تأملات تدبرية

في أفياء سورة الكهف

في أفياء سورة الكهف

بقلم: موقع إسلاميات

اليوم الجمعة موعدكم الأسبوعي مع سورة الكهف نلتجئ إلى أفيائها فنتلمس رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء وننهل من بحار العلم التي أجراها الله تعالى في آياتها ومعانيها فتضيء لنا ظلمات قلوبنا التي انشغلت عن كتاب ربها بمشاغل الدنيا وما فيها وروتين الحياة اليومية ومتاعبها..

يأتي يوم الجمعة لتستريح هذه القلوب فتطمئن كما اطمأن فتية الكهف فتزيد القلوب إيمانًا بالله وثقة بما عنده فتقوى فيما بعد الجمعة إلى الجمعة التي تليها على قول الحق ومواجهة الباطل والتمسك بالثوابت كما فعل صاحب صاحب الجنتين وتسعى في كل يوم لطلب العلم والجهاد لتحصيله بأدب جمّ وصبر على ابتلاءات طريقه المحفوفة بالصعاب والمشقات كما فعل موسى عليه السلام مع العبد الصالح ثم يصبح إحقاق الحق والعدل واقعًا ممارسًا وتطبيقًا عمليًا لا مجرد كلام ونظريات كما فعل ذو القرنين يجعلنا نساعد غيرنا لننهض بمجتمعنا وأمتنا ونبذل ما بوسعنا مستعينين بالله تعالى على كل أمرنا راجين رحمته شاكرين فضله حامدين له على نعمه.

بعد كل هذا نصل بإذن الله تعالى لنكون من الفائزين (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴿١٠٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴿١٠٨﴾) لا من الذين حبطت أعمالهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا..

العبرة من هذه السورة العظيمة التي نقرؤها ونتأمل في معانيها كل جمعة أن نصل للتوحيد المطلق لله تعالى لا تفتنا زينة الدنيا لا مال ولا أولاد ولا جاه ولا سلطان ولا ممتلكات ولا قوة ولا علم، إنما نجعل كل هذه الأمور وسيلة لإعلان التوحيد الكامل لله تعالى المستحق للحمد فنكون كما أراد الله تعالى لنا وكما علّمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم:

(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

ولنجعل سورة الكهف التي نداوم على قرآءتها يوم الجمعة دورة تدريبية لباقي سورة القرآن طيلة أيام الأسبوع فالذي أنزل سورة الكهف هو سبحانه الذي أنزل القرآن كاملًا ولا يليق بنا نحن المخلوقين أن نجعل القرآن عضين نأخذ منه ما نشاء وندع ما نشاء، إنما هو وحدة واحدة متكاملة وهو كلام الله تعالى الذي لا ينفد (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴿١٠٩﴾)

ولنحرص أن تتأثر قلوبنا بسائر سور القرآن على مدى الأيام كما تتأثر بسورة الكهف كل جمعة فإن إعجاز القرآن هو تأثيره على قلوب من يستمع إليه راغبًا في هداياته مستعدًا لتلقي وحيه ورسالاته يكفي أنه كلام الله تعالى إلينا نحن البشر فلنحسن تلقي رسالاته ولنحسن تطبيقها والعمل بها لنفوز في الدارين بإذن الله تعالى.

 

اللهم أنر قلوبنا بنور القرآن وبنور سورة الكهف وأضيء لنا بها يا رب من النور ما بين الجمعتين.