وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 110

اسلاميات

الحلقة 110

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) الأعراف) – (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء)

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. نحن الآن مع شيخنا الإمام الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في بدائعه وفرائده القرآنية

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. ولا نزال في سورة الأعراف (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) الأعراف) (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) في حين ذكر الله في أماكن كثيرة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء) (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) مرة (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) ومرة (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) الفرق بين الخلق والجعل أن الخلق إيجاد كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) حينئذٍ خلق الله الإنسان ولم يكن موجوداً لم يكن شيئاً فلما خلقه لا بد أن تكون له وظيفة وهذا هو الجعل وهذه من أساليب القرآن المتعددة (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ (3) النحل) وقال (جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً  (22) البقرة) وظيفة (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ (1) الأنعام) وظيفة (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا (96) الأنعام) وظائف (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ(5) يونس) الجعل وظائف (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا (67) يونس) (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا (80) النحل) (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ (97) المائدة) إذن خلق أوجد فعلاً الله سبحانه وتعالى أوجد الزوجين أحدهما من الآخر (اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) طبعاً هذا الكلام عند المفسرين مختَلف فيه هل أن حواء من ضلع آدم أو من نفس الطينة وكلام فيه اختلاف كثير (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم) من أنفسكم يعني من طبيعتكم مما تعرفون كما قال تعالى (إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ (164) آل عمران) وهذا أفضل عقلاً وطبيعة من أن نقول بأنها خلقت من ضلع آدم وربما يكون الأمر صحيحاً ولو أن الأخبار التي في هذا الباب متعارضة. إذاً الخلق الإيجاد وطبعاً الإيجاد على مقدار عندنا خلق وأبدع ونشأ وفطر وتكلمنا عن هذا في برنامجنا الكلمة وأخواتها. الخلق إيجاد على تقدير مسبق كيف الخياط لما يرسم قطعة القماش يرسم عليها الصورة ثم يقطعها هذا خلق بناء على مقاييس مسبقة وصورة مسبقة تطبق عليها هذا القماش. فرب العالمين رسم صورة آدم ثم جاء بالطين وطبقه على هذه الصورة فصار خلقاً (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) وخلق هنا ليس كما يقول بعض المفسرين أي الزوجة لا، طبعاً. المرأة زوجٌ والرجل زوجٌ المرأة زوج للرجل والرجل زوج للمرأة فما يجب لهذا أو عليه يجب لذاك أو عليه

د. نجيب: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ (228) البقرة)

د. الكبيسي: لهذا لا ينبغي أن يستقل الرجال وأن يفسروا القرآن كما حدث في التاريخ تفسيراً ذكورياً لصالحهم في كثير من الحالات. حقيقة الآية التي نحن بصددها في سورة الأعراف لم أفهم منها شيئًا وقرأت كثيرًا من التفاسير ولم يقنعني ولا تفسير واحد كما قال (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) الأعراف) حاولت أقلب المعنى شمالًا ويمينًا على وفق ما قرأته في معظم التفاسير التي بين يدي وبين يدي تفاسير أرى فيها خيراً كثيراً كتفسير الرازي وتفسير ابن عاشور وتفسير الشيخ الشعراوي وتفاسير كثيرة فيها خير وفيها إبداع ولكني لم أستطع أن أفهم هذه الآية من أي تفسير من التفاسير ولهذا لعل بعض من يسمعوننا من أهل العلم كالشيخ عز الدين والشيخ حسن وأستاذ إبراهيم من السودان والشيخ صالح في المملكة وابنتنا أسماء من المغرب ومن يكرمنا بأن يجد لنا تفسيراً من أفكاره. وطبعاً كما تعرفون أن هذا القرآن الكريم يفسر في كل جيل على وفق معارفه وما فتح الله فيه فلا يستصغرن أحدكم نفسه. إن ما نفعله الآن هو فتح جديد في باب المتشابه وسوف يأتي بعد مائة عام أو أقل من يرى أن تفسيرنا صار عتيقاً، هناك إبداع. المحكم افعل ولا تفعل (صلوا كما رأيتموني أصلي) هذا الصحابي حجة فيه، ما نحن في صدده الآن نحن حجة على الصحابي، ولهذا لا تستصغر نفسك اقرأ هذه الآية مائة وتسع وثمانين من سورة الأعراف اقرأها مرة ومرتين وثلاث وأربع واقرأ ما كتب فيها من المفسرين الكرام فلعل الله سبحانه وتعالى يقدح في ذهنكم وأنت تعرفون أن التاريخ الإسلامي على لسان أعرابي لما كان ابن مسعود وهو من فقهاء الصحابة كان يقرأ (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) آل عمران) قال له قف قف اقرأها مرة أخرى، وأعرابي يعني بدوي، فقرأها ابن مسعود مرة أخرى فقال الإعرابي (والله ما أخرجنا من هذه الحفرة وهو يريد أن يعيدنا فيها ثانية) فعجب ابن مسعود وقال: خذوها من غير فقيه والله إن هذا هو الحق. إذاً القرآن المتشابه ليس فيه كبير مثل الكورة فالكورة واحد حرك رجله وصارت هدف وبالتالي المتشابه ليس فيه كبير رب امرأة أو رجل على قد حاله أو أستاذ رياضيات أو جغرافيا أو تاريخ قدحت في ذهنه قضية في هذا المتشابه الذي ليس فيه كبير وإنما عليك أن تثق بنفسك وربما يفتح الله عليك ما لم يفتح على علماء كثيرين. إذاً هذه الآية مشكلة أنا عندي هذه الآية مشكل كلها (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)!!! يعني من المخاطَب؟ كيف تغشت؟ كيف حملت؟ كيف دعوا الله أن يؤتيهما صالحاً ثم أشركا بالله شيئاً؟؟ جاء في ذهني مثل هؤلاء الذين يذهبون إلى القبور وهؤلاء موجودون ثم جاء الولد فأخذوه للأضرحة الشيخ عبدالقادر سيدنا الحسين سيدنا علي السيد البدوي يقولون لهم بارك الله لكم كأنهم هم الذين أعطوهم، هذا موجود وهناك صور أخرى في التاريخ لكن هذه الآية من القوة ومن العمق بحيث ربما تكون أعلى من هذا بكثير. وفي الجاهلية كان يعبدون الأصنام لكن هؤلاء مسلمين!! فلا بد أن يكون لها تفسير ينقدح في ذهن أحد الناس في هذا الزمان أو الزمن الذي بعده لأن التفسير إذا قرأته حتى الرازي نفسه وحتى ابن عاشور وحتى الشيخ الشعراوي قالوا أنها مشكل، إذن فيها إشكال وهكذا.

د. نجيب: العِبرة بالنهايات وليست العبرة بالبدايات

د. الكبيسي: هو هكذا. إذاً فهمنا الفرق بين الخلق وبين الجعل. الخلق الإيجاد والجعل الوظيفة. والوظيفة اختصرها في سورة الروم (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) كل ما بين الزوجين مما أراد الله عز وجل في سورة الأعراف يُختزل بالمودة والرحمة. وحينئذٍ كل نعمك إذا أردت أن تعرف ما هي الزوجية الصحيحة المثالية الناجحة التي يوفّي الزوجان كلٌ منهما حق الزوج الآخر كما أراد الله عز وجل عليك أن تعرف ما هي أسباب المودة والرحمة فيما بين الزوجين؟ الرجل زوج والمرأة زوج وكما قال الشيخ نجيب (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (228) البقرة)  حينئذٍ (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) هنا يخاطب المرأة عن زوجها ويخاطب الرجل عن زوجه وهي المرأة. إذاً المودة والرحمة هما أساس هذه الآية من حيث ما هي الوسائل والشروط والأسباب والخطوات التي ينبغي أن يتخذها كل فتى وفتاة عندما يريدان أن يتزوجا؟ كيف يهيئان الأسباب والوسائل لكي تكون بينهما مودة ورحمة؟ وللعلم هناك حب وهناك مودة، الحب لفعل معين أنا أحب فلان لأنه سخي أحب فلان لأنه شاعر أنت تحب فلان الفلاني لأنه فعل لك كذا أعطاك كذا، أما المودة لذاتك لأنك فلان زين شين تعطيني ما تعطيني أنا متعلق بك تعلقًا شديدًا لأنك أنت فلان كما تفعل أنت مع طفلك أنت تحبه لذاته مهما كان لو قتلك ضربك زين شين هو هذا أنت ملك عليك فؤادك.

أم محمد من العراق: نستطيع أن نقول في قوله (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا) لما دخل الرجل بالزوجة فصار هو غشاؤها وسترها وغطاءها يعني غطاها من العالم وسترها بجناحه

الدكتور الكبيسي: كلامك صح قال تغشاها وليس غشيها لأن تغشى فيها صعوبة. لكن أنا أريد يا بنتي كيف جعلا لله شركاء فيما أتاهما؟؟

أم محمد: شركاء شيخنا شركاء لأن حبهم احتمال لهذا الطفل صار أكبر شوية من حب الطاعة أو حب العبادة لله

الدكتور الكبيسي: في الحقيقة الوالدان الزوجان هما اللذان جعلا لله شركاء يعني أصحاب فضل في هذا الإنجاز يعني لما أعطاهم طفل ما قالوا لك الحمد يا رب العالمين راحوا شكروا شيء آخر، وعلى كل حال يا أم محمد محاولة جيدة وجريئة وإن شاء الله في الحلقة القادمة إذا فكرت ياريت تجدين لنا ولو منفذ واحد إلى أن نفهم هذه الآية.

فالمودة لذات الشيء (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) مريم) يعني أنت تحب محمد بن عبد الله تحب أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصالحين والعلماء وأبو حنيفة والشافعي والصادق الخ تحبهم لذاتهم حينئذٍ أصبحوا محبوبين لذاتهم ولا تستطيع أن تفكر في غير هذا. حينئذٍ كل واحد منا يحب أباه ويحب أخاه الخ لكن مودة الزوجة للزوج ومودة الزوج للزوجة شيء آخر. يعني هذا العشق يعني الواحد ما يعشق أبوه وأمه وأخته وابنه وبنته بل يحبهم لكن هذا العشق الذي هو لذاته يعني قيل لقيس يا أخي أنت أتعبت العالم بليلى ماذا يعجبك فيها؟؟ قال أنظروها بعيني إذاً معنى ذلك قيس وصل إلى مرحلة المودة مع ليلى ولذلك إذا هي سوداء عمياء عوراء مش مهم هو عشعش في ذهنه شيء اسمه ليلى. وهناك أناس أحبوا الله عز وجل حتى فقدوا عقولهم وهذا الحب العشق الإلهي معروف والعشق الإنساني معروف أيضاً يعني هذا كُثيّر عزّة وجميل بثينة وأشكال في التاريخ وإلى هذا اليوم رأينا أناس فقدوا عقولهم يعني هذا حتى في الأمم الأخرى كروميو الذي بقى ثلاث أيام تحت الشباك والثلج عليه إلى أن مات وما شعر فهذه مودة وليست حب.

عبد الحافظ من أبو ظبي: عندي مداخلة وسؤال. المداخلة في قوله تعالى (فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا) هو سبحان الله والله أعلم هو محبة المولود تتقدم على محبة الله عز وجل وفي هذا مثل سيدنا إبراهيم لما تملكت منه محبة ابنه إسماعيل على محبة الله عز وجل فابتلاه الله عز وجل فقدم محبة الولد على محبة الله عز وجل (جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا) فمحبة الله لازم تكون أقوى مكن محبة الولد والوالد ومعروف لحضرتك،

الدكتور الكبيسي: كلامك هذا معقول ولكنه هنا يتكلم عن شرك حقيقي يعني أنا والله العظيم لو جاءني جبريل وقال لي يا أحمد الكبيسي ربك يقول اذبح عبيد والله العظيم لو تحطوني في النار ما أذبحه! أما إبراهيم فهذا إبراهيم حبيب الله ونبي ورسول وأنت تعرف من هو إبراهيم وهو فعل هكذا لأنه إبراهيم عليه السلام أما أنا عبد من عباد الله أنا أذبح ابني!!! والله ما أذبح فرخة. إذاً أنا لو أمرني جبريل أن أذبح ابني لوجه الله لأنه الله يأمرني وابتلاني هنا أنا عاصي ولكن لست مشركاً، يتكلم عن شرك

عبد الحافظ: سؤالي لماذا قال خلقكم من نفس واحد؟ لماذا لم يقل من روح واحدة؟؟ هل الروح غير النفس؟

الإجابة: هذا الموضوع تكلمنا عنه حلقات عن النفس والروح.

الدكتور نجيب: بالكلام عن الحب شيخ بالذات ما قبل الزواج من الأفلام والمسلسلات وإذا بدأ الزواج زال كل ما كان يدعوه؟

الإجابة: هذه شهوة يسمونها حباً أما الحب فلا يخطر بباله الشهوة يقال بأن وهذه صحيحة قصة فلان ابن فلان رجل كان يحب امرأة حباً حقيقياً وكان أبوها يرفض ثم لان أبوها بعد سنين وزوجها إياه فلما في ليلة الدخلة قال لها الله هو الذي جمعنا على هذه المحبة ألا يستحق أن نقضي الليل في الصلاة والقيام؟ قالت والله كذلك فبقوا طول الليل يصلون ولما صار الفجر قالت له هي ألا يستحق رب العالمين أن نصبح صائمين؟ فصاموا وبقوا يقال حوالي عشر سنوات في الليل يصلون وفي النهار يصومون وهي بقت عذراء إذاً هذا الحب. قيس لما كان مرة يختلي بليلى وهم كان بخيام وأخوها سمع وراح أخبر أباه فجاء كل واحد منهما وسيفه معه فلما أراد أن يهجم عليه في الخيمة سمع الحوار وإذا به حوار فيه فضل وفيه فضيلة وعفة فقال لولده قم والله أنه أحرص عليها مني ومنك (من حب فعفّ فمات مات شهيداً) ولهذا الذي يحصل عندنا عندما يقول لك خبت الحب هو مش حب هو كان يشتهيها لما تزوجها وانطفأت الشهوة خلاص انتهى أما الحب شيء آخر لا علاقة له بالشهوة يحبها. وهذا حصل يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوج أول مرة خديجة رضي الله عنها وكانت أكبر بخمسة عشر سنة وتزوج بعدها لكن ما استطاعت واحدة أن تغلبها لأنه هذا كان حباً حقيقياً ليس لأنها شهوة. وحينئذٍ هناك من الرجال والنساء الحب بينهما ليس لمصلحة لا شهوة ولا مال بل للذات كما أنت قد تعجب وأنا واثق كلنا تعلقنا برجال من التاريخ القديم والمعاصر لذاته ولهذا “وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساوئ” فهذا الحب هذا الود (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا). الحب لشيء معين هذا صوته جميل هذا شاعر هذا مغني هذا أعطاني هذا سلم علي صار عندي ميل إليه هذا حب وهذا الذي يزيد وينقص والخ أما الود ثابت للذات لأنك فلان. طبعاً المودة والرحمة المودة كما قلنا هي توده لذاته وهو يودها لذاتها والرحمة عندما يصيب أحدهما خيراً يحب أن يفرح به الآخر ولهذا ينبغي على الزوجين لكي يستديم بينهما الحب أن لا يصل بينهما إلى حد أن يشفق أحدهما على الآخر. إذا عجز الرجل أو عجزت المرأة لمرض أو عوق أو ما شاكل ذلك وانقلب الود إلى مجرد إشفاق عليه وهذه زوجتي مريضة أو زوجي مريض أو صار بكبر وطاقاته انتهت هذا يعني انقلبت الحياة الزوجية إلى دار العجزة. من هنا ينبغي يعني لو تعرف تربط هذا بآداب الإسلام كالطعام والشراب من اقتصاد وعدم السمنة ولا تأكل أكثر من مرة في اليوم للحفاظ على الطاقة والحفاظ على الصحة وطولة العمر هذا أصبح فرض عين في هذا الزمان. لأن سابقاً كل الناس هكذا يأكلون تمرتين وخلاص ما في، الآن فتح الله الدنيا على الناس وتسعين بالمائة من أمراضنا هو من البطن (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه والبطنة تذهب الفطنة وتذهب الصحة) من أجل هذا في هذا الزمان معظم الأمراض التي نسمع عنها هي من طعام وشراب وطاقة جنس زائدة عن حدها ولهذا على المسلم لكي تستديم هذه المودة والرحمة التي وظفها الله عز وجل بين الزوجين على كل منهما أن يحافظ عليها وذلك بالامتثال لقواعد الطب وقواعد التاريخ وقواعد الشرع ونصائح الأطباء والآن المكتبات تعج والتجارب في هذا الموضوع وفعلاً ثبت أن الوجبة الواحدة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (السرف أن تأكل في اليوم أكثر من مرة) صدق رسول الله. كل العلم يثبت هذا اليوم إذا أكلت مرتين كوجبتين فأنت هالك لا محالة، سكر وضغط وشيخوخة الخ. كُل وجبة واحدة كاملة وكُل بعد ذلك أشياء خفايف يعني الصبح تمرات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث تمرات وفي الليل خيار وتفاحة وبرتقالة وشوية لبن أما الوجبة وجبة خذ لك واحدة ولهذا الحفاظ على الصحة الحفاظ على الأداء أن تعمر وهذا بيدك الآن والطب بهذا عجائب. تبقى الزوجة تود زوجها ما دام واقف على رجليه ما قال الذكور بل الرجال رجل هو المنفق (وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ (34) النساء) لا يمد يده على امرأته ويأخذ فلوسها ويستولي على أموالها برغم لطفه (أكثركم إيماناً ألطفكم بأهله) (خياركم خياركم لأهله وأنا خياركم لأهله) لكن الرجل رجل إذا التمسوه وجدوه رجلاً وحينئذٍ عليك أن تبقى رجلاً بصحتك بقوتك بعطائك بحسن أدائك في كل المواضع وبإنفاقك. هذا الذي يديم المودة بينكما وهي نفس الشيء عليها أن تحافظ إلى أن تبقى على هذا الذي ينبغي أن تبقى عليه وعندما يصل أحدكم الآخر يشفق عليه ومقهور انتهت الحياة الزوجية.

———فاصل———

قلنا بأن لهذه المودة والرحمة أسباباً كثيرة كما تحدثنا قبل قليل ومن ضمنها أيضاً أن يكون البنون والحفدة كما قال تعالى (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) النحل) إذا كانت الذرية صالحة طيبة فهذا من أسباب المودة وكان الله في عون كل من رزقه الله ذرية معوّقة فهذا شقاء سيجعل صاحبه من ملوك الجنة يوم القيامة. نتكلم عن الدنيا ونجاح الأسرة إذا كانت الذرية صالحة متآخية وإلا أصابت الأبوين بشقاء يعني سيدنا يعقوب وهو نبي ابيضت عيناه من الحزن من خلاف بين يوسف وأخوه وبقية الأولاد. ولهذا على كل أخ أن يعلم بأن مصافاته مع أخيه هو إسعاد للوالدين فمن بِرّ الوالدين أن يتآلف الأخوة ولذلك كل الدول العربية التي تعاني الآن مما تعاني فيه مما نعرف من هذه الشقاقات على كل واحد من الشعب في كل دولة أن يعرف بأن هذا أخوه وعليه أن يتعامل معه بالمعروف باللسان ولا ينبغي لحاكم أن يكون حاقداً على شعبه ولا يحمل الحقد الدفين عليهم وليس زعيم القوم من يحمل الحقد. المحبة والتآلف بين الذرية بين الأخوان والشعب أسرة واحدة في كل مكان في كل الدول في كل العالم كل دول العالم شعبها متآخي وهكذا رب العالمين عز وجل ضرب لنا مثلاً بمملكة سليمان (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) النمل) بينهم روابط شعب واحد موحد. فعلى كل الشعوب التي فيها خلافات في المذهب أو في القومية أو في الانتماء أن تكون واحدة لأننا نحن ننتمي إلى شعب واحد ولهذا هذا أخوك أخي فعليكم أن تعرفوا بأن صلاح الذرية هو سعادة الوالدين. (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) فإذا كان البنون في صحة جيدة ونجاح في الحياة وكانوا متآخين متآلفين دامت المودة والرحمة بين الوالدين وإذا كان هناك شقاء للوالدين فسوف تحاسب الذرية على ذلك كما يحاسب الوالدان إذا أشقوا ذريتهم كما قال عليه الصلاة والسلام (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول) أن يضيع عياله يبهدلهم ما يربيهم يتركهم يعني أشقاهم. إذاً المودة والرحمة أسبابها كثيرة ومنها كما قلنا قوة الزوجين صحياً وعافية وأداء وقوة الذرية.

سمير من سوريا: عندي تفسير متواضع للآية (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) هناك احتمالين أو تفسيرين أولهم تغشاها لصعوبة الحدث أي يأسهم من الحمل فيتجهون إلى أعمال أخرى إلى دكتور مشهور إلى أنابيب حمل فينسبون الفضل بعد الحمل إلى هذا الدكتور إلى ما قام بأعمال قد يكون سحر في بعض الأحيان ينسون الله، أما التفسير الثاني من يشرك بالله في تسميته بعد الولادة كأن يكون عبد الأئمة عبد الرسول عبد النبي وهكذا قد يقعون في هذا الشرك وقد يكون شرك وإن لم يكن شركاً عظيماً

الدكتور الكبيسي: هذا الذي قلته عن الأضرحة وغيرها وتقول أعطيني مرادي وتعرف باب المراد أن تروح على هذا القبر ويعطيك المراد الخ هذا الكلام أشك فيه لكن هذا موضوع الطبيب هذه جديدة يعني أحياناً طبيب يعالج المرأة ويعالج الرجل ويصير حمل فيقول له جزاك الله خير ولكن هذا ليس بشرك هذا سبب من الأسباب والنبي قال (عباد الله تداووا) وله فضل وعليك أن تمتدح صاحب الفضل فالطبيب إذا هو الذي عالج زوجتك أو عالجك وأنجبت والله عليك أن تشكره بارك الله فيك لأنه هو من الأسباب على كل حال محاولة طيبة يا أخ سمير.

من الأسباب العديدة لهذه المودة التي لا تنقضي نصف الغلظة في عقد الزواج هذا الذي لم نفهمه إلى الآن (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) النساء) رب العالمين بهذه الكلمات “زوجتك نفسي قال قبلت” هذه الثلاث كلمات سماه ميثاق غليظ وكلمة الغلظة في القرآن الكريم أعجوبة العجائب يعني كلمة غليظ عذاب غليظ نعيم غليظ الخ يعني لا ينتهي ولا ينفصل لا يضعف. فرب العالمين سمى عقد الزواج الميثاق الغليظ وسمى ذلك الميثاق الذي أخذه الله على الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد ميثاق غليظ يعني عقد الزواج هذه الثلاث كلمات زوجتك نفسي تقولها قبلت كما أخذ الله ميثاق النبيين (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران) حينئذٍ كم أن هذا العقد مقدس عقد الزواج ولهذا هذا العقد الغليظ الذي دخلت في فضائها ودخلت في فضائك بناء عليه هذا هو الذي سبب كل هذه المودة ولذلك لاحظ أي علاقة غير شرعية لا تدوم أولاً ثم تنتج أمراضاً مزمنة. يعني تصور واحد عنده عشيقة أو امرأة من بائعات الهوى أو رجل خباص كل يوم مع واحدة ثق تصيبه أمراض خيال احمرار الوجه والبهاق والخ بينما هذا الزواج يزيدك قوة يعني هذا ميزان معقول هذا الميثاق الغليظ إذاً عليك بعقد الزواج في أي علاقة وإلا كان بائساً.

لمى من سوريا: مداخلة بسيطة أن الفرق بين المحبة والمودة المحبة هي مشاعر قلبية تعلق ولكن المودة هي عمل المحبة يعني لما تترجم إلى أعمال تصبح مودة. ولذلك لما رب العالمين يتكلم عن العلاقة بين الزوج والزوجة يسميها مودة لأنه هي عمل ليست فقط بحبك ولا أقدم شيئاً فهذا العمل هو المودة وكذلك اسم رب العالمين الودود ما سمى حاله المحب ولكن سمى الودود لأن كل محبته لنا هي أعمال وعطاء وبذل لنا وكذلك المحب لله فهو أيضاً ودود

الدكتور الكبيسي: رائع جداً يعني هذا أن المودة تنفيذ الحب وعطاؤه وأداء ثمنه. فالحب شعور وهذا الشعور عليك أن تدفع ثمنه فأنت إذا تحب رب العالمين لازم توحده وتصوم وتصلي وتجاهد (وكلٌ يدعي وصلاً بليلى) حينئذٍ هذا كلام في غاية الروعة. المودة هو تكاليف واستحقاقات الحب تلقائياً طبيعياً يعني عطاء نفسي ومالي. يعني فعلاً أقول لك شيئاً أي رجل أي زوج في الدنيا لو أن رجل مس زوجته بشعرة ولو حتى بنظرة يقتله يعني يتخلص منه تماماً إذاً أي حب هذا؟! فعلاً مودة ورحمة تخيل لو أحد يقول لك أنا اقبل امرأتك أو أقتلك يقول لك اقتلني ألف مرة فما هذا الكلام! إذاً هذه مودة. ومثل ما قالت ابنتنا لمى أن المودة تطور الحب حتى صار عطاءً.

من أسباب دوام المودة حسن الاختيار ولهذا عليك أن تعرف بأن هذه فيها جزئية صغيرة ذكرها الفقهاء في غاية الذكاء قالوا الكفاءة لكي تدوم المحبة والمودة يعني تنقلب المحبة إلى مودة دائمة على المرأة أن تكون فخورة بهذا الرجل الذي تزوجته عندما يسألونها من تزوجت يا فلانة؟ تقول فلان بكل فخر في حين مثلاً تقول والله فلان بِحَرَج. إذاً معنى ذلك كما يقول الفقهاء الكفاءة أن تتزوج المرأة زواجاً يجعلها فخورة به يعني لا يجعلها خجلة من حيث مواصفات البيئة العشيرة المكان وفي زماننا الشهادات يعني وحدة مثلاً أستاذة في الجامعة يأخذها واحد معلم ابتدائي! أو يأخذها شرطي وقد يكون الشرطي عظيم وتقي وصالح لكن لو يسألونه دكتورة فلانة من زوجك؟ تقول والله الشرطي فلان هذا غير مقبول لازم تقول فلان بفخر. يعني الكفاءة أن تكون الزوجة مفتخرة بزوجها هذه يسمونها كفاءة لأن كل امرأة كفوء لأي رجل وليس العكس ليس كل رجل كفوء لأي امرأة،

الدكتور نجيب: كما قال ابن قاسم الرياشي ممتناً على أبنائه

وأول إحساني إليكم تخيري  من ماجدة الأعراق بادت أفاقها

أول إحسان لكم قبل ما تولدون أنا أحسنت اختيار أمكم.

——-فاصل———–

من أسباب المودة ودوامها إحسان الاختيار وهو الكفاءة وأيضاً النظر كما في كثير من المجتمعات لا ينظر إليها قبل الزواج وهذا خطأ (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ (27) القصص) يعني أمامك هذه وهذه اختر لك واحدة وقد نظرت إليها وكلمتها.

أم نائل من أمريكا: من بعض التفاسير التي اطلعت عليها أن الإنسان لما زوجته تحمل بصعوبة وتجيب ولد أو ما قدر الله أن تجيب فيسمونه اسماً يشركوا به من الأسماء إما عبد الحارس أو عبد النبي وهنالك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام إنه لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال لها سميه عبد الحارث سوف يعيش

الإجابة: يا أم نائل هذا ما ذكره المفسرون كما قلت ولم يقنعني فهل سيدنا آدم لا يعرف عمايل إبليس؟؟ سيدنا آدم حذر من إبليس (إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ (117) طه) ولهذا غير مقنع لأنه يتناقض مع نفسه. سيدنا آدم يضحك عليه إبليس ويقول له أنت يا ابليس أتيتنا بالولد!!! هذا كلام فاضي.

على كل حال أيضاً من أسباب دوام المودة والحميمية كما قلنا الكفاءة والنظر ومن أسبابها قوة شخصية الرجل في البيت لا ينبغي أن يضعف الرجل حتى تصبح المبادرة بيد زوجته دائماً وهو كأنه شيء آخر إياك وهذا بذلك أفقدت المرأة التلذذ والتمتع والافتخار بزوجها وكأنها غير متزوجة وأنت كذلك لم تعد متزوج من امرأة حينئذٍ عليك أن تكون رجلاً وليس زوجاً قال (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ (34) النساء) ما قال الذكور الرجال والرجل ليس فقط فسلجة الذكر فسلجة الرجل شمايل عليك أن تكون لطيفاً ودوداً ولكن ساعة الساعة أنت رجل كلمتك هي النافذة القوية الحكيمة برقة ولطف ولكن برجولة. وكذلك أيضاً كما قال رب العالمين (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) البقرة) كل أرض إذا لم تحرثها تبور كل أرض وشوف الأراضي الزراعية تتركها سنتين تصير سبخ وتراب وتحمر لونها وتخرب (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) على الفلاح أن يكون مواظباً وافهموها جيداً. وهذه الآن متيسرة نحن الآن في عالم الطب وفي عالم الغذاء وفي عالم التبحر في كل هذا المجال يعني سابقاً هناك قلة غذاء وهناك تعب شديد وهناك مشقات وهناك حروب وأمراض يعني إلى عهد طفولتنا كانت الأمراض تفتك بالناس فتكاً ذريعاً تموت محافظات بأكملها الآن من فضل الله بعدما كشف الله للناس من رحمة اكتشاف هذه العلاجات الهائلة انتهى كل شيء فعليك أن تكون حذراً في طعامك وملبسك ومشربك وما شاكل ذلك.

مؤمنة من العراق: أريد أن أخبرك تجربة أنا مررت فيها من تفسير الآية أنا من قبل ما يولد ابني كانت ابنة وكنت أريد ولد بشكل كبير تصدق شيخي عندما جاءني الولد تدري قبلت يد الممرضة التي ولدتني وكما أنها هي التي أعطتني إياه وأنا أقولها أمام الكل لا أستطيع أن أصف لك احتقاري لنفسي كلما أتذكر هذا الشيء فقط أنا في تلك اللحظة كأنما هي التي أعطتني إياه.

الإجابة: لكنك أنت في هذه الحالة ما أشركت بالله، أنت أحببت هذه الممرضة في ساعة ما ولدتك وكانت خير عليك يعني هذا شيء طبيعي كما أننا نتعلق بكثير ممن يسدي إلينا معروفاً هذا ليس شركاً إن شاء الله الذي في الآية شرك حقيقي (جعلا له شركاء) وبينما الذي قلتيه هو محبة ووفاء ولطف منك لأن هذه صاحبة فضل وقفت معك واستبشرت بها فإياك أن تظني بنفسك سوءًا أنت على خير وأخلاقك عالية.

من أسباب المودة رعاية كل من الزوجين لأهل الآخر في غالب الأحيان تصير عداوة بين العائلتين وهذا خطأ هو يكره أهلها وهي تكره أهله هنا ماتت المودة والمحبة إذا رأتك تراعي أمها وإخوانها وأخواتها أو هي تراعي أمك وإخوانك وأخواتك في غاية الروعة تستمر المودة بشكل جميل وتصبح الحياة الزوجية لها بهجة عظيمة.

أيضاً من أسباب المودة حفظ أسرار الآخر (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ (187) البقرة) الفرق بين الثياب واللباس هذه الثياب (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ (58) النور) هذه ثياب كالبشت والجاكيت والبنطلون يعني الذي نطلع فيه للخارج هذه ثياب أما اللباس فهي الملابس الداخلية اللباس والفانيلة طبعاً هذه سرية والأخرى علنية. معنى ذلك لما قال (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) يعني أنت تحفظ أسرارها وهي تحفظ أسرارك بينكما أشياء لا يراها غيركما لا يعرفها غيركما إذا كنتم حريصين على ذلك تستمر المودة والثقة بشكل جنوني أما أنت تحكي لأصدقائك عما يجري بينكما وهي تحكي لصديقاتها انتهت أصبحت لا قيمة لها وهذا موجود وعدّه النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب وتفسد الحياة الزوجية وتفسد الاحترام تماماً.

من أسباب المودة أيضاً الاستقلال في السكن كما أمر الإسلام البيت بيت الزوجة (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ(1) الطلاق) من بيوتهن وليس من بيوت أبوك وأمك وهذا بعد الطلاق فمن حق الزوجة أن يكون لها بيت مستقل حتى عن طفلك من غيرها. افرض واحد عنده طفل وزوجته ماتت وتركت الطفل يتيم هي ليست مسؤولة خذه إلى بيت أمك فهذا بيت الزوجة إذا استقلت الزوجة دامت المودة والرحمة. أما أمك تعارض والخ بهذا تكون انتهت المودة والرحمة.

من أسباب المودة والرحمة التهادي بين الزوجين هذا نادراً ما يحدث إلا بين زوجين متحابين ودليل أن بينهما مودة ورحمة يا أخي بمناسبة قدم لها هدية بنجاح أو عيد ميلاد كما يسمونه بالعيد إذا رجعت من السفر يعني فرّحها بشيء. والله في ناس يقول أنا في حياتي ما قدمت لزوجتي هدية وفلان آخر يقول ما هذا الكلام! أنا من أين أتي لك بهدية؟؟ وبالتالي تفسد المودة وتصير الحياة كمن عنده عامل في البيت يصلح له التكييف هذا ليس زواجاً.

هناك شيء مهم جداً وهو أن يتغيب أحدهم عن الآخر بالسنة ولو مرة أو مرتين أسبوع أسبوعين شهر بسفرة بوظيفة مهمة تروح عند أهلها بمدينة أخرى يعني هذه الغيبة المرة أو المرتين المعقولة تضاعف المودة والاشتياق بينهما فهذا من باب السأم فالسأم والملل هذا من قوانين الانسان ولذلك يوم القيامة قال (نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) التوبة) الوحيد الذي ما فيه سأم. أما هنا النعيم فيه يسأم ويمل فعلى الزوجين إذا أراد أن تدوم بينهما والله يمكن للزوجين أن يبقيا عاشقين أعرف والله أزواج عشرين ثلاثين سنة وهما عاشقان حقيقيان وعندهم أولاد متزوجون. وهذا يكون بالذكاء وصفاء النفس بالذوق وهذا ليس بالكتب بل بالتربية والتنمية فإذا كان للإنسان ذوق وكان لها ذوق آخر واستطاع أن يكيفا حياتهما فعلاً يبقيا عاشقين والله هنالك حياة زوجية فعلاً تعجب كيف يمكن أن يكون يعني هناك رجل تزوج امرأة أكبر منه بعشرين سنة ثم ماتت وطبعاً عنده منها أولاد وبنات أطباء زوجوه شابة جميلة مثل القمر ستة شهور طلقها قال لا يمكن أن يعوضني أحد عن أمكم أبداً وهي أكبر منه بخمسة عشرة سنة. وقد رأيت أناساً هكذا وخالطتهم يعني فعلاً عايشين عاشقين

د. نجيب: وكأنما حققا بذلك قوله تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (19) النساء)

د. الكبيسي: بالعرف الإسلامي الراقي بما يليق وما ينبغي من الطرفين وهذه حقيقة ينبغي أن يكون الطرفان فيهما هذا التطوع لهذا الرقي وهذه البهجة. ولهذا قال صلى عليه وسلم (تنكح المرأة لمالها وجمالها وعليك بذات الدين) وما هو الدين؟ الدين هو المعاملة فعلى كل أم وهذا كان موجود هذه المرأة كانت أمها تعلمها كيف تعامل الزوج، الدين المعاملة وهذه الأعرابية التي مدحها النبي صلى الله عليه وسلم توصي ابنتها (يا ابنتي كذا …الخ) مدرسة ولذلك كل أم عليها أن تعلِّم ابنتها كيف تعامل زوجها وأن تعينها في بدايات الأمر على أن تكون الزوجة الراقية المهذبة الودودة. أما في بعض الأحيان بعض الأمهات هي تخرب بيت ابنتها وتحرضها على زوجها هذا طبقة هالكة. لكن من تقصير الأمهات كما قلت في حلقة سابقة نادراً ما هناك أب يقترب من ابنه ويعلمه هذه القضايا الزوجية وقضايا الجنس وقليل من الأمهات تقترب من ابنتها في عمر الخمسة عشر وثمانية عشر وعشرين سنة وتعلمها الذوق وكيف تعامل زوجها وهذا لا يوجد عندنا باستثناء عدد قليل من العوائل التي فيها عراقة وأصالة. إذاً التعامل هو هذا الدين في العلاقة والله أنا عندي زوجة تصلي تهجد وتصوم اثنين وخميس وهي وسخة!! ماذا أفعل بها هذه؟! وارتبطت المودة بالرحمة فالمودة كما قلنا لذات الشيء أما الرحمة في أن كلاً منهما يحاول أن يدخل على الآخر ما يسرِّه يعني كل الحركات التي يسويها تفكير يفكر كيف يفرح الطرف الآخر وهذه هي الرحمة. يعني المودة مفروغ منها أما الرحمة كيف يتفنن وهي تتفنن بأن يفرحون بعضهما

الدكتور نجيب: وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن سر هذه العلاقة هي المحافظة على الطاعة واجتناب الكبائر في قوله صلى الله عليه وسلم (والذي نفس محمد بيده ما تود اثنان ففرق بينهما إلا بذنب أذنبه أحدهما). شكرا جزيلا سيدي الشيخ ونشكر الإخوة الذين شاركوا معنا في هذه الحلقة. باسمكم جميعا أتقدم ببالدعاء أن يوفق شيخنا الجليل أحمد الكبيسي لإعطائنا المزيد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بثّت هذه الحلقة بتاريخ 4/3/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرًا وتم تنقيحها.

=============

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2399

على

Fileape

على

 

Fileape