الحلقة 102
تناسب خواتيم السور مع فواتح السور التي تليها مباشرة
الحجرات وق: نحن توقفنا عند السورتين الكريمتين التاسعة والأربعين والخمسين الحجرات وق. في أواخر الحجرات ذكر المؤمنين وذكر الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم ممن أسلم وسورة ق في الكافرين، إذن المؤمنون ومن أعلن الإسلام ولم تؤمن قلوبهم .والكافرين في الحجرات بعد أن ذكر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)) قال (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)) هذه حالة أخرى، حالة الإيمان الذين خاطبهم ربهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا)، وحالة الإسلام ولما يدخل الإيمان في قلوبهم (وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) إذن هذا صنف آخر. الصنف الآخر الذي أعلن إسلامه ولم يدخل الإيمان في قلبه (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)) ثم في ق (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)). إذن استوفت خواتيم سورة الحجرات وأوائل سورة ق عموم الخلق بالنسبة للإيمان: المؤمن الذي آمن والذي أسلم ولم يدخل الإيمان في قلبه والكافر.
ق والذاريات: خاتمة سورة ق في يوم الحشر وكذلك في أول الذاريات. في أواخر ق قال (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)) وفي الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)) كأنما استكمال لـ ق. واستمر في الذاريات ذكر عاقبة المكذبين وعاقبة المؤمنين (يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)) (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)) كذلك في ق ذكر الصنفين (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)) تقابل المكذبين (يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)). (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)) في مقابل الكفار يسألون أيان يوم الدين (يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13))، ألقيا في جهنم – يوم هم على النار يفتنون. ثم ذكر (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)) مقابل (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)) في سورة ق، المشهد هؤلاء الحشر في الآيتين ثم ذكر الصنفين الكفار والمؤمنين في الآيتين وجزاء كل منهما.
الذاريات والطور: خاتمة الذاريات (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) وفي الطور (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11))، (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) مقابل (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11)) المشهد هو واحد، كلا المشهدين في الآخرة. المكذبون طائفة من الذين كفروا.
الطور والنجم: ختم سورة الطور بقوله سبحانه (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)) ما بعدها في سورة النجم قال (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)). إدبار النجوم والنجم إذا هوى أي إذا سقط وغرب، إدبار النجوم هو النجم إذا هوى. في خاتمة الطور (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) وأوائل سورة النجم في المعراج (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10))، (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) لأنه بداية للذهاب إلى موطن التسبيح والتحميد وهو السماء العُلا. (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) ستذهب إلى الملأ الأعلى وهو المملوء بالتسبيح والتحميد. هذا ارتباط ظاهر: إدبار النجوم – والنجم إذا هوى، (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) كأنه توجيه له للإستعداد للذهاب إلى السموات العُلا.
النجم والقمر: في خاتمة النجم (أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58)) الكلام عن الساعة وفي القمر (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1))، أزفت الآزفة الكلام عن الساعة و(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)) (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7)) الكلام عن الساعة، الآزفة هي ما ذكرها وبيّنها في بداية سورة القمر، الآزفة هي الساعة وأزفت الآزفة يعني اقتربت وقال اقتربت الساعة.
سؤال من المقدم: (أزفت الآزفة) (اقتربت الساعة) أليس يعتبر هذا صورة من صور التكرار؟ الدلالة واحدة لكن الأسلوب في التعبير مختلف؟ كلا، هو ذكر في سورة القمر ما لم يذكره في النجم، هناك إشارة وهنا توضيح، هناك لم يقل (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ) وهنا بيّنها، هناك لم يقل وانشق القمر ذكر أموراً لم يذكرها، هناك ذكر كلاماً عاماً وهنا ذكر توضيحاً لما ذكره فيما تقدم كأنها مقدمة (أزفت الآزفة) هذه مجرد إشارة، إذن في النجم إشارة وفي القمر توضيح (يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)) هذه لم تذكر في النجم، كأنه تبيين لما ذكره، كأنما هي بعدها في التوضيح وكأنها من سورة واحدة متصلة.
القمر والرحمن: قال في خاتمة سورة القمر (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)) وفي بداية الرحمن قال (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)) الرحمن هو المليك المقتدر وكأنها تكملة لها. فبدأ بالرحمن لأنه رحم عباده عند مليك مقتدر فرحمهم الرحمن. (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2)) المليك المقتدر هو الرحمن الذي علّم القرآن فيكون مقعد صدق لمن أطاع ما في القرآن.
الرحمن والواقعة: خاتمة سورة الرحمن في اليوم الآخر (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)) وقبلها يتكلم عن أصحاب النار (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41)) ومن خاف مقام ربه (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)) (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)) وفي الواقعة (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2)) نفس المشهد ثم ذكر جزاء أصحاب اليمين والسابقين وأصحاب الشمال وقد ذكرهم أيضاً في سورة الرحمن.
سؤال من المقدم: إذا كان هذا الأمر حتى هذه السورة مرتبط خواتيم السور ببدايات السور التي تليها فلم كانت الحاجة إلى الفصل بين السور وبعضها في القرآن الكريم طالما أنه وحدة واحدة كما يقول المستشرقون؟ السورة لها مقصد وكُتب عن وحدة السورة وهناك رسالة عن وحدة السورة والسورة لها أهدافها ومقاصدها ووحداتها مثلاً سورة البقرة ليست كسورة الرحمن وسورة النساء ليست كسورة الكهف كل سورة لها وحدة غير السورة التي تليها لكنها مرتبطة في أوائلها وأواخرها كأنها واحدة والآيات مرتبطة بعضها ببعض، الآيات داخل السورة نفسها متناسبة لكن السور ليست متشابهة لأن بعضها أحكام فالرحمن ليست مثل سورة التحريم أو الطلاق لكن هناك ارتباط وتناسب.
استطراد من المقدم: هذا محير وحتى القصة في القرآن نجد لها ملمحاً في هذه السورة وملمحاً في تلك فلِم لا تُجمع القصة وتنزل على نسق واحد؟ القرآن ليس كتاب قصة من القصص التي تكتب وإنما القصة لها هدفها في مكانها الذي تُعرض، ماذا يراد أن يركز على الجانب من القصة؟ يعني قصة موسى هي ليست متمتاثلة فيما ورد في كل مرة يُذكر جانب حتى المشاهد المتقاربة يغير في بعض الألفاظ أو في كثير منها مناسبة لما هو في سياقها ما الغرض منها؟ على ماذا يريد أن يركز؟ أن يلقي الضوء على ماذا في القصة؟ مثلاً قصة موسى لها أحداث متطاولة كثيرة مع فرعون وقومه، التركيز مع فرعون غير التركيز مع قوم موسى، هذه أحداث وهذه أحداث هو ماذا يريد؟ أين موطن الحكمة وموطن العبرة أين هو في القصة فيذكره، ما المناسب لما قبلها وما بعدها؟. إذن ليست العبرة أن تكون القصة مع بعضها جملة واحدة لكن العبرة بذكر الملمح الذي يود التركيز عليه حتى هو يحذف إشارات لا يرى لها ضرورة مثلاً في قصة سليمان والهدهد نلاحظ الكلام مع الهدهد (اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) النمل) ثم قال (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)) لم يقل فأخذ الهدهد الكتاب وألقاه إليها وفتحت الكتاب، إذن هو ليس مجرد سرد قصة للتسلية وإنما القصد ما يؤدي إلى الموعظة والهدف وليست للتسلية وتمضية الوقت. القصة في القرآن للعبرة.
سؤال من المقدم: لماذا جاءت سورة يوسف واحدة؟ هم سألوه عنها تحديداً وكأنما كان اختيار، ذهب أناس من الشام إلى مصر ما الغرض من ذلك؟ كان سؤالاً عاماً ثم ذكر أن هذا مما أوحاه الله تعالى إليه وكأنما نزلت الإجابة على سؤالهم (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف). كما سألوه في أصحاب الكهف، سأل قريش اليهود في هذ الرجل الذي ظهر كيف نعرف صدقه من كذبه فذكروا لهم أسئلة يسألونه فإن أجابهم عنها فهو نبي وإلا فهو يدّعي، فسألوه عن فتية ذهبوا في الزمان القديم وما كان من أمرهم؟ وعن رجل طواف طاف الدنيا ما كان من شأنه؟ وعن الروح؟ فهذه من دلائل الرجل الأمي. وفي قصة نوح قال (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود) من علّمهم؟ لو كان قومه علموه لقالوا نحن نعلم إذن من أين جاء بها؟ من الله سبحانه وتعالى.
سؤال من المقدم: هل أسماء السور توقيفية من عند الله سبحانه وتعالى؟ هكذا قرأنا في الأحاديث “فبدأ بالبقرة وآل عمران”، وسورة براءة تسمى براءة والتوبة.
في خاتمة الرحمن ذكر (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)) الجنة وفي الواقعة قال (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2)) تكلم في اليوم الآخر ثم ذكر جزاء السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال وذكرهم بصورة أخرى في خواتيم سورة الرحمن.
سؤال من المقدم: إذا جمعنا مشاهد الجنة من القرآن كله ومشاهد النار من القرآن كله ألا نجد هنالك تكراراً أو تعارضاً؟ أبداً وقد جربت شخصياً أن آخذ قصصاً من القرآن الكريم التي هي مظنة التكرار جربت أن آخذ القصص من القرآن الكريم وأنظرها في كل ما ورد من مواطن فرأيتها أن كل واحدة تضيف معنى ولا يوجد تكرار في أي ملمح وأخذت أكثر من قصة وتابعتها في جميع ما ورد من القرآن الكريم. يمكن أن نضرب مثالاً على هذا في حلقات سابقة.
استطراد من المقدم: إذن كيف نرد على من يهاجم القرآن؟ هنالك أمران إما أن الذي يهاجم القرآن يكون جاهلاً أو يكون مدفوعاً لغرض وكلامه مردود عليه وباطل. وقد كنت أرى سابقاً في الماضي أن القرآن كلام عادي وقد ذكرت هذا في مقمة كتابة “نبوة محمد من الشك إلى اليقين” وذكرت معاناتي في هذا الأمر واتصالي بالقرآن لم يأت من فراغ. (قال المقدم أنه يود أن يعقد حلقات مع الدكتور فاضل حول هذه النقطة وكتابه نبوة محمد من الشك إلى اليقين وكتاب نداء الروح في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى).
الواقعة والحديد: الواقعة ختمت (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)) وفي الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)). الخطاب في الواقعة كان موجهاً إلى الرسول r سبَّح لله فسبح أنت معهم ونحن أيضاً ينبغي أن نسبح مع المسبحين.
الحديد والمجادلة: في آخر الحديد (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)) الفضل بيد الله ونلاحظ في أول سورة المجادلة أنه تعالى سمع للمرأة التي تجادل في زوجها وتشتكي إلى الله (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)) فالله سبحانه وتعالى الذي سمع للمرأة وحفظها من الضياع (وهي خولة بنت ثعلبة مع زوجها أوس بن الصامت) أليس هذا من فضل الله بهذه المرأة التي سمعها من فوق سبع سموات وحفظها من الضياع وحفظ المسلمين من أمثال هذه الحادثة؟ هذا أمر والأمر الآخر أنه ذكر في سورة الحديد (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا (27)) وحالة الظهار هي من الأمور المبتدعة التي لم يكتبها الله تعالى (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)) والظهار يعني يقول الرجل لزوجته أنت عليّ كظهر أمي فتحرُم عليه، أليس هذه من المبتدعات (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا) والرهبانية التي ابتدعوها (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ)؟! هذا ابتداع وهذا ابتداع، كلاهما بدعة.
المجادلة والحشر: السورتان المباركتان الثامنة والخمسون والتاسعة والخمسون المجادلة والحشر. قال في خواتيم المجادلة (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)) وفي أوائل الحشر (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)) أولئك في الأذلين – هو الذي أخرج، (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)) – (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) الغالب هو الله تعالى، هذا الرسول r رسوله وهو الله غالب (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)) كأنما توضيح لما هدّد به، (أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) كيف أذلهم وغلبهم؟ (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) فصّل المجمل الذي سبق.
سؤال من المقدم: إذن لا يجب أن نتعب أنفسنا في تفسير القرآن لأنه واضح أن الآيات تفسر بعضها فلا نحتاج إلى تفسير لفهم كتاب الله؟ لا شك أن هناك استفادة كبيرة من الآيات بعضها من بعض لكن هناك استنباطات أخرى وأحكام. بالنسبة للعوام يمكن أن يفهموا كتاب الله تعالى كل على حسب علمه. قال تعالى (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ (83) النساء) إذن هناك أحكام تحتاج إلى استنباط، فهم القرآن يكون كل واحد على قدر ما أوتي من علم. ليس القرآن صعباً كما يقول بعض المسلمين أنهم يقرأون القرآن ولا يفهمون شيئاً، هذا غير صحيح لأن هناك آيات مفهومة مثل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) الإخلاص) (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) الفاتحة) كل واحد يفهمها (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (275) البقرة) آيات الأحكام فيها سهولة للجميع.
الحشر والممتحنة: خاطب المؤمنين في خواتيم الحشر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)) وفي أوائل الممتحنة قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ (1)) كأنها استكمال لآية الحشر، هذه أوامر ونواهي وكأنها تكملة للآية التي قبلها، إذن هي جملة استكمال للأوامر. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) الخطاب في الممتحنة للمؤمنين بألا يتخذوا عدو الله وعدوهم الكافرين ولها سبب نزول ليس هذا وقت ذكره. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)) هذه أوامر وتوجيهات وأكمل في الممتحنة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) كأنها في منظومة واحدة وخطاب مستمر واستكمال للأوامر وكأنها تسير على نسق خطابي واحد. في خواتيم الحشر قال (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13)) وفي أوائل الممتحنة قال (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)) يثقفوكم يعني يتغلبوا عليكم، كأن الكلام واحد في الآيتين. نلاحظ في الحشر (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)) (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) الممتحنة) كأن الآية استكمال لما قبلها والكلام واحد. (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) هم ليسوا على قلب واحد في سورة الحشر لكن مع ذلك (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً) في كل الأحوال هم أعداء.
في أواخر الحشر قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)) وقال في أوائل الممتحنة (لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)). يوم القيامة يفصل بينكم – لا يستوي أصحاب النار واصحاب الجنة، الكلام كله على يوم القيامة.
الممتحنة والصف: قال في نهاية الممتحنة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12)) وفي أوائل الصف قال (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) هذه بيعة أنتم ستقولون شيئاً، هم بايعوه على هذه الأشياء، (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) إذن عليكم أن تلتزموا بما تبايعون به وإن كانت في سياقها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4)) لكن لاحظ إرتباطها بما قبلها المؤمنات يبايعنه على أن لا يشركن بالله شيئاً الآن تبايعون في شيء فإياكم أن لا تفعلوه. إلى أن قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13) الممتحنة) (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4) الصف) لا تتولوهم وإنما تقاتلونهم. لا تتولوا قوماً يعني تجعلونهم أولياء لكم، أحبابًا تسرون إليهم بالمودة هؤلاء يستحقون الجهاد لا الولاية لا التولية.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 10/3/2008م:
-
(وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) الكهف) يرعبوا من يراهم وفي الآية التي تليها (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ (19)) فما العلامات التي تدل على أن منظرهم أصبح مرعباً مع أنهم قالوا عندما أفاقوا يوماً أو بعض يوم؟ هناك مقولة أن أظفارهم طالت وشعرهم طال فصار منظرهم مرعباً لكنهم قالوا أنهم لبثوا يوماً أو بعض يوم؟
-
ما هو إعراب كلمة (كبرت كلمةً) ومقتاً (كبر مقتاً)؟ كبرت كلمةً، كلمةً تمييز والفاعل مستتر هذا يسمونه الفاعل المفسّر بالتمييز أصلها كبرت الكلمةُ كلمةً. و(كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) الصف) مقتاً تمييز والفاعل المصدر المؤول (كبُر أن تقولوا ما لا تفعلون عند الله مقتاً) مقتاً في الحالتين تمييز لكن إحداهما الفاعل مستتر وهي (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) الكهف) والفاعل المفسّر بالتمييز له أغراضه مثلاً نقول: نِعْمَ رجلاً فلان، إذن كلاهما تمييز لكن أحدهما الفاعل مستتر يعني كبرت الكلمةُ كلمةً والآخر الفاعل مذكور وهو مصدر مؤول.
-
ما سبب نزول الآية رقم 67 من سورة المائدة (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) وما معناها؟
-
ما هو المراد بلهو الحديث (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا (6) لقمان)؟
-
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) النحل) وفي المؤمنون (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21)) فما الفرق في تغيير الضمير؟
-
(وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82) الحجر) (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) الشعراء) ومرة ينحتون الجبال (وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا (74) الأعراف)؟ فمتى نستخدم (من) ومتى لا نستخدمها؟
-
(قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي (150) الأعراف) ما دلالة النون الثانية في يقتلونني؟
-
(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا (155) الأعراف) لماذا لم يقل اختار موسى من قومه؟
-
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) الأنفال) ما دلالة خاتمة الآية؟ وفي البقرة (فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192))؟
-
(وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68) التوبة) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ (73) التوبة) ما دلالة استخدام جمع الكفار بدل الكافرين؟
-
(قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ (47) آل عمران) (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) مريم) ما دلالة الاختلاف بين كلمتي ولد وغلام؟
-
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) المؤمنون) (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) الإسراء) (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) النحل) (سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) القصص) ومرة (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ (114) طه) (لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) التوبة) ما اللمسة البيانية في الاختلاف بين الآيات؟
-
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) النور) ما اللمسات البيانية في هذه الآية؟
-
ما هي اللمسات البيانية في الآيات المتشابهة (وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) الأنعام) (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) الأعراف)، (فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) الأعراف) (فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) يونس)، (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (37) الأنعام) (وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (20) يونس)، (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ (171) النساء) (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ (77) المائدة)؟
-
(قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا (21) الكهف) على ماذا تدل جملة (غلبوا على أمرهم)؟ هل تدل على الهداية أو على الضلالة؟
-
استعمال كلمة نفذ بدل نفذ مع كلمات الله (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) الكهف)؟ المعنى مختلف، نفذ بالذال يعني خرق كما في قوله (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن) ونفد يعني انتهى.
-
بالنسبة لما ذكره الدكتور فاضل حول القصص القرآني في سورتي الكهف ويوسف أن الرسول r سُئل سؤالاً من قِبَل الآخرين فجاءت القصة كاملة لكن لدي مداخلة ألا يمكن أن نقول أن مجيء قصة يوسف حتى لا نترك ثغرة للمستشرقين والمتقولين بأن القرآن يأتي بالسور مفصّلة أو جزئية وإذا أراد أن يأتي بالقصة كاملة فلن يكون لها السياق الفني المتكامل المتناسق الذي يعضطي نفس الدلالات فجاء سبحانه وتعالى بقصة يوسف والكهف وذو القرنين حتى يرد في المستقبل على هؤلاء ألا تأخذ هذا المنحى أيضاً؟ يمكن، هناك عدة أشياء وجميل الإلتفاتة التي ذكرها السائل ونلاحظ أن قصة يوسف ليست كبقية القصص هذه أحداث عائلية قلّما تقع ليست في العقائد وليست في الدعوة بينما باقي القصص الأخرى مثل قصة هود وصالح وشعيب هذه في تثبيت العقائد تقع في عموم المجتمعات متصلة على مدار الزمن إلى زمن الرسول r ومسألة الشرك وما إلى ذلك. ولذلك قصة يوسف ليس فيها دعوة إلا في السجن جاءت عرضاً لا تجد فيها مثل بقية القصص دعوة إلى الإيمان بالله وما إلى ذلك وإنما أحداث وقعت في عائلة معينة بين أخ وإخوته وليست مظنة التكرار بهذه الصورة وكذلك قصة أصحاب الكهف وقصة الهدهد وقصة النمل وهذه أشياء لا تتكرر وقد ذكر السائل أمراً لطيفاً وهناك أشياء أخرى يمكن أن يذكرها أيضاً.
-
مطلع سورة التحريم ورد فيها فعل نبأ (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)) ثلاث مرات وردت نبّأ ومرة وردت أنبأ فما اللمسة البيانية في هذا؟
سؤال من المقدم: إذن القصص القرآني ربما تتعدد أوجه تناوله كونه يأتي في سورة واحدة كما في سورة يوسف أو مفرقاً كما في باقي سور القرآن الكريم لكن هل لنا أن نتساءل لماذا لم تأت قصة موسى كقصة يوسف مرة واحدة فيها كل الجوانب والملامح أيضاً؟ قلنا ما الغرض من مجيء قصة موسى أو غيرها في أكثر من موطن؟ كل مرة يذكر جانباً من الجوانب بحسب موطنها في السورة وسياقها، هذه قصة يوسف إسمها هكذا هي من أولها إلى آخرها تكاد تاكون في هذا الأمر في قصة يوسف باستثناء ما ورد في آخرها من إشارة إلى التوحيد وتعليقات أخرى (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) يوسف)، قصة موسى ليست كذلك والقرآن ليس كتاب قصص وإنما في كل مكان يُعرض جانب منها وأصحاب موسى من بني إسرائيل كانوا موجودين إلى زمن الرسول r وكانت تقع منهم أحداثاً والرسول r يذكر لهم أشياء أشياء وكانوا يسألونه فيجيب فالأمر مختلف وكثير من الأحداث في قصة موسى وقعت في زمن الرسول r من أسئلة “رحم الله أخي موسى لقد أوذي أكثر من هذا فصبر” هناك أموراً تُذكر وكان يجادل اليهود ويذكر لهم أموراً شيئاً فشيئاً هكذا بالاتصال ولم يذكرها كلها بقصة واحدة وإنما كل مرة يذكر جانباً بحسب السياق الذي يُذكر فيه وبحسب الغرض من القصة أما قصة يوسف فليست كذلك وإنما كانت إجابة على سؤال من بني إسرائيل وأحداثها ليست كأحداث القصص الأخرى أنها حصلت في عائلة واحدة يذهبون بأخيهم وهي حالة خاصة أحداث عائلية نستفيد منها في التربية ونستفيد منها كيف يعامل الأب أبناءه وما موقفه من ذلك.
بُثّت الحلقة بتاريخ 10/3/2008م
2009-01-21 19:29:50الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost