الله عنها وفي حجاب نسائه صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهن.

وختمت السورة بالدعوة العامة لكل المؤمنين بتقوى الله عز وجل وبيان فوز وفلاح من يطع الله ورسوله فتتلهف القلوب المؤمنة المتقية لهذا الفوز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿٧٠﴾ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴿٧١﴾) وهذا النبي القدوة صلى الله عليه وسلم هو الذي ينبغي لكل من يتقي الله تعالى أن يطيع الله عز وجل ويطيع رسوله صلى الله عليه وسلم فلا طاعة لمخلوق إلا لله ورسوله، لا طاعة لمنافق ولا مشرك ولا كافر لأن هؤلاء مصيرهم معروف ذكره الله تعالى في ختام السورة ليحذر منهم كل مؤمن متقٍ لربه جلّ وعلا (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ) والمتقون الطائعون المؤمنون المتّبعون تشريع الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه المقتدون بنبيهم صلى الله عليه وسلم فأولئك لهم الأجر العظيم عند ربهم (وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٧٣﴾)

وتتوسط السورة آية محورية هي قول الله عز وجل (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)) والتي تؤكد على معنى الإستسلام لله تعالى والامتثال لأوامره وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم بدون معرفة الحكمة من وراء ذلك فهو الله وطاعته لازمة واجبة في كل أمر وتشريع ونهي فلا يمكن أن نطيعه في أمور ونرفض في أمور أخرى بحجة عدم معرفة الحكمة من وراء الأمر! فإذا كان العبد لا يتجرأ أن يعصي ولي أمره أو رئيسه في العمل وإنما ينفّذ دون اعتراض فكيف بنا بأوامر خالق الخلق سبحانه؟!

إذن ما ينبغي هو تقوى خالصة لله سبحانه وتعالى وطاعة له عز وجل وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به والانتهاء عن كل ما نهى عنه والقدوة هو النبي صلى الله عليه وسلم فلنلزم منهج القرآن الكريم وتشريع الله تعالى ولنقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ونطيعه فيما بلّغ به عن ربه جلّ وعلا.

———————————————-

تناسب فواتح الأحزاب مع خواتيمها

لمسات بيانية – د. فاضل السامرائي

تفريغ موقع إسلاميات حصريًا

مطلعها (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)) وآخرها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)) الخطاب في الأول للنبي صلى الله عليه وسلم والخطاب عام في الختام، الموضوع التقوى وكأنه أمر النبي أولاً بالتقوى ثم عمم الخطاب لكل المؤمنين.

في الأول قال (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)) وفي آخرها (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)) كأنه لا تطع الكافرين وأطع الله ورسوله.

في الأول (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)) وفي الآخر (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)) لا تطعهم لأن الله سيعذبهم في الآخرة، هذا تناسب طيب.

بداية وختام الأحزاب