يساق الناس إلى أرض المعاد، و هم يترنحون من هول الموقف، مشيتهم غير متزنه، و خطواتهم غير ثابته،
و كل من له عمل صالح يريد أن يهرب ممن لهم أعمال سوء، ينادونه فلا يرد عليهم، و يستنجدون به فلا ينجدهم،
يظنون أن قرابته لهم أو صداقته بهم في الدنيا ستشفع لهم في ذلك اليوم، و لكن هيهات… إنه لا يلتفت إليهم طلباً للنجاة بنفسه،
و ترى أولئك الذين تجمعوا على حب الدنيا، أو تجمعوا على معصية الله، يفرون من يعضهم البعض فهم يومئذ أعداء ألداء،
صداقتهم في الدنيا قد تلاشت تماماً، و لم لا و كل منهم قد ساعد الآخر على أن يكون من أهل النار؟
كل الناس في هذا الموقف أعداء إلا المتقين،
لماذا لا يكون المتقون أعداء لبعضهم البعض في ذلك اليوم؟
لأن المتقين كانوا ينعاونون على الخير، فإذا رأى واحد منهم زميله يمشي في طريق الخير أعانه، و إذا رأه يمشي في طريق الشر يقف في طريقه، و ينصحه حتى يعود إلى طريق الخير. لقد كان المتقون يتعاونون على البر، فوقوا أنفسهم عذاب النار، كل واحد منهم نصح الآخر، أي: أمره بالمعروف و نهاه عن المنكر، فنفعهم ذلك في هذا اليوم العظيم، و نجاهم الله
و في ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: ((الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))
من كتاب مشاهد يوم القيامه لفضيلة الشيخ / محمد متولي الشعراوي رحمه الله