برنامج بينات

سورة آل عمران – 2

اسلاميات

 

برنامج بينات 2009

سورة آل عمران الحلقة 2

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

هذا هو الدرس الثاني أو الحلقة الثانية من برنامجكم بينات في سورة آل عمران نسأل الله سبحانه أن يعلمنا تأويلها وينفعنا يما فيها من العظات والأحكام والدروس والعبر

كنا في الجلسة الأولى أو الحلقة الأولى تحدثنا عن مقدمات هذه السورة على عادتنا في هذا البرنامج الذي نحاول أن نضع لكل سورة مقدمات ونبين فيها اسم السورة وموضوعها وفضلها ومناسبتها لما قبله ونعطي إضاءة عامة حول السورة التي نتحدث عنها ثم بعد ذلك ندخل في آياتها ومقاطعها وقصصها وموضوعاتها موضوعاً موضوعاً حتى ننتهي منها بإذن الله عز وجل دون أن نأخذ آياتها آية آية، وهذا أبينه حتى يتذكر من يشاهدنا الآن والذي لم يشاهد الحلقات الأولى من هذا البرنامج.

الحقيقة كنا توصلنا في المرة الماضية بعد أن انتهى الحديث من موضوع السورة وما يتصل به بدأنا في آيات السورة وذكرنا المقدمة التي تحدث فيها الدكتور عبد الرحمن عن البداية في توحيد الألوهية. وكنت أريد أن أختم تلك الحلقة بقول (الم {3/1} اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ {3/2})بدأت بالتوحيد ثم انظر في آيات المقدمة (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {3/6) فجاءت كلمة التوحيد مرتين في هذا المقطع ومتقاربتين للتأكيد على مضمون هذه السورة التوحيد وتقرير هذا التوحيد. ثم جاء الحديث من بعده عن مواقف الناس من آيات هذا الكتاب وكيف أن الكتاب لما نزل أثار أمراض قلوب المرضى ومن في قلوبهم زيغ وصار عند بعض الناس لبس فما هو الموقف تجاه ذلك؟

الدكتور مساعد بن سليمان الطيار: أولاً الآية تستحق الوقفة لأهميتها حديث البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: “إذا رأيت الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين لعنهم الله فاحذروهم” هذا الحديث لو أردنا أن نستنبط منه شيئاً من أصول العلم فيمكن أن نقول بأن أصول التفسير مبنية على هذا الحديث .لماذا؟

لأننا لما نتكلم عن أصول التفسير نتكلم عن جانبين: عن جانب العلم الصحيح وجانب العلم الفاسد. ولا يمكن أن يعرف العلم الصحيح من العلم الفاسد إلا من خلال أصول نرجع إليها. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة منبهاً : “إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين لعنهم الله فاحذروهم” فلا يمكن أن نعرف نحن أين المتشابه من غير المتشابه إلا بعلم. ثم إذا علمنا نعرف أن ذلك الذي اتبع المتشابه قد اتبع المتشابه ووقع عنده فساد في الفهم والعلم. إذن فهناك أصول نرجع إليها لمعرفة الفرق بين العلم الصحيح والعلم غير الصحيح وهذا هو المناط أو الهدف الكبير أو الأكبر فيما يتعلق بأصول التفسير. من هنا يمكن أن نجعل هذا الآية منطلقاً لتأصيل هذا العلم.

الله سبحانه وتعالى هنا بين لنا أن إنزال الكتاب: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) فإذن ما هي الآيات المحكمات وما هي الآيات المتشابهات؟ وقع خلاف كبير جداً بين المفسرين لكن هذا الخلاف لا يخرج عن معنيين جامعين: المعنى الأول: أن يكون المراد بالآيات المحكمات أنها الآيات المعلومات للخلق. والمتشابهات هي التي لا يعلمها الخلق. أو المعنى الثاني المحكمات المعلومات التي لا يقع فيها اختلاف والمتشابهات هي التي يقع فيها اختلاف وتكون كلها مندرجة ضمن المعلومات ولكن الفرق بينهما أن الأولى محكمات لا يقع فيها اختلاف والثانية يقع فيها اختلاف. فإذن النوع الأول أن يكون المحكم هو المعلوم للخلق فالقرآن كله من جهة المعاني معلوم للخلق والمتشابه من الآيات هو ما يقع في بعض الآيات من أنواع التشابه التي لا تتعلق بالمعنى وإنما تتعلق بشيء غير المعنى مثل لا يعلمه إلا الله  مثل الدابة مثلا أو أزمان الحوادث أو الوقائع فبعضهم يستخرج معنى الأزمان بطريقة الحساب وخصوصا حساب الجُمّل يستخرج منه أزمان معينه أو مقادير معينة حتى وصل الحال ببعضهم أن يقول بأن يوم القيامة سوف يقع في اليوم الفلاني بأسلوب حساب الجمل.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري منها أسماء الله سبحانه وتعالى وحقائقها، ما هو في الجنة وما هو في النار، وصفة يوم القيامة ومعرفة صفة ذلك اليوم على جهة الدقة. هل هناك من إضافة؟

الدكتور مساعد بن سليمان الطيار: أهم شيء هو المدخل للآية ومعرفة هذا الأمر (وأُخر متشابهات) بعض العلماء ذهب إلى أنها آيات محددة والذي يظهر والله أعلم أن هذا الوصف ليس المراد أنها آيات محددة وإنما هو إشارة إلى قسمين في القرآن كله آيات تدخل ضمن المُحكم وآيات تدخل ضمن المتشابه.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري وهذا يختلف باختلاف الناس

الدكتور مساعد بن سليمان الطيار أي نعم باختلاف أنوع الناس إذا دخلنا في النوع الثاني. ولهذا ما الذي جعل بعض المسلمين في بعض الفرق يضل في باب القدر؟ لأنه أخذ بعض الآيات وترك البعض الآخر فوقع عنده تشابه بسبب أنه لم يجمع الآيات إلى الآيات ويعرفها على الوجه الصحيح. كثير من الطوائف وقعت في هذا الباب فالخوارج في قضية التحكيم من الواضح جداً أنهم انتقوا بعض الآيات وتأوّلوها وتركوا الآيات الأخر ولم يتأولوها فوقع عندهم اللبس.

الدكتورعبد الرحمن الشهري أيضاً يضاف لكلام الدكتور مساعد في هذه الآية أنها آية تعتبر مؤيدة لحديثنا قبل قليل وهي ” وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ “الآن الذي هداه الله إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة الصافية هذا إتضح عنده الحق من الباطل وصار مُحكماً فهو على بينة من ربه وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق. لذلك جاءت هذه الآيات في غاية الوضوح عندما ذكر الله توحيد الألوهية وبدأ هذه السورة العظيمة التي هي تقرر توحيد الألوهية وترد على النصارى الذين زعموا أن عيسى عليه السلام ابن الله أو أنه هو الله. ثم جاءت هذه الآية العظيمة التي هي الآية السابعة في سورة آل عمران تبين أن القرآن الكريم فيه آيات محكمات واضحة الدلالة وظاهرة وفيه آيات متشابهات يلتبس أمرها أو أن الدخول فيها يكون من أسباب الزيغ أو أنه لا يدخل فيها إلا الزائغون. ولذلك تلاحظون أنه قال ” فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ” فجعل الله سبحانه وتعالى وجود الزيغ في قلوبهم سبباً لإتباعهم المتشابه. في حين جعل الفريق المقابل لهم ليس المؤمنون وإنما قال الراسخون في العلم . إذن تلاحظون كأنه ذكر فريقين: فريق الراسخين في العلم وفريق الزائغين الذين في قلوبهم مرض. ومدح الراسخين في العلم ما مدحهم لأنهم يعلمون المتشابه وإنما يؤمنون به. في حين ذمّ هؤلاء الذين يتبعون المتشابه بأن في قلوبهم زيغ (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) وذكر العلة فقال “ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله “فجعل ابتغاء الفتنه سبباً للزيغ وسبباً للذم . وقال:” وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ” ولذلك تأتي مسألأة أريد أن نتناقش فيها وهي قضية الوقف في الآية : “وما يعلم تأويله الله “ونلحظ عليها علامة الوقف في طبعة مجمع الملك فهد (قلى أو قلي) هي اختصار لـ (قِف أو لا) فكأن الوقف أولى على قوله “وما يعلم تأويله إلا الله” ثم يبدأ “والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا” .فكأن المعنى أن الله قد استأثر في علم المتشابه وأن هؤلاء الراسخين في العلم مُدِحوا بأنهم لا يتتبعونه وإنما يؤمنون به. وهناك القول الآخر أن الوقف على قوله “الراسخون في العلم”.فيكون معنى الآية وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يعلمون التأويل . أنا في نفسي شيء من هذا المعنى د. مساعد وأريد أن تصحح لي عندما يقال أن ابن عباس يقول: أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون التأويل. عندما تلاحظ في نظم الآيات لا يساعد في هذا المعنى، يعني النظم قسمهم إلى قسمين :الذين في قلوبهم مرض وزيغ وهؤلاء يتبعون المتشابه وسبب إتباعهم المتشابه أنهم يريدون به شراً وهو ابتغاء الفتنة وهذا أشد ما ينطبق على اليهود وهم أنهم يثيرون الشُبهتين الآن بداية السورة هم يثيرون شبهتين: يثيرون شبهة حول الدين كله ويثيرون شبهه ضد عيسى عليه السلام ويقول أنه كيف يكون مخلوقاً من غير أب؟! ،ويثيرون شبهة ضد الإسلام كله وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء به من عنده وكل هذا حسد من عند أنفسهم. وذكر الفريق الثاني وهو فريق الراسخين في العلم. فأنا أقول عندما يجعل هذين الفريقين متقابلين :الزائغين ويذمّهم بأنهم يتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ويذكر الفريق المقابل الراسخون في العلم فيمدحهم بأنهم يؤمنون بالمتشابه ولا يتتبعونه. فهذا يساعد على القول بأن الوقف الصحيح على قوله “وما يعلم تأويله إلا الله” فما تعليقك يا دكتورمساعد؟

الدكتور مساعد بن سليمان الطيار:نعم، هو الوجه المقدم ما ذهبوا إليه وهو الوقف على “وما يعلم تأويله” لأنه في مفهوم التأويل في الآية وجهان حقيقة الشيء وهو الخلاف الذي ذكرته قبل قليل هل المراد بالمحكم المتشابه المحكم:هو المعلوم للناس وهو المعنى، والمتشابه:هو الخاص بالله وهذا الذي سار عليه المصحف على أن المتشابه ما يختص بالله تعالى، من ادّعى علمه فقد كذب، فيكون الوقف لا شك على “وما يعلم تأويله إلا الله” لا يعلم تأويل المتشابه إلا الله مثل حِكَم بعض الأشياء مثل أزمنة بعض المغيبات، مثل كيفية بعض المغيبات بعض الأشياء هذه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى فالدخول فيها هو من باب الزيغ وابتغاء الفتنة كما ذكر الله تعالى. النوع الثاني الذي ذهب إليه ابن عباس ومجاهد وعليه تفسير بعض السلف أيضاً أنهم جعلوا المتشابه الذي يمكن أن نسميه متشابه نسبي يعني وقع فيه خلاف وفهم على غير وجهه فيكون في دائرة المعلوم” وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ “أي يعلمون تفسيره فهذا على سبيل المثال لما نأتي على قضية فيها إشكال من جهة الاعتقاد أو المعنى  مثل قضية همّ يوسف عليه السلام، هل وقع يوسف في الهم أو لم يقع ؟خلاف في المعلوم-هذا طبعاً معلوم لأن النص فيه واضح “ولقد همت به” كنص من حيث الوصول إلى المعنى واضح. ليس فيه لبس، من قال بأنه قد هم! له وجه، ومن قال بأنه لم يهم له وجه ، وعلى اختلاف الأوجه لم يؤثر على أن تكون هذه الآية معلومة،.معلومة التفسير والمعنى ولكن عندما نأتي “لولا أن رأى برهان ربه” تجد أن بعض المفسرين ذكر أنواعاً من البرهان لا يمكن الوصول إليها إلا بالنقل فهنا يقع إشكال آخر غير الإشكال الأول، الأول:فيها وضوح لأيّ من الفريقين بغض النظر عن صحة المعنى أو أيهما الراجح لأن المعنى يمكن أن يُدرك من خلال الألفاظ لكن برهان ربه مجمل،ولكن ما هو هذا البرهان؟ هذا متشابه نسبي لا يمكن إدراكه إلا بنقل.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري الآن بينتم هذا جزاكم الله خيراً .الآن نريد أن نوضح للمشاهدين كيف نستعمل هذه الآية على أيّ من الأقوال التي ذكرتموها. كيف يستفيد منها الإخوة حين يطبقونها على كلام الله وعلى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنقول أولاً: هناك محكمات في دين الله عز وجل لا يختلف عليه العلماء وهي بينة وواضحة مثل قضية التوحيد والإيمان بالرسل والإيمان بالقدر واليوم الآخر والملائكة والنبيين ووجوب الصلاة ووجوب الزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه محكمات لا يختلف فيه العلماء ولا ينازعون فيها واضحة من حيث كلامهم وسارت في الأمة جيلاً بعد جيل .هذا يجب على كل واحد أن يأخذ به ولا يشك فيه ولو جاء نص من النصوص أو آية من الآيات أو حديث من الأحاديث يوهم بأن هذا ينازع في هذه الأصول يجب علينا أن نأخذ بالمحكم أولاً ونعتصم به ثم نبحث في هذا المتشابه عن تأويل حتى يتسق مع المحكم. وهذه قضية مهمة جداً أن يعمل بها كل واحد، لا يشغب بنص مشتبه عليه قد أثبتته جبال من النصوص وأجمعت عليه الأمة . وهذا بالمناسبة يقع لبعض الأفراد من طلاب العلم يشك في قضية من الحديث لم يفهمها على وجهها، فنقول:الواجب على طالب العلم، على العامي، على كتاب الصحف،المجلات، على القضايا الساخرة التي تدار في المجتمع ، هناك قضايا محكمة إن كنت تعرفها تعرفها من أهل العلم لا يجوز لأحد أن يخالف فيها وأن يذكرها على أنها محل خلاف أو نزاع أو هناك نصوص تدل على أن هذا الأمر غير مسلّم، بل هذه المحكمات لا إشكال فيها. وها النص الذي تستدل به في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوله عز وجل :”يا أيها الذي آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم”

هذا يمكن أن يهدم أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كله. نقول لا، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب بالإجماع لا يختلف عليه المسلمون .ما معنى هذه الآية إذن ؟ إذا أنت لم تفهمها رد العلم إلى أهله ليبينوا لك معنى هذه الآية حتى تتسق مع ذلك المحكم، ولذلك الراسخون في العلم هم الذين نرجع إليهم عندما يُشكل علينا نص أو آية مثل أبو بكر الصديق عندما وضّح هذا المعنى :”إنكم تقرأون قول الله عز وجل” يا أيها الذي آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم” الذي يتأمل معنى الآية تأملاً جيداً وهو راسخ في العلم يعلم أن الآيه مما يدل على الأمر بالمعروف من “إذا اهتديتم” كيف نهتدي ونحن لا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟

الدكتورعبد الرحمن الشهري وهذه مسألة مهمة وهي إتباع المتشابه ، لا بد أن نسلم أيها الأخوة إلى أن هذه السورة العظيمة جاءت لتقرير التوحيد والرد ومجادلة النصارى. النصارى يتشبثون بشبهة وهي أن عيسى عليه السلام خلق من غير أب يشغبون بها على الجهلاء وعامة الناس بأنه آله وأنه يستحق العبادة من دون الله. كذلك في الحقيقة عندما تتأملون حتى في الخوارج ومن يسيرون على منهج الخوارج إلى اليوم فإنهم سبب الانحراف يكون بعضه أو كله يكون فهم خاطئ للآيات المتشابهات أو أحاديث مشتبهة. يتركون النصوص والمحكمات وتزيغ قلوبهم والعياذ بالله إلى المتشابه.لذلك انظروا إلى ابن عباس رضي الله عنه عندما خرج جمع كبير من الخوارج على علي بن أبي طالب يذكر بأنهم 8 آلاف لفما ذهب ابن عباس ليجادلهم كان يجادلهم في المتشابه من القرآن، أوردوا عليه آيات متشابهات فردها إلى الصواب فرجع منهم 4 آلاف بدليل على أنهم كان عندهم انحراف فكري وخطأ في فهمهم لهذه الآيات. لذلك من الموضوعات المهمة التي أقترح أن يكتب فيها كتابة محررة قضية جمع الآيات المتشابهات وكيفية استدلال الخوارج ومن يسير على نهجهم بها وتصحيحها. نحن نعرف أن هنالك كتب كثيرة في دفع المتشابه دفع هام الإضطراب للشنقيطي له كتاب ودفع المتشابه للغرناطي لكنهم عالجوها كأنها آيات متشابهات لكنهم لم يدرسوا أصول الانحراف الذي وقع فيه هؤلاء عندما يستدلون بها. يعني أصول خطأ الاستدلال بالآيات المتشابهات وبيان الصواب فيها .لو تجمع هذه الآيات والأحاديث وتبين أنا أتصور ممكن أن تجمع من كتب المنحرفين أنفسهم لكان في هذا خير كبير. ولاحظو ابدأ الله هذه الآية بمجادلة هؤلاء

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري كل المخالفين لعقيدة التوحيد عندما تنظر إلى سبب الانحراف أو الخلل عندهم تجده من هذا عندهم دليل أو آية أو حديث أو مشكلة في قضية أو حدث معين يجعلونه أصلاً ويعارضون بهذه الآية آيات كثيرة جداً فتتعجب سبحان الله .مثلاً: آيات الثناء على آل البيت جعلها الشيعة أصلاً عندهم في أنهم يقدسون هؤلاء ويسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقللون من قدرهم فانظر إلى هذا الخلل. بينما تجد آيات الثناء على آل البيت وتكريمهم لا تتعارض أبداً مع آيات الثناء على الصحابة كلهم يثنى عليهم ويكرمون وهذا ظاهر يعني أجل من أن يظهر، لكن كما قال الله تعالى ” فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ “أصلاً الزيغ من عندهم  جعلهم يذهبون لآيات تناسب مقاصدهم  فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ولذلك نقول لمن أشكل عليه ذلك إحذر فإن هذا علامة على زيغ في القلب وإلا لو كنت صادقاً في طلب الحق مريداً له فإنك ستهتدي بأن المحكم واضح وبين ويرشدك إلى الحق وهو العروة الوثقى في كتاب الله التي تمنع من الوقوع في الزيغ والضلال.

الدكتور مساعد بن سليمان الطيار: من باب الفائدة :هذه الطوائف اختلف عندهم مفهوم المحكم فمثلاً عبد الجبار الهمداني في مقدمة كتابه متشابه القرآن وهو من المعتزلة وزعم بأن المحكم هي الدلائل العقلية أما ظواهر القرآن فهي عنده ليس من المحكمات ولهذا في بعض الآيات قال ذكر آية تخالف الظاهر العقلي فقال لو ثبت في اللغة أن معنى هذه الآية كذا فإننا نردها إلى لمحكم ولا نقبل الدلالة اللغوية هذا معنى كلامه. وهنا مشكلة في تحديد ما هي الآيات المحكمات؟ يعني ما هو المحكم وما هو المتشابه ؟ هذا يختلف من طائفة إلى طائفة. ويحتاج أن ننتبه إلى هذا لكي لا يقع عندنا نوع من الخلل في هذا الموضوع. ولكن ما سبق من أن القرآن فرقان لا يمكن أن يلتبس على عامة المسلمين فهذا يجب أن ننتبه له. فما هو عليه عامة المسلمين وما هو عليه علماء أهل الإسلام مما لا يلتبس على أحد فلا شك بأنه يدخل من باب المحكمات ومهم ان نهتم لهذا الأمر لكيلا نقع ونحن نقرأ في كتب الزيدية من المتقدمين ممن أخذوا منهج الاعتزال في رسائل له يذكر هذه الآية ويعتمد أصول الدلائل العقلية كما يزعمون ويحكمها على النصوص الشرعية وأن هذا هو المحكم.بمعنى أن الآيات ترد إلى الدلائل العقلية ، فالدلائل العقلية محكمة والآيات ترد إليها فننظر ما الذي يتناسب مع الدلائل العقلية وما لا يتناسب.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري يجب أن نذكر بعض الأمثلة:يعني هذا ليس في القرآن وحده وحتى في السنة النبوية تجد أحاديث في تقرير قضية من قضايا الاعتقاد أو الأحكام الشرعية وتجد حديثاً في دلالته ما يوحي بخلاف ذلك عند من لم يكن راسخاً أهل العلم فيأتي صاحب الزيغ فيذهب إلى هذا الحديث المنفرد ويجعله أصلاً ويهدم به تلك الأصول من الأحاديث. مثل حديث الحلف بغير الله، جاءت أحاديث كثيرة جداّ في تحريمه “لا تحلفوا بأبائكم” “من حلف بغير الله فقد أشرك”من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت” إلى أخره. يأتي بحديث في مسلم عندما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم سائل ثم لما ولّى فيقول :”أفلح وأبيه إن صدق”.(على أن “وأبيه” قَسَم) هذه مشكلة؟؟؟؟ ممكن صاحب الزيغ أن يأتي ويقول بأن هذا يدل على أن الحلف بغير الله جائز والحديث في صحيح مسلم لا إشكال في صحته إذن نحن نهدم هذه الأحاديث الكثيرة الدالة على أن الحلف بغير الله شرك بهذا الحديث أو الرواية؟؟؟؟ الراسخون في العلم أول قضية يقررونها أن هناك محكم ومتشابه.المحكم نعمل به ونؤمن به ونتمسك ونعتصم به وهذا المتشابه نقول كل من عند ربنا. لكن كيف نجمع بينه وبين المحكم؟ هذه تحتاج إلى عقول راسخين في العلم وتخريج لهذا الحديث وجمع بينه وبين هذه النصوص. إما أن يقال هذا قبل النهي عن الحلف بغير الله وإما أن يقال الرواية “أفلح وأبيه إن صدق”كتابتها هي نفس كتابة “والله” إنما يختلفان في النقط لأن النقط جاء متأخراً. “أفلح وأبيه إن صدق” المهم ذكروا لها عدد من التخريجات .وإما أن لا تكون غير محمولة على القسم أصلاً . فانظر كيف يخرِّج أهل العلم هذا الحديث الذي خرج عن القاعدة. أنا أقول أن هذه القضية يجب أن تستعمل كقاعدة للتعامل مع الناس.إذا علمنا أن فلاناً من علماء المسلمين ونعرف عقيدته وأصوله ومنهجه ثمّ حُكي لنا أنه قال في المسألة الفلانية كيت وكيت مما خالف به علماء المسلمين، أو تلك اللفظة أو العبارة في كتابه الفلاني موهمة بأنه يريد هذا الموافق للمحكمات أو يريد به شيئاً متشابهاً ،كما روي عن ابن حبان أنه قال (النبوة هي العلم) فشغب الناس عليه هل يعقل بابن حبان هذا العالم الإمام المحدث الكبير يرى أن النبوة هي العلم؟ يعني كلما تحققت من العلم قربت من النبوة فممكن أن تصير نبياً، هل يعقل أن يكون هذا مراده؟ لا يمكن أن يكون هذا مراده لكنه كأنه يريد لا بد أن نفسر ونشرح لأننا نعلم حقيقة هذا الإمام ومنهجه وعقيدته وما يقول به فنقول مراده أن من أعظم أوصاف الأنبياء أنهم علماء بل إنهم سادة العلماء. إذا وجد الواحد منا كلاماً  لأحد الكتاب أو المشايخ موهماً بحق أو باطل وجب عليه أولاً أن يعلم أن هناك محكم من كلامه يدل على خلاف ذلك وأن هذا الفهم الذي أداه أو ظهر من هذا الكلام الذي كُتب لا ينبغي أن يعول عليه في ذكر قاعدة أو عقيدة لهذا الرجل من خلال هذا النص. وأنا أقول هذا الكلام الآن في هذا الوقت لأن بعض الناس إذا عادى أحداً من أهل العلم بدأ يفتش في كتبه ويقلب حتى يجد نصاً انظر ماذا يقول؟؟؟؟ أنظر ماذا يعتقد؟؟؟؟ هذا يسب أصحاب النبي وينتقص من أقدارهم، هذا يشكك في توحيد الألوهية. اقرأ كتابه من أوله لأخره أو من أول تفسيره لأخره ستجد بأنه خلاف ذلك وأن هذه العبارة قلقة لكن يجب علينا أن نحملها على المحكم ونفسرها بما عليه هذا الرجل في حياته وسمته. أيضاً كما قيلت هذه القاعدة في الأسلوب العلمي والنص تقال أيضاً في الأعمال، فمثلاً إذا أظهروا لك صورة شيخ من المشايخ يسلم على بابا الفاتيكان فيأتيك واحد على الإنترنت ويقول أنظروا إلى علماء المسلمين كيف يتزلفون إلى هؤلاء و يبيعون دينهم كن أجل لقيمات وهذا الرجل معروف بنصرته لدينه وجهاده وفضله وعبادته وأفنى عمره في العلم. هذه الصورة متشابة يمكن أن يتزلف إلى بابا الفاتيكان وممكن أيضاً أنه ذهب لدعوته أو مناظرته أو الحديث معه في قضية تهم المسلمين والنصارى أو غير ذلك. فلا تأتي وتجعل هذه الصورة أصلاً تنقض به ذلك الجبل من المحكمات في حياته وحاله.

الدكتورعبد الرحمن الشهري هي الحقيقة لا شك أنه فتنة، فقد يقول قائل: لماذا هذه الآيات المتشابهات ترد في القرآن؟هذا كله من الابتلاء ولذلك ذكر الله تعالى أن الناس ينقسمون إزاءها إلى فريقين،

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري يعني لو شاء الله لجعل كل ما في القرآن محكم ولكنه جعل شيئاً منه يشتبه على بعض الناس ليبتليهم.

الدكتورعبد الرحمن الشهري لاحظوا في أول سورة البقرة وهذه السورة ذكر الله “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ” هؤلاء فريقين فريق يعلمون أنه الحق من ربهم وفريق قالوا ماذا أراد الله بهذا مثلاً على سبيل السخرية قال تعالى:” يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ “

، ” فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ” الفسق هو الخروج والزيغ الذي ذكر في آل عمران نفس الفكرة.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري الذي يظهر لي أن هذا المجلس مبارك.

الدكتورعبد الرحمن الشهري حتى المتشابه، الراسخين في العلم لا يتبعون ما تشابه وأن الراجح والله أعلم- في المتشابه أن الله استأثر ه الله بعلمه ابتداء واختباراً. فيقولون بعدها  يدعون” رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ “”يرون أن إتباع المتشابه هو نوع من الزيغ، فكأنهم يدعون الله (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ما هي هذه الهداية؟ أنهم آمنوا وسلّموا

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري وعلموا بأن لهذا معنى وأن معناه لا يمكن أن يختلف عن معنى المحكم لكن قد لا يهتدون إليه.

الدكتورعبد الرحمن الشهري كلما تأملت هذا الموقف سبحان الله العظيم أتذكر أبا بكر الصديق رضي الله عنه في قضية تسليمه المطلق وإيمانه لا يجال ولا يناقش فيما ثبت له أنه قاله النبي عليه الصلاة والسلام أو فيما قاله رب العالمين ولو لم يفهمه، عندما جيء إليه قالوا : ألم تسمع ما قال صاحبك؟ عندما أخبرهم عليه الصلاة السلام بأنه أسري به وعُرج به إلى السماء فقال:إن كان قال ذلك فقد صدق. أيضاً في حادثة الإفك فإذا بأبي بكر وهو متضرر بشكل مباشر من اتهام لعائشة لأنه اتهام لابنته وصديقه-عائشة ابنته والنبي صلى الله عليه وسلم وهو أقرب الناس إليه- قالوا: لم يحفظ على أبو بكر الصديق رضي الله عنه في هذه الحادثة كلمة .سكت، سبحان الله.وما قال إلا أنه أقسم أن لا ينفق على مِسطح لما تبين له أنه ممن كان يسعى بالحديث، أقسم علىة عدم الإنفاق بعد أن نزلت الآيات وبرّأت عائشة.

سبحان الله هذا منهج من مناهج المؤمنين المسلّمين وأن الإيمان الحقيقي هو التسليم .أنت الآن عندما تؤمن بشيء قد شرحناه لك وذكرنا لك الأدلة ، فكأنت الآن تؤمن بشيء تراه بعينك.لكن عندما تؤمن بما عند الله ولا تفهمه ،هذا في الحقيقة اختبار للإيمان أن تسلّم وتؤمن بشيء ما فهمته، قالوا أن هذه حقيقة الأمانة التي كلف بها الإنسان وهو التكليف، فمن الأشياء التي كُلّف بها الإنسان المسلم أن يؤمن بأشياء عقله لا يستوعبها.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري لماذا صلاة الظهر أربع ركعات؟ورمي الجمرات سبع؟

الدكتورعبد الرحمن الشهري لكن بالرغم من كل ذلك آمن “كلٌ من عند ربنا”

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري هذا له ارتباط بما في سورة البقرة أول صفة للمتقين أنهم يؤمنون بالغيب الذي غاب عنهم ومع ذلك يؤمنون به أنه وقع أشد من تصديقهم لما في أيديهم

الدكتورعبد الرحمن الشهري ما رأيكم الآن في أن الذي هذه صفته يوصف بأنه مغفل وساذج عند كثير من الكتاب الذين يسمون أنفسهم بأنهم عقلانيين وعلمانيين يتهمون النص الشرعي بأن فيه أشياء مخالفة للعقل ويرون الأشياء العقلية محكمة ويرون أن الذين يؤمنون بهذه النصوص دون الطلب لمعانيها بأن هؤلاء سذج وبسطاء؟؟؟ يعني هل أبو بكر الصديق تركه لهذا الأمور لسذاجته؟!

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري لا والله ، بل لكمال عقله وإيمانه

الدكتورعبد الرحمن الشهري ولذلك انظر في درجته في الصحابة ودرجته في الأمة ودرجته عند الله سبحانه وتعالى.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري أحياناً يذكرون أن هذه أشياء عقلية وأن العقل دلّ عليها والحقيقة أن العقل ما دلّ عليها، وعقل من الذي دلّ عليها؟! تجد أن الذي يقولون بأنهم أهل العقل يختلفون في هذا اختلافاً بيّناً وتجد أن أهل الإيمان هم أسلم الناس في هذا الباب. والعجيب أنك تجد هؤلاء يتناقضون، يعني هو يسلم بجانب ويترك جانب ،فهو بعض الأشياء لا يصدق بها لأنها تخالف العقل وهو يصدق بنظائرها من حيث لا يشعر. هذا من الزيغ! ولذلك أنظر الذي كتب- ولا نريد أن نسميه-عندما شغب على أبي هريرة رضي الله عنه واتهمه بأنه يأخذ الأحاديث من بني إسرائيل وينسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يوثق بما رواه لأن أبو هريرة روى أشياء لا يستوعبها العقل مثل )إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر شفاءً) قال مثل هذا هل يمكن أن يقوله النبي صلى الله عليه وسلم؟! الذباب ثبت علمياً بشكل لا يمكن أن يشكل فيه أنه كله قاذورات وميكروبات وجراثيم ، كيف يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا الكلام؟! هذا من تهريج أهل الكتاب وخزعبلاتهم. لكن أبو هريرة نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأراد الله أن يفضح أمثال هؤلاء ، فالعلم الحديث الآن يكشف أنه بالفعل الذباب في أحد جناحيه داء والآخر دواء. المؤمنون قبل هذا الكشف يؤمنون بذلك ويعملون به إذا وقع الذباب يغمس ، مصدق ومؤمن وجاءت آيات من عند الله تُظهر أن هؤلاء هم أهل العقل مع أن سابقة ترى ما في أي بينة ، لا أبو هريرة أثبت لنا بالمجاهر العلمية في مركز الدراسات التابع لأبي بكر الصديق أن هذا صحيح، لكن سبحان الله كيف كان حالهم قبل ذلك؟ إلا أنهم قالوا “آمنا به كلٌ من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا”

الدكتور مساعد بن سليمان الطيار: من المسائل العلمية المتعلقة بهذه الآيات قضيتان: قضية الإعراب وقضية الوقف وترتبطان ببعضهما. إذا قلنا أن التأويل بمعنى التفسير يكون الوقف على الراسخون في العلم، وتكون الواو عاطفة فيكون: ما يعلم تفسيره إلا اللهُ والراسخون في العلم ويوقف هنا ، ثم وجملة “ويقولون” جملة حالية. أو المعنى الآخر إذا قلنا أن التأويل هو ما تؤول اليه حقيقة الشيء، يكون الوقف على “وما يعلم تأويله إلا الله” هنا الوقف والإعراب :الواو استئنافية ، والراسخون في العلم جملة حالية. إذن يبنى الإعراب والوقف على المعنى هذا هو الأصل، لكن نحن الآن لقلة بصرنا بالعربية أحياناً نضطر إلى أن نتعرف على المعاني بالإعراب أو نتعلم المعاني الآن من خلال الوقف.

الدكتورعبد الرحمن الشهري هذه الآية فيه فوائد كثيرة نذكر منها فيها الرسوخ في العلم. أن الله ذكر الرسوخ في العلم مقابل الزيغ مما يدل على أنها لا تجتمع في القلب وأن الرسوخ في العلم غالباً هو الذي يهدي ويبيّن وأن طلب العلم وكلما قوي معرفة الإنسان المسلم بالله وكتابه والسنة النبوية وكلام العلماء ذهب الزيغ من قلبه. هذه واحدة.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري ثانياً أن هذا الزيغ لا يمكن أن يتقيه الإنسان من جميع أبوابه وجوانبه إلا بأن يرجع إلى الله لذلك جاء في الدعاء: (ربنا لا تزغ قلوبنا) وكان النبي صلى الل عليه وسلم يقول: (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك) (يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك) وكان يُقسم (لا ومقلب القلوب) فعلينا أن نُكثر من الدعاء أن لا يزيغ الله قلوبنا.

الدكتورعبد الرحمن الشهري كما ذكر الدكتور المساعد النهي عن الخوض في القدر النبي صلى الله عليه وسلم عندما خرج على الصحابة فوجدهم يتكلمون في القدر فغضب النبي صلى الله عليه وسلم “هذا ينزع آية وهذا ينزع آية” النبي صلى الله عليه وسلم أليس أولى الناس بأن يتكلم ويبين لهم الحق من الباطل؟! يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل تعالوا أنتم اختلفتم في ماذا؟ هذه الآية؟ والصواب كذا وكذا ولكنه لم يفعل ذلك، وإنما نهاهم عن ذلك مما يدل على أن الحديث في القدر وأنه من المتشابهات التي منعها الله سبحانه وتعالى. ولذلك هناك آيات كثيرة وبعض الأحاديث ينبغي أن يُنهى عن الحديث فيها.

الدكتورمحمد بن عبد العزيزالخضيري ولذلك جاء في الحديث “إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا”

سبحان الله قضية الصحابة صار فيها نفس الإشكالية والفتنة والتباس الأمور والقدر كذلك.

الدكتور مساعد بن سليمان الطيار: أختم بفائدة: وصف الراسخون في العلم فيه إشارة إلى أنه ليس كل من أوتي علماً أنه راسخ ولهذا لما نتذكر في القرآن” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ “فهذا أوتي علماً ولكن سبحان الله ما أفاده علمه ولهذا يستعيذ المسلم من العلم الذي لا ينفع.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

بُثّت الحلقة بتاريخ 16/4/2009م وطبعها الأخ الفاضل هشام جزاه الله تعالى عنا خير الجزاء