الحلقة 169
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: في سورة النمل يقول تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)) وقع القول عليهم هنا أي ظهرت علامات القيامة وفي نفس السورة (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ (85)) أي وجب عليهم العذاب فلماذا لم يقل تعالى وحق القول عليهم كما هي في آيات كثيرة في القرآن الكريم؟ وما هي اللمسات البيانية؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين إمامنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. ربنا سبحانه وتعالى يقول (وقع القول عليهم) في موطنين. هو يقول (حق عليهم القول). القول المقصود به كما يقول المفسرون ما ودر في الآيات الكريمة من القرآن الكريم عن قيام الساعة وما فيها من أهوال وأحوال، هذا القول.
المقدم: في عموم القرآن، هذا هو القول.
د. فاضل: في عموم القرآن. ما جاء في الآيات بمجيء الأهوال وما فيها وما يتعلق بالساعة. يبقى وقع وحقّ، وقع القول وحقّ القول، وقع القول الوقوع هو الحصول، الحدوث، وقع.
المقدم: بمعنى جاء مثلاً
د. فاضل: نعم، وقد يُستعمل بمعنى المقاربة. (حقّ عليه القول) يعني يستحقون ذلك وإن لم يقع بعد.
المقدم: مثل حقّ عليه العذاب، هو يستوجب العذاب لكن لم يُعذَّب بعد.
د. فاضل: مثل (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) يس) وهو ما حصل بعد. قد يكون ذلك في الدنيا (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الإسراء) في الدنيا هذا. (وقع القول) في الآخرة أو بين يدي الساعة فقط، وهي جاءت في مكانين في القرآن. والوقوع هو الحصول أو المشاركة. يعني ربنا قال (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) النمل) هذه عند يدي الساعة، قالوا عند مشارفها ولا تُقبَل التوبة بعد ذلك.
المقدم: مع (وقع)، هي تأتي لأمر جلل.
د. فاضل: أو في جهنم، في الآخرة (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ (85) النمل) في الآخرة. يعني حقّ القول إستوجبوا هذا الأمر، إستوجب هذا القول عليهم وإن لم يقع وإن لم يقترب الآن.
المقدم: وربما يقع
د. فاضل: هو يقع فيما بعد، لكن الآن لم يقع. محتمل أن يكون في الآخرة قد يكون وقع.
المقدم: في الدنيا مثلاً كما في (فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)
د. فاضل: وقع في الدنيا.
المقدم: إذن (حقّ) يفيد أن يقع في الدنيا أو يُرجأ إلى الآخرة بينما (وقع) في الآخرة وبين يدي الساعة.
د. فاضل: ووقع يعني حصل وقارب، حقّ قد يكون (لقد حق القول)
المقدم: بمعنى إستوجب أو له له عذاب.
د. فاضل: إذن الوقوع هو أدنى
المقدم: مع أن الإثنان يدلان على مقاربة الحصول أو الحدوث
د. فاضل: لما تقول وقع يعني حصل، وقع، الأمر وقع. حقّ يعني استوجب الأمر، حقّ عليه كذا (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ (19) الزمر)
المقدم: مثل (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) الروم)؟
د. فاضل: هذه غير معنى.
المقدم: إذن هنالك فروق دلالية بين مفردات القول في اللغة، وكلٌ مرهون بفترة زمنية معينة.
د. فاضل: نعم.
سؤال: في سورة البقرة يقول الله سبحانه وتعالى (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا (259)) في قراءة عاصم وفي قراءة ورش (كيف نُنشرها) و (كيف نَنشرها) فما هو الفرق في المعنى بين الكلمتين؟
د. فاضل: نُنشزها هذه قراءة حفص التي عندنا أنه نرفعها، نردها إلى أماكنها لأنه لما الحمار سقطت
المقدم: قال تعالى (قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) البقرة)
د. فاضل: كيف نُنشزها يعني نرفعها من مكانها ونضع كل واحدة في مكانها، كل عظمة ترجع إلى مكانها
المقدم: نشز يعني رفع؟ هو رآها تُرفع؟
د. فاضل: رفعها.
المقدم: رأى العظام وهي تُرفع وتتكون مع بعضها مكوّنة الحمار؟ سبحان الله!
د. فاضل: نُنشرها يعني نحييها من النشور (ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ (22) عبس) يعني أحياه. الإثنتان فيهما إحياء لكن مراحل، يرفعها ثم يُحييها. نَنشرها النشر ضد الطيّ كأنها كانت مجموعة نبسطها.
المقدم: (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) التكوير)
د. فاضل: العظام كانت مجتمعة ينشرها ويرفعها ويحييها.
المقدم: الثلاثة بمعنى واحد تدور الدلالة في فلك واحد.
د. فاضل: نعم، حول الإحياء، لكن كل واحدة لها دلالة، نُنشزها يعني نرفعها من مكانها، نُنشرها نحييها، نَنشرها نبسطها.
المقدم: القراءت هذه طبعاً توقيفية يا دكتور
د. فاضل: ليس فيها اجتهاد أبداً. أول شرط للقراءة صِحَة السند، هذا الشرط الأول.
سؤال: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران) كيف يكون الإسلام لله كرهاً؟ هل هذه إشارة أن الكفار هم الذين يغزون الفضاء؟
د. فاضل: كرهاً في الحروب يعني يُسلمون وفي الحديث (عجِب ربك من ناس يساقون إلى الجنة بالسلاسل) يعني يصيرون أسرى ويُسلمون
المقدم: يُسلِمون كرهاً.
د. فاضل: في الحرب جيء به ثم صار أسيراً ثم دخل في الإسلام، وهذا كثير.
المقدم: مَن (من في السموات والأرض)؟
د. فاضل: قالوا من في السموات طوعاً ومن في الأرض طوعاً وكرهاً. لكن هنالك أمر.
المقدم: يعني وله اسلم من في السموات والأرض طوعاً أو كرهاً، من في السموات طوعاً والأرض طوعاً أو كرهاً اللغة تحتمل هذا؟
د. فاضل: تحتمل. ولكن الحقيقة هنالك أمر. هو ربنا قال (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ (29) الشورى) أسلم يعني انقاد، فإذا كان في السموات انقياد فقد يكون طوعاً أو كرهاً.
المقدم: مرة ثانية لو سمحت
د. فاضل: ربنا قال (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ) أسلم معناه انقاد من إسلام إنقياد. إذا كانت السموات كما ذكرنا بثّ فيهم من كل دابة أيضاً قد يكون هنالك كرهاً، انقياد، شاء أم أبى كله يخضع لأمر الله.
المقدم: حتى الملائكة. لكن هل الملائكة تُسلم كرهاً؟
د. فاضل: لا طبعاً. هو تعال قال (من دابة) والملائكة لا تُسمى دابة
المقدم: ما معنى الدواب في اللغة وما استخداماتها في القرآن الكريم؟
د. فاضل: دبّ مشى على الأرض لكن استعمال اللغة للدابة هو لغير الإنسان.
المقدم: الإنسان في القرآن الكريم دابة لأنه يدب على الأرض، هو متضمن داخل دابّة. كل ما يدبّ على الأرض فهو دابة.
د. فاضل: لكن في الاستعمال لا تستعمل العرب للإنسان دابة.
المقدم: السموات هل فيها دابة؟
د. فاضل: ربنا تعالى قال هذا (وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ) يعني هنالك أشياء لا نعلمها.
المقدم: بثّ فيهما بالجمع يعني في السموات والأرض
د. فاضل: هنالك أشياء نحن لا نعلمها (ويخلق ما لا تعلمون)، ما أخبرنا بهم، لم يخبرنا بكل مخلوقاته. نحن ما أدرانا أن هنالك. إذا كان الإسلام والانقياد لله حتى الكافر رغماً عنه ينقاد لأوامر الله وخضوعه لسنن الله. وفي هذا الكون يخضع لأمر الله وما وضع فيه من سنن شاء أم أبى. ولو كان المفسرون يقولون الإسلام طوعاً لأهل السموات والأرض طوعاً وكرهاً.
المقدم: مسألة أن يُسلِم الإنسان كرهاً
د. فاضل: هو لم يُكرهه هكذا وإنما هو حارب وهو غير مريد للحرب، أحياناً تصير حروباً كُرهاً فيصير حرب ثم يصير هناك أسرى ثم يدخل في الإسلام إذن هو أول الأمر كره.
المقدم: هذا لا تعارض بينه وبين (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256) البقرة)
د. فاضل: هو لا يجبره على الإيمان لكن أول مرة كان كَره.
المقدم: ما الفرق بين كَره وكُره؟ وهل هي لغوياً بالضمّ أو بالفتح؟
د. فاضل: الاثنين، كَره من الخارج، كُره من نفسك.
المقدم: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا (15) الأحقاف)
د. فاضل: هي تكره لكن لم يجبرها واحد على هذا.
المقدم: الكَره إجبار من الخارج والكُره من الداخل. إذن الكَره من الخارج والكُره من الداخل.
د. فاضل: الكَره كأنه إكراه.
المقدم: الكَره بالفتح. لا إكراه في الدين، إكراه من الكَره ليس من الكُره
د. فاضل:الكُره هو يبدأ يكره الأمر من الداخل.
سؤال: في قوله تعالى في سورة يونس (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (61)) وفي سورة سبأ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3)) جمع السموات وتقديمها على الأرض في سبأ وفي يونس إفراد السماء وتقديم الأرض وتقديم حرف الجر فما اللمسة البيانية في هذا؟
د. فاضل: حتى القدامى نظروا في هاتين الآيتين لما فيهما من اختلاف. في آية يونس (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (61)) وفي سبأ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3)) في الحلقات الأول قبل سنوات نحن تعرضنا لها.
يونس |
سبأ |
ما يعزب عن ربك من مثقال في الأرض ولا في السماء ولا أصغرَ |
لا يعزب عنه مثقال في السموات ولا في الأرض لا أصغرُ |
في سبأ جمع وتقديم، الأرض قدمها على السماء في يونس وفي سبأ قدم السموات على الأرض.
المقدم: جمع السماء وقدّمها، جمع وتقديم.
د. فاضل: (ولا أصغرَ) بالنصب و (لا أصغرُ) بالرفع
المقدم: ضبط الحركة يغيّر الدلالة
د. فاضل: نعم. (ولا أصغرَ) و (لا أصغرُ). لو نظرنا في الآيتين في سياقها وكل آية تؤخذ في سياقها. ربنا قال في يونس (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (61)) إذن السياق في يوسن على مقدار إحاطة علم الله بالأشياء كلها (وما تكون في شأن، وما تتلو منه من قرآن، ولا تعملون من عمل) هو إحاطة علم الله بالأشياء. في سبأ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3)) الكلام عن الساعة، هذا تعليق عن الساعة. إذن الآن إتضح السياق واحدة على مقدار علم الله وإحاطته بالأمور إحاطة كاملة ما تكون في شأن وما تتلو منه ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً وإذ تفيضون فيه) إحاطة علم الله بحيث لا يبقى شيء. وفي سبأ عن الساعة. قال في يونس (ما يعزب) وقال في سبأ (لا يعزب). (ما) إذا دخلت على المضارع أفادت الحال.
المقدم: ما يعزب الآن.
د. فاضل: أما (لا) فهي للإستقبال وحتى النُحاة قالوا هي للاستقبال (لن ولا) أختان في نفي المستقبل إلا إن في (لن) توكيداً هكذا يقول الزمخشري.
المقدم: زيادة عن لا؟
د. فاضل: نعم زيادة عن لا. وإن كان جمهور النحاة يقولون (لا) للمستقبل، لكن قسم يقولون قد تقع للحال (فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ (20) النمل) وقتها، لكن هم مجمعون على أن تكون للإستقبال حتى النحاة والجمهور قالوا هي للإستقبال فيأولون كل ما عدا ذلك. فـ(ما يعزب) في حال، ما تكون في شأن، ما تتلو منه من قرآن، هذه أمور حال. الساعة أمور إستقبال فقال (لا يعزب). فـ (لا) للإستقبال مع الساعة و (ما) نفي أمور الحال.
يبقى (عن ربك) واضحة من السياق لأن عندما قال (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء) ليس هنالك ضمير متقدم، ليس هنالك كلام متقدّم عن الله، ليس هنالك ذكر لله.
المقدم: وبالتالي لا يصح وجود الضمير لأنه ليس يتقدمه شيء يفسره.
د. فاضل: بينما هنا يقول (قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ) قال (لا يعزب عنه).
المقدم: ما يقال بالسياق لغوياً ما يعزب عن ربك لأنه يكون تكرار.
د. فاضل: بينما في سبأ لم يتقدم شيء. تبقى (من مثقال) (من) كما نعلم للإستغراق والإحاطة. لما ربنا سبحانه وتعالى تكلم عن استغراق علمه وإحاطته بالأشياء (ما تكون في شأن، وما تتلو منه من قرآن، ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً، لاستغراق العلم فجاء بـ (من) الاستغراقية. في سبأ الكلام عن الساعة وليس عن الاستغراق. أيُّ واحد عنده معرفة في اللغة وقل له ضع (من) الاستغراقية.
المقدم: سيضعها في مكانها هذا.
د. فاضل: وأيضاً عندنا (ولا أصغرُ) و (ولا أصغرَ) لا النافية للجنس تفيد الاستغراق
المقدم: نود أن نقف هنيهة عند لا النافية للجنس هذه. ما نفهمه لا طالبَ موجود، لا رجلَ في الدار، هذه لا النافية للجنس، إستغراق ماذا؟
د. فاضل: يعني لا واحد من هذا الجنس ولا أكثر
المقدم: يعني لا واحد ولا اثنان ولا أكثر. لا يوجد من جنس الرجال. ولو قلت لا رجلٌ في الدار؟
د. فاضل: لا رجلٌ يحتمل الواحد ويحتمل الاثنين
المقدم: يعني يمكن أن يكون هناك رجلين أو ثلاثة أو أربعة.
د. فاضل: ممكن ولذلك لا يحق لك أن تقول في اللغة لا رجلٌ بل رجلان، لا يحق لك أن تقول هكذا، لا يمكن، هذا خطأ لكن يمكن أن تقول لا رجلَ
المقدم: ينفي العدد ثم يكثّره فيما بعد
د. فاضل: نعم يكثره كما يشاء لأن (لا رجلٌ) تحتمل الجنس وتحتمل العدد.
المقدم: تحتمل الجنس والعدد أما لا النافية للجنس لا تحتمل إلا الجنس.
د. فاضل: الجنس، قد يراد بها الواحد وقد يراد بها الجنس، أنت تريد العدد لا الجنس، لا رجلٌ بل رجلان، أنت تريد العدد لا تريد الجنس لا رجلٌ بل رجال،
المقدم: نقول في الآية الكريمة (ولا أصغرَ من ذلك)
د. فاضل: هذا استغراق. ولذلك النحاة يقولون لا النافية للجنس هي جواب ل (هل من) هذه (من) الاستغراقية. يعني هل من طالب؟ إجابتها لا طالبَ فقط لا نقول تقول لا طالبٌ. هل من طالبٍ؟ تقول لا طالبَ لأنك أنت سألت عن استغراق الجنس فجاوب بـ (لا النافية للجنس)، تقول هل طالبٌ؟ يأتيك الرد لا طالبٌ.
المقدم: ولا طالبٌ تحتمل نفي الجنس أو تحتمل نفي العدد فقط، يمكن يكون هناك طالبان ثلاثة أربعة
د. فاضل: هل من سؤال عندك؟ لا سؤال.
المقدم: وهم يسألون (هل من إله) لماذا يقول (هل من إله) هل معناه استغراق الآلهة مثلاً؟
د. فاضل: كل أي نوع إله، إستغراق على العموم.
المقدم: في زعمكم أنتم وكأنها للعموم والشمول.
د. فاضل: استعراق عام.
المقدم: (من) الاستغراقية وبالتالي لا النافية للجنس فيها استغراق (ولا أصغرَ من ذلك ولا أكبرَ)
د. فاضل: هي جواب لـ (هل من؟) أصلاً.
المقدم: في سورة سبأ نفس السؤال لكن قال (ولا أصغرُ من ذلك ولا أكبرُ)
د. فاضل: بيس فيه استعراق، ليس فيه إحاطة بعلم الله، ولا عن استعراق علم الله للأشياء وإنما الكلام عن الساعة وتعقيب على الساعة وليس عن الاستغراق.
المقدم: مرة يقول في القرآن (ولا أصغرَ) ومرة يقول (ولا أصغرُ) يعني ما هذا التضارب؟ كما يقول بعض الناس الذين يحاولون أن يُعملوا عقلهم بالقرآن الكريم، هل هي أصغرَ أو أصغرُ؟
د. فاضل: كلاهما.
المقدم: هل نفهم أنه حاشا لله خارج القرآن لغوياً في سبأ لا يحيط علمه بمكان الأشياء كلها؟ آية يونس تدل على هذا في الاستغراق، آية سبأ ليس فيها استغراق.
د. فاضل: ليس هكذا. عندما نأتي بـ(لا) التي يرتفع بعدها قالوا هذه فيها احتمالان قالوا احتمال نفي الجنس بالراجح واحتمال نفي العدد إذا دلّ على ذلك دليل
المقدم: إذن هنالك قيد. وإذا لم يكن هنالك قيد فتنفي الجنس.
د. فاضل: (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) تعدّى فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا
المقدم: جمع السماء وتقديمها على الأرض؟
د. فاضل: نحن في أكثر من مناسبة ذكرنا أن السماء قد تأتي لواحدة السموات أو لكل ما علاك فتكون السماء أشمل
المقدم: إذا كانت سماء،
د. فاضل: سموات قسم من هذا المعنى الواسع، قال تعالى (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) الأنبياء) (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (6) الفرقان) (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ) (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أيُ الأوسع؟ القول أو السر؟
المقدم: القول
د. فاضل: القول يكون في السر والجهل فيشمل السر والجهر فلما عمّ جاء بالكلمة الأعمّ وهي السماء
المقدم: ولما خصص قيّد السماء
د. فاضل: فأيضاً هنا لما كان المقام مقام إحاطة قال السماء ولما لم يكن مقام إحاطة قال السموات.
المقدم: أنا أحاول من قبيل العصف الذهني نيابة عن المستمعين والمشاهدين الأعزاء ، هل الله تعالى بحاجة أن يعدد أنه يعلم كل شيء مرة في السماء ومرة في السموات كان يقول مثلاً يعلم كل أمر كما قال (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) غافر) وتنتهي هذه القضية، لماذا هذا التكرار في الدلالات؟
د. فاضل: يثبت هذه المعاني، أحياناً يحتاج الكلام إلى تفصيل لا يدل عليه العموم أحياناً، يفصل كل شيء يوضح ما في الأرحام في سياقها. وهنا أيضاً قدم السماء على الأرض
المقدم: بالننهاية القرآن الكريم هو معجزة بتحدى بها الإنس والجن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فهذه أنظمة التحدي
د. فاضل: لا شك
المقدم: ربما يقول القائل المعنى يأتي بآية واحدة أو بجملة واحد فلِمَ كل هذا؟ لأن التحدي يقتضي هذا، تعدد صور التحدي، سرد إمكانيات اللغة العربية لأنها تستوعب.
د. فاضل: أحياناً يقبل التفصيل وأحياناً يقبل الإيجاز
المقدم: حسب المقام أو حسب السياق.
———-فاصل———
المقدم: التقديم والتأخير بالنسبة للسماء والسموات في آيتي يونس وسبأ
د. فاضل: هذا أيضاً ذكره القدامى. آية يونس تتكلم عن أهل الأرض (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ) هذا سكان الأرض فيقدّم الأرض التي هي مسكنهم. بينما آية سبأ تتكلم عن الساعة والساعة تأتي من السماء وتبدأ بأهل السماء قال (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ (68) الزمر) لأنها تبدأ هناك.
المقدم: إذن هذا الترتيب مقصود لذاته
د. فاضل: طبعاً (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ (87) النمل) لاحظ في تقديم السماء على الأرض وما إلى ذلك لاحظ المقام فيها والسياق (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (4) آل عمران) هؤلاء أين يسكنون في الأرض أم في السماء؟ في الأرض، (وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4) إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء (5) آل عمران) قدّم المكان، (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) آل عمران) يتكلم عن الناس فقدم الأرض. (رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ (38) إبراهيم) هذا قاله إبراهيم، أين يسكن إبراهيم؟ في الأرض (وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء) ما تخفي وما نعلن
المقدم: لأن مدار الكلام الأرض.
د. فاضل: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء (22) العنكبوت) لما يتكلم على أهل الأرض مسكنهم يقدمها.
المقدم: التقديم والتأخير يُفهم لأن مدار الكلام ربما يخص الذين يسكنون هذه البقعة أو هذا المكان.
سؤال: في سورة آل عمران (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60) آل عمران) وفي سورة يونس (لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) يونس) فما اللمسات البيانية في هاتين الآيتين؟
د. فاضل: ما الفرق بينهما؟ التوكيد. نقرأ الآيتين. واحدة في آل عمران وواحدة في يونس. في آل عمران (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60))
المقدم: ما معنى الممترين؟
د. فاضل: الشاكّين.
المقدم: الخطاب موجه من الله إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
د. فاضل: في يونس (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)) ماذا قال في يونس؟ قال (فإن كنت في شك) الشك يحتاج إلى توكيد لإزالته، تلك في آل عمران ليس فيها شك (إن مثل عيسى) ليس فيها شك. (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ) لما قال هو في شك يحتاج إزالة الشك إلى توكيد فجاء بمؤكدات (لقد) اللام لام القسم، (ولا تكونن) نون التوكيد (فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ) عدة مؤكدات لأن السياق يختلف عن سياق آل عمران. (فإن كنت في شك) افتراض شكّ يحتاج إلى توكيد لإزالته.
المقدم: الله سبحانه وتعالى لا يُسأل عما يفعل لكن نريد أن نفهم لماذا يؤكد الله سبحانه وتعالى يؤكد ويُقسِم ويعيد للبشرية ألا يكفيه سبحانه وتعالى أن يأتي الكلام مرة واحدة وتنتهي القضية. لماذا التوكيد والقسم والقضية كلها؟
د. فاضل: الناس أقسام فيهم المُنكر، فيهم المؤمن، وفيهم الشاكّ وفيهم المرتاب ليسوا على شكل واحد فكل واحد يحتاج إلى خطاب.
سؤال: في سورة الذاريات (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)) وفي سورة الصافات (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)) فما اللمسة البيانية في هذا الفرق؟
د. فاضل: حليم بالنسبة لسيدنا إسماعيل وعليم لإسحق. الحِلْم هو الذي يملك نفسه عند الغضب طبعاً هذا يظهر عند التعامل مع الآخرين. ربنا سبحانه وتعالى ذكر علاقة إسماعيل بأبيه وبالآخرين قال في الصافات (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) الصافات) هذا حِلم. لما كان يبني البيت مع أبيه (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا (127) البقرة) ما شكى. وربنا ذكرنا عن اسماعيل أنه رسول نبي وأنه كان صادق الوعد (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم) الرسول r يقتضي التعامل مع الآخرين ويقتضي حسن التعامل مع الآخرين وقال صادق الوعد الصدق أيضاً التعامل مع الآخر بينما إسحق ما ذكر له علاقة مع الآخرين مطلقاً وقال نبي وليس رسول (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) الصافات)
المقدم: ليس له علاقة مباشرة بينما إسحق ما ذكر له علاقة مع الآخرين، قال نبي وليس رسول (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ)
المقدم: وكونه ليس رسولاً إذن ليس هناك مخالطة مباشرة أو كثيرة كما يحدث مع سيدنا إسماعيل
د. فاضل: ما ذكر له أيّ مخالطة ما ذكرها له،
المقدم: لا شيء
د. فاضل: ليس فيها شيء (وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) مريم) هذا العلم لا يقتضي مثل هذه المخالطة، هذا عالِم. لكن ليس له علاقة بالمخالطات، هذا عالم والتعامل مع الآخرين هذه مسألة. لكن أنبِّه على شيء ربنا إذا وصف نبياً بصفة كمال لا يعني أن الأنبياء الآخرين ليسوا متصفين بهذا
المقدم: كنت سأسأل هل الحلم يتنافى مع العلم أو العلم يتنافى مع الحلم؟
د. فاضل: لا، ليس معناه ذلك. لما قال ربنا عن نوح أنه كان عبداً شكوراً هل يعني أن الأنبياء الآخرين ليسوا شاكرين؟
المقدم: قال (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ)
د. فاضل: إذن ذكر ما يتناسب مع السياق أو الصفة المشهور فيها. لما ذكر عن إبراهيم أنه أواه منيب والأنبياء الآخرين؟! أليسوا منيبين.
المقدم: لكن ربما يكون هناك درجات
د. فاضل: إما أنه مشهور بهذه الخصلة أو السياق يقتضي ذكر هذا الأمر.
المقدم: هل كما يقال لأن بني إسرائيل من أبناء إسحق علماء ونحن من أبناء إسماعيل فلسنا بعلماء؟
د. فاضل: لا، عندما يذكر صفة إما يقتضيها السياق. الرسول r أليس عالماً لما تقول (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم) كيف يتكلم من دون علم؟!
المقدم: هل تنسحب هاتين الصفتان على الأحفاد والأولاد والأبناء الحفدة؟
د. فاضل: ليس بالضرورة
المقدم: أقول مثلاً يقال لبني إسرائيل عالِم لأن نبي الله موسى نبيهم الأول وصف في القرآن بأنه عالماً (بغلام عليم)
د, فاضل: ونحن أبونا إبراهيم كلنا جميعاً، إبراهيم جامع لكل الصفات
المقدم: كان أمّة. هذه لا تدل على أن إسحق أعلم من إسماعيل عليهما السلام؟.
د. فاضل: لا، لا تدل.
المقدم: لكنها صفة هو معروف بها أكثر وزيادة.
د. فاضل: ربنا ذكر عن إبراهيم أنه علّمه
المقدم: لأنها مشكلة حقيقة هاتان الآيتان بالذات عملت مشكلة مع بعض الناس يقولون أنهم موصوفون بالعلم أما نحن فموصوفون بالحلم، هذا بنصّ القرآن.
د. فاضل: ليس نحن وإنما ذكر أخوين.
المقدم: أنا حقيقة ما سمعت هذا بشكل شخصي هذا التفسير الذي تفضلت به. لكنه أعجبني لأن المخالطة بالناس تقتضي الحِلم
د. فاضل: هو ذكر نوع المخالطة بالفعل، هناك لم يذكر
المقدم: وكونه رسولاً يقتضي أن يكون حكيماً حتى يربي الناس. بارك الله فيك وأحسن الله إليك
د. فاضل: يا معلِّم إبراهيم علّمني، إبراهيم أبوه ونحن من نسل إبراهيم.
المقدم: تفسيرك جميل بارك الله فيك.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 7/5/2009م:
د. مازن من العراق: في سورة آل عمران (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)) وفي سورة الحديد (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)) فما اللمسة البيانية بين ساعروا وسابقوا وبين عرضها السموات والأرض وكعرض السماء؟
أم أحمد من رأس الخيمة: في سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)) إلى آخر القصة (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ (71)) ثم يقول تعالى (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72)) لماذا لم يأت الله تعالى بسبب ذبح البقرة قبل ذكر وصف البقرة؟
غيث من السعودية: الأستاذ الفاضل حببنا بالقرآن الكريم وجعلنا نشتاق نتكلم في القرآن. الشكر قليل في حق قناة الشارقة التي هي من أرقى القنوات.
خالد من الأردن: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران) وكأن هناك من في السموات والأرض، ربنا سخر الكثيرين لما قال تعالى (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ (13) الجاثية) والجنات المعروشات ثم يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته فكل ذلك يسبح بحمد الله، هذه الأمور المسبحة بحمد الله مسخرة للإنسان المطيع والإنسان العاصي وكأنها عندما تؤمر بأن تخدم الإنسان العاصي تطيع الله لأنها مأمورة أن تطيع الله (فله أسلم) ولكنها تطيع الله كرهاً مع هذا الإنسان العاصي لكن الله سخرها وأمرها أن تسخّر مع أنه العاصي من رياح من ثمر حتى الملائكة التي توزع الأرزاق كما قال إبراهيم عليه السلام (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) البقرة) والله أعلم.
محمد الجيلاني من السعودية: بخصوص سورة الكهف عندما ذُكرت الآيات الكريمة في موضوع سيدنا موسى وفتاه (فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)) ثم اختفى فتى سيدنا موسى عن القصة ولم يرد له أثر فيا ليت الدكتور يوضح لنا هذا الأمر أنه بعد أن كان رفيقه في الدرب ثم لما قابل العبد الصالح لم يرد أي ذكر لفتى سيدنا موسى عليه السلام.
عقيل من أم القيوين: في سورة نوح (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15)) نحن نعلم يقيناً أن الله خلق سبع سموات فالكيفية تكون حتى ندخل في الإعجاز العلمي في خلق السموات والأرض هل نحن مطالبون بذلك أم نفهم فقط أن الله خلق سبع سموات؟
حامد من السودان: (أزواج مطهرة) لما أتت مطهّرة بالمفرد مع أن أزواج جمع؟
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ (11) الأحقاف) لماذا لم يكن سبقتمونا إليه؟
في سورة البقرة تُرسم كلمة إبراهم بدون ياء بينما في باقي القرآن مرسومة بالياء فما دلالة هذا؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 7/5/2009م
رابط الحلقة فيديو
http://www.archive.org/details/lamasat070509
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1469
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1470
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1471
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1472
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1473
2009-05-08 20:47:34الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost