مجالس تدبر القرآن –1442هـ
المجلس ( ٢ ) بعنوان: #تدبر #سورة_البقرة الآية ١-٢٠
ضيفنا: فضيلة الشيخ بلال الفارس @belal_alfares
جمع حساب إسلاميات
تغريدات الضيف
إن سورتي البقرة وآل عمران كما ثبت تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أوغيايتان, أو فرقان من طير صوافّ تحاجان عن صاحبهما .
إن سورة البقرة أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة كما ثبت، يعني السحرة، وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة، فاعمروا بها قلوبكم وبيوتكم
” ذلك الكتاب لا ريب فيه ” إن من خير ما عُمرت به الأوقات ومُلئت به الساعات: تعلم القرآن ومراجعته وتعاهده في الصحيحين يقول سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم : “تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشدُّ تفلتا من الإبل في عُقلها ”
” ذلك الكتاب لا ريب فيه ” ” فإنّ القرآن لم يُنزل لمجرد التلاوة، وانعقاد الصلاة عليه؛ بل أنزل ليُتدبر، ويُعقل، ويُهدى به عِلما وعملا، ويُبصِر من العمى، ويُرشِد من الغيّ، ويُعلِّم من الجهل، ويَشفي من الغي، ويهدي إلى صراط مستقيم”* ابن القيم
” هدى للمتقين ” إن على الباطـل ظلـمةً، وإن على الحـق نـورًا، ولا يبصر نور الحـق إلا من حُشي قلبـه بالـنور السمعاني -رحمه الله
” هدى للمتقين ” صاحب القرآن هو العالم به، العامل بما فيه، وإن لم يحفظه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل به فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم ابن القيم -رحمه الله
” ويقيمون الصلاة ” في الحديث النبوي المعظم يقول عليه الصلاة والسلام : ” والصلاة نور ” فأيُّ ظلمات يتقلب فيها من أهمل نوره !
” ومما رزقناهم ينفقون ” ” لو علم المتصدق حق العلم، وتصور أن صدقته تقع في يد الله قبل يد الفقير، لكانت لذة المعطي أكبر من لذة الآخذ ” ابن القيم
” أولئك على هدى من ربهم ” ” اتَّبع طريق الهدى ولا يضرُّك قلَّة السَّالكين وإيَّاك وطرق الضَّلالة ولا تغتـرَّ بكثرة الهالكين” الفضيل بن عياض رحمه الله
” أولئك على هدى من ربهم ” والله الذي لا إله غيره، ما يضر عبدًا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ما أصابه من الدنيا ابن مسعود -رضي الله عنه
في مستهل سورة البقرة ذكر الله المؤمنين وهم من صدَّق وأذعن ظاهرا وباطنا، ثم ذكر الكافرين وهم من كذَّب ظاهرا وباطنا، ثم ذكر المنافقين وهم من آمن ظاهراً وكفر باطنا، والموفق من سلك طريق الفلاح فحقق إيمانه ظاهرا وباطنا ” وأولئك هم المفلحون ”
” وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ..” قال النبي ﷺ “مثلُ المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرةً، وإلى هذه مرةً) رواه مسلم. قيل في الشرح : المنافق مع المؤمنين بظاهره، ومع المشركين بباطنه تبعاً لهواه وعرضه الفاسد، فصار بمنزلة الشاة ..
تغريدات المشاركين التي أعيد تغريدها من قبل الضيف
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) الآيات هذه صفات أهل الهدى و الفلاح !! فأين أنت منها ؟
(هدى للمتقين) تريد الانتفاع بالقرآن حقا والاهتداء بأنواره؟؟ تتبع صفات المتقين الواردة في الكتاب والسنة واتصف بها لتنال هداية القرآن
{ومما رزقناهم ينفقون} تأمل (رزقناهم) . . المال الذي تبخل بإنفاقه هو رزق رزقك الله إياه لو شاء لمنعك فلا تبخل على نفسك…
(هدى للمتقين) هذا القرآن مُعجِز حقًا، كيف يكون تأثير آياته في قارئها حسب صفة القارئ نفسه! (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا)، (وأما الذي في قلوبهم مرض فزادتهم رجسًا إلى رجسهم)، كيف يكون رافعًا خافضًا في الوقت نفسه! (يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين)..
لا تجد في الوجود كتابا يضمن صاحبه سلامته من نقص، ونقض، وخطأ، وتقصير بل لابدّ في مقدمته أو خاتمته من تنويه أن الكمال عزيز، والخطأ وارد، حتى أن رقمًا أو بريدًا يُرفق لإرسال الملاحظات إلا هذا الكتاب العظيم، مُستفتحٌ بـ(ذلك الكتاب لا ريب فيه) .. ذلك فوق طاقات البشر!
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ) لسلامتك النفسية زن نفسك بميزان الشرع و ليس بما يقوله الناس فيك
(صم بكم عمي) في هذا تسمية سليم الحاسة بفاقدها إذا انتفى الانتفاع بها من باب استعارة المحسوس للمعنى المعقول، وهذا كثير في لغة العرب
{وبالآخرة هم يوقنون} عقيدة راسخة واجعلها في قلبك ثابتة الآخرة حقيقة يقينية فهذا محفز عظيم للاستعداد لها
مطلع هذه السورة يُعطيك مفاتيح الانتفاع والتأثر بالقرآن الكريم https://pbs.twimg.com/media/Ehfb0p5XsAcTJeZ?format=jpg&name=small
(هُدًى لِلمُتَّقِين ) ١-القرآن كتاب هداية؛ فلا غنى للمربي ولا للمتربي عن هداياته (يُؤمِنُون بِالغَيبِ) ٢-الإيمان بالغيب محفِّز للأعمال، ومعينٌ على الإنجاز، وأنفع وسيلة للمراقبة الذاتية؛ (وبِالآخرةِ هُم يُوقنُون) ٣-اليقين بالآخرة بحيث لاتغيب عن حس المتربي كأنها أمامه رأي العين
المنافقون شاهدو النور وأبصروا الضياء ومع ذلك (اشتروا الضلالة بالهدى) فحرمهم الله نوره (وتركهم في ظلمات لا يبصرون)
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ الجوارح تبعٌ للقلب في الإيمان فلا يقتصر الإيمان على ما ينطق به اللسان
(أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم) تسمية القرآن المعاملة مع الله: تجارة، تحفّز النفوس التي جبلها الله على حب الدنيا للاستثمار للآخرة
” ..وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ” 4 ويُصَدِّقون بدار الحياة بعد الموت وما فيها من الحساب والجزاء، تصديقا بقلوبهم يظهر على ألسنتهم وجوارحهم وخص يوم الآخرة؛ لأن الإيمان به من أعظم البواعث على فعل الطاعات، واجتناب المحرمات، ومحاسبة النفس.
{إنما نحن مستهزءون} بعض النقاشات الهدف منها : الاستهزاء والسخرية فلا تستغرق فيها بل تجاوزها سريعا
في ظنهم أنهم: ﴿يخادعون الله والذين آمنوا﴾ وفي الحقيقة ﴿وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون﴾ [البقرة: ٩] وحين قالوا مستهزئين بالمؤمنين: ﴿إنا معكم إنما نحن مستهزئون﴾ ردّ الله عليهم بقوله: ﴿الله يستهزئ بهم﴾ [البقرة: ١٤-١٥] حذارِ .. فالجزاء من جنس العمل.
قال تعالى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) جمع الله في هذه الآية: عبادة قلبية ” الإيمان بالغيب” وعبادة عملية ” الصلاة” وعبادة مالية “الإنفاق”.
المنافقون لهم اجتماعات سرية يخلون فيها إلى أمثالهم من الشياطين ( وإذا *خلوا* إلى شياطينهم )
(وإذا خلوا إلى شياطينهم) “أي: رؤسائهم وكبرائهم”. السعدي من الإنس شياطين كما من الجن إلا أن شياطين الإنس أخطر، فالنفس لا تنفر ممن يوافقها في الخلقة
” ومما رزقناهم ينفقون ” الرزق متنوع .. فإن هُدِيتَ إلى الإنفاق مما خصك ووهبك فقد أفلحت. اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا
“وَيُقِيمُونَ الصلاة ومِما رزقْناهمْ يُنفقُون ” ٣ وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن, لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه