الحلقة 197
إجابة على أسئلة المشاهدين
سؤال: ما هو الفرق بين الحمد والشكر في القرآن الكريم؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. الحمد أعمّ من الشكر. الشكر يكون لمن أوصل إليك نعمة تحديداً، يكون له مقابل، الشكر يكون على النعمة، أنت لا تشكر الإنسان على صفته، لا تشكره على شجاعته، لا تشكره على علمه إنما تشكره على نعمة. الحمد عامة سواء أسدى إليك نعمة أم لم يسدي إليك نعمة، هذا الحمد على صفاته الذاتية الخلقية الخُلٌقية، الحمد عامة إنما الشكر مقابل النعمة.
المقدم: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا (13) سبأ) كيف يعملون شكراً؟
د. فاضل: من حيث اللغة قسم يعرب (شكراً) بمعنى شاكرين، إعملوا شاكرين، على الحال
المقدم: هي حال؟
د. فاضل: هي تصح من حيث النظر مثل أقبل ركضاً. قسم يذهب إلى أنها حال وقسم يذهب أنها مفعول لأجله، لأجل الشكر.
المقدم: إعملوا آل داوود لأجل الشكر
د. فاضل: وقسم يذهب أنها مفعول به لأن الشكر ليس فقط باللسان وإنما الشكر قد يكون بالعمل
المقدم: وبالتالي يقول اعملوا شكراً؟
د. فاضل: إعملوا الشكر. الإنسان لو آتاه الله مالاً ولم يخرج حق الله لو قال ألف مرة شكراً لم يكن شاكراً حتى يؤدي حقه
المقدم: بشكل عملي يعمله ينفّه
د. فاضل: ما المطلوب منه شرعاً ؟ ينفذه ثم يقرنه باللسان لكن إن لم يؤدي حق الله فليس بشاكر ولو قال ألف مرة الشكر لله.
المقدم: ولهذا قال سبحانه وتعالى في نهاية الآية (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
د. فاضل: ولذلك إعملوا شكراً يعني الشكر يُعمل وليس فقط قول وإنما هو عمل.
سؤال: النار والعياذ بالله دركات وفي سورة الكهف (إنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)) فما اللمسة البيانية في كلمة نزلاً ونحن نعلم أن الجنة تكون نزلاً؟
د. فاضل: النزل هو طعام الضيف أول ما يُقدّم،
المقدم: أليس المكان الذي ينزل فيه؟
د. فاضل: من مكان وطعام هذا النزل. فهنا قالوا هي جهنم نزل فما بعدها؟ إذا كانت جهنم هي نزل استقبال فيا ترى ماذا بعدها؟ّ أكيد شيء كبير جداً. لذلك يعتبر من أشد التخويف لأن جهنم كلها نُزُل، هذا تقديم إستقبال، ترى ماذا أعد ربنا بعد ذلك من عذاب؟! لذلك هذا من باب التخويف والتحذير الشديد.
سؤال: في سورة المجادلة (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)) وفي الآية التالية (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)) في الأولى قال فينبئهم وفي الثانية قال ثم ينبئهم فما اللمسة البيانية في هذا الفرق؟
د. فاضل: في آيتين متتابعتين. النظر في القرآءة يعطيك الجواب في الآيتين: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا) متى هذا؟ يوم القيامة إذن صار قريباً، يوم القيامة حساب.
المقدم: مفهوم الآية يوم يبعثهم الله فينبئهم، الإنباء مقترن بيوم البعث
د. فاضل: طبعاً. الفاء للترتيب والتعقيب ليس فيها مجال للتأخير. الآية الأخرى في الدنيا (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)) فيها تراخي. هذه في الدنيا وتلك في الآخرة يوم القيامة، لا شك أنه لا بد أن تكون إحداهما بالفاء والأخرى بـ(ثم)
المقدم: مع أن الإثنين يدلان على العطف لكن الاختلافات الدلالية هي التي عليها المعوّل.
د. فاضل: طبعاً.
المقدم: الفاء تدل على الترتيب والتعقيب، وثم؟
د. فاضل: للترتيب والتراخي. إلا إذا كانت الترتيب الذكري للذكر فقط يذكر الأمور
المقدم: يعني مثل دخل محمد ثم علي ثم أحمد
د. فاضل: لا، هذا ترتيب حقيقي مقصود هكذا.
إن من ساد ثم ساد أبوه ثم قبل ذلك ساد جده
من الذي ساد أولاً ؟ الجدّ. هذا يسموه الترتيب الذِكري، من الآخِر ثم الذي قبله. أعجبني ما صنعته اليوم ثم ما صنعته أمس أعجب. هذا فقط للذِكر ليس فيه ترتيب الواقع يسموه ترتيب ذِكري.
المقدم: مدار الحكم هنا على الترتيب الذِكري أو الترتيب لذاته السياق؟
د. فاضل: قطعاً. (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿١٢﴾ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤﴾ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥﴾ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦﴾ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴿١٧﴾) هل الإيمان يسبقهم؟ يسبقهم. هذا مرتبته أبعد، مرتبة الإيمان أبعد لأن عمل هذا كله ليس فيه فائدة إن لم يكن هناك إيمان لذا قال (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا) المرتبة أبعد، هذا يصير أبعد في المكان، أبعد في المنزلة لكن الأصل في العموم (ثم) للترتيب والتعقيب.
سؤال: (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (26) الروم) وفي آيات أخرى يستخدم (من في السموات ومن في الأرض) فمتى تذكر (من) ومتى لا تذكر؟ وما اللمسة البيانية فيها؟
د. فاضل: تكرار (من) وعدم تكرارها راجع لعدة أمور من جملتها التبسط والتفصيل إذا كان هناك تبسط وتفصيل يكرر (من) وإذا كان هناك إيجاز لا يكرر. مثلاً (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ (18) الحج) فيها تفصيل. لكن قال (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (15) الرعد) إجمال. تفصيل هناك والإيجاز هنا ففي مقام التفصيل فصّل قال (من في السموات ومن في الأرض) وفي مقام الإيجاز أوجز (يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ (41) النور) موجزة. قد يكون أحياناً مقام آخر السعة والشمول بحيث لا يتخلف أحد يعني يذكرهم جميعاً لا يتخلف من في السماء أحد فيكرر. مثلاً (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ (68) الزمر) لا يتخلف أحد (إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ)، (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ (87) النمل) لا يتخلف أحد، كلهم. لكن (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) الرحمن) هل كلهم يسألون؟ لا، ليس جميعهم.
المقدم: في الأولى للإستغراق، كل الجنس الموجود
د. فاضل: كلهم لا يستثني لا ملك ولا إنسان
المقدم: جميع المخلوقات
د. فاضل: كلها، فصّل
المقدم: تسمى الإستغراقية؟
د. فاضل: هي معناها هكذا الدلالة على الشمول والسعة لا يتخلف أحد. وأحياناً للدلالة على سعة الملك ونفي الشركاء نفي أن يكون له شريك. مثلاً (أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء (66) يونس) إذا كان كل شيء ملكه فماذا يفعل الشركاء؟
المقدم: لا شيء
د. فاضل: إذن سيستغرقهم جميعاً، لا يستثني أحداً. إذا استثنى يقولون لك الشريك ليس منهم. لا يستثني أحداًً فلما ينفي الشركاء يأتي بـ (من) التي تستغرق الجميع. بينما في آية أخرى ليست في مقام نفي الشرك (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) الأنبياء) يتكلم عن الملائكة ومن عنده، لاحظ الفرق بين هناك ليس له شركاء وبين هذه، فتلك كرر وهذه أجمل.
سؤال: (فتمتعوا) وردت في سورة الروم (لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) الروم) وفي سورة النحل (لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)) أما في العنكبوت وردت (لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)) باللام فما دلالة اللام؟ ولماذا تحول الضمير في كلا الآيتين مع أن الكلام واحد تقريباً؟ وكيف نفهم اللمسة البيانية في تحول الضمير من متكلم إلى غائب؟
د. فاضل: هذه وردت في سورتي النحل والروم (لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) الروم) (لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55) النحل) إلتفت،
المقدم: هذا يسمى التفات؟ (ليكفروا – فتمتعوا) حينما يتغير من ضمير إلى آخر
د. فاضل: في العنكبوت (لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)) لم يلتفت، لماذا؟ السياق في النحل التي فيها التفات (لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ) الكلام على مخاطبين وغائبين (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ (53)) مخاطب، (ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) مخاطب، (ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ (54)) مخاطب، (إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) مخاطب وغائب، قال (يشركون) وليس تشركون، هذا غائب، فصار الكلام مخاطب وغائب قال (لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ). نفس الشيء في الروم (ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ (28)) مخاطب، (فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء) مخاطب، (تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ) مخاطب، (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ (30)) مخاطب (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)) غائب، إذن مخاطب وغائب. في العنكبوت كلها غائب (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61)) (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63)) غائب، (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)) كلها غائب فجعلها كلها غائب (لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)). في العنكبوت هم مسافرين ركبوا في الفلك وذهبوا (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ) غائبين إذن بعيدين فتكلم عنهم بضمير الغائب.
المقدم: ركبوا وبعدوا فجعلهم غائبين.
د. فاضل: هناك أمر آخر: في آيتي النحل والروم قال (فَرِيقٌ مِّنْهُم) جعلهم فريقين فريق مؤمن وفريق مشرك بينما في آية العنكبوت (إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)) جعلهم كلهم ولذلك جاء بالضمير الذي لا يخص أحداً بل جمعهم كلهم (لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا) لهم كلهم من دون إلتفات.
المقدم: الإلتفات له أسرار بلاغية وبيانية؟ التحول من ضمير إلى ضمير؟
د. فاضل: مثل (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)) ضمير المتكلم (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) لم يقل فصلِّ لنا، صار إلتفات للغائب، لماذا؟
المقدم: لماذا التحول من ضمير إلى ضمير مع أن المتكلم في الحالين هو الله سبحانه وتعالى؟
د. فاضل: الصلاة للرب وليس لمن يعطيك لو كان لمن يعطيك لكنت تصلي لأي واحد يعطيك (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) فإذا أعطاك واحد كثير؟!
المقدم: هذا يكون مفهوم الآية؟
د. فاضل: طبعاً. لماذا جعل الصلاة؟ للمعطي، (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) إذن فصلِّ تكون بسبب العطاء بينما هي الصلاة للرب أعطاك أم لم يعطيك.
المقدم: إذن (فَصَلِّ) ليست مترتبة على العطايا التي في صدر السورة؟
د. فاضل: الرب هو الذي يُصلّى له وليس من أعطاك تصلي له
المقدم: مع أن الرب هو الذي يقول (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ)
د. فاضل: الرب يعطي لكن ليس كل من يعطي يُصلّى له، ليس بسبب العطاء، يُصلى لله ليس بسبب العطاء
المقدم: إذن لو قال (فصلِّ لنا) ربما نفهم أن الصلاة بسبب العطاء
د. فاضل: وهذا يدعو أن من يعطيك يجوز لك أن تصلي له
المقدم: إذن الإلتفات كان حدّاً فاصلاً وقاطعاً في مسألة إرساء العبادات والعقائد، التحول في الضمير خطير!
د. فاضل: طبعاً، جداً خطير.
سؤال: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ (37) الروم) ومرة (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ (39) سبأ) (وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ (82) القصص) متى يستعمل عباده ومتى يستعمل (يقدر له)؟ وما اللمسة البيانية الموجودة في كل آية؟
د. فاضل: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ (37) الروم) (وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ (82) القصص) (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ (39) سبأ). (يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) هذا كلام عام غير مخصص بأحد. ربنا لما يقول (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ (12) الشورى) هل ذكر أحداً من العباد؟ لا، وإنما هذه صفته العامة
المقدم: كصفة لله سبحانه وتعالى أنه يبسط ويقدر. هو يبسط يعطي ويقدر؟
د. فاضل: يضيّق
المقدم: إستطراد جانبي، بهذا المفهوم نفهم (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ (87) الأنبياء) أليس معناها الإستطاعة؟
د. فاضل: أي أن لن نضيق عليه،
المقدم: ألن نضيّق عليه رزقه؟
د. فاضل: لا، هو عندما أُرسل إلى أهل نينوى في بادئ الأمر هم لم يستجيبوا له فقال ربنا يوسع عليّ في عباد آخرين، تركهم وذهب إلى غيرهم ورأى أن في الأمر سعة إذا كان هؤلاء لا يستجيبون فهناك من يستجيب فذهب اجتهد وظن أن ربنا لن يضيق عليه يذهب وينشر الدعوة في مكان آخر لعلهم أسرع استجابة لكنه لم يذهب بإذن ربه ولذلك قال (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) الصافات)
المقدم: ملام؟ من الملامة؟
د. فاضل: من الملامة لكن معناها أتى ما يلام عليه، فعل فعلاً يُلام عليه.
المقدم: صنع خلاف الأَوْلى
د. فاضل: خلاف الأَوْلى، ما كان ينبغي أن يصنع هذا حتى ياذن له ربنا.
المقدم: ولذلك قال (فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ)
د. فاضل: لن نضيق عليه، هو اجتهاده وتقديره جيد لأن القصد من الذهاب نشر الدعوة، هؤلاء لم يستجيبوا أذهب إلى غيرهم.
المقدم: ولهذا قال (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) الصافات) يعني أكثر
د. فاضل: نعم.
المقدم: الفعل يقدر من فعل قدر؟ (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر)
د. فاضل: قَدَر بمعنى ضيّق.
المقدم: وهنا (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ) صفة لله سبحانه وتعالى
د. فاضل: صفة عامة غير مخصصة بعبدٍ معين أو غيره، هذه صفته.
المقدم: (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ)؟
د. فاضل: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ) ليس متعلقاً بعباده، (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ (30) الإسراء). لكن (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِر) إذا قال يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر معناها أن السياق فيمن بسط له رزقه لكن لم يضيّق عليه
المقدم: (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ) هو بسط الرزق لمن يشاء من عباده
د. فاضل: (وَيَقْدِر) لآخرين وليس لهذا الشخص
المقدم: يعني يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر لمن يشاء، هذا المفهوم من الآية.
د. فاضل: هذه الآية وقعت في سياق قارون (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ (76) القصص) إلى أن خسف الله به الأرض (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ (81)) إلى أن قال (وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ (82)) هو لم يضيّق عليه وإنما على آخرين، التضييق والتقدير ليس له وإنما على الآخرين
المقدم: يبسط الرزق لمن يشاء خاصة بقارون ويقدر عامة
د. فاضل: بينما (ويقدر له) هو، يبسطه له ويضيّق عليه ويقدر له
المقدم: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ (39) سبأ) ويقدر له
د. فاضل: نفس هذا الشخص.
المقدم: إذن (لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ) واحد؟
د. فاضل: لمن يشاء
المقدم: ويقدر له؟
د. فاضل: كلمة (من) لا تعني واحد، تجمع. لمن يشاء من عباده ويقدر له
المقدم: للذي بسط له الرزق تحديداً
د. فاضل: هذا ممكن لأن الإنسان مرة يضيق عليه رزقه ومرة يبسطه له. هذه ذكرها في سياق سبأ وسّع عليهم رزقهم ثم ضيّقه عليهم (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) سبأ)
المقدم: هو بسط ثم قدر عليهم.
د. فاضل: (وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ)
المقدم: إذن يبسط ويقدر له خاصة بمن بُسط له الرزق
د. فاضل: نعم لمن بُسط له الرزق
المقدم: يبسط لمن يشاء من عباده ويقدر يعني يبسط لأحد ويقدر لأحد آخر
د. فاضل: آخرين وليس له.
المقدم: يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر عامة للجميع
د. فاضل: عامة وهذه صفته سبحانه
المقدم: إذن لا تناقض بين الآيات لكل واحدة مكانها
د. فاضل: طبعاً لا تناقض، هذه الحياة المشاهَدة التي نراها نحن.
——–فاصل——-
سؤال: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك) ما دلالة تقديم الموت على الحياة؟
د. فاضل: ننظر في الآية، قال تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) نتيجة البلاء تكون في الحياة؟
المقدم: بعد الموت
د. فاضل: هي بعد الموت (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) إذن هو خلق الموت، البلاء هو للموت ولما بعد الموت، الابتلاء نتيجة الابتلاء بعد الموت
المقدم: الابتلاء قبل الموت لكن نتيجة الابتلاء بعد الموت
د. فاضل: كأنما ليبلوكم أيكم أحسن عملاً هو للموت وليس للحياة، نتيجته للموت، بعد الموت. نتيجة الابتلاء تكون بعد الموت إذن الغرض هو متقدم
المقدم: الذي هو الموت
د. فاضل: ما هو الغرض الحياة أو الموت؟
المقدم: الموت
د. فاضل: الغرض متقدم لأنه هو الدافع
المقدم: ليس معوّل الكلام على البلاء في الحياة
د. فاضل: لا، لأن نتيجته ستكون بعد الموت (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) متى يغفر الذنوب؟
المقدم: بعد الموت
د. فاضل: إذا لم يكن هناك موت لا يكون هناك غفران. إذن هي عِلّة متقدمة، الغرض متقدم، الغرض من البلاء
المقدم: يعني الله سبحانه وتعالى خلق الموت لكي نعرف نتيجة البلاء
د. فاضل: لذلك يتعلق به، هذا أمر. وقسم يقولون الموت أصلاً متقدم لأن الإنسان خلق من نطفة، علقة، مضغة ثم ينفخ فيه الروح كما في الحديث
المقدم: معنى هذا أنه ميْت؟
د. فاضل: يسمونه ميْتاً لأنه قال “ثم ينفخ فيه الروح”
المقدم: أليس معناه أنه كان حياً فمات؟
د. فاضل: الحياة هي نفخ الروح. ثم الموت في الدنيا والحياة في الآخرة فسيكون الموت أسبق.
المقدم: هذا تفسير جميل! الموت في الدنيا
د. فاضل: والحياة في الآخرة. أيام الموت متقدمة على أيام الحياة، أيام الموت في الدنيا وأيام الحياة في الآخرة إذن متقدمة.
المقدم: فبهذا يكون الموت متقدماً.
د. فاضل: الموت أقوى دافع للإتعاظ والعمل إذا ذكر الموت
المقدم: وإذا فُهِمت الغاية منه.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 22/10/2009م:
د. صالح من سوريا: إضافة بسيطة على الحمد والشكر. كما قال الدكتور الحمد عام والشكر شيء خاص وهناك لطيفة أخرى أن الحمد على تمام النعمة والشكر ليس على تمام النعمة فأنت عندما تذهب إلى إنسان ويضيفك على العشاء يعطيك مثلاً قطعة لحم فتقول له شكراً ويعطيك قطعة أخرى وتقول له شكراً ثم في الآخر تقول له الحمد لله لا أستطيع أن آكل أكثر من هذا. فالحمد على تمام النعمة لذلك لو قال تعالى اعملوا آل داوود حمداً لكانت مشكلة، الشكر يقابل نعمة معينة والحمد يقابل تمام النعمة التي ليس بعدها نعمة
المقدم: ولهذا في قوله (الحمد لله رب العالمين) تمام النعمة
د. صالح: لذلك رب العالمين طلب منا الحمد قولاً ولم يطلب منا عملاً لأننا لا نحصي حمداً عليه هو كما اثنى على نفسه سبحانه وتعالى.
(وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ (69) يس) شيء جميل اللمسة البيانية التي أعطاها شيخنا الجليل أن محمداً صلى الله عليه وسلم لو كان يعرف من الشعر والانزياحات الدلالية للغة كانت مشكلة كبيرة. كتبت فيكم قصيدة مرة وقلت على لمسات أستاذنا “لمسة منه عصرت أنجماً” اللمسة لا تعصر الأنجم وإنما هذه مبالغة من شاعر فلو كان محمد شاعر وقال (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) الرحمن) لظن الناس أن هذه مبالغة شعرية وليست حقيقة.
أبو محمد من أميركا: إضافة لقوله تعالى (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) المسألة لو تطرقنا إليها من الناحية العقائدية لكانت مفهومة بشكل أحسن بحيث أن الله سبحانه وتعالى في القرآن لما يكون المجال مجال عطاءات من الله مجال الربوبية يعطي بصيغة العظمة بصيغة الجمع (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) لأنه هناك صفات من الله سبحانه وتعالى تتكاتف إيجاد ذلك الأمر ولذلك (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) هذه عطاءات من الله تبارك وتعالى
المقدم: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ماذا فيها؟
أبو محمد: دائماً لو لاحظت في القرآن (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ (21) البقرة) فأعطاه الربوبية سبب للعبادة وإذا أنتم ما وصلتم مستوى المحبة لله سبحانه وتعالى والتقدير لله أدنى شيء أنه هو ربكم هو الذي يعطيكم (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) الرب لأنه هو الذي أعطاك
المقدم: هل يصلي لأن الله أعطاه؟ هذا مفهوم كلامك؟
أبو محمد: ربنا سبحانه وتعالى يمتنّ على عباده في مجال الربوبية لأنه إذا لم يصلوا إلى مستوى تعظيم الله وتقدير الله وعبادة الله لأنه يستحق ذلك يقول لهم أنا الذي أعطيتكم كذا وكذا وكذا فبالتالي هنا مجال الربوبية يأتي بصيغة التعظيم لكن في مجال الألوهية في القرآن لا يأتي بصيغة التعظيم.
المقدم: ليس الكلام عن الربوبية والألوهية لكن أسألك لماذا لم يقل فصلِّ لنا كما قال إنا أعطيناك؟
أبو محمد: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) تأكيد لهذه الربوبية وربك أنت لأن الله سبحانه وتعالى عنده الربوبية لكل البشر.
محمد من أبو ظبي: في سورة الأنعام (وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)) وفي آية أخرى في سورة المؤمنون (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)) ما اللمسة البيانية في إستعمال نحيا؟ الحياة بعد الموت وعدم إيمانهم بالبعث؟ وما المقصود بنحيا؟ المعروف أن الحياة في الأول ثم الموت (نَمُوتُ وَنَحْيَا)
د. فاضل: أولاً الواو لا تفيد ترتيباً ولا تعقيباً، وإنما يقصد نموت ونحيا أو نحيا ونموت حتى القدامى قالوا البشر موت وحياة يموت آباؤهم ونحيا نحن ونموت نحن ويحيا غيرنا هذه نموت ونحيا.
المقدم: بشكل عام موت وحياة
د. فاضل: يموت جيل ويحيا جيل، يموت آباؤنا ونحيا نحن.
د. منى: ما الفرق بين الحياة والحيوان؟
د. فاضل: الحياة والحيوان كلاهما مصدر لفعل حيّ يحيا (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ (64) العنكبوت) مثل فيضان وغليان، صيغة فعلان كما يقرر النحاة في المصادر تفيد التحرك والتقلّب والاضطراب (لَهِيَ الْحَيَوَانُ) فيها تقلّب أما هيه الحياة فهي جامدة، تلك هي الحياة هي التي فيها حركة، هذه الحياة بالنسبة لتلك لا شيء. نقول هذا فيض وفيضان، فيض من غيض وفيضان فيه حركة. فالحيوان فيها حركة وتقلب وسعة أما الحياة فليست كذلك.
أبو علي من العراق: ما هو إعراب الآية الكريمة (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم)؟
د. فاضل: ما نافية، ينطق فعل مضارع مرفوع، عن حرف جر والهوى إسم مجرور مقصور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف، إن حرف نفي، هو مبتدأ، إلا أداة حصر أو أداة استثناء، وحي خبر
المقدم: أين المستثنى منه؟
د. فاضل: هذا استثناء مفرّغ (مبتدأ وخبر). يوحى فعل مضارع مبنى للمجهول.
الملاحظة الثانية في سورة الحديد (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا (10)) أي فتح؟ فتح مكة والحديبية؟ الصحابة الذين آمنوا قبل الفتح لا يساويهم من يأتي بعدهم كائناً من كان
د. فاضل: فتح مكة، من أنفق وقاتل من الصحابة.
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) هل الحق يعني العلم؟
بلال من السويد: في سورة الكوثر (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) نزلت في الرسول r عليه الصلاة والسلام والكوثر كما نعلم هو نهر في الجنة
د. فاضل: هذا من المعاني، ليس كل المعنى وإنما هذا مما أعطاه، الذي هو نهر من الجنة هو الكوثر.
بلال: رب العالمين عندما يعطي يعطي بلا حدود فلذلك يجب علينا أن نحاول دائماً أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا أخذنا سورة الكهف (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) الكهف) (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)) يقول تعالى دائماً (فعلنا، جعلنا) فيجب علينا أن نأخذ هذه الآيات لله تعالى بأنه قادر على كل شيء يعطي لمن يشاء، يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور سبحانه وتعالى. فهنا دائماً نقول أشياء كثيرة ينبغي علينا دائماً بعض الإخوة عندما يتذاكرون ويتداخلون
المقدم: تقول أنه علينا أن نلتزم بالنص القرآني الموجود ولا يكون هناك شطط في إعمال العقل
بُثّت الحلقة بتاريخ 22/10/2009م
روابط الحلقة فيديو وصوت
الحلقة 197 من اللمسات البيانية
الصفحة علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat221009
جودة عالية avi
http://ia311040.us.archive.org/2/items/lamasat221009/lamasat221009.AVI
http://ia311040.us.archive.org/2/items/lamasat221009/lamasat221009.WMV
mp4جودة عالية
http://ia311040.us.archive.org/2/items/lamasat221009/lamasat221009.AVI
رابط صوتmp3
http://www.archive.org/details/lamasat221009
روابط الحلقة من قسم الفيديو
2009-10-23 05:55:38الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost