وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 101

اسلاميات

الحلقة 101

(وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) مريم) – (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) مريم)

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. ما زلنا مع شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في بدائعه وفرائده القرآنية.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. وحديثنا الليلة من شقين، الشق الأول عن سيدنا عيسى عليه السلام بمناسبة احتفال العالم كله بكل أديانه بهذه الأيام التي هي أعياد سيدنا المسيح عليه وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة والسلام. ومما يؤسف له ومما يحزن أن كثير من احتفالات العالم بهذا الحدث العظيم الذي عُنيَ به القرآن الكريم واحتفى به حفاوة يعرفها ويعلمها المسلمون كثير مما يجري لا يليق بهذه الشخصية العظيمة التي هي بطل من أبطال القرآن الكريم حيث استغرق ذكره وذكر سيدنا موسى معظم آيات وسور هذا الكتاب العظيم. نتكلم بشيء من الجلال والإجلال والتقديس والتكريم لسيدنا عيسى بالشكل الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى وأكرم هذه الأمة بأن جعلها لا تفرق بين أحد من رسله. وعندنا أن سيدنا عيسى مقدس كقدسية النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل إن القرآن الكريم يتحدث عن أن الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن كتاب واحد جاء على فترات متعددة كما قال سيدنا عيسى عليه السلام (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الصف). إذاً اليهودية والمسيحية والإسلام دين واحد جاء على فترات متعددة وقد بدّل الله به بعض الآيات التي تقتضي التبديل كما في قوله تعالى (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ (45) المائدة). رب العالمين قال هذا القرآن فيه هدى ونور و (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ (44) المائدة) (وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (48) المائدة) وهيمنة القرآن الكريم على الكتاب أي الكتاب الجامع للتوراة والإنجيل والفرقان. عندما تطلق كلمة الكتاب في كثير من مواضع القرآن الكريم تعني الكتاب هو التوراة والإنجيل والقرآن مجموعه يُطلق عليه القرآن الكريم لفظ الكتاب في كثير من آياته التي تنص على ذلك صراحة. الذي دفعنا إلى هذا هو أن نخرج من هذا الذي لا يليق بسيدنا عيسى مما يوجد في الشوارع وفي الحانات وفي الخمور وفي كل من هذا السَفَه الذي يُعصى الله به على هامش هذه الذكرى العظيمة التي هي في أذهان المسلمين مقدّسة ومنتظَرة من حيث أن سيدنا عيسى في هذا الدين لم يُقتَل ولم يُصلَب (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) النساء) وإنما هو متوفَّى وليس ميّتًا (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران) والوفاة كما قلنا هي مقدمات الموت أي هي الذهول عمن حولك كالنائم (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر) وحينئذٍ كلنا قبل الموت متوفى قبل الموت بساعة بساعتين بيوم بشهر نذهل عن كل من حولنا، تبقى علاقتنا الدماغية مع الآخرة تماماً. حينئذٍ هذه الوفاة (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ) متى؟ حين موتها عندما يأتي الموت يتوفاها قبل الموت. سيدنا عيسى رب العالمين أدخله في البرزخ وارتفع إلى السماء حيث لا نعلم كيف ولكن القرآن يقول (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) وسوف يعود قبل يوم القيامة وهذا بالاتفاق مع جميع الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام متفقة على أن لسيدنا عيسى عليه السلام عودة إلى هذه الأرض ثم يموت بعد ذلك قبل يوم القيامة. ولهذا قال (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) مريم) (وَيَوْمَ أَمُوتُ) ليس هذا الذي هو فيه الآن فهو لم يمت لا يزال متوفى وهو حيٌّ يسمع ويرى ثم ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة وهذا من علامات يوم القيامة الكبرى كما يعرفها المسلمون وكما يؤمن بها اليهود والنصارى. وحينئذٍ سيدنا عيسى عليه السلام بهذا الذي جمع كل المعجزات الخالدة يعني سيدنا عيسى في القرآن الكريم بطل المعجزات (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) آل عمران) الخ كل هذا جعل سيدنا عيسى بطل من أبطال القرآن الكريم وما من دين ولا كتاب أنصف السيد المسيح والسيدة العذراء وشرفهما وأكرمهما وألزم أصحابه بالإيمان بهما إيماناً مطلقاً مساوياً لإيمان المسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الدين. تحدثنا عن هذا كما تذكرون في برنامجنا القديم أحسن القصص ولكن لا تزال وسوف تبقى على مدى الأيام هناك جوانب لفتات تحف في هذه القصة أو تلك لا يمكن أن تحيط بها إلى يوم القيامة. في كل جيل هناك من سوف يقف عند كلمة واحدة ويعرف أن فيها جانبًا من جوانب هذه القصة المقدسة التي كما قال تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (3) يوسف).

نقف في هذه الأمسية عند بعض الكلمات. مثلاً في سورة مريم يتكلم القرآن عن سيدنا يحيى ويقول (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) مريم) وهنا قال (وَسَلَامٌ) منكَّر وليس معرّفًا كالسلام في قوله (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ) وسلامٌ. ولما ذكر سيدنا عيسى قال (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)) إلى أن قال (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) (السلام) بالألف واللام

د. نجيب: على لسانه هو

د. الكبيسي: على لسانه هو وبالتالي لماذا؟ كان يمكن أن يقول (وسلام علي)، لماذا جاءت كلمة سلام منكَّرة مع سيدنا يحيى ومعرّفة بالألف واللام مع سيدنا عيسى؟ ثانيًا لماذا قال مع سيدنا يحيى (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) وسيدنا عيسى يقول (جَبَّارًا شَقِيًّا)؟ وهكذا بعض الأشياء ينبغي التوقف عندها وقد تكلمنا كثيراً وأثبتنا بالأدلة أن كل اختلاف بحرف أو بكلمة أو بصيغة أو بماضي أو باسم فاعل أو بعطف بزيادة حرف أو بنقصه يشكل موضوعاً خاصاً ينبغي أن تقف عنده.

مثلاً سيدنا عيسى وأنتم تعرفون هذه القصة، قصة عن امرأة اسمها مريم وجاءها جبريل ونفخ فيها وحملت في ساعة واحدة حملت ووضعت وقالت (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) مريم) والقصة معروفة وجاءها ابن عمها الخ ثم ( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) مريم). قبل أن نبدأ بالتفاصيل لاحظ طفل رضيع صار له ساعة مولود ساعة واحدة ومولود ولادة إعجازية بنفخة من جبريل بساعة واحدة ولد التقطته وذهبت به إلى قومها وهي بالرغم من كل المعجزات قال (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا) قضايا العار تعرفونها وقضايا المرأة أن تتهم بالزنا، قالوا (مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) كيف تحملين من غير زوج؟!!! هذا الموقف رغم معرفتها بأنها على حق وأن هذه معجزة وأن هذا جبريل الذي جاءها وأن هذه إرهاصات (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) آل عمران) حينئذٍ هذه المرأة قالت لهم تكلموا معه، طفل ما صار له يمكن ساعتين قال (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ) وطبعاً اليهود يلتفون حولها ويرجمونها ويتهمونها يا فاجرة يا فاسقة وإذا به يجلس وهو ملفوف في اللفّة جلس وقال (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)) هذا الطفل لسه صار له ساعتين كيف يعرف كل هذه المعلومات؟! هذا علينا أن نتدبر (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ (82) النساء). ولو كنتم تذكرون تحدثنا نحن في أحسن القصص عن الفرق بين عالم الخَلْق وعالم الأمر (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) الأعراف) من خلال قوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) الأعراف) أنتم هذا الذي تفعلونه الآن قد فعلتموه سابقاً. يعني باختصار شديد تعرفون هذا النقاش السفسطي الذي لا نتيجة له بين الفقهاء وبين علماء الكلام هل الإنسان مخيّر أو مسيّر؟ في الحقيقة هو مخيّر مسيّر كيف؟ لما جاءت بك أمك كل الذي تفعله بعد أن تكون مميِزاً كل الذي تفعله أنت الآن في هذه الحياة أنت مسيّر تفعله رغم أنفك لماذ؟ لأنك أنت في عالم الخلق خلقك الله عز وجل وأنت الآن مخلوق بشري ولك إرادتك ولك عقلك الخ لكنك أنت تعيد تمثيل حوادث وأحداث فعلتها باختيارك عندما كنت في ظهر أبيك آدم، ذاك يسمى عالم الأمر. هناك رب العالمين خلق لك عالم طبعاً تعرفون أن هذا العالم الذي نحن فيه يوم القيامة عندما يسألون كم لبثتم (كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ (19) الكهف) يعني هذه القرون من آدم إلى أن تقوم الساعة إلى 2000 أو 4000 أو 5000 سنة يعني هذا قبل ما تموت بثواني نصف ساعة ربع ساعة تقول كيف هذا الزمن؟! يعني رب العالمين لما جاء ملك الموت يأخذ روح سيدنا نوح وقد عاش ألف سنة (قال عزرائيل: يا نوح كيف رأيت الدنيا؟ قال: والله يا عزرائيل كأنه بيت له بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر) يعني ثواني وفعلاً هو هكذا. وكل من بلغ من العمر عتياً سواء 80 أو 90 أو 100 أو 120 لما أنت تفكر في هذه السنين كيف راحت؟ البارحة ولدنا؟ فما بالك يوم القيامة وقبل يوم القيامة، ساعة الاحتضار ساعة الدخول إلى البرزخ ترى الأمور على حقيقتها (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ق) ترى الأشياء على حالها وحقائقها فعلاً هذا الكون من آدم إلى ساعة موتك كأنها ثواني فحينئذٍ هذا الذي تعيشه الآن أنت عشته منذ أن ولدتك أمك إلى نهاية عمرك سواء 50 أو 60 أو 70 أو 80 سنة كل الذي تفعله الآن أنت عملته بثواني وأنت في ظهر أبيك تلك الثواني تساوي قرن قرنين (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج) هذه الثواني التي كلّفك الله بها وأنت في ظهر آدم تساوي قرون. كل الحياة من آدم إلى أن تقوم الساعة كلها في تلك الثواني التي خلقك الله في ظهر آدم في عالم الذر وأنت فعلت كل ما تفعله الآن. هناك فعلته وأنت مختار هنا تفعله وأنت تطبِّق ذلك الذي فعلته هناك. إذاً سيدنا عيسى هو مولود جديد لما سأل وأنطقه الله عز وجل بدأ يتكلم عن ما فعله في عالم الأمر ففي عالم الأمر كان نبيًا وجاء بكتاب اسمه الإنجيل وحصل ما حصل كل الذي جرى له بعد أن ولد وإلى أن رفع إلى السماء فعله كما فعلنا نحن كل شيء في عالم الأمر (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) نحن الآن في عالم الخلق وإلا واحد في اللفة واليهودي يريدون أن يرجمون أمه بالحجارة ويصيحون عليها يا زانية يا بغي أمك ما كانت بغي أنت كذا وكذا أشارت إلى الطفل وقالت تكلموا معه قالوا (قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) وإذا به يجلس وهو في حضن أمه قال (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) كيف هذا؟ هل كان نبيًا وهو طفل؟ لا، كان يتكلم لا يزال هو في عالم الأمر طفل لسه عمره ساعة لا يزال هذا الطفل الذي في بطن أمه في عالم الأمر وإلى أن تنفخ فيه الروح فيصبح في عالم الخلق حينئذٍ سيدنا عيسى كان يتكلم بهذه المعرفة التي جرت بعد ذلك بالضبط كل الذي حكاه سيدنا عيسى الذي ذكره القرآن وذكره الإنجيل وغيره حكاه سيدنا عيسى يف تلك الثواني بعد الولادة بساعة أو ساعتين هذا الذي فعله وهو في عالم الأمر كما نفعل نحن جميعاً. كلنا الآن نطبق ما عشناه يعني مثلاً أنت لو ترى مسلسل تاريخي في التلفزيون مثلاً مسلسل عمر بن عبد العزيز الذي مثله الممثل القدير نور الشريف كلنا كنا ننبهر بالأحداث كأننا نعيشها الآن. الممثل كان مجبورًا وليس مختارًا كان مجبورًا أن يتصرف بالحوادث التي جرت في زمن عمر بالضبط لكن قبلها كان مختارًا. حينئذٍ كيف النبي عيسى يقول والله أنا نبي ومرسل بالإنجيل؟ كان يتكلم بما عرفه في عالم الأمر كالمرآة.

——–فاصل——-

الفرق بين قوله تعالى في قوله عن سيدنا يحيى (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) وسيدنا عيسى (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) ما الفرق؟ سيدنا يحيى تعرف كالأنبياء معصوم من العصيان. وجبار هو الذي لا يرى لأحد حقاً عليه أي لا يعطي صاحب حق حقه هذا جبار. وطبعاً الأنبياء كلهم يعطون الحق من أنفسهم. (عصياً) الذنوب الأخرى فسيدنا يحيى يقول أنا لست جبارًا أنا أعرف الحقوق وأعطي من نفسي الحقوق وأعطي كل ذي حق حقه فلست جباراً في الأرض (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) القصص). عصياً معصوم، سيدنا عيسى له شخصية فسيدنا عيسى على خلاف كل الأنبياء فكل الأنبياء فيهم فتنة وعذاب وعذبوا عذاباً شديداً وتعرفون تاريخ الأنبياء منهم من سجن ومنهم من قُتِل ومنهم من صُلِب والخ ما عدا السيدة مريم وسيدنا عيسى حفظهم الله عز وجل من كل ما يؤذيهم حفظاً وهذا معنى قوله (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) الشقاء كان معدوماً من سيدنا المسيح وأمه عليهم الصلاة جميعاً. ولذلك أنت لاحظ طبعاً قبل كل شيء حكاية قتلوه وصلبوه هذا كله كلام فاضي (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) تصور رب العالمين أنزل واحد على هذا الذي جاء يقتله على نفس صورة عيسى فقُتِل ذلك العدو وسيدنا عيسى رفع إلى السماء (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ). (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) النساء) ما في واحد لا يؤمن بأن سيدنا عيسى حيّ إلا ويراه قبل موته (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا). إذاً الشقاء منفي عن سيدنا عيسى وأمه تماماً فالرعاية كاملة كما قصها القرآن الكريم في عدة سور. يعني السيدة مريم يأتيها رزقها رغداً من كل مكان حتى سألها زكريا عليه السلام أنى لكِ هذا؟ من أين يأتيك هذا الطعام؟ قالت (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) آل عمران). حينئذٍ هذا الفرق بين عصيًا وبين شقيًا سيدنا عيسى وأمه عليهما السلام حماهما الله عز وجل من أي شقاء وكل ما في غير هذا من بعض الكتب التي تؤول وتقول وتجتهد والتحريف المعروف والأناجيل كثيرة والعداء المستحكم عند اليهود لسيدنا عيسى وأمه جعل هذه القصة يدخلها السفه والأكاذيب التي صارت في التاريخ عقيدة عندهم. ورب العالمين قال (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْه) حينئذٍ هذا الفرق بين شقيا وبين عصيا.

نعود الآن لماذا في الآية قال عن سيدنا يحيى (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) مريم) وهنا قال (وَسَلَامٌ) نكرة وسيدنا عيسى (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) (وَالسَّلَامُ) بالألف واللام. كل أهل اللغة يقولون أن الألف واللام هنا تسمى للاستغراق يعني مثلاً أقول له سلامٌ عليك يعني السلام عليك وواحد ثاني سلام آخر، عليك سلام وعلى هذا سلام وعلى هذا سلام أقول لك سلامٌ عليك، وهذه لغة قرآنية (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ)

د. نجيب: (وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى (59) النمل)

د. الكبيسي: حينئذٍ هناك صيغة تقول سلامٌ عليك، على الآخر سلام. ولما أقول السلام عليك يعني كله عليك على الآخر ليس هناك سلام يسمى استغراق. فالألف واللام تستغرق السلام كله لكي يكون عليك فقط. لماذا سيدنا يحيى قال سلام علي وعلى غيري؟ ورب العالمين على سيدنا عيسى قال السلام عليك فقط؟ سيدنا يحيى ما كان عنده أعداء وبالتالي سلام عليك وعلى غيرك. هنا في معرض أن هؤلاء اليهود كما قص القرآن وكما هم يعترفون بذلك يعني نحن لما نقرأ عن عقائد اليهود في سيدنا عيسى والله تقشر الأبدان أنه ابن زنا واحد ضابط روماني رأى السيدة مريم على الشاطئ فزنا بها، الخ ورأينا أفلام رأينا فيلم كيف يعذبوه وكيف يصلبوه والله العظيم كيف يعتقدون هذا الاعتقاد لا أدري؟ أما الإسلام يقول لا سيدنا عيسى رب العالمين عصمه (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) وهذا تفسير لشقي فليس هناك شقاء لا له ولا لأمه. ولهذا رب العالمين نزل عليهم من المعجزات والخوارق ما لم ينزله على مخلوق آخر من آدم إلى أن تقوم الساعة، قصة سيدنا عيسى وأمه العذراء قصة فريدة لم تحدث ماذا قال رب العالمين (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) آل عمران) انتهينا لا شقاء ولا غيره ولا ولادة ولا الخ كن – فيكون. حينئذٍ هذا الفرق بين الكلمات التي قلناها والآن بين سلام على يحيى والسلام على عيسى ورب العالمين حماه. ولذلك حماه من اليهود وكيدهم ذاك الذي هم يعتقدون أنهم فعلوه ويعترفون به ومثلوه أفلام وأنا رأيت هذا الفيلم والله العظيم يبكي الحجر مع اعتقادي بأنه كله كذب وعيسى لا يزال حياً عند الله عز وجل وسوف يعود إلى الأرض ثم يموت يعود حياً ثم يموت والله قال (وَيَوْمَ أَمُوتُ) يعني بعد أن أعود إلى الأرض قبل يوم القيامة وقبل أن ينفخ في الصور سوف يموت الخلق جميعاً ومن ضمنهم سيدنا عيسى، يتكلم عن ذلك الموت. هذه الحماية التي أسبغها الله على سيدنا عيسى ومريم قال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) حينئذٍ بعد أن جاء اليهود وفعلوا به وكذبوه. أنت لاحظ الآيتين في آل عمران يتكلم بهدوء ويقول أنا سأبعث لكم عيسى كذا (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) آل عمران) (فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ) بإذن الله مرتين. ولما تقرأ في سورة المائدة يعني يقول بعد كل فعل بإذني (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) المائدة) فعلاً كانت هناك في عداوة شديدة ومحاولات يائسة من اليهود بني إسرائيل فرب العالمين عندما دافع عن سيدنا عيسى ذلك الدفاع كان دفاعاً بغضب ولهذا قال له (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ) وحدك ليس على هؤلاء السلام. الألف واللام للاستغراق أنت

د. نجيب: وكونه مرفوع يفيد التجدد

د. الكبيسي: ورب العالمين كان اثنينهم موجودين وقال السلام عليك وحدك يعني أنت عندك صديق وفي ورأيته مع أحد أعدائك فتقول له السلام عليك يعني عليك أنت وحدك لكن لو تريد السلام للاثنين تقول سلام عليكم. حينئذٍ سيدنا عيسى لما قال (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ) جاء بالألف واللام للاستغراق ويعني أن جميع السلام عليك ولا أسلم على واحد من هؤلاء الذين يكيدون لك كيداً.

د. نجيب: وكأنه تفسير ليس بشقي

د. الكبيسي: نعم، وهذا كله من منطلق أنه ليس شقيًا ورب العالمين كما تعرف من بداية ولادته هو والسيدة مريم

د. نجيب: والساعات الثلاث الحاسمة في حياة الإنسان هي الولادة والموت والبعث

د. الكبيسي: وهذه كلها سيدنا عيسى له فيها سلام منقطع النظير وقال والسلام أيضاً لأنه ما من أحد له سلام كسلام سيدنا عيسى يوم القيامة حتى النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع دعاء سيدنا عيسى لقومه (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة) فالنبي صلى الله عليه وسلم بكى فجبريل قال له: يا محمد ما يبكيك؟ قال: والله رأيت أخي عيسى أحسن الدعاء لقومه وأنا أخاف على قومي، فقال جبريل: ربك يقول لن يخزيك في قومك، لن يحزنك في قومك إن شاء الله في أمتك. إذاً هذه العناية الخاصة بسيدنا عيسى عليه السلام

د. نجيب: حتى سيدنا عيسى عندما قال (فإنك أنت العزيز الحكيم) ولم يقل الغفور الرحيم إشارة لسيدنا محمد أن الشفاعة له وليس لي

د. الكبيسي: العبارة القرآنية في سيدنا عيسى كل كلمة تحمل دلالات يعني قسم منها ولا يزال إلى الآن لم ينتبه لها المسلمون ولكن لكل جيل له فيها عناية. إذاً هذا هو الأمر من أجل هذا نقول إن سيدنا عيسى عليه السلام قصة كما الله قال (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) إعجاز مطلق، إعجاز كامل. ولهذا كل ما يقوله الآخرون للأسف الشديد وهذا شيء محزن من باب الخرافات كل ما يقوله غير المسلمين عن سيدنا عيسى سواء كان من أمته أو من اليهود أو من غيرهم كل هذا لا يليق بسيدنا عيسى بل لا يليق بهذه الشخصية العظيمة التي هي بطل الخوارق. كل رسول له بطولة في شيء سيدنا عيسى بطل التصرف في هذا الكون (رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) ثم توفاه الله عز وجل وسوف يعيده إلى الأرض وهو أبرز علامات يوم القيامة فالعلامات الكبرى جِماعها وأساسها نزول سيدنا عيسى ومن فضل الله وهذا من العجائب أن يتفق اليهود والنصارى والمسلمون على هذه الحقيقة أن سيدنا عيسى عائدٌ عائد مع اختلافنا نحن جميعاً في المهمة التي سوف يقوم بها والطريقة التي سوف يعود بها، المهم أنه عائد من وفاته وليس من موته (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا). من أجل هذا كلمة سلام والسلام الفرق بينها شاسع.

د. نجيب: وهو من أولي العزم من الرسل

د. الكبيسي: قصة سيدنا عيسى فريدة فليس هناك شبه بينه وبين أي رسول لا في الولادة ولا في حياة الرسالة ولا في الوفاة.

د. نجيب: وهو مقدمة وبشارة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو قال (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)

د. الكبيسي: وهذا عندهم ثابت ولكن تعرف التطور التاريخي وأنت تعرف الآن الشعور وهذا من العجيب والغريب أن ديناً وهو الإسلام يقول كل هذا البهاء والجمال عن سيدنا عيسى، هؤلاء النصارى ليس لهم عدو إلا هذا الدين وأهل هذا الدين! وهؤلاء اليهود الذين الآن يلعبون بالعالم لعبًا بما فيه العالم الغربي المسيحي كلامهم عن سيدنا عيسى والله لا يليق ببغيّ وهذا من العجائب!! ولهذا هذه الأمة (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة) دائماً إفراد سيدنا موسى وعيسى ومحمد إفراداً مطلقاً لأن هذا الدين وهو تكملة للدين كما قال (وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) تكملة لسيدنا موسى وعيسى ومحمد ثلاث رسل بكتاب واحد جاؤوا على فترات متعددة (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ). هكذا هو الأمر والفرق بين هذا وهذا.

———-فاصل————

من ضمن ما قال سيدنا عيسى وهو لا يزال وليد عمره ساعة (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ).

محمد تمرة شاعر وكاتب من الأردن: لي ثلاث وجهات نظر حول هذا الموضوع بالذات لأنه طرق عدة مرات من قبل الشيخ ومن قبله الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله، بالنسبة لقضية مريم وبالنسبة لقضية عيسى ويحيى. القضية الأولى قضية الرزق حينما كان يأتي لمريم وهي في المحراب كان يأتيها بدون جهد أما القضية الثانية فهي قضية الرزق الذي طلب منها أن تهز النخلة والجواب الحقيقة في نفس السورة ونفس الآيات حيث هي تذمرت حينما جاءها المخاض وقالت (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا) فلأنها تذمرت على القدر طلب الله منها أن تهز النخلة هذا واحد. القضية الثانية قضية شقيًا وقضية عصيًا بالنسبة ليحيى لأن له والد ودائماً العصيان يكون للوالد وبالنسبة لعيسى عليه السلام لم يكن له والد وهذا إثبات أن القرآن هو من عند الله سبحانه وتعالى فلأن ليس له والد ودائمًا اليتيم أو الذي يربى بدون أب ربما يكون شقياً في حياته أو تعيساً في حياته ولذلك نفى عنه أن يكون شقياً لأن ليس له أب. والقضية الثالثة بالنسبة للسلام عيسى عليه السلام سلَّم على نفسه وقال (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ) والسلام كما تفضل الشيخ عندما تدخل عليها أل التعريف تكون قوية لكن هذه القوة تساوي سلامٌ من الله فسلام من الله التي بدون أل التعريف تعادل السلام عليّ الذي دعا عليها نفسه بالسلام وجزاكم الله خيراً.

عبد الستار: إذا كان الشخص على وضوء وقبل امرأته أو لمسها ينتقض وضوؤه

الإجابة: هناك اختلاف بين الفقهاء في هذا الموضوع

د. نجوى من أميركا: أتمنى أن توجه كلمة للعالم الإسلامي الذي بدأ يتفاخر كيف يحتفل بهذه المناسبة بسفه وبكل ما لا يرضي الله تعالى.

الإجابة: يا بنتي والله إن خلق إبليس كان ضرورة كخلق جبريل. هذه الحياة (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ (35) الأنبياء) هذا واحد. اثنين الدنيا لا تصلح على لون واحد (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) هود) وفعلاً هناك أساليب احتفال بسيدنا عيسى مما يخجل في العالم كله غربيه وشرقيه وينبغي أن يُحتفى بهذه المناسبة كما يحتفي المسلمون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك البهاء والجمال والوقار على كل حال.

نعود إلى الأخ محمد وطبعاً هو من أهل العلم وكونه شاعرًا وهذا القرآن الكريم إذا كنت شاعراً فإنك تصل إلى معاني لا يصل إليها من لم يكن شاعرًا. والتاريخ شيخي لما تقرأ المبدعين في التفسير في المتشابه دائماً يكون شاعرًا لأنها هي لغة. ولهذا الأخ محمد يعرف بأن المحكم من القرآن يفسر (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ (56) النور) على كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ما في نقاش، من المسلمات والثوابت ولهذا الصحابي حجة (صلوا كما رأيتموني أصلي) والصحابي نقلها. أما المتشابه نحن حجة على الصحابي، لماذا؟ لأن هذا يأوّل ولا يفسر (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (7) آل عمران) الراسخين في العلم كلٌ في بابه واحد عبقري في الفلك يأول لنا وأخر عبقري في المياه وغيره عبقري في البحار أو الإنسان أو العيون والسمع والبصر وهكذا هذا المأول له أول وليس له آخر وأحياناً في الكلمة الواحدة في القضية الواحدة التي نتكلم فيه الآن لو تقرأ التفاسير كل واحد يقول لك شيئًا. ناس تقول لك هو كان نبي منذ ساعة ولادته الخ وهذا كله من حقهم يعني أنا اليوم قرأت حوالي عشرين رأيًا كيف كان سيدنا عيسى يتكلم وهو طفل يقول أنا نبي وعندي كتاب وكلهم من حقهم لأن هذا التأويل له أول وليس له آخر. ومن حق كل عالم أو شاعر أو أديب أو مفكر أن يقول بل يجب أن يقول فيه ويضيف إلى ذلك. ويوم القيامة ستكتشف ونكتشف أن لها معاني كثيرة نتطرق إليها. إذاً ما قاله محمد في غاية الجمال وكل ما قاله يضاف إلى معاني أخرى وهذا المتشابه وهو لا تنقضي عجائبه. (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) ما فيها عجائب، تؤدي الصلوات في أوقاتها ما العجائب فيها؟ لا شيء. لكن هذا حياة الإنسان والمتشابه (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ (7) آل عمران) فمحمد صحيح وإن شاء الله كل سنة وكل أسبوع محمد وغير محمد يأتونا برأي آخر يضاف إلى هذا الرأي يضاف إليه لا يناقضه.

كوثر من دبي: عندي وجهة نظر أحياناً بعض الفتاوى تذكر أن الذي يحتفل برأس السنة يكون قد تشبه بالكفار وهذا محرم نحن في العالم الإسلامي بشكل عام باستثناء السعودية وفي الوطن العربي نحن نمشي في التقويم على التقويم الميلادي وليس الهجري فنحن عندما نحتفل برأس السنة ليس تشبهاً بالكفار ولكن نحتفل لأننا على مشارف سنة جديدة؟

الإجابة: والله يا كوثر في الحقيقة الموضوع ليس موضوع احتفال بل الموضوع في كيفية الاحتفال وكل شيء جديد يُحتفى به. يعني نحن نحتفي بكل جمعة نغتسل ونلبس ملابس جديدة والخ وهذا سُنّة يعني الجمعة إلى الجمعة كفارة ولكن بشروط أن تستحم وتنظف نفسك وتلبس أحسن ملابسك، هذا احتفاء. ونحتفي لما نرزق بولد نسوي له عقيقة وهكذا حينئذٍ نحن نحتفل بكل سنة وكل جمعة وكل رمضان ولكن الخلاف يكون في كيفية الاحتفال والاحتفاء وكما تعرفين سكر وعربدة ورقص إلى الصباح الخ فهذا لا يليق وهكذا!.

كمال من العراق: سيدنا عيسى عليه السلام هو الذي سيقتل الأعور الدجال؟

الإجابة: نعم، سينزل إن شاء الله ويحكم بالقاسم المشترك بين كل الأديان يعني ما هو الدين الذي يحوي الجميع؟ الدين الإسلامي لأنه (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285) البقرة) حينئذٍ سوف يحكم بهذه الحصيلة التي أمرنا بها سيدنا موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم. ثم كما تفضلت الأحاديث تقول هو الذي سوف يقتل الأعور الدجال إن شاء الله.

نرجع نحاول نتلمس قوله (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ) ما هي وجوه بركة سيدنا عيسى عليه السلام؟ طبعاً بركة سيدنا عيسى لا يحيط بها إلا الله عز وجل. وحتى النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبرنا بمآثر سيدنا عيسى أخبرنا عجائب. ومع هذا هناك أمور لم يخبرنا بها، إذاً علينا أن نتلمس كل على قدر علمه. سيدنا عيسى عليه السلام القاسم المشترك بين الثلاث رسالات ولهذا مجيئه في الوسط كان حلقة بين اليهودية والإسلام كانت نقلة هائلة. نقلة من اليهودية التي تعرفون تاريخها وما لابسها والذين آذوا سيدنا موسى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) الأحزاب) وسيدنا موسى بمعجزاته الكثيرة ما أفلح في أن يطوع بني إسرائيل وتعرفون ماذا فعلوا معه؟! يعني عملوا فيه عمايل وتأذى كثير من أقربائه (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ (76) القصص) وقارون كان ابن عمه! إذاً سيدنا عيسى كان نقلة وهذه أول بركة.

عبد الحافظ من العراق: السؤال الأول من المعلوم ولادة سيدنا عيسى معجزة لماذا قال تعالى لمريم (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) مريم) وهي امرأة حامل ومن قبل كان يأتيها رزقها في المحراب؟ السؤال الثاني قوله تعالى (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) آل عمران) لماذا الركوع بالتحديد؟

الإجابة: أما السؤال الأول لماذا كان يأتيها رزقها رغداً وهنا قال لها أنت حصلي رزقك؟ محمد الذي اتصل من عمان جاء برأي والرأي الذي أعرفه أنك أنت إذا توكلت على الله حق التوكل رزقك كما يرزق الطير هذا حديث (لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتجيء بطاناً) إذا كان توكلك مشبوه يقول لك أنت روح حصل رزقك ولهذا السيدة مريم وهي في المحراب قلبها متعلق بالله كما وصفها الله عز وجل كانت ذكّارة 24 ساعة منقطعة عن البشر وليس لها حبيب إلا الله عز وجل فالله كان يأتيها برزقها رغداً من كل مكان ولما جاء عيسى عليه السلام صارت أمًا فأصبحت تحب عيسى فحبها انقسم بين حب الله عز وجل وحب هذا الوليد المعجز والذي أخبرها الله بأنه معجزة وسيكون كذا وكذا الخ فتعلّق قلبها وهذا شيء طبيعي فلما تعلّق قلبها بالدنيا قال حصلي رزقك وكما سيدنا إبراهيم قال له اذبح فذبحه فعلاً. حينئذٍ هذا وجه والذي حكاه الأخ محمد من الأردن رأي وهذا رأي وهناك آراء أخرى وهذا من إعجاز هذا القرآن إلى يوم القيامة سوف يأتي واحد يكتشف في هذه الآية معنى جديدًا هائلًا يضاف إلى قائمة هذه المعاني الهائلة.

منى من أبو ظبي: ارتباطي بصلاة الفجر أقوى من ارتباطي بالصلوات الأخرى؟

الإجابة: هذا من علامات الصلاح (وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) الإسراء) أي صلاة الصبح (من صلى الصبح فهو في ذمة الله) وحينئذٍ ويقول سيدنا عمر (والله لأن أصلي الصبح في جماعة أحبُّ إلي من أن أقيم الليل كله) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أثقل الصلاة على المنافقين) فكونك تأنسين بها فهذه شهادة لك بأنك خالية من النفاق وأن إيمانك قد اكتمل يا منى فابشري بخير.

نعود إلى سؤال الأخ عبد الحافظ، السؤال الثاني لماذا اختص الركوع في قوله (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) لفضل السجود لأنه أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد، (وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) جماعة.

طبعاً للعلم أن هذه الشذرات التي توقفنا عندها أولاً ما كنا قد تكلمنا عنها في البرنامج القديم ولا ذكرناها في الكتابين التي ألفناها في الموضوع واحد للكبار وآخر للصغار. وفي كل عام كلما أقرأ القرآن أكتشف معنى جديد في لفظ أو حرف أو ما شاكل ذلك وما أضافوه الأخوان عبد الحافظ والأخ محمد جديد وسوف يبقى هذا الكتاب العزيز يستوعب أفكارًا عديدة إلى يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (هذا الكتاب لا تنقضي عجائبه) ويوم القيامة عندما يطلعنا الله عز وجل على مراده نكتشف أنا كنا على الساحل وما فينا الذي غاص في البحر وإنما كنا نحوم حول المعنى المطلوب وهذا هو إعجاز الله إعجاز القرآن الكريم.

د. نجيب: هذه هي طريقتنا وطريقة الشيخ في الاحتفال والاحتفاء بولادة سيدنا عيسى عليه السلام ينبغي أن يقتدى به وكلٌ يعمل على شاكلته. المصادر الكنسية تؤكد أن سيدنا عيسى ولد في أغسطس وليس في ديسمبر. باسمكم جميعًا أتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا الجليل العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله شاكرًأ جميع الإخوة الذين شاركوا معنا على الهواء وخاصة الأخ محمد تمرة وإلى اللقاء في حلقة قادمة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بثّت هذه الحلقة بتاريخ 31/12/2010م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرا وتم تنقيحها

—————–

حلقة يوم (31-12-2010)

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2367

 

على

Sharebase.to

Filedude

تحميل الحلقة صوتيا mp3 ( بحجم 5.5 ميجا تقريباً )

على

 

Sharebase.to

Filedude