الحلقة 200
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً (9) الروم) وفي فاطر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً (44)) وفي التوبة (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً (69)) وفي غافر (أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً (21)) فماذا أفاد الضمير (هم)؟ وما هي اللمسة البيانية بين الآيات؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. (كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) و (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً) في أكثر من موضع وفي موضع في غافر (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً). وبملاحظة السياق يتضح الجواب. لو قرأنا كل آية في سياقها الجواب سيكون واضحاً. في التوبة قال (وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69)). في الروم (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٩﴾)، في فاطر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴿٤٤﴾)، هذه الآيات الثلاث من دون (هم). في غافر التي فيها (هم) (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴿٢١﴾ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٢﴾)، هذه الآيات. لو جئنا لها آية آية، آية التوبة (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا) ماذا قال عنهم؟ ماذا فعل فيهم؟ قال (أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ) ما ذكر لهم عقوبة. آية الروم (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ما ذكر شيئاً. في فاطر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) ما ذكر لهم شيئاً. نأتي إلى غافر (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ) ذكر العذاب، (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ). لاحظ قال (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ) ما قال هذا في الآيات الأخرى، قال (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ) ما ذكر ذلك في الآيات الأخرى. ثم كرر (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ) كرر المسألة، هذا تكرار للتوكيد ثم قال (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
المقدم: التكرار هنا للتوكيد؟ يؤكد تكرار الأخذ.
د. فاضل: طبعاً. ثم قال (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ) قوي وأكّد أيضاً إذن هذه الأمور تقتضي التوكيد فقال (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (هم) هنا تفيد التوكيد، ضمير الفصل يفيد التوكيد.
المقدم: مع أنه مفهوم من ضمير الجمع في الفعل (كانوا).
د. فاضل: (هم) ضمير الفصل الذي أفاد التوكيد.
المقدم: هم بأعينهم، هؤلاء
د. فاضل: نعم. (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) التأكيد في (فَأَخَذَهُمُ) مرتين، التأكيد في (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، العقوبةالتي ذكرها (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ)، (مِنْ وَاقٍ) فيها توكيدين، (من) تفيد التوكيد واستغراقية. توكيدات متعددة إضافة إلى الأخذ فاقتضى الموطن موطن توكيد قال (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً)
المقدم: فاقتضى توكيدهم (هم)
د. فاضل: بيانياً ليس لغة لا يصح أن يخلي هذه الآية من (هم) والباقي يضيف (هم) لها
المقدم: ولهذا أسأل كلغة يستقيم المعنى؟
د. فاضل: كلغة نعم، لكن ليست كبيان.
المقدم: إذا لم تأت بـ (هم) خارج القرآن ليس فيها إشكال لكن لا يكون فيها لمسة بيانية.
د. فاضل: طبعاً، ليس فيها لمسة بيانية. وأيضاً الآية مناسبة لأول السورة، لسياق السورة.
المقدم: ما الرابط بينها وبين هؤلاء من حيث التوكيد؟
د. فاضل: التوكيد والسياق. (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿٣﴾ مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ﴿٤﴾ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿٥﴾ غافر) لاحظ الأخذ،
المقدم: رابط قوي
د. فاضل: كما ذكر أخذهم في الأولى ذكر أخذهم في الثانية، (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ)، (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ). هي مناسبة لأول السورة ومناسبة بحد ذاتها لوضعها هي، فإذن هي من أكثر من وجه هي مناسبة.
سؤال: ما الفرق بين فَهِم وأَفْهَم؟
د. فاضل: هناك فرق بين فهم وأفهم، الهمزة للتعدية.
المقدم: هل الفعل لازم أم متعدي؟
د. فاضل: متعدي.
المقدم: هو متعدٍ بنفسه.
د. فاضل: بنفسه لكن تأتي الهمزة فتعدّيه إلى مفعول آخر.
المقدم: هو متعدٍ بنفسه لمفعول واحد
د. فاضل: “فهمت المسألة” أنا فهمتها، “أفهمت محمداً المسألة”
المقدم: يسمونها همزة تعدية، ما إعرابها؟
د. فاضل: نعم. هي حرف. الهمزة قد تعدّي الفعل اللازم إلى متعدي واحد والمتعدي إلى واحد تعدّيه إلى اثنين والمتعدي إلى اثنين تعديه إلى ثلاثة.
المقدم: هل تدخل على جميع الأفعال؟ أم هناك ضابط لها في الدخول على الأفعال؟
د. فاضل: لا، هي مسموعة
المقدم: مسموعة وليست قياسية
د. فاضل: علِم بالأصل يتعدى إلى مفعولين، دخلت عليه الهمزة يصير “أعلمتُ محمداً الدرس سهلاً” تصير ثلاثة
المقدم: علِم محمدٌ الدرس سهلاً، أعلمت محمداً الدرسَ سهلاً، ثلاثة مفاعيل. إسمها همزة تعدية.
د. فاضل: نعم.
سؤال: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة) والمعلوم أن إبليس مخلوق من نار والملائكة مخلوقة من نور فكيف يمكن أن يجتمع المخلوق من نار مع المخلوق من نور؟ ما معنى هذا الاستثناء؟ وهل إبليس من الملائكة؟ وإذا لم يكن فكيف نفهم هذا الاستثناء ولماذا جاء هنا واللمسة البيانية الموجود فيه؟
د. فاضل: هذا السؤال أثير أكثر من مرة. الاستثناء منقطع يعني ما بعد (إلا) ليس من جنس ما قبلها، منقطع عنه.
المقدم: منقطع منفصل هل المصطلحان للدلالة على معنى واحد؟
د. فاضل: متصل ومنفصل. المتصل ما كان بعضاً من الأول (أقبل الرجال إلا محمد) هذا متصل. منقطع (مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ (157) النساء) اتباع الظن ليس علماً إذن هو منقطع. (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) الواقعة) قيلاً سلاماً سلاماً ليست تأثيماً ولا لغواً إذن هذا استثناء منقطع
المقدم: منقطع لأنه ليس من جنس ما قبل (إلاّ)
د. فاضل: عامة، تقول “أقبل الطلاب إلا الفرّاش”، هذا منقطع. فإذن هذا الاستثناء منقطع لأن إبليس من الجن كما أخبر ربنا (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ (50) الكهف)
المقدم: لماذا الاستثناء؟ وما الذي أوجده في وسط الملائكة؟
د. فاضل: ربنا قال للملائكة اسجدوا فلماذا إبليس؟
المقدم: إذن الخطاب ما كان يخص إبليس؟
د. فاضل: لا، إبليس خوطب خاصة. الله تعالى خاطب الملائكة (اسجدوا) وخاطب إبليس وحده قال (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ (12) الأعراف) إذن هو أُمِر
المقدم: إذن كان له أمر مستقل بذاته له
د. فاضل: أمر الملائكة كلهم مرة واحدة وأمر إبليس وحده وقال له أنت أيضاً مأمور بالسجود، (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ). فإذن هو كان مأموراً بالسجود.
المقدم: لكن في غير موضع ربما لم يرد الأمر لإبليس تحديداً
د. فاضل: في العموم أنهم كانوا موجودين لكن وضحها أن إبليس كان مأموراً بالسجود
المقدم: لكن هل لنا لغة أن نسأل هل يجوز استثناء إبليس من الملائكة مع أنه ليس منهم؟
د. فاضل: هاذ استثناء منقطع، يجوز لغة.
سؤال: ما معنى (أشرف) في الجملة: أشرف المعلم على الفرقة؟
د. فاضل: أشرف معنى علا، شرف بمعنى العلو، أشرف معناها كان في مكان أعلى إما حقيقة يعني هو في مكان مرتفع وإما مجازاً أن يتولى رعايتهم وشؤونهم
المقدم: يقال مشرف لأنه ربما يأخذ مكاناً عالياً دائماً فينظر إليهم.
د. فاضل: نعم.
سؤال: ما معنى الخوف الذي ورد في سورة قريش (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4))؟
د. فاضل: الخوف عام، العرب كان بعضهم يُغير على بعض، قريش كانوا يأمنون حيثما حلّوا يقولون هؤلاء قُطان بيت الله الحرام يمنعونهم من الحج إذا اعتدوا عليهم. لا يتعرض أحد لهم ولذلك قال ربنا (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ (67) العنكبوت) فكانوا هم آمنين لا يعتدي عليهم أحد.
المقدم: ولهذا الخوف الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، ولهذا أتى الخوف نكرة ولو جاء معرفاً لحدد بخوف معين؟
د. فاضل: نعم، في الغالب.
سؤال: في سورة يوسف (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)) ولما دخل في السجن قال صاحب السجن (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ (36)) وملك مصر قال (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ (43)) فما دلالة تغير الفعل رأى في الحالات الثلاث مع أنها كلها أحلام؟
د. فاضل: هذا نسمية حكاية الحال. التعبير بالفعل المضارع عن الماضي حكاية حال يعني يريد أن يرسم الصورة التي كانت موجودة. (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91) البقرة) هذه حكاية حال. يبقى لماذا؟ يوسف لم يطلب تأويل الرؤيا.
المقدم: (فَلِمَ تَقْتُلُونَ) مضارع، (مِن قَبْلُ) ماضي، إستخدام المضارع مع الماضي هذه تسمى حكاية حال
د. فاضل: نعم، حكاية حال ماضية. يوسف عندما قال (إِنِّي رَأَيْتُ) لم يطلب تأويل الرؤيا ولم يهتم لها بينما العزيز كان يبحث عن تأويل الرؤيا معناها أنها كانت مهمة له كان يريد تأويلها (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)) (قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (44)) (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)) إذن هذه مهمة فيذكرها بحكاية الحال لأنها مهمة عنده يريد تأويلها. وكذلك السجن (نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)) طلبوا التأويل أما يوسف فذكر الرؤيا بشكل عادي، لم يطلب التأويل وإنما حلم مستغرب رآه وقاله.
المقدم: ولهذا تختلف الصيغة
د. فاضل: بقدر الاهتمام.
المقدم: وإن كان الكل أحلام؟ الموقف واحد غالباً لم يتغير
د. فاضل: وإن كان. لكن المتكلم هو المعوّل عليه.
سؤال: (وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) الروم) ما اللمسة البيانية في تكرار (من قبل) في الآية؟
د. فاضل: قسم يقول هذا توكيد، التكرار يفيد التوكيد. لكنه حقيقة يفيد معنى آخر. ربنا سبحانه وتعالى ذكر (فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) الروم) أهل اللغة قالوا (من قبله) يعني من قبل الاستبشار، إذن كل واحدة من (قبل) مختلفة. (مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم) هذه من قبل أن ينزّل و (مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) هذه من قبل الإستبشار الموقف مختلف فلذلك كرر.
المقدم: إذن التكرار له فائدة. هل يجوز أن نقول تكرار في القرآن الكريم؟ وحرف جر زائد؟
د. فاضل: هما أمران، أحياناً إذا كان بقصد المصطلح لا لغرض أنه زائد، هناك مصطلح نحوي (زائد) وإن كان النحاة يقولون هو له غرض، (من) زائدة ولكنها استغراقية تفيد التوكيد، حروف الزيادة تفيد التوكيد.
المقدم: إذن نقول زائدة كمصطلح؟
د. فاضل: كمصطلح.
المقدم: أم زائدة في السياق؟
د. فاضل: يعني لو حذفتها يبقى المعنى العام لا يتغير.
المقدم: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46) فصلت)
د. فاضل: لو حذفت الباء يبقى المعنى لكن الزيادة هي للتوكيد فيسموها زائدة.
سؤال: (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف) ما الفرق بين المخلِصين والمخلَصين؟
د. فاضل: المخلَصين بفتح اللام هي إسم مفعول هم الذي أخلصهم الله تعالى للطاعة، هو الذي اختارهم.
المقدم: هذا إسم مفعول؟
د. فاضل: نعم، مخلَص.
المقدم: هو الذي اختارهم وأخلصهم. والمخلِضين؟
د. فاضل: والمخلِصين هو الذي أخلص دينه لله.
المقدم: هو اجتهد من تلقاء نفسه وأخلص.
د. فاضل: ولذلك هذه الآية فيها قراءتان صحيحتان متواتران (من عبادنا المخلَصين) (من عبادنا المخلِصين) فهو مخلَص ومخلِص. إذا كان مخلَصاً أخلصه الله تعالى وهو أيضاً أخلص دينه لله، فعل ذلك، إستجاب وأطاع
المقدم: لأنه مخلَص من الطبيعي أن ينصرف عما وقع فيه أو عما دار حوله من السوء لأن الله أخلصه وخلّصه
د. فاضل: وهو أيضاً مخلِص أخلص ومع ذلك هو استجاب وفعل ذلك بنفسه. من الحسنات له أن يُخلِص هو.
المقدم: إذن مخلَص إسم مفعول ومخلِص إسم فاعل. هل هناك فرق في الدلالة من حيث الاستخدام بين إسم الفاعل وإسم المفعول؟ مع أن كلاهما مشتقات؟
د. فاضل: إسم المفعول هو الذي وقع الفعل عليه مثل مضروب، مقتول، وقع عليه الفعل. إسم الفاعل هو الذي فعل الفعل، قاتل. قاتل ومقتول، ضارب ومضروب.
المقدم: معنى متغير تماماً. أعتقد أنه ليس هناك لغة فيها إسم فاعل وإسم مفعول بهذه المشتقات
د. فاضل: بهذه السعة قد لا يكون أما إسم الفاعل وإسم المفعول موجودة لكن بهذه السعة يعني صفة مشبهة والصفة المشبهة لها عدة صيغ مثل مبالغة صبّار وصبور، ولهان ووله، عطشان وعطِش ليست موجودة.
المقدم: في الإنجليزية موجودة.
د. فاضل: إسم فاعل وإسم مفعول موجود، لكن الصفة المشبهة لا يوجد مثل فعيل فعال كبير كُبّار
المقدم: هل يسمونه الاشتقاق الأكبر؟
د. فاضل: لا، الأكبر نوعان إما أن يكون أكثر الحروف موجودة مع التناسب في المعنى وإما عند ابن جني بالتقليب مهما قلبتها هنالك خيط يجمع فيما بينها
المقدم: كما فعل الخليل بن أحمد في كتاب “العين” يقلِّب الكلمة ويستنبط منها.
سؤال: في سورة الأنعام (وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ (99)) مشتبهاً وغير متشابه، لماذا لم ترد مشتبهاً وغير مشتبه؟ أو متشابهاً وغير متشابه؟ ما الفرق؟ وما اللمسة البيانية في الآية؟
د. فاضل: هناك آيتان، واحدة (وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) الأنعام) والثانية (وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) الأنعام) من حيث الفرق بين مشتبه ومتشابه من حيث الدلالة الأمر واضح لأن الاشتباه إستبه يعني إلتبس عليه الأمر من شدة التشابه (مُشْتَبِهًا).يقولون إشتبهت عليه القِبلة، لا يعرفها، إلتبس عليه الأمر.
المقدم: تقول أنا مشتبه فيه يعني أنت تخيّل لي بشخص آخر.
د. فاضل: إذن إشتبه من شدة التشابه يلتبس الأمر
المقدم: اشتبه هنا بمعنى إلتبس الأمر من شدة التشابه بين شيئين.
د. فاضل: التشابه في أي مسألة، في أي معنى
المقدم: ليس بجميع الخيوط والروابط والدروب؟ ليس بهذا الكمّ من مشتبه
د. فاضل: لا، قد يكون في مسألة واحدة، هذا يشبه هذا في أمر واحد
المقدم: لما أقول هذا يشبه هذا أفهم أنه في مسألة واحدة أما مشتبه.
د. فاضل: مشتبه كثير، هذا يصير إلتباساً. هذا من حيث اللغة. من حيث الاستخدام لو قال (والزيتون والرمان مشتبهاً وغير مشتبه) لا ينفي التشابه
المقدم: بمعنى ماذا؟
د. فاضل: في مسألة أخرى، هو ليس مشتبهاً لكن يشبهه في أمور أخرى غيرها، يشبهه في الطعام، يشبهه في مسألة من المسائل، لكن ليس مشتبهاً، يشبهك في مسألة من المسائل. إذن لو نفى الاشتباه لم ينف التشابه، لو نفى الالتباس لكن لا يمنع أنه يشبهه في أمر من الأمور
المقدم: هو ينفي الكثرة لكن لا ينفي القلة ربما يشابهه في أمر
د. فاضل: ربما يشبهه في أمر، أما مشتبه فهو نفي عام. إذن لو نفى الاشتباه الذي هو قال فبالتالي نفى الاشتباه الكبير. لما قال (غير متشابه) نفى كل شيء الصغير والكبير.
المقدم: نفى كونه مشتبهاً.
د. فاضل: وغير متشابه. ولو قال غير مشتبه لا يؤدي الدلالة قطعاً. لو نفى الالتباس لكن يشبهه في أمور أخرى لا تؤدي للإلتباس لكن عندما نفى التشابه نفى الاشتباه
المقدم: إذن كان لا يشتبهان في مسألة واحدة فمن باب أولى أن لا يتشابهان بالمرّة.
——-فاصل—–
المقدم: ما أعظم القرآن! الكلمة دقة مختارة بعناية غير عادية وما يجرؤ أحداً بعد معرفة قواعد اللغة العربية أن يتطاول أو يحرّف القرآن أو يُخرج كلمة عن سياقها.
د. فاضل: لا يمكن.
المقدم: وإن كانت الكلمات تتساوى أو تتشابه أو ربما يتعاور بعضها بعضاً خارج القرآن
د. فاضل: ربما، في غير القرآن المسألة فيه سعة يتكلم ليؤدي المعنى الذي يريد
المقدم: لكن في القرآن الكلمة مقصودة وكل كلمة عاشقة مكانها.
سؤال: في سورة يوسف (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)) ما دلالة تحول الخطاب من يوسف إلى امرأة العزيز؟ وما دلالة الواو في (وَاسْتَغْفِرِي)؟
د. فاضل: التحول في الخطاب وارد، أنت تكلم شخصاً ما ثم تلتفت إلى آخر فتكلمه
المقدم: هذا وارد في اللغة
د. فاضل: نعم حتى في كلامنا العادي تكلم فلاناً ثم تقول وأنت يا فلان، هذا ممكن.
المقدم: المتحدث واحد؟
د. فاضل: نعم، سيّدها. هذا يسمى تحول الخطاب. والواو للاستئناف تستأنف أمراً جديداً لشخص آخر.
المقدم: وكأن الخطاب لسيدنا يوسف عليه السلام انتهى
د. فاضل: ثم تستأنف خطاباً آخر لشخص آخر.
المقدم: إسمها واو الاستئناف
د. فاضل: نعم. طبعاً قد تكون للخطاب وقد تكون عطف جملة على جملة.
سؤال: في سورة الصافات قال (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)) ولم يقل إلياس؟
د. فاضل: هي إلياس. للعلم أن العرب كثيراً ما تتصرف في الأسماء غير العربية مثل سيناء وسنين
المقدم: سنين هي سيناء؟
د. فاضل: نعم. الإسم غير العربي يتصرفون فيه. لكن قيل أن هذا إسم آخر له، نحن نقول عن الرسول r صلى الله عليه وسلم أحمد ومحمد، إسمه أحمد واسمه محمد. ذُكر أن هذا كانوا يسمونه أحياناً إلياس وإل ياسين فأحياناً الشخص يسمى أكثر من إسم في المجتمع وفي البيت، فهو له إسمان كان يسمى إلياس وكان يسمى إل ياسين.
المقدم: وبالتالي هما شخص واحد لا شخصان. أل ياسين معرّف؟ أليست هذه (أل) للتعريف؟
د. فاضل: لا، لكن هناك قرآءة آل ياسين مثل آل محمد بمعنى الأهل، من آمن به، آل فلان من آمن به. قسم يقول هذا إسم أبيه. لكن نحن عندنا أن له إسمان.
المقدم: إل ياسين وليس يس واللام للتعريف. منتشر إسم ياسين الآن
د. فاضل: يس في الغالب مثل (طه) هذه أحرف مقطعة
المقدم: يقولون النبي صلى الله عليه وسلم إسمه يس وطه
د. فاضل: يظنون هكذا، قسم من قال هذا وقسم قالوا يس معناها يا إنسان وقسم قالوا معناها يا رجل، أهل اللغة.
المقدم: لكن حضرتك تستأنس بماذا يا دكتور؟
د. فاضل: التحقيق عند أكثر اللغويين أنها أحرف مقطعة مثل حم
المقدم: كهيعص، طسم
د. فاضل: وإذا كان الخطاب فالخطاب موجود في كهيعص
المقدم: هم قالوا (طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2))
د. فاضل: و كذلك هناك خطاب في (كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) مريم)، (حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) الشورى) بعدها خطاب فهل نقول عسق إسم للرسول؟!. (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) القلم)
المقدم: إذن هي أحرف مقطعة مثل بقية الأحرف المقطعة. يعني الرسول r صلى الله عليه وسلم ليس من أسمائه يس ولا طه.
سؤال: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء (30) البقرة) ما دلالة تقديم الإفساد على سفك الدماء؟ لماذا قالت الملائكة يفسد ويسفك؟ من أين علمت الملائكة أنه يفسد ويسفك؟
د. فاضل: من أين علمت؟ أهل التفسير يذهبون إلى أكثر من مسألة إما يقولون كان في الأرض ناس قبل آدم ففعلوا فاستدلوا بذلك، وقسم قالوا هو في اللوح المحفوظ كتب ربنا كل شيء إلى يوم الدين
المقدم: قلت قبل آدم ناس أم مخلوقات أخرى؟
د. فاضل: هم قالوا أمثال آدم فعلوا ما فعلوه.
المقدم: أستاذنا د. عبد الصبور شاهين في كتابه أبي آدم يذهب فيه هذا المذهب أنه كان هناك ناس قبل أبينا آدم.
د. فاضل: المفسرون يذكرون هذا. ولكن الذي يترجح في ظني أنهم اطلعوا على اللوح المحفوظ،
المقدم: هل من الممكن أن يطلعوا عليه؟
د. فاضل: ربنا يطلع ما يشاء من يشاء، المقدار الذي يشاؤه لمن يشاء. هناك أمور استأثر بها سبحانه وتعالى لنفسه وهناك أمور يُطلع عليها من يشاء من عباده.
المقدم: حضرتك تميل أنهم يمكن أن يكونوا اطلعوا على اللوح المحفوظ فقرأوا فيه ماذا يحدث
د. فاضل: فأرادوا أن يستكشفوا الحكمة
المقدم: لكن هل هذا الأسلوب من الملائكة كيف نقيّمه لغوياً (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء)؟
د. فاضل: استكشاف الحكمة، ما الحكمة في ذلك، أرادوا أن يستكشفوا الحكمة، لماذا؟. وفيما يقال أن الملائكة كانت تقول لن يخلق الله أكرم عليه منا ولا أعلم منا ولا أفضل
المقدم: ولهذا كان الابتلاء
د. فاضل: أسجدهم له.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 5/11/2009م:
بشير من العراق: ما الذي لا تعرفه في المصحف؟ لو أردت أن تسأل فما الذي تسأله في المصحف؟
د. فاضل: الذي لا أعرفه أكثر بكثير من الذي أعلمه.
المقدم: هذا تواضع يا دكتور، أنت من العلماء شهد لك القاصي والداني.
د. فاضل: لا، لا، الذي لا أعلمه أكثر بكثير من الذي أعلمه، هذا الواقع. رحِم الله امرءاً عرف قدر نفسه.
أبو يمامة من العراق: في قصة موسى والعبد الصالح عرّف السفينة (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا (71) الكهف) ولم يعرِّف الغلام (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ (74)) والجدار (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ (77)) فما السبب في ذلك؟
في الفعل الرباعي (أفعل) كيف نعدّيه بهمزة التعدية كقولنا أثرى الرجل كيف نعدّيه بالهمزة نجعله يثرى أو يُثري؟
د. فاضل: ليس عندنا في العربية أصلاً فعل رباعي مجرّد مهموز الأول، هذه قاعدة. سواء معدّى أو الهمزة أصلية. الهمزة قد تكون أصلية في الثلاثي مثل أخذ لكن في الرباعي لا يبدأ الفعل المجرّد بالهمزة، قطعاً هو مزيد. فلو وجدت أربعة أحرف فالفعل قطعاً هو مزيد بالهمزة.
المتصل: لكن السؤال كيف نعدّيه بهمزة التعدية؟
د. فاضل: هو أصلاً فيه همزة، هذه الهمزة جاءت من ثروة، وثروة من ثرى ثري يثرى فجاءت أثرى
المتصل: أليست همزة الصيرورة هنا؟
د. فاضل: أنواع الهمزة، الهمزة لها أنواع قد تكون للتعدية، قد تكون للصيرورة قد تكون لأكثر من ثمانية أنواع.
المتصل: إذا كانت الهمزة هنا للصيرورية كيف نعدّيه بهمزة التعدية؟
د. فاضل: قد نعدّيه بالتضعيف وليس بالضرورة بالهمزة. أثريته موجودة.
منى من سلطنة عمان: هل يسمح لي الدكتور بترجمة كتاب نداء الروح ونبوة محمد من الشك إلى اليقين؟ أريد أن أخصص مبلغاً أنفق من مالي الخاص لترجمة هذين الكتابين من قبل دكاترة يشرفون على الترجمة.
د. فاضل: أظن أن نبوة محمد قد تُرجِم، هكذا ذكر لي أحد أساتذتنا قبل سنوات. إذا كانت الترجمة صحيحة ودقيقة وتؤدي المعنى فلا حرج.
فيصل من الأردن: هل يمكن تطبيق اللمسات البيانية على الأحاديث الصحيحة؟ وهل يمكن أن يساهم هذا في تمييز الأحاديث الصحيحة من الأحاديث الموضوعة؟
د. فاضل: في بعضها، هناك أمور لغوية فيها.
بُثّت الحلقة بتاريخ 5/11/2009م
الحلقة200 من اللمسات البيانية
رابط الحلقة من قسم الفيديو في موقع إسلاميات
الصفحة علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat051109
جودة عالية avi
http://ia341326.us.archive.org/0/items/lamasat051109/lamsat051109.AVI
http://ia341326.us.archive.org/0/items/lamasat051109/lamsat051109.rmvb
mp4جودة عالية
http://ia341326.us.archive.org/0/items/lamasat051109/lamsat051109_512kb.mp4
رابط صوت mp3
http://ia341326.us.archive.org/0/items/lamasat051109/lamsat0511.mp3
2009-11-07 18:21:34الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost