من برنامج النبأ العظيم – د. أحمد نوفل
تفريغ صفحة إسلاميات حصريًا
صيغة (لا أقسم) في القرآن معناها (أقسم) والدليل واضح كما في قوله تعالى ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة: 75-76) إذًا (لا أقسم) معناها قسم؛
إذن فمتى نستخدم (لا أقسم)؟
حينما يكون الأمر في غاية الوضوح فلا يحتاج لقسم، نقولها بالعامية أن الأمر أوضح من أن يقسم عليه؛ هذا أولًا،
أو أن يكون المقسم به والمقسم عليه سواء، مثل: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ* وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (القيامة: 1-2) لتقومنّ القيامة، لا أقسم بيوم القيامة لتقومنّ القيامة؛ فالمقسم به والمقسم عليه واحد فنستخدم صيغة (لا أقسم).
صيغ (لا أقسم) الثمانية في القرآن الكريم:
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (الواقعة: 75)
(فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) (المعارج: 40)
(لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)) (القيامة)
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وما لا تبصرون) (الحاقة: 38)
(فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ* وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ) (الانشقاق: 16-17)
(لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ (1)) (البلد)
(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) (التكوير: 15)
ثلاث من صيغ (لا أقسم) وردت في سور جزء عمّ؛
هذه المنهجية متوازنة، مولانا سبحانه وتعالى يقسم بصيغة (لا أقسم) وكل صيغ (لا أقسم) جاءت على لسان الله عز وجل، أي انفرد بها مولانا هذه الصيغة، فهو الذي إذا أراد أن يقسم استخدم ثمان مرات صيغة (لا أقسم).
***********************
ويقول الدكتور فاضل السامرائي في برنامجه لمسات بيانية:
لم يرد في القرآن كله كلمة (أقسم) أبداً وإنما استخدم لفظ (لا أقسم) بمعنى أقسم و(لا) لتأكيد القسم. فقد يكون الشيء من الوضوح بمكان بحيث لا يحتاج لقسم وفي هذا تعظيم للشيء نفسه. وقد تعني (لا أقسم) أحياناً أكثر من القسم (زيادة في القسم).
*******************