الحلقة 219
اللمسات البيانية في سورة هود 8
المقدم: نكمل رحلتنا مع سورة هود متعلمين مما علمكم الله سبحانه وتعالى وواقفين على اللمسات البيانية الموجودة في هذه السورة. وكنا توقفنا في اللقاء المنصرم عند قوله تبارك وتعالى (مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ (20)) نود أن نأخذ فكرة إجمالية عن المعنى العام لهذه الآية ثم ندلف إلى الأسئلة بإذن الله تعالى.
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. المعنى العام أنه ما كانوا يستطيعون السمع أنهم يكرهون سماعه، لا يطيقون أن يسمعوه. تقول هذا يمجّ من سمعه، أنا أستثقل هذا السمع، أنا لا أستطيع أن أسمع هذا الكلام، هذه (مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ). (وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ) أيضاً يكرهون رؤيته، يكرهون الرؤية (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ (5) هود) فهم يكرهون السمع ويكرهون الرؤية لا يطيقون أن يسمعوا.
المقدم: من عند أنفسهم
د. فاضل: نعم.
المقدم: لأنه ربما يتبادر إلى الذهن يستطيعون وما كانوا فربما يكون فيها ضغط أو قوة خارجية أثّرت عليهم بحيث جعلتهم لا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون
د. فاضل: هم يستثقلون السمع ويكرهون النظر إليه هذا من حيث المعنى العام.
المقدم: الملاحظ في هذه الآية نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قدّم السمع على الإبصار إذا وضعناها أمام آية أخرى في سورة الكهف نجد قوله تعالى (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) الكهف) قدّم آلة الإبصار على السمع فعكس الترتيب فلِمَ؟ وما اللمسة البيانية الموجودة في كلٍّ؟
د. فاضل: في سياق آية هود ذكر ما يُسمع، ذكر الكذب، يفترون على الله الكذب (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا (18)) (وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ (19)) الكذب يُسمع
المقدم: مدار الكلام على القول المكذوب
د. فاضل: وهو ما يُسمَع. قدّم السمع بينما في الكهف ذكر ما يُرى وهو عرض جهنم قال (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)) هذا مما يُرى
المقدم: فقدّم آلة الإبصار والرؤية على آلة السمع
د. فاضل: طبعاً. في هود ذكر ما يُسمع وهو الكذب والافتراء وما إلى ذلك فقدّم السمع، هنا ذكر ما يُرى فقدّم ما يُرى
المقدم: إذن هو يراعي الترتيب إذا تحدث عما يُسمع يقدّم السمع وإذا تحدث عما يُرى ويُبصر يقدّم البصر
د. فاضل: هذا الذي نسميه السياق والمقام والتقديم بحسب السياق
المقدم: إذا كان مجرد الكلام على السمع والإبصار الملاحظ في سورة هود أنه عرّف السمع (مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) بالتعريف أما في الكهف فهو منكّر (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) فلِمَ؟
د. فاضل: آلة السمع في هود غير معطلة كانوا يستثقلون، غير معطلة، إذن هم يسمعون لكن يكرهون هذا الكلام، لا يحبون سماعه، يستثقلون سماعه. ولذلك عرّف لأنهم كانوا يستثقلون سماع نوع معين من الكلام، في الإسلام والكلام في الدين يستثقلون هذا الكلام. إذن هم لا يستثقلون كل الكلام، هناك من الكلام ما يبشون له ويفرحون به، يخوضون ويستهزئون ويتحدثون، إذن هم يستثقلون نوعاً معيناً من الكلام ليس كلّه فإذن عرّفه لأنه نوع معين مما يُسمع (مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) أي سمع؟ هل كل الكلام؟
المقدم: لا، فقط ما يتصل بالدعوة المرسلة من قبل النبي
د. فاضل: هذا الذي يستثقلونه فعرّفه
المقدم: هم يعرفونه لكن يكرهون سماعه
د. فاضل: إذن هو نوع معين من الكلام، عرّفه ليدل على نوع معين من الكلام.
المقدم: وفي الكهف؟
د. فاضل: آلة السمع معطلة وآلة الإبصار معطلة
المقدم: (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي (101))
د. فاضل: معطلة، تبصر؟
المقدم: هي قدرة خارجية؟ أم الله سبحانه وتعالى هو الذي غطى عليهم فلا يستطيعون الإبصار؟
د. فاضل: حتى لو كان مبصراً ثم غطى عليه هل يُبصر؟
المقدم: لا، هنالك غطاء.
د. فاضل: إذن في غطاء عن ذكري آلة الإبصار معطلة سواء غطاها، ختم عليها أو جعل عليها غشاوة، إذن معطلة. والسمع معطل
المقدم: هل هي معطلة من تلقاء أنفسهم؟ أم من الله سبحانه وتعالى؟
د. فاضل: هي معطلة، ذكر أن هؤلاء آلتهم معطلة فكيف يبصرون؟
المقدم: لم قال (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) ولم يقل لا يستطيعون السمع؟
د. فاضل: (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) هذا إثبات لعدم استطاعة السمع، هؤلاء لا يسمعون، السمع معطل والإبصار معطل، هنالك قال (مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) وهنا قال (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) فرق بين التعبيرين. هذا إثبات لعدم الاستطاعة. تقول زعمت أنه لا يقول الشعر، وتقول ما زعمت أنه يقول الشعر، هناك فرق
المقدم: ما الفرق؟
د. فاضل: ما زعمت أنع يقول الشعر
المقدم: يعني لم أقل
د. فاضل: زعمت أنه لا يقول الشعر
المقدم: يعني قلت
د. فاضل: إذن إثبات أنهم ما يستطيعون (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) إثبات لعدم الاستطاعة
المقدم: إذن نفهم أنهم هم يحاولون أن يسمعوا ولكن لا يستطيعون
د. فاضل: لا يستطيعون. فإذن السمع الآن ليس خاصاً بأمر معين
المقدم: على العموم والإطلاق، أيّ سمع
د. فاضل: هي معطلة، كيف يسمع؟!
المقدم: لا يستطيع
د. فاضل: إذن فرق بين عندما تكون الآلة معطلة فلا يسمع شيئاً وبين أن يستثقل نوع معين من السماع، هو يسمع لكنه يفتري ويكذب ويسمع لكنه يستثقل نوعاً معيناً من الكلام، فعرّف هناك وأطلق هذا. قال (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) أيّ سمع، أيّ شيء لا يستطيعون، ذاك نوع معين فصار معرفة محدد معين وهذا مطلق
المقدم: إطلاق. إلى هذه الدرجة تصنع (أل) التعريفية بالدلالة والمعنى؟!
د. فاضل: المعرّف ما دلّ على شيء معين. تقول اشتريت الكتاب واشتريت كتاباً، الكتاب هذا كتاب معين يجب أن يكون معهوداً أما كتاباً فهو أيّ كتاب
المقدم: أيّ كتاب، أما اشتريت الكتاب فأنا أقصد كتاباً معيناً.
المقدم: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (21) هود) ماذا في الآية من لمسات؟
د. فاضل: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) خسروا أنفسهم هذا أكبر الخسران، أكبر الخسران أن يخسر نفسه، (وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) أي وال افتراؤهم لم ينفعهم شيء وزالت عنهم أصنامهم التي كانوا يفترون فيها
المقدم: ما معنى يفترون؟
د. فاضل: يكذبون
المقدم: أم يفترون بسببها؟
د. فاضل: يكذبون فيها، يقولون (وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ (18) يونس) هم افتروا فيها. زال الافتراء وزالت الأصنام لا تهتدي إليهم ولا يهتدون إليها، هؤلاء الشفعاء أين هم؟ (وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) الأصنام لا تهتدي إليهم وهم لا يهتدون إليها في الآخرة.
المقدم: (وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) (ما) تعود على الأصنام؟
د. فاضل: فيها احتمالين: الأول مصدرية يعني ضل افتراؤهم كل افتراؤهم ذهب هباء والآخر الأصنام، كلاهما ذهب ما افتروه والأصنام، كله ذهب
المقدم: وليست هناك قرينة سياقية تحدد معنى معيناً
د. فاضل: الأفضل أن لا تحدد للإطلاق ضلّ هذا وذاك.
المقدم: كلهم ضلوا عن بعضهم. (وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) حتى في اللهجة الدارجة نقول فلان مفتري بمعنى أنه جبار وفيه عتو لكن مدار الحكم على أنه كذاب. نقول دعك من الافتراء يعني من الكذب.
د. فاضل: يعني كذب.
المقدم: (لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ (22) هود) في هذه الآية الكريمة قال تعالى الأخسرون وليس الخاسرون مع أنه ربما تكون الدلالة واحدة. ما دلالة الأخسرون؟
د. فاضل: الأخسرون هذا تفضيل يعني أعلى درجات الخسران، الذي يخسر نفسه ماذا بقي له؟!
المقدم: الخسارة فيها تفضيل أيضاً؟!
د. فاضل: طبعاً. تفضيل بحسب الخسارة، الذي يخسر درهماً كالذي يخسر مليون؟! أيضاً فيها درجات، التفضيل ليس فقط بالأحسن، قد تكون بالأسواء وبالأفضل كلها تفضيل.
المقدم: نأخذ زيادة الدرجة
د. فاضل: الدرجة في هذا أو ذاك، في الحسن والسيء
المقدم: لو قال هم الخاسرون؟
د. فاضل: أيها الأكثر خسراناً الأخرسون أو الخاسرون؟
المقدم: الأخسرون.
د. فاضل: الأكثر لأنهم خسروا أنفسهم.
المقدم: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الكهف)
د. فاضل: ليس هنالك أخسر منهم، هؤلاء أخسر الناس (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف) هذا أخسر شيء
المقدم: أخسر على وزن أفعل.
د. فاضل: ليس فقط أخسر وإنما الأخسر
المقدم: وهذا أيضاً يزيد في الدلالة بين أخسر والأخسر؟
د. فاضل: قطعاً، طبعاً مثل في الانجليزية bigger – biggest
المقدم: (لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ (22) هود) توكيد بـ(أن) وفي آية أخرى في سورة النمل قال (وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)) بدون توكيد بـ (أن)، فما اللمسة البيانية؟ ولم هنا مؤكدة بأن وهنا غير مؤكدة؟ ما الفرق بينهما؟
د. فاضل: التأكيد ليس فقط بـ(أن) ولكن أيضاً بـ(لا جرم).
المقدم: لا جرم بمعنى ماذا؟
د. فاضل: تأتي بمعنى لا بد ولا محالة والعرب تستعملها بمعنى القسم بمعنى حقاً ولذلك أحياناً يجيبوها بالقسم “لا جرم لآتينّك” يعني حقاً لآتينك. تستعمل للتوكيد تأتي بمعنى لا بد ولا محالة وأيضاً تأتي بمعنى القسم عند العرب أحياناً. ففي الآية توكيدان وليس فقط توكيداً واحداً (لا جرم وأنّ)
المقدم: جرم إسم؟
د. فاضل: إسم (لا)
المقدم: ولا هي نافية للجنس؟
د. فاضل: نعم، (لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ (22) هود) فيها توكيدان (لا جرم وأنّ)
المقدم: لِمَ جاءت في النمل بدون توكيد بـ(أنّ)؟
د. فاضل: لو قرأنا الآية في سورة النمل (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)) ذكر هذا الخسران للذين لا يؤمنون بالآخرة. في هود ذكر (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)) تلك حالة من الحالات هذه.
المقدم: في هود أكثر
د. فاضل: ثلاثة اشياء ثم قال (يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ (20) هود). هناك فقط ذكر (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ (4) النمل) وهنا ذكر الكذب على الرب والصد عن سبيل الله ويبغونها عوجا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)) هذه أربع أضعاف وتلك واحدة؟ أين ينبغي التوكيد؟
المقدم: في هود
د. فاضل: لا بد هذا مثل القانون الرياضي. أي واحد عنده أي بصر باللغة لا يمكن أن يساويهم
المقدم: لا يقول إلا هذا. هل واضع اللغة والمتحدث بها لا بد أن يراعي كل هذه الأشياء في ذهنه ساعة الكتابة؟
د. فاضل: إذا كان يقصد البلاغة والبيان أما إذا كان يقول هكذا فلا حرج
المقدم: مجرد الإطار العام لا حرج. لكن إذا كان يقصد البلاغة والبيان لا بد أن يراعي كل ما تفضلت به
د. فاضل: طبعاً إذا كانت للبلاغة والبيان لا بد
المقدم: إذن الكتابة ببلاغة شيء عسير صعب المنال
د. فاضل: طبعاً. البلاغة لا تتأتى لكل أحد.
المقدم: علمنا أنك تقرض الشعر، في كتابتك للشعر كنت تنقح وتصحح وتعبّر وتبدل وتغيّر؟
د. فاضل: أحياناً.
المقدم: تقف أمام المفردة
د. فاضل: أحياناً
المقدم: ما رأيك أن نتحدث في الشعر؟
د. فاضل: ليس بيدي نصوص شعرية أقولها الآن.
المقدم: أنا أداعبكم فقط يا سيدي.
المقدم: في قوله تبارك وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23) هود) ما معنى أخبتوا؟
د. فاضل: أخبتوا يعني اطمأنوا وخشعوا وانقطعوا وخضعوا لأن الخبت هو الوادي، الأرض المطمئنة.
المقدم: هل هو خَبَت أو خَبْت؟
د. فاضل: خبْتِ
قل أفاطم لو شهدت ببطن خبت وقد لاقى الهزبر أخاك بِشرا (الهزبر يعني الأسد)
إذن لرأيت ليثاً أما ليثاً هزبراً أغلبن لاقى هزبرا
الخبت هو الوادي، أخبتوا معناها تطامنوا وتواضعوا وخشعوا وانقطعوا إلى عبادة الله، هذا الاخبات (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
المقدم: فيها معنى اطمئنان وسكينة؟
د. فاضل: وخشوع وتذلل
المقدم: فعلها خبت أو أخبت؟
د. فاضل: أخبت. ربنا قال (أخبت)
المقدم: أعجبني ما قلت بأنها الوادي وفيها اطمئنان وسكون وخشوع، فيها طمأنينة وسكينة وراحة بال. هل اللغة العربية كانت دائماً تأتي بهذا المنوال؟ دائماً كانت تشغلني هذه القضية هل بالفعل هو يأخذ كما يقول أبو علي الفارسي”إذا تحققت الصفة فالفعل حاصلٌ في الكفّ” هم بالفعل يأخذوا معنى دلالة ويعاورها مع معنى دلالة، هناك تعاور بين المفردات والألفاظ؟
د. فاضل: نعم يأخذ مما يشاهد ويرى من الجبل وغيره
المقدم: ويكسوها كساء خاصاً ويستخدمها بشكل معين
د. فاضل: صحيح.
المقدم: (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (24) هود) هنا الملاحظ أن الله سبحانه وتعالى ذكر صفات كثيرة كالأعمى والأصم والبصير والسميع ولم يذكر الأبكم؟ لماذا؟
د. فاضل: هذا الفريق يتكلم، هم كذبوا على ربهم وافتروا يصدون عن سبيل الله، الآن ذكر الفريق الذي يكذب ويفتري إذن هو ليس أبكماً إنما يصد عن سبيل الله ويفتري إذن هو ليس أبكماً.
المقدم: هو يقصد الفريقين أي فريقين؟
د. فاضل: من ذكرهما الآن الفريق المؤمن والفريق الكافر. الذي ذكره في الآية التي سبقت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ (23)) هذا فريق، وقبلها (وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)) المفترون
المقدم: برغم الفريقين بدأ بالأعمى والأصم وقدّمهما على السميع والبصير لماذا؟
د. فاضل: هو بدأ بهما، ذكرهما، والآن ذكر الذين آمنوا، بعد أن ذكر أولئك وذكر صفاتهم
المقدم: بدأ بهما لأنهما تقدما،
د. فاضل: بدأ بالنموذج الأول الذي هو الفريق الكافر ثم الآن انتهى وقال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ (23))
المقدم: وكأن مثل الفريقين الذين افتروا والكذابون والوضاعون والذين آمنوا فشبه فريقاً بالأعمى والأصم الذين هم المفترون والمؤمنون شبههم بالسميع والبصير، صفتان مقابل صفتين. إذن هو راعى الفريق الذي تحدث عنه بحسب الترتيب فأتى بصفاته بحسب الترتيب
د. فاضل: بحسب الترتيب المذكور الذي ذكره.
المقدم: خارج القرآن إذا عكس هذا الترتيب في الآية بدأ بالبصير والسميع
د. فاضل: ممكن من حيث اللغة.
المقدم: وربما يكون هناك كلام بلاغي آخر تقولون هناك اهتمام وتقديم ولأنه قدم المؤمنين لن تعدموا الوسيلة كلغويين كما يقولون لا يُخطئ لغويّ فأنتم كلغوينن لن تعدموا وسيلة أبداً في التبرير
د. فاضل: أحياناً هنالك من الأمور ما هي قانون في البلاغة هنالك مثل المعادلة الجبرية الرياضية عندما أقول عندما نبينها أقول هذه أكدها وهذه لم يؤكدها أبين لك السبب وأذكر الموجبات تقول هذا قانون لا يمكن أن أفعل إلى ذلك. هنالك اجتهادات عدا هذا، هنالك قوانين تقولها لا بد منها يسلّم لها أي واحد.
المقدم: هي مسلّمت قوانين بلاغية بيانية موجودة لا اعتساف في التأويل
د. فاضل: وهنالك اجتهاد أحياناً، في التقديم والتأخير فيجتهد. لكن الآن حسب المنطق لما ذكر الفريقين، الفريق الذي ذكره أسبق من الفريق الثاني
المقدم: الأعمى والأصم أسبق
د. فاضل: فبدأ به. التقديم والتأخير ليس له علاقة بالأفضل أبداً إلآ إذا اقتضى السياق
المقدم: إذن مناط الحكم على السياق
د. فاضل: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ (2) التغابن)
المقدم: قدّم الكافر على المؤمن لا نقول للاهتمام والحب
د. فاضل: مسألة الأفضل إذا كان المقام أو السياق في التفاضل يبدأ بها أما إذا كان هناك اعتبارات أخرى (لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا (40) الحج) ليس بالضرورة، وأخّر المساجد. (مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ (69) النساء) ذكرهم بحسب الترتيب لأن الكلام (فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم) الإنعام بهذه الدرجة ترتيباً، تأتي بحسب السياق
المقدم: إذن اللغة العربية لغة منطق ليس فهيا عشوائية
د. فاضل: نعم فيها منطق.
المقدم: هنا في هذه السورة الكريمة تصادفنا نجد قصة سيدنا نوح
د. فاضل: قبلها عندنا (أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) هذه تلفت النظر، (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (24) هود)
المقدم: (أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) وليس تتذكرون، لماذا حذف التاء؟
د. فاضل: هذه تلفت النظر. الآن لو تسأل أيّ واحد أيّ صاحب عقل تقول له هل الأعمى والأصم هو مثل البصير والسميع؟
المقدم: لا،
د. فاضل: هل يحتاج إلى تفكير؟
المقدم: لا
د. فاضل: هل يحتاج إلى طول تذكر؟، إلى تأمل؟
المقدم: لا أبداً.
د. فاضل: فحذف لأن هذا لا يحتاج فحذف فقال (أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ).
المقدم: لا يحتاج إلى جهد ولا إلى إعمال عقل ولا فكر
د. فاضل: أبداً. فحذف من الفعل يدل على أنه يكتفي بكلام قليل لا يحتاج إلى تذكر كثير والقرآن يراعي هذه المسائل، مثل توفاهم تتوفاهم، الأكثر يعطي البناء كاملاً، يراعي هذا الشيء، استطاعوا استطاعوا، تفرقوا تتفرقوا، تستطع تسطع، كل هذا بموجب قاعدة الحدث الأخف يخفف من الفعل ويحذف منه والعمل الأثقل يعطيه أكثر
المقدم: اللغة العربية إذن لغة ذوق وليست مجرد تعبير عن الأغراض، هي لغة ذوق ولغة إحساس راقي
المقدم: في قوله تبارك وتعالى (هَلْ يَسْتَوِيَانِ) هل هذا سؤال؟ يقارن بين هذا وذاك؟
د. فاضل: طبعاً. هو ما قال لا يستويان، لكن أراد المخاطَب أن يجيب بنفسه
المقدم: وكأن الله تعالى لم يرد أن يقرر بأنهما لا يستويان
د. فاضل: هو أراد أن يُشرك المخاطَب حتى يقضي هو على نفسه هو يحكي على نفسه، يقيم الحجة ويحكم على نفسه، يريده هو أن يقول وأن يحكم على نفسه.
المقدم: (أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) كلها تعود على مثل الفريقين هل يستويان.
—–فاصل—–
المقدم: تعرضت سورة هود لقصة سيدنا نوح لكن قبل أن ندلف لهذه الآيات الكريمات والتي تبدأ بقوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) هود) من خلال استقراء القرآن الكريم قصة نوح تأتي في عدة مواضع في القرآن الكريم، هل هنالك اختلاف؟ هل هذا دأب القصص القرآني، قصة سيدنا نوح في الأعراف وهود ويونس والأنبياء والمؤمنون والعنكبوت وهناك سورة إسمها سورة نوح، كنظرة عامة هل هناك اختلاف؟ هل هناك تضارب؟ هل هناك تضاد؟ فسِّر لي لماذا هذا التفرق؟
د. فاضل: كما تفضلت قصة نوح وكثير من القصص القرآني عدا سورة يوسف تكررت في مواضع من القرآن الكريم عديدة، قصة نوح أظن في عشرة مواضع لكن أود أن أذكره أنها ليست متطابقة في جزئياتها. هو يذكر في كل موضع ما يناسب المقام وما يريد أن يسلط عليه الضوء. والقصص قد تكون مكملة إحداها للأخرى، يذكر قسم منها في موضع ويذكر ما يليه في موضع آخر.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 25/1/2010م:
خليل من الشارقة: سورة الأنعام الآية 47 (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) ما هو فاعل (أرأيتكم)؟ وبغتة هل تأتي عكس جهرة؟
د. فاضل: (أرأيتكم) التاء فاعل، و(كم) حرف خطاب أرأيت بمعنى أخبرني. (كم) ليس ضميراً وإنما حرف خطاب يفيد التوكيد. أرأيتم أنتم، أرأيتكم يعني أخبروني
المقدم: أم تعني أنا أريتكم؟
د. فاضل: لا
المقدم: وأريناك؟
د. فاضل: هذه غير معنى. أرأيت لها أكثر من معنى، أرأيت يعني علمت يعني قد يكون رؤية بصرية أو قد يكون بمعنى الإخبار أو التعجيب (أرأيتكم) (كم) حرف خطاب يفيد التنبيه. قبلها (أرأيتم) (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) الأنعام) وبعدها قال (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً) لأنه لما أخذ السمع والبصر يحتاج إلى تنبيه، ماذا بقي عنده؟ لا شيء. فينبه، أخذ سمعه وبصره فيحتاج إلى تنبيه قال (أَرَأَيْتَكُمْ)
د. فاضل: بغتة ليس بالضرورة عكس جهرة.
سورة مريم الآية 34 (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) لماذا وردت (قولَ) مفتوحة؟
د. فاضل: قولَ مفعول مطلق بمعنى نقول قول الحق.
محمد من سوريا: لما تحدثت النملة في القرآن الكريم (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) النمل) هل النملة نطقت بالعربية؟
د. فاضل: في الحلقة الماضية قلنا القرآن هو أدق ترجمة لما قيل بأسلوب بياني وضربنا أمثلة بالشعر المترجم والقصص المترجمة (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ (4) إبراهيم) سليمان فهم كلامها
المقدم: وقال (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ (16) النمل)
د. فاضل: هو فهِم كلامها. ليس بالضرورة حتى القصص التي وردت في القرآن قول عاد وثمود وفرعون وإبراهيم نقول هذه أدق ترجمة ترجمت بأسلوب بياني دقيق إلى العربية
المقدم: وليس من المتوقع أن إبليس يتكلم بالعربية! كلٌ يتكلم بلغته
د. فاضل: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ) ربنا نقل لنا كلامهم سعيب وموسى وهود وغيرهم، هو أدق ترجمة لكن بأسلوب معجز.
محمد من السعودية: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105) التوبة) ما هو إعراب الفاء في (فَسَيَرَى اللّهُ)؟ هل هي سببية؟ هل هي رابطة؟ هل هي حرف عطف؟
د. فاضل: الفاء سببية أو تعليلية. الفاء تفيد السبب في الغالب مصطلحاً هي سببية تنصب المضارع لكن في الغالب تفيد السبب حتى لو لم تكن ناصبة، بيان السبب، بيان العلة. ويمكن أن نجعلها استنئافية مثلاً.
أبو طارق من الفجيرة: أستفسر عن جواز البدل من لفظ الجلالة الله هو صحيح أم لا، كما ورد الحمد لله رب العالمين بعضهم قال أنها بدل وبعضهم قال أنها صفة، متى نعتبرها بدل ومتى نعتبرها صفة؟ وهل يجوز الإبدال من لفظ الجلالة أم لا؟
د. فاضل: يجوز، (إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ (2) إبراهيم) بدل هو مصطلح إعرابي.
المقدم: هل هناك حرف زائد في القرآن
د. فاضل: ليس زائداً بمعنى أنه ليس له فائدة، زائد ليس معناه زائد لا معنى له وإنما هذا مصطلح فقط يفيد التوكيد في الغالب. وهنا يجوز أن نقول بدل.
عثمان من السعودية: كنت أسمع كلام الشيخ الشعراوي في تفسير القرآن وبعد أن سمعت الدكتور فاضل أشعر أن كلام الشيخ الشعراوي كان فيه لمسات بيانية. لذا أتمنى من الله أن الدكتور ينشر علمه أكثر من هذا ليوصله إلى الناس أكثر من هذا حتى لو فرض نفسه على بعض القنوات الأخرى الشهيرة
المقدم: عدة قنوات تتخطف الدكتور فاضل لكن الدكتور يؤثر قناة الشارقة على كل القنوات ويرفض لحبه واعتزازه بالشارقة وبحاكمها.
د. فاضل: عدة قنوات اتصلت بي ولكني آثرت الشارقة.
أم عامر من الأردن: هل فواتح السور هل فيها دلالة وإشارة إلى سمة السورة فيما بعد كالتقديم والتأخير كالآية التي ذكرها الدكتور فاضل (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (24)) في بداية سورة هود قال (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)) وجاءت آية أخرى (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)) فهل في بداية السورة دلالة على سمة السورة فيما بعد من حيث التقديم والتأخير؟
د. فاضل: ليس بالضرورة من حيث التقديم والتأخير وإنما قد يكون سمتاً عاماً.
بُثّت الحلقة بتاريخ 25/1/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2070
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat250110
رابط جودة عالية
http://ia351405.us.archive.org/1/items/lamasat250110/lamasat250110.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia351405.us.archive.org/1/items/lamasat250110/lamasat250110.rmvb
mp4 رابط
http://ia351405.us.archive.org/1/items/lamasat250110/lamasat250110_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia351405.us.archive.org/1/items/lamasat250110/lamasat250110.mp3
2010-01-26 10:16:31الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost