الفاء المباركة – فجاءته إحداهما تمشى على إستحياء
بسم الله الرحمن الرحيم. قد تكون هارباً من ظالم كما فعل سيدنا موسى مُطارَد من فرعون وقطع صحراء سيناء على قدميه في الأماكن المختلفة والمختفية وبعيدة عن الطريق العام كلها أشواك وخطورة وبعد عشرة أو عشرين يوماً وصل إلى مدين فوجد أمة من الناس يسقون على بئر ووجد من دونهما إمرأتين تذودان فسقى لهما ثم تولى إلى الظل، هذا رجل فى غاية النزاهة رجل كريم هذا الرجل المستوحش التعبان الجوعان الهارب الذى ترك أهله وترك أمه وجيوش فرعون ومخابراته يتبعونه، في هذا الخضم من المأساة سقى للبنتين وذهبت البنتان وجلس تحت شجرة (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ (24) القصص) ما تكلم بكلمة لأنك عندما تقدم خدمة لإمرأة لا تتلكك معها بالكلام عملت معروفاً اسكت وامشٍ (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ (24) القصص) جلس تحت الشجرة وذهب كل الرعاة وبقي وحده (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص) هذا الدعاء ذو السر العظيم (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص) مباشرة جاءت فاء الفرج، الفاء المباركة الفاء الشريفة الفاء العظيمة (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا (25) القصص) أخذته معها واستقبل في بيت نبي الله شعيب وزوّجه إحدى بنتيه وعمل عنده في الغنم كما تعرفون القصة وصار غنياً وبعد عشر سنوات ذهب سيدنا موسى هو وزوجته وكانت حامل وأنجبت في الطريق وأخذ معه قطعان من الغنم فبعد أن كان خائفاً أمن وبعد أن كان جائعاً شبع وبعد أن كان فقيراً إغتنى بهذا الدعاء.
فكل من يحتاج إلى مال إلى زوجة إلى وظيفة إلى أمن بعد خوف عليه أن يدعو الله عز وجل بهذا الدعاء (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص) فسيدنا موسى كان مستوحشاً فقيراً وغريباً وعطشاناً وجوعاناً وخائفاً، هذا الدعاء يغني وينفع في كل الحالات كلما كنت في كرب وأنت عليك حينئذٍ قبلها أن تكون قد عملت معروفاً لأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص) فرأساً (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا (25) القصص) هكذا هي هذه الفاء المباركة.
فنسأله تعالى أن يجعل لنا فاءات أن يستجيب لنا (فاستجبنا لك) عليك أن تدعو الله بهذا الدعاء ذو السر العظيم لأن له سراً لا تعرفه ولا يمكن أن تعرفه يعرفه الله وحده لأنه هو الذي أوحى إليه بهذا الدعاء فقال له (فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص) فـ (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا (25) القصص).
فعلى كل من له حاجة عند الله ولكل خائف ولكل جائع ولكل غريب ولكل مسافر طال سفره عن أهله عليه أن يتوسل إلى الله عز وجل بهذا الدعاء الذي دعا الله به سيدنا موسى (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا (24) القصص). ونسأله تعالى أن يجعلنا من مستجابي الدعوة والدعاء هذا خير وسيلة مع الله (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) غافر) وما يرفع العبد يديه يدعو الله عز وجل إلا أمر الله الملائكة أن تستجيب وإن الله يستحي إذا رفع العبد يديه أن يردهما خائبتين فادعوا الله عز وجل فلن يهلك مع الدعاء أحد وخاصة الأدعية التي لها سر عظيم كهذا الدعاء الذى دعا به موسى (فجاءته) يعنى بسرعة (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا (25) القصص) هذه الفاء تعني سرعة الإستجابة (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا (25) القصص) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.