الحلقة 117
(قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة) – (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة) (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) الأحقاف)
الدُّكْتُوْر نَجِيْب: بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم، الْحَمْد لِلَّه وَالْصَّلاة وَالْسَّلام عَلَى سَيِّدِنَا ونبينا مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه وَبَعْد، ما زلنا مَع شَيْخِنَا الجليل الْعَلِامَة الْأَسْتَاذ الْدُكْتُوْر أَحْمَد الْكُبَيسي حَفِظَه الْلَّه ورعاه في تجلياته القرآنية مبيناً كعادته الفروق بين الآيات القرآنية في كتاب الله.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. (قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة) (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة) إذاً تقبل فعل يتعدى بـ (من) وهذه القاعدة أخذت منك الهدية لكن لما تقول أخذت عنك الهدية هذه تحتاج إلى تفسير. فرب العالمين عز وجل الفعل يتقبل وقبل يتعدى بـ(من) لكن جاءت في بعض المواضع في القرآن الكريم تعدّت بـ(عن) (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة) (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) الأحقاف) عنهم وليس منهم تقبل من وتقبل عن وكلاهما في كتاب الله عز وجل. (تقبل من) ما عندنا فيها مشكلة فيها هي على القاعدة تقبلت منك هذا مقبول منك، تقبل الله منا (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة) (قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) كله صح على القاعدة وما في إشكال. لماذا رب العالمين غيّر (من) وجعل مكانها (عن)؟ (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) ليس من عباده إنما عن عباده. (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) ما الفرق بين من وعن؟ وهما متشابهتان كما تكلمنا سابقاً عن مثل هذه الحروف عندما تتغير (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل) (لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (5) الحج) وهذه الحروف كما قلنا هي المفاصل التي تربط الأشياء ببعضها. رب العالمين عز وجل عندما تعبده عبادة معينة يقبلها منك أو لا يقبلها منك أنت الذي فعلتها. إن فعلتها بشكل جيد بالشروط المطلوبة صلاة إذا صليتها بأركانها وشروطها قبلها الله منك وإلا أبطلها كما في الحديث تُصرّ الصلاة إذا كانت غير واضحة وفيها أخطاء كثيرة تصر في صُرّة ثم يضرب بها صدرك وتقول لك الصلاة عطلتني لا أحفظ الحديث بالضبط بما معناه أنك تضرب في صدرك لأن الله عز وجل لا يتقبلها منك أنت الذي صليت فتقول ضيعتني ضيعك الله تضربه في صدره. إذاً لا يقبلها منه أو يقبلها منه أنت الذي فعلت حسناً أو قبيحاً سلباً أم إيجاباً وهكذا كل عباداتنا إن فعلتها على وفق ما أراد الله عز وجل فقد قبلها منك (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ). واحد أعطى صدقة لوجه الله حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) لماذا؟ لو كنت مرائياً فقط لكي يقال عنك بأنك أنت كريم رب العالمين لا يتقبلها منك. إذاً إما أن يتقبلها منك وإما أن لا يتقبلها منك. كيف يتقبلها عنك؟ (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة) النبي عليه الصلاة والسلام دعا لبعض الناس ودعا لأمته في بعض الأماكن في بعض الحالات فرب العالمين غفر لفلان وفلان بدعوى النبي صلى الله عليه وسلم. إذاً هنا تقبل الله تقبل توبة هذا الإنسان ليس لأنه هو تاب ولكن لأن النبي دعا له (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) عنهم (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) ولهذا تعرفون أن الدعاء بظهر الغيب مستجاب. ما من مسلم يصلي وطبعاً هم بالمليارات إن شاء الله في كل التاريخ من الإسلام إلى أن تقوم الساعة إلا بعد الصلاة يقول اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات ورب العالمين يستجيب (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) عنهم. طبعاً نقول نتكلم عن بر الوالدين (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) الأحقاف) هؤلاء صنف يتقبل عنهم وناس تخلفوا عن المعركة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وتابوا قال (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). هنا في الوالدين في سورة الأحقاف تأمل أن هذه العبادة (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) باختصار شديد أنت منذ أن كنت طفل ثم صرت غلاماً ثم صرت مميزاً 12 13 15 سنة يعني صرت بالغاً فالتمييز سبع سنين والبلوغ 12،13،15 سنة أنت مأمور بأن تحسن إلى والديك. وطبعاً واحد عمره 15 سنة كيف يحسن؟ يجيب لأبوه ماء أو شاي يسمع كلامه ويترقى بهذه الخدمة لأبويه يترقى إلى أن يبلغ أشده ويبلغ أربعين سنة عندنا مرحلتين أن تبلغ أشدك وتبلغ أربعين سنة. أنت تبلغ أشدك في الثلاثين إذا صرت بالثلاثين صرت فحلاً ورجلاً وقائداً ومحارباً وزوجاً وأباً ما شاء الله! لكن نهاية الشدة ونهاية البلوغ ونهاية التمام الأربعون (إذا بلغ العبد الأربعين فقد أعذر الله إليه) حينئذٍ صار كاملاً ولهذا رب العالمين يقول للملكين اللذان يسجلان قال (ترفقا بعبدي من حداثة سِنّه) حتى إذا بلغ أربعين سنة قال (أثبتا وشددا) أربعين سنة بلغ الكمال سن النبوة كمال العقل وكمال الرجولة وكمال المسؤولية كمالات متناهية. حينئذٍ أنت إذا بلغت أشدك هذه المرحلة الأولى عليك أن تجتهد في خدمة أبويك خدمة خاصة وقوية لماذا؟ أنت في الثلاثين تكون تخرجت من الجامعة وتعينت وتزوجت وصار عندك عيال وأنت موظف وإذا كنت تاجراً أصبحت غنياً يعني أصبحت متمكناً فعليك أن تبدأ ببر الوالدين الذي هو خير أعمالك (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) أحسن من صلاتك ومن صومك وحجك وزكاتك بر والديك من حيث الأجر صح أن تلك أركان لكن أجر هذا أكثر فبر الوالدين وكما قال صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ينفع معهن عمل الشرك وعقوق الوالدين) ولهذا رب العالمين قرن البِرّ بالتوحيد (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) الإسراء) ما هو أعظم أعمالك؟ أن توحد الله ليس هناك عمل أجدى ولا أعظم ولا أفضل من هذا أن تقول لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبك. ومعها بالضبط أن تكون -لم يقل فاء بل بالواو – وتعرفون أن هذا العطف عطف النسق يتساوى المعطوف والمعطوف عليه نفس الشيء لما تكون أنت عاق لوالديك كالشرك والفرار من الزحف (ثلاثة لا يقبل معهن عمل) لا صوم ولا صلاة (الشرك وعقوق الوالدين). إذاً أعظم أعمالك بعد توحيد الله أن تكون باراً بوالديك. حينئذٍ رب العالمين قال لك يا عبدي إذا بدأ الأشد ثلاثين سنة أنت اجعل برك بوالديك ممنهج ليس كما كنت طفلاً ها بابا حاضر بابا لا فأنت الآن أنت عندك خطة راحتهم وخدمتهم والسهر عليهم وكم تعطيهم في الشهر وكم تساعدهم ولما أبوك واقف أنت كيف تجلس أنت كيف ترقى على سطح وأبوك تحتك. يعني ما من أمة على وجه الأرض تعرف بر الوالدين بالشكل الذي يعرفه المسلمون حصراً لم يعرف التاريخ منذ آدم وإلى أن تقوم الساعة أمة تحسن وتعرف حدود وفلسفات وفقه بر الوالدين كهذه الأمة. ولهذا خير أعمالك وأفضل أعمالك وأحسن أعمالك بر الوالدين. إذا صحّت منك لا يضر معك ذنب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاثة لا يقبل معهن عمل) أنت إذا أبوك أو أمك ليسا راضين عليك لا يقبل لك لا صوم ولا صلاة وإذا رضيا عنك وطبعاً هذا استنتاج صالحين هذه الأمة قالوا هذا يعني أن بر الوالدين لا يضر معها ذنب على أن تكون من أهل القبلة. كل البشائر والتبشيرات التي في هذا الدين وما أعظمها لا تنطبق إلا على واحد يصلي، إن لم تكن تصلي أنت لست من هذه الأمة، قال صلى الله عليه وسلم (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) يعني المصلي ليس من أمته لا تصلي أنت لست من أمته ولم يقبل عن عبيده بل قال عن عباده وفرق بين عباد (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63) الفرقان) والعبيد عامة العباد الصالحون. إذاً هم أهل القبلة وحينئذٍ يا أخواني عليك أن تعلم بأنه لما يقول عن عباده أنه أنت يا رجل يا مسلم عنك طرق كثيرة تستطيع أن تدخل بها الجنة من غير أن تعملها أنت. مثلاً طبعاً الأمثلة على هذا لا حصر لها مثلاً أنتم تعرفون إذا واحد دخل على بيت ملك أو أمير معروف بالكرم والحِلْم وهو قد لا يصل إليه بسهولة يمنعونه الحرس والحاشية طبعاً هو ملك أو رئيس أو أمير لا بد أن يكون هناك طريقة للدخول لكن أنت إذا استطعت أن تصل إليه بأي طريقة متسلل مثل ما دخلوا على داوود ففزع منهم، إذا وصلت إلى هذا الملك هذا المعروف بكرمه وحلمه لا يمكن أن يقول لك لا ولا يمكن أن تخرج منه إلا برضاه بحيث حتى لو كنت قاتلاً سوف يجد لك حلاً كما ذكرنا كثيراً عن سمو الشيخ زايد رحمة الله عليه والشيخ مكتوم بن راشد المعروف عن هذين الزعيمين لا يستطيعان أن يقولا لا، ولا يمكن أن تصل إليهما إلا وتحصل على كل ما تريد وأضعاف هذا ولم يحدث العكس في تاريخهما كله. رب العالمين يقول لك نفس الشيء خمس مجالس العبد فيها على الله ضامن أنت إذا وصلت إلى مجلس الله ليس عليك بأس بعد ذلك، ما هي المجالس؟
أولاً ما كان في مسجد جماعة، منذ أن تدخل المسجد إلى أن تخرج أنت في ضيافة الله لا تطلب شيئاً إلا أعطاك الله إياه وتخرج من صلاتك وليس عليك ذنب كما في الحديث الصحيح (المساجد بيوتي وعُمّارها) الذين يعمرونها بالصلاة أو بالذكر أو العلم أو التدريس (وعُمّارها زواري وحق على المزور أن يُكرِم زائره) من دخل المسجد فهو ضامن، إن مات دخل الجنة وإن عاش رُزِق وكفي ويغفر له ذنبه لأنك أنت في ضيافة الله. إذاً هنا أنت بمجرد دخولك المسجد لو تعرف كم من الملائكة يصلون عليك ملائكة فوقك وحولك وعلى أكتافك ما دمت متوضأ ومستقبل القبلة حتى لو كنت جالساً 24 ساعة ولهذا الاعتكاف هذا أعجوبة العجائب من العبادات لأنك تطول ساعة ساعتين قد يكون يوم يومين أسبوع. المهم كلما دخلت المجلس إلى أن تخرج إن شاء الله خمس دقائق ساعة ساعتين يوم شهر معتكف لا يبقى عليك ذنب والملائكة يصلون عليك ما لم تغير اتجاه القبلة وتنقض وضوءك روح توضأ وارجع، الملائكة مخلوقات حساسة وفي غاية النزاكة والذوق، بصل لا تحبه ثوم لا تحبه شخص يتجشأ لا تحب ولهذا واحد غير متوضأ لا تحب، هم معك وحولك لكن إذا خرجت منك ريح أو انتقض وضوءك راحوا عنك إلى أن تتوضأ يرجعون عليك، ولهذا دوام الوضوء من العجائب. حينئذٍ ما دمت في المسجد يتقبل عنك.
د. نجيب: هذه واحدة والأربعة الباقية إن شاء الله بعد الفاصل.
———فاصل———–
د. الكبيسي: إذاً هنا يتقبل عنك أحسن ما عملت وهو أنك تنتظر الصلاة وانتظار الصلاة كما يعرف الجميع يعني أنك في صلاة ما دمت تنتظرها. وتصور كان المسلمون مصلين المغرب وجالسين في المسجد فدخل النبي صلى الله عليه وسلم شايل ثوبه وجاء مسرعاً قال (ما أجلسكم؟ قالوا: يا رسول الله فرغنا من صلاة وننتظر الأخرى فقال: ألله ما أجلسكم إلا هذا؟ قالوا: ألله ما أجلسنا إلا هذا فقال: والله أنا ما قصدت عليكم ريبة لكن جاءني ملك يقول رب العالمين ذكركم في الملأ الأعلى انظروا إلى عبادي فرغوا من صلاة وينتظرون الأخرى أشهدكم أني قد غفرت لهم). إذاً معنى ذلك هذا المسجد سوق جُملة أنت لما تكون في سوق الجملة تربح مليارات لما تكون في سوق عادي تربح دراهم. فسوق الجملة لهذه الأمة المسجد كله حبه والمشي إليه والبقاء فيه وتعميره وإزالة الأوساخ منه يالله يعني فعلاً عالم هذا يتقبل عنهم! لو تعرف كم ملك حولك يستغفر لك؟ بالآلآف ولذلك هذا المسجد (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان) هذا واحد.
المجلس الثاني ما كان في مجلس إمام عادل تعزره وتوقره يعني الصالحون يقول عز بن عبد السلام يقول (لو لم يكن عندي إلا دعوة واحد لادخرتها لسلطان عابد) لأن هذا به نصر العباد. فما دمتم أنت جالس في مجلسه مجلس إمام عادل تعزره وتوقره تحترمه هذا إمامك ملك أو سلطان أو أمير أو شيخ باحترام كلامك معه باحترام وإجلال وفي مشكلة في مسألة في قضية أنت أخذتها عليه لا تقول له كما يفعل البعض اتقِ الله لا، لا، قل له يا صاحب الجلالة أو يا سمو الشيخ في واحد كذا عمل حصر لحالة وأعتقد أنه بريء ونحن في الحقيقة ما سمعنا شيء عن ماذا قال فيه الموظفون- وطبعاً هي عنده- فهو بذلك فهم أنك تقصد القضية الفلانية التي يعرفها هو فإذا مرة واحدة في حياتك أنقذت أو رددت حقاً أو صححت خطا عند هذا الإمام كان مخطئاً فيه أو أخذه الغضب أو ما عرف الموضوع فصححته حتى رجع إلى الحق فقد ضمنت الجنة وهذا (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا). هناك أحسن ما عملوا بر الوالدين وهنا أحسن ما عملوا أن تدخل إلى مجلس إمام قد تكون أنت من جلّاسه ولكن لا تنافق وإنما إذا حصل خطأ حصل ظلم بطريق غير مباشر تطري الموضوع والإمام سيفهم وبالتالي سيصلحه ويصححه من غير أن يكون هنالك إحراج وأنت السبب في هذا (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) هذه الثانية.
الثالثة ما كان في مجلس مريض. لو تعلم عندما تخرج من بيتك وحتى قبل هذا عندما تنوي أن تخرج عندك صديق في المستشفى أو في بيته مريض أنت نويت أن تزوره الملائكة حديثك مع نفسك تسمعه صوتاً لما تقول في قلبك والله اليوم أنا ناوي أروح أشوف فلان بينك وبين نفسك هي تسمعك الملائكة ملايين يسمعوك ملايين في الملأ الأعلى يتجمهرون على بابك بالآلاف فإذا خرجت يسيرون خلفك إلى السماء طبت وطاب ممشاك طبت وطاب ممشاك يستغفرون لك استغفاراً عجيباً إذا دهلت عند المريض بقوا خارجاً فلما تدخل يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أولئك الخواضون في رحمة الله) لماذا؟ لأن الله هناك أنت ستجد الله هناك (يا عبدي مرضت فلم تزرني قال: كيف تمرض وأنت رب العالمين؟ قال: مرض عبدي فلان ولم تزره ولو زرته لوجدتني هناك). يقول عليه الصلاة والسلام (قال داوود: يا ربي أين أجدك؟ قال: تجدني عند المنكسرة قلوبهم) مريض مظلوم فقير ما عنده فلوس لعياله مريض وما عنده دواء أو ليس لديه مال لكي يذهب للمستشفى أو مظلوم ظلماً شديداً وما في أحد ينصره واحد قلبه منكسر، إن الله هناك (أنا مع المنكسرة قلوبهم). وبالتالي ما في أكثر انكسار من واحد مريض إذا زرته وخرجت من عنده فقد خرجت من ذنبك كيوم ولدتك أمك هذا تقبل عنهم (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ) هذا أي صلاة تغفر لك نذوب عمرك كلها؟! حينئذٍ هذا من مجرد زيارة مريض (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) عنهم.
الرابعة: مجلس ذكر يالله لو تعرفون لو اثنان وما فوق يجلسون يذكرون الله، هذا من أعجوبة العجائب لو تقرأ هذه الأحاديث المتفق عليها في البخاري ومسلم وابن ماجه وأبو داوود والترمذي وكل الشلة الرائعة الكريمة هناك ملائكة مخصوصين فقط هم هؤلاء شغلهم موكلون بمجالس الذكر أين ما يشوفون راحوا ولما يروحون على مجالس الذكر يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (ثم يخرج من ذلك فضل) يعني قسم من الملائكة ليس من المجموعة يعني على حاشية يصعدون للسماء والله يسألهم من أين جئتم؟ وهو أعلم بهم قال يا رب جئنا من عباد يذكرون الله يقولون كذا كذا والحديث طويل متفق عليه قال (أشهدكم أني قد غفرت لهم قالوا: يا رب فيهم فلان الخطاء جاء لحاجة) الله قال غفرت لهم كلهم فقالوا لا فيهم واحد مش منهم مر عليهم وشاف وجلس معهم وهو خطاء قال (قال قد غفرت له من أجلهم أنهم القوم لا يشقى جليسهم) هذا يتقبل عنهم ليس منهم. وقس على هذا في هذا الدين العجائب هذا الدين يعني أنك أنت قد تتوب ولهذا يقول (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) غافر) يعني رب العالمين قد يغفر ذنوبك قبل أن تتوب لماذا؟ بدعوى واحد والنبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سافر واحد يقول له لا تنسانا من دعائك، لماذا؟ لأن دعاء المسافر مستجاب.
أم عيسى من أبو ظبي: عندما الإنسان يتوب إلى الله سبحانه وتعالى من كل الذنوب التي ارتكبها في حياته هل الله سبحانه وتعالى يغفر جميع الذنوب حتى الكبائر مثلاً؟
الإجابة: كل الكبائر إن الله يغفر الذنوب جميعاً. لو تعرفين يا بنتي ما معنى التوبة (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ (222) البقرة) ما قال يحب المصلين ولا قال يحب الطائعين بل يحب التواب الذي كلما أذنب يتوب (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم) يا أم عيسى رب العالمين سمى نفسه غافر وغفار وغفور ما الفرق بين هذه الثلاثة؟ غافر أنا ارتكبت ذنباً وغفره لي أنا اليوم ما صليت اليوم سرقت اليوم كذبت اليوم اغتبت أحد الناس استغفرت ربي غفر لي، هذا الذنب غافر لهذا الذنب الذي ارتكبته هذا واحد. اثنين غفار فأنا كلما أكرر هذا حديث متفق على صحته (إن عبداً أذنب ذنباً ثم قال يا رب اغفر لي فيقول الرب عز وجل علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي) ثم أذنب ذنباً آخر نفس الشيء ثم ذنباً آخر نفس الشيء إلى أن قال (فليفعل عبدي ما يشاء) إذا كان كل ما وقع في ذنب استيقظ واستغفر فيغفر له فهو غفار غفار غفار هذا غفار، غفور يسمونه باللغة صفة مشبهة كيف؟ في ناس من عباد الله لأمر ما فعل شيئاً ورب العالمين شيء متميز قال افعلوا ما شئتم بعد خلاص أنا غفور لكم أنا طبعي معكم ما فيه إلا مغفرة الذي تفعلونه افعلوه مثل أهل بدر فأهل بدر موقف هائل قال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم مهما فعلتم سأغفر لكن فأنا غفور لكم ليس بدر وهذا الذي أفنى عمره في خدمة والديه والذي أفنى عمره في تربية أيتام أفنى عمره في تعليم الناس بصدق يعني هناك حسنات (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) ص) هناك مصطفين الله يصطفيهم لعبادة معينة يقول لهم افعلوا ما شئتم أنا غفرت لكم.
الدكتور وعد من العراق: شيخي الحبيب جنابكم قد ذكرتم قبل فترة وجيزة عن الدعاء لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في وقت الشدائد والآن يعمي فاجأتنا بموضوع دقيق شيق جميل (أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) جاء في كتاب اسمه الروض الفائق في ترجمة الشيخ معروف الكركي رضي الله عنه أنه من قال اللهم اغفر لأمة محمد اللهم أصلح أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد عشر مرات استجاب الله له فنسألكم أن تعمموا هذا على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
الإجابة: صدق وهذا إلى جانب قول النبي صلى الله عليه وسلم (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات خمسة وعشرين مرة) وفي رواية (سبعة وعشرين مرة) (غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وصار مستجاب الدعوة ورزق به الخلق) يعني لما يشتغل مع الناس يشارك معهم الله يرزقهم. إذاً كما تفضلت وصدق الشيخ معروف الكركي رضي الله عنه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الدعوة للأمة وللمسلمين عموماً وهذه من تفسيرات قوله عليه الصلاة والسلام (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى). حينئذٍ إذا كنت من أهل القبلة وملايين المسلمون يدعون لك قطعاً رب العالمين قطعاً استجاب لأحدهم فأنت داخل في دعائه (إلا من أبى) الذي لا يصلي إذا كنت من أهل القبلة لست مشمولاً ولهذا والله يا أخواني الذي يسمعني وما يصلي والله خسارة (أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة الصلاة) أول سؤال أنت تصلي؟ إذا كنت تصلي الباقي كله سهل ما لم تقتل حراماً، إياك أن تصيب دماً حراماً كما يفعلون في بعض الدول ومن ضمنها العراق. إياكم لا شفاعة لمن يقتل مسلماً حراماً إياكم! يا أخ وعد أصبت بهذا السؤال فعلاً كل الصالحين واستنباطاً من النبي صلى الله عليه وسلم وآله قال (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات خمساً وعشرين أو سبعاً وعشرين مرة رزق به الخلق وغفر له وصار مستجاب الدعوة) وصدق رسول الله.
د. نجيب: ومن هنا كان دعاؤنا في سورة الفاتحة بالجمع (إهدنا الصراط المستقيم)
د. الكبيسي: أحسنت.
أم حسن من العراق: سؤالي عن بر الوالدين أنا والديّ صار لهم أكثر من عشر سنين وهم خارج العراق ونحن نسأل عليهم بالتلفون ما نقدر نشوفهم؟
الإجابة: سؤالك هذا سؤالك هو بر ما تعرفين كم أن الأبوين تخابرينهم بالأسبوع بالشهر كم يفرحون، هذا واحد اثنين كلما صليت قولي ربي اغفر لي ولوالدي كما فعل كل الأنبياء سيدنا نوح وإبراهيم كان دائماً يدعوهم أو يدعون لهم أو يدعونهم للإسلام (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) نوح) ثلاثة قولي يا بابا تحتاج شيء؟ أنت إن شاء الله بخير؟ خذ بالك من صحتك والله يحفظك إن شاء الله عند أبوك فأبوك ماذا يريد منك يا بنتي؟ لا يريد أكثر من هذا الكلام الطيب إذاً أنت بخير وهذا من أعظم أنواع البر. وإذا طلب منك قال يا بنتي أنا ما عندي فلوس ابعثي لي كم دينار ابعثي له إذا عندك وإذا ما عندك حينئذٍ على النية فأنت بخير إن شاء الله.
أم بكر من أبو ظبي: والدي توفى وكان طيباً ومؤمناً لكن مع الأسف ما كان يصلي لكن هو كان كثير طيب لكن ما أعرف ماذا يمكن أن أفعل له حتى الله يسهله؟
الإجابة:هو الآن في ورطة وفي محنة كان الله في عونه والله يا بنتي الذي يموت وما يصلي مصيبته مصيبة المصائب هذا ليس من أمة محمد يقبل له الدعاء فادعي له واستغفري له وقولي ليل نهار اللهم اغفر لي ولوالدي. الشيء الثاني تصدقي عنه هذه الصدقة كما في الآية (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) هذه الصدقة عجائب تصدقي وقولي هذه ثوابها لأبي. حينئذٍ إن شاء الله رب العالمين رحيم رحمن ما دام هو موحد لله (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) النساء) عسى الله أن يخفف عنه إن شاء الله.
أم نائل من أمريكا: هناك حديثان للرسول عليه الصلاة والسلام (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) وفي حديث ثاني (الكيّس من عمل لما بعد الموت والعاجز من تبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) فالإنسان يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لأهل الكبائر فيرتكب هذه الكبيرة
الإجابة: من أمتي يا أم نائل افهميها فالنبي دقيق صلى الله عليه وسلم سيد البلغاء (شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي) ليس من أمته من لا يصوم ولا يصلي ولا يحج ولا يزكي مفصول أليس هناك ناس يسحبون منه الجنسية ويطردونه لأنه خائن أليس هناك أحزاب تفصل واحد لأنه مش عارف عمل إيه أليس هناك حكومات وزير تحبس وزير رب العالمين النبي صلى الله عليه وسلم أمته أهل القبلة ولا يوجد هناك من يصلي ولا يصوم مستحيل فالذي يصلي هذا يعني أنه يصوم ويحج ويزكي. إذاً الصلاة فأول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة الصلاة فإن حسنت حسن سائر عمله وإن ساءت ساء سائر عمله ما ينفع. إذاً الصلاة أولاً فقال من أمتي، نعم إذا ارتكب كبيرة وما تاب عنها وللعلم ما فينا واحد أنا وأنتم ومن يسمعنا جميعاً كلنا في حياتنا كبيرة قد نسينا أن نتوب منها أنت يا أم نائل وأنا والدكتور نجيب وكل المشاهدين ألم يمر يوم نحن أغتبنا واحد ونسينا نستغفر؟ يصير نقول يا فلان سامحنا والله اليوم في صلاة الجمعة واحد سعودي جاء سلم قال شيخ سامحني أنا مرة حكيت عليك قلت له أنت مسامح أنت وكل من حكى علي وشاهدنا أنا أحياناً كلنا قد اغتبنا فلان الفلاني وانشغلنا ونسينا ما استغفرنا، ما في يوم صيحت على أبوك؟ ما في يوم عصيت أمك؟ يعني في كبائر كثيرة نحن ننساها لكن الحمد لله نحن نصلي ونصوم ومن أهل القبلة ونصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من صلى علي حين يمسي عشراً وحين يصبح عشراً وجبت له شفاعتي) وهذه وجبت لهم شفاعتي عبادات كثيرة إذا سمعت المؤذن وقلت مثلما قال وسألت الله له الوسيلة وجبت له شفاعتي. إذاً نحن بخير على شرط أولاً أن تكوني موحدة وهذه الأمة ما في أمة موحدة إلا نحن. اثنين أن لا تكوني عاقّة لوالديك، ثلاثة أن لا تكوني قتلت أو أرقت دماً حراماً فابشري بالخير.
—فاصل—-
د. الكبيسي: نعود إلى موضوعنا ونقول هذا الدعاء في سورة الأحقاف (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)) المفسرون نحن عندنا مفسرون فيهم هذه التجليات الروحانية مع الله سبحانه وتعالى فيهم الفتح الإلهي وهذا القرآن كله فتح إلهي يقولون هذا الدعاء دعاء مقدس كالفاتحة لأن الفاتحة دعاء منصوص عليه (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) الفاتحة) الله يقول أعطوا لعبدي هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل لماذا؟ لأن رب العالمين هو علمنا هذا الدعاء هو قال يا عبادي ادعوني بهذا الدعاء الحمد لله رب العالمين ولهذا هذه الفاتحة جاء بها ملك خلق هذا الملك لكي ينزل بها وما عنده شغلة ثانية. وحينئذٍ هذا الدعاء في سورة الأحقاف رب العالمين هو الذي أنزله لنا.
إبراهيم من فلسطين: أنا من فلسطين أحد تلاميذك، عندي سؤالين السؤال الأول هل مشاهدة التلفزيون هي مجالس العلم الذي ذكرته قبل قليل؟
الإجابة: نعم أكيد التلفزيون فيه الغث والسمين ككل شيء في الدنيا وبالتالي حتى لما تروح على المسجد في ناس تلعنهم الملائكة الذيي دائماً يلغون وفي ناس لا يذكرون الله التلفزيون فيه غث وفيه سمين فيه ذكر وفيه عندك مثل هذا البرنامج وغيره وفي تعليمات وطب وفي طبعاً الأشياء الأخرى. فإن شاء الله إذا حضرت برنامجاً علمياً ثقافياً سياسياً توجيهياً فيه ما ينفع الأمة كل هذا أنت مأجور عليه بنية انوي أن هذا أنت تشاهده لأن فيه نفع للمسلمين ونفع لك ولعائلتك وأنت بهذا علم أنت في مجلس علم،
السؤال الثاني: سؤالي عن البنوك وأن البنوك تحتاج إلى فتاوى من علماء الأمة لكي تستنير الناس بها فهل ممكن أن توضح لنا شيء عن كيفية التعامل مع البنوك؟
الإجابة: أقول لك يا ابني لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أفضل الدين قال (أفضل الدين الورع) إذا لم تكن مضطراً له ولكن أنتم الفلسطينيين كالعراقيين في مأساة، على كل حال نحن قلنا العراقيين وأمثالهم من الصومال إلى العراق إلى فلسطين إلى أفغانستان ناس تموت جوعاً إذا كنتم من هؤلاء وقطعاً هناك بالشرط الحد الأدنى الذي لا يفسد عليك الحياة وإذا أغناك الله يعني تأخذ لك قرضاً لكي تبني بيتاً، واحد من العراق أو فلسطين أو أفغانستان أو الصومال مشرد والحكومة تدفع له وليس شخصاً الحكومة تدفع له وأموال الدولة أموالك مال الدولة مالك لك فيه نصيب فيجوز على شرط أن لا يكون لك بيت في كل الكرة الأرضية إلا هذا وإذا استطعت أن تستغني هذا الورع والله العظيم هذا الورع يوم القيامة يساوي كل أعمالك وخير دينكم الورع وإلا والله يا ابني هذا الربا مصيبة أيسره أقل أنواع الربا كمن يأتي أمه تصور! فالله يعينكم.
عبد الفتاح من العراق: سؤالي الأول ولد ابني توفى ووالدتي أقرأ لهم الفاتحة بعد كل صلاة
الكبيسي: كيف مات أبنك؟
عبد الفتاح: بالإرهاب
الإجابة: هنيئاً لك، أولاً هذا الذي راح سيشفع لكل أهله عكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي راح شهيد من شهداء الدنيا سوف يشفع لكل أهله يوم القيامة وهو الآن ملك وهو الآن يسمعك كل الأموات يروننا جميعاً إذا رأونا بخير فرحوا وإذا رأونا بشيء آخر حزنوا فهؤلاء الآن يسمعك وكأنه يقول لك يا أبوي ترى أنا والله العظيم أسعد مخلوق في هذا الكون هذا واحد. اثنين لا شك يا ولدي أنت لما تدعو لهم من البر بالوالدين وهي هذه الآية دعاء للأولاد (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) يعني هذه آية الأحقاف تعلمنا أن الدعاء للوالدين والدعاء للذرية من أعظم أنواع العبادات والله قال (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) أحسن الذي عملوا وهو الدعاء للوالدين وبر الوالدين والدعاء للذرية أحياء وأمواتاً (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فأبشر بالخير،
السؤال الثاني في سورة يس (قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) يس) والآية التي قبلها (فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) يس) الأولى مرسلون والثانية لمرسلون، ما الفرق؟
الإجابة: هم أول مرة بلغوهم بلاغ (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) هذا ذكر حقيقة ثم أنكروا ما صدقوا ما سمعوا الكلام فقالوا (إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) هذه اللام يسمونها لام التأكيد هذه موجودة.
أم غاية من الشارقة: شيخ لو سمحت عندي سؤال أمي ليست مواطنة وهي مسلمة وأحاول أنصحها أنها تصلي لكنها تقول أنها خلاص كبرت في السن وحياتها انتهت الحين كل الباقي عليكم أنتم
الإجابة: أم غاية اجعلي هذه وظيفتك الدنيوية اتركي كل شيء وضعي أمام عينيك أن هذه الأم تخلينها تصلي بكل طريقة حقها عليك أن تفعلي هذا استعملي كل الوسائل حتى لو تجيبين لها ماء وهي بالسرير وأنتي تمسحيها وتقولين لها يا أمي صلي ركعتين واقرأي الفاتحة إياك أن تهمليها حتماً لما تشوفك تلحين ستطاوعك إن شاء الله.
إذاً هكذا هو الأمر نعدد بعض العبادات التي تدخل فيه (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ) عنهم ليس منهم، ليس هم الذين عملوها غيرهم يعني مثلاً البلاء بأنواعها مثلاً هذا الأخ عبدالفتاح ما عنده شيء لكن مات له ولده وقال إنا لله وإن إليه راجعون راحت كل ذنوبه (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ) باستشهاد ولده. الغيبة أنت جالس في البيت وواحد يغتابك وما فينا واحد ما يغتابوه هذه الغيبة تنقي سيئاتك لا تبقي عليك ولا سيئة وكلها تروح على هذا الذي اغتابك تصور! فأنت إذا رب العالمين أكرمك وحفظت لسانك عن الغيبة والناس يغتابوك هذه غيبة الناس ما تبقي عليك بدداً هذا اثنين. الغم والخوف يعني واحد يخاف صارت قنابل صارت حرب صارت فوضى كما بعض الدول العربية فوضى والناس ليست لاقية تأكل ويعني بلاد راحت وتدمرت وهذا ليس له دخل لكنه شاف نفسه في هذه المعمعة هذا (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ).
محمد من السعودية: شيخي الفاضل نحن في السعودية نحبك ونجلك ونقدرك لكن في فترة من الفترات كان فيه نوع من الإشاعات أنك أنت تكلمت عن الشيخ بن عثيمين وبن باز فصار لغط في المجتمع رغم أنه والله العظيم المجتمع بأكمله وبأسره يحبك ويجلك ويقدرك فنريد توضيح للمستمعين هل هذا الكلام صحيح وهل الخلاف بينكم في الدين؟
الإجابة: أولا يا أخ محمد أنا طبعاً تعاملت مع الشيخ بن باز رحمة الله عليه ثلاث سنوات كنت عضواً في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية وكان هو رئيس المجلس هذا واحد. اثنين كانت العلاقة بيننا من أفضل ما يكون. ثلاثة امتدحني أكثر من مرة وأنا رجل أمتدحه مدحته لسبب واحد أني ما رأيت رجلاً يحاسب نفسه على أصغر الصغائر مثله، ثانياً الدنيا كلها بيديه يعني عنده مال بالمليارات للمسلمين ولنفسه ما يأكل باليوم إلا تمرة وشربة ماء يعني رجل صدق مع الله. ثلاثة يا ابني الأمور ما تقاس هكذا ما في إنسان ما عنده مبغض وهذه من القواعد لكن أنت وأنا إذا أردنا أن ننجو كلما وضعت رأسك على الوسادة تقول يا ربي إني أعفو عن كل من ظلمني هذه يا ابني هذه هي العبادات الصعبة (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران) ولذلك إجعل عباداتك موجعة أن واحد يسبك ويشتمك قول له مسامحك لوجه الله ولهذا الله قال (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) هذه عبادات فأمامك الآن وأمام الناس مسامح كل من لي حق عليه اللهم لا أقف مع من لي حق عليه بأي شكل مسامح جميع الأمة لوجه الله عز وجل ولكي لا أفجع محمداً عليه الصلاة والسلام بواحد من أمته رب واحد من أمته آذاك أذية لا بد أن يدخل فيها النار ومحمد صلى الله عليه وسلم يفجع بهذا يقول (وعزتك وجلالك لا أرضى وواحد من أمتي بالنار) ولهذا قل يا ربي لوجهك الكريم ولكي لا أفجع محمداً بواحد من أمته أنا أسامح كل من ظلمني افعل هذا وسوف ترى أن هذه يوم القيامة من أجلّ عباداتك التي يقول فيها (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا) وفيها حديث لما النبي صلى الله عليه وسلم رأى شخصاً قال هذا من أهل الجنة فلما راقبه عبد الله بن عمر رآه عادياً فلما سأله ما الذي يجعلك من أهل الجنة؟ قال أنا ما عندي شيء وقال له أنا صار لي يومين معك لا تفعل شيء غيرنا فما الذي تفعله؟ قال له لا شيء ولكن لما أنام أقول اللهم أني أسامح كل من اطلبه بحق قال إذاً هو هذا.
ممن يتقبل عنهم المهجّرون الآن وهذا في معظم الشعوب العربية إلا رب العالمين أكرم بعض البلدان لعدلها كهذا البلد العظيم الذي نحن فيه والله يا أخوان هذا البلد حجة عليكم يوم القيامة! يا أهل الجمهوريات يا أهل اليمن وليبيا وسوريا والله هذا البلد حجة عليكم يوم القيامة. لماذا كل هذا العدل والرضا والإنصاف كل هذا الاطمئنان وكل هذا الحلم على الناس لماذا أنتم بهذا النزق؟ تقتلون شعوبكم بالدبابات والطائرات والله العظيم لو صليتم مليون سنة لا تساوون عند الله بصلة! واحد يقتل شعبه بالدبابات والطائرات!! ماذا أنتم؟ أنتم وحوش والله اليهود لا يفعلونها اليهود ما فعلوا في غزة كما فعل بعض هؤلاء الذين نسمع عنهم في شعوبهم! وحينئذٍ العدل أساس الملك وأساس الرحمة وأساس النجاة يوم القيامة إذاً هذا واحد عايش في سوريا في ليبيا أو اليمن أو العراق أو الصومال مظلوم مهموم فهو هذا ليس بخاطره لكن غصباً عنه فهذا يقع مع (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) يا الله!
د. نجيب: قاعدة الهجرة أنها قائمة على النصرة على مر الأزمان من أيام الرسول كان هناك مهاجرون وكان هناك أنصار أيضاً هؤلاء المهجرون في هذه البلاد العربية والإسلامية ما أحوجهم إلى النصرة والحمد لله ما زالت الأمة بخير وتقوم بنصرتهم.
د. الكبيسي: نحن هنا نتكلم عن الغربة فالذي يموت غريباً يموت شهيداً يعني واحد قتلوا ابنه وابنته وأهله وهربوه وأخرجوه وعايش في الغربة ضايع فبالتالي ما ذنبه؟ هذا (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ). وقصدي هنا لماذا الله إذا أحب عبداً ابتلاه؟ (ليأتين على أصحاب البلاء ساعة يوم القيامة يتمنى أهل العافية لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض) لشدة ما يرون من نعيم هؤلاء أهل البلاء. وحينئذٍ هذا (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ) لأنه لم يكن يريد هذا لا القتل ولا التهجير ولكن رب العالمين عز وجل إذاً هذا الفرق بين (تَقَبَّلْ مِنَّا) و (نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ).
د. نجيب: كان بودنا يا شيخ أن تكمل المسائل الأخرى المكملة لهذا الحديث لولا ضيق الوقت داعين الله تعالى أن يتقبل منا وأن يتقبل عنا وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. باسمكم جميعاً أتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله علماً أن الإعادة غداً بمشيئة الله تعالى في الساعة الثامنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 6/5/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها.
==========================
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2430
على
على