أبواب الجنة

أبواب الجنة – 2- باب التوحيد

اسلاميات

الحلقة الثانية – باب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم. قلنا إن لله ثلاث إرادات (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ (27) النساء) وقلنا أن من أبرز أسباب تلك الارادات شهر رمضان وشهر رمضان ركن من أركان هذا الدين وهذا الدين لا يقوم إلا بـ (لا إله إلا الله) أولاً. شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذه الكلمة الخالدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) بدون لا إله إلا الله التي هي القول السديد لا قيمة للعمل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) الأحزاب) (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا (25) إبراهيم) لقد ثبت علمياً الآن أن لا إله إلا الله تتردد في الفضاء إذا قلتها مرة تتردد في الفضاء إلى يوم القيامة وعلى مدى ترددها يصيبك أجرها وهذا ما يقوله علماء كبار (إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) فاطر) لا إله إلا الله تصعد وحدها لأهميتها. وكيف حقق الله لك هذه الإرادة؟ انظر ما حولك إلى كل هذا الكون الذي نحن فيه منذ أن خلق الله آدم وهذه الكرة الأرضية إلى يوم القيامة تأمل في كل الأمم هل هناك أمة تحسن لا إله إلا الله بالشكل الذي يحسنه أهل هذا الدين؟ هل يمكن أن تجد مخلوقاً من المخلوقات الحية في الكرة الأرضية كلها من بني آدم ناس اتبعوا أنبياء ناس أفاضل وناس علماء مخترعون طوروا الحضارة وأبدعوا في كل جانب ومع هذا ليس من أمة تبدع وتحسن وتتقن لا إله إلا الله بالصفاء والنقاء الذي يسره الله عز وجل لهذه الأمة لوحدها ولا أدري لماذا؟ أنا شخصياً لا أعرف لماذا؟ ولهذا قال عز وجل (قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) أنتم صغار وكبار علماء وأميون تتقنون لا إله إلا الله بهذا النقاء الذي لا تجده في أمة أخرى على كثرة الأمم المتحضرة والمتعلمة والتي ملأت الدنيا حضارة وابداعاً ومع هذا عجز الجميع عن أن يقولوا لا إله إلا الله بالشكل الذي تقوله أنت. ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة، قالوا وما إخلاصها يا رسول الله؟ قال أن تحجزه عن محارم الله. إذن شرط لا إله إلا الله أن تكون بها مخلصاً وشرط الإخلاص أن تحجزك عن محارم الله ولكي تحجزك عن محارم الله وكل ابن آدم خطّاء أن تكون كثير الاستغفار “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون” بمعنى كلنا خطاؤون فعليك أن تكون دائم الاستغفار لكي تكون دائم التوبة ولكي يصح قول ابليس: أهلكني الناس بكثرة الاستغفار ومن أحب أن يرى صحيفته يوم القيامة فليُكثر من الاستغفار. إذن هكذا هي لا إله إلا الله هذه المنة التي منّ الله بها عليك ولم يمنّ على أحد غيرك بالنسبة والقدر والشكل والموضوع الذي منّ به عليك ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام “لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي” وهذا الذي جرى وتأمل في أمتك هذه في كل مشارقها ومغاربها ليس عندنا مشكلة في لا إله إلا الله من أي نوع كل مسلم ما أن يدخل في هذا الدين إلا ويقول لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبه مع جميع الأنبياء، هذه الأمة الوحيدة التي تقول (لا نفرق بين أحد من رسله) ولذلك في الحديث المتفق على صحته: من شهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن عيسى كلمة الله ألقاها إلى مريم وهو عبده ورسوله والجنة حق وأن النار حق دخل الجنة. حينئذ هل هناك أحد يقول ذلك كله غيرك؟ هل هناك نص في كل الأديان المعاصرة يقولون لا نفرق بين أحد من رسله؟ حينئذ عليك أن تعلم أن الله عز وجل عندما يسر لك ذلك ومنّ عليك بهذا الصفاء في توحيده عز وجل بالشكل الذي لا تجده عند غيرك إلا أفراداً معدودين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى أن يتوب عليك فعلاً كما قال ويريد أن يخفف عنك ويريد بك اليسر لأمر يعلمه عز وجل ولا ندري لماذا اختار الله هذه الأمة لكي يجعلها الأمة الوسط وما علينا أن نفرح بذلك وأن نسعد وأن نكون عند حسن ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا وأن نتبع سنته على وفق ما أراد. وحينئذ بهذا الذي نقول بهذا الشهر بهذا الصيام الذي هو قمة آمالنا ورجائنا في النجاة يوم القيامة هذا القائم على لا إله إلا الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) بدون لا إله إلا الله لا يصلح لك عمل مهما كان صالحاً ومهما أصلحته فهو عند الله ليس صالحاً. لا يُقبل عمل إلا بـ(لا إله إلا الله) الخالية من الشوائب تماماً وما من أمة تقول لا إله إلا الله خالية من الشوائب إلا هذه الأمة. هذا معنى قوله تعالى (قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) فنحمده عز وجل على نعمائه ونحمده أن شرفنا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين وقد أصابتنا من الرحمة كاملة إن شاء الله ونحن في هذا الشهر المبارك فنسأله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا في هذا الشهر وأن يوحد كلمة المسلمين وأن يدفع عنهم الشر وأن يجعلهم مثالاً للعالم جميعاً في وحدتهم وفي توحيدهم وفي عدم تفريقهم بين الأنبياء وفي محبتهم لأهل الأديان جميعاً فهم لا يفرقون بين أحد من رسله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.