الحلقة الرابعة
ضيف البرنامج في حلقته (98) يوم السبت 4 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم، الأستاذ بجامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة.
وموضوع الحلقة هو :
– علوم سورة النساء .
– الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول الجزء الرابع من القرآن .
نسأل الله التوفيق والسداد
من مؤلفات ضيفنا الحلقة وفقه الله :
1- مباحث في التفسير الموضوعي.
2- مباحث في إعجاز القرآن.
3- المعجزة والرسول من خلال سورة الفرقان.
4- تربية الأسرة المسلمة في ضوء سورة التحريم.
5- معالم قرآنية في الصراع مع اليهود، أصدرته دار القلم أيضاً.
6- مناهج المفسرين: التفسير في عصر الصحابة ط. دار المسلم بالرياض.
7- تحقيق تفسير عبدالرزاق الصنعاني في أربعة مجلدات.
8- مباحث في علم المواريث.
——————
سورة النساء
متى نزلت، محور السورة وعمودها وإسمها؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. سورة النساء سورة مدنية ونزلت في وقت كان بدء تأسيس المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة. ونحن نعرف أن أهداف السور أو محاورها، السورة المكية ركزت على أهداف ومحاور معينة والسور المدنية زادت عليها بعض المحاور والأهداف، فقضية الألوهية والتوحيد في المرحلة المكية مركز عليها جداً، قضية البعث بعد الموت هناك تركيز عليها ولا تخلو سورة مكية من هذه الجوانب، قضية النبوة والرسالة مركز عليها في المرحلة المكية، أمهات الأخلاق وأصول العبادات مثل الوصايا العشر في سورة الأنعام وفي سورة الإسراء وكلها سور مكية كان التركيز فيها على أمهات الأخلاق والارتفاع عن سفاسفها وأصول العبادات من غير تفصيل، هذه أربع محاور لا تخلو سورة مكية منها. في السور المدنية عندما بُديء بتأسيس المجتمع الإسلامي الأمة تحتاج إلى بناء فكان بناء المجتمع الإسلامي في المرحلة المدنية بالإضافة إلى البناء بالتشريعات التفصيلية في كل جوانب الحياة هنالك قضية صيانة المجتمع الإسلامي الصيانة من الأعداء المتربصين في داخل المجتمع الإسلامي مثل اليهود وأهل الذمة أو الذين بقوا على شِركهم والرسول صلى الله عليه وسلم عندما وضع دستور المدينة شّرك فيه كل طوائف المجتمع الموجودين في المدينة كما في الوثيقة المشهورة وهنالك المنافقون يخرِّبون فنحتاج إلى صيانة. المسلمون الصالحون لهم أخطاء يخطئون أحياناً فيحتاج المجتمع إلى ترميم وصيانة. فأهداف السور المدنية بالإضافة إلى قضية بناء المجتمع الإسلامي يحتاج إلى صيانة ترميم هذه الأشياء التي تقع من أهل الذِّمة، من المنافقين، من بعض المسلمين الذين تقع منهم أخطاء. الأمر الثالث حماية المجتمع الإسلامي من الخارج الأعداء المتربصين فكانت التشريعات التي تأتي في قضية علاقة الدولة مع الدول الأخرى في حالة السلم والحرب ، قضية الجهاد، والمواثيق الدولية هذه كلها في المرحلة المدنية. إذن زيد على الأهداف الأربعة في المرحلة المكية ثلاثة أخرى البناء، الصيانة والحماية. سورة النساء تتعلق بقضية البناء والصيانة بشكل رائع ودقيق جداً.
محور سورة النساء رعاية المستضعفين في المجتمع الإسلامي ولنا على ذلك أدلة واضحة جداً تدل على هذا المحور: “رعاية المستضعفين في المجتمع الإسلامي”:
أولاً إسم السورة: النساء طبقة فيها نوع من الضعف “هُنّ عوانٌ عندكم” كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة في الجاهلية كانت حقوقها مهضومة جداً ليس لها رأي لا في مستقبلها ولا في ملكه ولا حظ له بالإرث فتسمية السورة بسورة النساء هي دليل على أن القضايا الواردة في السورة تتعلق بالمستضعفين عامة وبالنساء خاصة كنموذج للضعفاء في المجتمع. ولذلك نجد أن افتتاحية السورة انصب الاهتمام فيها على طبقة النساء. الفئة الثانية التي تأتي بعد النساء في قضية الحقوق وعدم الالتفات لها قضية اليتامى لذا جاء التركيز في افتتاحية السورة على قضية اليتامى. هنالك قضايا في مقاطع السورة تهتم بحقوق النساء وحقوق اليتامى بشكل كبير جداً وبشكل مركز. من جملة ما نستدل عليه من محاور السورة المناسبة بين الافتتاحية وخاتمة السورة، افتتاحية السورة تحدثت عن النساء واليتامى وخاتمة السورة تحدثت عن الكلالة والكلالة أضعف أنواع الورثة في الميراث، ليس بينهم فرع وارث ولا أصل وارث وإنما هم من الحواشي (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ (176)) الأخت حواشي ليست من الفروع ولا من الأصول، أقوى نوع من الورثة الفروع الإبن والبنت وإبن الإبن وبنت الإبن والأصول الأب والجد وما أعلى، فافتتحت السورة برعاية حقوق النساء واليتامى واختتمت السورة بقضية الكلالة والميراث وهم أضعف أنواع الورثة. إذن الافتتاحية والخاتمة تدلنا على قضية رعاية المستضعفين لأن محور السورة يدل على هذا الشيء.
لو دخلنا قليلاً في السورة نجد (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ (3)) هنا الحقيقة قد يسأل أحد ما علاقة إذا خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى تزوجوا من النساء مثتى وثلاث ورباع؟ سبب النزول يوضح، وسؤال عروة بن الزبير لعائشة رضي الله عنها يوضح المسألة، عندما سألها عن هذه الآية قالت تلك اليتيمة تكون عند وليها اليتيمة بنت عمه أو قريبته عند وليها ويعجبه جمالها ومالها ولا يريد أن يقسط لها في المهر، يريد أن يتزوجها لكنه لا يريد أن يقسط في حقها، إذا خفتم ألا تقسطوا في اليتامى بإعطائهن المهور وإعطائهن ما يستحقن من المال كأي امرأة أخرى تحولوا عنها وانكحوا ما طاب لكم من النساء غيرها مثنى وثلاث ورباع، الصلة واضحة، رعاية لحقوق مستضعفة، هي امرأة وهي يتيمة وفي حجر هذا الولي والولي لا يريد أن يقسط فجاء التنبيه لرعاية هذا الحق (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (4)) الصداق هذا ملكها، يا ولي أمرها ليس لك أن تأخذ من صداقها إلا عن طيب نفسها لا فقط برضاها. عندنا نقطة مهمة جداً الأموال إذا كان هناك عِوض بيع وشراء يكفي هنا تراضي قد أبيع شيئاً لا تطيب نفسي له لكن للحاجة يضطر أحد لبيع بيت أبيه أو أجداده الذي توارثه وله ذكريات ومهد الطفولة ولكن لضرورة مادية ولضيق ذات اليد أراد أن يبيع هذا البيت، هذا يبيعه برضى ويصح للشاري أن ينتفع به والبائع لا تطيب نفسه بهذا البيع ولكن البيع صحيح، لكن إذا كان المال لا يعوض بعوض لا بد فيه من طيب النفس طيب النفس شيء والتراضي شيء. المرأة لا يجوز لولي أمرها ولا لزوجها أن يأخذ من مهرها شيئاً إلا بطيب نفسها (فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا) إذا ما طابت نفسها بهذا المال لا يجوز للولي ولا للزوج أن يأخذوا منه شيئاً، غاية الرعاية لحق هذه المرأة.
خطوة أخرى في قضية (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى (6)) لا يجوز أن تعطي اليتيم إذا كنت مشرفاً على يتيم ولي أمره وصياً على ماله لا تعطيه المال إلا بعد اختباره وصلاحيته أن يتصرف بماله ماله (حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ) وكل هذا رعاية لحقه (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (5)) نسب المال إلى الولي لأنه عليه أن يحرص عليه كأنه ماله.
ولفتة لغوية في قوله (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا) (في) ما قال ارزقوهم منه، ارزقوا اليتامى في المال يعني اجعلوا المال ظرفاً لرزقهم تنفقون على كسوتهم وطعامهم قال العلماء بمعنى أن يشغِّل مال اليتيم فلا يقتطع منه شيئاً وإنما يطعمه ويكسوه من أرباع هذا المال حتى لا ينقص منه شيء. بينما في الآية اللاحقة (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8)) هؤلاء حضروا قسمة المال ونفوسهم متعلقة بهذا فتحتاج أن تقتطع من هذا المال لتعطيهم جاء (منه) بينما الأولى (في) اجعلوا المال ظرفاً حتى لا ينقص منه شيء.
تحدثنا عن مناسبة بين أول السورة وآخرها فهل هناك مناسبات أخرى في السورة؟
هنالك مقاطع بارزة وكلها تصب في محور السورة في قضية رعاية المستضعفين في المجتمع الإسلامي ومن أبرز هذه المقاطع قضية الميراث (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (7)) معلوم أن الجاهلية كانوا لا يورثون النساء ويقولون لا يأخذ الميراث إلا من قاتل على ظهر الخيل ودافع عن القبيلة أما الصغار والنساء لا يورثون، فوقعت حادثة وفاة أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت زوجته بعد وفاة الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أم كجّة كما يذكرها المفسرون وبعضهم يقول أم كحّة وهي زوجة ثابت بنت أوس الأنصاري جاء أولاد عم الزوج واستولوا على المال وتركوها هي وثلاث بنات من غير ميراث فجاءت تشتكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يقضي الله في ذلك ينتظر الوحي فنزل قوله تعالى (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) رعاية لحقوق النساء فسبب النزول يدل على أنها في صلب قضية رعاية مصلحة المرأة وبناتها وتشريع رباني في ذلك الأمر.
حادثة أخرى عندما توفي سعد بن الربيع في غزوة أحد وجاء أخوه واستولى على ميراثه فجاءت زوجة سعد تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ترك بنتين وأنهن لا يتزوجن إلا بمال وعمهم قد أخذ كل المال فنزل قول الله تعالى (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)) وبعد ذلك جاءت آية الكلالة وهي الآيات الثلاث التي اشتملت على علم المواريث علة الفرائض كله مبني على هذه الآيات الثلاث وبعض العلماء يعتبروه نصف العلم.
والدكتور مصطفى مسلم له كتاب في علم المواريث درسته على يديك وهو من أفضل الكتب التي استفدت منها. اتبعت في هذا الكتاب طريقة القاسم المشترك الأعظم والمضاعف المشترك البسيط فسهل حل الأمور الفرضية تسهيلاً كبيراً جداً كما أنه راعيت فيه قضية الفقرات والشروط وبيّنتها.
د. عبد الرحمن: وأنت تدرسنا الماجستير كنت تدرسنا مباحث في التفسير الموضوعي وكنت أرى لك محاضرة في المواريث وكنت أستغرب وقلت ما علاقة الدكتور بالمواريث ثم عرفت أنك متقن لهذا الفن.
د. مسلم: الشيخ مناع القطان أهديته كتاب في المواريث فنظر إليّ قال أنت تدرس التفسير ما علاقتك بالموارث؟ فقلت أخذته هواية من شيخي محمد نجيب خياطة في حلب وأنا في المرحلة الثانوية الشرعية فأحببت هذا العلم حباً كبيراً فنميّته ثم كتبت فيه ومن تخرجي من كلية الشريعة وأنا أدرس حلقة علمية في علم المواريث لم أتركها إلى الآن وكل سنة أعمل دورة وعندي خرّيجين في هذا العلم.
إذن هذه الآيات في سورة النساء هي عمدة الفن وهي تتعلق بقضية كل أسباب النزول تدل على أن قضية النساء ورعاية حقوقهن كان هو سبب نزول هذه الآيات في علم المواريث كلها.
في مقطع آخر أيضاً انتصار للمرأة وكانت المرأة كما هو معروف في الجاهلية إذا مات زوجها وعنده أبناء كبار من غير هذه المرأة يأتون يرثون زوجة أبيهم كمتاع وإذا أراد أحدهم أن يتزوج بها أخذ امرأة ابيه تزوجها وإذا ما أراد عضلها حبسها عن الزواج إما تفدي نفسها بمال أو يزوجها وهو يأخذ المال يعني من جملة المتاع (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ (19)) لا يجوز لا قضية جعلها إرثاً مثل المتاع ولا عضلها عن الزواج فهي حرة في نفسها فجاء (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22)) هذا نهي.
هل كان العرب كلهم يصنعون ذلك أو بعض القبائل؟ الذين لا يعملون لا يستهجنون ولا ينكرون على ذلك، كثير من القبائل عندهم أعراف وما عندهم تشريعات مدونة لكن الأعراف القبلية هي السائدة لا تمنع هذا الشيء.
لفتة مهمة أخرى: في سياق المحرمات من النساء (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء (24)) جاء والمحصنات من النساء ثم جاء التعقيب عليها (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (25)) اللفتة هنا ما استطعنا أن نتزوج الحرّة المعروفة وخشي على نفسه العنت والشدة والوقوع في المعصية والزنا والعياذ بالله فأبيح له أن يتزوج من الفتاة الأمة التي هي رقيقة مملوكة لغيره وليس له وهذه طبقة من الطبقات الاجتماعية، ضعف النساء، هذه امرأة ومملوكة ولغير هذا الشخص وهو يريد أن يتزوجها عبّر القرآن الكريم تعبيرات في غاية الجمال وفي غاية اللطف وإشعار هذه الأمة بإنسانيتها وكرامتها، هي أمة اقل من خادمة، الخاجمة لها حرية ولها رأي لكن هذه أمة مملوكة وفي نفس الوقت ليس لها تلك القيمة انظر تكريم الله سبحانه وتعالى لها!. أولاً تسميتها بالفتيات (فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ) ما قال إمائكم أو عبدتكم، والرسول صلى الله عليه وسلم أدّب فقال “لا تقولوا أمتي وعبدي وإنما فتاي” هذا نوع من التكريم إشعارها أن لها قيمة. (فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) هؤلاء بشر مثلكم وقد تكون هذه الأمَة أفضل بكثير من الطغاة المتكبرين المتجبرين كلكم لآدم وآدم من تراب، فهذه ظروفها الاجتماعية جعلتها في هذه المكانة ليس معنى ذلك أن تترفع عليها وتستهين بها وتحقّرها. الثالثة (فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ) ما قال بإذن أسيادهنّ هي جزء من هذه العائلة التي تعيش فيها هؤلاء أهلها (فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ) أهلها ولي أمرها مولاها سيدها يزوحها حتى لا تكون القضية سرية أو أنه ظفر بها وسماهم الأهل لأنها عضو في هذه العائلة إشعاراً لها بكرامتها.
—————————-
إتصال من الأخ عبد الله من السعودية:
سؤال عن النكاح، قال تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً (3)) هل يفهم من هذا أن الأصل التعدد أم الأصل واحدة؟
الإجابة: الذي يثق من نفسه قضية العدل بين النساء وتغطية الحاجات المادية وغير ذلك فأنا أرى أن الأصل فيه التعدد والذي يخشى على نفسه من هذا فالأصل له واحدة.
إتصال من الأخ أبو عبد الرحمن البرازيلي:
الإجابة: الآية (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22)) إلى الآن ما فهمت لماذا خاطب الله تعالى الناس بهذه الآية؟ هل كان في الجاهلية من ينكح زوجة أمه؟!
ليس الأم ولكن عندما يكون الزوج متزوجاً امرأتين، كثير من الناس بعدما يبلغوا من العمر عتياً يريد أن يجدد شبابه فيتزوج واحدة صغيرة وقد تكون أصغر من أولاده قد يكون أولاده في الأربعين وهي بنت عشرين فعندما يتوفى الأب إن لم يكن هناك رادع ديني أو عرفي وهي فتاة صغيرة وعلى جمال ولعوبة فيقول الولد أنا أتزوج بها فيتزوج هذه الصغيرة وهي زوجة أبيه فنزلت الآية (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ)
————————-
سؤال الحلقة:
آية في الجزء الرابع فيها تعزية من الله تعالى لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال عنها قتادة: يعزي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم-كما تسمعون-، ويحثهم على قتال عدوهم، وينهاهم عن العجز والوهن في طلب عدوهم في سبيل الله.
فما هي هذه الآية ؟ هل هي :
1. الآية 139 من سورة آل عمران.
2. الآية 20 من سورة النساء.
3- الآية 109 من سورة آل عمران.
————————
روابط الحلقة للتحميل
رابط جودة عالية
http://ia360703.us.archive.org/13/items/mobashersheri4/mobasher4.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia360703.us.archive.org/13/items/mobashersheri4/mobasher4.rmvb
رابط صوت
http://ia360703.us.archive.org/13/items/mobashersheri4/mobasher4.mp3
رابط مشاهدة من موقع مشاهد نقية
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=d30e890dc363bb4fb30f