الحلقة 17 – تأملات في سورة النساء – الآيات (97 – 99)
رابط الحلقة
http://www.youtube.com/watch?v=XRf7XZWNi3o
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧﴾ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٩٩﴾)
د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. مشاهدي الكرام ما زلنا نتحدث في هذه السورة العظيمة سورة النساء وقد وصلنا إلى قول الله عز وجل (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٩٥﴾ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٩٦﴾) تحدثنا في هذه الآيات بما نظن أن المعنى بها اتضح وأيضاً اتضحت بها كثير من أسرار هذه الآيات وإن كان في الآيات من الحديث ما لا يمكن أن يحيط به إنسان.
ثم قال الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) هذه الآية جاءت ببيان ذنب أولئك الذين تخلّفوا عن الهجرة فلعلك أبا عبد الله تحدثنا عنها
د. الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم. قبل أن ننتقل إلى هذه الآية أريد أن أذكر ببعض الفوائد في الآية التي كانت قبلها وهي في قوله سبحانه وتعالى (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) فوصف الله سبحانه وتعالى من لم يكن قادراً على الخروج في الجهاد كأن يكون كفيفاً أو مشلولاً أو أعرجاً أو إلى آخره سماهم “غير أولي الضرر” فسمى ما بهم من علة ضرراً وهذه فيها فائدة قضية تسمية -نحن كما تعلمون يسمون من يعاني من إعاقة يسمونه معاق ولذلك تجدون عندنا في بعض قالوا مثلاً كرسي للمعاقين أو مدخل أو موقف للمعاقين إلى آخره هذه العبارة تُشعر الشخص المعاق بأنه فيها نوع من جرح مشاعر
د. مساعد: نعم تنقيص منه
د. الشهري: ولذلك أصبحوا في دراساتهم التي تتحدث عن المعاقين يقترحون بديلاً عنها أنهم يسمون ذوي الاحتياجات الخاصة وفعلاً بدأوا الناس يستخدمون هذه العبارة كأنها ألطف من المعاق ثم لاحظت أيضاً أقرأ في بعض الدراسات الأمريكية الآن أنهم الآن بدأوا الآن يستخدمون عبارة ألطف لأنك عندما تقول احتياجات خاصة أيضاً هي تشعره بنوع من النقص وأن الأولى أن تستخدم عبارة تدل على أنه ليس يعني لا فرق بينه وبين غيره من المجتمع فيسمونهم ذوي القدرات المختلفة
د. الخضيري: ذوي القدرات المختلفة
د. الشهري: فهم يقولون هؤلاء أصحاب قدرات مختلفة ولو تأملت فيها طبعاً هي تسمية جميلة وهي على كل حال يعني اقتراح وبدأوا يستخدمونها لو تأملت أنت بعض الذين يعانون من إعاقات لديه ما شاء الله من الجَلَد ومن الصبر لاحظ على سبيل المثال رجل كفيف كم تعرفون من الحُفّاظ والمبدعين والمتميزين من المكفوفين؟
د. الخضيري: كثير
د. الشهري: كثير
د. الخضيري: علماؤنا في بلدنا هذا الآن من قرابة خمسين سنة رؤساؤهم من المكفوفين
د. الشهري: نعم ليس هذا إلا لتميزهم، لحفظهم، لإمامتهم، لجلالتهم، وكان هذا في التاريخ الإسلامي كثيراً تجد بعض أيضاً الذي يعاني من العرج مثلاً تجد فيه شخصيات ممن يعاني من العرج فيه من الشدة ومن القيادة ومن الدهاء ما لا تجده في الأشخاص السوي الخلقة
د. الخضيري: صحيح
د. الشهري: وقس على ذلك وقد رأيت بنفسي أنا رجلاً معاقاً ليس معه رجلاً من ذوي الاحتياجات أو القدرات المختلفة ما نقول معاق ليس معه يدين من الكتف ليس معه يدين
د. الخضيري: عجيب
د. الشهري: يكتب برجليه بخط أجمل من خطي
د. الخضيري: عجيب
د. الشهري: إي والله ويفعل كل ما تفعله بيدك يفعله برجله شيء مذهل جداً شيء مذهل ولديه من الجلد ومن الصبر فيعني أردت أن أشير إلى هذا المعنى أن القرآن الكريم يستخدم عبارات لا تجرح المشاعر
د. الخضيري: وتقلل، وتقلل أو يكون لها إيحاءات سلبية على الشخص سبحان الله!
د. الشهري: وهذه فيها فائدة لنا نحن المجتمع المسلم أننا نحن أولى الناس بتهذيب الألفاظ واستخدام العبارات التي لا تجرح الشخص الذي يسمعها
د. الخضيري: أيضاً واستعمال العبارات الإيجابية التي تجعل الشخص يكون إيجابياً في التعاطي مع المشكلة يعني عندما تأتي إلى الأعمى وتقول هذا مسكين ترى أنت بهذه الصورة تصنع منه شخصاً مسكيناً أي عالة على المجتمع لكن تقول هذا الرجل مميز يعني عنده صحيح إنه فقد البصر لكن عنده قوة الحفظ فأنت تعزز الجانب الإيجابي أنا أقول مثل هذه مثلاً لو طالب رسب في الامتحان في مادة أو مادتين ما تقول فلان راسب تقول فلان نجح في كل المواد بقي عليه اثنتان
د. الشهري: صحيح
د. الخضيري: يعني هذه تعزز الناحية الإيجابية إذا قلت راسب معناه أن كل المواد الأربعة عشر كلها
د. الشهري: مالها قيمة
د. الخضيري: قد أخفق فيها القيمة كلها لهذه المادة التي رسب فيها فأنت سميته راسب بناءً عليها
د. الشهري: ودعنا عندما نقول مثل هذه العبارات أحياناً ربما بعض الناس يسمعها ويظن أنها ليست مهمة، بعض المربين وبعض الآباء للأسف الشديد يحطم أبناءه
د. الخضيري: نعم، أنت ما فيك خير
د. الشهري: يحطم أبناءه دائماً بمثل هذه العبارات أنت راسب وأنت ما فيك خير أنت لو كان فيك خير كان فعلت كذا فيقتل في نفسه هذه المعاني السامية
د. الخضيري: بل إن الابن قد يسعى لتحقيق هذا، عدم الخيرية
د. الشهري: نعم بالضبط
د. الخضيري: طالما أنا ليس بي خير دعني أفعل كذا، لو يقول دائماً أنا أرجو فيك كذا وآمل فيك كذا
د. مساعد: ولو رجعنا للآية طبعاً أبو عبد الله رجعنا للآية التي قبلها
د. الشهري: نعود للآية التي بدأنا فيها في قوله تعالى
د. مساعد: المناسبة بين (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ)
د. الخضيري: اذكرها أبا عبد الملك
د. مساعد: طبعاً هو الملاحظ فيها نوع من القعود لكن هناك قعود بين المؤمنين وهذا قعود بين الكافرين
د. الشهري: جميل
د. مساعد: طبعاً هذه الآية خاصة طبعاً فيمن كانوا قعدوا بين ظهراني أهل مكة (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ) وتلك قالوا إنها خاصة بمن كان قعد من المسلمين
د. الشهري: يعني تركوا الهجرة
د. مساعد: تركوا الهجرة وهو قادر على أن يهاجر (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ) كما سيأتي الاستثناء
د. الخضيري: نعم
د. مساعد: فناسب أن يُذكَر قعود هؤلاء الذين قعدوا عن الهجرة لما ذكر القاعدين عن الجهاد. القاعدون عن الجهاد هنا نقول أنه فرض كفائي لم يؤنبهم الله عز وجل بل إنه جعلهم المؤمنين ووعدهم بالحسنى أما هذا النوع من القاعدين الذين قعدوا عن الهجرة فأولئك قد جاءهم من التأنيب والتهديد والوعيد ما ذكرته الآيات فلعل هذا نوع من المناسبة بين الأمرين يعني لما ذكر حال القاعدين هنا كأنه وقع سؤال فما حال القاعدين؟
د. الشهري: جميل وهذا مناسبة لطيفة
د. الخضيري: نعم بما أنك قلت القاعدين ما هو الفرق بين القاعدين والجالسين؟ الذي يظهر لي أن القعود يكون من قيام
د. مساعد: كان قائماً فقعد
د. الشهري: وأما الجلوس فهو من اتكاء أو من اضطجاع
الخضيري، الشهري، د. مساعد: كان متكئاً فجلس
د. الخضيري: والقعود أبلغ في الدلالة على ترك الشيء الرفيع ولذلك قال (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ) ما قال الجالسون، يعني القاعد هو إنسان يعني في مقابل قائم فالقائم بأمر الله مجاهد هذا يعني شرفه عظيم فسمى المقابل له قاعداً
د. الشهري: صحيح وهذا
د. الخضيري: ولم يسمه يعني جالساً
د. الشهري: وحتى ذُموا في أكثر من موضع، أنا ما أذكر في موضع من مواضع القرآن الكريم مُدح فيه القاعد حتى (وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة) (إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) المائدة)
د. الخضيري: صحيح
د. الشهري: (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ) كلها مع أنه قد يكون واقفاً يعني هؤلاء القاعدون والذين قعدوا عن الجهاد قد يكون واقفاً بأعماله الخاصة لكنه سُمي تركه لهذا الخروج في سبيل الله
د. مساعد: قاعداً
د. الشهري: قعوداً (وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة)
د. الخضيري: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء (60) النور)
د. مساعد: يعني كأن مادة قعد أدل على اللصوق بالأرض من مادة جلس
د. الخضيري: لا وأدل على مقابل السعي والقيام بأمر الله من جلس لأنه ما استعملت الجالسين
د. الشهري: النهوض
د. الخضيري: في هذا المعنى
د. الشهري: وهذا هو تعبير العرب إذا أرادوا أن يعبروا عن التخلف عبروا عنه بالقعود وإذا أرادوا أن يعبروا عن الهمّ بالشيء عبروا بالنهوض والقيام
د. الخضيري: بالسير
د. الشهري: والقيام
د. الخضيري: والقيام، قام به
د. الشهري: قام بالأمر يعني نهض به
د. الشهري: ولذلك قال مثل القائم
د. الخضيري: على حدود الله والواقع فيه
د. الشهري: نعم، القائم على الحدود كأنه واقف دائماً يراقبها مع أنه قد يكون وهو قاعد يراقب لكنه سمي قائماً
د. الخضيري: سبحان الله!
د. الشهري: لأن هذا فيه من معاني القيام و… الخ
د. مساعد: قول الشاعر:
أطوف ما أطوف ثم آوي إلى بيت قعيدته لكاع
يعني أيضاً في نفس المعنى. هو كثير التطواف والتجوال وهي قاعدة في البيت معنى أنها لا يلزم أنها قاعدة
د. الشهري: يمكن واقفة تشتغل
د. مساعد: تشتغل هي
د. الشهري: صدقت صحيح
د. الخضيري: صحيح
د. الشهري: جميل جميل جداً
د. الخضيري: في قوله (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) الحقيقة التوفي ورد في القرآن منسوباً إلى الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا (42) الزمر) وورد منسوباً إلى ملك الموت (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ (11) السجدة)
د. الشهري: ملك الموت
د. الخضيري: وفي هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) يعني ما هو الجواب أبا عبد الله في هذه القضية؟
د. الشهري: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا (42) الزمر) لأنه هو الذي قدّر وأمر
د. الخضيري: يعني لا تعارض بين هذه الآيات
د. الشهري: ليس هناك تعارض، فنُسب الأمر إلى الله الفعل إلى الله سبحانه وتعالى لأنه هو الآمر به والمقدّر له، ونُسب الفعل إلى ملك الموت لأنه المسؤول الأول يعني الذي كلفه الله بذلك، والملائكة لأنهم هم الذين
د. الخضيري: يباشرونه
د. الشهري: يباشرون العمل تحت إشراف ملك الموت
د. الخضيري: سبحان الله! وبهذا نعرف كيف نجيب على ما يظهر منه التعارض في مثل هذه الآيات التي ينسب فيها الشيء إلى أكثر من فاعل
د. الشهري: مثله أيضاً نسبة القرآن الكريم أنه نسب إلى الله سبحانه وتعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ (6) التوبة)، وأمثالها ونسب إلى جبريل
د. الخضيري: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)
د. الشهري: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) التكوير)
د. الخضيري: ونُسِب إلى محمد
د. الشهري: ونسب إلى محمد صلى الله عليه وسلم
د. الخضيري: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) الحاقة)
د. الشهري: بالضبط، فنسب إلى كل واحد نسبة إلى الله لأنه كلامه ونسبة إلى جبريل لأنه هو الذي بلغه ونسبه إلى محمد لأنه هو الذي بلغه أيضاً لنا
د. الخضيري: لا وهنا ننبه الإخوة المشاهدين إلى أن العبارات أحياناً تدل على هذه النسب فلما جاء إلى نسبته إلى الله ما قال يعني أيّ عبارة أخرى إلا لفظ الجلالة لما جاء إلى نسبته إلى جبريل وإلى محمد قال (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) الحاقة) فما قال لقول محمد أو لقول جبريل قال رسول يعني مرسل برسالة يحمل فيها قولاً. إذن هو الآن بالفعل يعني ليس قائلاً
د. الشهري: نسبته إليه نسبة مُرسَل مبلِّغ
د. الخضيري: مبلغ شف ولذلك جاء بوصف الرسالة ولم يأت باسمه الذي هو عَلَمٌ عليه ونفس القول لا يدل على صدوره من
د. الخضيري: المبلِّغ
د. مساعد: المبلِّغ
د. الخضيري: صحيح
د. مساعد: أنا لا أذكر من طرائف أيام الثانوي كان فيه وقع سؤال كذا في المسابقات من قائل أو كذا عبارة ويأتي ببيت شعر للمتنبي أو غيره طبعاً المجيب يقول المتنبي يقول لا أنا القائل بناء على هذا المعنى. في قوله (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) في الدرس الماضي أنتم ذكرتم فائدة في قضية الإطناب والإطناب الحقيقة طبعاً نعرف أن العرب تقوم على الاختصار يقولون “البلاغة اختصار” لكن هنا يُهضم حق الإطناب أو لا يُلتفت إليه ونحن من المهم جداً أن ننبه على أن البلاغة كما قالوا أن يوافق المقال المقام
د. الشهري: مراعاة الحال
د. مساعد: مراعاة الحال هذه هي بالفعل سواء كان اختصاراً أو كان إطناباً فليس كل الاختصار بلاغة، ولا كل الإطالة
د. الشهري: عيّا
د. مساعد: ولا العكس. فلما نأتي الآن (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) لو قال إن الذين يموتون ظالمي أنفسهم أو الذين تُوفوا ظالمي أنفسهم هذا أيضاً نوع من ما يقع عليه الآن عنه السؤال وهو قد يقول قائل أنتم لماذا تفترضون هذه
د. الشهري: الافتراضات
د. مساعد: هذه الافتراضات؟ وهذا سؤال مهم وملحّ بالفعل. عندنا دائماً ونحن ننظر إلى هذا ولعل الإخوة يرجعون إلى الدرس السابق الشيخ محمد كان ذكر بعض العبارات، عندنا أن يؤدى المعنى الكلي المراد بعبارة، المعنى الكلي المراد بعبارة أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم يموتون هذا هو المؤدى الذي تدل عليه العبارة، المؤدى الجملي أو الكلي الذي تريد العبارة أن تؤديه أنها تريد أن تنبهنا على أن هؤلاء الذين يموتون وهم في حال ظلم أنفسهم، كيف يعبَّر عن هذه؟ تأتي الآن البلاغة هنا المعنى الكلي متفق عليه لكن البلاغة كيف تعبر عنه؟ ولماذا ذكرت هذا اللفظ دون ذلك اللفظ؟ فنحن حينما نضع المعيار ونوازن بين عبارة وعبارة لكي ننبه أو نبين ما هي الأشياء التي جاءت في العبارة أو في كلام الله سبحانه وتعالى وأراد الله سبحانه وتعالى أن
د. الشهري: يوصلها
د. مساعد: أن يوصلها أيضاً في هذا الأمر فلاحظ لما أقول إن الذين يموتون ظالمي أنفسهم أو يتوفون ظالمي أنفسهم أو الذين ماتوا ظالمي أنفسهم هي فقط مجرد أراد إشارة للموت لكن لما أقول (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) فيه نوع من التشنيع عليهم فكأن الملائكة أخذتهم أخذاً معيناً، فجاء ذكر الملائكة هنا كأن فيه إشارة إلى تشنيع ما هم عليه من العمل (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) الذين هم من أشرف خلق الله في حال كونهم ظالموا أتنفسهم
د. الخضيري: أضف إلى ذلك أبا عبد الملك فيها أيضاً معنى آخر وهي أن الملائكة تباشر سؤالهم في تلك اللحظات المحرجة وهي لحظات التوفي فيقال أهذا المكان الذي تموتون فيه أهو لائق بكم؟ يعني ما تستحون على وجوهكم جالسين في هذا المكان تهضمون دينكم ويعني تتركون المكان اللائق بكم وهو مكان العز وتكونون مع رسول الله تجاهدون معه لاحظت؟!
د. الشهري: طبعاً واضح
د. الخضيري: يعني فلما يستحضره المؤمن يستبشع أن يكون فعلاً كذلك أو أن يلحق به شيء من ذلك يعني أن يصل إلى هذه المرحلة أن الملائكة عند قبض روحه تقول يعني ما الذي أقعدك هنا؟! هذا ليس مكاناً لائقاً بك أنت من أهل الإيمان ابحث عن أرض العز إذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك نسب يعني التوفي إليهم والقول إليهم
د. مساعد: نعم هذه الفائدة الثانية أنه لو لم يذكر الملائكة (قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ) يبقى فيه نوع من إبهام في القائل من هو لكن لما أظهر الملائكة هنا أعاد القول إليهم لأن الذين قالوا هم الملائكة الذين توفوهم، فهذه أيضاً الفائدة الثانية في إبراز الملائكة يعني إبراز أو الفائدة الأولى نوع من التشنيع والتفظيع لحال هؤلاء وأن الملائكة الكرام يتوفونهم حال كونهم ظالمي أنفسهم
د. الشهري: نعم صحيح
د. مساعد: الفائدة الثانية إعادة القول إليهم في قولهم (قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ) وأن الملائكة تُسائلهم في تلك الحال كما ذكر الدكتور محمد في حال سكرة الموت ما الذي جعلكم تجلسون في هذا المكان الذي ليس لائقاً بكم ولكنكم
د. الشهري: بقيتم فيه
د. مساعد: نعم بقيتم فيه
د. الشهري: أيضاً تلاحظون في هذه الآية إشارة إلى مسألة وهي ذم ضعيف الهمة ويعني الذي تضعف همته عن الهجرة في سبيل الله إما عجزاً أو كسلاً أو ..
د. الخضيري: ركوداً
د. الشهري: لأي سبب من الأسباب في حين أن أرض الله سبحانه وتعالى واسعة جداً جداً لكن بعض الناس يعني تضيق الدنيا في نظره فيظن أن الدنيا كلها هي مكة وأني إذا خرجت من مكة معناتها أني سأموت
د. الخضيري: سأضيع
د. الشهري: وسأضيع، في حين أن الذي يلف ويطوف الأرض يكتشف أن أرض الله سبحانه وتعالى أوسع من أن الإنسان يضيق على نفسه في مكان مثلاً إذا وجد حتى لو فقط إذا ابتليت بجار سوء فمن الحكمة ومن العقل أنك تترك هذا المكان وتذهب إلى مكان ترتاح فيه لكي تعبد الله وأنت مطمئن ورخيّ البال حتى في الجاهلية كانوا يفعلون ذلك ولذلك يقول الشنفرة في لاميته
لعمرك ما في الأرض ضيق على امرئ سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل
د. الخضيري: أي والله
د. الشهري: يعني فيه في الأرض ملتئا
د. الخضيري: مراغم كثير وسعة
د. الشهري: ولذلك الله سبحانه وتعالى قال (أخرجوا) تجدون مكان واسع وهادئ تعبدون الله فيه هذا الكلام قديماً، أنا يعني عندما تذهب إلى أقصى أوروبا مثلاً أو تذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو تذهب إلى أقصى المشرق فتجد الأرض أجمل من الأرض التي نحن نعيش فيها في الجزيرة وإذا فيها من الأنهار ومن البحار ومن الثمار فتقول يعني مثل هذه الآية تستحضرها عندما كان هؤلاء يصر إنه يبقى في هذا المكان أو في ذاك لماذا لا يخرج ولذلك انظر ماذا صنع المسلمون الأوائل عندما خرجوا وفتحوا البلاد وكيف فتح الله عليهم هذه الجنات ونشروا الإسلام في كل مكان
د. الخضيري: صحيح
د. الشهري: لو كانوا بقوا حتى مع أنهم في أمن وفي طمأنينة لكنهم لبوا داعي الله في الخروج والجهاد في سبيل الله وفي إيصال هذا الدين إلى أصقاع الأرض ولذلك الآن انظر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ينعمون بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً ثم بفضل همة أولئك الذين خرجوا يبلغون الدين ولم يركنوا إلى إلى ديارهم وإلى أماكنهم
د. الخضيري: سبحان الله هذا من الجزاء المعجّل للمهاجرين خرجوا طبعاً وقد يعني قطعوا قلوبهم من أوطانهم
د. الشهري: ديارهم
د. الخضيري: ايه نعم وهذا شديد على النفوس بلا شك النفوس تتعلق بالأوطان التي تربت فيها وترعرعت فيها لكن الله عز وجل يجعل لهم جزاء معجلاً وهذا لكل مهاجر
د. الشهري: صحيح
د. الخضيري: كل من هاجر من دياره ابتغاء ما عند الله عز وجل وسّع الله عليه
د. الشهري: الله أكبر
د. الخضيري: وأعظم الأمثلة لذلك الصحابة خرجوا وقد ترك بعضهم مثل صهيب الرومي ترك ماله وما حصل حتى قال للذين أرادوا أن يردوه قال أنتم ماذا تبغون مني؟ ماذا تريدون
د. الشهري: المال
د. الخضيري: المال إن مالي في مكان كذا اذهبوا إليه وخذوه كله قالوا فقط ما نريد شيئاً
قال إذن اذهبوا لما قدم المدينة اسقبله النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى فما من واحد من أولئك المهاجرين الأول إلا ومات عن
د. الشهري: ثروة
د. الخضيري: ألوف مؤلفة الزبير بن العوام كانوا يظنون ديونه ستطغى عليه حتى لا يستطاع تسديد دينه فعبد الله بن الزبير في قصة طويلة مذكورة في الصحيح يعني وجد من مال الزبير والده شيئاً لا يقادر قدره يعني وصل لكل واحدة من زوجات الزبير قرابة ثمانية ملايين درهم كل واحدة من زوجاته هذا غير
د. الشهري: ثمن
د. الخضيري: هذا الثمن، ربع الثمن
د. الشهري: أو ربع الثمن
د. الخضيري: ايه ربع الثمن لاحظ واحد من أربعة
د. الشهري: أوه صح صح ربع الثمن
د. الخضيري: فوصل إليه مبالغ هائلة جداً مما يدل على أن الله عز وجل قد وسّع عليه وذلك بسبب أنهم تركوا شيئاً لله فعوضهم الله خيراً منه، وهذه القاعدة من قواعد
د. الشهري: نعم، هذه قد ذكرها الله هنا ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً
د. الخضيري: مراغماً كثيراً
د. الشهري: وسعة
د. الخضيري: المراغم المكان الذي يراغم به عدوه كما سيأتي والسعة
د. الشهري: هذه تدخل فيها
د. الخضيري: كل شيء
د. الشهري: السعة في المال والسعة في الرزق والسعة في النفس والسعة
د. الخضيري: صحيح
د. مساعد: في (قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا) هذه فيها إشارة إلى أن تلك الحجة التي ذكرها هؤلاء (قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ) إشارة أنهم لم يكونوا من أهل الاستضعاف
د. الخضيري: ايه نعم
د. مساعد: يعني كأنهم عللوا لأنفسهم
د. الخضيري: من دون علة
د. مساعد: من دون علة وكأنهم قد غُلبوا أو غلبهم الشيطان أو غلبتهم النفس على هذا وإلا حقيقة الأمر أنهم لم يكونوا كذلك وإلا لما وقع عليهم هذا العقاب
د. الخضيري: صحيح. وهذا يدل يا أبا عبد الملك أن الإنسان قد يعتذر لنفسه لكنه لو يمحِّص ذلك العذر لوجده غير صحيح ونجدها كثيرة في أنفسنا والله لماذا مثلاً ما صنعت الشيء الفلاني أو تخلفت عن الفعل الفلاني تجد الإنسان يقول لك عذراً معيناً هو يعلم حقيقة لو ناقش نفسه فيه
د. مساعد: استفت قلبك
د. الخضيري: ايه نعم أنه غير صحيح وأنه قد قام بأكثر من هذا في أماكن أخرى الآن مثلاً بعض الناس تقول له يا فلان الآن عمرك مثلاً خمس وعشرين ما حجيت وراه؟ قال أنت عارف يا أخي التزامات وكذا والخ يأتي بأشياء والله هو أول الناس غير المقتنعين
د. الشهري: بأنه ليس عذراً
د. الخضيري: أن هذا ليس عذراً بدليل أنه تجده سافر مثلاً إلى أوروبا ثلاث مرات خلال هذه الفترة وذهب إلى البرّ وخيّم فيه أسبوعين كاملين في صحراء والماء قليل والحال بائسة ويعني ماذا تقول
د. الشهري: لمجرد المتعة
د. الخضيري: لمجرد المتعة والتغيير
د. مساعد: النفس تشتهيه
د. الخضيري: وعندما يأتي الحج لا، فيه شيء فتجده يعتذر بشيء هو أدرى الناس بأنه ليس بعذر
د. مساعد: هذا صحيح
د. الشهري: في قوله (فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ)
د. الخضيري: أنت صعّدت بنا يا أبا عبد الله
د. الشهري: لماذا
د. مساعد: بقي
د. الخضيري: بقي (قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا)
د. مساعد: إذا لم تكن أرض الله واسعة
د. الشهري: فتهاجروا فيها
د. مساعد: فتهاجروا فيها هذه قلنا في الكلام عنها عن أن
د. الشهري: الأرض واسعة، وأن الإنسان لا تقعد به همته خاصة المؤمن، الإيمان أو الإسلام القرآن يربي في المؤمن علو الهمة
د. مساعد: أنا كنت أريك أن أسألك أنت دائماً تذكر عن النماص وشارعها الوحيد هذاك حقهم تصوراتك أنت بين النماص .
د. الخضيري: أنت لماذا تقول شارعها الوحيد هو فيه غيره يعني على أساس تقول
د. مساعد: هذا من باب التنكيت
د. الشهري: لا لا الآن فيه أنا كنت قلت للشيخ نشأت وأنا صغير في النماص فكنت أرى كل شيء مكتوب عنوانه النماص الشارع العام، فكنت أقول في نفسي يعني الشارع العام هذا عليه كل عليه المحكمة وعليه البلدية وعليه المطاعم وعليه
د. الخضيري: الإمارة
د. الشهري: كل شيء، ثم لما كبرت وعرفت خرجت من القرية إلى المدينة نفسها وعرفت أنه ما فيها إلا هذا الشارع فقط ثم كنت أتصور أن الدنيا كلها حدها هو حدّ مدينة النماص أن بعد هذه المدينة لا توجد حياة
د. الخضيري: ايه نعم سبحان الله!
د. الشهري: ثم تبين لي أن النماص لا شيء ثم إن
د. الخضيري: ولا تهون
د. الشهري: ولا تهون
د. الخضيري: تقول لا شيء أقول ولا تهون إن شاء الله
د. الشهري: الشاهد المعنى أن أرض الله واسعة لما خرج الصحابة رضي الله عنهم والنبي صلى الله عليه وسلم من مكة كيف وسع الله عليهم في الأرزاق ووسع الله عليهم في الأموال والذكر ثم أيضاً خرجوا مجاهدين في سبيل الله خارج الجزيرة حتى وصل عقبة بن نافع رضي الله عنه إلى حدود البحر الأطلسي
د. الخضيري: نعم المحيط
د. الشهري: في المغرب وقال والله
د. الخضيري: وخاض
د. الشهري: وخاض بفرسه المحيط وقال اللهم إني بذلت المجهود
د. الخضيري: لا إله إلا الله
د. الشهري: ووالله لو أعلم أن وراء هذا البحر أناس لخضته حتى أبلِّغ دين الله
د. الخضيري: لا إله إلا الله
د. الشهري: ثم الشاهد أنه كيف نشر الله بهم ثم أيضاً تجاوزوه إلى ما وراء ذلك الآن لو تذهب إلى كل مكان والله إني أذكر يوم وأنا في مقدونيا في دولة مقدونيا
د. الخضيري: معروفة
د. الشهري: في مدينة اسمها اسكوبيا كانت عاصمة الدولة فصعدت بسيارتي إلى رأس جبل جبل يعني شاهق فلما تركت سيارتي على
د. الخضيري: هل يكون الجبل الذي فوقه صليب ويقولون أكبر صليب في العالم
د. الشهري: ما أذكر أن فيه صليب لكن الشاهد أنني في وقت صلاة العصر فإذا بي أسمع آذان الصلاة
د. الخضيري: لا إله إلا الله
د. الشهري: في مسجد قريب
د. الخضيري: سبحان الله
د. الشهري: فقلت في نفسي وهو إذا به يقول أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله في مكان يعني أين هو محمد عليه الصلاة والسلام من هذا المكان؟!
د. الخضيري: سبحان الله
د. الشهري: كيف بلغت دعوته هذا المكان النائي
د. الخضيري: لا إله إلا الله
د. الشهري: وكيف أصبح من يقول أشهد أن محمداً رسول الله في هذه البلاد النائية خرج الناس وجاهدوا وبلغوا هذا الدين في كل مكان فانظر يعني هذا هو معنى قوله (يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً)
د. الخضيري: وسعة
د. الشهري: (وسعة) يعني لأن الخروج من الوطن في العادة أنه كما تفضلتم شاق على النفس
د. الخضيري: ايه نعم
د. الشهري: ومرتبط أنك ستتعذب وسوف تفتقر وربما تُهان ولكن الله يقول (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) وهذا هو القيد، أما الذي يخرج لطلب الرزق فقد يتعرض لكن في سبيل الله
د. الخضيري: أبداً
د. الشهري: في العادة أن الله سبحانه وتعالى يعوضه جزاء ما ترك وما خلف يعوضه سعة ورزق وبركة
د. الخضيري: ويقاس على هذا كل من ترك شيئاً لله عز وجل ونحن رأينا أناساً كانوا متعلقين ببعض الوظائف يرون أن رزقهم فيها ولأجل مثلاً قيامهم ببعض أمر الله عز وجل فصِلوا مثلاً أو حصل لهم شيء من الإشكال والله يا أخي إنهم كانوا يقولون ليت هذا الفصل كان مبكراً
الشهري: من زمان
د. الخضيري: نعم لأنهم رأوا الراحة والرزق بعد ما خرجوا من هذه الارتباطات التي كانت. (فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا) هذا فيه الدلالة على أن من ترك الهجرة من بلاد الكفر البلاد التي لا يستطيع أن يقيم فيها دين الله عز وجل أنه موعود بالنار و
د. الشهري: متوعد
د. الخضيري: نعم آسف متوعد بالنار وأن هذا من كبائر الذنوب لأن الوعيد فيه جاء بجهنم، وكل ذنب جاء الوعيد فيه بحد في الدنيا أو بعقوبة في الآخرة فهو دلالة على أنه من كبائر الذنوب فهؤلاء قد وقعوا في كبيرة من كبائر الذنوب
د. الشهري: عندما تركوا الهجرة مع القدرة عليها
د. الخضيري: تركوا الهجرة من بلد الكفر مع القدرة عليها
د. مساعد: لكن بلد الكفر الذي لا يستطيع أن يقيم فيه دين الله
د. الخضيري: دين الله أو لو استطاع أن يقيم فيه دين الله أبا عبد الملك وهو لا غرض له في الجلوس فيه وهذا قيد أيضاً مهم لأنه من الناس من يجلس في بلد الكفر الذي يستطيع أن يقيم فيه دين الله من أجل الدعوة فيقال هذا يُحثّ على الجلوس لأنه
د. مساعد: يدعو
د. الخضيري: اي نعم يدعو إلى الله لكن إنسان والله من أجل المال يجلس في بلاد الكفر لا لشيء وإنما لأجل والله إنه هناك حياة منظمة وإدارية رائعة ومثلاً فيها أسباب الرزق ميسرة فيقال لا يجوز للإنسان أن يقيم في بلاد يرى فيها المعاصي والذنوب وقد يكون سبباً في تغيير أديان أبنائه وجيله الذي يأتي بعده من دون أن تكون له حجة عند الله سبحانه وتعالى بل هاجر إلى بلاد المسلمين التي تسمع فيها الآذان وتستطيع أن تأمن فيها على نفسك وعلى ذريتك من أن ينحرفوا عن دينهم. وقد رأيت بعض الإخوة الذين سافروا إلى أوروبا هاجروا لأجل الدنيا فقط ما هاجروا فراراً بدينهم أو ظلم أوطانهم لهم كما هو الحاصل في بعض البلاد الإسلامية. والله أحدهم وكان من إحدى الدول الإسلامية لما جلس إلي يعني يحكي لي معاناته مع أبنائه وأن منهم فيهم واحداً يرجو أن يكون مسلماً ثم أخذ ينهمر بالبكاء فقلت يعني ما الذي؟ قال يا أخي نحن تزوجنا هنا وارتبطنا وأبناؤنا الآن ما صاروا على ديننا وهذا يغيظني غيظاً شديداً والله كل المكاسب التي حصلتها والمال الذي وصلت إليه أنا الآن في الستين أو السبعين من عمري أنه لا يساوي شيئاً أمام رؤيتي لبعض أبنائي وهم يذهبون لقداس الأحد مع أمهم
د. الشهري: لا حول ولا قوة إلا بالله
د. الخضيري: كيف هذا الضيم الهائم أنا يخرج من صلبي أناس كفار يخرج من صلبي أناس لا يعبدون الله يشركون مع الله غيره؟! يقولون أشياء غير معقولة! واحد منهم أرجوه الآن في أنه يكون على ملتي وملة آبائي وهذا الدين الحق الذي أنا مقتنع به لكن نحن فرطنا في هذا
د. الشهري: نعم صحيح
د. الخضيري: فأقول هذه موعظة لمن يسمعنا ممن آثروا البقاء في ديار الكفار لغير
د. الشهري: حاجة
د. الخضيري: حاجة اي نعم
د. الشهري: ولا ضرورة حتى
د. الخضيري: أو معنى شرعي، اي نعم
د. مساعد: صحيح الحقيقة الآن وضع المسلمين وضع مزري جداً كما تلاحظون وأحياناً تختلط الأمور وهي الحقيقة النوازل بعض الناس مع الأسف لما يأتي يتكلم عن بعض الوقائع مثل حال الآن السكنى بين الكفار وغرارهم كأنه يتكلم عن أيام
د. الخضيري: صدقت نعم
د. مساعد: أيام الخلفاء الراشدين
د. الشهري: وهي مليئة ترى بالإشكالات التي ذكرها الدكتور محمد يعني العيش في أوروبا وفي بلاد غير المسلمين يعني يكتنفها كثيراً من المخاطر خاصة التربوية والأخلاقية والدينية
د. مساعد: صحيح
د. الشهري: صحيح أنك ربما يكون راتبك أعلى ربما تكون الأمور التنظيمية وأسباب الحياة والحقوق المدنية كما يسمونها الآن الحرية الخ لكنك تفقد صوت الآذان لا تكاد تسمعه ربما لا تسمعه أصلاً أيضاً النظام نفسه يعني يلزمك بترك الحرية لأبنائك فربما يعني ربما وهذا يقع كثيراً أنه تتدخل الشرطة بينك وبين أبنائك فربما تكف يدك عن تربيتهم لو أردت أن تربيهم على الصلاة أو تجبرهم على شيء من هذا أو ذاك فيخرجون من يدك وتتزوج البنت شاباً من النصارى
د. الخضيري: عِلجاً
د. الشهري: أو الخ وكما ذكر الشيخ يعني الجيل الثاني والثالث من أبناء المسلمين هناك
د. الخضيري: يذوبون
د. الشهري: يذوبون ولا يكاد يبقى معهم من الإسلام شيئاً وهذا
د. الخضيري: خطير
د. الشهري: لا يوازن كل المكاسب التي يذكرونها يعني هذا بحسب يكفيه خسران
د. مساعد: بشِّروا بشِّروا ولا تنفروا
د. الشهري: أنا أضرب
د. مساعد: أنا قصدي أيضاً فيه جانب الحمد لله الآن نسمع إنه الجيل الثالث من المسلمين بدأ يعود الآن إلى أصوله لأنهم صاروا يجدون تضييقاً عليهم
د. الخضيري: بسبب التضييق لكن ليس بسبب
د. مساعد: صحيح لكن لم يُحسن الكفار سياسة هذا الأمر
د. الشهري: أحسنت لكن يا شيخ مساعد يعني عندما نتحدث الآن في ضوء الآيات
د. مساعد: في ضوء الآيات نعم
د. الشهري: نعم فالله سبحانه وتعالى يتحدث عن الذين يبقون في مجتمع كافر وهم مسلمون ولا يهاجرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم طبعاً الهجرة لست واجبة الآن لكن هي كانت واجبة في ذلك الوقت
د. مساعد: صحيح
د. الشهري: الذي نزلت فيه الآيات وجوب الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك توعد من ترك الهجرة مع القدرة عليها بهذا العذاب وهو في جهنم اليوم نحن نقول ليست الهجرة واجبة كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكن أنظر إليها أيضاً من ناحية تربوية ومن ناحية المستقبل أن تعيش في بلاد المسلمين ويعيش أبناؤك في بلاد المسلمين ويصلون مع المسلمين ويصومون مع المسلمين ويتربون بأخلاق المسلمين ويقرأون القرآن ويقرأون السنن يتربى تربية إسلامية
د. الخضيري: يتشرب
د. الشهري: يتشربها أو أن يذهب إلى غيرها فيعيش غريباً وحتى يمارس كل شيء بشكل خاص الخ لا شك أنه فرق بين هذا وهذا يعني هذه الفكرة يعني
د. الخضيري: لاحظوا هناك مسألة أخرى وهي أن الإنسان إذا ضيق عليه في دينه حتى لا يستطيع إقامة الشعائر في بلده ثم هاجر من أجل أن يجد مكاناً
د. الشهري: مكاناً يعبد الله
د. الخضيري: مكاناً يعبد الله سبحانه وتعالى فيه هذا لا إشكال فيه أن الهجرة مشروعة في حقه. هناك مسألة خاصة بعصرنا وهي أن يكون الرجل داعية أو طالب علم فلا يمكّن من الدعوة إلى الله في بلده لكنه يستطيع إقامة الشعائر يصلي ويصوم ويعني يمارس بقية لكن الدعوة قد سدت أبوابها بالنسبة له فهل هذا يسوغ له أن يهاجر إلى بلد يدعو إلى الله فيه؟ الشيخ ابن عثيمين أثار هذه المسألة وقال هذه عندي محل نظر ونقول بالفعل هي مسألة تحتاج إلى يعني بحث ودراسة هل يحق للإنسان أن يهاجر إلى بلد
د. الشهري: يعني يعتبر منعه من الدعوة تضييقاً
د. الخضيري: تضييقاً وسبباً
د. الشهري: للهجرة
د. الخضيري: للهجرة خصوصاً أنه سيذهب إلى بلاد كفار أحياناً كما حصل لبعض المسلمين أنه يذهب ويقول لأن بلدي منعوني من الكلام منعوني من الدعوة منعوني من الإمامة من الخطابة من الخ فهل هذه
د. الشهري: والله أنا من وجهة نظري يعني الآن عندما يخرج الداعية ويدعو إلى الله سبحنه وتعالى في بلاد غير مسلمة هذا أمر مشروع في أصله أصلاً سواء كان مضيقاً عليه في بلده أو غير مضيق عليه لأنها كيف تنتشر الدعوة إلى الله وكيف يبلغ العلم إلى الناس إلا بمثل هذا وفي تصوري أنه لو أمسك الدعاة والمسلمون في أول الإسلام عن الخروج لمجرد أنهم لا يستطيعون أن يمارسوا الدعوة في بلادهم لما انتشر الإسلام أليس كذلك؟
د. مساعد: ملحظ جيد نعم
د. الشهري: خاصة الداعية لأن العادة أن الداعية يكون هو المؤثر في من حوله ففي بقائه في أي مجتمع سواء كان في مجتمع مسلم أو غير مسلم سيكون بقاء مؤثراً وقد لقيت أنا أحد الإخوان المتخرجين تخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فلقيته في أحد المدن النائية الأمريكية فقال أنا أتيت إلى هنا منذ خمسة عشر سنة وكنت لا أتحدث الإنجليزية ولا أفهم فيها شيئاً قال لكن يقول درست الأمر من عدة زوايا فلما ذهب يقول ذهبت إلى هذه المدينة قال فلم أجد فيها مسجداً واحداً هذا الكلام قبل خمسة عشر سنة فقط قال الآن ولله الحمد فيها ثلاث وعشرين مسجد
د. الخضيري: ما شاء الله
د. الشهري: وهو ما شاء الله الذي قام عليها
د. الخضيري: ما شاء الله
د. الشهري: قال ثم المسجد الذي أنا فيه الآن نصلي فيه الجمعة ثلاث دفعات فقلت كم يستوعب المسجد قال يستوعب ما يقارب ثمانمئة إلى تسعمئة مصلي
د. الخضيري: فيصلون ثمانمئة ثم ثمانمئة
د. الشهري: فيقول ثم نصلي ثمانمئة ثم ثمانمئة ثم ثمانمئة
د. الخضيري: أي والله
د. الشهري: وهو منقطع للتدريس والتعليم والدفن والصلاة على الموتى والخ
فانظر يعني كيف مع أنه بدأ يتعلم الإنجليزية عندما ذهب إلى هناك وهو خريج كلية الشريعة فالفكرة أن أيضاً لا بد أن ينظر هذه النظرة النظرة الإيجابية في تبليغ الدين وتعليم الجاهلين والخ فإن هذا باب عظيم من أبواب الدعوة إلى الله
د. الخضيري: قال (فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98)) ماذا عندك أبا عبد الملك فيها؟
د. مساعد: طبعاً هذا استثناء من الظالمي أنفسهم لأنه قال (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) هؤلاء استثنى منهم ليس ظالماً لنفسه من كان من
د. الخضيري: المستضعفين
د. مساعد: المستضعفين ولهذا لاحظ أن علة أولئك ادعوا أنهم من المستضعفين
د. الشهري: (قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ)
د. مساعد: وكأنهم يعرفون أو كأنهم يعلمون أن هؤلاء معذورون فأرادوا أن يأخذوا بهذه العلة وهي الاستضعاف فالله سبحانه وتعالى بيّن أنه يخرج من الظالم نفسه من كان به هذه الصفة مستضعف لا يستطيع حيلة ولا يهتدون سبيلاً بمعنى أنه حتى المستضعف إذا استطاع حيلة فإذاً يجب عليه أن
د. الشهري: أن يهاجر
د. مساعد: أن يهاجر، المرأة
د. الشهري: نعم وقد حصل هذا
د. مساعد: اي نعم منهم الولد والرجال لكن قد يقع السؤال لماذا بدأ بالرجال؟ لاحظ قال (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ)
د. الشهري: مع أنهم ليسوا مظنة الاستضعاف
د. مساعد: لأنهم ليسوا مظنة الاستضعاف فبدأ بهم لأنه هناك من هو مستضعف من الرجال
د. الشهري: يعني العادة أن الرجل قادر لكنني استضعف
د. مساعد: نعم وهم الذين بدأ بهم في توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، المستضعف مثلاً أجير يعني عبد أو يكون مثلاً من ذوي الأعذار أصحاب الضرر الذين سبق ذكرهم
د. الخضيري: أو تم حبسه
د. مساعد: أو تم حبسه وقيد مثل
د. الخضيري: أبو جندل
د. مساعد: ابن نصير وأبو جندل
د. الخضيري: أبو جندل
د. مساعد: اي نعم وعبد الله بن عياش والوليد بن الوليد ذكروا جماعة من هؤلاء كانوا قد قيّدوا بالحبس
د. الخضيري: نعم
د. مساعد: يعني وضع بهم القيد لا يستطيعون فهؤلاء لا شك أنهم يدخلوا في معنى المستضعفين
د. الخضيري: نعم
د. الشهري: فجزاؤهم قال (فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ)
د. مساعد: لاحظ جاء بـ “عسى” وإن كانوا قالوا عسى من الله واجبة
د. الخضيري، د. الشهري: واجبة
د. الخضيري: لكن فيها الدلالة على أن هؤلاء ترجى لهم
د. مساعد: نعم
د. الخضيري: يرجى لهم العفو مما يؤكد أن
د. الشهري: ما فعلوه يعني عظيم
د. الخضيري: أن العقوبة على من فعل ذلك وهو غير من المستضعف أن العقوبة فيه مؤكدة
د. مساعد: التأكيد لما سبق
د. الخضيري: نعم التأكيد لما سبق (فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ) ما هو العفو يا أبا عبد الملك؟
د. مساعد: قلنا العفو الذي هو الإزالة العفو بمعنى الإزالة
د. الخضيري: عفت الريح الأثر
د. مساعد: الأثر يعني كأنه أزيل عنهم آثار
د. الخضيري: الذنب
د. مساعد: الذنب
د. الخضيري: نعم قال (وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) ما الفرق بين عفواً وغفوراً أبا عبد الله؟
د. الشهري: أيضاً سبق الحديث عنها أن العفو هو محو آثار الذنب والمغفرة ستره والتجاوز عنه وعن المؤاخذة به وكلها مأخوذة يعني في معانيها اللغوية لو تتبعت كلام العرب في استخدامهم للمغفرة والعفو والرحمة
د. الخضيري، د. مساعد: والصفح
د. الشهري: والصفح عفوا والصفح (فأعرض عنهم) (فاصفح) تجد أن العفو مأخوذ من عفت الرياح آثار الأقدام بمعنى أنه يمشي الشخص في آثار التراب ثم تأتي الريح
د. الخضيري: فتعفوا
د. الشهري: فتعفوا الأثر
د. الخضيري: فتجد يعني
د. الشهري: بقايا
د. الخضيري: بقايا
د. الشهري: ولذلك يقول اللبيد بن ربيعة في المعلقة يقول
عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها
فيقول يعني أن هذه الرياح قد عفّت الآثار ولم تبق إلا بقايا وهذا موجود في شعر الجاهلية بكثرة وهذه العبارة موجودة بكثرة
د. مساعد: إذا كان العفو فيه معنى الإزالة لكن فيه بقايا
د. الشهري: فيه بقايا تدل
د. مساعد: فيأتي فتأتي
د. الشهري: المغفرة
د. مساعد: تأتي المغفرة
د. الشهري: فتأتي المغفرة لتستر الباقي
د. مساعد: لتستر الباقي
د. الخضيري: اي نعم. ثم يأتي بعد ذلك الغفور الذي هو بمعنى التجاوز
د. الشهري: تمام
د. الخضيري: وعدم المؤاخذة
د. الشهري: والصفح فيه المعنى الذي ذكرتموه وهو كأنك تعطيه صفحة
د. الخضيري: عنقك
د. الشهري: عنقك يعني إعراضاً عن هذا الموضوع وكأنك تنساه تماماً وهذا موجود في قوله تعالى (أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا (5) الزخرف)
د. الخضيري: (أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا)
د. الشهري: عنكم الذكر صفحاً يعني كأنك يعني تتجاهل الموضوع تنساه،
د. مساعد: فاعف
د. الشهري: ما كأنك فعلته. وهذا يعني في غاية العفو والتجاوز عن الموضوع
د. الخضيري: وهذا يؤكد لنا يا أخواني أن ذكر اسمين من أسماء الله لا بد أن يكون بينهما ارتباطاً ولا بد أن ينشأ منهما معنى آخر
د. الشهري: دلالة الاقتران بين أسماء الله
د. الخضيري: أسماء الله
د. الشهري: الحسنى
د. الخضيري: الحسنى نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بكتابه وأن يجعلنا جميعاً من أهل القرآن العظيم الذين هم أهل الله وخاصته نستودعكم الله على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. الشهري: وعليكم السلام