الحلقة 229
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: هل يمكن أن نسمع بعض أبيات شعرية بمناسبة مولد النبي عليه الصلاة والسلام؟.
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. لست بشاعر لكن أذكر قبل أيام كتبت بضعة أبيات في رسول الله عليه الصلاة والسلام:
فداءُ رسول الله روحي رخيصةً وأهلي وأبنائي وأفديه بالأبِ
فداءٌ له مالي وما ملكت يدي وذاك قليلٌ أن يُساق إلى النبي
ولو خطرت في القلب خطرة مُمسكٍ لقُلتُ تأدبّ أيها القلب للنبي
حذارِ حذارِ أن تزِلّ بخطرة فذاك رسول الله ذاك هو النبي
قليلٌ هي الدنيا تُساق بأسرها وتُلقى بما فيها لدى قَدَم النبي
سؤال: في سورة البقرة (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا (286)) وفي الحاقة (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)) في الآية الأولى معناها النبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح أن المولى سبحانه وتعالى قال قد فعلت، قد فعلت. ولكن في سورة الحاقة ذكر الخاطئون معناها أن الذي أخطأ يأكل من غسلين؟ ما الفرق بينهما وما اللمسة البيانية؟
د. فاضل: الخاطئ هو الذي ارتكب الخطيئة عمداً، أما المُخطِئ صنع خطأ ليس فيه عمد، (لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ) ذاك ارتكب الخطيئة عمداً.
سؤال: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ (22) الكهف) ما دلالة الواو في وثامنهم؟ يقولون واو الثمانية
د. فاضل: واو الثمانية قالها نحوي ضعيف،
المقدم: يعني ليس هناك واو الثمانية؟
د. فاضل: لا ليس هناك واو الثمانية. قسم يذهب إلى أنها واو الحال وإن كان الزمخشري يذهب إلى أنها صفة ولكنها واو الحال. هي تدل على أن من قالوا هذا القول الأخير هم قالوها عن بصيرة ومعرفة وعلم (وثامنهم) هذا يقين قالوه،
المقدم: يعني هم سبعة وثامنهم كلبهم
د. فاضل: نعم، ولذلك في الكمين الأولين قال رجماً بالغيب (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ)
المقدم: ليس على سبيل الحقيقة
د. فاضل: هذه رجماً بالغيب.
المقدم: لكن يقولون (قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم (22))
د. فاضل: هو أعلم بعدتهم، كيف ذكر أن ذلك رجماً بالغيب لو لم يكن هو أعلم بعدتهم، إذن هو يعلم المسألة
المقدم: (مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ)، هنالك من يعلم أيضاً
د. فاضل: ابن عباس قال وأنا من القليل هم سبعة وثامنهم كلبهم. هي ثلاثة أقوال اثنان قال رجماً بالغيب وواحدة لم يقل ذلك وجاء بالواو،
المقدم: أين صاحب الحال؟
د. فاضل: ليس بالضرورة، هي مقدرة عندما تقول جئت والشمس طالعة أين صاحب الحال؟.
المقدم: (قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ (14) يوسف) واو القطع أو واو الحالية؟
د. فاضل: واو الحالية
المقدم: يعني ليس في كل حالة يكون هناك صاحب الحال.
د. فاضل: يقدروها تقديراً
المقدم: (وثامنهم) أليست معطوفة على سبعة؟
د. فاضل: لا، ثامنهم كلبهم هذه جملة.
المقدم: ثلاثة رابعهم أليست مبتدأ وخبر؟
د. فاضل: نعم
المقدم: وخمسة سادسهم كلبهم مبتدأ وخبر، ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم؟
د. فاضل: أيضاً ثامنهم كلبهم مبتدأ وخبر
المقدم: الجملة كلها مقول القول؟
د. فاضل: طبعاً كلها
المقدم: سبعة وثامنهم كلبهم مقول مفعول به في محل نصب وتكون الواو حالية
د. فاضل: نعم حالية
المقدم: لا كما قال الزمخشري أنها صفة؟
د. فاضل: لا، لأن الواو عند الجمهور الجملة لا تفصل بين الصفة وما قبلها.
سؤال: قبل حلقات كان الدكتور يقول ليثاً هزبراً فهل هذه صفة للأسد وما معناها؟
د. فاضل: الهزبر من أوصاف الأسد. الأسد له إسم واحد هو الأسد والباقي أوصاف.
المقدم: يقولون له سبعين إسم
د. فاضل: كلها أوصاف، قرر أهل اللغة أن الأسد له إسم واحد هو الأسد
المقدم: إذن وما هي الرئبال والليث وغضنفر واسامة وتاج وصعب؟
د. فاضل: الهزبر هو الضخم الشديد الصلب كلها أوصاف، الإسم هو الأسد، الليث يعني شجاع في اللغة، بيّن الليوثة يعني بيّن الشجاعة، الليوثة هي إسم. كلها أوصاف يمكن أن نتكلم في حلقة عن الأوصاف ومعانيها. الرئبال من المشي، الضيغم من العض، ضغمه أي عضّه
المقدم: ربما تكون مراحل اقتناص الفريسة يراقبها يهجم عليها يعضها يفترسها
د. فاضل: ضيغم صفة مشبهة مثل فيصل، فصل يفصل فيصل. هي صفة من أوصاف الأسد، صيرف صفة مشبهة، صيقل الصيقل من صقل. الإسم هو الأسد والباقي صفات منها ما يتعلق بالمشية مثل الرئبال أو بالشكل والقوة، الضرغام هو القوي
المقدم: ليتنا نجمعها في حلقة. كنت أقرأ عن شيخ المعرة ابو العلاء المعري فارتطم بأحدهم في المسجد وهو نائم فقال له يا كلب، فقال المعري الكلب من لا يحفظ للكلب سبعين إسماً. المعري كان واسع الثقافة والاطلاع.
سؤال: في سورة المرسلات الآية 33 يقول حسنين مخلوف (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) يقول كأن الشرر إبل سود وتسميها العرب صفر فكيف ذلك؟
د. فاضل: هو أشهر شيء هو اللون الأصفر المعروف (إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء (69) البقرة) ولكن في اللغة من يجعلها الأسود، الصفر بمعنى الأسود. ولذلك (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) جمالت قسم يقال هي جمع جمل، جمال وجمالت
المقدم: هذا جمع قياسي؟
د. فاضل: لا ليس قياسي وإنما مسموع.
المقدم: أحدهم كان يشذذ بعض الكلمات أنها لا تجري على قياس العربية.
د. فاضل: الجمع السالم هو القياس أما الباقي قياسي لكن قسم فيها ضوابط وقسم لا،
المقدم: إذن تتكلم عن الجِمال؟
د. فاضل: المشهور أنها جمال صفر
المقدم: مرة يعبر القرآن عن الجِمال بالإبل ومرة يقول (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ (40) الأعراف) يعني الحبل
د. فاضل: الجِمال والجمل أيضاً بمعنى الحبال في اللغة.
المقدم: إذن (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) تعني حتى ينفذ الحبل في خرم الإبرة.
د. فاضل: نعم، أصلاً جبال السفن تسمى جِمال في اللغة
المقدم: الحبل الغليظ؟ ويسمى الإبل
د. فاضل: ويسمى الإبل والجِمال وكلها موجودة في اللغة ولذلك اختلفوا. اللفظة الواحدة لها أكثر من دلالة فيفسرها كل واحد بما يرى ويعلم.
المقدم: لكن في سياقات العربية
د. فاضل: طبعاً، فكلمة صفر في اللغة فيها معنى السود، فيقولون هذه جِمال صفر لأن هذه الجمال السود مائلة إلى الصفرة. فهي تحتمل فهم مختلفين في معنى جمالت هل هي الحبال أو هي الجِمال الإبل
المقدم: إلى أيها تميل؟
د. فاضل: أنا أقول لما قال كالقصر، وأيضاً القصر مختلفين في معناها.
المقدم: وكلها تتواءم مع آي القرآن الكريم؟ كلها تكون مرادة؟
د. فاضل: محتملة. الذي يبدو لي لماذا قالوا سود، في ظني أن الصفر هو اللون المعروف الأصفر أشهر شيء لكن في تقديري أنهم ذكروا السود لأن الرسول r ذكر عن جهنم أنها سوداء مظلمة فيبدو أن الجِمال لونه أسود فيمكن أن يكون قريب
المقدم: بينهما تقارب ويجمعهما المعنى العام
د. فاضل: الله أعلم.
المقدم: أعاذنا الله من جمراتها وكل المشاهدين والمستمعين الكرام بإذن الله تبارك وتعالى.
سؤال: في سورة الإنشقاق الآية 14 (إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ) يقول حسنين مخلوف أي لن يرجع إلى ربه تكذيباً بالبعث فهل هي من الحوار؟
د. فاضل: لن يحور يعني لن يرجع إلينا، حار رجع في اللغة يعني يكذِّب بالبعث
سؤال: ما الفرق بين مكة وبكة؟
د. فاضل: البكّ هو الزحام (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (96) آل عمران) جاءت في سياق الحج وفي الحج يبكُّ الناس بعضهم بعضاً. ومكة من حيث اللغة مكّ الفصيل ضرع أمه إذا امتصّ اللبن قالوا سميت مكة لأنه يستخرج ماؤها وقسم قال لأنها تنقص الملحدين تمتصهم.
المقدم: إذن هنالك تعاور بين المعنى العام للكلمة أو المعنى المعجمي والمعنى السياقي بينهما أواشج صلة وعلاقة.
سؤال: يقول تعالى في سورة البروج (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)) عذاب حهنم هو عذاب حريق كيف نفهم عذاب جهنم وعذاب الحريق؟
د. فاضل: عذاب جهنم أوسع من عذاب الحريق لأن جهنم فيها عذاب ما نعلم وما لا نعلم. تطلق جهنم لكن فيها دركات السعير ولظى وما إلى ذلم
المقدم: البعض يقول جهنم دركة من دركات النار مثل الهاوية وسقر والويل
د. فاضل: جهنم إسم عام مثل الجنة والله أعلم لكن فيها دركات (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ (23) الفجر) ويوضع الجسر على متنها
المقدم: إذن هي إسم عام داخلها دركات. وعذاب الحريق؟
د. فاضل: هذه يتكلم في قصة أصحاب الأخدود (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) البروج) هم حرّقوهم بالنار وهم يشاهدونهم فأراد ربنا سبحانه وتعالى أن يحرّقهم كما حرّقوا المؤمنين (فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)) لأنهم هم حرّقوهم، الطفل يقول لأمه اصبري فإنك على الحق.
المقدم: وكأن عذاب جهنم غير كافي
د. فاضل: هذا عذاب ومع ذلك لهم عذاب جهنم.
المقدم: من جنس عملهم
د. فاضل: من جنس عملهم ولهم عذاب آخر عذاب جهنم الذي يسقى من ماء صديد وما إلى ذلك من عذاب جهنم.
المقدم: هم لهم عذاب الحريق لأنهم حرّقوا (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) ولهم عذاب جهنم لأنهم عذبوا المؤمنين في الدنيا.
د. فاضل: (النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)) هم حرّقوهم فلهم عذابان
المقدم: الأول لأنهم حرّقوا المؤمنين فيحرّقون
د. فاضل: ولهم عذاب جهنم وما فيها من عذاب
المقدم: يا لطيف! سلِّم يا رب.
سؤال: يقول تبارك تعالى (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (40) النمل) (الذي) إسم موصول على من يعود؟ هل يعود على سليمان؟ أم تعود على الجنّ؟
د. فاضل: الأشهر أنه يعود على وزيره آصف بن برخيا
المقدم: وهذا عنده علم من الكتاب؟
د. فاضل: الظاهر هكذا
المقدم: أيّ كتاب؟ كتاب سيدنا سليمان؟ أم القرآن؟
د. فاضل: لا نعلم، هذا علم، هذه إشارة أن العلم فيه أمور أقوى من الجن وغير الجن. الذي عنده علم
المقدم: يعني قدرة الجن محدودة إذا ما قورنت بالعلم
د. فاضل: العلم مطلق وهذه إشارة إلى العلم، إلى منزلة العلم وعظمة العلم. العلم لو علمته فيه قدرات هائلة كبيرة هائلة يستخدمها الإنسان لما هو أقوى من الجنّ إشارة إلى منزلة العلم
المقدم: العلم وليس العقل ولهذا اتصف به الرحمن سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (العليم)
علم العليم وعقل العاقل اختلفا من منهما قد أحرز الشرفا
العلم قال أنا أحرزت غايته والعقل قال بي الرحمن قد عرفا
فأفصح العلم وقال له بأيّنا الرحمن في قرآنه اتصفا
فأيقن العقل أن العلم سيده فقبل العقل رأس العلم وانصرفا
العلم وليس الخوارق للجن مع أن الجن قادر
د. فاضل: له قدرة معينة. قالوا يعلم إسم الله الأعظم وما إلى ذلك من أمور الله أعلم بها.
المقدم: إذن الذي عنده علم الكتاب بشر وليس ملكاً
د. فاضل: بشر.
المقدم: فأتى بعلم لا يتصوره العقل بالعلم يأتي بعرشها بالبلاط بكل شيء
د. فاضل: قسم قالوا بإسم الله العظيم الأعظم، الله أعلم، ربنا سماه علم من الكتاب.
سؤال: في سورة الحشر (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)) ما الفرق بين لئن أخرجتم وإن قوتلتم؟
د. فاضل: هذا قول المنافقين لإخوانهم الذين من أهل الكتاب (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ) لا شك أن (لئن أخرجتم) آكد لأن فيها لام القسم، هذه لام موطئة للقسم، مشعرة بالقسم أنها هي تدل على القسم.
المقدم: إسمها لام موطئة للقسم
د. فاضل: نعم موطئة للقسم، ممهدة للقسم فيها تأكيد.
المقدم: لمذا لم يؤكدوا في القتل؟
د. فاضل: هؤلاء منافقين يهربون من القتل، في الخروج يخرجوا لا حرج أما في القتال لا يؤكدوا، القتال مسألة أخرى
المقدم: في الخروج يخرجوا إنما في القتال لا يؤكدوا، هذا لسان حالهم؟
د. فاضل: طبعاً (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ (4) المنافقون)
المقدم: ولهذا لم يقل ولئن قوتلتم
د. فاضل: الذي يخرج يخرج لكن يقاتلوا معهم؟! لا.
المقدم: هم يؤكدون فيما فيه فرار وحفاظ على حياتهم والذي فيه قتال وحرب يمر عليه هكذا.
سؤال: في سورة الرحمن (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) وفي نهاية سورة الرحمن (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)) ما اللمسة البيانية في الآية الأولى (ذو) ذو صفة وجه بينما في الثانية (ذي) صفة لربك وليس لإسمه فلماذا قال في الأولى ذو؟
د. فاضل: (ذو) وصف للوجه (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) فاعل فجاءت مرفوعة، (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) مضاف إليه، الأولى وصف للوجه وطبعاً وجه الله يقصد به ذاته هذا مجاز مرسل (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (9) الإنسان) لوجه الله يعني ذات الله، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (88) القصص) الوجه يعني الذات في اللغة هذا يسمى مجاز مرسل. (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) هذا تعظيم للإسم، إسم ربك ذو الجلال فكيف هو؟! أنت ينبغي أن تعظم إسمه فكيف هو؟!. (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) قلت تبارك اسم ربك
المقدم: ما معنى تبارك؟
د. فاضل: عظُم، لما قال تبارك اسم ربك هذا تعظيم للإسم، ربك ذي الجلال والإكرام يعني ربنا ذو الجلال والإكرام، وصف للرب. تبارك اسم ربك ذي الجلال
المقدم: هنا الوصف للإسم وفي الأولى وصف للوجه يعني لذات الله
د. فاضل: لذات الله سبحانه وتعالى
المقدم: ما معنى ذو في اللغة؟
د. فاضل: صاحِب، (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) يعني صاحب الجلال والإكرام، ذو مال يعني صاحب مال. لما قال (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) تبارك أسندها للإسم، هذا تعظيم للإسم. فرق بين (تبارك الذي بيده الملك)، (تبارك الذي نزّل الفرقان)، فالتعظيم لإسمه سبحانه وتعالى هنا فإسمه معظّم فكيف هو سبحانه؟!
سؤال: ما الفرق بين بطونه وبطونها في الآيتين (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) النحل) (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) المؤمنون)؟
د. فاضل: في الحالتين (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً). نحن في أكثر من مناسبة ذكرنا أن التأنيث قد يدل على الكثرة (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا (14) الحجرات) و (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ (30) يوسف) (قالت) الأعراب كثر، (قال) نسوة قلة، (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ (5) التوبة) أربعة حرم، قال انسلخ ولم يقل انسلخت
المقدم: ولو قال انسلخت؟
د. فاضل: تصير أكثر. (الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ (183) آل عمران) قال جاءكم لأن هؤلاء قليل بينما لما تكلم في الآخرة (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ (43) الأعراف) كل الرسل.
المقدم: إذا أنّث الفعل يكون دلالة على الكثرة وإذا ذكّر يكون دلالة على القلة.
د. فاضل: الآن نأتي إلى الآيتين (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) النحل) الفائدة التي ذكرها متعلقة باللبن لم يذكر شيئاً آخر. الآية الثانية (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) المؤمنون) ذكر منافع، الأولى خاصة بالإناث، اللبن من الإناث وفي سن معينة وفي فصل معين أيضاً وليس دائماً بينما الأكل من الصغار والكبار والإناث والذكور والمنافع الكثيرة وعليها تحملون، هذه تطلق على الجميع.
المقدم: لما أنّث أكثر المواصفات والفوائد.
——-فاصل———
سؤال: في سورة يوسف (الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)) على من يعود الضمير في الآيات؟ على امرأة العزيز أم على سيدنا يوسف؟
د. فاضل: هذا قول سيدنا يوسف. هي ذكرت في وجهه أنها رمته بالخيانة (وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ (32)). لو تكلمنا عن القول والمقول في اللغة والقرآن يمكن أن تتضح وهي ليست بهذه البساطة. الأصل أن يذكر القول والمقول.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 6/3/2010م:
خالد من رأس الخيمة: في سورة النساء في الآية 3 (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) وهذه الآية الوحيدة التي أجدها في القرآن التي تسمح بتعدد الزوجات فما علاقة التعدد بالإقساط في اليتامى؟
د. فاضل: ألا تقسطوا في اليتامى يقصد زواجهم، لأن أحياناً كان يعطلون الزواج خشية أن يذهب المال وأحياناً لا يعدلون فيها ويظلمونهن، فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فهناك غيرهم وفي غيرهم متسع. أنت تريد أن تستغل مالها وخفت أن لا تقسط فيها تظلمها أنت لا تحبها لا ترغبها ولكن ترغب في مالها إذا خفت من هذا الأمر ففي الأمر متسع تتزوج من اثنين ثلاثة وكأن هذا بديل حتى لا تظلم،
المقدم: يعني ليس بالتامى أنفسهم إنما بأم اليتامى، بالأرامل؟ من مات عنها زوجها
د. فاضل: ليس بالضرورة حتى اليتامى التي بلغت تتزوجها وهي صغيرة لماذا تتزوجها؟ لمالها، كانوا يحبسونها ليبقى المال عندهم. فإن خفت أن لا تقسط فيها، أن لا تعدل فيها، المسألة متعلقة بالزواج
المقدم: يعني لا تحبسها لديك والأمر فيه متسع.
د. فاضل: اتركها
المقدم: الأمر ليس متعلقاً باليتامى الذي هم أبناء الأرامل وإنما يتعلق في اليتيمة نفسها
د. فاضل: اليتيمة نفسها. هم أحياناً لماذا يتزوجونها؟ يحيفون عليها هم لا يحبونها لكن رغبة في مالها، هو أيضاً أمر يتعلق بالزواج لكن الزواج لغرض، إذا أنت خشيت هذا الأمر لا تقسط فيها ففي الأمر متسع تتزوج اثنتين ثلاثة أربعة.
أبو عمر من العراق: في سورة النساء (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)) لماذا وردت موقوتاً وليس مؤقتا؟ وما موقعها من الإعراب؟
د. فاضل: كتاباً خبر كان وموقوتاً صفة. أما مؤقت هي أصلاً مؤقت الهمزة بدل من الواو هو الأصل واو قد تبدل همزة، الواو هو الأصل مثل الإرث والورث (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) المرسلات) أصلها وقتت، الهمزة أصلها واو والواو قد تبدل همزة، ورث وإرث، وحد أحد، الأصل وقت وليس أقت، موقوت هذا هو الأصل.
(فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ما مفرد آلاء؟
د. فاضل: (إلى) مثل حرف الجر. مفرد آلآء إلى التي هي مثل حرف الجر، نفس اللفظ. (إلى ) جمع إلى آلآء.
عبد المجيد من السعودية: هل حصل تواصل علمي بين الدكتور فاضل وبين فضيلة الشيخ الشعراوي؟
د. فاضل: كان لي الشرف الكبير لو حصل هذا، هو أكبر مني بكثير أنا لست إلا طالباً صغيراً لكن لم يحصل لي الشرف بذلك ولو حصل لكان شرفاً عظيماً لي.
(
زياد من العراق: (وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50) مريم) كلمة عليا هل هي صفة أم علم؟
د. فاضل: هي صفة.
إبراهيم من ألمانيا: في سورة الكافرون (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) الكافرون) بعض العلماء قالوا أننا نحن الوحيدون الذين عندهم دين هو الإسلام والباقي كله يعتبر ديانات؟ فهل يمكن أن أسمي النصرانية واليهودية والبوذية دين أو ديانة؟
المقدم: قال (وَلِيَ دِينِ) ولم يقل ولي ديني
د. فاضل: هي (ولي ديني) لكن النون مكسورة وحذف الياء (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) الزمر) هي نفسها
المقدم: هل هي ديانات أو أديان؟
د. فاضل: المسيحية دين، اليهودية دين، هذا مصدر، لما قال (لَكُمْ دِينُكُمْ) هي وثنية لكن دينهم.
المقدم: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19) آل عمران)
د. فاضل: عند الله، اختلاف في المصدر لكنه دين، اليهودية دين والنصرانية دين وحتى الوثنية سماها ربنا دين، (وَلِيَ دِينِ) هي ديني، النون مكسورة وحذفت الياء
المقدم: أنا أتصور أن موسى دينه الإسلام وديانته اليهودية وسيدنا عيسى دينه الإسلام وديانته النصرانية
د. فاضل: ربنا قال (لَكُمْ دِينُكُمْ) الذي يدينون به أما الإسلام منذ زمن سيدنا نوح سماه الإسلام، إسلام لله، سيدنا إبراهيم (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة)
المقدم: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ (78) الحج)
موندي من السعودية: هل يمكن توضيح الأمثال التي ضربها الله تعالى لنا في القرآن؟ وما هي اللمسات البيانية في الأمثال؟
د. فاضل: هذه فيها رسالة دكتوراة.
بُثّت الحلقة بتاريخ 6/3/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2114
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat229
رابط جودة عالية
http://ia331208.us.archive.org/2/items/lamasat229/lamasat229.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia331208.us.archive.org/2/items/lamasat229/lamasat229.rmvb
mp4 رابط
http://ia331208.us.archive.org/2/items/lamasat229/lamasat229_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia331208.us.archive.org/2/items/lamasat229/lamasat229.mp3
2010-03-09 04:56:51الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost