الحلقة 111
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. مع شيخنا الإمام العلامة الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في هذه الآيات القرآنية التي تبدو أنها متشابهة لفظاً
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. ولا نزال في سورة الأعراف في الآية 115 من قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون وكلكم تقرأونها في عدة سور من الكتاب العزيز وكنا نتحدث أنا والدكتور نجيب قبل البرنامج أنه ذكر سيدنا موسى وبنو اسرائيل في القرآن أضعاف ما ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته هذه الأمة المسلمة وهذا واحد من إعجاز القرآن الكريم، هذا التكرار الطويل العريض لبني إسرائيل وموسى يدلنا عليه الواقع اليوم. اليهود بنو اسرائيل في العالم الاسلامي بل في العالم كله لا يتجاوزون الثلاثة ملايين وهم يقولون ستة وليكونوا ستة أو سبعة أو عشرة ملايين ولكنهم يحكمون العالم بالكامل جميع العالم يحكم من القدس، ليس هناك دولة أخرى تملك نفسها ولا قرارها إلا عن هذا الطريق الإتحاد السوفيتي الذي راح وأميركا القادمة وهكذا رب العالمين يقول بأن هؤلاء القوم بهذه الأهمية بهذا المكان. ولذلك كل جزئية في هذا القصص القرآني عبرة (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى (111) يوسف) الكلام في هذا يطول وقد تحدثنا عنه في برنامج سابق بعنوان أحسن القصص. لكن الآن ننتقي فقط المتشابهات. تعرفون سيدنا موسى ذهب وهارون إلى فرعون قال له لست أنت الله وإنما الله إله واحد وصار النقاش فاستشار فرعون قومه مرة قال (قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) الأعراف) ومرة قال (قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) الشعراء) الفرق بين أرسل وابعث أرسل لكل الناس وابعث واحد مخصوص مهم تبعث له مبعوث خاص. والقرآن يرسم الصورة وأدق زاوية فيها بتغيير الكلمة وهذا من اعجاز هذه اللغة العربية. فلما يقول (ابعث) هذه القادة أئمة الموقف المهمين ابعث لهم واحد لأهميتهم ولذلك قال (سحّار) بينما عامة السحرة قال (وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ)، إبعث لكل مملكتك، مملكة مصر كلها والسودان وفلسطين وسوريا كلها مملكة فرعون قال (وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ) الأئمة الكبار ابعث لهم مبعوثاً السحرة لهم قادة ورؤوساء ولك جماعة ومهنة لهم قادة ورؤساء ومبدعون. وفعلًا لما جاؤوا وتواعدوا على يوم (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ (59) طه) حشروا الناس وكل واحد جاء بما عنده، تأمل اللقطات القرآنية في الأعراف قالوا بعد أن اجتمع فرعون والعائلة الحاكمة والوزراء والقادة والرؤوساء والناس كلها (لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) الشعراء) الآية توحي بهذا أنهم أتوا غير واثقين من نفسهم لأن السحرة يعرفون أنهم دجالون (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) طه) خيالات، ويعرفون موسى وهارون من زمان وبني إسرئايل يعرفون من هو موسى وهارون فكانوا مهززوزين ففي الأعراف قالوا (قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)) من يبدأ السباق والتحدي؟ نحن أو أنت؟ كان يمكن أن يقولوا إما أن تلقي وإما أن نلقي لكنهم قالوا (وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) نحن، هذا في الأعراف. في طه قالوا (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى) عامة السحرة الذين أرسل لهم مرسال ليس هناك تحدي وليسوا واثقين من نفسهم بدليل (قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) الأعراف) و(إن) تستخدم للشك. أما أئمة السحرة فقالوا (وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) (نكون) بالجمع ثم أكدوا بالضمير المنفصل (نحن) وقالوا (الملقين) يعني الغالبون. لما خيّروا سيدنا موسى قال لهم (قَالَ بَلْ أَلْقُوا (66) طه). الفرق بين (وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) و(وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى) فرق كبير جداً.
د. نجيب: هذا للساحر وهذا للسحار
د. الكبيسي: ساحة كبيرة فيها مئات الآلآف من الناس الشعب كله جاء يزحف لكي يرى هذا الاتفاق. جاء الشعب كله لعل فرعون يزول ويدحر. ناس قالوا نحن الذين سننتصر (وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) وهناك ناس كانوا متشككين (وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى) وسيدنا موسى في الحالتين قال (ألقوا) بكل ثقة. هذا الفرق بين (وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) طه). ثم ألقوا (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) طه) واضح أنها كانت لعبة ماهرة وتعمدوا أن يكون التحدي ضحى لأن الشمس في الساعة العاشرة لها تأثير خاص وعندهم خفة يد فأوجس في نفسه خيفة موسى، (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) طه) هنا ألقاها (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) طه) طيب فرعون ماذا قال؟ مرة قال في سورة الأعراف (قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) الأعراف) وهنا قال (قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) طه) لماذا؟ السحرة لما آمنوا مرة قالوا (آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) ومرة قالوا (قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) الأعراف) يعني الكبار الأئمة قالوا (رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) لماذا؟ اتبعوا الغُلب أن هذا غلبهم وكشف حقيقتهم وبالتالي القضية علمية دقيقة عرفوا أنهم هم لا شيء أمام قدرات وطاقات موسى وقالوا (قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) الأساس موسى هؤلاء الأئمة السحرة العموميين قالوا (آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) ماذا قال لهم؟ قال (قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ) وهناك قال (آَمَنْتُمْ بِهِ) يعني بما فعل آمنت بموسى الأئمة الكبار من السحرة قال لهم آمنتم به أي بفعله وقدرته وبدعوته ورسالته لا لذاته وأما لما قالوا (آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) لذات هارون لأنه كان رقيقاً عليهم وسيدنا موسى كان شديد وكانوا يخشونه بينما كانوا يلجئون دائماً إلى سيدنا هارون لأنه ودود ويمتص خوفهم والخ إذاً هذا الفرق بين (آَمَنْتُمْ بِهِ) و (آَمَنْتُمْ لَهُ)، (به) لفعله ودعوته وقدراته، (آمنتم له) لذاته وشخصيته وهذا الذي حصل وكل القصص تتركز على هذا. وبعدها نتكلم بعدما عرفنا الفرق بين (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) طه) و (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)الأعراف) الفرق بينهما وبين آمنتم به وآمنتم له وبين أرسل وابعث نتكلم عن الأسر المالكة والنبوات المالكة, نحن لدينا عوائل نبوية يعني في القرآن الكريم فلسفة هائلة، هنالك عوائل نبوية وفي عوائل ملكية وفي كلتا الحالتين يعني هناك أنبياء وحدهم وهناك آل إبراهيم وآل موسى (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ) (آل) يعني عوائل تمتد إلى خمسمائة سنة عوائل ممتدة أسرية ملكية نبوية نبي يولد نبي هو أو حفيده أو بعد مائة سنة من نفس السلالة هذه العوائل النبوية. عندنا آل البيت وعندنا أهل البيت. آل البيت الرجال ولهذا كل الأنبياء قال آل موسى آل إبراهيم الخ لأنه كان يخاطب رجالاً وهو الملوك بين إسرائيل وهم أنبياء وملوك في نفس الوقت (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا) بينما فقط على النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل البيت، الفرق ماذا؟ أن التكريم الإلهي جاء لكل الأنبياء وذرياتهم من الرجال.
——–فاصل——-
حينئذٍ رب العالمين عز وجل جعل للنبوات أسر معينة تتوارث النبوة (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) مريم) وجعل هناك ممالك أسرية أو أسر ملكية يتوارثون فيها الملك يعني مثلاً قوله تعالى (إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) البقرة) هذا بعد خمسمائة سنة هذا التراث الذي تركه آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وكم واحد في الخمسمائة سنة من سلالة هارون وسلالة سيدنا موسى (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) آل عمران) آل إبراهيم سلالة إلى هذا اليوم (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) يوسف) وهكذا. إذاً الذي يحدث أن السلالات النبوية فيها الآل إلا سلالة النبي صلى الله عليه وسلم فيها الأهل (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب) أهل البيت وليس آل البيت. فآل البيت فقط الذكور من السلالة النبوية النبي صلى الله عليه وسلم لخصوصيته ذكور وإناث من حيث لما تصلي على محمد وآل محمد يعني فيها السيدة فاطمة وسيدنا علي وأولادهما كما هو معروف. حينئذٍ الآل والأهل هنا مختلطان في حالة النبي صلى الله عليه وسلم فالفضل لفاطمة كما هو الفضل لعلي. وبالتالي السلالة النبوية المحمدية يخاطب فيها الآل والأهل بينما الأنبياء جميعاً الآل فقط إذا هذا هو الأمر. السلالات النبوية بقيت حجة على الناس في أدبها وتسلسلها ووحدتها وبعضها يكمل بعضاً حينئذٍ كما قال سيدنا عيسى (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (6) الصف) تسلسل يعني ما في واحد يأتي ينقض الآخر وإنما واحد يكمل الآخر وهكذا هي السلالات الملكية كلما أتى ملك وذهب الملك الذي بعده يكمل ما بدأه وتنمو الدولة والأمة بينما المفرد الجمهوريات كما نسميها الآن كل من يأتي يمسح الذي قبله بالكامل فيضيع على الأمة أربعين سنة. ثم خطورة الفناء بحيث تنتهي الآل كله يعني نحن كمسلمين أشرف حكم بعد النبي صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدين لكنهم ليسوا سلالات أسرية بل سلالات فردية يعني حكم فردي يعني أبو بكر لذاته سيدنا عمر لذاته سيدنا عثمان لذاته سيدنا علي لذاته وثلاثة من أربعة قُتِلوا وكل خليفة حكم بأسلوب جديد. حينئذٍ هذه السلالات الملكية لا تنتهي ولذلك لما رب العالمين أكمل هذا الدين بالخلفاء الراشدين، الخلفاء الراشدون كانت مهمتهم أن يكمل الدين فقط كمل الدين من حيث تطبيقه وفلسفته ووضعه وتدوينه والخ بقيت الدنيا لا بد للمسلمين من دنيا وسيدنا علي ما سوى الدنيا ولا يستطيع لا هو ولا عمر ولا عثمان لأنهم لا يقتلون والدنيا لا تأتي إلا بالقتل بأن ترسل لهم رجلاً يفسدهم ويصلح نفسه، لما جاءت الأسرية بين أمية وبني العباس تعرفون ماذا حدث أما الإسلام من المشرق إلى المغرب ودولة أقامت الحق والعدل والإسلام أربعمائة خمسمائة سنة كل ملك يكمل خطى الذي بعده والعالم يعرف ماذا أشاع في العالم الإسلامي من عمران وحضارة وثقافة ومدنية على مر التاريخ ولهذا دولة الإسلام أطول إمبراطورية في العالم. كل الإمبراطوريات ألف ألفين خمسمائة أربعمائة وقد يكون مائة سنة الإتحاد السوفييتي هذا العظيم استمر مائة سنة وأمريكا العظمى لها ثلاثمائة سنة والآن تعتبر منتهية المسلمون لأنها سلالات أسرية تتمسك وهذه الأسر فيها سعة يعني لم يكونوا بذلك التقوى والصلاح كما كانوا الخلفاء الراشدين مثلاً هذا حرام وهذا حلال لا ففيها يعني كما تعرفون الملك فالملك عقيم سالت الدماء أنهاراً حتى وطنوا ملكهم. ولذلك الملكيات تستمر بالتناسل حتى يبقى الملك مستمراً.
أم عبد الرحمن من قطر: ممكن أفسر الآية التي حكى عنها الدكتور الأسبوع الذي فات؟ أعتقد أنها تعني قصة سيدنا آدم وحواء رمز للبشرية كلها فالله سبحانه وتعالى أعطى البشرية نِعَماً لا تعد ولا تحصى ومنها الذرية الصالحة ومع ذلك البشرية كلها مع أنها أخذت كل هذه النعم من الله سبحانه وتعالى والذرية الصالحة لكن أشركوا كلهم بالله ذرية سيدنا آدم هناك ناس كفار كثير أشركوا بالله وذريتهم أيضاً أشركت.
الإجابة: بارك الله فيك، جداً قريب وهذا تأويلك هذا ينضم إلى تأويل إحدى المستمعات أيضاً من أمريكا كلمتنا قالت هذا من نسق القرآن أن هناك صالحون وهناك طالحون كما قال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) الأعراف) والقرآن الكريم في عدة حوادث ناس مؤمنين صالحين انقلبوا إلى مشركين. ورب العالمين يشير إلى هذه الظاهرة وتعلمون قصة صاحب سيدنا موسى الذي رأى غلاماً فقتله قال هذا لو بقي لأضل قومه. وكم الآن واليوم في العالم الإسلامي أكثر من جماعة خرجت من الدين تماماً أخرجها واحد جاء وضحك عليها الذي عبد الشيطان والذي عبد ذاك الولي والذي عبد الخ وفعلاً (فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) الأعراف) ونحن المسلمون الآن في العالم الإسلامي كثيراً منا من يستنجد ويستغيث بمخلوق أو قبر أو ولي وهذا الذي يقولون. وبارك الله فيك على المحاولة الجميلة والذي يلفت النظر أن الذين كلمونا كثيرون والذين أصابوا أو كانوا قريبين من الصواب كلهم من النساء المؤمنات والحمد لله وهذا يبشر بالخير.
الدكتور نجيب: تعقيباً على كلامك ابن خلدون في المقدمة يقول أن بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز والمتوكل لم تقم للعرب قائمة في الحكم إلا على أساس الملك لأنه قائم على العصبية
الإجابة: أحسنت ولرب العالمين تدبير لما رب العالمين أراد أن يقوم الدين جاء بالخلفاء الراشدين (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي) يقال الخلافة بعد ثلاثون وبعدها مُلك. والملك هو الذي يقيم ملكه يقول هذا ملك. وشاهد عيان معروف أن الملك عبد العزيز أقام دولة بسيفه رجل وحده ليس معه إلا الله بقدرته وبكفاءته وبشخصيته أقام هذه الجزيرة ووحد الجزيرة التي كان فيها عشرات الممالك وحّدها بسيفه، ولكنه قتل ناس يعني قد أقام سيفه يقال أنه كان هنالك خلاف بين الملك عبدالعزيز وبين إمام اليمن على قطعة أرض وكان عبد العزيز مستعداً للحرب فقال له يا صاحب الجلالة الله يطول عمرك أنت الآن عندك هذا الملك الطويل أعطني هذه القطعة، انظروا إلى جوابه كما رواهلي شاهد العيان، قال: والله لو ابن سعود طلبها لقطعت يده، هذا ملك. إذاً هكذا تعاملوا حتى أقاموا هذه الدولة من المشرق إلى المغرب وبعدهم بنو العباس أقاموا الدولة من المشرق إلى المغرب وفي الدولتين من العلم والحضارة والاختراعات والأسر العظيمة والقادة والكفاءات يعني كل الحضارة والمدنية والثقافة والأعلام أعلام معجزون والمذاهب بالآلاف والاختراعات والصناعات كل هذا وجاء العصر العباسي الثاني في بغداد لما دخل المغول وحينئذٍ هذه المملكة. تخيل لو بقي النظام عند العرب والمسلمين بالجمهورية كما هو في عهد الخلفاء الراشدين لقتلوا 90 بالمائة منهم ولنكن واقعيين أحضر لي كفاءة في مصر لم تكن في العهد الملكي؟ طه حسين والمنفلوطي والعقاد والرافعي والخ ما نمت إلا في العهد الملكي ولم ينمو في العهد الجمهوري ولا واحد إضافة إلى الأمن الذي كان سائداً والصناعات ونفس الشيء في العراق العائلة الهاشمية والله العظيم كأنك أنت في الإمارات أمناً وإنتاجاً وبناء وعمارة وحضارة وقامت الكفاءات علماء وفصحاة وقادة بلغوا شأوهم، وكان هناك عدل إلى حد الشعرة تصور الأمير غازي عنده امتحان في إنجلترا وكان طالباً في الكلية العسكرية ببغداد فطلب الملك فيصل لو يقدمون الامتحان يوماً فرفضوا ثم اعتذر الملك والآن نحن في الجمهورية شرطي صار فريق ونائب ضابط صار عميد وفرّاش صار مدير عام وبهذا انتهت الأسر الحاكمة تبني حكماً يتناسل يتضاعف وكل من يأتي يضيف على الذي سبق ولا يمسح الذي قبله كما يحصل في الجمهوريات الآن وهكذا إلى أن تقوم الساعة. وأقولها بصراحة الآن الجمهوريات في هذا الخضم الذي هي فيه في العراق وفي مصر وفي غيرها إذا لم يعيدوا الملكية لم تكون لهم دولة بعد اليوم ولن يسمح أن تكون لهم دولة بل سيقسموها فرق وجماعات وإثنيات وأحزاب وقوميات. حينئذٍ لا بد من العهد الملكي لكي تكون الملكية ستاراً فالملك يملك ولا يحكم. أنت تصور الديموقراطية في عهد الملك فاروق أمنية الأماني كان هناك أحزاب وكلهم يعملون في الانتخابات وماشية الأمور من أحسن ما يكون أما أن تأتي برجل عسكري ويحكم أربعين سنة مثل حسني مبارك وغيره والملوك كلهم قتلوهم المرافقون. عبد الكريم قاسم قتل الملك وهو مرافقه هكذا في كل الجمهوريات هذا الذي سوى الانقلاب قتل الملك وهو مرافقه.
الدكتور نجيب: سيدي الشيخ لعل من هذه الأسباب يعود إلى أننا غيبنا الفقه السياسي الإسلامي المستمد من فقهاء المسلمين أهل السنة والجماعة الذي كان دورهم المحافظة على الحكم وعلى الملك لا على الظلم ولكن دائماً كانوا يغلِّبون المصلحة على المفسدة وكلما كانت المفسدة أغلب كانوا يمنعون من الخروج على الأئمة.
الدكتور الكبيسي: الأخلاق والقوة والجيوش والاقتصاد في الملكيات خيال يعني لا يمكن تحقيق ذلك في الجمهوريات
د. نجيب: نعوذ بالله أن تعود الأمة للهرج والمرج الذي حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي بدايتها نسأل الله العافية.
——-فاصل———
د. الكبيسي: نعود إلى ما كنا نقول من حيث أن العصور النبوية في التاريخ الإنساني كله أسراً ملأت الأرض هدياً ورشاداً وبعضهم كما قلنا يكمل بعضاً ولهذا نحن الآن نقول في الصلاة اللهم صلي على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم حينئذٍ هذه سلالة معروفة النسب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (بن فلان بن فلان بن فلان بن فلان فلم أزل خيارًا من خيار) لا يستطيع أحد أن يطعن في نسب نبي ما إذا طعن في نسبه انتهى. وهكذا كانت الأسر الملكية هذا فلان بن فلان بن فلان ورث عن أهله أخلاقاً وبيتاً وترفعاً وشخصية وحلماً وكرماً وكفاءات وتربية عالية يعني يتأبى عن النقائص فيه كرم فيه خلق فيه حلم الناس كلهم أهله والناس كلهم يعتبرونه سيدهم وقائدهم ووليهم يلجأون إليه. ثق أن هؤلاء في التاريخ كله هؤلاء الذين اقتطعوا في الحكم مثل هؤلاء الذين قتلوا طالوت وجالوت وغيره في التاريخ ما تعرف من هو أصله؟ يعني فرعون احتج قال أنا فلان بن فلان (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) الزخرف) أصالة لكنه استبد بنفسه حتى قال أنا الله. حينئذٍ هؤلاء الحكام في التاريخ الفرديون الذين لا يعرف أحد من أين جاؤوا ليس هناك أحد يعرف هتلر من هو أبوه؟ عندنا هنا رؤساء في العالم العربي والله لا يعلم أحد من هو أبوه شعبه لا يعرف من أين جاء.
أم خلود من أبو ظبي: عندي تفسير متواضع عن الآية التي طلبت تفسيرها، الشرك هو الشرك الخفي في هذه الأيام نحن نعيشه ووصل العلم إلى إمكانيات أنه يساعده في التلقيح الصناعي وأصبحوا يستطيعون تحديد نوع المولود وفي المجالس تسمع أنه في من الناس من عنده من القدرات والإمكانيات في أنه يساعد في كذا وكذا فينسبون هذا دائماً كشرك خفي مع أن الله سبحانه وتعالى هو العلي القادر المقتدر على كل شيء فأتخيل هذا جزء بسيط من الذي أضافوه الأخوة قبلي إن شاء الله أكون قد أضفت شيئاً مفيداً.
الإجابة: بارك الله فيك على المحاولة لكن هذا يا بنتي هذا من نعم الله كان الناس يموتون بالملايين بالكوليرا والطاعون فمنّ الله عليهم باكتشاف العقار، والسُلّ قتل الآلاف وأنا كان في زماني في القرن الواحد عشرات العميان من الجدري فاكتشفوه وراح. هذا الذي أضفتيه الآن تأويل جميل من تلقيح الجنين وغيره هذا علم ما يفتح الله للناس من رحمة من قبل كان الناس يركبون شهورا ليصلوا إلى الحج وهذا فتح الله عز وجل فتقدم الطب ومعرفة الجنين وتقويته في بطن أمه وهذا كله من فتح الله فما له علاقة ويعني هذا مما يدعونا أن نؤمن بالله عز وجل أكثر على أن لله آيات قال (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت) هذه قضية ثانية وشكراً لك على المحاولة.
الأستاذ الفاضل الشيخ عز الدين الهاشمي من المغرب: عندي محاولة في الآية، الآية تصور بأسلوبها وصياغتها حالة نفسية وشعور وجداني مضطرب وتربط بين الايمان والشرك يعيش حالة قلقة غير مستقرة فأظن لمناسبة المقام جاءت عبارة الآية قلقة وهكذا والله أعلم بمراده سبحانه ولا يخفى أن لهذا المعنى نظائر في كتاب الله العزيز (مالك لا تأمنا) لفظ مضطرب ولذلك يقول سبحانه في آية أخرى (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) محمد) وهكذا نرى في كثير من الحالات النفسية والوجدانية التي تحدث القرآن عنها بأسلوب مناسب وباختيار ألفاظ منا باب تقدير مقدر ولأمر ما جاءت في سورة الأعراف هذه الآية ( يوم يأتي تأويله)
الإجابة: جزاك الله خيراً يا شيخي الكريم وأنا قرأت هذا في الرازي وعرضها ووالله ما اقتنعت وهو نفسه قال والله هذه فيها مشاكل وليس سائغة. والرازي روى هذا عن غيره وهو كان له رأي آخر لم يكن واثقاً منه وبذلك الآية محيرة ولا بد فيها سر والله أعلم أن فيها سر عظيم والذي قاله شيخ عز الدين فعلاً وافق رأي الرازي ولكن الرازي عرضها على أنها أحد التأويلات وأنا ما اقتنعت بها وقرأت ابن عاشور والناس مرتبكون في هذا فلا بد أن فيها سراً عظيماً لكن قلت لك أحياناً قال (خذوها من غير فقيه) امرأة من أمريكا قالت لي هذا من نسق القرآن يذكر الإيمان يولد كفراً وقد أعجبني هذا، نوح وابنه، ابراهيم وأبيه، لوط وزوجه.
ناصر من ليبيا: فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي تحية عطرة من أهل ليبيا لك وأنا والله يا فضيلة الشيخ يعني حاسد أهل الإمارات عليك، سؤالي الوحيد والمحيّر ماذا يجري في المغرب العربي الآن؟
الإجابة: حفظكم الله وحماكم، يا أخ ناصر الله سبحانه وتعالى أكرمنا برسوله صلى الله عليه وسلم أخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة والذي يجري هذا في العالم العربي وجرى منذ زمن سابق وفي الزمان القادم كله بالمليمتر لو تتبعنا الأحاديث هذا الذي يجري (لا تقوم الساعة حتى يظهر فيكم الرويبضة، قالوا: من هو؟ قال: الرجل التافه يقود أمة) وحينئذٍ هذا على أنقاض عهود عظيمة وبعد ذلك عهود عظيمة ولولا وخز الإبرة ما استقام الثوب. هذا الذي يجري كثير من هذه التسلطات كما قلت لما قسموا الدول الواحدة إلى عدة دويلات جاؤوا بحكومات عظيمة لكي تسكت الناس وفعلاً سابقاً الناس متعلقة بالخلافة لما جابوا الملكية الليبية والمصرية والعراقية والملكيات في كل مكان والله أقاموا دول أعجوبة ثم صارت دولاً حقيقية وفي مذكرات تشرشل يقول عن نوري السعدي أنه يخدعهم لأنه أنشأ دولة حقيقية وفعلاً أقاموا دولة حقيقية عظيمة شالوهم وجابوا الجمهوريات. والآن يريدون أن يقسمون الجمهوريات إلى فتات ولكن الله غالب والله هذه الأمة ملاحظة من رب العالمين بشكل عقلك لا يتخيله، لماذا؟ هل هي من الصدفة أنه ليس في وجه الكرة الأرضية كلها من يعرف لا إله إلا الله إلا هذه الأمة؟ ما من أمة تؤمن بالله بهذا التوحيد النقي بلا إله إلا الله إلا أنت المسلم في كل مكان ووالله يا أخي إن الأمة الآن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن هذا الأمر بدأ نبوة ورسالة ثم يكون خلافة على هدي النبوة إلى ثلاثين سنة) تنتهي بقتل سيدنا الحسين عليه السلام (ثم يكون ملكاً عظيماً) عهد بني أمية (ثم يكون ملكاً جبرياً) على عهد بني العباس (ثم يعود خلافة على هدي النبوة إلى خمسين إماماً) الملكيات الأسر الملكية الصالحة التقية النقية كما كانت أسرة السنوسيين وغيرهم والهاشميين وغيرهم في كل مكان أسر نقية ديمقراطية دستورية والشعب يولي نفسه هذا يبدو أنه سيعود الآن لكن هذا لا يعود إلا بهذه الخبطة لا بد أن تعلم الناس وحينئذٍ أبشر بالخير وإن شاء الله هذه الأمة الموحدة قل يا رب وفقها للخير وصحيح أنها ستعاني الآن ستعاني إلى أن تنتهي هذه الفوضى وهذه الفوضى مذكورة نصاً في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ستحدث فوضى لكنه بعد الفوضى تظهر حقائق الأمة. وأنتم تعرفون رجالكم العظماء الذين صنعوا التاريخ من عمر المختار وغيره والله هذه الأمة لم تعقم وفيها ألف عمر المختار وسترى من هو الشعب الليبي الذي دخل أعماق العرب والمسلمين جميعاً في توحده ووحدته في شجاعته وفي علمه والخير قادم. وأقولها لك بصراحة يا أخي ملوك ما داموا ثلاثين أربعين سنة يعني رئيس جمهورية يبقى أربع سنين ويقول مع السلامة أما أربعين سنة؟؟ ما هذا؟؟.
لمى من سوريا: عندي تفسير متواضع لآية سورة الأعراف وأنا أخذتها بطريقة مبسطة جداً بسيطة ووجدت أن سورة الأعراف من البداية تأكد على توحيد الألوهية تكلمت عن خلق آدم وعالم الذر وإشهادنا على ربوبية الله تعالى ثم ذكر الأنبياء قصة سيدنا نوح وسيدنا هود وصالح وشعيب وختم بسيدنا موسى مع فرعون وفهمنا قصة الإشراك ما هي نهايته أن رب العالمين خسفهم للشعوب كلها. فرجع في الآخر مثل ملخص لنفس القصة أن الإنسان لما يتزوج ومعنى خلق منها زوجها هو الـ DNA الموجود كان في الأصل عند سيدنا آدم وخلق منه السلالة الوراثية للناس كلها وخلق منها سيدتنا حواء يمكن أنه أخذ هذه الخلية من جهة الضلع؟ الله أعلم وهذا هو تفسيري المتواضع، فقصة الإنسان أنه دائماً يلجأ إلى الله بحالة ضعفه ولما رب العالمين يكرمه ويعطيه النعمة والخلقة السليمة وقتها ينسب الفضل لشركاء لله ولما قال رب العالمين أنهم (عباد أمثالكم) في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)الأعراف) أيضاً يذكرنا بأن دائماً أصل الأصنام كانت من الناس الصالحين الذين ألهوهم الناس هذه قصة الإنسان وقصة كل الأقوام من قبلنا بطريقة بسيطة والإعجاز الذي وجدته هنا أنه ما ذكر قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأن أمته هي الأمة الوحيدة التي لم ولن تشرك بإذن الله وأيضاً يؤكد لنا أن مقامة الإنسان هي النفس تكبر تصبح شركاء لله فالأصنام هي مخاوفنا وعندما يوحد الإنسان رب العالمين تتكسر كل مخاوفه ويوحد اتجاهه وقلبه وفكره كله باتجاه خشية واحدة ممزوجة بالمحبة لله رب العالمين فيصبح قوياً ويصبح عزيزاً بالله والله أعلم،
الدكتور الكبيسي: رائع يا بنتي جزاك الله خيراً، هذه الظاهرة اقتراب العنصر النسائي بهذه المشكلة لها دلالة، إذا كانت أمة نساؤها بهذا العلم فما بالك برجالها فالأمة مقبلة، في غاية الروعة يعني أنت اقتربت أكثر من كل الذين سبقوك اقتربت من المعنى بخفة وشفافية وأناقة ورشاقة وبارك الله فيك.
الشيخ عبد الحافظ من أبو ظبي: تفسير لقوله تعالى (جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا) والله أعلم أنه سمى المولود لغير الله كعبد الحارث وعبد اللات عبد العزى والخ. في سورة القصص فيها إعجاز في قوله تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص) فيها أمرين ونهيين وبشارتين في آية واحدة فسبحان الله!
الدكتور الكبيسي: جزاك الله خير وبارك الله فيك.
فحينئذٍ نقول وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج) تعليقاً على كلام الأخ الكريم ناصر من ليبيا نحن لا نفاجأ ولا نرعب ولا نفقد التوازن وعلينا أن نؤدي واجبنا فقط وأن نقول الحق لأنه (لا تقوم الساعة حتى تكون فتنٌ الكلمة فيها أمضى من السيف) الآن كلمة الحق التي ينبغي أن تقال في كل مرفق وعلى من يملك الكلمة أن يقولها بحقٍ وإلا هلك. في مثل هذه الظروف الكلمة أمضى من السيف فكما تجاهد بسيفك قد تجاهد بكلمتك وكما تقتل ظلماً بسيفك قد تقتل بكلمتك. إذاً نحن متوقعون أن هذه الأمة تنشط من جديد وتولد من جديد وحينئذٍ جميع العالم متغير والآن بدأت الشمس تشرق من مغربها تلاحظ كما رب العالمين جعل الحضارة غربية سابقاً بدأت تشرق الآن وعلى كل حال على المسلمين أن يعودوا كتلة واحدة لكي يواكبوا هذا التغير العالمي سقوط إمبراطوريتين عظيمتين كانتا تتقاسمان الأرض بالسوية وعلى المسلمين أن يعودوا إلى مجدهم وأن يكونوا شيئاً موجوداً وفق ما أمرهم الله عز وجل به ناس يسودون العالم بسلام وأمن ومحبة وما من أمة تقبل الآخر إلا هذه الأمة أتحدى كل الأديان أن يكون فيها هذا النص (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران) (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة) هذا هو الدين الذي ينبغي أن يسود وكما تنبأ به حكماء عظماء من الغرب والشرق أن القرن القادم قرن إسلامي فيه سلام وفيه أمن وحاولوا تشويهه بالقاعدة وغيرها التي خلقوها هم ولكن كشف الأمر.
ماجدة من ليبيا: نحن نحبك في الله وأنت تمثل لنا الأب والمعلم فنرجوك الدعاء لنا في هذه الظروف تقبل الله منكم
الدكتور الكبيسي: اللهم يا رب العالمين ابعث طمأنينتك وسكينتك ونصرك على العرب جميعاً وعلى ليبيا بالذات بالصحة والتوفيق والتوحد والتوحيد وأعدهم إلى أصلهم الطيب وعوضهم عما فاتهم وأحق الحق فيهم يا رب العالمين وانصرهم على كل من يتدخل بشأنهم ظالماً وقاسياً وأنت بهم رحيم فهم شعب كريم وتقي صالح موحد ومُوحد وإن شاء الله أنتم على خير كل الدلائل تشير إلى أن يد الله معكم إن شاء الله،
د. نجيب: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ (5) الروم)
د. الكبيسي: ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. كل الأنبياء لا بد أن يمروا بهذه المحنة فبدون هدم لن يكون هناك بناء،
الدكتور نجيب: ولكنك أشرت يا سيدي أن الممالك الإسلامية النبوية قد قامت وكان نموذجها المثالي هو نموذج سيدنا سليمان وسيدنا داوود عليه السلام
الدكتور الكبيسي: تصور سيدنا سليمان شعبه غير موحد وشعب النبي شعب موحد لكن قال (فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) النمل) موحدون ولهذا وحدة الشعب الليبي نموذج للعالم العربي كله لا تشبهه إلا وحدة الشعب الإماراتي الذي أصبح مثلاً للعدل في كل مكان. وحينئذٍ إن شاء الله هذه الأمة بهذه الخبطة بهذا الامتحان والاختبار تعود إلى أصلها ونقائها وإن الله لن يضيعها أبداً وكما قال المصطفى (الخير في أمتي إلى يوم القيامة) وكما قلت أنت قبل قليل قال (لا أخاف عليكم أن تشركوا من بعدي أبداً) فهذه الأمة لن تضيع ولكنها تُعلَّم وتصحح أوضاعها ولا شك أن حقيقة هناك دول عربية عبث بها عبثاً شديداً سرقوا خيراتها وسلطوا عليها من لا يخافهم ولا يرحمهم وإن شاء الله الأمة تعود إلى ماضيها وهذا قادم لا محالة كما وعد المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق وما علينا إلا أن نخلص وأن نقترب من الله عز وجل وأن ننسى ذاتنا وذواتنا لأجل مصلحة الأمة وحينئذٍ إذا رأى الله منا ما يرضاه فسوف يرضينا إن شاء الله.
الدكتور نجيب: والرسول صلى الله عليه وسلم قد أقر كثيراً من الزعماء والسلاطين والملوك على ملكهم عندما استجابوا لدعوته عندما بعث برسائله إلى أبناء الجلندي في عمان واستقبلوا هذه الرسالة ليس كما استقبلها غيرهم
الدكتور الكبيسي: وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم الملك الإسلامي كما امتدح النجاشي وهو ملك مسيحي.
د. نجيب: أقرهم على ملكهم وأقرهم على حكمهم. لم يأت الاسلام لكي يزيل هذه الممالك وهؤلاء الرؤوساء.
د. الكبيسي: وتعامل معهم برفق ومساواة كاملة
د. نجيب: باسمكم جميعاً أتقدم بالشكر الجزيل لكل الذين شاركوا معنا على الهواء داعين الله سبحانه وتعالى للمسلمين جميعاً ولشيخنا الجليل بالتوفيق والسداد آملين أن نلتقي معكم إن شاء الله في الحلقة القادمة علماً أن الإعادة غداً صباحاً في الساعة الثامنة بتوقيت الإمارات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بثّت هذه الحلقة بتاريخ 11/3/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرًا وتم تنقيحها.
=============
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2403
على
على