الحلقة 214
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: سؤال في الآية 18 و19 في سورة يس (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19))، ماذا لو كانت الآية “ولنمسّنكم بعذاب أليم” هل كانت ستفيد معنى مختلفاً أم أن هنالك لمسة بيانية في الآية؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. الآية (وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) الفرق بين ليمسنكم ولنمسنكم. (وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) الفاعل هو العذاب، (لنمسنكم) الفاعل نحن، الضمير.
المقدم: الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن.
د. فاضل: الفاعل المسند إليه، الفاعل هو الأهم أنت تذكره. الآن هو يريد أن العذاب يمسنكم.
المقدم: ما ورد في القرآن (لنمسنكم)
د. فاضل: الذي ورد في القرآن في سورة يس (وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ). (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ (41) ص) الشيطان فاعل، المهم هو الفاعل
المقدم: اختلاف الفاعل في الفعلين
د. فاضل: الفاعل هو المهم، إلى من تسنده؟ (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ َ(17) الأنعام) الفاعل هو الله، لو مسه غيره؟! (فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو) لكن إذا غيره محتمل هذا.
المقدم: (ولنمسنكم) الفاعل ضمير تقديره نحن. إذن مدار الكلام على الفاعل وليس مجرد المسّ بالعذاب؟
د. فاضل: نعم، هو المُسند إليه. المهم الآن هو العذاب (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ) بالنسبة للعذاب. الفاعل هو المهم هو الذي يسند إليه الفعل، هو المهم، الفعل بما يقوم به الفاعل على قدر الفاعل. إذن تختلف المسألة.
سؤال: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) الزمر) الضمير بدأ مفرداًً ثم صار جمعاً فهل من لمسة بيانية؟.
د. فاضل: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ) هو الرسول r عليه الصلاة والسلام، (وَصَدَّقَ بِهِ) هل هو واحد؟
المقدم: لا، صدّق به كثير
د. فاضل: إما يُقدّر الفريق الذي صدّق به أو من صدّق به.
المقدم: في الحالين الفريق جمع
د. فاضل: و(من) جمع. لأن (من) للمفرد والمثنى والجمع المذكر والمؤنث، إذا قدرنا (من) صار جمعاً.
المقدم: على الذي صدّق به وليس على الذي جاء بالصدق
د. فاضل: طبعاً. (وصدّق به) لأن هذا من باب حذف إسم الموصول
المقدم: كيف يكون السياق خارج القرآن؟
د. فاضل: ومن صدّق به أولئك هم المتقون، هذا كثير في اللغة (آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ (46) العنكبوت) يعني والذي أنزل إليكم
المقدم: إذن مدار الكلام في (أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) على الذي صدّق وليس على الذي جاء بالصدق؟
د. فاضل: الذي جاء بالصدق واحد ومن صدّق به جمع
سؤال: في سورة البقرة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62)) وسورة المائدة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69)) ما الفرق بين الصابئين والصابؤون؟ وما حكم الإعراب في الآيتين؟
د. فاضل: هي ليست نفس الآية وإنما فيها تقديم وتأخير (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة) والآية الأخرى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة) التوجيه الإعرابي النحاة يوجهونها أكثر من توجيه إما أنها جملة اعتراضية يعني والصابؤون كذلك (الصابؤون) جملة اعتراضية، هذا موجود في اللغة (ألا فاعلموا أنّا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق) (أنّا وأنتم بغاة) جملة اعتراضية، هذا موجود في اللغة والتوجيه الآخر
المقدم: وأنّا أنتم بغاة، أنتم اعتراضية؟ يعني وأنتم كذلك؟
د. فاضل: وأنتم كذلك. هناللك ما هو أوضح (فمن يكُ أمسى في المدينة رحله فإني وقيّار بها لغريب) المفروض أن تكون لغريبان لكن هي فإني غريب وقيّار غريب
المقدم: قيّار إسم فرس؟
د. فاضل: لا، هو إسم الشخص الآخر. هذا التوجيه إما جملة اعتراضية (والصابؤون كذلك)
المقدم: هل ينصب بعدها؟ المفروض العطف على معمول (إنّ).
د. فاضل: هذه جملة اعتراضية
المقدم: الإعراب لا يظهر في النصارى لأن النصارى بعدها
د. فاضل: نحن نتكلم عن (الصابؤون) النصارى قد يكون الاعتراض في الصابئين فقط
المقدم: فإذن من حيث اللغة يجوز لا حرج
د. فاضل: الأمر الآخر العطف على محل إسم (إنّ) قبل دخول إنّ لأنه قبل دخول إنّ كان مبتدأ محله مرفوع العطف على محلها قبل دخول إنّ.
المقدم: اللغة تحتمل. لكن لماذا هنا قال الصابؤون وهنا قال الصابئين؟
د. فاضل: هذا التوجيه النحوي يبقى السؤال لماذا؟ ما الغرض سواء إذا كان اعتراض أو غيره؟ كل التوجيهات ممكنة لكن لماذا؟ نحن نعلم أن (إنّ) تفيد التوكيد ومن دونها لا توكيد. الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين أصحاب كتاب
المقدم: من هم الصابؤون؟
د. فاضل: هناك عبدة نجوم وهناك من ينتسبون إلى يحيى ويقولون عندنا كتاب، إذن الصابؤون ليسوا بمنزلة الباقين حتى ويقولون هم أبعدهم ضلالاً
المقدم: هم مثل اليهود والنصارى؟ أهل كتاب
د. فاضل: لا، ليس عندهم كتاب معتمد عندنا،
المقدم: هم يقولون عندهم كتاب
د. فاضل: هم يقولون، نحن عندنا التوراة والإنجيل لم يُذكر كتاب لهم. إذن هم دونهم بالقياس، الصابؤون هم قسمان قسم عبدة نجوم وقسم آخر ينتسب إلى النبي يحيى يقولون عندنا كتاب. إذن الصابؤون دون المذكورين فحذف (إنّ) لأنهم ليسوا بمنزلتهم
المقدم: فعطف على المحل أو اعتراض، ليسوا مثلهم
د. فاضل: ليسوا مثلهم، أقل توكيداً
المقدم: أنتم علمتونا أن الرفع هو العُمدة.
د. فاضل: لا، إذا دخلت (إنّ) تؤكد. إذا كان منصوباً هو أيضاً عمدة إذا دخلت عليه (إنّ) يبقى عمدة وعمدة مؤكد وهذا أقوى وهذا عند العرب كثير. (إن الخلافةَ والنبوةَ فيهم والمكرماتُ وسادةٌ أطهار) قال المكرماتُ بالرفع. هو ذكر جملة أمور أيّ أعلى المراتب الخلافة والنبوة أو المكرمات وسادة أطهار؟
المقدم: الخلافة والنبوة
د. فاضل: نصبها (إن الخلافةَ والنبوةَ فيهم). تلك أقل فقال (والمكرماتُ وسادةٌ أطهار) لما كانت دونها في المنزلة رفع
المقدم: الرفع لنا أن نوجهه على حالين إما أن يكون عطف على المحل أو اعتراض وفي الحالين هو ليس بمنزلة المؤكِّد.
د. فاضل: في القرآن (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ (3)) لم يقل ورسولَه لأن براءة الرسول r ليس كبراءة الله، هي براءة تابعة فلما كانت تابعة تغيّر الإعراب
المقدم: إذن لو قال ورسولَه تكون نفس المنزلة؟
د. فاضل: تكون نفس المنزلة
المقدم: المبادر للذهن هذه الآية كان سبباً في تشكيل النحو، الرجل قرأ (ورسولِه) بالكسر
د. فاضل: هذا كفر.
المقدم: تحتمل أن الله بريء من المشركين والعياذ بالله ومن الرسول r، هذا الرجل كان أعجمياً ما كان عربياً
د. فاضل: لا، لم يكن عربياً
المقدم: هل نفهمها عطف على المحل؟ أم معترضة؟
د. فاضل: تعني (ورسوله كذلك)
المقدم: لكن كما علمتنا أن الدلالة ليست واحدة هذه ليست بمنزلة تلك
د. فاضل: قطعاً، هذا توكيد ونحن عندنا قاعدة.
المقدم: لِمَ ساير الصابئين حينما نصبها مثل ما جاورها (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى)؟
د. فاضل: عندما رفع هو قدم الصابئين على النصارى، كان الكلام على النصارى وذم معتقداتهم وإبطال دينهم وقولهم عيسى ابن الله وما إلى ذلك فكان ذمهم
المقدم: ماذا نعرب (النصارى) هنا بعد الصابؤون؟
د. فاضل: احتمالين
المقدم: للأسف العلامة ليست واضحة لأن النصارى إسم مقصور
د. فاضل: إذا كانت اعتراض فهي معطوفة على ما قبلها يعني على النصب إذا كانت جملة اعتراضية تكون معطوفة على منصوب وإذا عطف على المحل تكون معطوفة.
المقدم: مع النصب (والنصارى والصابئين)؟
د. فاضل: لما كان الكلام على النصارى وذم المعتقدات الباطلة وما جاؤوا به من افتراءات وادعوا أن عيسى ابن الله قدّم الصابئين ورفعهم، أقل منزلة لكن قدّمهم على النصارى فقدمهم ولكن جعلهم أقل منزلة (بالرفع) وهناك أخّر جعلهم في الأخير، هذا ترتيب مقصود
المقدم: هل هو ترتيب مقصود أم هو ترتيب زمني؟
د. فاضل: الصابئين ليسوا بعد النصارى في الزمن إنما قبلهم. لاحظ هنالك أمر أوضح من هذا في سورة الحج (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)) قدّم الصابئين ولم يرفعهم،
المقدم: هنا قدّمهم ونصبهم
د. فاضل: الآن الموقف في القضاء يجب أن يكون واحداً مع المتخاصمين (إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) الآن في موقف قضاء لا يمكن ولا يصح أن يرفع أحداً على أحد في القضاء وإن كانوا ليسوا سواء، هذا أمر قضائي كلهم الآن أمام القضاء واحد وربنا يفصل بينهم ولهذا حتى قال (إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) ولم يقل إن ربك يفصل بينهم حتى لا يكون فيها خصوصية بالتربية، إضافته إلى المخاطب (إن ربك) فيكون له مرتبة أعلى
المقدم: فجرّد إسم الجلالة
د. فاضل: لكنه قال في موطن آخر (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (25) السجدة) لما كان جماعته ليسوا منهم إنما مع جماعة أخرى ليس له علاقة بهم (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (23)). أما هنا معه (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) يعني جماعته هو فما قال إنّ ربك حتى لا يكون هناك تحيز من الحاكم مع الخصم، ساوى بينهم مع أنه قدّّمهم، كل واحد أخذ مكانه في القضاء، في الخصومات
المقدم: إذا كان هناك أحد غير مؤمن بالقرآن الكريم لكن عنده علم بسيط بالعربية ويعلم ما ذهبت إليه ليؤمننّ حينما يضع هذه الآيات هكذا يستشف أنه إله عادل، حاكم عادل.
د. فاضل: الذي عنده بصر بالعربية لا بد أن يقول هذا كلام الله.
المقدم: يؤمن. الوليد بن المغيرة شهد أنه كلام الله مع أنه لم يكن مسلماً
سؤال: في سورة التوبة (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)) وفي الآية (أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89)) وفي الآية (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)) ما اللمسة البيانية في هذا الاختلاف في نهاية الآيات؟
د. فاضل: (هو) ضمير الفصل يفيد القصر والتوكيد، كل ما جاء فيه هو آكد (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة) أيضاً في التوبة (أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89)) الأولى (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) والثانية (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) بدون (هو) لأنه زاد المساكن الطيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر
المقدم: فلما زاد النعيم أكّدها.
د. فاضل: أكّد وحصر
المقدم: هنا جاء بالضمير (هو) مناسبة لما ذكر قبلها من النعيم ومن درجات النعيم
د. فاضل: أكيد. مثال آخر (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الصف) النعيم مختلف. لاحظ هنا قال (وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ) وهناك (بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) إذا أدخلتك في قاعة لا تعني أنك تملكها
المقدم: الدخول لا يعني التمليك، هو ملّكهم ولهذا أتى بـ (هو)
د. فاضل: لم يبق لهم أنفس ولا أموال، الجزاء على قدر التضحية لما كانت التضحية أكبر وبيع وشراء أكّدها الجزاء سيكون أكبر (وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
المقدم: هم كانوا يتأثرون بهذه الكلمات؟
د. فاضل: طبعاً يتأثرون
المقدم: الان نقول هذا كلام إذا وعدت وإذا أكّدت، الكلام يحتاج إلى رأي عين وتصديق وبرهان هل كانوا ميسرين لهذا العمل والذين أعرضوا لم يكونوا ميسرين لهذا العمل مع أنهم كانوا يفهمون الكلام مثل أبو جهل وأبو لهب؟
د. فاضل: وكانوا يصدّقون به لكن مع ذلك لا يكذبونه لكن جحود واستكبار
سؤال: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) الحجرات) بدأت الآية بالمثنى ثم تحولت إلى الجمع ثم رجعت للمثنى فما اللمسة البيانية في ذلك؟
د. فاضل: الطائفة فيها أفراد، القتال يحصل بين أفراد.
المقدم: وإن طائفتان اقتتلوا فأصلحوا بينهما
د. فاضل: طائفتين فيها رؤوس يبدأ القتال الأفراد يقتتلون
المقدم: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) فيصبح جمع لكثرة المقتتلين.
د. فاضل: الأفراد يقتتلون وهم جمع كثير فجمع
المقدم: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)
د. فاضل: بين الطائفتين وليس بين فرد وفرد، الإصلاح بين زعماء الطائفتين وليسالإصلاح بين الأفراد، الإقتتال بين الأفراد والصلح بين أصحاب القرار كبير هذه الطائفة وكبير تلك.
المقدم: والله دقة في منتهى العجب وإن قال خراج القرآن أصلحوا بينهم ربما يمر السياق هكذا لا حرج. اللغة ربما تحتمل هذا لكن القرآن له دقة عجيبة في اختيار اللفظة التي تدل على معنى بذاته بحيث غذا حذفناه وأتينا بلفظة أخرى لا توفّي نفس الغرض. وعلماء اللغة المحدثين يقولون اللغة ظاهرة اعتباطية! هل هي لغة اعتباطية بالفعل؟ واضح أنها لغة مدروسة بالفعل ولها غرض
د. فاضل: مر عليها زمن طويل وتطورت وفيها قواعد دقيقة
المقدم: هل هي توقيفية؟
د. فاضل: الله أعلم، فيها اختلاف ليس عندنا فيها علم يقيني قطعي.
سؤال: (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) الليل) هناك لام في الهدى (لَلْهُدَى) ولام في الآخرة (لَلْآخِرَةَ) لماذا لم يقال الهدى والآخرة؟
د. فاضل: هذه لام المزحلقة واقعة في إسم (إنّ) مثل (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) القلم)
المقدم: ما معنى اللام المزحلقة؟ نزحلق ماذا عن ماذا؟
د. فاضل: تفيد التوكيد أصلها أن تدخل على المبتدأ (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ (108) التوبة) (لمسجد) هذه لام الابتداء تدخل على المبتدأ تفيد التوكيد (وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ (32) الأنعام)
المقدم: وإذا دخلت إنّ؟
د. فاضل: لا تجانب (إنّ) مباشرة. إذا أخّرنا المبتدأ تقع متأخرة أو تقع على الخبر (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ (167) الأعراف)
المقدم: (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى) الهدى خبر أو مبتدأ؟
د. فاضل: إسم (إنّ)، علينا جار ومجرور.
المقدم: خارج القرآن اصلها إن الهدى علينا.
د. فاضل: (علينا) جار ومجرور وخبرها مقدّم واللام هي لام المزحلقة يعني زحلقوها من المبتدأ إلى الخبر أو من الأول للآخر،
المقدم: تُنقل بموقعها تزحلق من موقعها
د. فاضل: زحلقوها من موقعها، هي لام الابتداء تفيد التوكيد
المقدم: مع أن (لَلْهُدَى) أصلها (الهدى) يجوز أن الخبر نكرة والمبتدأ معرّف فلم تأخر؟
د. فاضل: هذا إسم إنّ يجوز تقديمه وتأخيره (إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا (12) المزمل) ليس فيها إشكال
المقدم: ولا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تُفِد كعند زيدٍ نمرة
د. فاضل: هذا الآن أصبح إسم إنّ وخبرها صار حكماً آخر.
المقدم: اللام المزحلقة هل تؤثر في الكملة؟
د. فاضل: المعنى توكيد
المقدم: لكن إعرابياً نقول هذه لام المزحلقة والهدى إسم إنّ مؤخر
سؤال: في سورة الحج (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2)) لماذا لم يقل كل مرضع؟
د. فاضل: المرضع من كان لها طفل ترضعه لكن ليس بالضرورة الآن هي ترضعه يكون عندنا طفل رضيع حتى في العامية نقول فلان مرضع يعني عندها طفل ترضعه، المرضعة التي ألقمت ثديها للإرضاع حالاً، حدث.
المقدم: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) يعني هي ترضعه الآن
د. فاضل: الآن، هذه أبعد عن الذهول المرضع قد تكون منشغلة عنه أما المرضعة فهو الآن في حضنها ترضعه فكيف تذهل عنه؟! هذا أمر عظيم
المقدم: المرضع لا يستتبع أن يلتقم ثديها؟
د. فاضل: لا، هي تكون مرضع لكن قد تكون في مكان آخر
المقدم: ومرضعة لا بد أن يكون قد التقم ثديها؟
د. فاضل: لا بد، إلتقم ثديها. مثل الحائض والحائضة، الحائض يعني التي بلغت المحيض ” إن الله لا يقبل صلاة حائض إلا بخمار” يعني بلغت لو كان يجري دمها لا تصلي. والحائضة التي يجري دمها، هذه حائضة، الحائض التي بلغت السنّ (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ (4) الطلاق) المحيض بلغت السنّ.
المقدم: فاعل وفاعلة، مرضع ومرضعة، التاء تغير الدلالة؟
د. فاضل: أحياناً تغير طبعاً، هي صفات مؤنثة، امرأة حامل وحاملة، حامل تحمل جنيناً وحاملة تحمل على ظهرها أي شيء،
المقدم: الحامل خصيصاً للتي تحمل جنيناً في بطنها
د. فاضل: إمرأة قاعد وقاعدة، قاعد عن المحيض وقاعدة ضد الجلوس
المقدم: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء (60) النور)
د. فاضل: اللواتي لا يشتغلون جمع قاعدة.
المقدم: اللغة تفرق بينهم. إذن هنا مقصود مرضعة تلقم الرضيع ثديها
د. فاضل: المفروض أن هذه لا تذهل عن رضيعها معناه أن الأمر عظيم يذهل هذه المرضعة عن رضيعها المنشغلة به
—–فاصل——
سؤال: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) بدأت بالفعل الماضي إلا في سورتي الجمعة والتغابن بدأت بصيغة الفعل المضارع (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) الجمعة) (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) التغابن) فما دلالة اختلاف صيغة الفعل؟ ومرة يأتي بـ (ما) ومرة لا يأتي بـ (ما) فما الفرق؟
د. فاضل: نأخذ مسألة مسألة، سبح ويسبح. إذا قال سبح، إذا ابتدأت السورة بالماضي سبح فلا بد أن يذكر فيها القتال، سورة الحشر بدأت بسبح (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) قال (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ (2))، في الصف (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ (11)) إذا قال يسبح لم يذكر فيها القتال مثل سورة الجمعة والتغابن، هذا من حيث الفعل الماضي والمضارع. إذا كُررت (ما) إذا قال (وما في الأرض) لا بد أن يليها الكلام على أهل الأرض وإذا لم يليها لا يكرر. مثال (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ (2) الحشر) هؤلاء أهل الأرض. في الصف (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) الصف). إذا لم يكرر (ما) مثل الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) قال (لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)). في الحشر بدايتها كرر (ما) قال (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) لأنه تكلم عن أهل الأرض وفي آخر الحشر (يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) لأنه لم يذكر شيئاً بعدها. إذن إذا كرر (ما) ذكر أهل الأرض مباشرة وإذا لم يكررها لم يذكر
سؤال: في سورة الإسراء الآية 22 (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً) وبعدها قال في الاية 39 (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا) ما الفرق بين خاتمة الآيتين؟ ولمن الخطاب في الآيات؟
د. فاضل: أولاً الفرق بين الخذلان والدحر، الدحر هو الطرد والإبعاد (مَلُومًا مَّدْحُورًا) يعني مطرود، الخذلان هو أن تترك نصرته، خذلته اي لم تنصره (وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ (160) آل عمران) ربنا ترك نصرتكم فمن ينصركم؟ خذله في اللغة معناه ترك نصرته، دحره أي طرده. نضع كل واحدة في آيتها قال (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18)) أي مطروداً مبعداً من رحمة الله، هذا مدحور وليس هذا خذلان.
المقدم: الخطاب ليس لواحد لكن كل من يريد هذه ينطبق عليه هذا الحكم
د. فاضل: (جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) مطروداً مبعداً من رحمة الله. الأخرى (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً (22)) هذا ضعيف كيف تنتصر به؟ تجعله مع الله وتتصور أن ينصرك؟! هذا سيترك نصرتك، هذا يخذلك، هذا مخذول.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 7/1/2010م:
محمد من السعودية: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) القصص) (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) القصص)) لماذا اقترنت تسمعون مع الليل وتبصرون مع النهار؟
د. فاضل: لأن الأولى في الليل والليل آيته السمع وليس الإبصار والأخرى في النهار وآية النهار البصر.
عبد الرحمن من دبي: مسألة مرضع ومرضعة، تعلمون أن مرضع لم يحتج بها إلى تاء التأنيث لأنها مختصة بالأنثى. عندما ذكرتم (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2) الحج) التاء تكون إما للتأنيث أو للمبالغة أو لزيادة المبالغة ، التاء هنا أيُها؟
د. فاضل: مرضع ومرضعة هذا ما قرره علماء اللغة، إذا كانت الصفة للمؤنث فيفرق بينهما للحدث أن المرضع من كانت ذات نسب ذات إرضاع، المرضعة هكذا قالوا التي ألقمت ثديها للإرضاع.
المقدم: إذا دلّت على المؤنث يكون التفريق بينهما للحدث
د. فاضل: أو المعنى مثل حامل وحاملة يعني الصفات المؤنثة أما الأخرى للمذكر والمؤنث لكن هذه أهل اللغة بحثوها هذه المسألة.
اللام المزحلقة أو المزحلفة كما يقول ابن هشام وهي لا تكون مزحلقة أو مزحلفة إلا إذا زحلقت أو زحلفت من إسم إنّ إلى خبرها فإذن هي ما دامت مع المبتدأ هي تكون مؤكدة فقط والله أعلم.
د. فاضل: هي أصلها لام الابتداء في كل الأحوال لكن لأنها لا تجامع (إنّ) فتتزحلق إما للخبر وقالوا هي لام الابتداء تفيد التوكيد أصلاً فهي مؤكدة لكن لها إسم
المقدم: وليس لها أي تاثير إعرابي
د. فاضل: لا.
خليل من الشارقة: الآية 84 في سورة البقرة (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ) ما هي هذه الـ(لا)؟
د. فاضل: هذه نافية بمعنى النهي يسمونه خروج الخبر إلى النهي. هذه نافية وليست ناهية لم تجزم لكن قد يراد بالنافية معنى النهي، يعني أحياناً الخبر يراد به معنى الأمر (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ (233) البقرة) معناها ليرضعن، (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256) البقرة) هذه (لا) نعربها لا نافية للجنس نافية وليست ناهية لكن المراد بها النهي أحياناً يخرج المعنى إلى أمر آخر لكن هي نافية قطعاً (لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم) هذه نافية المراد به الخروج عن ظاهره إلى معنى آخر.
في سورة الزمر الآية (54) (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) (ثم) عطفت لا تنصرون على يأتيكم، المضارع المرفوع هل يعطف على المنصوب؟
د. فاضل: هذه ليست عاطفة، هذه ابتدتئية أو استئنافية أخبرهم (ثم لا ينصرون) هذه ليست عاطفة.
محمد من أبو ظبي: في سورة النحل (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً (95)) وفي آيات كثيرة (لا تشتروا بآيات الله) نحن نعلم أن الثمن نشتري به ولا نشتريه نحن نشتري بالثمن فما اللمسة البيانية؟
د. فاضل: هم باعوا العهد لكن باعوه بثمن قليل.
المقدم: الثمن نشتري به (لا تشتروا بآيات الله) الثمن نشتري به ندفعه ولا نأخذه
د. فاضل: الباء مع المتروك اشتريت به هم باعوا الآيات وبثمن قليل.
المقدم: الباء تدخل على المتروك (لا تشتروا بآيات الله) يعني هم تركوا آيات الله وأخذوا الثمن
د. فاضل: تقول اشتريت الكتاب بكذا، أنت اشتريت الكتاب أنت دفعت، الباء مع المتروك، أنت بعت العهد وأخذت ثمناً قليلاً لا يناسب العهد.
المقدم: عندما نقول اشتريت الكتاب بكذا هذه تختلف عن اشتريت بالكتاب كذا؟
د. فاضل: طبعاً
المقدم: يعني هم هنا باعوا
د. فاضل: باعوا العهد وأخذوا ثمناً قليلاً لا يناسب العهد
أبو خالد من السعودية: في سورة الواقعة (تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)) لماذا لم يقل ترجعوها؟
د. فاضل: (ترجعونها) صحيحة. (فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) القارعة) هذه الآية
المقدم: هو يسأل لماذا لم يقل ترجعوها؟
د. فاضل: عندنا قاعدة إذا كان فعل الشرط ماضي فيجوز فيما بعده الرفع والجزم. فالرفع يكون آكد على نية التقديم وهذه يجوز فيها الوجهات إن درست تنجحْ وإن درست تنجحُ. إذا كان فعل الشرط ماضياً جاز فيما بعده الجزم على أنه جواب الشرط والرفع على تقدير له تقديرات أخرى
المقدم: نفصل فيها القول لاحقاً.
محمد من السودان: ما إعراب كلمة أمة (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (92) الأنبياء)؟
د. فاضل: حال. (هذه) إسم إنّ، (أمتكم) خبرها، إن هذه أمتكم، حالها أمة واحدة من قديم هذه الأمة الإسلامية من زمن سيدنا نوح. ذكر الأنبياء ثم قال إن هذه أمتكم، حالها هي أمة واحدة.
إعراب (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) المسد)
د. فاضل: أعني أشتم أو أذم حمالة الحطب. مفعول به محذوف تقديره أذم أو أشتم أو أهجو، منصوب على الذمّ.
بُثّت الحلقة بتاريخ 7/1/2010م
http://www.archive.org/details/lamasat07012010
رابط جودة عالية
http://ia341338.us.archive.org/2/items/lamasat07012010/lamasat070110_chunk_11.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia341338.us.archive.org/2/items/lamasat07012010/lamasat070110_chunk_11.rmvb
mp4 رابط
http://ia341338.us.archive.org/2/items/lamasat07012010/lamasat070110_chunk_11_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia341338.us.archive.org/2/items/lamasat07012010/lamasat070110_chunk_11.mp3
2010-01-08 11:35:30الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost