الحلقة 11
كل يومٍ تقريباً نستلم من أحبائنا من المشاهدين سيلاً من المساهمات والكل يعلم أن مجرد المحاولة هي أجرٌ عظيم لأن القضية كلها اجتهاد والمجتهد إن أصاب له أجران وإن أخطأ له أجر وهو محاولة الاجتهاد. إذاً فهؤلاء المأجورون جميعاً إن شاء الله كثروا ويتفننون ويتسعون ويوماً بعد يوم نجد عند محاولاتهم علماً لا يخطر ببالنا وحينئذٍ في كل حلقة نحاول أن نعرف بسرعة بعض المساهمات السريعة إلى أن يأتي دورها فنثريها إن شاء الله.
أم راشد من الكويت عندها عدة مساهمات في الحقيقة التي من ضمنها (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿22﴾ الانشقاق) (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ﴿19﴾ البروج) يكذبون كذبوا آية، كذبوا سورة، كذبوا موقف، في تكذيب يعني أصبح الكذب شأنهم كأنه ظرفٌ لهم ولها مساهمات أخرى.
الأخ يونس بو حنّان من الجزائر هذا يعني مساهمة بأثر رجعي الرجل يساهم في البرنامج السابق الكلمة وأخواتها ويقول حاولت عدة مرات أن أتصل بكم في البرنامج فلم أستطع وقال أنكم تكلمتم عن منظومة النَفَس ومنظومة النفس تكلمنا عن تنفس ونفخ ونفح ونفث وزفر وشهق فعلاً تكلمنا عنها وبحثنا غيرها قال أين أنتم من كلمة أف (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ﴿23﴾ الإسراء)؟ قلت والله هذه ما خطرت ببالي يوماً وجزاه الله خيراً وأنا رأساً أضفتها إلى المسودة أضفنا كلمة أف لأنها فعلاً كلمة نَفَس.
آمال عبد الفتاح من جدة تفرق بين ميْت –بتسكين الياء- وميِّت –بكسر الياء- تقول الفرق بين كلمة ميت وميت السكون دالة على خروج الروح وسكون الجسم سكوناً أبدياً أما الحركة دالة على أن الشخص ما زال يتحرك وسوف يموت. يعني (إِنَّكَ مَيِّتٌ ﴿30﴾ الزمر) بالمستقبل وميت-بتسكين الياء- حالياً وهذه مساهمة جيدة.
الأخ حمادة حجازي أيضاً من الكويت يتكلم عن (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ﴿19﴾ الرحمن) وبين (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴿53﴾ الفرقان) كلام جيد.
من البارزين في المداخلات أخونا الكريم أحمد حسن العولقي من عدن اليمن واضح أنه إن شاء الله من أهل العلم، هذا الرجل تكلم عن فلسفة الفعل قَرُب يقرب لا تقرب في كلام جيد جداً واستقصى هذا استقصاءً عظيماً.
إلهام فايد من سلطنة عمان تكلمت على سيدنا عيسى في الآيتين (وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴿49﴾ آل عمران) (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي ﴿110﴾ المائدة) وفعلاً كلام جيد جداً.
أم نائل من أمريكا تتكلم عن قوله (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿17﴾ الزخرف) وفي آية أخرى يقول (فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿84﴾ يوسف) لماذا في الآية الأولى وهو كظيم وفي الثانية فهو كظيم؟ هذا كلام جميل.
الأخ فتحي يوسف نور من الكويت أيضاً تكلم عن موضوع عن فواتح السور (حم ﴿1﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿2﴾ الدخان) لماذا كل هذا الاختلاف والقسم؟ تكلم عنها وحينئذٍ إن شاء الله تضاف إلى المجموعة الكبيرة التي كما قال الدكتور سوف ننظر فيها إن شاء الله في وقتها فما كان مستوفياً وإلا أضفنا إليه بعض الرتوش وفي الحالتين جزاكم الله خيراً فقد والله لقد كفيتمونا عناءً كبيراً وكثيراً كنا نبحث في بطون القرآن الكريم الآن ما علينا إلا أن نختار ورقة ورقتين أو ثلاثة من الجمهور ونتكلم حولها وهذا عظيم. نبدأ بمائلنا في هذا البرنامج وهي خمسة:
والصابئين – والصابؤون
الأولى الفرق بين قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ البقرة) في آية أخرى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ﴿69﴾ المائدة) كلكم تعرفون أن (إن) تنصب الأول وترفع الثاني (إِنَّ الَّذِينَ) الذين منصوبة (وَالصَّابِئِينَ) الواو حرف عطف، الصابئين منصوبة بالياء لأنه جمع مذكر سالم معطوف على إسم إنّ، هذا على النحو. (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ) كيف؟ كأن أقول إن الطلاب والمعلمون! لا يصح! إن الطلاب والمعلمين كيف يأتي القرآن الكريم مرتين إن الطلاب والمعلمين وهذا صح على القاعدة وإن الطلاب والمعلمون قد حضروا كيف يعني؟ هكذا هي في القرآن الكريم، هي ثلاث آيات آية في الحج تلك آية البقرة (وَالصَّابِئِينَ) وفي آية المائدة (وَالصَّابِئُونَ) وفي آية الحج (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴿17﴾ الحج) أضاف المجوس ومعها والذين أشركوا طيب فهمنا اليهود والنصارى والمسلمين الذين آمنوا أصحاب كتاب لا ينكر أنهم أصحاب كتب سماوية ولم ينحرفوا إلى الوثنية بينما هناك فِرَق انحرفت في هذه الآيات لماذا قال الصابئين والمجوس ومرة قال صابئون ومرة قال مجوس؟ هذه الآيات الثلاث تتكلم عن حسن الخاتمة وحسن الخاتمة نظام رباني (ومنكم من يعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة) ولو قبل الموت بساعة بدقائق قبل أن يغرغر يقول لا إله إلا الله محمداً رسول الله انتهى نجا (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) هذه قاعدة ربانية لا تختلف، كل مسيء إذا أحسن قبل الموت فقد نجا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الأعمال بخواتيمها) وكما قال (إنما يبعث المرء على ما ختم عليه) هذه قضية ثانية. إذاً رب العالمين في هذه الثلاث آيات يعطينا عدة أنظمة. هناك مسميات كالذين آمنوا والذين هادوا والنصارى ثلاثة هؤلاء من صنف هؤلاء يتبعون أنبياء معروفين مشهورين وهؤلاء كلٌ آمن بنبيه على اختلافٍ بينهم في بعض القضايا ولكنهم يبعثون على أنهم من أتباع رسولٍ محددٍ معين ولا يبعثون مع الذين هم تركوا نبيهم إلى تحريفٍ أو تخريفٍ آخر كاملاً، هذا واحد إذاً هناك ناس من أمم الرسل، هذا واحد. هناك ناس كانوا من أمم الرسل ولكنهم تركوا جزءاً أو كلاً حتى انزلقوا إلى الوثنية لكنهم في البداية كانوا يتبعون رسولاً صحيحاً نبياً صحيحاً حقيقياً كالصابئة وسنتكلم عنهم بعد قليل. هؤلاء ناس من أتباع الأنبياء ولكن في الأخير صار عندهم شيء من الخلل وأصبحوا بين اليهود والنصارى لا هم يهود ولا هم نصارى يعني صار تحريفهم كبيراً هؤلاء صنف لكنه محسوب مع الذين يؤمنون بأنبياء حقيقيين ولو أنهم ابتعدوا عنهم. وهناك ناس لا، مشركون لا يؤمنون بنبيٍ، لا قبل هذا في ناس يؤمنون بنبي ولكن ليس نبياً حقيقياً هو نبيٌ متنبئ يدعي النبوة وهو ليس نبياً وهم المجوس هذا صنف ثالث الصنف الرابع المشركون والوثنيون. رب العالمين عز وجل من رحمته شمل هؤلاء جميعاً بأن كل واحد منهم يتوب قبل الموت فإنه ناجٍ (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) إذا آمن وعمل صالحاً انتهى. طبعاً هو جمع الذين آمنوا يعني المسلمون واليهود والنصارى والصابئين والصابئون هؤلاء من أتباع الأنبياء ولو أن الصابئين تغيروا قليلاً إلى حدٍ ما أكثر من الجميع لماذا رب العالمين رفعها؟ رفعها كما يقول أحد المفسرين طاهر بن عاشور رضي الله تعالى عنه وهو مفسر عظيم يقول عن صابئون لأنهم فعلاً ربما لما نزل قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ) ناس قالوا صابئين؟ كيف تجعلون الصابئين مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى هؤلاء ثلاثة من الأديان الرئيسية وهؤلاء رسل حقيقيون والخ؟ هؤلاء الصابئة تغيروا راحوا اندثروا، الله قال والصابئون كذلك فالصابئون مبتدأ وخبرها محذوف تقديره كذلك. إذاً معنى الصابئون لكي يلفت النظر إلى أن من أنكر على أن يكون الصابئون مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى رب العالمين قال لك لأ هو معهم كذلك فلا ينبغي أن تعجب (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِونَ) كذلك هذا جوابٌ لمن عنده اعتراض على الصابئين قال لك هؤلاء في يوم من الأيام كانوا أبتاع نبي وهم موحدون وعندهم خرافات ووثنيات طبعاً الصابئون ليسوا نوعاً واحداً حقيقة هم عدة أنواع وأفضلهم الصابئة المندائيون هؤلاء يصلون ويصومون وعندهم نبي ولكن عندهم بعض الأشياء انحرفوا إليها كالتعميد في الماء وما شابه يعني ابتعدوا عن سمت الديانات السماوية. أما الحرانيون اللي هم وثنيون تماماً انقرضوا المندائيون صاروا في العراق مكانهم في الفرات ولا يزالون حوالي مائة ألف واحد – كما يقول بعض المحققين – توسعوا بعد هذه الأحداث الأخيرة في العراق والحروب وهذا الاحتلال الخ منهم من ذهب إلى الكويت ومنهم من ذهب إلى سوريا وقسم منهم إلى استراليا وفتحوا لهم مراكز وهم غامضون يوحدون الله سبحانه وتعالى يغتسلون من الجنابة يتوضأون يصومون يصلون على طريقتهم الخاصة عندهم الصلوات سبع مرات يعني لكنهم محسوبون على نبيٍ حقيقي هؤلاء جانب واحد، أصحاب الأديان ثم الله قال (وَالْمَجُوسَ) أيضاً ولو أن نبيهم غير صحيح فهو متنبئ كذاب لكنهم يؤمنون بأن هناك أنبياء. كونه يؤمن بأن هذا نبي إذاً معناه أنه هو عنده فكرة عن الأنبياء وعنده فكرة أن الله يرسل الأنبياء فهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى يرسل أنبياء. فواحد ادّعى النبوة كما ادّعى مسيلمة ولو شاء الله سبحانه وتعالى أن ينجح مسيلمة لكان عندنا الآن فرقة كبيرة اسمهم المسيلميون يدّعون أن مسيلمة هو النبي إذاً هم يؤمنون بأن هناك نبوة ورب العالمين يقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة (أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان) واحد يعلم أن الله موجود، إله كما هم الصابئة موحدون يعلمون بأن الله واحدٌ لا إله إلا هو ولكن ناس قالوا هذا عنه وناس قالوا كذا فهؤلاء المندائيون يعني أقرب الناس إلى أصحاب الأديان فهم لا يهود ولا نصارى ولكنهم يصلون ويؤدون الزكاة يتصدقون يؤمنون بالطهر لازم تكون دائماً طاهر بيتك طاهر ولهذا يستحمون في الماء إلى حد أن بعضهم عبد الماء. كلمة صابئة مأخوذ من لغتهم المندائية تعني الانغماس بالماء أو التعميد أو الاغتسال أو التطهير وكلها ممكن استعمالها ولهذا هم كما أن النصارى يعمدون فهم يعمدون أيضاً، لهذا قال سيدنا علي كرم الله وجه عن المجوس (سنوا بهم سنة أهل الكتاب).
الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه عنده التفاتة حلوة قال (العرب أصحاب أذن حساسة في اللغة) يعني كثيراً ما يقرأ من الصحابة واحد موجود من البدو من الأعراب يقول لك الله ما يقول هذا الكلام؟ فالإذن حساسة في اللغة كالشعراء يعرف الزحاف متى يكون؟ إذا واحد قرأ بيت أي زحاف يقول له هذا غير موزون. ولهذا رب العالمين سبحانه وتعالى كما يقول لك واحد كان جالساً عند المنصور لما ولي الحكم واحد إعرابي جالس والمنصور يخطب وهو أمير المؤمنين وحكم العالم فأخطأ قال له أنت أخطأت رجع وعاد الكلام بعد ساعة أخطأ قال له ما هذا؟ أخطأ باللغة وبعد قليل أخطأ قام هذا الإعرابي وقال (والله أعلم أنك وليت الأمة بالقضاء والقدر) يعني أنت لا تستحق الحكم لكن قضاء وقدر أتى بك ولا واحد أمير عربي يغلط ثلاث مرات هكذا فرب العالمين نزل القرآن العرب وهو معجزتهم فرب العالمين لما قال (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ) ساكتين ولكن لما قال (وَالصَّابِئُونَ) كلهم انتبهوا. إذاً الصابئون أداؤه سبب من أسباب شدة انتباه المسلمين أيها العرب المسلمون انتبهوا إلى هذه الكلمة الصابئون مقصودة لنفسها ولذاتها عليكم أن تدرسوها دراسة مستقلة فالصابئون إذاً مرفوعة على أساس لفت الانتظار كما واحد يدق جرس أو يدق طاولة حتى الناس ينتبهون فالقرآن دق الحروف فلما قال (وَالصَّابِئُونَ) كلٌ فز شو الصابئون؟ يعني انتبهوا وأعربوها كما تشاءون ولكن انتبهوا إلى أن الصابئين لهم وضعٌ خاص.
الدكتور نجيب: لكن سيدي الفاضل إذا كانت القضية قضية حسٌ لغوي وهذا الحس اللغوي منذ القرون العباسية بدأ يخفت فلم ننتبه إلى سر هذا العلو سور هذا الرفع في هذه الكلمة في قرونٍ متأخرة ولم نعاملهم معاملة أهل الكتاب في بعض الأحيان.
الدكتور الكبيسي: نحن الآن في عصر العجمة اللغة العربية لغة الآن لا يعرفها إلا القلة من الناس البارعون فيها.
الدكتور نجيب: لذلك كثيراً مما ورد في هذه الآية والتي تشير إلى أن يعاملوا معاملة أهل الكتاب فيخيرون بين الإسلام والجزية وفي حالة مقاتلتهم إيانا القتال فقط.
الدكتور الكبيسي: كما قال عن المجوس في الأثر (سنوا بسنة أهل الكتاب) الإسلام يريد أن يدفع القتل وسواء كان حدود أو قطع يد أو رجم أو جلد أو قصاص بكل الوسائل فمن ضمنها كما تفضلت “سنوا بهؤلاء المجوس سنة أهل الكتاب” لماذا؟ هم يقولون عندنا نبي يعني معناه أنه يعرف أن هناك رب وأنبياء ورسل لأدنى شيء في الأثر قال سواء كان حديثاً أو قول سيدنا علي حينئذٍ نقول الفكرة العامة حسن الخاتمة حتى في الدنيا هذا مبدأ في تطور فما الفرق بين أمة متخلفة وأمة متقدمة؟ الشيخ محمد بن راشد له كلمة جميلة في كتابه القيم “رؤيتي” أعتقد في الفصل الثالث في الجزء الثاني يقول (ليس المطلوب أن نتمرد على الماضي يعني فقط ليس المفروض أن نخرج من الماضي إلى المستقبل إنما المطلوب أن لا نبقى نعيش في الماضي) يعني أنت قد تعيش في عقلية الماضي في عقلية التفكير الماضي بأساليبه بحكمه بعمرانه صحيح أنك في القرن الواحد والعشرين لكن أنت تعيش القرن الأول أنت تحررت من الماضي لكن ما زلت أنت ساكن فيه وعايش فيه. هذا معناه أنت لما تكون مسلم كهذه الآية (مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا) أنت سواء كنت يهودياً مجوسياً صابئياً كل شيء حتى مشرك وثني تركت هذا وآمنت هذا صحيح أنت تركت الماضي وصرت في المستقبل، إياك أن تبقى عايش في الماضي وأنت في المستقبل. يعني على واقعنا الحالي هناك إنسان ترك الخمر ولكن كل ما يشوف الخمر يتذكر ويتمنى وبشكل رومانسي وهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء وحرم الإسلام الخمر منع أحد أن يستعمل أواني الخمر لأنه يحن لها كما قال الشيخ محمد هو لسه عايش في الماضي ولو أنه تركه، لماذا الإسلام حرّم التماثيل لأن الناس لسه يعرفون الأصنام كان يعبدونها لا يكون يحن حينئذٍ هذه قاعدة عامة في الحياة في القيادة في الشغل في العمل في التطور في البناء في الاختراع في الأفكار إياك أن تترك الماضي للمستقبل ولكنك لسه أنت عايش فيه، حرِّر نفسك من البقاء في الماضي وليس من الماضي وحده كل الناس تتحرر من الماضي وكل الناس تدعي التقدم تحررنا من الماضي ولكننا لسه عايشين فيه حرر قلبك من أن تعيش في الماضي وليس التحرر من الماضي وحده.
الدكتور نجيب: سيدي الفاضل بمناسبة سمو الشيخ محمد إذا تسمح لي قبل أيام ذهبت إلى الشارقة إلى إحدى المحلات فالتقيت بمهندس اسمه الأخ علي، المهندس علي وقال لي أنه كان في سابق حياته شاباً يعشق الخمر وله بعض التجاوزات وكل ما يعاقب يزداد عزة بالإثم إلا أنه ذات يوم خرج قبيل الساعة الرابعة فجراً قبل أن يصل إلى النفق وكان مخموراً استوقفته الشرطة فلما رأوا أنه سكران كادوا أن يحاسبوه وفقاً للقانون وفجأة نزل رجلٌ من السيارة وجاء إليه وقال ماذا تريدون بهذا الشاب؟ قالوا والله أنه شرب الخمر يبدو عليه قال دعوه وسأله إذا كان يستطيع أن يسوق ويصل إلى البيت وعرض عليه أن يوصله إلى البيت أو أحد من الأخوة الشباب أن يوصلك إلى البيت لكنه رفض وقال لا أنا ما زلت في وعيي وقال اتركوا الرجل دعوه يذهب وتركه وذهب ثم سألهم من هذا الرجل؟ قالوا هذا محمد بن راشد، فقال محمد بن راشد الساعة أربع في الليل يتحسس وقال أنتم أيها الشرطة تظنون إنني أنا أشرب الخمر أو أتركه خوفاً من هذه السياط أما وأنني عاملني هذه المعاملة والله لن أشرب بعد هذا اليوم.
الدكتور الكبيسي: على كل حال هذا شيء ليس غريب وهذا الرجل على خطى أبيه فكان الشيخ راشد إلى الصباح كان أحد السكارى وهذا عن المعاملة الطيبة لماذا الإسلام أمرنا أن نتعامل مع المذنبين باحترام؟ أحد السكارى سكران في السوق ونايم على الأرض ومتوسخ ويصيح الله الله الله فمرّ الجُنيد البغدادي رضي الله عنه هذا الرجل الصالح وكان شيخ بغدلد آنذاك، شيخاً مهيباً في وقته فقال أعطوني شوية ماء وهو نائم غسل له فمه قال هذا ينطق اسم الجلالة أُطهر فمه وحينئذٍ لما استيقظ قالوا له مر عليك الجنيد قال الجنيد! نفس الجنيد؟ وغسل فمي؟ وتاب وصحت توبته ورأى في المنام قائلاً يقول له كما غسلت فمه فإن الله غسل قلبه بهذا العمل كان هذا العمل من هذا الرجل الصالح لفمه رب العالمين أردفه بغسل قلبه.
الماء يغسل ما بالثوب من درنٍ وليس يغسل ذنب المذنب الماء
على كل حال هذا موجز الفرق بين الصابئين والصابئون فالصابئون معنى ذلك لأمرٍ مقصود متعمد لفت أنظار الناس ولقطع اليأس لا تيأس والصابئون كذلك كلهم يغفر لهم إذا تابوا التوبة هذه باب الله الواسعة، هذه الحالة الأولى.
فلا تكونن من الممترين – فلا تكن من الممترين
الثانية: (وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿146﴾ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿147﴾ البقرة) تكونن بنون التوكيد المشددة، في آل عمران (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿59﴾ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿60﴾ آل عمران) لماذا هناك (فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) وهنا (فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)؟ يعني هي نفس القضية لماذا أكد هناك بالنون وما أكدها هنا؟ الأولى عقيدة إما مسلم وإما كافر فإياك أن تكون كما قال تعالى (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿94﴾ يونس) لماذا؟ هذه قضية قرآن هو صح أو لا، (فَلَا تَكُونَنَّ) لكن خلق عادي كيف خلق آدم ما عليك كيف خلق آدم؟ يمكن عقلك ما يدرك الله خلقه من دين وقال نفخت فيه ما يفهمها إلا أولي العلم خلق سيدنا عيسى كما خلق آدم يعني أنت ثق 99% من المسلمين الآن لا يعرفون كيف خلق آدم بالتفصيلة الدقيقة يعرفونها إجمالاً ولا يعفون كيف خلق سيدنا عيسى عليه السلام نفس الشيء لكن هناك من يتوصل إلى هذا بعلمه فإذا امتريت فأقل خوفاً أو ضرراً مما لو امتريت في العقيدة لأن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا الكتاب. إذاً الفرق بين (لا تكونن) إذا كان الأمر في العقيدة والله هذا القرآن هذا كلام الله (فَلَا تَكُونَنَّ) إياك أن يكون في قلبك شك ولا واحد بالمليار إياك هذا الشك ينهي كل شيء. محمد رسول الله عيسى رسول الله يقيناً موسى رسول الله، إياك أن تشك بلحظة بشعرة (فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) لكن كيف أحيا سيدنا إبراهيم الطيور وكيف عزير أحيا ذلك الحمار وكيف رب العالمين خلق عيسى؟ هذه أمور إن عرفتها فبها ونعمت، ما عرفتها ما عليك شيء لكن لا ترتاب ما دام جاء بها نص صحيح أنت كن على يقين هكذا هو الفرق.
بسورة من مثله – بسورة مثله
المسألة الثالثة رب العالمين تكلم عن الذين ينكرون نبوة محمد وينكرون أن هذا قرآن، مرة قال (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿23﴾ البقرة) وبعدين في مكان آخر (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ ﴿38﴾ يونس) بدون (من) طبعاً من أجل هذا في سورة يونس يقول (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ (38) يونس) على القرآن (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴿38﴾ يونس) في الأولى قال (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) والثانية (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) في الأولى شك في نبوة محمد أنه ليس نبي فالخلاف أنه ليس نبي قال إذا كان ليس نبياً هاتوا برجل من عندكم من رجالكم اقترحوا أي واحد يأتي ويقول كلام مثل ما يقوله محمد وهاتوا شهداء على أننا نعرف فلان الفلاني الشاعر الأديب الخ هذا قال كلام مثل كلام محمد بالضبط، مستحيل تجدوا هذا الشيء فليس هناك رجل يشبه محمد لا في أخلاقه ولا في خلقه ولا في صفاته ولا في تاريخه ولا في نصاعة نسبه الخ مستحيل هناك رجل يشبه محمد صلى الله عليه وسلم من كل قومكم وعشائركم وقبائلكم إذاً أين الإشكال؟ (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ) من رجل مثل محمد يقول نفس السورة أو قريب منها فالشك هنا والريب كان في شخص النبي صلى الله عليه وسلم. أما في قوله (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) الشك في القرآن هم يقولون أن محمد نبي لكن هذا القرآن ممكن أنه هو قاله من عنده كان هو أديب والخ قال إذن أتوا بسورة مثل ما قال وهناك من مثل محمد وهنا مثل القرآن، هذا الفرق بين (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) و (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ). لهذا قال في البقرة لما قال هاتوا بشخص مثل محمد قال (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ) هاتوا شهود يشهدون بأننا رأينا واحداً مثل محمد ويقول كلاماً مثل محمد وفي سورة يونس قال (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ). لما تحداهم أن يقولوا كلاماً كالقرآن هناك تحداهم أن يأتوا بشخصٍ كمحمد وهنا تحداهم أن يأتوا بكلامٍ كالقرآن قال (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ) روحوا استعينوا بكل من تستطيعون بكل الشعراء والأدباء والحكماء إذا استطعتم أن تقولوا سورة ولو (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾الإخلاص) نحن نقبل التحدي، هذه هي المسألة الثالثة.
يقتلون النبيين بغير الحق – يقتلون الأنبياء بغير حق
المسألة الرابعة (اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿61﴾ البقرة) النبيين جمع مذكر سالم، نبي نبيّون (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) فعل مضارع مرفوع بالواو والنبيين مفعول به منصوب بالياء، هذا في البقرة, في آل عمران يقول (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿112﴾ آل عمران) (الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) هناك (النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) الألف واللام، النبيين منصوب وجمع مذكر سالم ومع (بغير الحق) ألف لام حاء قاف هنا (الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) الأنبياء جمع تكسير وبغير حق نكرة، ما الفرق؟ هي نفس الآية نفس الشيء الفرق بين هذا وذاك انظر الفرق بين كل جمع تكسير وجمع مذكر سالم أن جمع المذكر السالم أشرف وأكرم وأعلى من جمع التكسير. يعني فرق بين طلاب وطالبون طلاب كلهم خلط زين على شين مثل خضرة آخر الليل لكن الطالبون النبهاء والله قال (وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿51﴾ الأنبياء) (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴿43﴾ العنكبوت) جمع مذكر سالم (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴿28﴾ فاطر) (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿197﴾ الشعراء) عندنا علماء وعالمون، العلماء صغارهم وكبارهم وطلاب العلم كل من يشتغل بالعلم – كما تعرفون الآن في واقعنا الحالي – ليس العلماء على نسقٍ واحد هناك الصغير والمبتدئ والجديد هناك عاقل هناك حفاظ هناك دراخ هناك من لا يفكر وهناك من يفكر خليط فلما تقول عالمون لا، هؤلاء قمم مجتهدون أصحاب نظريات (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) وحينئذٍ كل ما جئت به في لغتنا وفي القرآن الكريم جمع التكسير شامل يشمل الزين والشين وبعضه يفضل بعضه، لكن لما جمع مذكر سالم لا، القمم يعني عندما تجمع أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وجعفر الصادق والباقر وابن حزم الخ وتسميهم علماء! لا، هؤلاء عالمون، هناك عموم الشيء وهناك خصوصهم إذاً ناس من اليهود يقتلون الأنبياء الصغار حزقيل وغيره من مجموعة أنبياء موجودين ذكرت قسماً من الذين ذبحوهم لكنهم ليسوا من كبار الأنبياء والله قال (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ ﴿55﴾ الإسراء) يعني الله تعالى قال (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴿35﴾ الأحقاف) لكن أولي العزم خمسة فقط من مجموع حوالي خمس وعشرين وكذلك (فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) حينئذٍ لما الله قال (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ) عامي شامي – كما يقول المثل الدارج – قتلوا صغار الأنبياء قتلوا يحيى وزكريا وشعيا وحزقيل وفلان وفلان الخ بتفاهات وبغير حق وهناك لأ يعني ادعوا أنهم قتلوا عيسى وقال على سيدنا عيسى (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴿157﴾ النساء) (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ (157) النساء) لكنه محسوب عليهم. هذا الخطاب لليهود الذين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم هم ما قتلوه لكنهم يؤمنون بصواب وصحة ما فعله أجدادهم عندما قتلوا الأنبياء والنبيين. هذا هو الفرق بين الأنبياء والنبيين فهم قتلوا الصنفين ادعوا أنهم قتلوا سيدنا عيسى بينما قتلوا أيضاً أنبياء صغار يعني أقل من هذا. ثانياً يقول (بِغَيْرِ الْحَقِّ) و (بِغَيْرِ حَقٍّ) بغير الحق أي بغير الحكم الثابت الحق المطلق، والفرق بين الحق وحق، الحق هو الثابت الحكم الشرعي الثابت وهذا واحدٌ من أسماء الحق. ما من كلمة واسعة وغامضة ومتشابكةٍ ككلمة الحق في القرآن ولهذا كلما أردت أن تصل إلى نتيجة لأن كلمات الحق بالمئات كلمة حق بالقرآن الكريم بالمئات ونحن الآن نقول كلمة الحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ﴿27﴾ إبراهيم) يعني القول الحق فكل حقٌ هو ثابت الموت حق والجنة حق والنار حق والإسلام حق الخ هذا تفسير. إذاً كلمة الحق هنا بالحكم الشرعي الثابت الذي لا تأويل له إلا كما (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴿43﴾ البقرة) ما فيها مشكلة ما فيها تأويل. بغير حق أي بغير حقٍ شرعي من حقوق الناس – والله أعلم – لكن المهم أننا فرقنا بين الأنبياء والنبيين أن النبيين الخاصة والأنبياء العامة ولهذا رب العالمين سبحانه وتعالى يفرق بين هذا وذاك كما قال تعالى (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) أن يصل إلى فلسفة المثل القرآني عندك علم أن تكون من أئمة العلماء (وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿51﴾ الأنبياء) هكذا.
إتصال من الأخ عبدو من دبي: هل سيدنا إبراهيم عليه الإسلام لما كسر الأصنام وحاولوا إحراقه، لم لم يحتفظوا بهذا المكان الذي حصلت فيه هذه الحوادث؟
الإجابة: هذا سؤال يوجه إلى الدول الإسلامية. هناك تقصير في الأمة كلها حيثما ذهبت من ناحية الآثار الإسلامية فالآثار الإسلامية اندثرت مع أن هذه دعوى للمحافظة على الآثار ورب العالمين أمرنا أن نزور آثار وديار الكافرين.
الدكتور نجيب: هل نحن حطمنا آثار الكفار والآثار الأعداء حتى نحطم آثارنا؟ هل حطمنا آثار البتراء وآثار الفرس وهل أُمرنا بذلك؟
الدكتور الكبيسي: هذه دسيسة يا ابني هذه آثارنا شهادة أمام الله سبحانه وتعالى وهي من أعظم أنواع الدعوة التي ترقق قلوب المسلمين فقضوا عليها بالكامل بأمرٍ مقصود ولكنها كما تقول ستعود إن شاء الله عندما يزول هذا الغبش الذي عوّدنا عليه التاريخ كل جيل هناك من يفتن المسلمين ناس إلى النار وناس إلى الجنة إن شاء الله.
إتصال من الأخ صالح من السعودية: هل يموت صاحب جرح ينزف منذ ستين عاماً؟ أعداء الأمة يحتفلون هذه الأيام بمرور ستين عاماً على احتلال فلسطين لكن سؤالي في مثل هذه الجمعة هل يوجد من الخطباء الكثير الذين تكلموا عن هذا الموضوع بمناسبة مرور ستين عام على احتلال تلك الأراضي المقدسة؟ ثم ألا ترى أن هناك جرحاً آخر كثير من المصلين ينصرفون ولو تسأله بعد الصلاة عن ماذا كانت خطبتكم؟ فلا يكاد يتذكر هل القصور منهم أو القصور من الخطباء؟
الإجابة: القصور عام الأمة في وضع المنهزم ولهذا المنهزمون لا ينهزمون منتظمين وإنما ينهزمون متشتتين وفرادى ومتفرقين وناس تبكي وناس تعول يعني على كل حال ولكن ثق أن الأمة الآن تنظف نفسها. فلسطين والعراق واليمن وكل العالم الإسلامي ينتفض الآن لكي يفجر فقاعات ودمامل وناس ضحكوا علينا باسم الإسلام وباسم القومية العربية وباسم الوحدة العربية وباسم الكتاب والسنة وضحكوا علينا وهم أيضاً مضحوك عليهم لكن هذا العدو عدو غادر وعدو قوي وعدو ذكي لكن ثق من كرامة الله لهذه الأمة في كل مائة سنة تجدد نفسها من جديد لكي تبدأ مرحلة زحفٍ تستمر حوالي خمسين ستين سنة وهكذا وابشر بالخير وخذها عني أنا وقد أكون مخطئاً لكن ثق عني إذا حصل هذا فقل رحمة الله على فلان إن كنت أنا ميتاً العراق وفلسطين وكل الدول التي تعاني احسب لهم كلهم خمس سنوات سوف ترى عراقاً يبهرك وفلسطين فيها خيرٌ وأملٌ كبير شعبٌ موحد وقوة موحدة وتحرير إن شاء الله وهكذا كل العالم الإسلامي إن شاء الله.
إجعل هذا بلداً آمناً – إجعل هذا البلد آمناً
في سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا ﴿126﴾ البقرة) وفي سورة إبراهيم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا ﴿35﴾ إبراهيم) مرة قال بلداً نكرة ومرة قال البلد واضح جداً لما رب العالمين أمره أن يقيم القواعد (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿127﴾ البقرة) قال يا ربي إذا بنيناه وكملناه اجعل هذا بلداً آمناً لأنه إلى الآن لم يوجد فلا بد أن يُنكّر بعد ما بني واكتمل والحمد الله وصلوا خلفه وطافوا حوله دعا إبراهيم (اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا) هذا البلد الذي بنيناه فأصبح واقفاً واقعاً اجعله هكذا. ثم رب العالمين قال (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا ﴿97﴾ المائدة) هل تعلم يا سيدي أن هذا البيت العظيم الكريم الذي هو نصف الكرة الأرضية، سرة السماء والأرض، مرتبط بالبيت المعمور وهو كعبة السماء بالضبط لو ترمي حجراً من البيت المعمور ينزل على الكعبة هذا من زمن آدم أول ما تم البناء من زمن آدم ثم انطمست القواعد ولهذا الله لم يقل إبنِ البيت فالقواعد موجودة لكنه رفعها بعد ما انهدم البناء رفع القواعد فرب العالمين جعل هذا البيت الحرام قياماً للناس، هذا قبلة الناس منذ أن أنشأه الله في عهد آدم إلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة حيث سوف يأتي جيشٌ يهدم الكعبة وحينئذٍ سوف تقوم الساعة.
دكتور نجيب: لكن رب العالمين بعد أن من علينا بهذه المنة وهو الأمن بهذه الكعبة المشرفة أمرنا شكر هذه النعمة بالعبادة (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴿3﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴿4﴾ قريش).
بنت الكويت أيضاً عندها كلام جيد في مسألة (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴿3﴾ التكوير) ( وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ﴿10﴾ المرسلات) يتكلم عن يوم القيامة مرة يقول إذا الجبال سيرت ومرة إذا الجبال نسفت هي في الحقيقة صحيحة مثل قوله (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ﴿25﴾ الحاقة) (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴿10﴾ الانشقاق) بشماله أو من وراء ظهره يا أخي هذا الشمال هذا الكتاب هكذا ثم يده مغلولة بالخلف فهي يده مغلولة وراء ظهره فيعطى الكتاب بشماله المغلولة وراء ظهره. هنا نفس الشيء تبدأ الجبال لما تقوم الساعة تبدأ الجبال تسير ونحن رأينا في التاريخ القديم والمعاصر أن بعض الآيات الجبال سيرت بعد ما تسير تنسف. كما قلنا إذاً أن الجبال في البداية تسير ونحن رأينا هذا في الدنيا ينتقل جبل يعني نحن ننسى أن جبالاً ضخمة جداً من الجبال في الإمارات قبل خمسين عاماً كانت تصبح في مكان وتمسي في مكان، جبل كامل هكذا في بعض الأعاصير والزلازل ومثل هذا الذي حصل في الصين زلازل تنقل جبلاً من مكان إلى مكان تسير وحينئذٍ هناك جبال أو تلال كبيرة داخل البحر جزر داخل البحر رأيناها بأعيننا تنتقل حوالي خمسة عشر ستة عشر كيلومتر هذه سيرت وبعد أن تسير بعملية سيرها تتفتت شيئاً فشيئاً إلى أن لا يبقى منها شيء وكأنها نسفت نسفاً.
طبعاً هناك في سورة ق (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿25﴾ ق) وفي سورة القلم يقول (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴿12﴾ القلم) وواضح جداً الفرق بينهما. معتدٍ مريب رجل هذا مجرم يعني هو حيثما إذا قال كلامك إذا أحبك إذا صافحك هو مريب ولا يمكن أن تستقر إليه لماذا؟ لأنه كل حركاته إثم، رجلٌ يتتبع الإثم في القول والعمل والفعل وبالتالي بعد كونه مريباً يحقق هذه الريبة بإثم فهو مناع للخير معتدٍ مريب أولاً ثم يطور إلى مناع للخير معتدٍ أثيم.
د. نجيب: هذا كله إشارات ودلالات على عدم وجود أي تكرار في كتاب الله تعالى
الدكتور الكبيسي: ولا حرف ولا كلمة ما من كلمة تشبه كلمة بل كل اختلافٍ ولو بحرفٍ واحد يعطيك صورة أخرى ثانية لها علاقة بالأولى بس صورة مغايرة فنحن لما تكلمن عن قصص الأنبياء وحقيقة أغلب المتشابه في قصص الأنبياء (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴿60﴾ البقرة) (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴿160﴾ الأعراف) في سورتين تكملة، انفجرت ساعة خروج الماء، الإنبجاس سيله وسريانه بعد الانفجار كما قلنا في الحلقة والماضية (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ ﴿49﴾ البقرة) و (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ ﴿141﴾ الأعراف) أول مرة أنجيناكم من آل فرعون ثم نقلناكم إلى مكان آمن هذه نجيناكم.
بُثّت الحلقة بتاريخ 16/5/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها