وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 103

اسلاميات

الحلقة 103

(وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ (283) البقرة) – (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) البقرة)

(إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) المزمل) – (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا (41) النساء)

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله ومن والاه وبعد. ها نحن من جديد مع شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في بدائعه وفرائده القرآنية التي يجلّي في هذه الحلقات المباركات تلكم الآيات القرآنية التي تبدو أنها متشابهة في كتاب الله يجلّي ويبين ما بينها من فروق أوموافقات ومفارقات.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. وفي هذه الحلقة نتجوّل في كتاب الله عز وجل لنقف عند صيغ فاعل وفعيل في الكلمة الواحدة، شاهد وشهيد، (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) المزمل) هناك شاهد وشهيد (بشهيد) (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا (41) النساء) عندنا شاهد وشهيد وعندنا قاعد وقعيد وشاهد ومشهود. قاعد عندنا (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (95) النساء) (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) ق) عندنا آثم وأثيم (وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ (283) البقرة) (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) البقرة) عندنا آثم وأثيم. في غالب الأحيان ربما لا يتجلى الفرق بين الصفتين مع أن بينهما فرقًا عظيمًا وفرق يؤدي إلى اختلاف المعنى باختلاف الحكم.

باختصار شديد وقبل ذلك نفرِّق بين معاني الكلمات في الذنوب. الذنب كلمة عامة كل تصرف محرّم يقلل درجتك يوم القيامة فهو ذنب. كل شيء فعل أو تصرف كل شيء حرّمه الله عز وجل أيّاً كان نوع التحريم ودرجته الذي لم يغفره الله لك سوف يؤثر فيك يوم القيامة بحيث تنزل درجتك في الجنة يسمى ذنباً. ولكن هذا الذنب مختلف الأنواع من أجل هذا قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر) ما هي الذنوب جميعاً؟ بأنواعها لأنه فيها أنواع من حيث نوع الجرم وأنواع من حيث الصغر والحجم وأنواع من حيث الأذى الخ. قال رب العالمين (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ولهذا عليكم أن تقوموا بأسباب المغفرة، ما هي أسباب المغفرة؟ ولا تيأسوا لأن الله يغفر الذنوب جميعاً إذا باشرتم أسباب هذه المغفرة بالتوبة وأنواعها. قال (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) ما هي هذه الذنوب جميعاً؟ ما هي هذه الذنوب الجميع؟ ما هي أنواعها؟ أنواعها كثيرة أبرزها ما يلي:

أولاً الإثم كما في الآية. الإثم هو الذنب الذي يجعلك صغيراً في نفسك تستحي منه تشعر بالنقص أنت لا تحترم نفسك. مثلاً شهادة الزور واحد شهد زور أو هناك واحد سيعدم وعنده شهادة يمكن يبرئه ولكنه لا يذهب إما لأنه قد أخذ مالًا ليصمت أو يخاف أو في عداوة بينه وبين هذا الإنسان وفعلاً هذا أعدم كم سيبقى يحتقر نفسه إلى أن يموت؟! فالإثم كل ذنب يؤدي إلى احتقار للنفس، هناك أثم عظيم ولكن لا يجعلك تحتقر نفسك واحد تعارك مع آخر وقتله واحد عنده عوق أو عنده عدو تربص به وقتله هذا ذنب عظيم ولكن لا تحتقر نفسك ليس مؤذيًا هذا يسمى إثم. آكل الربا لأنه حقيقة شوف الفرق بين الآثم والأثيم كما سأذكر بعد قليل الآثم الذي يرتكب مرة الأثيم لا، استمر يعني الفرق ماذا؟ شخص أكل ربا لأمر ما اشترى شيئًا وليس لديه مال وأخذ بالفائدة بالربا وهو يعرف أن الربا النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنه (الربا بضع وسبعون باباً أيسره كمن يأتي أمه) وهذا رجلٌ مؤمن وملتزم ويعرف أن الربا كمن يزني بأمه. لكن أخذ ربا مرة في حياته فهو آثم، لماذا؟ لأنه احتقر نفسه كيف أنا أخذ ربا وكأني أزني بأمي!! الأثيم المستمر ليس الذي يأخذ ربا بل هو مرابي هو فاتح محل ونحن قرأنا في المدارس قصة شايلوك هذا المرابي الانجليزية في قصة شكسبير وفعلاً شايلوك كان محتقرًا جداً في مجتمعه لأنه مرابي فكل من كان يتعامل بالربا وكان هذا شغل اليهود والآن صار شغل بعض المسلمين يعني عنده حسابه وكل من يقترض منه يأخذ عليه ربا. حينئذٍ هذا أثيم لأنه صار متعودًا وصار مرابياً

د. نجيب: وأصبحت صفة ملازمة له كقوله تعالى بالعكس (جاء بقلب سليم).

د. الكبيسي: حينئذٍ وقس على هذا كل صفة فيها فاعلاً وفعل شاهد وشهيد واحد حصلت مشكلة وراح شهد عليها هذا شاهد واحد هو شغلته شهيد ما عنده كل شغله جالس في المحكمة وفي كل محاكم العالم في ناس يشتغلون شهود جالس في المقهى كل من احتاج شهادة يروح ويشهد زور والعياذ بالله

د. نجيب: والعكس صحيح على من كتم الشهادة فهو آثم قلبه

د. الكبيسي: ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كتم شهادة فهو كشاهد زور) حديث صحيح والفرق أن صاحب الحق ما أخذ حقه. أما شهادة الزور والله فيها أحاديث مرعبة ومن هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني نعوذ بالله وهذا هو موضوع الحلقة بعض الذنوب عليك أن تتجاوزها. يقول رب العالمين (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) النجم) إياك أن تصل إلى حد الكبيرة لأنك حينئذٍ تكون أثيم وليس آثماً. ولهذا دائماً هناك الكبائر كلها كبار الفواحش وكبار الجرائم هناك حد يجعلك أن تفعل كبيرة فأنت حاول أن تنزل عن الكبيرة كما سأذكر بعد قليل، هذا الآثم. إذاً المذنب كل فعل محرم ينقص درجتك يوم القيامة (وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) الإسراء) هذا الذنب. والإثم الذي تحتقر نفسك تحس أنك كما قلنا مرابي أو كتمت شهادة أو شهادة زور تحتقر نفسك أن هذا عمل صح حرام لكن خسيس. يعني مثلاً شرب الخمر لكن يعني كل الناس تشرب مدير عام وفلان شخصية بارزة لا يحتقر نفسه صح حرام ولكنه جالس مع الناس. أما هذا شاهد الزور وكاتم الشهادة لجبنه ويتخفى من الناس هذا يسمونه أثم، آثم.

عندنا الخطاء الخطيئة (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) النساء) الخطيئة أداء الشيء المشروع بشكل خاطئ يعني مثلاً كلكم تلاحظون في هذا الزمان في رمضان الصوم مشروع وكل المسلمين يصومون بعض المسلمين يصومون بشكل خاطئ بحيث أنه رمضان دخل والهلال واضح وهو لم يصم بل صام بعد رؤية الهلال بيومين أو ثلاثة أيام هذه خطيئة، أنت أديت الفعل المشروع الواجب عليك بشكل خاطئ لا يُقبَل، يقول لك (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) وهذا الهلال صار له يوم يومين ثلاثة وأنت لا تزال لم تصم رمضان! أو يوم العيد الناس أفطروا هذا الهلال وأنت لا تزال صائماً هذا سمى خطيئة. بالحج (الحج عرفة) والكل يعرف متى يوم عرفة وكل الناس يحجون في عرفة وفي جماعة يقولون لك لا نحن ثاني يوم نحج هذا هو قام بالعمل المشروع لكن بشكل خاطئ هذه خطيئة. الصلاة وكل العبادات هناك من المسلمين من يؤديها لأمر ما لاجتهادات لطوائف لفئات لأحزاب لضلالات يؤديها بشكل لا يمكن قبوله ولكنه يؤديها اسمه يصلي ويصوم ويحج لكن خطأ (رب مصلٍّ لا صلاة له) حينئذٍ هذه يسمونها خطيئة هذه خطيئة.

عندنا الفاحش كل الذنوب الجنسية جميع الذنوب الجنسية (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ) يعني أنت عليك أن تجتنب الفاحشة التي هي الإثم الكبير وما دون ذلك فيه سعة من حيث الحرام شيء والكبيرة شيء (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) النساء) عليك أن تجتنب الكبائر فكل ابن آدم خطاء ولكن الكبائر شيء ثاني. الكبيرة هذه سماها صلى الله عليه وسلم الموبقات والمهلكات وقد جعل هذا لك هذا الدين سعة بأن تنزل عن الكبيرة إلى صغيرة، يعني واحد بينك وبينه عداوة يعني يجب أن تقتله؟؟ يا أخي اضربه بعصا اضربه بشيء حتى لو جرحته لكن القتل هذا مصيبة! (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) ولهذا عند الفقهاء إذا جاءك واحد ببندقية ويريد أن يقتلك يسمونه صال عليك لا يجوز لك أن تقتله بل عليك أن تدفعه بالحد الأدنى تضرب طلقة عالأرض وبالهواء ما فاد تضرب رجله ما فاد تضرب يده أما تقتله رأساً أنت مسئول، إذاً (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) جريمة الزنا، الزنا من مصائب الأمة يوم القيامة ولهذا شوف العقوبة الرهيبة أن يدفنوك في التراب ويرموك حتى تموت عليك أن لا تفعلها وتقول الآية (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) اللمم كل علاقة جنسية مش حرام صريح ولا حلال صريح هي شبهة والشبهة هذه تنزلك عن حد الجريمة العظمى. وهكذا كل حد من الكبائر هذا إذا تجاوزته ووصلت الكبيرة فأنت أثيم ولست آثم كل ما عداه هناك زواج فاسد وهناك زواج مؤقت هناك زواج بلا شهود وهناك زواج بلا ولي كله حرام لكن لا تُرجَم وليس زنا زواج ناقص هذا حرام ولكنك لست أثيماً وإنما أنت آثم هذا الفرق. (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) أي ما عدا الكبيرة لأن هذه الصغائر يغفرها الصوم والصلاة وما بين الجمعة والجمعة كفارة الاستغفار الآلام، الكبائر مشكلة الكبائر يوم القيامة مهلكات سماها الموبقات. وحينئذٍ هذا الفرق بين الآثم والأثيم كما سأذكر بعد قليل.

يقول رب العالمين سبحانه وتعالى عن الأثيم (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) البقرة) بالله عليك واحد هذا الرجل أصبح مرابياً فاتح محل هو يجيب الناس للربا يعني مثل واحد قوّاد يجلب الداعرات والزناة ويوفق بينهم يعني هذا مثل هذا كفار أثيم (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) النساء) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) الأنفال) الخائن محتقر إذا كنت أمانة أخيك فأنت محتقر فكيف إذا خنت بلدك ووطنك مثل أبو رغال وابن العلقمي الذين جاؤوا بالمحتل إلى بلادهم ودلوه على بلادهم واحتلوها وقتلوا أهلها بالملايين كما فعل المغول وفعل غيرهم هذا أثيم لأنه في غاية الاحتقار،

المجرم هو الذي يرذله مجتمعه قام بعمل المجتمع الذي هو فيه لا يقبل بهذا فاضطر أن يهرب من مجتمعه بلغة البدو أو العشائر يقال ادّور أو أدير يعني طردوه من الديرة لأن عمله إجرامي كقاطع الطريق أو كشخص عمل حزب إلحادي في دولة إسلامية مسلمين قال ما في الله ومحمد كذاب وطبعاً هذا لا يمكن أن يعيش بيننا فيعتبر مجرماً (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) طه) المجرم الذي يقوم بعمل مرفوض في المجتمع بالكامل ولا يستطيع صاحبه أن يبقى في المجتمع وإنما عليه أن يهرب هذا يسمى مجرماً كما قال تعالى في عدة آيات.

الدكتور نجيب: الآن القوانين المعاصرة والشرطية عامة توسع دائرة كلمة مجرم حتى على الجنح البسيطة، جريمة جريمة؟

الدكتور الكبيسي: هناك جنحة وهناك جناية وهناك جريمة، الجنحة المخالفات، الجناية تكون أصعب شوي أما الجريمة لا هذه كبيرة طبعاً إلا إذا تاب، ولهذا الجريمة العظمى في القرآن الكريم هي الإلحاد.

————فاصل———–

د. نجيب: إذن القرآن الكريم يصنّف هذه الذنوب ولا يعممها.

د. الكبيسي: قال تعالى (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)) مثقال ذرة الميزان يوم القيامة ولا يظلم ربك أحداً لأن هذا القرآن الكريم بهذه الدقة يستطيع المؤمن أن يرى أين مكانه يوم القيامة بالشعرة إذا تتبع هذا الذي نقوله ويقوله المفسرون من حيث الفرق بين الكلمات. ولغة القرآن إعجازية بل إن أحكام هذا الدين منوط بفهمك للكلمة.

د. نجيب: كمال عدل الله وكمال رحمته.

د. الكبيسي: هكذا الفرق بين الشاهد والشهيد الشاهد كل من يأتي للمحكمة قد يخطئ قد لا يكون صادقاً قد يشترى وقد يلم بناحية ويغفل عن ناحية (عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء) أما الشهيد شيء آخر. الشهيد أمين على شهادته صادق بالمائة مائة. اثنين مُلِمٌّ بكل جوانب المشهود عليه لا تفوته شاردة ولا واردة ولهذا يوم القيامة كما في الآية (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (143) البقرة) النبي صلى الله عليه وسلم سيخبر ربه عز وجل عن هذه الأمة بحذافير ما حصل وبحذافير ما يريد النبي صلى الله عليه وسلم من ربه أن يعامل أمته فهو الشهيد ليس شاهداً وإنما هو شهيد على هذه الأمة. وكل كلمة شهيد في كتاب الله عز وجل تعني أن هذا الشاهد تطور وتقدم وألمّ بحيث صار من الأمان أمان مطلق الصدق صدق مطلق المعرفة صارت معرفته بوقائع ما يشهد عليه كاملة لا يترك شاردة ولا واردة، هذا هو الشهيد. وكذلك قاعد وقعيد (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) النساء) القاعد هو الذي لا يقوم بالمهمة. يعني نحن الآن نقولها في لغتنا الدارجة قاعد متقاعد، يعني كلمة متقاعد تطلق على الذي أنهى خدمته وجالس في البيت ما عنده شغل هذا قاعد. نقول عن الأرملة قاعد على اعتبار أنها ما تخرج من البيت. هذا القاعد لكنه هذا ما عنده مهمة قاعد والسلام عن كسل عن عطالة، أما القعيد لا، هذا واحد متربص بك قعيد تقول عليه جاسوس أو استخبارات أو ناقد أو متربص لكن يكون في غاية الذكاء وفي غاية الأمانة يقرأ حتى أنفاسك ما تحدِّث به نفسك يسمعه صوتاً هذا (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) ق) هذا القعيد لا يغفل عنك (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف) فهذا القعيد لا تفوته فائتة من حيث أن هذا يتلقى عن الملكين اللذين يكتبان الحسنات والسيئات وهذه طبعاً قضية إجمالية يعني من الصعب لعقولنا أن تدركها، نعرف عنها إجمال كما أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم أما حقيقة الأمر فهو من اللامعقول يعني القدرات أعظم من فهم العقل البشري لكن هذا القعيد (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) ق) الشهيد هذا هو القعيد. هذا الشهيد الذي يعرف عنك كل شيء كل خلجات نفسك هذا هو الذي قاعد لك ومتربص بك فليس لديه شيء أو أي شغل آخر فأنت شغله الشاغل فمن ساعة ما بلغت الـ15 إلى أن توفيت أو مت أو إلى أن اختل عقلك وذهب تمييزك هو معك يسجل عليك حتى أنفاسك كم نفس تنفست وأنت في هذه الحياة، خطراتك أفكارك نياتك كلام لا نحيط به. إذاً هذا هو القعيد لأنه متفرغ لك. هناك القاعدون مثل صارت معركة تبوك وما راحوا قعد ثلاثة أربعة قالوا والله نحن عندنا شغل الخ والله سبحانه وتعالى تكلم عنهم عن المخلفين. لكن هذا قاعد مرة والقعيد أبداً معاك ملازم إلى أن تموت،

الدكتور نجيب: إذاً ترجمة قعد بمعنى جلس غير صحيح والذين يترجمونها في القرآن الكريم هكذا غير صحيح؟

الدكتور الكبيسي: جلس معناها كان متكأ فاعتدل يقال جلس هذا كان واقفاً قام ثم قعد.

بهاء من الشارقة: بالنسبة لسنن الصلوات، كل عالم يفتينا بشكل مختلف هل ممكن أن تعطينا السنن المؤكدة للصلوات؟ البعض يقولون أربعة قبل الظهر وأربعة بعدها وأربعة قبل العصر

الإجابة: نحن لا نفتي وكفانا المفيتان العالمان في دبي ومع ذلك نرد عليك. هذا الدين فيه مذاهب شوف النبي صلى الله عليه وسلم سنن الصلاة منها المؤكد وهي اثنتان قبل الصبح واثنتان قبل الظهر واثنتان بعد الظهر واثنتان قبل العصر واثنتان بعد العشاء والوتر هذه بالإجماع وناس قالوا لا، المهم هذا الدين فيه بدائل سميناها مذاهب وهم عبارة عن علماء جاءهم خبر وفكروا وكل واحد عنده رأي وكلها صحيحة وأنت حر في أن تأخذ بنفسك ما تشاء وهذا من عظمة هذا الدين لئلا يكون عليكم حرج فكلها صحيحة.

أم عدي من دبي: سؤالي عن شخص كان يشتغل في شركة وقام يشتغل مع الناس على أساس أنه يأخذ منهم فلوس قرض على أساس أنه يشتغل فيها ويعطيهم أرباح ولكن لما خسر هذه الأرباح هو لم يقدر أن يعيد رأس المال ولا أن يعيد الأرباح وهؤلاء الناس كلهم اشتكوه وهو الآن في السجن ومتهم بالربا، فهل هذا ربا؟ هل يعتبر آثم أو أثيم؟

الإجابة: والله يا أم عدي هذا هو موضوع الحلقة. الربا الأثيم هو مثلاً أنا فقير وزوجتي مريضة وابني مريض أنا مريض وما عندي فلوس عطوني عشرة آلاف درهم وأرجعها 15 ألف هذا بالإجماع ربا والآيات جاءت على هذا ربا الفضل وربا النسيئة رب العالمين قال (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) البقرة) هذه كبيرة لا خلاف فيها ومصيبة كل ما عدا هذا الذي قلنا فيه من اللمم، سيدنا عمر قال (ليت النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت قبل أن يبين لنا أبواب الربا) لا نعرفها نعرف فقط ربا الفضل وربا النسيئة هذا الدَيْن للفقراء والمساكين أما التعاملات التجارية والبنوك والله هذه لا نعرفها الفقهاء رضي الله عنهم عملوا فيها العمايل لكن المشكلة أين يا بنتي؟ أن هذا الربا أيسره كمن يأتي أمه ولو تقرأين حياة الفقهاء السابقة لرأيت أناسًا كالملائكة يخشون الله ولا يعصون الله ما أمرهم فيهم ورع قاتل يعني فيهم ورع عوّق الأمة لشدة الورع ولما قالوا حرام الربا قالوا كله حرام. والله يا بنتي كثير من التعاملات الربوية أو التي تسمى الربوية تعاملات البنوك والمصالح يعني هذه بحاجة إلى إعادة نظر ولذلك لو تجتمع الأمة الآن وتبحث في المصلحة وحيث ما تكون المصلحة فثمة شرع الله حينئذٍ سوف نرى أن هناك تعاملات نتهمها بالربا وهي ليست كذلك لكن من الذي يضع هذا في رقبته والله أنا بعض المسائل لا أفتي بها إلى أن أموت أنا أدعها برقبتي وأروح جهنم هذه قضية خطيرة لكن الأمة لو سبع علماء عشرة مجمع الفقه في جدة وفي مصر يعني مجموعات علماء في دبي أو في أبو ظبي يجلسون في مؤتمر ويضعون الله سبحانه وتعالى بين أعينهم ومصلحة الناس، الناس في حيص بيص، كما قلت أنت الآن هذا الذي تشكين منه تشكي منه الأمة الآن وعلى العلماء إثم ذلك إن لم يجتهدوا كما اجتهد السابقون والله لو كان أبو حنيفة هنا لاجتهد اجتهاداً هو والشافعي وأحمد ومالك لحلوا مشاكل الأمة.

أم نائل من أمريكا: في قوله تعالى (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) الشورى) هنالك بعض الناس لسانهم دائماً بذيء بالكلام هل يدخلون ضمن هذا الكلام؟

الإجابة: بعد دقيقتين سنتكلم عن هذا الموضوع،

إذاً هكذا هو الأمر الآثم شيء والأثيم شيء آخر، ونأخذ من الآخر عندنا تأثيم ويقول تعالى (يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) الطور) عندنا آثم وأثيم وتأثيم (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) الواقعة) التأثيم الذي قالت عليه الأخت أم نائل. الخمر مصيبة سوداء إن الله لا يحب من كان خوانًا أثيماً لأنه فيها بذاءة ونحن شفنا في حياتنا مجلس يشربون فيه خمر الدعوة عامة وناس سكارى تعالوا شوفوا البذاءة يعني ما لا أقدر أن أصف الذي يحصل من حركات وأصوات وروائح شيء مقزز! هذا تأثيم. السباب الشتم البذاءة الكلام الفاحش الذي يعمله الصبيان في الحارات كأنهم في معركة هذا يعيره بأمه وهذا يعيره بكذا هذا كله تأثيم (لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ). فالتأثيم الذنب الذي يجعل المذنب يتلفظ بألفاظ بذيئة هذا التأثيم. وحينئذٍ علينا أن نجتنب هذه الذنوب لأن الله لا يحب هذا لا يحب الآثم ولا الأثيم ولا التأثيم.

إذاً هكذا هو الأمر الفرق بين الآثم والأثيم والتأثيم كالفرق بين القاعد والقعيد وهو فرق هائل جداً قاعد مرة واحدة والقعيد هذا لابث ولا يقوم ليس عنده شغلة أخرى ولذلك يوم القيامة سوف يعرف الإنسان (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً) (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) الأنبياء). حينئذٍ هكذا هو الفرق بين هذه المصطلحات كلما جئت على كلمة فاعل أو فعيل انحُ بها هذا المنحى لكي تعرف أن الله سبحانه وتعالى أنزل كتاباً بلغتك معجزاً بهذه اللغة وما من لغة يمكن لها أن تستوعب هذا النص الإلهي بهذا العمق الذي عرفنا جزءه اليسير إلا هذه اللغة المقدسة التي تُحارَب اليوم في كل مكان.

حمد من قطر: عندي سؤال عن البنوك عندنا في قطر بنوك ربوية وفي ناس لا يستطيعون أن يأخذوا قيمة سيارة نقدا فيأخذوها عن طريق الربا

الإجابة: الآن ونرى بأعيننا أن هناك بنوك إسلامية في كل مكان ونعم صحيح للأسف الشديد أن البنوك الإسلامية التعامل فيها ليس سلساً ولكن يا سيدي تنقذك من هذه المصيبة العظمى يوم القيامة. آكل الربا مصيبة المصائب ولهذا عليك أن تحتمل بعض الأشياء الخشنة من هذه البنوك لكنها إسلامية. ثانياً حتى البنوك الربوية الآن وليس هنا فقط بل حتى في أوروبا وهذا من عظمة الإسلام فتحت لها فروعاً إسلامية بل أوباما هذا الرجل تكلم مع خبير اقتصادي معروف من دولة عربية أنا أعرفه وهو كلمني بالهاتف أن أوباما كلمه تليفونياً وقال اخبرونا نحن الآن ثبت أن هذه الأزمة المالية في أمريكا أسبابها الربا والفوائد كيف استطعتم أن تنقذوا أنفسكم من هذا المصير؟ وكيف حرّم دينكم هذه الجرثومة القاتلة التي هي أبشع استغلال اقتصادي في العالم ويؤدي إلى هذا الخراب الذي نحن فيه؟ إذاً عليك أن تحتمل البنوك الإسلامية ولو كان فيها زيادة أو نقص لكن تشتري فيها نفسك يا رجل من جهنم فما قيمة المائة والألف والعشرة آلاف والعشرين ألف؟!

الدكتور نجيب: وقد فتحت الجامعات الغربية الآن أقساماً لدراسة المصارف الإسلامية بل إن البنوك الغربية فتحت أيضاً رقابة شرعية في أستراليا وخاصة في بريطانيا وبعض اللوردات في بريطانيا طالبوا بهذا الأمر،

الدكتور الكبيسي: كل الغرب الآن فتحوا في بعض البنوك الربوية أقساماً تتعامل تعاملاً إسلامياً.

د. نجيب: وهذا دليل والحمد لله وشاهد حق على سلامة هذا الدين نعود لشيخنا الجليل بعد هذا الفاصل.

———–فاصل————-

د. نجيب: تناولت سيدي الشيخ بعض الصفات السلبية آثم وأثيم وبعض نماذجها وأخواتها في القرآن الكريم لكن أيضاً نريد أن ننتقل إلى الصفات الإيجابية كسليم وحليم وعلم

د. الكبيسي: هناك سالم وسليم وحالم وحليم وعالم وعليم لكن نحن ركزنا على الذنوب باعتبارها موضوع الحلقة كقوله تعالى (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء) ما قال بقلب سالم فسالم تعني مرة واحدة يعني أنا ما أكرهك أنت فأنا قلبي سالم منك لكن أكره شخصاً آخر لكن سليم يعني أنت ليس في قلبك حقد كهذا الذي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال عنه (سيطلع عليكم الآن واحد من أهل الجنة) لأنه لا يحمل حقداً هذا سليم وليس سالم فنحن كلنا ينطبق علينا سالم أنا ما أكرهك أنت أكره شخص آخر أنا سالم منك، سالم من الغش ولكني لست بسالم من الغيبة والبغضاء أما سليم فليس فيه شيء إطلاقاً لكن نحن كلامنا عن الذنوب. الذي يحدث الآن أن الناس لا تفرق بين الصغائر والكبائر والعرض في الفضائيات فيه تشويش يعني أقول لك شيئاً نحن قلنا أن الخطيئة أن تؤدي الشيء المشروع لكن بشكل خاطئ هذا ما يصل إلى حد الكبيرة (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) الكبائر قضية ما لها علاقة يعني مثلاً العلاقة الجنسية المشروعة الكاملة كما يلي إيجاب وقبول وولي وشاهدان بإجماع المسلمين هذه الصفة كاملة لازم كاملة لكن إن لم تكتمل هذه وصار فيها خطأ ما تصل إلى حد الكبيرة لكن خطأ يعني مثلاً في ناس يقول لك ما في داعي للولي وفي ناس يقولون ما في داعي شاهدين وفي ناس يقولون ممكن يكون زواج مؤقت هذه ثلاثة ونحن جمهور المسلمين شافعية حنفية مالكية حنابلة يقولون لك هذا عقد فاسد وحرام لكن لا يمكن أن يكون زنا ولا يعاقب بعقوبة الزنا. يعني بصراحة قبل حلقة أو ثلاث حلقات على سما دبي واحد اتصل بنا قال أنا أصوم وأصلي وأصلي تهجد لكن عندي هذه الصديقة لا أدري ما يسمونها عشيقة خليلة صديقة الله قال (وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ (5) المائدة) قال ما أستطيع أن أستغني عنها إلا أن أزني قلت يا أخي اعقد عليها. على الأقل تخلص من الزنا وسمعت أن الناس عاملينها مشكلة السؤال التالي لو سأل هذا الرجل شخص آخر وقال أنا هذه لا أقدر أن أستغني عنها صديقتي وأنا أصوم وأصلي وصار بي مرض، هذا في التاريخ، الخليلات في التاريخ عملوا عمايل غيروا دول وبالتالي ماذا تقول له؟ تقول له استمر في الزنا!!! بل تقول له يا أخي اعقد عليها وتخلص من الزنا، فهل هناك حل آخر؟؟ عقد شرعي وانتهينا. وبالتالي يا أخي الكريم الناس عليهم أن يفرقوا بين الصغائر والكبائر (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) شرط لمغفرة الذنوب أن تجتنب الكبيرة معنى هذا الصغائر تغفر وتكفر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تكفر الصوم والصلاة والحج والزكاة والاستغفار والآلام تغسل غسلاً، الكبائر مصيبة ولذلك رب العالمين عز وجل جعل لك أبواباً مفتوحة حتى في هذا الربا في البنوك فثق هناك تعاملات حرام ولكن ليست ربا يعني تخلص من الكبيرة (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ) الفواحش الزنا الصريح زنا كامل ليس فيه ولا شبهة وبلغ ببعض الفقهاء إسقاط عقوبة الزنا بالشبهة حتى لو أن هناك عقد إيجار عقد خدمة يقول لك في شبهة عقد يعني لبشاعة العقوبة وهي الرجم أو الجلد قال ادرأوا الحدود بالشبهات

د. نجيب: ولكن تنتقل العقوبة من كونها حدّاً إلى تعزير بالاجتهاد.

د. الكبيسي: وتنتقل من كونها كبيرة لا تغفر ولا تغفر إلا بجهود جبارة إلى صغيرة تغفر بالصوم والصلاة حتى النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه هذا الزاني قال له لعلك قبّلتها؟ لعلك فاخذتها حتى يدرأ عنه الحدّ، قال له حتى فعلت كذا؟ قال فعلت كذا، ولام هذا الذي شجعه على الاعتراف قال له لو كنت تستره ثم تنصحه لكي يتوب وذلك لبشاعة الجريمة فعليك أن تتخلص منها بأي طريقة والطرق كثيرة تتخلص من الكبيرة بمحرّم بس محرم من الصغائر مع أننا نرتكب الصغائر من ساعة ما نستيقظ إلى ساعة نومنا وهذه واحدة منها. أما الكبيرة شيء آخر (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) هذا اللمم مع عدم الإصرار عليه (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران) هذه الصغيرة أما الكبيرة شيء ثاني نسأل الله العافية.

د. نجيب: نعود للصفات الإيجابية كالحليم والعليم

د. الكبيسي: هذه طبعًا معروفة، العالم غير العليم.

(فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) الأعراف) (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) يونس)

وننتقل إلى الموضوع الثاني في سورة الأعراف قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) الأعراف) فأنجيناه بالألف، في سورة يونس نفس القصة قصة سيدنا نوح (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) يونس) هنا فنجيناه بدون ألف، لماذا؟ هذا وصف القرآن أعجوبة، كلتا الآيتين تتكلمان عن نفس القصة عندنا أنجينا وعندنا نجينا، واحد صدمته سيارة وهو لا يزال تحت السيارة رأساً جاء الإسعاف وشالوه هؤلاء أنجوه، أخرجوه من الحادثة التي وقعت عليه وأنجوه من هلاكه فيها، هذا أنجى وفوراً أخذوه على المستشفى وجاء الأطباء وعالجوه وصار زين هؤلاء نجّوه مستمر. فرب العالمين جماعة نوح لما جاءهم الطوفان جاب لهم سفينة فقفزوا من الماء على السفينة أنجاهم من حادثة الهلاك قال أنجيناه. ولما خلص الماء وقال (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) هود) هذا نجيناهم بشكل مستمر. (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) الإسراء) نجاهم أي اكتملت النجاة وهذه قاعدة عامة في كل البشرية نعوذ بالله وكلنا قد نمر بهذا لما يصيبك شر أو مصيبة تلجأ إلى الله بشكل عجيب لكن لما تروح عنك المصيبة (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) يونس) وهذه من مصائب العبد مع الله عز وجل ولهذا ما من شيء أدعى إلى محبة الله لك إلا أن تكون شكوراً (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) الإسراء) (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ) ولذلك الفرق بين فأنجيناه ونجيناه فرق كبير جداً

د. نجيب: فنجيناه تعني اكتملت النجاة من جميع وجوهها واستقر بهم الحال كأولئك الذين كانوا في الفلك وهبت عليهم ريح عاصف من كل مكان وكاد أن يغرق بهم أتم الله تعالى عليهم ولكن مع ذلك أعرضوا،

د. الكبيسي: كان هناك قبلهم علماء صالحين ود وسواع ويغوث ونسر كانوا علماء أجلاء وأحبهم الناس وتقادم الزمن ومن شدة حب الناس لهم عملوا لهم أصنام تماثيل لكي يخلدوهم ويوم بعد يوم بدأ الناس يعبدون هذه التماثيل (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) نوح) وحينئذٍ هذا من قوانين هذا الكون أن (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد) فمن عوفي فليحمد الله (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) من أجل هذا عليك بحسن الخاتمة أو سوء الخاتمة كل هذا الذي في حياتك لا تستطيع أن تحكم عليه إلا أن تغمض عينيك بالموت وأنت على لا إله إلا الله فليس المهم نقص البدايات ولكن المهم كمال النهايات ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول (سلوا الله حسن الخاتمة).

إيمان من السودان: أسألك أن تدعو الله أن يرفع عنا ظلم الحاكم نحن ليست مشكلتنا في حكم الشريعة ولكن عندنا في بلادنا الشريعة تطبق على الضعفاء والمساكين.

الإجابة: على كل حال يا بنتي الظلم من شيم النفوس وحينئذٍ الظلم هذا من قوانين هذا الكون ولهذا يا بنتي إن الله سبحانه وتعالى ينعم على البلد بعدل أهله (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود) إن الله لا يعذب المشركين في الدنيا ولا يمحقهم إذا كانوا يحققون العدل فيما بينهم كما يفعل الغربيون فهم فيما بينهم حققوا العدل ولهذا بلادهم موسرة وفيها كل ما يريدون. ورب العالمين يهلك القرية المؤمنة المسلمة والمسيحية واليهودية تحكم بالكتاب والتوراة والإنجيل إذا ظلموا فيما بينهم مع أنهم مؤمنون. على كل حال الذي يجري في العالم العربي والإسلامي إلا استثناءات معدودة لكن أيضاً نحن لا نستطيع أن نقول بأن العدل مطلق هذا ليس من شأننا في الدنيا هذا من شأن الله يوم القيامة. قد يكون معه مشكلة نحن نظن بالسودان خيراً ولكن الخير نسبي لا أحد يقول نحن في عصر الصحابة كثر خير الدنيا إذا كان هناك من يمشي في شارع آمناً هناك دول إسلامية وعربية لا تستطيع أن تفارق بيتك ساعة يقتلونك وأنت في بيتك هكذا وهذا الحديث من علامات الساعة (لا تقوم الساعة حتى يشيع فيكم الظلم والقتل).

عبدالله من السعودية: عندي تساؤل وأتوقع أنه في ذهن الكثير من المسلمين ألا وهو أن الآن لا توجد فعلاً حلول إسلامية بقدر ما هي كما يرى بعض الإسلاميين في البنوك كما يحدث التلاعب يعني الفكرة أو المقصد الشرعي من الربا عدم استغلال المواطن البسيط أو المؤمن أو المسلم والذي يحدث الآن يا شيخ ولا يخفاك وأنا أتحدث عن المصارف الإسلامية لمعرفتي بها أنه يقول نشتري حديد ونبيع حديد ولكن العملية تتم بشكل تام بحيث يتم استغلال المواطن أو استغلال المسلم إذاً المقصد الشرعي لم يتم لأن الاستغلال البشع من ذوي الأموال للمحتاج مستمر إذاً لا يوجد حل إسلامي لهذا الأمر

الإجابة: كلامك وجيه وكلامك واقع والناس يشكون هذا ليس سببه النظام الإسلامي والسبب فيما يلي أن الأمر الآن ليس بيد المسلمين بل بيد الإسلاميين يعني بيد عناوين وبصراحة بدون أن أسمي أسماء وأنت تعرف هذه الأمة كلها الآن يسيطر عليها مجموعات فئوية وحزبية طائفية مذهبية وهي فعالة عندها فلوس تدفع عندها سلاح تقتل عندها هيبة تخوف وتشهِّر والعلماء الحقيقيون أصحاب الفكر والنظر أصحاب العقل والتنقيب عن الذريعة البصيرة (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) يوسف) بصيرة دليل، هؤلاء قاعدين خائفين لأنهم مضطهدين أنت لازم أن تكون فلان الفلاني الخ لكي تستطيع أن تتكلم بدون خوف هؤلاء الناس بدأوا يزولون وأنت تعرف هذا جيداً الفئات الحزبية والإسلامية والطوائف والمذاهب كلها سقطت سقوطاً لا تحسد عليه. وإن شاء الله الجيل القادم سينشأ فيه مسلمون فقط لا إسلاميون بدون عنوان مسلمون فقط وفيهم علماء وأعرف في كل مكان في العالم العربي في واحد اثنين في كل بلد لو اجتمعوا بحرية لحلوا كل مشاكل المسلمين كما فعل أسلافنا أبو حنيفة وجماعته. لكن هذا الوضع الذي قلت عليه بدأ يزول سيطرت فلان فئة وفلان طائفة على هذا البلد وفلان حزب على هذا البلد وفلان جماعة على هذا البلد هذا زال وترك جراحات في هذا الدين وفي هذا الفقه وحينئذٍ هذه الحلول النسبية التي تخدم فئة أو حزباً أو طائفة أو مزاجاً هذا بدأ يزول ولكنه سيأخذ له سنتين أو ثلاثة عشرة إلى أن تنشأ مدارس دينية حقيقية مجربة على الدليل. هات الدليل يتكلم وليس فلان يتكلم أو جماعتنا أو حزبنا أو طائفتنا لا بل ماذا يقول الدليل الذي أنزله الله وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم.

معتز: ما معنى أحاطت به خطيئته في قوله تعالى (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) البقرة)؟

الإجابة: خطيئته الشرك الذي لا يغفر معه عمل. فالشرك هو الخطيئة التي تحيط بك ولا يقبل لك عمل والله يا أخي في ناس قدموا لهذه البشرية خدمات تساوي صلاتي وصلاتك مليون سنة، الذي عمل الكهرباء والذي عمل الأدوية ادخل مستشفى وانظر الأدوات التي فيها وطيارات لكن في الحقيقة ما آمن بالله فهذه مصيبة سوداء فرب العالمين الشرط الذي يقبل فيه العمل أن تقول ربي الله أما هذا المشرك أحاطت به خطيئته.

د. نجيب: إذا كنت تطرقت شيخنا اليوم أكثر من مرة إلى أهمية نقيض الربا وهي الحلول الإسلامية البديلة فإن الفضل يعود إلى سمو الشيخ رحمه الله راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي الذي أسس أول بنك إسلامي في دبي وانطلق هذا البنك من هذه الدولة المباركة وقد كان في بداي الأمر معارضات كثيرة لهذا البنك إلا أنه كما تفضلت الرئيس الأميركي بنفسه قد بارك هذا الأمر. شكراً جزيلاً  باسمكم جميعًا أشكر الدكتور العلامة أحمد الكبيسي حفظه الله على هذه الإشراقات القرآنية وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله علمًا أن الإعادة غداً إن شاء الله في الثامنة صباحاً بتوقيت الإمارات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بثّت هذه الحلقة بتاريخ 14/1/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرًا وتم تنقيحها.

————-

من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2375

على

 

Sharebase.to

Filedude

تحميل الحلقة صوتيا mp3 ( بحجم 6 ميجا تقريباً )

على

 

Sharebase.to

Filedude