أبواب الجنة : باب أسماء الله الحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم. (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) الأعراف) ويقول عليه الصلاة والسلام (إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدة من احصاها دخل الجنة) من أحصاها وليس من عدّها، الإحصاء غير العد، العد واحد إثنين الرحمن الرحيم الملك القدوس هذا عدّ، الإحصاء كل اسم من أسمائه تعالى من أسمائه الحسنى ماذا يعني؟ أبعاده، إستعماله، فقه كامل عن كل إسم من الأسماء هذا يسمى إحصاءً (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) مريم) إذا هما أمران الشيء لا يعطف على نفسه (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) رب العالمين يعرفكم واحداً واحداً عداً وإحصاءً أنت وعملك وقلبك وأخلاقك وأصلك وكل شيء فيك يعني معلومات كاملة.
عليك أن تحفظ هذه الأسماء الحسنى ثم عليك أن تحصيها إحصاءً كل إسم، الرحمن الرحيم الرؤوف الرحيم (إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (117) التوبة) ما معنى رؤوف رحيم؟ أنت عددتها رؤوف رحيم، الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن، ولكن ماذا يعني الرؤوف وماذا يعني الرحيم؟ الرؤوف بهم إذا أساؤوا يخفف العقوبة رأفة بهم، وقس على هذا من أسباب هذه الرأفة كيف وظّف الله رأفته بحيث يخفف عنك إن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعاً، معصية مائة عام تغفر بلا إله إلا الله وبركعتين، إمرأة بغيّ سقت كلباً فغفر الله لها وهكذا.
من الرأفة بالمذنبين الخطائين ييسر له باب المغفرة والتوبة بسهولة والكلام فيها يطول، تستطيع أن تؤلف كتاباً كاملاً فى الرؤوف. والرحيم إذا أحسنوا فإنه يزيد فى فضلهم وإكرامهم وأنتم تعرفون مضاعفات العمل الصالح، العمل بعشرة أمثاله كل حسنة بعشرة أمثالها إذا كان الدَيْن بثمانية عشر والصلاة فى الأرض القيّ في الصحراء بخمسين، العبادة فى الرباط بسبعمائة وهكذا والصوم لا يعرف مضاعفاته إلا الله (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) هذا من رحمته الرحمن الرحيم وقس على هذا.
لو تأملت فى الودود (إِنَّهُ هُويُبْدِئُ وَيُعِيدُ {13} وَهُوالْغَفُورُ الْوَدُودُ {14} البروج) الودود هناك فرق بين الحب والود الحب يحبك لفعل لأنك كريم يحبك، لأنك تقي يحبك، لأنك فقيه يحبك، هناك سبب يجعلني أحبك لهذا السبب أحبك لفعل أو صفة فيك، أما كوني أودّك فلِذاتك إنت زين شين أنا أودك، أنت مقبول عندي بأي إعتبار حتى لو أسأت إليّ ، فودي لا يتعلق بفعل إنما لذاتك، وهناك رب العالمين عز وجل يحب بعض مخلوقاته لذاتهم، لذلك أنت لما تقرأ عن الله ودود غير إن الله يحب، إن الله يحب التوابين لأنه تائب، إن الله يحب الصابرين لأنه صابر يحب المحسنين لأنه محسن، إذاً يحبهم لفعل. ولكن الله سبحانه وتعالى خلق محمداً صلى الله عليه وسلم ويحبه لذاته هذا مثال وهناك كثيرون من عباد الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) مريم).
هكذا هو الأمر إذاً عليك أن تعرف أن هذه الأسماء الحسنى إذا عددتها وحفظتها عن ظهر قلب وهذا حديث صحيح في البخاري وغيره ثم أحصيتها بعد ذلك وتعلّمت فقهها ومعناها وفلسفتها فقد إكتسبت علماً عظيماً (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) الأعراف) ولذلك إن هذا العلم ينبغى أن تعلمه لأولادك ولطلابك وأن تبثه على الناس في دروس أو دورات أو برامج أو ما شابه ذلك لأن الأسماء الحسنى باب عظيم من أبواب الجنة من حيث إن لله فيها شأناً وقد أمرنا أن ندعوه بها. هكذا هوالأمر وهذا من إكرامات الله وإنعاماته على عباده بهذا الباب من أبواب العلم وهو ميسر إن شاء الله على تفاوت في فهمه وهكذا كل شيء المهم أن تكون من زمرة المتعلمين له، أنتم تعلمون التعلّم كما فى الحديث (من تعلّم كلمة أوكلمتين أوثلاثاً أوأربعاً أوخمساً مما فرض الله عز وجل يتعلمهن أو يعلمهن إلا دخل الجنة). إذاً حاول أن تجعل الأسماء الحسنى فى مدارات معرفتك إقرأ عنها كتاباً حاول أن تتعلمها ولا يضرك التفاوت في العلم وفوق كل ذي علم عليم، المهم كن مع الذين يتعلمون الأسماء الحسنى وما شاء الله الكتب المؤلفة في هذا الباب كثيرة، خذ لك كتاب من المختصرات تعلم هذه الأسماء عداً أولا إحفظها ثم إحصاءً، قف عند كل إسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وتكون بذلك دخلت الجنة بهذا العلم كما قال عليه الصلاة والسلام (من أحصاها دخل الجنة) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.