الحلقة 109
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) البقرة) – (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) الأعراف)
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. مع شيخنا الإمام الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في تلكم الفرقو القرآنية التي تبدو أنها متشابهة مبيناً ما بين تلك الآيات من فروق.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم من السور التي تحفل بمتشابهات عديدة يتبين فيها القارئ والمفكر عمق هذا الكتاب العزيز من حيث اختياره للكلمة العربية ولهذا ما من كلمة تبين مراد الله عز وجل إلا بهذه اللغة المباركة (قُرْآَنًا عَرَبِيًّا (28) الزمر). ولهذا قال (آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ (9) الحديد) (آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ (34) النور) ومبيَنات وهذه الثلاثة كلها ترجع إلى عمق هذه اللغة وإلى مرونتها التي لا تجدها في أي لغة أخرى حيث يختلف المعنى بالحرف الواحد باختلاف الحرف الواحد. في قصة فرعون مرة يقول (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) البقرة) نجيناكم ومرة يقول (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) الأعراف) الفرق بين أنجيناكم ونجيناكم: أنجيناكم ساعة وقوع الحدث عندما تشب النار في عمارة وتأتي المطافئ وتنقذ الناس من بين النار يقال أنجوا فلاناً أنجوا هذا الرجل من النار من الهلاك أنجوه من الحدث. لكن هو مريض ولا يزال الخطر محدق به ذهبوا به إلى المستشفى وعالجوه وأكرموه وذهب إلى بيته يقال هنا نجّوه النجاة المستمرة كما تحدثنا في قصة سيدنا نوح (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) العنكبوت) ساعة ما غرقوا ونجيناهم عاد عندما نزلوا إلى البر ثم راح قسم إلى العراق وقسم إلى الشام وقسم إلى كذا واستمرت هذه نجاهم فرب العالمين يقول لبني إسرائيل أنجيناكم من عدوكم عندما دخل فرعون بالبحر وأنتم كنتم ستغرقون معه لكن الله قال (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) الشعراء) وعَبَرتم. أنجاكم من الغرق ساعة ما غرق فرعون هذه أنجيناكم. ثم بعد ذلك أخذهم موسى وذهب بهم إلى صحراء سيناء يتيهون في الأرض أربعين سنة ونزل عليهم المن والسلوى وضرب الحجر فانفجرت منه اثنتا عشر عينًا دلال (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93) يونس) مبوأ صدق في مصر وفلسطين والشام وهي لا تزال إلى هذا اليوم من أجمل وأعذب وأعرق وأغنى الدول من حيث الطقس والجمال والزراعة والطبيعة. هذا الفرق بين أنجيناكم ساعة الحدث من الموت المحقق ثم بعد ذلك خليناكم في جانب الآمان في السكنى والعمل والرعاية يقال نجيناكم.
قبل كل شيء من هو فرعون؟ فرعون كل ملك يحكم شعبه بالمواصفات التالية: أولاً يتكبر عليهم تكبراً عظيماً ولا يعترف بأنه من طينتهم أو من طبيعتهم وإنما هم عبيده وخدمه (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) النازعات) (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي (38) القصص) أنتم كلكم حشرات أنتم لا قيمة لكم أنا فقط الذي لي قيمة، هذا فرعون. والآن الفراعين في الدنيا من آدم إلى أن تقوم الساعة هناك فراعين يعتبرون شعوبهم قطعانًأ من الغنم وهو الوحيد إله يعبد والأوحد، كل واحد عليه صفة فلان الزعيم الأوحد فلان مش عارف مين والخ فالفرعين في كل الدنيا هذا واحد. اثنين يجيعهم الفرعون دائماً يجيع شعبه على قاعدة جوّع كلبك يتبعك لأنهم يعرفون أن هذا كذاب فيجيعهم لكي يبقوا منضبطين وأنت لاحظ على فرعون لما قال (وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) الشعراء) تعطينا فلوس؟ إحنا جوعانين؟ قال نعم (قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) سأعمل لكم وليمة عشاء، تصور! إذاً صار الذي يتكبر على شعبه ويزدري هذا الشعب ويصفه بأقبح الصفات بالنذالة والحقارة والتدني وهو الملك وهو الأعلى وهو الرب وهو الإله ويجيعهم ثم يمنّ عليهم بفتات الخبز ثم يسومهم سوء العذاب بحالتين. اللقطة الثانية تقول الآية (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) هذا كلام رب العالمين يقول يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي عليكم (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) يذبحون أبناءكم بدون واو يعني سوء العذاب يتلخص في أن هذا يذبح أبناءكم! هذا الكلام في سورة البقرة. في سورة إبراهيم (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) إبراهيم) ويذبحون أبناءكم بها واو إذاً معنى ذلك سوء العذاب غير التعذيب غير التقتيل. فالتقتيل هذا وحده جعله مصيبة سوداء ففيه سوء عذاب ونحن الآن نعرف سجون الظلمة السجون والمعتقلات الآن في نصف العالم العربي تقريباً بل في معظم العالم فيه تعذيب خيال وبعد التعذيب قد يُعدَم إذاً في تعذيب أو سوء العذاب أولاً وبعدين يعدم أو يقتل. هكذا سيدنا موسى شرح الأمر ورب العالمين أوجزها (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) هذا كلام رب العالمين أوجزها وهذه لغة القرآن سيدنا موسى فصّلها قال (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) إذاً معنى ذلك سوء العذاب واحد يعني ليس رأساً يذبح، لا، بعد التعذيب يعني كلنا سمعنا ورأينا ناس دخلت السجون والمعتقلات سياسية وغيرها يقولون والله كنا نتمنى الموت بحيث لما يموت واحد عندنا من التعذيب نحسده نقول يا الله خلص من التعذيب هذا (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) ثم يذبحونكم بعد ما أساموكم سوء العذاب. فهذه الواو تشرح حالتين حالة الذي يقتلونه رأساً يعني هذا يكون بالفتن والاضطرابات كل من واقف في الشارع يقتلونه هذا (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) يذبحون بدون واو رأساً وسوء العذاب التذبيح. سيدنا موسى في سورة إبراهيم قال لا هو هذا في السجن يذبحهم بالشارع يقتلهم يُذَبح بالجملة. وحينئذٍ التذبيح إذا كان هو كل ما في الأمر هذا بدون واو (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) هذا لما يكون القتل في الشارع ولكن إذا كان لا، يأخذونه في السجون وبعدين يعني يعذبونهم عذاب شديد بعدين يعدموهم هذه (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) بعد التعذيب. إذاً هذه الواو تبين هؤلاء الفراعنة في التاريخ كله والتاريخ مليء بالفراعنة الذين يقتلون ما من حاكم ولا ملك يقتل شعبه إلا وهو فرعون من حيث كونه يكرههم. فهو يعرف أنهم يكرهونه يكرههم يبغضهم قد جوّعهم وعراهم يرى نفسه فوقهم يعتبرهم عبيده تعالوا اسجدوا لي ألست بربكم! حينئذٍ هذا الذي يجري هذا الفرق بالواو بين (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) هذا قتل في الشارع (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) هؤلاء في السجون يعني بعد التعذيب الآخر.
(يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) – (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) الأعراف)
الفرق الآخر مرة قال (يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) ومرة قال (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) الأعراف) فرق هائل بين يذبِّحون وبين يقتلون، يذبِّحون هذا حكم الإعدام بالذباحين يعني هذا فرعون لما أخبره المنجمون أن واحد من بين إسرائيل سوف يستولي على ملكك ويقتلك بدأ يقتل الذكور ويستحيي النساء وكلمة يستحيي فيها عدة معاني المهم بدأ يقتل الذكور بالسكاكين سموهم الذباحون فصارت فرق تطوف بالشوارع وبيدها هذه السكاكين كل مولود يعرفون أين الحامل يشخِّصون جواسيس ومخابرات كل واحدة من بني إسرائيل تحمل ينتظرونها يوم الولادة فإذا ولدت ذكرًا أخذوه وذبحوه أمامها وقطعوا رأسه هؤلاء الذباحين، وفي آية أخرى قال (يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ) هذا التقتيل أنواع، التقتيل بالتجويع أو بالتخويف أو بالتشريد أو أن تقتل ابن الرجل أمامه أو أب الرجل أمام ابنه أو تأخذ ابنته أسيرة أو مما يحدث إلى هذا اليوم من فرعون إلى هذا اليوم في دول بائسة ومجرمة وحاكمها يطغى على شعبه ويفعل بهم الأفاعيل هذه الأساليب موجودة إلى هذا اليوم ويبدو أنها باقية ونحن عندما نسمع عن هتلر وموسيليني والذي أحرف روما ونحن لسنا عاجزين أن نسمي في عالمنا العربي بعض الرؤساء الجمهوريات أذلوا شعوبهم إذلالاً هائلاً وقتلوا وذبحوا وقتلوا وحينئذٍ وأنت لاحظ رب العالمين لما أغرق فرعون قال له (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) يونس) يا الله! ولا يزال فرعون إلى هذه اللحظة في المتحف المصري وأنا رأيته بعيني أكثر من مرة وكلما ذهبت إلى مصر ذهبت لكي أراه. وهذا المعجز في أن هذا الفرعون من أربعة ألاف سنة لا يزال إلى الآن كأنه غارق قبل ساعتين ولما صار به خلل بسيط في وجهه خلل جداً بسيط وذهبوا به إلى فرنسا لإصلاحه لأن هذه ثروة هذه جثة فرعون التي نجاها الله من الغرق قال (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً) عظة وعبرة لكل طاغية ولكل فرعون يحكم شعبه كما حكمتهم أنت أنهم عبيدك وخدمك وأنت ربهم الأعلى وما علمت لهم من إله غيرك وتجيعهم الخ سوف يكون مصيرهم مثل مصيرك حتى (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) الناس هنا يعني الملوك فمن يهمه العبرة هنا؟ الملوك الحكام وحينئذ رب العالمين عز وجل يقول هذا الفرعون سأبقيه وفعلاً لا أظن أن ملكاً في الأرض إلا رأى فرعون خاصة الغربيون والدول الأجنبية يعني هذا الإنجاز إنجاز تاريخي وفني وأثري خيال والآثار حضارة عريقة كالحضارة المصرية والفرعونية والبابلية فهذه الأعجوبة مثل الآن هذا لينين أنا رأيت لينين محنطًا في موسكو أنا رأيته جالس على كرسي ولابس بدلة سوداء وجالس هذا لينين الذي حكم نصف الكرة الأرضية والذي جعل نصف الكرة الأرضية من المؤمنين جعلهم ملحدين يقولون الله ما في، واحد. ولهذا (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) كل شيء تستطيع أن تكسبه بجهدك (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) الطور) إلا لا إله إلا الله هذه هبة من الله عز وجل (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) وإلا أقول لكم شيء بكل تواضع والله أمتنا هذه اليوم هي أسوأ الأمم من حيث الحضارة والقدرة وانتم كما ترون كل الأمم لها قدرة وشوكة وكيان وكلمة إلا العرب. وتعرفون الآن ماذا يحدث الآن في عواصمهم وفي شعوبهم وماذا يجري هذا العبث وكله بالريموت كله واحد وراء الثاني. هذه الأمة الضعيفة والتي الآن كل شيء فيها ليس من ملكها ولا من صناعتها هذه الكهرباء والسيارات والتلفزيون وهذه المحطة كله من صنع هؤلاء القوم الذين وصلوا إلى القمر وعندهم من العقول ما ليس عندنا ونحن أمة أمية وفي الإنجيل والتوراة عندما بشر الله بسيدنا محمد لسيدنا عيسى قال سوف يأتي هذا الذي هو محمود أحمد الناس في السماء يأتي إلى الأمة الأمية وهم ترجموها الأمة الجاهلة هي لا، الأمة الأمية. فالسؤال الآن هؤلاء أصحاب العقول الجبارة من الإنجليز والأمريكان الأوروبيون عموماً الروس الذين وصلوا إلى القمر مثل غاغارين وغيره ما أدركوا لا إله إلا الله؟ هذا الكون الذي كل شيء فيه يدل على أن هذا الكون له إله واحد لم تدركه إلا هذه الأمة حصراً بالشكل النقي الذي لا شائبة فيه ولا شرك فيه، فقط هذه الأمة التي هي أمة محمد عليه الصلاة والسلام. ما من نبي أفلح في أن يلقن ويعلم أمته التوحيد الخالص إلا محمد رسول الله لماذا؟ ولهذا هذا الإيمان ليس بجهدك والله ولو كان بجهدنا كنا عبدنا أصنام كما فعل أباؤنا ولكن (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) فيما عدا هذا لا، جهود. حتى صلاتك وصومك وحجك وزكاتك هذه بفعلك أنت تتقن تستطيع أن تفعل أو لا تفعل أما الإيمان لا إله إلا الله هبة من رب العالمين ولذلك ما عدا لا إله إلا الله كل شيء يرجع إلى عملك. فنحن الآن نقول ككل شيء في هذه الدنيا يعني هذه الفتن التي تجري في العالم العربي كما قال عليه الصلاة والسلام (لا تقوم الساعة حتى تكون فتن يرقق بعضها بعضا كلما جاءت فتنة قال المؤمن هذه مهلكتي) ما أكبرها؟ (فإذا جاءت التي بعدها رقت هذه) هذه سهلة هذه أعظم. يعني خذوا على زماننا نحن من عام 1917 إلى اليوم يمزقون ويفرقون جماعة احتلوها بريطانيا وأخرى هولندا وأخرى إيطاليا وبقت الحروب وكانت كأن هذه مصيبة المصائب وقسموا الدولة الواحدة إلى دول عربية ودول إسلامية وجماعة إسلامية وقلنا هذه مصيبة المصائب والآن ما يجري في العالم العربي تلك كانت سهلة والآن ما في دول في كيانات يعني في العراق ليس هنالك دولة في هذا كيان وهذا كيان وهذا كيان وهكذا الذي حصل في مصر والذي حصل في ليبيا والقادم ما نعرف ماذا لكن تستطيع أن تطلع من هذا الذي جرى لك بنتيجة هائلة. يعني كلنا نعرف وكلنا نلاحظ أن الشعوب التي قهرت هذا القهر واستولى عليها واحد وقال أنا ربكم الأعلى لا يعرف جماعة ولا يعطي أحد ولا يحترم أحد ولا يقابل أحد وسرق أموالهم بالكامل وذهب بها إلى الخارج وجوعهم وأفقرهم وأذلهم أربعين خمسين سنة حينئذٍ نهايته هكذا نهايته كنهاية فرعون (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً) سيطلع مصلّخ لا يملك شيئًا وكل ما عنده من مال يروح جمع أموال تعادل ما يملكه شعبه عشر مرات وبعدين راح وأخذه غيره وهو لم يعد يملك حتى قوت يومه (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) من الملوك والفراعين من أمثالك عن آياتنا لغافلون. ولهذا رب العالمين رسم بالحرف مرة قال (يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) ومرة قال (يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ) يذبِّحون بالسكاكين كل ذكر يذبحوه أما الكبار ما كان يذبحهم لكن كان يجيعهم ويشردهم ويغرقهم ويسخرهم يعني عمل فيهم العمايل هذا الفرق بين (يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) أما القتل أن تنتهك امرأتك أو أبنتك أو أختك أمامك هذه أصعب من القتل بألف مرة وأصعب من الذبح ألف مرة هذه موتة ما يمكن أن تصفها! أو أن يقتل ولدك أمامك أو أن تباد مدينة كاملة أو أن يحرق الناس تحريقاً كاملاً أو أن يرش عليهم بالأسلحة التي لا يمكن دفعها جرثومية أو كيماوية وكما يحصل الآن فالعالم الآن كله ملوث من هذه الأسلحة الخطيرة يسمونها الدمار الشامل. إذاً هذا الفرق بين يذبّح وبين يقتّل وبين هذه الواو وبدون الواو (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) هذا العذاب بهذا التذبيح الذي هو بالجملة والأخرى (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ) بالواو يعني هذا الذي يعذبون أولاً وبعد التعذيب يصيرون إلى الإعدامات، هذا هو الفرق في هذه الآيات الكريمة من حيث هذا الرسم الإلهي بالحرف والكلمة والماضي والمضارع.
د. نجيب: كما قال تعالى (فاستخف قومه فأطاعوه) لنا عودة بعد الفاصل.
———فاصل———-
نعود إلى هذه المشاهد القرآنية التي تتكرر في كل جيل وكأن القرآن ينزل لأهل ذلك الجيل ولهذا القرآن الكريم يحدثنا أنه ما من فتنة أعظم من الفتنة التي بعد النجاة والاستقرار والإيمان. تأتي فتنة وكأن هذا قانون (فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ (17) الجاثية) سيدنا موسى نجاهم وضرب البحر وقال امشوا وأغرقنا فرعون وانتهى والدولة انتهت كاملة وعادوا إلى مصر وحكموها وقد غرقت حكومة فرعون بالكامل هذا نصر، قال لك لا، هناك مشكلة ثانية (فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ) (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) الأعراف) واختلفوا وجاءهم السامري وجاء لهم بعجل له خوار وقال هذا إلهكم وإله موسى وناس انشقوا عن موسى وصاروا لا ندري ماذا وهكذا إلى يومنا هذا وهذا من قواعد الكون. وكأن الله إذاً يقول ليس المهم نقص البدايات المهم كمال النهايات فالعبرة بخواتيمها فأنت قد تنجح في ثورة في انقلاب في تأسيس دولة في تأسيس جماعة تأخذ شهادة دكتوارة لكن أنت ماذا فعلت بعد ذلك؟؟ هل وفقت بالعمل؟ هل أنجزت؟ إذا وفقت وأنجزت فهذا من توفيق الله العظيم وإلا فأنت معرّض للخلاف والاختلاف والحسد والغرور والفتن. ولهذا خذ التاريخ مليء بهذه الأمثال لما تصل إلى القمة تبدأ في النزول وحينئذٍ على كل من يتخلص من فرعونه أن يعرف ماذا بعد ذلك لأن أحياناً يضيع ويتيه كما تاه بنو إسرائيل أربعين عامًا في صحراء سيناء بعد هذا النصر العظيم وغرق فرعون هو وجنوده ودولته بالكامل وغشيهم من اليم ما غشيهم وانتهى الأمر إذاً بني إسرائيل هم أسياد الأرض اختلفوا وتمزقوا إلى يومنا هذا.
محمد من السعودية: سؤالي للشيخ عن المظاهرات في الدول العربية التي تطلع الآن هل معهم حق بظهورهم على الحاكم؟ أم الحق مع الحاكم؟
الإجابة: والله لا ندري، ولكن إذا كان الحاكم عادلًا ورفّه شعبه وأكرمهم ولم يتعالى عليهم ولم يقتل وقد قلنا قبل قليل قلنا الذي يقتل هذا الحاكم الذي يُعمِل سيفه ومخابراته وجنوده ودوائره بإعدام الناس وذبح وتقتيل وهذا موجود فهذا ليس حاكمًا هذا جلاد لكن إذا كان حاكماً عدلًا لا والله لا يجوز إذا حقق العدل في شعبه فشتمه أو عصيانه جريمة والرسول صلى الله عليه وسلم قال (اسمعوا وأطيعوا ولو ولي عليكم عبد حبشي له زبيبة) لماذا؟ إذا حقق العدل فيك والآية تقول (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود) شوف ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الغربيين يقول (لا تقوم الساعة حتى يكون الروم أشد الناس عليكم وهم يومئذٍ أمنع الناس من ظلم السلطان) تصوّر وحينئذٍ سواء كان هذا حديث ولا ننكر أن الحاكم الغربي لا يستطيع أن يظلم شعبه بالعكس المواطن الغربي في دولته كما هو في بعض الدول العربية القليلة مدلل بينما هو في معظم دولنا المواطن مظلوم وملعون والديه ومحبوس ومعتقل وخائف ومرعوب وجوعان حينئذٍ هذا أي حاكم هذا؟ هذا ليس حاكماً حينئذٍ هذه قضية ثانية هذا موضوع ثاني. لكن نقول واقع الحال الذي يجري هذا الذي يجري كما قلنا قبل قليل (لا تقوم الساعة حتى تكون فتن ) يا أخي العدل العدل والله العظيم ليس هناك أمة وديعة محبة لحكامها كهذه الأمة على أن يعدلوا ولو خمسين بالمائة. أما أن تكون فرعون (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) الزخرف) كلها المال مالي والوجاهة كلها والكيد كيدي وأنتم كلكم خدم هذا ليس بحاكم هذا مغتصِب!.
عبدالله من السعودية: الحقيقة أن ما يحصل الآن وما يدور في الساحة هذه الأيام هو كله نتيجة الظلم وفي الحديث القدسي أنه قال سبحانه وتعالى (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)
الدكتور الكبيسي: أحسنت! هو هذه العدل فبالعدل تقوم السموات والأرض (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا (29) الأعراف) ولهذا الحاكم ظل الله في أرضه إذا كان الحاكم ووالله بدون مجاملة وأنت تعرف كما هذه الدولة المباركة من زايد وأولاده وكل حكام الدولة أولاده تعال شوف الإمارات طيب لماذا لا تقيمون دولاً مثلها؟ يعني في دول فيها ظلم وقتل وإبادة وتعذيب وتعرفون كل هذه الدول، طيب لماذا؟ هؤلاء شعبك وحينئذٍ كالذي سألني قبل قليل هل يجوز الخروج عن الحاكم؟ وهل هذا حاكم!! هذا ظالم.
محمد من دبي: المبدأ هو صح العدل وغيره ولكن قبل العدل هنالك شيء اسمه الاحترام فالاحترام يولد كل شيء يولد الحب والسعادة
الدكتور الكبيسي: ما هو من أين يأتي العدل؟ يأتي من احترام الحاكم لشعبه (ليس منا من لم يوقر كبيرنا) وبالتالي هذا الاحترام من سمات هذه الأمة وبالتالي الصغير للكبير الأخ لأخيه العلم لتلميذه الجار لجاره فهذه أمة أخلاق يسمونها المروءة أمة ذات مروءة فيها الجماليات وبمقابل الاحترام هناك تواضع من الكبير للصغير وهذه أمة لها أخلاقها والنبي صلى الله عليه وسلم قال (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) هذا الدين جاء لمكارم هذه الأمة وكما تفضلت والعدل إحدى مكارمها ووالله يا سيدي إن أخًا لا يعدل مع أخيه هذا فاقد الاحترام وفاقد للنسب وفاقد لكل شيء فكيف بالأب إذا لم يحترم أولاده؟! وكيف بالأولاد إن لم يحترموا أباءهم؟! والحاكم أب وحينئذٍ إذا كان الأب بهذا الظلم الذي تعرفه في بعض الدول وفي التاريخ كله في العالم كله يعني هناك حكام والله العظيم يا أخي حينما تقرأ عن بعض ما جرى فيما كان يسمونه المعسكر الاشتراكي كيف يحرق المساجين بالأفران والتاريخ مليء بهذا وتقول لي لا يجوز الخروج عن الحاكم؟؟؟ هذه فتنة ظلم والعياذ بالله.
الدكتور نجيب: شيخي نعود إلى أنجيناكم ونجيناكم ذكرت أنه لا يجوز الاغترار بالنصر بمجرد زوال هذا الفرعون فلا بد من الأخذ بالأسباب لكي تتم النجاة التامة الشاملة
الدكتور الكبيسي: لا ينبغي الاغترار أبداً ولماذا بعد فرعون وبعد أن نجاهم اختلفوا اختلافاً حتى تقاتلوا فيما بينهم هكذا ولهذا قال (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) مصلخ عاري لا ملكه معه ولا شيء حتى لا يغتر فالمصير واحد لكل ظالم. حينئذٍ نقول أن العدل في كل دولة أن تعامل الناس على أنهم مواطنون فقط بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو العرقي أو الفئوي أو الحزبي هناك عدل بين الناس وعليك أن تبدأ بالضعيف قبل القوي وبالفقير قبل الغني ولهذا من شيم هذا الدين أنه كرّم الرقيق الذي كان يملأ الأرض كرّم الرقيق تكريمًا لم يحدث في التاريخ كله ولهذا قال (إخوانكم خونكم) ولهذا كان العبيد في المجتمع الإسلامي في البداية كانوا أكثر حقوقاً من أسيادهم فكيف بالأسياد إذاً؟! فالعدل أساس الملك وإذا كان العدل فإن رحمة الله عز وجل تكون قريبة من الناس هذا هو الفرق.
د. نجيب: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يودع هذه الدنيا (أوصيكم بأهل ذمتي خيراً)
د. الكبيسي: هذا بأهل الذمة فما بالك بأهل دينك وأمتك.
——–فاصل——-
وعندما تمر الأمة بمثل هذه النوادر التي تمر بها الآن سواء كانت أمة أو فرد من الأفراد فإنه لا ملجأ لكم إلا بأن تدعو الله سبحانه وتعالى بما أصابكم كما قال عليه الصلاة والسلام (ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم؟ تدعون الله في ليلكم ونهاركم فإن الدعاء فلاح المؤمن)
د. نجيب: وما أحوجنا إلى الدعاء في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها أمتنا.
فاطمة من ليبيا: نطمئن الشعب العربي أن ليبيا ما فيها شيء ومرتاحين وعادي ولكن نتفرج على قنوات ربي يسامحهم يا رب يظهرون أشياء غير موجودة
الدكتور الكبيسي: نسأل الله للشعب الليبي والشعوب العربية كلها في مصر والعراق وفي كل الأماكن المتشنجة النصر وأن يوفقها وأن يوحدها وأن يجعلها شعباً موحداً متوحد وأن يزيل عنها الأشرار والمصائب ونحن قلنا هناك تأثيرات داخلية وخارجية فادعوا الله سبحانه وتعالى بأن يكشف عنكم الضر وهذا الذي فيكم هو في كل العالم العربي تقريباً إلا ما شاء ربي كما قلنا (فتن يرقق بعضها بعضا) كلما جاءت فتنة نقول نعوذ بالله هذه أهلكتنا فعليكم بالدعاء وتوكلوا بالله.
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال صلى الله عليه وسلم باستفتاح الدعاء (اللهم أني أسألك أني اشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد فقال: فيه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي فيه أجاب) هذا الحديث الصحيح عليك أن تعرف أن من أسباب الإجابة للدعاء أن تعثر على اسم الله الأعظم في هذه الصيغة تتبعها كما هي عند أبو داوود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم. عن معاذ رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول يا ذا الجلال والإكرام فقال (قد استجيب لك فسل) فإذا أردت أن تدعو الله قل ثلاث مرات يا ذا الجلال والإكرام ثم أدعو بما تشاء فإن هذا أرجى للإجابة. عن أبي أمامه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن لله ملكًا موكلاً لمن يقول يا أرحم الراحمين فمن قالها ثلاثاً قال الملك إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فَسَلْ) الدعاء هذا له آداب التي تكون أرجى للاستجابة من ضمنها هذه الكلمات أو هذه الروايات الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يبدأ كيف ينتهي لماذا في أوقات الاستجابة أماكن الاستجابة كل هذه تجعلك أنت متسلحاً بهذا السلاح الذي لا يرد (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) غافر) والدعاء مخ العبادة.
سلمى من ليبيا: أطلب من الشيخ الكبيسي أن يدعو لكل الليبيين في نهاية الحلقة.
الدكتور الكبيسي: والله يا بنتي أنا أدعو لليبيين وأنت تسمعين أن العراق اليوم مثل ليبيا بالضبط العراق اليوم نفس التجمعات ولكن تعتيم إعلامي وحكومتهم استطاعت أن تحاصرهم بحيث لم يسمع بهم أحد وإلا فإن ساحة التحرير كساحة التحرير في مصر وعندكم تجمع فيها الملايين ولكن هناك أفلحت الحكومة في التعتيم عليهم حتى لم يسمع بهم إلا القليل ندعو الله لكم وللعراقيين وللمصريين وللتوانسة ولكل العرب هذه الشعوب المظلومة نسأله تعالى أن يوحدها وأن يبعد عنها الشر وأن يسهل لها وييسر لها من يحكمها بالعدل والإنصاف ويمن عليها بما منّ به على دول عربية أخرى بالعدل والرحمة والرأفة والله قادر على كل شيء فاستنزلوا رحمة الله بكم بكثرة الدعاء.
يقول مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يقول (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب) معنى هذا أن على كل مسلم في هذه الأزمات أن يرجع إلى كتب السنة ويبحث عن هذه الأحاديث هذه الدرر هي صيغ سبعة ثمانية تسعة مجربة فيها اسم الله العظيم إذا واحد عنده مصيبة وكما قالت ابنتنا في ليبيا في العراق في مصر في غيرها في تونس هذه الأدعية التي تفرج الكروب وتفرج الهموم وتنقذ الناس كما في الأحاديث الصحيحة (لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم اللهم رحمتك أرجو فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) وقد تكلمنا كثيراً عن دعاء الكرب (إلهي كيف أدعوك وأنا أنا..) وهذه كلها مجربة فما تستغرق منك كلها يمكن نصف ساعة ماذا لو حفظتها جميعاً وصليت في الليل ركعتين وجلست بعد الصلاة تناجي ربك عز وجل بهذه الأدعية والاستغاثات ووالله إن الذي نحن فيه في ليبيا وفي العراق وفي السودان وفي مصر وفي البحرين والبقية تأتي هذه الفتن التي هي كلها بالريموت الذي مزق العرب من عام 1917 إلى هذا اليوم ليس لها من دون الله كاشفة (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قالوا: أمِنْ قِلَة نحن يومذاك يا رسول الله؟ قال: لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل) فما لنا إلا الله (لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) النجم) نقّوا أنفسكم فلننقي أنفسنا ولنتآخى ولنتصافح وليرحم بعضنا بعضاً ولنخلص لله ولنخلص بالدعاء إلى الله عز وجل أن ينجي هذه الشعوب وأنا واثق برحمة الله بل بوعده كما وعد أن هذه الأمة لن تهلك ولن تموت ولها دورة قادمة وكلكم تعرفون أن هذه الأزمات أثبتت أن شبابنا وشعوبنا لا تزال صحيحة والله ما كنت أظن بأن الشعب التونسي والشعب الليبي والشعب العراقي والشعب المصري بهذا الجمال وهذا الأدب وهذا اللطف ورأينا كيف أن هذه الشعوب الظلم أنضجها والمأساة التي مرت بها جعلت أمة عظيمة وإن شاء الله النصر قادم لا محالة.
أم عادل من أم القويين: تأتينا رسائل عبر البلاك بيري وعبر الانترنت عن هذا الذي يحدث في العالم العربي هو من علامات يوم القيامة؟
الدكتور الكبيسي: هذا صحيح هذا وارد وعلى كل حال يا بنتي النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث هو من علامات يوم القيامة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)) فيمَ هذا السؤال؟ (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) النازعات) والنبي صلى الله عليه وسلم قال (بعثت والساعة كهاتين إن كادت الساعة لتسبقني) وهذا حديث صحيح يا بنتي الساعة أقرب إليك من حبل الوريد فنحن الآن قريبين منها منذ ذلك اليوم فعلينا أن نعرف بأننا ميتون وإذا مات العبد قامت قيامته من مات الإنسان دخل في الساعة دخل في العالم الآخر ولا أحد يعرف في أي ساعة سيأتينا ملك الموت. ولهذا (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) المأساة يوم القيامة ظلم الحاكم وأن تقتل دماً حراماً يعني تقتله إما قتل حقيقي أو أن تكفّره ويقتل وحينئذٍ إياكم وأن تكفروا أحداً أو أن تقتلوا أحداً وإياك أيها الحاكم من الظلم المستمر الذي أصبح عندك عادة. هناك حكام الظلم عندهم عادة يقتل بالآلاف ويسجن بالآلاف ويعذب بالآلاف أي حاكم هذا؟! والله لقد سمعنا وشاهدنا حكام ظلمة كيف ماتوا بالساعات الأخيرة والله رأوا النار بعيونهم رأوا النار من صراخهم وعيونهم الجاحظة وهذا الرعب الذي على وجوههم رأوا النار والدنيا قصيرة ما تساوي كل هذا. طوبى لحاكم عدل بين شعبه وطوبى لحاكم أحبه شعباً وكل حاكم يحبه شعبه هذا مع النبيين والصديقين يوم القيامة أول السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله الحاكم العادل وعلامته أن يحبه شعبه أما أن يكرهه شعبه والكل يهتف ضده هذا الويل له هذا خسر الدنيا والآخرة.
أم إلياس من فرنسا: أترحم على كل شهداء الثورة العربية وأتمنى من الله أن تعم هذه الثورة كل البلدان العربية لأنها ثورة حق
الدكتور الكبيسي: تعم الظالمين إن شاء الله رب العالمين سبحانه وتعالى أمرنا بالنظام والأدب (ولا تنزعن يد من طاعة) على شرط أن لا يكون حاكمك قاتلاً وحينئذٍ الأمة العربية فيها خير يا بنتي والله هناك دول يعني صح على قلتها لكن فيها دول والله كأنها دول خلافة بعدلها برقتها تدخلين على الحاكم في غرفته بالسيارة والله تدخلين بالسيارة على الغرفة الذي يجلس فيها الحاكم هذا من فضل الله عز وجل. وهنالك أيضاً دول نعوذ بالله هذا موجود وهذا موجود وهذا من قوانين الكون إبليس وجبريل كلاهما ضرورة كما خلق الله إبليس خلق جبريل (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء) هذا من قوانين هذا الكون هناك ظلم وهناك عدل واقرأي التاريخ الإسلامي يعني معاوية مثل علي؟! أو عمر بن عبد العزيز مثل المأمون؟! يعني هكذا يا بنتي هذه من قوانين الكون توكلي بالله.
د. نجيب: والتاريخ يعيد نفسه
د. الكبيسي: وهذه قوانين إلى يوم القيامة ولهذا قال (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) وبالتالي هذا فرعون الذي قال (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) القصص) (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ) (يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص) هذا الجبروت تاليه طلع مصلخ (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) عريان وكلنا سوف نعرى في هذا القبر ولهذا يعني ما تساوي هذه الدنيا أن تقتل لك أنت نعجة فكيف تقتل إنسان! وتقتل بالآلاف؟!.
الدكتور نجيب: سيدي الشيخ كما أشرت في هذه الآيات الكريمة أنها قائمة على أسس صحيحة لا بد أن تكون على أسس صحيحة ولا بد من أتباع منهج الأنبياء في ذلك وأن لا يكون الأمر فوضى ولا أيضاً تستقى المناهج المستوردة من الشرق والغرب،
الدكتور الكبيسي: (لا تنزعن يد من طاعة) وإلا إذا صار الحاكم قاتلاً يعني يقتل الناس جميعاً وهذا الذي حصل في التاريخ وليس هنالك حاكم ليس لديه أخطاء لكن أن يكون الخطأ هو الأساس؟ أن يقول (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) وكلكم أنتم عبيدي وأنا الإنسان الوحيد هنا هذا طبعاً ليس حاكمًا
الدكتور نجيب: في الفترات السابقة من الأمة الإسلامية كثيرًا ما استخدمنا المذاهب والملل والشعارات المستوردة حتى في دفاعنا عن أمتنا
الدكتور الكبيسي: عندما يتعامل الحاكم مع شعبه على أساس طائفي ومذهبي وعرقي انتهى هذا ليس حاكماً فالحاكم كل من على أرضه هو هذا ابنه حتى الوافد حتى المسافر حتى الذمّي حتى المشرك والوثني كل ما يدب على أرضك أنت مسؤول عنه يوم القيامة سيدنا عمر يقول (لو عثرت شاة بالعراق لسألني الله عنها)
د. نجيب: والتاريخ الإسلامي يشهد بذلك
د. الكبيسي: ليس هناك فرق بين إنسان وإنسان بل العبد قبل الحر والذمي قبل المسلم وهكذا هذا الفرق
د. نجيب: وكثير من الذميين كانوا وزراء وسفراء في الدول الإسلامية وله حماية وحصانة. شكرًا جزيلًا سيدي الشيخ على هذه الحلقة الثرية وشاكرًا الإخوة الذين شاركوا معنا على الهواء باسمكم جميعا أتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا الجليل وندعو الله سبحانه وتعالى لأمتنا بكل خير وأن يكفينا كل شر بالأدعية التي علمنا إياها شيخنا الجليل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بثّت هذه الحلقة بتاريخ 25/2/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرًا وتم تنقيحها.
================
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2397
على
على