الفاء المباركة

الفاء المباركة – فلا تعلم نفس ما أخفي لهم

اسلاميات

الفاء المباركة – فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين

بسم الله الرحمن الرحيم. (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) السجدة) جاءت الفاء المباركة (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة) ليس في وسع العقل البشري أن يدرك العطاء الذي إدخره الله عز وجل لهذه الشريحة الذين (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) وهذا في الأمة كثير والحمد لله إلى هذا اليوم، أصحاب الليل (أصحاب الليل أشراف أمتي) كما قال عليه الصلاة والسلام. من أجل هذا رب العالمين يقول له (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا (79) الإسراء) لأن هذا التهجد هو الذي يساعد على أن يبعثك الله يوم القيامة مقاماً يحمدك عليه كل الناس، ولهذا يقول الحديث الصحيح ينادي منادي يوم القيامة أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ فيقومون وهم يومئذٍ قليل فيساقون إلى الجنة من غير حساب ويساق الباقون إلى ساحة الحساب فأهل الليل أشراف الأمة لا حساب عليهم يوم القيامة.

ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام (صلوا من الليل ولو ركعة، صلوا من الليل ولو بقدر فواق (حلب) ناقة) لماذا؟ القاعدة في الإسلام أن الناس يوم القيامة يحشرون زمراً زمرة مجاهدين وعلماء وحكماء وعادلين وتجار وصادقين وزمرة أهل الليل (أصحاب الليل أشراف أمتي) فإذا صليت ولو ركعة فأنت معهم، أنت تحشر مع الناس الذين يستيقظون بالليل يصلون التهجد، قيام ليل ولو ركعة ولو بقدر فواق ناقة. ولهذا رب العالمين قال (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17) آل عمران) هذا وقت السَحَر من الأوقات الشريفة المباركة التي ينزل الله فيها إلى الأرض ويستجيب الدعاء (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ 017) آل عمران). حينئذٍ عليك من الآن فصاعداً ألا تترك هذه الفرصة النادرة الأكيدة الموثقة التي لا تخيب مطلقاً أن تكون مع أهل الليل، وقال المصطفى عليه الصلاة والسلام (أهل الليل أشراف أمتي يوم القيامة) من حيث أنه لا حساب عليهم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة) ولهذا المصطفى يقول (رحم الله إمرأً إستيقظ من الليل وصلّى ركعتين فأيقظ زوجته وكذلك رحم الله امرأةً صلّت وأيقظت زوجها).

هذه العبادة المباركة من العبادات الخاصة التي لا يقوم بها إلا خاصة القوم والحمد لله خاصة القوم في هذه الأمة كثير، نادراً ما تجد رجلاً او إمرأةً من أهل القبلة إلا وله مساهمات في الليل من استغفار أو ذكر أو قراءة قرآن أو صلاة ركعتين. هكذا هي (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة) من حيث لا حساب ولا محاسبة ولا يحشرون وإلى الجنة مباشرة وفي مقامات عالية، مقامات أهل الليل يوم القيامة عجب. فعلى كل مسلم أن يُحشر معهم ولو بركعة في كل ليلة قُم وصلِّ ركعة على الأقل لن يصلي أحد ركعة وينام لكن هذا الحديث لبيان أهمية وقيمة التهجد العظيمة ولأهمية قيام الليل قال صلى الله عليه وسلم (صلِّ من الليل ولو ركعة ولو بقدر فواق ناقة) يعني أنت في كم تحلب الناقة؟ دقيقة أو دقيقتين، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يحثّ جميع المسلمين إذا كان واحد ما صلّى كانوا يعتبرون هذا عمل خارج النظام، ولذلك ما من مسلم منذ أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهود قريبة إلى عهود أبائنا ما من مسلم إلا ويصلي وهم كثير والحمد لله وحافظوا على هذه العبادة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.