برنامج التفسير المباشر

التفسير المباشر – رمضان 1431 هـ – سورة النمل

اسلاميات

الحلقة 27

ضيف البرنامج في حلقته رقم (121) يوم الإثنين 27 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري، الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة الملك سعود.

وسيقدم الحلقة الأستاذ إبراهيم السلمي المذيع بقناة دليل جزاه الله خيراً .

وموضوع الحلقة هو :

– علوم سورة النمل .

– الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول السورة وحول الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم .

————————–

سورة النمل

إسم السورة، دلالة الإسم

د. عبد الرحمن: كان هدفنا في هذا العام أن نتحدث عن السور حديثًا عامًا موضوعيًا بحيث أن كل مشاهد يخرج من الحلقة وقد عرف السورة موضوعها أسماءها التي تحدثت عنها وكنت أتمنى من الزملاء الذين شاركوا أن نعرض في كل حلقة المؤلفات والكتب التي أفردت هذه السورة بالحديث، وأنا أحضرت اليوم بعض الكتب التي خصت سورة النمل بالحديث.

أما سؤالك عن إسم سورة النمل فالإسم التوقيفي الذي ثبت في كتب النفسير وفي المصاحف وفي كتب السنة هو إسم سورة النمل وذكر ابن عربي إسمًا لهذه السورة سماها سورة الهدهد وبعض العلماء يسميها سورة سليمان في كتب التفسير يسميها سورة سليمان. أما سورة النمل لأنه ذكرت النملة فيها والحديث مع سليمان، وأما سورة الهدهد لأنه لم يذكر الهدهد إلا في هذه القصة مع سليمان عليه السلام وسورة سليمان لأنه فصل في سورة سليمان في هذه السورة تفصيلًا طويلًا، فهذه أسماء ثلاثة النمل والهدهد وسليمان لكن الإسم المشهور التوقيفي لها هو سورة النمل.

وقت نزول النزول:

د. عبد الرحمن: هذه السورة سورة النمل سورة مكية بالإجماع نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المرحلة الثالثة من مراحل العهد المكي. المرحلة الأولى هي مرحلة عدم المبالاة بالنبي صلى الله عليه وسلم وتركه وتربص وفاته والمرحلة الثانية كانت مرحلة المداهنة التي أرادوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنهم ويسكتوا عنه ونزلت (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) القلم) نزل في هذه المرحلة سورة القلم وغيرها من السور قل يا أيها الكافرون نزلت في هذه المرحلة، ثم المرحلة الثالثة لما بدأ المشركون يحاججون النبي صلى الله عليه وسلم ويذهبون لأهل الكتاب يبحثون عن أدلة يردون بها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت سورة النمل وهي مليئة بالحجج التي تكذب المشركين وترد عليهم وتبين صدق النبي صلى الله عليه وسلم وإثبات نبوته بأدلة لعلنا نستعرض بعضها إن شاء الله

المقدم: وقوله (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)) ما يشعر بأنها مدنية

د. عبد الرحمن: لا طبعًا تحدثنا في الحلقات الماضية وأيضًا أشير في هذه الحلقة إلى أن قريش كانت على صلة ببني إسرائيل يعرفونهم ويعرفون أخبارهم.

المقصد الرئيسي للسورة

د. عبد الرحمن: سورة النمل دعني أمزج الحديث في هذا بعرض الكتب هنا كتاب بعنوان المعجزة والإعجاز في سورة النمل كتاب للأستاذ عبد الحميد طهماز رحمه الله توفي في هذه السنة رحمه الله وغفر له والشيخ عبد الحميد له كتب على هذا المنوال كتب صغيرة (110 صفحات) يتناول كل سورة من سور القرآن الكريم ويحدد المقصد الأساسي للسورة فهذا الكتاب سماه “المعجزة والإعجاز في سورة النمل” وهذه الكتب سلسلة، الشيخ يرى أن موضوع سورة النمل هو المعجزة والإعجاز لأنه ورد فيها الحديث عن القرآن الكريم في أولها وهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء الحديث عن موسى وذكر تسع آيات ثم ذكر صالح ثم ذكر سليمان وقصة سليمان كلها معجزة ثم جاء في النهاية الاحتجاج لهذا القرآن والدفاع عنه فرأى أن المعجزة والإعجاز هو البارز في السورة. البقاعي من قبله رحمه الله رأى أن سورة النمل في إظهار العلم والحكمة كما أن سورة الشعراء التي سبقتها كانت في إظهار البطش والقوة فجاءت سورة النمل في العلم والحكمة والذي أميل إليه ما ذكره البقاعي والأدلة على ذلك -قبل أن أنتقل إليها- هذا كتاب بعنوان “سورة النمل دراسة وتحليل” للأستاذ عبد الله الجوالي، هذه رسالة دكتوراة في جامعة عراقية خصصها الباحث للحديث عن سورة النمل كاملة. وأنا أقول أن كل سورة من سور القرآن الكريم جديرة أن يكتب فيها مصنف مستقل يتناول أطرافها وتفاصيلها بشكل تستحقه هذه السورة. أنا أميل إلى رأي البقاعي رحمه الله بأن سورة النمل في إظهار العلم والحكمة وقد جمعت الآيات التي تؤيد هذا المحور محور العلم والحكمة في سورة النمل، إظهار العلم في سورة النمل واضح جدًا سواء كان علم الله سبحانه وتعالى أو علم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو علم المخلوقات. نأخذها من بدايتها في قوله (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)) في قوله (آيات القرآن) القرآن الكريم لا شك أن يمثل المصدر الأول للوحي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والوحي بصفة عامة في حياة الأنبياء. أيضًا في قوله سبحانه وتعالى (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7)) أنا لاحظت ربطت بين تقديم الخبر هنا فقدم الخبر على الشهاب والخبر هو العلم الذي يطلبه ويبحث عنه وكان هو الوحي وتكليم الله. أيضا عندما ذكر قصة فرعون (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً (13)) قال مبصرة وهذا هو العلم، وأيضًا لما ذكر قصة داوود وسليمان (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)) لاحظ أنه ذكر العلم وقدّمه مع أنه آتاه غير العلم. أيضًا قوله (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ (16)) هو ورث العلم وورث الملك أما النبوة فلا تورث وإنما هي توهَب. (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ) فذكر العلم وأبرزه. أيضًا قصة النملة قال (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)) ما فعلت هذا إلا لعلمها فتميزت على سائر جنسها بهذا. وأيضًا في قوله (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)) لعلمه. وأيضًا في قوله (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)) أنا أرى أن التفقد هنا نوع من العلم. وأيضًا عندما جاء الهدهد بماذا نجى من عقوبة سليمان؟ نجا بالعلم (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)) هذا العلم. ثم لما قال مستغربًا من صنيع قوم سبأ أنهم يسجدون للشمس من دون الله قال (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)) أشار إلى علم الله سبحانه وتعالى. وأيضًا لما قالت بلقيس تشير إلى عادة الملوك (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)) هذا دليل على علمها واطلاعها. أيضًا لما قال سليمان لعفريت عنده (قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (40)) فغلبه لعلمه. أيضًا لما ذكر الله تعالى لوطًا فعابهم فقال (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)) فذمّهم بالجهل الذي هو نقيض العلم أي لو كنتم على علم لما فعلتم هذا لأنه لا يمكن أن يفعله من هداه الله. ثم بقي الآيات في آخرها (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)) علم الله سبحانه وتعالى، (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74)) (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (75)) (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)) هذا من العلم. ثم قال (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)) فذكر العلم. ثم ذكر (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84)) ثم ختمها بالحديث عن القرآن (وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92)) وقال في آخر آية (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)) هذا محور العلم.

الآيات التي تدل على الحكمة:

د. عبد الرحمن: الحكمة ظاهرة في هيه السورة في أول السورة (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)) ولذلك هذه الآية قد تكون هي التي تشير إلى موضوع السورة. أيضًا الحكمة تظهر في تصرف سليمان عليه السلام سواء عندما جاء إلى واد النمل كان حكيمًأ وعندما أرسل الرسالة لملكة سبأ وفي دعوته وفي تعامله مع الموضوع بصفة عامة. أيضًا الحكمة ظاهرة في تصرف النملة عندما حذرت قومها من جيش سليمان أن يحطمه. وأيضًا الهدهد كان حكيمًا في تخلصه من العقاب لأنه جاء بما يدل على حكمته وعلمه. وأيضًا السورة ظاهرة فيها إشارة لحكمة الله عز وجل في إرسال الرسل وفي إنزال الكتب وفي خلق المخلوقات. وإضافة في هذا الجانب نحن قلنا العلم والحكمة لاحظ أن الله سبحانه وتعالى أظهر علمه سبحانه وتعالى ثم ذكر علم أنبيائه وذكر موسى وذكرثم ذكر علم المخلوقات ثم ذكر علم الحشرة وهي النملة ثم ذكر الهدهد وهو من الطير ففي هذا إشارة ثم ذكر في النهاية أنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى وأن سليمان لا يعلم الغيب فدل على أن علم الإنسان وعلم المخلوقات من علم الله الذي علمها ويبقى علمه لا يحيط به شيء

المقدم: نتكلم عن السورة ومحورها الأساسي بداية السورة فيها ذكر لقصة موسى عليه السلام لكنها مختصرة هل من إشارة لهذا؟

د. عبد الرحمن: من الملاحظات التي لاحظتها أن كل السور التي تبدأ بـ(ط) تبدأ بقصة موسى (طه والشعراء طسم والنمل طس والقصص) لذلك يمكن أن تربط بينها وبين الطور، (ط) تربطها بالطور. فموسى عليه السلام قدمت قصته هنا مع أنه متأخر عن صالح الذي ختمت به السورة لأن موسى عليه السلام هو أكثر الأنبياء ذكرًا في القرآن الكريم. ذكر موسى عليه السلام في القرآن 136 مرة وذكر في 34 سورة وليس هناك سورة  في القرآن الكريم بإسم موسى لو كان هناك سورة تستحق أن تسمى سورة موسى لكانت سورة القصص أو سورة طه أو الأعراف. نقطة أخرى أنبياء آخرون أقل ذكرًا وسميت سور باسمائهم مثل هود ويونس ويوسف هذه واحدة، والأمر الثاني موسى عليه السلام أكثر الأنبياء معاناة من قومه وهذه ذكرها المشايخ في أكثر من حلقة وكان مجال الاقتداء به عليه السلام واضحًا للنبي صلى الله عليه وسلم فتقدم قصته كثيرًا

المقدم: داوود وسليمان وسليمان بالذات بسطت قصتهم في هذه السورة أكثر من غيرها.

د. عبد الرحمن: سبحان الله داوود وسيلمان في هذه السورة الله تعالى يقول (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)) بنو إسرائيل لو تقرأ قصة داوود وسليمان في التوراة لوجدت أن سيرتهم في غاية القبح قبّح الله هؤلاء المحرّفين! في حين أنه في القرآن الكريم نبي ملك ولذلك القرآن الكريم يرد هذه الاتهامات. والآن قرأت في بعض اتهامات النصارى أنهم يقولون ما جاء في سورة النمل عن سليمان غير صحيح يردّ عليهم أن هذا الكلام غير صحيح لأن علماء أهل الكتاب الذين كانوا في زمن الني صلى الله عليه وسلم وهم كانوا أشد عداوة للنبي من اليهود ما أنكروا ما جاء في سورة النمل مما يدل على أن التحريف قد طال هذه التوراة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم

المقدم: عندنا طريقة الصرح وما بناه سليمان لبلقيس يدور حول هذا بعض القصص الإسرائليات أنه كان يقصد وأنه كان يشاع عنها أنها كانت بأظلاف حمار فهل هذا له سند؟

د. عبد الرحمن: هذه من الإسرائيليات وبلقيس رضي الله عنها كانت امرأة تامة الخِلقة وتامة العقل والحكمة وهذا واضح (وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)) هي إنسانة عاقلة لكنها كانت تعيش مع قوم كافرين فنشأت تقليدًا فهذه الروايات غير صحيحة وأما الصرح فهو من تمام ملك سليمان عليه السلام حتى أنها هي ملكة عظيمة الملك لكنها ما رأت مثل هذا

المقدم: ومن تمام عقلها أنها كانت تستشير قومها.

المقدم: في قوله (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)) يقولون أن النملة صنعت من زجاج وتتحطم

د. عبد الرحمن: بعض الذين يكتبون في الإعجاز العلمي أن تعبيره بقوله (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) فيه إعجاز علمي لأن الحطم يكون للزجاج وهي من الزجاج وقد يكون هذا مقبولا لكن أقول الحطم والكسر كلها تصح في النملة.

—————–

إتصال من الأخت أم محمد من السعودية: أي تفسير نستخدم؟

الإجابة: أنا أنصح دائمًا – ويبدو لي من سؤالها أنها ليست من المتخصصين – أنا أنصح بهذا التفسير الميسر الذي أصدره مجمع الملك فهد وهو تفسير سهل مكتوب على هامش المصحف تستطيع أن تقرأ المعاني بوضوح وسالم من أي مخالفة عقدية.

إتصال من أم عبد العزيز من السعودية: أقرأ في التفسير الموضوعي للقرآن وهذا فتح لي عالم روحاني آخر وصرت أشعر ماذا يقصد الصحابة “قرآن يمشي على الأرض” وأنا أجاهد نفسي وأقترح ثلاثة اقتراحات أول اقتراح أن التفسير الموضوعي يجب أن يفعّل في مدارس الأطفال بطريقة محببة لأنه هو الذي سيزرع في الطفل القيم والمبادئ. ثانيًا عندي صديقة عندها دكتوراة في التفسير ولكنها تشكو من مشاكل الحياة ووضعت الدنيا في قلبها فقلت لها العلم هل أُخذ إلا لنتلذذ به ولنجلس مجالس العلم ونستمتع به وكل يدلي بدلوه هذا العلم نزل لنا لنضع كلام الله في قلوبنا والدنيا في يدنا، أنا لي خبرة في دخولي في حلاوة الإيمان منذ 15 سنة والإيمان عندي يزيد وينقص وليس عندي دكتوراة والاقتراح الثالث من نظري للقنوات أستغرب لماذا وصل مجتمعنا إلى هذا الجهل؟ نحن لا نحتاج لشهادات حتى نسأل أسئلة تافهة، نحن في السعودية أكثر ناس ترفهين وعندنا فراغ لا نعلم أين نضعه فنذهب إلى الأسواق ونتكلم في أعراض الناس والعالم الآخر يتطور!

الإجابة: أشارت إلى مسألة العيش مع القرآن وهذا هدفنا من القرآن أن نقرب هذه المعاني للناس إما بالدلالة على كتاب وإما بالإجابة عن سؤال أو شيء من هذا القبيل لكن هذا لا يغني أن يبقى كل واحد مع نفسه يعيش مع القرآن ورمضان فرصة لهذا. وأشارت إلى صديقة معها دكتورة تعاني والدكتوراة ليس لها علاقة فالقرآن لنا جميعًا وعلينا أن نعيش معه ونحن جميعًأ مخاطبون به. وأما التفسير الموضوعي فأنا أؤيدها في أنه ينبغي أن يعتنى به بشكل تبسيطي للناس وكتاب الشيخ عبد الحميد طهماز الذي ذكرته لكم المعجزة والإعجاز وهذه السلسلة كان هدفه تقريب التفسير الموضوعي لعامة الناس وأنا أنصحها بهذه السلسلة وهي من مطبوعات دار القلم.

د. عبد المجيد من السعودية: عندي بعض الإشارات في سورة النمل أود من الدكتور أن يعلق عليها، الناظر في أسماء سور القرآن نجد عدة سورة سماها الله بأسماء بعض المخلوقات كالحيوانات البقرة والأنعام والنحل والنمل والعنكبوت والفيل فهل لهذه التسميات مغزى أو إشارة أو مجرد علامات على السورة فقط ليس إلا؟

الإجابة: لو تتبعت أسماء السور في القرآن هناك أسماء حيوانات البقرة والنحل والأنعام والنمل والفيل والعنكبوت هذه كل تسمية لها دلالة، البقرة لأنها ذكرت قصة البقرة وقصة البقرة كانت هي العبرة وليست البقرة نفسها لكن النبي صلى الله عليه وسلم سماها البقرة ونحن نتبعه في ذلك. وأيضًا سورة النمل النملة في الحقيقة وهذا الذي دعاني لاصطحاب هذا التفسير “الجواهر في تفسير القرآن الكريم هذا تفسير قديم بعض الناس لا يعرفوه وهو تفسير قديم صارت عليه ضجة الشيخ طنطاوي الجوهري كان مدرس علوم فأراد أن يفسر القرآن الكريم تفسيرًا علميًا، يأتي إلى سورة النمل لماذا سماها الله سورة النمل؟ قال النمل أمم وقبائل وشعوب ولو تتبعت النملة وبالمناسبة أدعو إلى سماع شريط الشيخ ناصر العمر بعنوان النملة تكلم فيه عن النملة ودقتها وعن أنها من الحيوانات الجادة جدًا وتعيش في شعوب في قرى النمل. هذا الكتاب تكلم عن النمل كلاما عجيبا وأنواع النمل وقرى النمل وكيف تبني النمل بيوتها وفيه تصوير لبيوت النمل وكيف تبني غرفها وفيه غرفة للضيوف وغرفة للعاملات الشغالات ولو تدخل على اليوتيوب وتبحث عن النمل تجد ما يدهشك في دقة النمل وانضباطها وأنك لا ترى نملة واقفة وإنما كل النمل يعمل ويذكرون قصة طريفة عن الكسائي وذكرها الجواهري قال “إن الإنسان تلميذ للحيوان فقال لا تعجب إن تسمى بعض سور القرآن بحيوانات فإن الإنسان تعلم من الحيوان كثيرًا فهو تلميذه في الدفن عندما تطور ابن آدم (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) المائدة) وتعلم من هذه النملة التي تعلم الصبر والانضباط والدقة وعدم الاستسلام وقد تعلم منها الكسائي ويقولون تيمورلنك عندما انهزم في أول أمره وانهزم جيشه أوى إلى منطقة وهو حزين كسير فرأى نملة تصعد إلى مكان أملس وتسقط، 17 مرة حتى صعدت فقال سبحان الله! نملة 17 مرة وأنا من أول مرة أنهزم؟! والكسائي طلب العلم على كبر واستفاد من النملة فتسميتها بالنملة فيها عبرة لكن لا نريد أن نفصّل.

والسؤال الثاني: ذكر الله في سورة النمل ذكر الدابّة ولم يذكر من صفاتها وماهيتها شيء البتّة سوى أنه تحشر الناس فهل هناك أقوال للمفسرين ما هي هذه الدابّة؟ وهل هناك فائدة من إخفاء ماهيتها؟

د. عبد الرحمن: الدابة المقصود بها هنا علامة من علامات الساعة الكبرى كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا لا أنسه قطّ قال أول علامات الساعة خروج الشمس من مغربها وخروج الدابة أيهما خرج أولا فالثاني فهو في إثر صاحبه فهي علامة من علامات الساعة، وهي دابة تكلم الناس أنت يا فلان مؤمن وأنت يا فلان كافر حتى أصبح يعيشون ويعرفون أن هذا مؤمن وهذا كافر. وهذا لا شك من العلامات الكبرى التي لا ينفع معها إيمان.

أبو محمد من السعودية: عندي فائدة في سورة النمل قال تعالى (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)) هل نستفيد من هذه الآية أن السجود لا يكون إلا لله مع أن هناك سجود الملائكة لآدم فهل يمكن أن نقول أن شرع سليمان هو نسف لما عليه شريعة آدم أم أن سجود الملائكة لآدم كان سجود شكر والموضوع في النية قد يكون الفعل واحد لكن النية تختلف هذا شرك وهذا غير شرك؟

د. عبد الرحمن: السجود هو علامة من علامات التعظيم والله سبحانه وتعالى عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم سجدوا فهم سجدوا استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى فهو ليس سجودًا للبشر، السجود الذي سجده الملائكة هو بأمر الله فليس مخالفًا لأمر الله لأنه استجابة لأمره وهو تكريم لآدم عليه السلام والأمر أن السجود تكريم لكننا قد نهينا عنه وأنا لا نسجد إلا لله سبحانه وتعالى والهدهد كان أعقل من كثير من الناس وكان حريصًا على العقيدة. والهدهد أشار إلى نقطتين: التقطة الأولى أنه لا ينبغي السجود إلا لله سبحانه وتعالى وهذا أمر مستقر حتى عند الحيوانات والأمر الثاني أنه استغرب أن قوم سبأ تملكهم امرأة فدل هذا على أن ملك المرأة أمر مستغرب حتى عند الحيوانات مع أن النمل الذين تديرهم ملكة والنحل كذاك.

المقدم: الطريف أن الهدهد حكى الله على لسانه أنه قال (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (25)) (الخبء) فكأنه هو يحتاج هذا.

أبو محمد: والفائدة الثانية مع أن الله أعطى سليمان الملك والتصرف بالريح وما إلى ذلك إلا أنه لا يعلم الغيب بدليل أن الهدهد قال له (فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ (22)) قد يكون هذا مفيداً في طرح بعض المذاهب المنحرفة الذين يغالون في آل البيت، سليمان أعطاه الله عز وجل ما لم يعط علياً رضي الله عنه ومع ذلك لم يعرف الغيب.

إتصال من الأخ هادي من السعودية: سليمان إتخذ القرار في قضية الهدهد (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ (21)) والقرار الثاني (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)) فلماذا عملية الاستعجال في اتخاذ القرارات؟

الإجابة: أولًأ فيها إشارة أن سليمان عليه السلام قد أوتي ملكًا لم يؤته أحد من قبل وأن ليس هناك أحد سخر الله له الطير والإنس والجن يأتمرون بأمره اليوم نلاحظ اكتشاف الطائرة التي بدون طيار أفضل عتاد الجيوش لكن أين هو من الهدهد الذي ذهب وأرسل وأجاب! فسليمان عليه السلام كان حكيمًا في تعامله مع الهدهد (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21)) فلما جاءه الهدهد بالسلطان المبين جاء بتقرير مفصل حتى الهدهد ما قال سمعت وإنما جاء بتقرير مفصل (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24))

سؤال الحلقة

عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم. فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده فقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك -وهو يثب في الدرع- فخرج وهو يقول: …

فأي آية من آيات الجزء السابع والعشرين هي التي تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم؟


الحلقة السابعة و العشرون
سورة النمل
***********alt


رابط جودة عالية http://ia360702.us.archive.org/7/ite…9/tafsir27.AVI

رابط جودة متوسطة
http://ia360702.us.archive.org/7/ite…/tafsir27.rmvb

رابط للجوال
http://ia360702.us.archive.org/7/ite…ir27_512kb.mp4

رابط صوت

http://ia360702.us.archive.org/7/ite…9/tafsir27.mp3

روابط الحلقة كاملة على موقع مشاهد

http://www.mashahd.net/view_video.ph…17e2824b19f7ca