سورة الروم
إسم السورة
د. مساعد: سورة الروم لا يعرف لها إسم آخر غير هذا الإسم ويلاحظ بعض الناس يلتفت إلى المسميات والأسماء فكون سورة تسمى بإسم عدو لك والإسم عندنا له منزلة فكون السورة تسمى سورة الروم على ماذا يدل بالنسبة لقضية العدل مع الآخرين؟ في كونك تسمي سورة بإسم عدوك وتتلى وتسمى بهذا الإسم وهي مأخوذة من مبدأ السورة (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)) مثل ما ذكر الدكتور صالح صواب حفظه بالأمس في أن (الم) سورة العنكبوت لم يرد بعدها ذكر للقرآن كما هو في غالب ما يأتي من الأحرف المقطعة كذلك هذه السورة لم يرد ذكر مباشر للقرآن وإنما قال (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)) وهذا يدل على العناية بهذا الحدث كما سيأتي
د. عبد الرحمن: مع أنه ذكر القرآن في أثناء السورة
د. مساعد: لا تخلو سورة من ذكر القرآن لكن الذي استنبطه جمع من العلماء وأشار إليه ابن كثير وقال إن أغلب ما يأتي بعد الأحرف المقطعة القرآن أو شيء متعلق بالقرآن (حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غافر) كلها تأتي بعدها شيء متعلق بالقرآن إلا سورة العنكبوت والروم لكن الأغلب جاء بعده ذكر القرآن.
د. عبد الرحمن: هذا ما يتعلق بتسميتها، إذن هي سورة ليس لها غير هذا الإسم. ولقد لاحظت ولعل الإخوة المشاهدين لاحظوا أن أكثر السور أو كثير من السور التي مرت معنا ليس لها إلا إسم واحد، إسم توقيفي مشهور مثل الروم العنكبوت القصص وهذه من فوائد هذا البرنامج كان توقفنا في كل حلقة مع سورة يعطي المجال للحديث عنها
د. مساعد: أنا أرى أن هذا نوع من التوفيق تغيير نمط البرنامج
د. عبد الرحمن: جزاك الله خيرًا لأنك أنت الذي أشرت عليّ أنت والدكتور محمد الخضيري بهذا عندما كنا في النماص.
وقت نزول السورة
د. عبد الرحمن: ننتقل إلى النقطة الثانية وهي متى نزلت هذه السورة في اي مرحلة بالضبط؟
د. مساعد: السورة مكية ولكن بالتحديد متى نزلت في أيّ العهد المكي؟ فيه خلاف ومبني على معرفة تاريخ هزيمة الروم ومتى كانت لكن ظاهر جدًا أن هزيمة الروم كان عندما علا شأن الإسلام وظهر ولهذا كان المشركون فرحوا بانتصار الفرس على الروم لأن الفرس ليسوا أهل كتاب وإنما مجوسًا والروم كانوا أهل كتاب فكأنهم الآن يفرحون على المؤمنين بانتصار من تدّعون أنهم كفار على من تدعون أنهم أهل كتاب مثلكم فالله سبحانه وتعالى أنزل هذه السورة بشأن هذا الحدث وأعطى وعدًا صادقًا بتحقق نصر الروم على الفرس
د. عبد الرحمن: لكن قد يكون من المقبول أن تقول أنها نزلت في السنة الخامسة من البعثة في هذه الحدود لأنه قال (فِي بِضْعِ سِنِينَ (4)) ووقع انتصار الروم على الفرس في هذه السنين
د. مساعد: إذا قلنا أنه السنة الثانية وكانت سبع سنوات فمعنى ذلك أنك ستأخذ سنتين من الهجرة وتنزل خمس سنوات هو وافق غزوة بدر على الصحيح فإذا أخذناه على أنه سبع سنين معناه يكون تقريبًا في السنة الثامنة من البعثة
د. عبد الرحمن: المفسرون يقولون أن كسرى قد غزا اسطنبول التي كانت حاضرة الروم فاستولى على البلاد وخرّبها وعاث فيها فسادًا ففرح بذلك المشركون فرحًا شديدًا وقالوا غلب المجوس والفرس وهم ليسوا أهل كتاب الروم وهم أهل كتاب مثلكم أيها المسلمون وهذا هو سر الفرح ثم وعد الله بأنه سينتصر الروم على الفرس في بضع سنين، ما معنى بضع سنين؟
د. مساعد: بضع سنين من ثلاثة إلى تسعة، الصديق رضي الله عنه راهن أبي بن خلف على انتصار الروم في بضع سنين، جعل بينه وبينه رهانًا إن انتصر الروم فإن له كذا وكذا وهذا قبل تحريم القمار ويقولون أنه من أمر الجاهلية التي نُسِخ ومضى. مهم جدًا أن ننتبه إلى مسألة في هذه الآيات ما يتعلق بالإعجاز الغيبي في القرآن بمعنى إخبار القرآن عن أمور غيبية. ومن قدر الله أمس استمعت إلى أحد النصارى على قناة نصرانية كانوا يتكلمون عن شيء من هذه القضايا فيما يتعلق بإخبار الغيب ويدّعون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم في كل ما يدّعيه وما يزعم أنه من إخبارات الغيب أنه أخذها من الكتاب المقدس في زعمهم وأنا أتعجب أنهم يتغافلون عن أن هناك إخبارات بالغيب ليست كلها من الكتاب المقدس هناك إخبارات أخرى فلماذا لم تنظروا إليها؟! لتفترض جدلًا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أخذ هذه من كتابكم وماذا عن الإخبارات الأخرى؟! مثل هذه (غُلِبَتِ الرُّومُ)؟! وغيرها من الإخبارات الغيبية؟! تحس أنهم هم انتقائيون جدًا والمراد زرع الشبهة أو الرد بنوع من الكراهة على هؤلاء المسلمين فقط وليس بحثًا علميًا مؤصلًا. الإعجاز الغيبي في القرآن واضح وضوحًا تامًا وهناك إعجازات غيبية وقعت مثل هذه الآية وهناك إعجازات غيبية للمستقبل لم تقع بعد مثل الدابة (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) النمل) إذن هناك أنواع من الإعجازات وإعجازات مستمرة، غيبي ومستمر مثل التحدي بالقرآن ومثل (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (7) الجمعة)
د. عبد الرحمن: وخاصة في قوله (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء) فهذا تحد غيبي مطلق ومستمر
د. مساعد: وكأن هذا الخبر الغيبي غيبي وقع وانتهى. فالاخبارات بالغيب متنوعة منها ما هو إخبار بغيب ومستمر
د. عبد الرحمن: وإخبار بغيب قد مضى ولم يعرفه أحد من المعاصرين
د. مساعد: هذا الذي كان بعض النصارى يتكلمون عنه في أخبار لوط وموسى وإبراهيم ويعقوب عليهم السلام.
د. عبد الرحمن: هل تريد أن تذكر كلام الخطابي؟
د. مساعد: قبل أن أذكر كلام الخطابي “ثلاث رسائل في الإعجاز القرآني للرماني والكرماني وعبد القاهر الجرجاني”
د. عبد الرحمن: هذه رسالة في إعجاز القرآن للإمام الخطابي فيها كلام جميل عن الإعجاز الغيبي
د. مساعد: فيه كلام جميل عن الإعجاز ولا أخصص منطق الإعجاز الغيبي. وفي نظري أنه ما زال علم الإعجاز يحتاج إلى بحث أكثر تأصيلًا نعم موجود رسائل كثيرة وبحوث كثيرة لكن الغالب عليها طابع تقليدي اشبه ما يكون بتناسق وتناقل ليس هناك إبداعات حتى ولو في الجانب التاريخي أو جانب النقد لبعض أفكار الإعجاز والقضايا المرتبطة بالإعجاز. رسالة الخطابي رحمه الله رسالة متينة جدا وأنصح بقراءتها وأنصح أن يكون بين طلاب علوم القرآن مدارسة تاريخية لكتب إعجاز القرآن
د. عبد الرحمن: متقدمة
د. مساعد: طبعًا متقدمة
د. عبد الرحمن: لأن الخطابي متوفى سنة 388 هـ
د. مساعد: يقول الخطابي “وزعمت طائفة أن إعجازه إنما هو فيما تضمنه من الإخبار عن القرائن في مستقبل الزمان نحو قوله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ) وكقوله (قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ (16) الفتح) ونحوهما من الأخبار التي صدّقت أقوالها مواقعها قلت ولا يُشَكّ بأن هذا وما أشبهه من أخباره نوع من أنواع إعجازه ولكنه ليس بالأمر العام الموجود في كل سورة من سور القرآن وأنا أقول هذا ضابط مهم يجب أن ينتبه إليه كل من يتكلم في إعجاز القرآن ويجب أن يفرّق بين ما تُحدي به وما هو من أنواع الإعجاز الأخرى، فإذن كان يريد أن ينبه أن هذا النوع أنا لا أقول ليس معجز هو معجز لكنه ليس هو النوع الذي تُحدي به. ما هو الضابط؟ ليس بالأمر العام الموجود في كل سورة من سور القرآن. وقد جعل الله سبحانه وتعالى في صفة كل سورة أن تكون معجزة بنفسها لا يقدر أحد من الخلق أن يأتي بمثلها فقال (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة) من غير تعيين فدلّ على أن المعنيّ فيه غير ما ذهبوا إليه. كلام دقيق جدًا
د. عبد الرحمن: يقول أن الاعجاز الذي وقع التحدي به ينبغي أن يكون موجودًا في كل سورة، هذا الضابط. الإعجاز الغيبي غير موجود في كل سورة، إذن صحيح هو نوع من الإعجاز لكن ليس هو الإعجاز الذي تحدى الله به
د. مساعد: قديمًا عندما كنت أقرأ في الإعجاز كنت أتعب وما استطعت أن أعرف مشكلة الإعجاز لما تبيت لي هذه المسألة بالذات وضحت وأزالت كثيرًا من المشكلات فأقول كيف كانت العرب تطالب بأن تأتي بمثل هذه الأمور؟ ما الذي كانت تطالب به العرب على وجه التحديد؟ الذي تطالب به شيء وتحديت به وكون القرآن فيه هذه القضايا المعجزة شيء آخر.
موضوع سورة الروم
د. عبد الرحمن: ما هو موضوع سورة الروم؟
د. مساعد: أنا اطلعت على بعض من تكلم في موضوع سورة الروم فوجدت أنه نوع من النقل في كتاب التفسير الموضوعي الذي صدر عن جامعة الشارقة، نوع من النقل الباهت لما تكلم به بعض المعاصرين وليس هناك تحديد دقيق والمسالة مسألة اجتهاد. ألاحظ أن الله سبحانه وتعالى عقّب قصة الروم لما قال سبحانه وتعالى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)) كأني ألحظ أن هذه الآية هي مقصد السورة ولعله يدل عليه ما نسميه برد العجز على الصدر وفي آخر آية من السورة قال (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) كأن موضوع السورة وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين مثل ما نصرهم، لأن الكلام عن النصر. المساقات التي بين هذه الايات نلاحظ أنها مساقات منبهة على هذا الوعد من أطراف متعددة خصوصًا أنها ركزت على جانب من جوانب اليوم الآخر، الجوانب المرتبطة باليوم الآخر ليست بعيدة عن قضية النصر وانتصار المؤمنين بل هي نهايتهم ومآلهم إلى هذه المآلات (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)) مآلات هؤلاء المنتصرين في نهاية الأمر. الحديث عن يوم القيامة وتكاثره في السورة لا يعني أنه ليس له علاقة بالوعد الحديث عن الكفار وعن السير في الأرض وعن بعض أوصافهم تنبيه على أن هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا فائزين بوعد الله سبحانه وتعالى فالذين هم أحق بوعد الله سبحانه وتعالى هم أتباع هذا النبي صلى الله عليه وسلم
د. عبد الرحمن: ولاحظ تكررت في السورة قوله (ويوم) وذكر العاقبة في إشارة إلى الوعد الأخروي وقد يكون هذا وعد دنيوي وأخروي في السورة وعد بالنصر والتمكين للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
د. مساعد: لاحظ قوله (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)) تلاحظ القضايا مرتبطة بقضية النصر والتمكين هؤلاء الآن عاقبة الذين كفروا وكانوا مشركين ما هي؟ لأنهم خالفوا أوامر الله سبحانه وتعالى ما كانوا من أهل الوعد الحق. فكأنه ينبّه على أن لا تكونوا بأوصاف هؤلاء المشركين لكن ماذا تفعلون (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ (43)) وآيات أخرى كلها تدخل في هذا المجال. ومن لطائف الآيات التي ذكرتها قبل قليل (الله) تجد كثيرًا من المقاطع تبدأ بـ (الله) وهذه أشار إليها -من أجل الأخ محمد نصيف في ملتقى أهل التفسير – أشار إليها سعيد حوّى
د. عبد الرحمن: لا زال حديثنا متصلا حول سورة الروم. وقد وقف بنا الحديث عند ذكرك لما ذكره سعيد حوّى في كتابه الأساس وأنا رأيت ما كتبه الأخ محمد نصيف في الملتقى يقول لما أنتم تذكرون كتب عبد الحميد طهماز له كتب قيمة ولا تذكرون “الأساس” وأنا أعتذر له أنا شخصيًا وأنا ليس عندي كتاب الأساس ذهبت لأشتريه منذ سنوات فقال لي البائع 600 ريال قلت ما عندي إلا مائتين وتركته وما وجدته بعد ذلك ولكن إن شاء الله بعد توصيته هذه سأحرص على اقتنائه.
د. مساعد: أنا عندي في المكتبة ليس هو فقط لكن الواحد ينسى
د. عبد الرحمن: لعلنا إن شاء الله بعد الحديث نعرّف ببعض الكتب
د. مساعد: أنت جئت بهذه الفكرة في آخر حلقة في الزمن الأخير لكن لا بأس، هناك كتب أخرى. سعيد حوى رحمه الله تعالى من “الكلمة في سورة الروم ومحورها” يجعل دائمًا هذه العبارة “كلمة في سورة كذا ومحورها” فكرته أنه يرى أن سورة البقرة أصل وأن السور الأخرى شارحة لها. يقول قلنا إن محور السور الأربعة العنكبوت والروم ولقمان والسجدة هو مقدمة سورة البقرة وقلنا إن كلّا من هذه السور تفصّل في المقدمة تفصيلا يكمل بعضه بعضًا وقلنا أن سورة العنكبوت فصّلت موضوع الإيمان بالغيب وآثاره وموضوع الإيمان بالكتاب ولم تتوسع في موضوع الإيمان باليوم الآخر وهاهنا نلاحظ أن السياق الرئيسي لسورة الروم يكاد يكون منصبّا على موضوع اليوم الآخر وجاء بمجموعة من الآيات. ومن آخر ما ذكر من الملاحظ اللطيفة يقول ولاحظ هذه الملاحظة أن الآيات التي وصفت المتقين في سورة البقرة قالت في جملة ما قالت (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) البقرة) وهذه آخر آية في سورة الروم (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) لاحظ ورود (يوقنون) في المكانين، فالسورة تكمل سورة العنكبوت وتفصل بشكل أخص من مقدمة سورة البقرة ما لم تتوسع في سورة العنكبوت في تفصيلها لهذه المقدمة. وقال من الملاحظ هنا أن هناك شبهًا آخر بينها وبين سورة يونس وبدأ يذكر بعض المشابهات وعلاقتها بسورة العنكبوت إلى أن قال إن من عجائب القرآن ما ورد في بداية سورة الروم فإن فيها وعدًا أن ينصر الله الروم على الفرس وهو وعد قد تحقق بعد نزول السورة بفترة وقد دلّ الله عز وجل على وقوعه وعدّ هذا بوقوع وعد في اليوم الآخر ثم سارت للتدليل على اليوم الآخر ومن ثم نجد في بداية السورة (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)) هاتين الآيتين بحاجة إلى وقفة خاصة مع ما يقع اليوم من الانبهار بالدنيا وزخارفها وانبهار بالحضارة هذه الآية نبراس للمؤمن أن يتأملها وجديرة بأن يقف عندها (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) نفى العلم عنه ولكنه أثبت لهم علم آخر، لا يعلمون العلم الحقيقي الذي يدلهم على الله وعلى ما في اليوم الآخر قال (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) إلى آخر ما ذكر. وقال وتختتم السورة بقوله (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) قال ومن عرف هذه النقطة فقد أدرك السياق الرئيسي لسورة الروم.
د. عبد الرحمن: إذن هو يرى أنها عن الآخرة، عن اليوم الآخر وهو الوعد الأخروي
د. مساعد: نعم الوعد. ثم طريقته أنه يقسّم إلى مقاطع، هو قسّم إلى أربع مقاطع المقدمة ومقدمة السورة قسمها أيضًا إلى مجموعتين.
د. عبد الرحمن: يبدو أن هذا منهج من يكتب في التفسير الموضوعي
د. مساعد: في الغالب ولكن هذا له طريقته ومنهجه
د. عبد الرحمن: من خلال قراءتي في الكتاب الذي سبق أن أعلنا عنه في الحلقات وفي ملتقى أهل التفسير موسوعة التفسير الموضوعي الذي صدر عن جامعة الشارقة بإشراف شيخنا الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله، ملاحظتي الشخصية ولا أدري إن كان ظهر لك هذا أم لا أنه لم يكن هناك في كل معالجة للسورة أنا أعرف أن كل واحد من الباحثين أخذ سورة ولكن بعضهم ما استطاع أن يضع يده على موضوع السورة بدقة وتجد أن هناك نوع من الضبابية واضحة معظم السور المكية تتحدث عن العقائد، صحيح، لكن هناك موضوعات أدق من هذا كان الأولى بالباحثين أن يضعوها كعنوان للسورة لكن يظهر لي أن الحديث في التفسير الموضوعي أو في مقاصد السور يحتاج إلى تدبر وتدبر وتدبر وتكرار وتأمل حتى ينكشف لك هذا ثم تبني عليه ولذلك كان الشيخ عبد الحميد فراهي يحسن التقاط المقصد الرئيسي ثم يعمل على بيانه وحتى كتاب معارج التفكر ودقائق التدبر كتاب قيم لا أنكر أن فيه فوائد كثيرة جدًا للدكتور عبد الرحمن حبنكة لكن نلاحظ نفس الإشكالية ولكنه ما تناول إلا السور في العهد المكي وكان يرتبها حسب ترتيب النزول وهذا من نوادر الكتب التي صُنّفت على حسب ترتيب النزول انتهى فيها من السور التي نزلت في العهد المكي لكن نفس المشكلة عندما يأتي ويتحدث عن موضوع السورة نلاحظ نفس القضية في كتاب التفسير الموضوعي
د. مساعد: هذه المشكلة بحاجة إلى إعادة نظر. كتاب موسوعة التفسير الموضوعي في بعض الأحيان تلاحظ أن الجديد فيه تقسيم السور إلى مقاطع والباقي ليس فيه جديد كأنك تقرأ في كتاب تفسير الشيخ أبو بكر الجزائري المعنى الإجمالي والفوائد
د. عبد الرحمن: وهذا يحتاج إلى تنبيه الإخوة الباحثين التفسير الموضوعي ليس سهلًا ويحتاج إلى عمق علمي
د. مساعد: هناك قضية يجب أن ينتبه لها التفسير الموضوعي ليس له طريقة واحدة وأنا أعتب على من يسير التفسير الموضوعي بطريقة واحدة. يجب أن يكون عندنا قناعة أن التفسير الموضوعي ليس على طريقة واحدة بل هو طرائق متعددة وهناك حد أدنى إذا بلغه من كتب في التفسير الموضوعي نقول أنه الآن كتب تفسيرًا موضوعيًا كقضية فنية في التفسير الموضوعي لكن هل أحسن في أداء المعلومات؟ هذه قضية أخرى, نحن أحيانًا نريد أن نلزم الناس بطريقة معينة ونقول هذا التفسير الموضوعي وما عداه فيس كذلك، هذا لو أحد صنعه أو ألزم به فنقول لا
د. عبد الرحمن: من فوائد التفسير الموضوعي نحن في برنامجنا في رمضان هذا بالذات في هذا الشهر هو أن كل واحد يشاهد الحلقة يخرج منها بفائدة وهو نظرة إجمالية وكلية للسورة. مثلا سورة الروم قلنا سورة مكية ونزلت في مكة وليس لها إسم إلا سورة الروم وستون آية، موضوعها الأساسي الذي تحدثت عنه هو الوعد لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين، هذا حتى عندما يقرأ أحدنا سورة الروم يعرف أن هذا موضوعها الأساسي ويربط بين الآيات بعضها مع بعضها بالموضوع الأساسي أرى أن هذه فائدة مهمة تعطيك نظرة كلية للسور القرآنية
د. مساعد: ولعلنا إن شاء الله في المستقبل يكون هناك تخصيص حلقات للتفسير الموضوعي ونظرة تاريخية وتقويمية. من الكتب التي قومت التفسير الموضوعي “منهج التفسير الموضوعي في القرآن الكريم، دراسة تحليلة” للدكتور سامر رشواني هذا من الكتاب من الكتب التي أعتبرها متميزة لأن الدكتور سامر من خلال طرحه طرح معتدل وبيان لبعض ما وجه من النقد للتفسير الموضوعي والإجابة عن بعض النقدات وأحيانا قد يتبني النقد ولكن في كثير من الأحيان يوجّه ويبين ويعلّق. وفي الحقيقة أنا أوجه رسالة للدكتور سامر ود. علي الأسعد وغيرهم من طلاب العلم في الشام في الدراسات القرآنية أن يكون بيننا وبينهم اتصال وكم أتمنى لو نلتقي في ملتقى أهل التفسير لأني أجد لهم مشاركات في أماكن أخرى وأتمنى أن يعطونا منها
د. عبد الرحمن: وأيضًا من الكتب التي يحسن لطالب العلم أو الإخوة المشاهدون أن يقرأوا فيها حتى يعرفوا التفسير الموضوعي، فكرته، نشأته، الكتب المهمة فيه، كيف تقسم السورة إلى مقاطع وأيضًا أنواعه التفسير الموضوعي أنه تفسير موضوعي للسورة كما نفعل الآن، تفسير موضوعي لموضوع من خلال السورة وهذا كنا تحدثنا عنه في حلقات برنامج التفسير المباشر في مرحلة مرت لأن هذه الحلقة بالمناسبة هذه هي الحلقة 124 من حلقات التفسير المباشر وأنت كنت أول ضيف في البرنامج وأنت اليوم آخر ضيف وهذا من المناسبات, هذا كتاب الذي هو “مباحث في التفسير الموضوعي للدكتور مصطفى مسلم حفظه الله” من الكتب القيمة التي أنصح بقراءتها للتعرف على أنواع التفسير الموضوعي أقسامه ونماذج منه متميزة كتبها الشيخ في هذا الكتاب والشيخ شارك معنا في رمضان أكثر من مرة.
د. مساعد: أيضا شيخنا الدكتور زيد عمر العيص “التفسير الموضوعي، التأصيل و؟” هو لديه إضافة، عنده إضافات وعنده أيضًا شيء من النقد حتى في كتاب الدكتور سامر الرشواني نقد لبعض ما طرحه شيخنا الدكتور مصطفى مسلم سواء في التعريف أو في التمثيل وكذلك دكتور زيد كان يرى استدراكات. أقول أنه حري بنا أن نعالج هذه الموضوعات مرة بعد مرة ونخرج بطرائق متعددة مقبولة وأنا لا أزال أقول أنه يحسن بنا أن يكون عندنا نوع من النظر الشمولي في التفسير الموضوعي، لا يكون عندنا طريقة معينة، طريقة الشيخ فلان أو طريقة الشيخ فلان، طرائق متعددة، هي في النهاية تعطينا قضية معينة أننا ندرس هذه السورة أو ندرس هذا الموضوع في القرآن لكن كل واحد منا نظر إليه بطريقة معينة وأدّاه بطريقة معينة ولهذا نقول إن المتقدمين كان لهم دراسات موضوعية لكن نحن لعدم خبرتنا بالمخطوطات وعدم خبرتنا بتراجم هؤلاء العلماء ما نلتفت إلى بعض آثارهم وأذكر أنك طرحت مرة في الملتقى كتاب لأبي عبيدة قاسم بن سلام أو غيره هي نظرة موضوعية في أحد موضوعات القرآن
د. عبد الرحمن: لعله كتاب الطحاوي أحكام القرآن
د. مساعد: لا، غير أحكام القرآن، أذكر كتابًا آخر. رسالة القنوت لشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة جميلة جدًا وهي موضوع لفظة في القرآن وعالجها معالجة تفسيرية وخلص بنتيجة ما هو القنوت في القرآن وهذا هو المراد. وقريب منها وبنفس الطريقة التي نهجها الشيخ أحمد حسن فرحات في رسائل المصطلحات هي نفس الفكرة أنت تريد أن تعرف لا تحتاج إلى كمّ من الإنشاء لأني ألاحظ أن الأسلوب الإنشائي يطغى على التفسير الموضوعي فيفسد الأفكار، أن تريد أن توصل هذه الأفكار أوصلها بأسلوب أدبي لكن لا يكون هو الطاغي والغالب على الكلام.
د. عبد الرحمن: أيضًا من الأمور التي ذكرها الدكتور زيد عمر المقالة القرآنية, نحن الآن نتحدث عن تفسير السورة تفسيرًا موضوعيًا هذا نوع، موضوع من خلال سورة نأتي مثلا على الأخلاق في سورة الحجرات أو العلاقات الاجتماعية في سورة النور
د. مساعد: وهذا أذكر واحد اعترض عليها في الملتقى الشيخ سعيد إعترض على الموضوع من خلال سورة لا يعتبره تفسيرًا موضوعيًا
د. عبد الرحمن: النقطة الثالثة الموضوع من خلال القرآن
د. مساعد: وهذا المتفق عليه
د. عبد الرحمن: تحدثنا في بعض حلقات البرنامج عنه قديما. ذكر الدكتور زيد إضافة إلى المقالة القرآنية بحيث أنك تبني مقالة في مجلة أو جريدة عن آية في القرآن وتفصلها فمثلًا تقول الحرص على المجتمع من خلال قصة النملة
د. مساعد: أنت ذكرتني بتاريخ، الشيخ مصطفى حفظه الله لما كان يدرسنا الكتاب قلت يا شيخ هناك قسم رابع، قال ما هو؟ قلت موضوع من خلال آية، فأذكره بضحكته المعهودة وابتسامته قال لا، هذا ليس تفسيرًا موضوعيًا قلت مثل التيسير للرسول صلى الله عليه وسلم من خلال (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) الأعلى) أذكر أنه قال لا، رفض هذا النوع.
د. عبد الرحمن: الدكتور زيد يؤيده وسماه مقالة قرآنية. أيضًا يمكن أن يضاف الخطبة القرآنية يأتي خطيب يخطب يوم الجمعة خطبة يبنيها على آية
د. مساعد: يركز على آية، فيها وجهات نظر ولهذا نقول معرفة المتفق عليه وبناء هذا المتفق عليه ما هو الشيء الذي إذا نحن عملناه دخلنا في التفسير الموضوعي وإذا نحن لم نعمله خرجنا عن التفسير الموضوعي وبعد ذلك يكون الحسن والقوة في إبراز هذا الجانب الموضوعي في القرآن
د. عبد الرحمن: يمكن أن نذكر فائدة في التفسير الموضوعي يختلف بها عن التفسير التحليلي وهي أن التفسير التحليلي يحرص على المفردات والتفاصيل، التفسير الموضوعي ينظر إلى النظر الكلية سواء قلت السورة فهو ينظر للسورة نظرة كلية أو قلت موضوع من خلال القرآن فهو كذلك أو قلت موضع من خلال القرآن فهو يريد أن يخرج القارئ أو يخرج المشاهد بمعرفة كيف تحدث القرآن الكريم عن موضوع الأخلاق؟ كيف تحدث عن موضوع الصبر؟ عن موضوع العلم؟ وكذلك إذا كانت على مستوى السورة أو على مستوى المفردة.
د. مساعد: لا أظن أن أحدا يختلف في فائدة التفسير الموضوعي وأنه يجمع لنا موضوعات، فإذا قلت ما هي أنواع المطلقات في القرآن؟ هذا سؤال فقهي، ستجمعها من خلال الآيات وهذه فكرة التفسير الموضوعي. فأنت تأتي أوصاف الملائكة في القرآن، أوصاف الأنبياء في القرآن، هذه لما تستحضرها جميعًا مع الآيات ستجد أنك أمام أمثلة واضحة وأمثلة بالفعل تعطيك فوائد جديدة ما تجدها إذا كنت تنظر إلى مقاصد الآيات فقط. نحن إذا كنا نتكلم عن مقاصد الآيات فقط قد يغيب عنا كلام الله سبحانه وتعالى عن بعض الآيات في مواطن أخرى لكن لما تنظر إلى الموضوع ستجد كل الموضوعات ستجتمع معي في مكان واحد
د. عبد الرحمن: جعنا قبل أن نختم أن نشير إلى بعض الأسئلة التي طرحها بعض الإخوان في ملتقى أهل التفسير، أذكر سؤالًا من ضمن الأسئلة أخت ذكرت هل هناك علاقة بين تسمية السورة الروم وبين بعض الآيات التي تشير (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (41)) هل لهذا علاقة بالحضارة المعاصرة التي يكاد الروم هم الطرف الأقوى فيها؟
د. مساعد: أنا قرأت السؤال وأرى أن فيه بعد كبير جدًا ومحاولة تنزيل أحداث سورة الروم على الحضارة المعاصرة أرى أن فيه بعد شديد جدًا
د. عبد الرحمن: قد يقال أنه ليس مختصًا بهم هو موجود في الفرس والروم والعرب فهذا غير مختص بهم. في سورة الروم بعض الإشارات التي يذكرها أصحاب التفسير العلمي الآن مثل قوله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)) الحديث عن المياه وحديث عن البحر وحديث عن السفن وأنواع الرياح عندما قال (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)) الحديث عن أنواع المطر ومراحل تكوّن السحب ثم هطول المطر موجود أيضًا في سورة الروم
د. مساعد: من قدر الله كنت بالأمس أستمع إلى أكثر من محاضرة في الاعجاز العلمي ورقة عمل في الإعجاز العلمي فأنا تعجبت كيف تدخل هذه القضايا في الإعجاز العلمي مع أنها قضية ما لها علاقة هي مجرد (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) التكوير) الصبح يتنفس ما وجه الإعجاز فيها؟ لأنه عبّر بالتنفس؟ هي المسألة مرتبطة بجو العربي ويعرفها فجاء الكلام عن قضايا مرتبطة بأنواع وأشياء كثيرة لا علاقة لها، لو كنت أتكلم عن قدرة الله في الكون أنا أقول هذا الكلام ممتاز، لكن الآية دلت عليه ولو بأقل شيء من الدلالة؟ لا، ليس هناك أي دلالة فيسمى إعجازًا فمثل هذا يجب أن ينتبه إليه ويُحذَر. أما كونه سبحانه وتعالى وهو العليم بخلقه يتكلم عن أنواع الرياح وأنواع المطر فهذه لا إشكال فيها وهي واضحة جدًا حتى عند العربي وهو يعرف تفاصيل هذه الأموروما يحتاج فيها
د. عبد الرحمن: هناك قضايا في الإعجاز العلمي تذكر في سورة الروم لكن الوقت أضيق من أن نتحدث عنها حتى في أولها (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (3)).
—————————————————————-
الحلقة الثلاثون
سورة الروم
***********
رابط جودة عاليةhttp://ia360700.us.archive.org/22/it…1/tafsir30.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia360700.us.archive.org/22/it…/tafsir30.rmvb
رابط للجوال
http://ia360700.us.archive.org/22/it…ir30_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia360700.us.archive.org/22/it…1/tafsir30.mp3
روابط الحلقة كاملة على موقع مشاهد
http://www.mashahd.net/view_video.ph…ec445c517953c2