لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 221

اسلاميات

الحلقة 221

اللمسات البيانية في سورة هود 9

المقدم: في سورة هود كنا توقفنا في اللقاء المنصرم عند بداية قصة سيدنا نوح (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (25) أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)) لكن الملاحظ في بداية قصة سيدنا نوح أن قصة سيدنا نوح توزعت وجاءت وكانت متضمنة في أكثر من سورة في القرآن الكريم، في أكثر من عشر سور تقريباً مثل الأعراف ويونس وهود والأنبياء والمؤمنون والشعراء والعنكبوت والصافات والقمر واختتمت بسورة تحمل إسم سيدنا نوح سورة نوح، هل هذا تكرار؟ هل هذا ملامح مختلفة؟ ماذا عن قصة نوح في هذه السور كنظرة إجمالية من موقع لغوي من مرصدك الخاص؟

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. في خاتمة الحلقة السابقة كانت إشارة موجزة إلى هذا الأمر، ذكرنا أنه ليس هنالك تكرار وليست هذه القصص التي ذكرت في عدة سور هي متطابقة في كل جزئياتها

المقدم: في القصص القرآني عموماً؟

د. فاضل: عموماً، وإنما يُذكَر في كل موضع ما يناسب المقام الذي وردت فيه وما يُراد أن يسلط عليه الضوء. وقد تكون القصص أحياناً مكملة إحداها للأخرى. يعني يُذكر في السورة التي بعدها ما تكمل السورة التي قبلها، هذا هو الملاحظ. أول ما ذُكِرت في سورة هود

المقدم: كقصة؟

د. فاضل: كقصة. لكن هي بدأت في الأعراف. لو لاحظنا في الأعراف كانت القصة موجزة من حيث أحداثها. وهي أول موضع وردت فيه، الحقيقة هنالك ملاحظة أن هذه القصة بدأت بقوله تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ (59) الأعراف) من دون أن تُسبق بالواو.

المقدم: وهنا قال (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا)

د. فاضل: ليس فقط هنا وإنما في كل المواطن التي قال فيها لقد أرسلنا على الأقل يقول (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا) عدا سورة نوح لأنها بداية السورة وهي كلها ليست عاطفة (الواو) لكن كأنها معطوفة على القصة الأولى، كل ما ورد (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا) في كل موطن

المقدم: هذه الواو ليست عاطفة

د. فاضل: ليست عاطفة، في هود (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا) وفي العنكبوت كلها عدا سورة نوح. حتى أحياناً في غير هذا التعبير في يونس قال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ (71)) أيضاً الواو ليست عاطفة، في الأنبياء (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ (76)) هو لا يذكر الواو عندما القصص الواردة معها ليس فيها واو كما ورد في سورة الشعراء والقمر كلها ليس فيها واو، في الشعراء (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)) (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)) (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141)) (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)) وكذلك القمر (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ (9)) (كَذَّبَتْ عَادٌ (18)) (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)) كلها على نمط واحد. السؤال ماذا تضمنت في الأعراف؟

المقدم: هل هنالك تسلسل زمني، تسلسل روائي، تسلسل سردي في القصة موزع على هذه السور؟ أم هي ملامح خاصة بالموضوع؟

د. فاضل: هي ملامح لا شك لكن في كل موضع يذكر يضيف شيئاً جديداً. هي تبدأ في الأعراف وتبدأ بدعوة نوح لقومه إلى عبادة الله وهي دعوة الرسل جميعاً مذكورة في الأعراف كلها (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ). جميع دعوات الرسل في سورة الأعراف كلها (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) كل القصص الواردة في الأعراف وهذه واحدة منها. وأيضاً سيدنا نوح بدأ بها (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)) هم ردوا عليه أجابوا (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60)) هو رد عليهم (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (61)) لو أردنا أن نذكر النص النص موجود لكن هذا الملاحظ. لاحظنا أنه لم يذكر له أتباع هنا لأنها في ابتداء الدعوة فلم يذكر له أتباعاً. سورة يونس كانت كأنها استكمال لما ورد في الأعراف، هو أولاً لم يذكر أنه دعاهم إلى عبادة الله في يونس ولم يذكر ماذا قال له قومه، ما ذكر هذا الأمر لأنهم في الأعراف ردوا عليه (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60)) فهو استكمل الرد عليهم في هذه المسألة فيما أخذوه على شخصه هو، هو تحداهم (يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ (71) يونس) فليفعلوا به ما يشاؤون، هذا أمر لم يذكره في الأعراف، هذا ملمح جديد.

المقدم: يسجل الصراع بينه وبين قومه

د. فاضل: هناك بدأوا في الكلام وهو رد عليهم في الأعراف واستكمل الرد عليهم في سورة يونس. ولم يذكر أن له أتباعاً،

المقدم: لم يؤمن به أحد حتى هذه اللحظة

د. فاضل: حتى هذه اللحظة الدعوة لا تزال في مهدها، هو الآن لم يذكر الدعوة أصلاً.

المقدم: أليست (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) دعوة؟

د. فاضل: هذه في الأعراف. في سورة يونس قال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ (71)) لم يذكر دعوة

المقدم: لكنه ذكرهم بأنه قال قبلها في الإشارة إلى الأعراف

د. فاضل: تحداهم في هذه المسألة (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ (71) فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)) لكن لم يذكر أن له أتباع. إذن هو اكتفي بالدعوة إلى عبادة الله في الأعراف ولم يكررها في يونس، اكتفى برد قومه في الأعراف لكن في يونس ذكر كلاماً آخر.

المقدم: وفي هود؟

د. فاضل: في سورة هود القصة طويلة وهي أطول ما ذكر في سورة هود، دعاهم إلى عبادة الله وذكر أنه لهم نذير مبين وأنه دعاهم إلى عبادة الله وذكر رد الذين كفروا، الآن ظهر له أتباع

المقدم: بعد القصة في سورة يونس ظهر له أتباع

د. فاضل: لأنها دعوة،

المقدم: لكنهم سفّهوا الأتباع (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) هود)

د. فاضل: هم سفّهوا الأتباع، (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ) هذا في هود وليس في يونس، أنهم يزدرونهم (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا) بدأوا يسفّهونهم، وكان هنالك كلام طويل وجدال بينهم (قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)) ثم ذكر كيفية النجاة التي وصفها، لم يذكرها في الأعراف ولا في يونس.

المقدم: (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ (36))

د. فاضل: ذكر صنع الفلك (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ (38)) واستهزاؤهم به وجريان الفلك وماذا يحمل ومن يحمل والحوار  إلى قوله (وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ (44)) كأنها استكمال وتوضيح لما سبق، هناك قال (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ (73) يونس) كيف نجّاه؟

المقدم: هنا تفصيل، هذا من سمات القرآن ربما يُجمل في موقف ويفصِّل في موقف؟ هل لهذا غرض بياني؟

د. فاضل: طبعاً، لا شك هناك غرض بياني في كل مسألة يذكرها ينصرف على أمر، بالنسبة للأتباع للدعاة حتى يعرف كيف يتصرف الداعية إذا نالوا منه أتباعه لأنها تتعلق بالدعوة وبشخصه هو وبمن معه، الفكر بدأ به أول مرة (الدعوة) ثم تعرّضوا لشخصه، كيف يدافع عن شخصه هو؟ تعرّضوا لأتباعه كيف يدافع؟ كيف يقول؟

المقدم: أخذهم في الفلك

د. فاضل: والدفاع عنهم كيف يكون. إذن هي ملامح في كل موطن يذكر ملامح معينة.

المقدم: وفي سورة الأنبياء؟

د. فاضل: القصة ليست في سياق الدعوة والتبليغ أصلاً في سورة الأنبياء وإنما في سياق نجاة من نجى من الأنبياء واستجابة من دعا من الأنبياء. هو ذكر نجاة إبراهيم ونجاة لوط ونجاة نوح واستجابة دعائه واستجابه دعاء أيوب وذي النون وزكريا. قال في الأنبياء (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)) لم يذكر دعوة.

المقدم: وكأنه ذكر ملخصاً عاماً للقصة كلها

د. فاضل: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ) أي دعا، هذا في سياق دعاء الأنبياء

المقدم: ما معنى (مِن قَبْلُ)؟

د. فاضل: من قبل الأزمة التي هو فيها. (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ (83)) كلها في سياق واحد (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ (87)) (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ (76)) إذن هي في سياق متشابه، سياق الأنبياء ذكر نجاة إبراهيم ولوط ونجاة نوح واستجابة الدعاء

المقدم: لكن هل يعتبر هذا تكرار أم مجرد تلخيص لما حدث قبلاً في السور السابقة؟

د. فاضل: هل ذكر هذا الأمر؟

المقدم: لا لكن ذكر ملخصاً، لخّص الحوار والقصة كلها مع سيدنا نوح وقومه، هنالك لم يؤمنوا به ربنا نجاه وأغرق القوم.

د. فاضل: وضعها مع الأنبياء، ترى المسألة هي هكذا شأن الأمم على تطاولها والأنبياء هم هكذا يقعون في أزمة فيدعون ربهم وربنا يستجيب لهم، هو حالة متاشبهة للأنبياء المذكورين ذكر سمة عامة على تطاول المدة كيف كان الأنبياء مع أقوامهم وكيف كانوا يدعون لهم وكانوا يلجأون إلى الله بالدعاء سواء كان نبياً أم رسولاً (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ (84) الأنبياء).

المقدم: وفي المؤمنون؟

د. فاضل: أولاً هو ذكر القصة بعد ذكر الأنعام وفوائدها والحمل عليها وعلى الفلك

المقدم: لغوياً يجوز أن نقول (في المؤمنون) على الحكاية حتى لا يخطّئنا أحد المشاهدين.

د. فاضل: نعم، على الحكاية. فذكر قصة نوح والنجاة في الفلك بعد حمل الأنعام (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22))، ذكر الحمل في الفلك والأنعام فبدأ بقصة المؤمنون. قال (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)) ثم بدأ بقصة نوح.

المقدم: المقصود بالفلك عامة؟ وليست خاصة بسيدنا نوح تحديداً

د. فاضل: عامة، بعدها قال (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ (23)). أول مرة ذكر الأنعام والفلك عامة (وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) ثم ذكر قصة نوح. كيف ذكر قصة نوح؟ الجانب المذكور في سورة المؤمنون لا يطابق ما ورد، هو بلّغهم بالدعوة فقط (فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)) ولم يقل شيئاً آخر، فقط ذكّرهم بالدعوة، قومه لم يواجهوه بكلام أبداً، لم يذكروا شيئاً ولا قالوا له شيئاً، هم كانوا يذكرون رأيهم في غيبته، في مجالسهم، أما أمامه لم يذكروا شيئاً، هذا مشهد آخر، الناس تتكلم معهم ثم عندما تنصرف عنهم كيف تتكلمون؟ ماذا يقولون فيه؟

المقدم: فنقل الله تعالى الحوار الذي دار بينهم في ظهر سيدنا نوح

د. فاضل: في مجالسهم، في هود كان الكلام معهم مباشرة. انفضوا عنه لم يواجهوه

المقدم: يتكلمون سراً عليه

د. فاضل: يتكلمون فيما بينهم، هذا واقع الناس هكذا أنه إذا شخص يتكلم يتحدثون معه ثم إذا ذهب يتكلمون عنه. فالآن في المؤمنون ذكر ماذا قالوا فيه وماذا كانوا يقولون وليس في حضوره، غذن هذا استكمال.

المقدم: يضيف ملمحاً آخر بأن الكلام في حضرته وفي غيبته،

د. فاضل: ماذا قالوا في غيبته؟ ماذا يقولون؟. ولأول مرة دعا ربه لينصرنه بصورة صريحة (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) المؤمنون).

المقدم: هنا بداية اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى من شدة الظلم.

د. فاضل: لجوء إلى الله بصراحة. في المؤمنون قال (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)) قالوا (مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ) ولم يقولوا ما أنت إلا بشر، هذا في مجالسهم إذن هذه قطعاً ليست تكراراً لما قبله، هذا المشهد لم يُذكر فيما سبق وإنما هو وصف للمجتمعات أنت تتوقع الداعية عندما يدعو بعد أن يتكلم يقع الأمر وانتهى وإنما هنالك الكلام مستمر في خلف ظهره وهذا واقع الحياة هكذا تنبيه لنا أنه أنت أيها الداعي لا تتصور أن الكلام بينك وبينهم تكلمت وانتهت المسألة لكن فيما بعد سيكون هناك كلام وحديث.

المقدم: وفي الشعراء؟ هل أضاف ملمحاً جديداً وبعداً آخر في القصة؟

د. فاضل: نعم، أولاً قال في قوم نوح مثل ما قاله في الأقوام الأخرى (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) الشعراء) (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)) (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141)) (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)) كل الرسل بدأ بمثل هذه البداية (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ () أَلَا تَتَّقُونَ (*) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (*) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (*)) كل الرسل، هذه تدل على وحدة الرسالة هذا ما قاله في الأقوام الأخرى، لو نرجع إلى سورة الشعراء تجد كل الرسل ينطقون بهذه العبارة.

المقدم: وكأنهم كلهم يأخذون من معين واحد، وحدة المصدر الذي يمدهم بالرسالة.

د. فاضل: ثم ذكر مواقف الأمم من رسلهم وهي كلها على نمط واحد والتعليق واحد في الأخير، لكن قصة نوح كأنها كانت استكمالاً لما قبلها، ذكرنا أنه في الأعراف قال (اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ (59)) أمرهم بالعبادة، وفي سورة المؤمنون نفس الأمر وحتى في هود (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ (26)) أمرهم بالعبادة، في الأعراف (اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) في المؤمنون كذلك، في هود (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ) أما في هذه السورة لم يطلب منهم عبادة أصلاً وإنما تقوى الله وطاعة رسوله.

المقدم: أليست هذه عبادة؟

د. فاضل: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) العبادة قالها أولاً. هذه مرحلة بعد العبادة

المقدم: أليست تقوى الله وطاعة الرسول r بعد؟

د. فاضل: بعد العبادة.

المقدم: إذن واضح أن هنالك من اتبعه وآمن به

د. فاضل: هو يأمرهم أمراً، المتقي أول مرة يعبد الله ثم يتقي، إذن أول مرة الدعوة للعبادة خلقهم ليعبدوه

المقدم: وكأن الخطاب السماوي منه تغير وانتقل إلى مرحلة أخرى

د. فاضل: طبعاً، هو في السابق لم يقل (فاتقوا الله) هو أمرهم بعبادة الله، هذه مرحلة بعد تلك، التوقى بعد العبادة، ثم طاعة الرسل هذه أول مرة يقول (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ). وهكذا كل الرسل حتى نعرف وحدة الرسل وأنهم أمة واحدة وحتى التعقيب في الأخير واحد بعدها كلها يقول (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (*)وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) تعقيب على كل القصص ودعوة الرسل. إذن المسألة تختلف

المقدم: يبدأ يضيف بعض الأبعاد وبعض المحاور حسب السياق

د. فاضل: حسب السياق.

المقدم: ماذا قال في العنكبوت؟

د. فاضل: لم يذكر في العنكبوت دعوته لقومه أصلاً ولم يذكر موف قومه منه ولا ذكر تقوى ولا طاعة وإنما ذكر مدة لبثه في قومه

المقدم: كنت سأسال بعد كل هذا العناء كم سنة

د. فاضل: وأنهم أخذهم الطوفان لظلمهم، لم يذكر لا دعوة ولا موقف

المقدم: وكأنه يذكر النهاية

د. فاضل: كأن واحد يسأل كم بقي؟

المقدم: على مدى سبع سور تقريباً

د. فاضل: ما ذكر وإنما ذكر الحالة كأن واحداً يسأل كم بقي؟

المقدم: كثير.

د. فاضل: قال في العنكبوت عبارة قصيرة (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤﴾)

المقدم: ما قال العقاب وماذا حدث، ماذا قال له قومه!

د. فاضل: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿١٥﴾) حتى السفينة لم تذكر إلا هنا وفي الباقي ذكر الفلك.

المقدم: هل هناك فرق؟

د. فاضل: نعم، هناك فرق.

المقدم: سنأتي للمقارنة، لكن هذا ملمح جديد، هنا البعد الجديد الذي أعطانا الله تعالى إياه هو المدة 950 سنة دعوة وأصحاب السفينة فقط آمنوا به! كم واحد آمنوا به؟!

د. فاضل: قليل.

المقدم: وفي الصافات؟

د. فاضل: في الصافات ذكر أن نوحاً دعا ربه فأجابه ونجاه وأهله من الكرب العظيم (وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76))،

المقدم: دعا ربه من شدة ظلم قومه له فلجأ إلى السماء

د. فاضل: (وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) ماذا أُرسل؟ لم يوضح وإنما جعل ذريته هم الباقين (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ 077))، هذا لم يذكر في السابق، لم يذكر في المواطن الأخرى، بعد الـ950 سنة الذي حصل أنه نجاه وجعل ذريته هم الباقين

المقدم: أهلك هؤلاء وأنجاه وذريته وجعلهم الباقين على الأرض

د. فاضل: ذكر ما كان بعد نوح، بعد النجاة، ماذا ترك عليه في الآخِرين؟ هذه المسألة بعد نوح.

——فاصل——-

المقدم: تعقيب على الصافات

د. فاضل: لو قرأنا ما في الصافات ليس فيها دعوة (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾) من أي كرب؟ (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ ﴿٨٢﴾) من هم الآخَرين؟ لم يذكر، في النجاة لم يذكر غير أهله (وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) لم يذكر من آمن بينما في السابق كان يذكر من آمن، هنا لم يذكر من آمن وإنما ذكر فقط (وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)

المقدم: (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) هود)

د. فاضل: ومن آمن. هنا فقط ذكر أهله، هذا يسمى من المقامات الخفية، يسأل سائل لماذا لم يذكر المؤمنين معه؟

المقدم: ذكر الأهل فقط مع أن ابنه غرق

د. فاضل: لماذا لم يذكر المؤمنين؟ ملمح خفي جداً. هو قال (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات) معناها أهلك الآخرين، هل نجاهم ليهلكهم؟

المقدم: ذريته يعني أهله؟

د. فاضل: أهله

المقدم: أليس ذريته يعني كل من معه؟ من سار معه؟ على العموم والشمول؟

د. فاضل: لا،

المقدم: والباقي؟

د. فاضل: الباقي نجوا ، قضوا أعمارهم وماتوا

المقدم: هذا ملمح خطير، من آمن معه أين ذهبوا؟

د. فاضل: ماتوا، كل واحد قضى عمره

المقدم: وبقيت ذرية نوح؟

د. فاضل: فقط ولذلك يسمونه أبو البشرية

المقدم: عجيب! حتى كل من آمن معه ممن ليس من ذريته توفي وبقي سيدنا نوح بذريته فقط؟

د. فاضل: فقط فهو أبو البشر الثاني (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ)

المقدم: يعني سام وحام فقط

د. فاضل: الباقون كلهم ماتوا. فلو قال (وَمَنْ آمَنَ) يعني نقول نجاهم حتى يهلكهم، لم يشر إليهم، تركهم

المقدم: هم ماتوا مؤمنين؟

د. فاضل: طبعاً ماتوا مؤمنين، كل واحد قضى عمره فمات لكن لا يقول نجاهم حتى يهلكهم. هذه تسمى مقامات خفية، مراعاة خفية في مراعاة المقام، ملامح أحياناً تكون جداً دقيقة، لما يذكر القرآن الجنة لما يذكر الزوجات لا يذكر الحور العين لأن النساء فيهن غيرة

المقدم: يراعي الحالة المعنوية للقارئ والسامع

د. فاضل: جداً. نحن نسميها المقامات الخفية.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 1/2/2010م:

محمد من أبو ظبي: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) الجن) ما الفرق بين الماضي والمضارع والمصدر لكل من القاسطين والمقسطين؟

د. فاضل: هذا سؤال لغوي، أقسَط مُقسِط معناه أزال الظلم يعني عدل تسمى همزة السلب، قَسَط قاسِط معناها ظلم وجار، أقسَط مُقسِط، قَسَط قاسِط، القِسط العدل، القَسْط الجَوْر. مصدر أقسَط إقساط، القَسط الظلم، القِسط العدل

المقدم: ومنها القسطاس، مقسطين عادلين وقاسطين ظالمين

د. فاضل: القِسط العدل، القَسط الجور.

محمد من الفجيرة: نحن نعلم الجدل الكبير حول كلمة (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ (24) يوسف) ولكن نريد القول الفصل في هذا الموضوع وما معنى كلمة (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا)؟

د. فاضل: اللغة تقول لم يهمّ بها يوسف أصلاً. (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) يعني لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها.

المقدم: هم يقولون همت به فعلاً وهمّ بها تركاً

د. فاضل: نحن نتكلم لغة ولا نتكلم تفسير. كنت أضربه لولا أبوه، يعني لم أضربه، لولا أبوه لضربته يعني لم أضربه، قدّمت وأخّرت، كنت أضربه لولا أبوه يعني ما ضربته، لولا أبوه لضربته يعني ما ضربته، (إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا (42) الفرقان) يعني ما ضلّ. وكذلك (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) في اللغة كما ذكره أهل اللغة في هذه الآية أنه لم يقع منه همّ أصلاً.

المقدم: حتى تتضح الصورة خارج القرآن نقول ولقد همّت به ولولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها

د. فاضل: نحن نتكلم لغة، لأنه لو همّ بها لا يصبح هنالك معنى لـ (لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) لا يضبح لها معنى من حيث اللغة، لو كان همّ بها ما الفائدة؟

المقدم: لولا حرف امتناع لوجود، امتناع الهمّ لوجود برهان ربه

د. فاضل: لم يحصل منه همّ لوجود البرهان.

المقدم: يقال لولا الغوّاص لغرق الطفل، الطفل لم يغرق لوجود الغواص.

أحمد من المغرب: في سورة الحجر (قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ (68) الحجر) لماذا قال هنا ضيفي ولم يقل ضيوفي؟

د. فاضل: الضيف هو جمع، الضيف مفرد وجمع.

خالد من الأردن: في سورة الإسراء (وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا (58)) كنا نتساءل كيف مهلكوها أو معذبوها ثم ذكر الدكتور أن الهلاك ليس العقاب فكانت معلومة قيمة.

خليل من أم القيوين: في سورة الملك (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)) كيف يمكن أن نعطف فعلاً مضارعاً على إسم؟ وكيف يكون إعراب صافّات ويقبضن؟

د. فاضل: هذه قاعدة (واعطف على إسم شبه فعل فعلا) يجوز. إعراب صافّات حال ويقبضن معطوفة عليها. أما لماذا يستعمل واحدة إسم وواحدة فعل هذا يمكن أن نجيب عليه فيما بعد لكن يجوز عطف الفعل على الإسم المشبه للفعل وهو إسم الفاعل وإسم المفعول (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴿١﴾ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴿٢﴾ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴿٣﴾ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿٤﴾ العاديات) هذا يجوز لكن نفصّله ونتوسع فيه فيما بعد.

في سورة النور الآية 30 (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) لماذا وردت (يغضّوا) من غير نون؟

د. فاضل: هذا جواب الطلب (قُل) طلب فعل أمر يجاب بالجزم كثيراً. (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) غافر) التفصيل فيه فيما بعد.

أمجد من السعودية: في سورة النور آية 35 (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، في آخر الآية (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ما هي مناسبة (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) مع ما ذكر من تشبيه نور الله؟ وما هو نور على نور؟ هل هو نور الكوكب والمصباح؟ ما هو تفسير النورين؟

د. فاضل: نور المصباح والزجاجة.

اقتراح: بالنسبة لإسم البرنامج لمسات بيانية مما سمعناه من الدكتور فاضل بأن هذه ليست مجرد لمسات هي أعظم من كلمة لمسة بيانية فلو يسمى البرنامج عظائم بيانية، لأن هذا إعجاز القرآن في البيان الموجود فيه فأرى أن لمسات بيانية لا تعطي البيان في القرآن حقه، هذا ليس مجرد لمسة وإنما هذا إعجاز.

عبد المجيد من السعودية: لغوياً أحياناً تستخدم كلمة معاق أو معوّق لذوي الاحتياجات الخاصة فأيهما الأصح؟

د. فاضل: كلمة معاق صحيحة، أعاقه معاق، معاق فعلها أعاق ومعوّق فعله عوّق، لا أدري إن كانت هناك عوّق موجودة لكن قسم يعتبرها قياس فعّل يعتبروها قياس فعلى هذا يجوز معاق ومعوق لكن معاق ليس فيها إشكال، قد يكون هناك عوّقه في اللغة.

بُثّت الحلقة بتاريخ 1/2/2010م


من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2073

الحلقة 221
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamsat01022010
رابط جودة عالية
http://ia341329.us.archive.org/3/items/lamsat01022010/lamasat010210_chunk_11.AVI

رابط جودة متوسطة
http://ia341329.us.archive.org/3/items/lamsat01022010/lamasat010210_chunk_11.rmvb

mp4 رابط
http://ia341329.us.archive.org/3/items/lamsat01022010/lamasat010210_chunk_11_512kb.mp4

رابط صوت
http://ia341329.us.archive.org/3/items/lamsat01022010/lamasat010210_chunk_11.mp3

رابط الحلقةفيديو

http://www.mediafire.com/?c4dejjiziij


2010-02-02 07:49:05الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost