الحسد– العين – السحر – النفث
هذه هي منظومة قوة الشرّ الخفية في النفس والطاقة الكامنة في كل إنسان والتي تدفعه إلى الشرّ.
حسد والحسد: هو تمني زوال نعمة من مستحق لها وربما كان مع ذلك السعي في إزالتها. والحسد يكون عنحقد شديد وغليان وهذا الغليان يبعث في النفس تغيراً كيميائياً بحيث يؤدي إلى الإضرار بالمحسود. (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) الفلق)
النفث: هو قذف الرّيق القليل وهو أقل من التّفل. والساحرة مثلاً تأتي بعقد معينة فيها أشياء غريبة ويجعلها في عقدة ثم ما أن تنفث فيها حتى تصبح مؤثّرة ولشدة الهول في النفث أنزل تعالى آية فيها (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) الفلق) وأمر الرسول r والمسلمين بأن يستعيذوا منها وهذه الآية نزلت لتدفع بها هذا الشرّ الداهم. فما علاقة الرذاذ بأن تقرأ شيئاً من الدعاء ثم تنفث في يديك وتمسح به فتشفى كما فعل الرسول r مع علي رضي الله عنه في خيبر وكان علي قد أصابه الرمد فنفث الرسول r في عينيه ورقيه فشفي وأخذ علي رضي الله عنه الراية لفتح خيبر. والنفث هو عملية تركيز كما في علم اليوغا الآن والتخاطب عن بعد وغيرها تحصر تركيزك بأمر معين حتى تصل بتركيزك إلى شيء خارق في طاقاتك. وعندما تقرأ رقية على إنسان مريض ثم تنفث في يديك وتمسح به على المريض تؤثّر فيه فكأن النفث هو بداية توجيه هذه الرقية إلى صاحبها كما يعمل جهاز التحكم عن بُعد (الريموت) الذي لا بد أن يكون موجّهاً إلى الآلة التي يتحكم بها. والنفث والله أعلم في الخير أو الشر هو تشغيل لعملية الرقية أوالسحر.
والفرق بين الحاسد والنافث أن الأول يتمنى زوال النعمة من المحسود أما النافث فهو لا يتمنى زوالها وإنما لا يرى الآخر أهلاً لما حصل عليه ويرى نفسه خيراً منه ويستصغره بعينه ويراه دون المستوى لكنه لا يحقد عليه ولا يتمنى زوال نعمته. وفي الحديث : ” لا تجوز الرقية إلا من عين أو حمّى أو نافث”.
العين: العين معروفة قال تعالى (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) القلم) والعين لغة فالعين تتكلم إن كنت حزيناً أو راضياً أو غاضباً أو معجباً أو مداعباً أو محتجّاً وكان مشركو العرب إذا أرادوا أن يصيبوا أحداً بالعين جوّعوه ثلاثة أيام جوعاً عظيماً ثم يذهب إلي الذي يريد أن يصيبه فيمدحه فيصيبه بالعين. والآية نزلت في المشركين الذين عجبوا لحُجّة الرسول r والدين الذي جاء به فحسدوه وأكثر من حسده أقاربه ولهذا وصّى الاسلام بالرّحِم لشدة أذى بعضهم لبعض ولذلك يوقل الرسول r ” أفضل الصدقة على ذي الرّحِم الكاشح المُبغِض” فالعين تأتي من أقرب الناس إليك.
السحر: هو مجموعة أشياء تفعلها تفرّق بها بين الناس أو تؤذيهم أو تُنسيهم كما في قوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) البقرة)
نبيّن أن الانسان مليء بالطاقات الهائلة في الخير والشّر كما أن فيه طاقة الحيد بحيث يقتل المحسود أو العين إذا نظر إلى إنسان فأعجبه فيهلكه أو النفث وكذلك السحر بكل أنواعه طاقات فعّالة من اللامعقول يمكن للإنسان أن يكون قاتلاً بعينه بحيث لا يُعاقب عليها القانون. والإنسان معبّأ بططاقات خيّرة كثيرة منها علم التخاطب من بعيد والخوارق الكثيرة عند الصالحين والطالحين وهي قضية رياضية وتعويد النفس كالمشي على الماء والقفز من مكان إلى مكان.
الإنسان طاقات هائلة ومعنى ذلك أن كل إنسان يولد وفيه هذه الطاقة (َقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين) كما خلق الله تعالى الكرة الأرضية مليئة بالطاقات منها ما اكتُشف منها من لم نكتشفه بعد. هكذا عبّأ الله تعالى الإنسان بطاقات هائلة ليس السحر والحسد والعين وإنما طاقات خيّرة فهناك من إذا رأيته تهابه مهابة عظيمة ويأسرك ولا تدري كيف ومنهم من إذا رأيته تتبعه ومنهم رياضي واقتصادي لديهم طاقات هائلة في مجالهم.
والإنسان أعجوبة العجائب (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) لقمان) ولعظمة الإنسان جعله الله تعالى يعمُر الأرض فالذي اخترع الطائرة مثلاً فيه طاقة هائلة أن فكّر في هذا الأمر ثم نفّذه والذي صنع الغوّاصة تفكّر في الحوت ثم صنع الغواصة وكل مخلوق فيه طاقات وعليه أن يكتشفها.
وكل إنسان هو من نمط معين فهناك نمط عسكري مثل خالد بن الوليد وهناك نمط اقتصادي وآخر رياضي وآخر تعبّدي. وعلى كل إنسان أن يكتشف طاقاته وهذه هي الفطرة التي خلق الله تعالى الناس عليها. كل إنسان فيه قدرة قد يأتي بعض الناس فيكتشفوا الطاقة عندهم فتُنمّى هذه الطاقة بطرق علمية. وهذه الطاقات تُقتل وتموت بالتعذيب والترهيب والتجاهل والازدراء ولهذا فإن عملية التربية عملية مقدّسة. لأجل هذا جعل الله تعالى الطاقة في الخير والشر فالساحر لم يكن ساحراً لكنه اكتشف في نفسه طاقة التأثير على الآخرين وكان من الممكن أن يكون خيّراً ويستعمل قدرته في الخير. والخمر انحراف للطاقة فأصلها عنب حلال فيه منافه وأوجه استعمال في الخير وكذلك الطين يمكن أن يكون للخير ونصنع منه الزجاج وغيره لكنه عندما ينحرف عن طاقته يُصنع منه أصناماً، وكذلك علم الذّرة كان يمكن أن يكون لاصلاح الكون لكنهم صنعوا منه سلاحاً قاتلاً يدمّر الناس.
علينا أن نكتشف الطاقات ثم نوجهها التوجيه الصحيح. علم التخاطب أصبح علماً الآن وكذلك التنويم المغناطيسي يكفي أن تنظر في عين أحدهم حتى يُخرجك من ذاتك ويأمرك بفعل بعض الأشياء لا تعرف عنها شيءاً فتفعلها وهذا أمر خطير وصل لدرجة فصل الروح عن الجسد فتقعل ما تفعله في اليقظة لكن دون أن تعلم.
هذه الطاقات الهائلة سبيل من سُبُل الشر مثلما هي سبيل من بل الخير. إنسان ما اشترى سيارة جديدة فاخرة وآخر يغلي حقداً عليه يتمنى زوال النعمة منه، فبهذا الانفعال يصدر منه اشعاعات بحيث فعلاً يصيب المعيون بضرر أو مرض. الجوّال الآن لشدة إشعاعاته يصيب بالصمم أو بالسرطان فكيف لا تُهلِك العين بالاشعاع؟ العين تُصدر إشعاعاً قد يؤدي إلى خير وقد يؤدي إلى شر.
هذه الأمّة لم تصل بعد إلى أن يكتشف الإنسان طاقات نفسه وأن تكتشف المدارس طاقات طلابها والحكومات طاقات شعبها أما الأمم العظمى فهم يحتفون بأصحاب الطاقات حفاوة عظيمة.
يقول تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين) وهذه الفطرة والأمثال تقول في كل شاعر طفل والطفل يعني الفطرة فالطفل مادة خام تُعبّأ فيها الطاقات فإما أن تُنمّيها وإما أن تسحقها وفي الغالب أطفالنا يعانون منّا خوفاً وإذا خاف الطفل ضاع والنتهى وقُتلت فيه الطاقات تماماً كما تسحق النبتة الجميلة بقدمك. كل صاحب إبداع أو خارق (والخوارق هي أن تفعل غير المألوف) كل إنسان فيه جانب من هذه الخوارقوالرسول r يقول :” اعملوا فكل ميسّر لما خُلِق له” وهذا يذكّرنا بالرسول r عندما وزّع المهامات على أصحابه ففي الآذان مثلاً كان رؤية رآها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في منامه لكن الرسول r قال له :” مُر بلالاً يؤذّن فإنه أندى منك صوتاً” وكذلك الحديث عن زرقاء اليمامة التي كانت ترى من مسافة ثلاثة أيام هذه خارقة . وكذلك عمر بن الخطاب عندما رأى المعركة في خراسان فقال يا سارية الجبل. وإلى الآن يسمع الناس أصوات صهيل الخيول في موقع غزوة مؤتة. فالكون كله معبّأ بقواني وطاقات والكون كله فيزياء.
مرحلة التعليم والتربية هي مرحلة أساسية من أجل هذا ولذلك فإن أعداء الأمة الاسلامية يرصدونه هذه المرحلة رصداً وطاقات الأمة الاسلامية وحدها تعادل طاقات الكون لكنها مقهورة مقموعة لا يُسمع لها وإذا حدث أن وصل أحد الملسمن لاكتشاف وتنمية طاقاته قتلوه وقد حدث أن قُتل الكثير ن العلماء المسلمين المصريين والسوريين والعراقيين وغيرهم لمّا وصلوا إلى حد لا يسمح الغرب للملسمن أن يتجاوزوه.
وبالتالي جعل الله تعالى من كل هذه الأمراض شفاءات بكلمة وكم من كلمة لها تأثير معيّن على كل الأحداث قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) ابراهيم) وإذا رأيت شيئاً أعجبك فقلت: بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله فإنك تلجم الطاقة عن أن تُضرّ وينتهي أثرها. وروي أن بعض الصحابة كان يسبح فمرّ به صديق قال: ما هذا والله ولا جسد المخدّرة فأصابه فكاذ أن يكوت فذهب إليه الرسول r وهو على وشك الموت فقال لأصحابه :” لمَ يقتل أحدكم أخاه أما أن تقول بارك الله لك بارك الله فيك”. فما أن تقول بارك الله لك بارك الله فيك بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله حتى ينتهي الأثر تماماً.
وكل شر إذا جابهته بما يقطعه ينتهي أثره فالكون كله إشعاعات والمصريين اكتشفوا أن الذين يحصّنون أنفسهم بالتعاويذ والرُّقى وجدوا هالة نورانية على وجوههم.
أدوات استجلاب الطاقة الهائلة:
هناك أدوات لاستجلاب الطاقة الهائلة:
-
الصمت: قال الرسول r :” إذا رأيتم الرجل يُطيل الصمت فهو يُلقّن الحِكمة”
-
الخلوة: أن تبتعد عن الاختلاط مع الكثير من الناس وتنبقى خالياً.
-
التأمّل: هو مفتاح هذه الطاقة وفي الحديث:” اعتكاف ساعة خير من صلاة ستين سنة” وفي حديث آخر: ” من اعتكف ساعة في المسجد باعج الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق ما بين المشرق والمغرب” . فالاعتكاف في المسجد مثلاً بين المغرب والعشاء بعيداً عن الناس والأسواق والأخبار والمشاكل تجد نفسك تخرج من هذا الاعتكاف بطاقة مصقولة مصنوعة صناعة ربّانية. وعن الإمام القطّان ذكره عند البغدادي وقد عُرِف بجودة استنباطه واستشهاده في كتاب الله فسُئل عن ذلك فقال: بكثرة الخلوات في الفلوات والتأمل في الكائنات والتدبّر في الكائنات.
ولكي تصل إلى طاقة نفسك في العلم أو في أي مجال لا بد أن تكون في صمت وخلوة وتأمل وتفكّر.
والقرآن الكريم يعلّمنا عبارات تقطع الشر. فمثلاً لو تآمر عليم كل الخلق فقلت (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) يقيك الله كل سوء لأن بعد هذه الآية قال تعالى (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)). ولو أصابك سوء أو مرض فقلت (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء) كما قالها أيوب يشفيك الله تعالى لأنه قال بعدها (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)) لكن عليك أن تقولها بنفس العمق الذي قالها به أيوب u. وكذلك المغموم إن قال (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء) ينجيه الله من الغمّ لأنه قال بعدها (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)) لكن بشرط أم تقولها مع مقدمات من الصمت والتأمل والخلوة والاعتقاد الجازم بالله تعالى.
الحسد طبيعة في الإنسان وكل إنسان كما قلنا معبّأ ابلطاقت خير وشر وهناك إنسان يستعمل هذه الطاقات بالشر ومنهم من لا يستعملها وهناك حَسَد يحسُد من باب نصر ينصُر وهناك حَسَد يحسِد من باب ضرب يضرِب وهذا هو الحسد المنهي عنه وقوله تعالى (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) الفلق) أي من شر الحاسد إذا حسد فيمكن أن يكون هناك حاسد لا يحسد. والرسول r جعل الحسد مع منظومة أخلاقية هائلة فقال في الحديث: ” إيّاكم والظنّ فالظنّ أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا” وهذه منظومة تؤذي المسلم أذى مباشراً . ومن أراد أن يكون مسلماً حقاً عليه أن يتربّى ويحتهد حتى يُنقّي نفسه من هذه المنظومة ليصدُق فيه قوله تعالى (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء). وفي الحديث :” لا يجتمع في قلب مؤمن إيمان وحسد” وقال أيضاً : ” لا يزال الناس متعارفين متحابين أصحّاء ما لم يتحاسدوا” وقال: “دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء” وكلاهما متقاربان.
والحاسد لا يناله من حسد المحسود شيئاً. وروي: المؤمن يغبِط والمنافق يحسد” فالغِبطة هي أن تتمنى أن يكون لك مثل النعمة التي مع غيرك إلا أنك لا تتمنى زوالها من الآخر.
v ومن الطاقات الهائلة التي ينميّها الإنسان ما يُعرف الآن بالبرمجة العصبية اللغوية وقد قيل أن الإنسان العادي يستخدم طوال حياته 1% من قوته العقلية والعالِم من البشر يستخدم إلى أقصى حد 4% ويقال أن العالِم آينشتاين استعمل 4% من قوته فماذا لو طوّر الإنسان نفسه بحيث أصبح يستعمل 10% مثلاً من طاقته وعقله؟
v الرقية الشرعية إشعاع من الراقي وانفعاله تؤثّر على المرقي ولا أظن أن الرقيةبالكاسيت تنفع لأن الراقي عليه أن يمس المرقي فكم سمعنا بمن يشفى بلمسة. والرقية تقتضي يقيناً كاملاً من الراقي والمرقي. ولا يقول أحدنا رقيت وما زال الحسد لأنه بقراءة الآيات لا تدري ماذا ردّ الله عنك من سوء ولولا قراءة الآيات لأصابك شر عظيم لكن علينا أن نبدع في الرقية فعل قدر ما نبدع فيها على قدر ما يكفينا الله تعالى شر الحسد.
العوائق التي تحول دون وصول الإنسان إلى العلوم المدفونة في ذاته:
1. نقص في التدريب العقلي والانسان كلّما تعلّم ترقّى عقله ونحن بحاجة لأن نترقّى بعقولنا وقلوبنا كما يترقّى المقاتلون بنفسياتهم حتى يصبح الموت عندهم لا يعني شيئاً.
2. عدم الصمت والخلوة والتأمل.
والآن في كل دول العالم المتحضّر توجد معاهد لابراز واكتشاف طاقات الانسان وتوظيفها توظيفاً علمياً مدروساً.
الخوارق تكون في الإيجابيات والسلبيات ونحن نعرف نوعها من تأثيرها وآثارها وقد أُسيء استعمال الكثير من هذه الخوارق ولهذا أوصانا الرسول r في الحديث: ” لا تعلموها السفهاء” حتى لا يستعملوها في الشّر كما في قوله تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) الأعراف) وقوله تعالى (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء).
بُثّت الحلقة بتاريخ 3/9/2004م