الحلقة 125
{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (2)} سورة يونس
الدكتور نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وبعد، طال وقوف شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي عند سورة التوبة، ودندن حول آيات قرآنية كثيرة ملتمساً ما يشابهها من آيات أخرى في مواضع متفرقة من القرآن الكريم، وقد آن الأوان أن ينتقل بنا الى سورة يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
الدكتور أحمد الكبيسي: شكراً دكتور بسم الله الرحمن الرحيم كما قال الدكتور نجيب انتهينا من سورة التوبة والحمد لله، وهي من السور العجيبة التي تفصل لنا أنواع المسلمين مستقبلهم وماضيهم وما يؤول اليه أمرهم. وندخل الى سورة يونس عليه السلام وأول ما نتحدث فيه الآية الثانية لأنها تتحدث عن مكانة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعن مدى أثره العظيم ونفعه الكبير، يعني الأمل الأعظم لهذه الأمة في هذا الرجل الكريم خاتم الأنبياء الذي يقول الله فيه في الآية الثانية من هذه السورة: بسم الله الرحمن الرحيم {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ} قدم صدق، شهادة من رب العالمين عز وجل بأن هذه الأمة لها قدم صدق يوم القيامة هو محمد عليه الصلاة والسلام. قدم الصدق في لغة العرب وفي لغة القرآن: هو النفوذ، القوة التي لا شك في نفاذها ونفوذها في ما تريد، يُقال فلان له قدم صدق في النحو، في اللغة، في العلم.
الدكتور نجيب: الرسوخ
الدكتور أحمد الكبيسي: الرسوخ، له قدم صدق في السوق تاجر عظيم. له قدم صدق في السياسة ملك من الملوك المعروفين هذا قدم الصدق. وكلمة الصدق في القرآن الكريم تعني الكمال في تلك الصفة {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}. اذاً محمد عليه الصلاة والسلام هو قدم الصدق لأمته، (أكان للناس عجباً أن أوحينا الى رجل منهم أن أنذر الناس) المشركين (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق). الذي يلفت النظر في موضوعنا وهو المتشابهات في آيات أخرى كما في البقرة 35 (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وحيثما ورد هذا وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات، في مكانين فقط جاء (وبشر الذين آمنوا) وحدها وبالأحزاب (وبشر المؤمنين) وفي نفس الموضوع (وبشر المؤمنين بأنّ لهم من الله فضلاً كبيراً) في الآيتين اقتصر الأمر فيه على بشارة المؤمنين بدون عملوا الصالحات، هي فقط فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم في يونس 2 والأحزاب (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً)، وهكذا يقول المفسرون بأنّ هذه أرجى آية في كتاب الله.
الدكتور نجيب: عجيب!
الدكتور أحمد الكبيسي: نعم هكذا يقولون كيف؟ الآية الثانية من يونس أنت لو تعدد وسنعددها الآن بايجاز طبعاً 45 دقيقة لا يمكن انت تعددها بكتاب، أنت تعدد مواصفات النبي صلى الله عليه وسلم وفضله على هذه الأمة وكيف أن الله أرسله رحمة للعالمين وحينئذ كما قال (بالمؤمنين رؤوف رحيم). ما هي آثار رحمته ورأفته بهذه الأمة؟ وماذا أوكل الله اليه من الرحمات؟ رحمة أنزلها عليه وهي الفاتحة ولو تعرفون قدر الفاتحة وآثارها لكان أملكم بالجنة عظيماً، نزل بها ملك خُلِق لكي ينزل بها! وسماها الله الصلاة، قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي، والفاتحة رحمة، ولهذا من رحمة الله بالمسلمين أنّ الله جعل المسلمين مُلزمين بأن يقرأوا الفاتحة بصلاتهم خمس مرات في اليوم. اذاً هذه تشرح هذه، واحدة قاعدة وواحدة شرح، بأنّ لهم قدم صدق عند ربهم، باختصار طبعاً أنت لاحظ أن مجرد الايمان بالنبي أجر عظيم، محبته كما سأشرح عظيمة، قراءة حديثه وروايته عظيمة، تعزيره عظيم، توقيره عظيم، الأمل بشفاعته عظيم، شفاعته يوم القيامة هي الحاسمة، وعدّد من هذا الذي يأتيك من النبي عليه الصلاة والسلام عجائب! تصور واحد قال له يا رسول الله متى تقوم الساعة؟ قال له ماذا أعددت لها؟ الذي يسأل عن شيء مُستعجل ماذا يفعل؟ قال له والله ما أعددت لها كثير صلاة ولا كثير صيام إلا أنّي أحبك، قال أنت مع من أحببت. وفعلاً إذا أحببت النبي صلى الله عليه وسلم فأنت معه في الجنة. وحينئذ هل هناك مسلم لا يحب النبي؟؟؟ وحبنا أنواع: هنالك حب علمي وحب فكري وحب عاطفي وحب معنوي وحب مادي عجائب، ناس تحبه لشخصه ناس تحبه عاطفياً ناس تحب فكره ناس تحب حديثه ناس تحبه لأنه هداهم الى آخره.
الدكتور نجيب: ناس مجرد أنها فرحت بمولده وهو أبو لهب
الدكتور أحمد الكبيسي: بالضبط
الدكتور نجيب: وهو أبو لهب
الدكتور أحمد الكبيسي: ويخفف عنه العذاب لأنه فعل هذا
الدكتور نجيب: أبو ناصر الدمشقي يقول اذا كان هذا كافراً جاء ذنبه بتبت يداه في الجحيم مخلداً، فلما جاءت ثويبة تبشره بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها،
ثويبة بشَّرتِ بميلاد أحمد فأنتِ عتيق يا ثويبة سرمداً
وفي الحديث الصحيح كما تفضلت في مسلم كل يوم اثنين يخفف على أبي لهب
الدكتور أحمد الكبيسي: وهو مشرك
الدكتور نجيب: فما بالك بالذي يصلي عليه؟؟؟؟ وهو مؤمن به
الدكتور أحمد الكبيسي: هكذا وهو مؤمن به، بشر الذين آمنوا، هكذا
اذا الآية الثانية تقول هؤلاء الناس الذين لهم قدم صدق عند ربهم وهم الذين آمنوا، ما هو موجز هذا الأثر العظيم لهذا صاحب قدم الصدق قال (إن لهم من الله فضلا عظيماً)، والفضل العظيم غير الأجر يعني: ملك قمت له بخدمة، كلفك بخدمة فأنجزتها بثمن، هذا العمل اذا فعلته أعطيك يعني مثلاً مثلاً الملك قال لك ابن لي قصراً، بنيت له قصر رائع فأعطاك ثمنه كاملاً، فلما أعجب به الملك أعطاك من فضله إكرامية تعادل الثمن الحقيقي أضعاف، هذا الفضل. ولهذا قالوا أرجى آية في كتاب الله معنى أن المسلم الذي يؤمن بالله ورسوله ويؤمن بجميع الأنبياء لا يكون مسلماً إلا هكذا، إضافة الى أجره رب العالمين قال بشِّره بأنه له إضافة الى أجره الثابت بالقاعدة الحسنة بعشر أمثالها وخمسة عشر وعشرين وخمسين وسبعين الى آخره قال إن لهم من الله فضلاً عظيماً لا يمكن لعقلك أن يحده، يعني يعادل عملك ملايين المرات لأن فضل الله عز وجل فضلاً كبيراً وفضلاً عظيماً. من أجل هذا قدم الصدق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي له لكي تكون مشمولاً به هناك بعض الشروط التي لا تكون جديراً بهذا الفضل إلا بها، نتكلم بإيجاز عنها:
تحدثنا أن حب النبي صلى الله عليه وسلم أعجوبة ولا يمكن أن تحب النبي وهذا بواقع الحال إلا وقد صلح حالك عند الله عز وجل لبركة النبي صلى الله عليه وسلم، أنتم تعرفون فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يا الله! وهذا حديث متفق عليه (من صلى عليك مرة صلى الله عليه بها عشراً، ومن صلى عشرة صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى عليك مائة صلى الله عليه بها ألفاً وفي رواية أخرى ومن صلى عليك ألفاً زاحم كتفه كتفك على باب الجنة
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستغفاره: أنتم تعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة قطعاً، ولهذا استغفر قال: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) وكان النبي دائماً يقول ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين وللمؤمنات. وتعرفون حكاية اتّباع السنة، عندنا طاعة عندنا اتباع، الطاعة فيما فرض في الفرائض، أنت عليك أن تطيع الله ورسوله، وعندما تكون طاعة واحدة لله ورسوله معناه فيما بلّغ عن ربه. وهناك (وأطيعوا الرسول) فيما قال من السنة وحينئذ أنت عليك أن تعرف بأنك إذا أطعته فيما أمر ثم اتبعته في أخلاقياته، كيف يأكل؟ كيف يشرب؟ كيف ينام؟ إلى آخره وهذا ما يفعله المسلمون جميعاً، الى هذا اليوم بعد خمسة عشر قرناً بالرغم مما حصل عندنا من تغيرات – وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الأجيال تضعف وأنتم اليوم في زمن لو ترك أحدكم عُشر ما أمر الله لهلك، وسيأتي على الناس زمن لو عمل فيه أحدهم بعُشر ما أنزل الله لنجى! قالوا لماذا؟ قال لأنكم تجدون على الحق أعواناً وهم لا يجدون – إذا كان الأمر كذلك وأنت بعد كل هذه القرون لا يزال معظم الأمة، إن لم أقل كل الأمة يعني يأكل باليمين لأن النبي قال هكذا، تدخل بهذه الرجل لأن الرسول قال هكذا، في المجالس، آداب البيع، آداب الشراء، آداب الطعام، آداب الجوار، قال رسول الله قال رسول الله قال رسول الله
الدكتور نجيب: فضلاً عن الأعمال القلبية
الدكتور أحمد الكبيسي: فضلاً عن الأعمال القلبية والأعمال اللسانية الى آخره، هاجس المسلمين طاعة الله فيما أمر بما أنزل على رسوله، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلّغ واتباع النبي في أخلاقه وشمائله وعاداته، وحينئذ أنت وصلت الى الموقع الذي تجب لك شفاعة النبي حتماً كما قال: وجبت له شفاعتي. ولهذا رب العالمين عز وجل جعل من خصائص هذه الأمة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم قال (وما كان ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) مجرد وجود النبي في الأمة وهو فعلاً رب العالمين بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي هو رحمة للعالمين ليس المسلمين
الدكتور نجيب: ومن هنا شيخ لما جاء أبرهة لكي يهدم الكعبة متى؟؟؟ صادف ميلاده صلى الله عليه وسلم فكان آماناً للأمة من يوم بعثته، صحيح أن الكعبة أمان ولكن أمان وجود النبي أعظم
الدكتور أحمد الكبيسي: هكذا، إذن قدم الصدق على هذه الشاكلة، حينئذ قدم الصدق عليه الصلاة والسلام وضع بعض الشروط ووضع بعض المفصولين، يعني قال مثلاً مثلاً قال: (شفاعتي حقٌ لأهل الكبائر من أمتي)، هذا نص يحتوي على أهم شرط أن تكون من أمته، وليس كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله من أمته، هناك أناس مفصولون في كل دول العالم قد تُنزع الجنسية من بعض المواطنين لقيامهم بمخالفة هائلة، تُسحب منه الجنسية ويُطرد يعني ينفى، أو كما الله عز وجل (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ) قد تجد من المسلمين مسلماً قد ارتكب ذنباً كقطع الطريق، (أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ) فحينئذ هناك من هو منفي من هذه الأمة، مثلاً قال: من غشنا ليس منا، ليس منّا، ليس منّا، ليس منّا، فالشرائح الكبيرة الخطيرة التي تُحرَم من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: حاكم يقتل شعبه، قوي يقتل ضعيف ظلماً، يا الله! مفصول لا شفاعة له، هذا خلاص يأخذ الحساب بالعدل، حسنات وسيئات، “لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً”. العاق لوالديه مفصول لا شفاعة له والعياذ بالله، أعوذ بالله! المتخاصمان المتصارمان، واحد بغضاء من دون شيء يسوا، تبغضني وأبغضك، لا تكلمني ولا أكلمك، أطعن فيك وتطعن في على الفاضي هؤلاء مفصولون لا شفاعة لهم ولا ترتفع لهم لا صلاة ولا حج ولا زكاة
الدكتور نجيب: حتى في ليلة القدر!
الدكتور أحمد الكبيسي: حتى ليلة القدر نعم
الدكتور نجيب: وحتى يوم عرفة!
الدكتور أحمد الكبيسي: وحتى عرفة، يغفر لكل الناس في عرفة إلا لأخوين متصارمين، يقول دعوهما حتى يصطلحا
الدكتور نجيب: سيدي الشيخ كما قالت الملائكة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وهو يؤخذ بهم ليجرهم الى حوضه: إنك لا تعلم ماذا أحدثوا بعدك. لنا عودة بعد هذا الفاصل مع شيخنا الجليل ليواصل هذا الحديث الممتع.
_________فاصل________________
د. نجيب: لعلّ الشيخ يعني من المناسب أن نتوقف قليلاً عند هذا الحدث العظيم أولئك الذين يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بحُجزهم يوم القيامة على حوضه الشريف ثم الملائكة، وهم مسلمون مؤمنون موحدون ومع ذلك الملائكة تَنهى النبي صلى الله عليه وسلم
الدكتور أحمد الكبيسي: وهم من أمته يعني هم مسلمون. يقول إنكم تَردون علي الحوض، فمعنى الحديث فتُمنَعون منه، الملائكة تؤخذهم، وأنا آخذ بحجزكم، يحاول يسحبهم الى الحوض، فتقول الملائكة: يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك!. وهذا الذي يجري اليوم في كل العالم ليس فقط اليوم حقيقة على مستوى القرون مرت فتن، يعني الخوراج والقتول والإبادات والتكفير والطوائف، اسمه مسلم لكن ما بقي إسلام، دين آخر! وحينئذ عليك أن تعرف من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم من أمته، أي ما عليه هو وأصحابه, ولذلك إذا خرج المسلم بأي إسم آخر واختلف مع المسلمين وعاداهم وقتلهم، من علامات الخروج الذي هو يفصلك عن الأمة أن تستحل قتل الآخرين، وفي التاريخ كثير من الذين انشقوا على المسلمين بطائفة أو فئة أو حزب أو جماعة الى هذا اليوم، هناك من يكّفر المسلمين جميعاً ويستحلّ قتلهم، وإذا أتيح له يقتلهم شر قتلة كما يحدث الآن! طوائف وجماعات تقجير بالمساجد وتفجير بالأسواق، أنتم كلكم مشركون وكلكم من أهل النار، وأناس تصلي، تصور يفجر المسجد والناس تصلي فيه ويقول أنتم مشركون!! “وأنا آخذ بحجزكم أقول أمتي أمتي فتقول الملائكة إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك”.
طبعاً من قدم الصدق عند النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة أن النبي أخبرنا بما هو كائن الى يوم القيامة، ترك الأمة على بصيرة، يعني كل الذي جرى من ساعة موته الى اليوم أخبر به، أخبر بكل شيء، الخلاف بين الصحابة، بأهل الرِدّة، بالمغول، يعني معظم المسليمين قرأوا حتى هذا الذي يجري اليوم كله ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ليس كأنه يراه هو كان يراه صوراً نعم! لأن وصفه وصف مشاهِد. يعني مثلاً هذه الحروب الآن، لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج: القتل القتل القتل هكذا، حتى يكون الروم أشد الناس عليكم وهم ذو سلطان، حتى ينحصر الفرات عن جبل من ذهب وقد انحصر فعلاً هذه الأيام، فعلاً جبل ذهب يعادل ذهب العالم كله، في الأنبار ولهذا هو الإحتلال ما جاء من فراغ! فالآن عرف هذا وهكذا وهكذا. لو تقرأ السنة النبوية عن ما يجري منذ موت النبي صلى الله عليه وسلم أنت تعرف كل شيء تعرف كل شيء يحدث، والقادم فيه بشائر، بعد كل هذه الفوضى كل هذه المشاكل وهذا البعد تعود الأمة إن شاء الله أمة أخرى موحدة، وأنت تلاحظ الآن أن هذه الأحداث توحد الأمة بالقواسم المشتركة، وحينئذ رب العالمين عز وجل ما يفعل السهل، يفعل المستحيل والصعب، ولذلك هذا الي يجري ان شاء الله عاقبته خير
قلنا بأن البغضاء وأكل الربا، وأن يتقارب الزمان، يعني فعلاً سابقاً الزمان طويل بين رمضان ورمضان مسافة طويلة تكاد تنسى، الآن نحن لم نسترح بعد من رمضان الماضي وهو الآن على الأبواب حياه الله وبياه. لا تقوم الساعة حتى يؤكل الناس الربا ومن لم يؤكله أصابه من غبارها، يعني انت فلوسك في البنك ورواتب هذا كله من غباره، يعني وقائع حتى في وقائع، المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أُري ماذا يجري الى يوم القيامة، ولو قرأت السنة النبوية لعرفت ماذا سوف يجري وماذا سوف يحدث من ألفه الى يائه.
رب العالمين عز وجل يقول (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) هناك رحمة كما قلنا أنزلها الله اليه وهي الفاتحة للمسلمين ورحمة فوّضها الله إليه كيف؟؟ رب العالمين فوض محمد عليه الصلاة والسلام بكل ما بشّر به، يعني هنالك أحاديث من فعل كذا فهو كذا، من عمل كذا فهو كذا، من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مئة مرة غفر الله له ذنوبه وان كانت مثل رمل عالج، الى آخره في البشائر والأحاديث لا حصر لها. هذا مفوض إليه، فوضه الله أن يقول. وهنالك رحمة كما قلنا إدخرها الله اليه وهي الشفاعة، هذه الشفاعة يوم القيامة من العجائب، ولذلك عليك أن تحرص على أن لا تُفصل من مسألة الشفاعة، أن تبقى من أمة محمد فإياك والبغضاء أن تبغض مسلماً يصلي الى القبلة، ثانياً: أن تقتل أي كان مسلم أو غير مسلم بدون حق، ثالثاً: المخاصمة بعدين البغضاء ثم اللسان، من أعظم الجرائم في هذا الدين جرائم اللسان، ولذلك الغيبة هذه تأكل الحسنات كما تعرفون. واللقمة الحرام إن الرجل ليأتي يوم القيامة بأعمال كالجبال وقد أخذ قسطاً من الليل ثم لا يجد عند الله منها شيئاً قالوا: بمَ يا رسول الله؟ قال: باللقمة الحرام. كذلك العمل الصالح، العبد يُعطى صحائفه يقول سويت شيء وسويت مش مكتوب؟؟ غير مسجل وأنا صليت وحجيت وأنفقت وتصدقت؟؟؟ يقول أكلتها الغيبة! إذا كانت الغيبة حينئذ أعوذ بالله منها، وحينئذ عليك أن تعلم بأن الشفاعة التي هي مرتجاك وأملك يوم القيامة، عليك أن تصونها لأن هذه الشفاعة إن ضمنها الله لك تسد عيوبك ونقائصك كلها، شفاعتي لمن؟ لأهل الكبائر من أمتي، يعني الكبائر التي لم يتوبوا عنها، هو لو تاب عنها لم يعد من أهلها، التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن هذا الرجل ارتكب كبيرة وما تاب، النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لك بهذه الكبيرة على شرط أن تبقى من أمته، لا تكون عاقاً لوالديك ولا قاتلاً ولا ظالماً الى آخره
الدكتور نجيب: وأن يحافظ على الصلوات الخمس
الدكتور أحمد الكبيسي: هو قال من أمتي، ما لم تكن مصلياً ولا صائماً لست من أمته، الذي لا يصوم رمضان ليس من أمته والذي لا يصلي ليس من أمته، ولكن واحد يصلي ويصوم وارتكب كبيرة وما تاب عنها بقيت معه هذه الذي يشفع، قال لأصحابه أتظنون أن شفاعتي لكم ؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: لا، شفاعتي لكل من أثقل ظهره وأوبق كاهله من أهل الكبائر من أمتي، يعني مات وعليه هذه الأثقال وجبت له شفاعته، من أمتي كما تفضلت، هو كونك مصلياً وكونك صائماً هذا لا يعصمك بأن ترتكب كبيرة من ضمنها عقوق الوالدين مثلاً، من ضمنها الغيبة، من ضمنها أكل الربا، و أكل مال اليتيم قذف محصنات، يعني الواحد ما يمنع ما يخلو
الدكتور نجيب: شيخ لما تقرأ القرآن الكريم وتجول بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثم تعرج على سيدنا محمد من خلال هذه الآيات تجد معاملة وأدباً قرآنياً خاص معه عليه الصلاة والسلام
الدكتور أحمد الكبيسي: صحيح، هذا أكيد ولذلك ما ناداه الله باسمه، يا أيها الرسول، يا أيها النبي، وكما تلمست بعض الأشياء، يقول لنبي شيء ويقول لمحمد صلى الله عليه وسلم شيء آخر، هكذا ذكرتها أنت مرتين من خلال تأملاتك في كتاب الله عز وجل، وفعلاً وإنك لعلى خلق عظيم
الدكتور نجيب: وما فرّقه الله سبحانه وتعالى في الأنبياء من صفات وميز كل واحد منهم بميزة، إذا بها جميعاً اجتمعت فيه عليه الصلاة والسلام كما يقول الشافعي
الدكتور أحمد الكبيسي: كما تفضلت كل ميزة فيهم اجتمعت للنبي صلى الله عليه وسلم
الدكتور نجيب: يعني هذا أواه وهذا منيب، وهذا بشرناه بغلام عليم، وهذا كليم، وهذا وهذا من الأنبياء
الدكتور أحمد الكبيسي: إنه من عبادنا المخلصين، وكذلك لنصرفه عن السوء والفحشاء، فعلاً كلهم فعلاً، ولذلك كان خاتِمهم وخَاتمهم
الدكتور نجيب: ناهيك عن المعجزات يا شيخ، كذلك الفروقات التي فرقها المولى سبحانه في الأنبياء، كلها
الدكتور أحمد الكبيسي: هو ما من معجزة مادية أعظم من هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه، أي منصف حتى وان لم يكن مسلماً حين يقرأه لا بد أن يسلم، لا يمكن أن يكون هذا كتاب بشر
الدكتور نجيب: اسمح لي شيخ جمال الإسلام البغدادي الذي قتله المغول وكان يسمى حسّان زمانه، جمع هذا المعنى بقوله:
محمد المبعوث للنــاس رحمـةً
يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلـح
لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبـةً
لـداود أو لان الحديـد المصفّـح
فإن الصخور الصـمَّ لانت بكفـه
وإن الحصــا في كـفه ليُسَبِّـح
وإن كان موسى أنبع الماء من العصا
فمن كفه قد أصبح المـاء يَطـفح
وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعـةً
سليمان لا تألـو تروح وتسـرح
فإن الصبـا كانت لنصـر نبينـا
ورعبُ على شهر به الخصم يكلح
ثم يذكر أن داود عليه السلام قد أتاه الله الملك، وعُرض على سيدنا محمد المُلك لكنه أبى
الدكتور أحمد الكبيسي: بل الرفيق الأعلى
الدكتور نجيب: وعرض عليه أن يطبق الأخشبين، وأي رحمة أعظم من هذا! لعل هذا معنى الآية الكريمة التي تفضلت فيه وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ـ وهم كفارـ
الدكتور أحمد الكبيسي: على كل حال فعلاً النبي صلى الله عليه وسلم مهما قلنا ومهما قال الناس الى يوم القيامة لن يلّموا بكل فضائله عليه الصلاة والسلام، ولهذا إن أمة تؤمن بهذا النبي هي ان شاء الله على خير، وببركته كا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا بلغ العبد المؤمن الستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب”. يعني رب العالمين إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون واحد من هذه الأمة، لكن إذا بلغ ستين سنة ولم يكن مهتدياً رب العالمين هو الذي يهديه إكراماً للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا الذي نراه نحن، نرى أناس كانوا في الوظائف الكبيرة والشرطة والجيش في بلداننا، يعني لاهين لكن لما يتجاوز الخمسين والستين يعود، فحينئذ كرامات النبي صلى الله عليه وسلم التي أكرمها الله بها عجائب
الدكتور نجيب: شيخ تتعجب عندما تجد أن الأمم الذين كانوا قبلنا حرّفوا وخرّفوا وبدّلوا دينهم والحمد لله السواد الأعظم من هذه الأمة
الدكتور أحمد الكبيسي: إضافة الى هذا ليس من أمة صار لها من الأعداء في كتابها كما صار لهذه الأمة، وبعد هذا الكتاب ثابت! يعني نحن عندنا الكتب الأخرى لها أنصار أكثر مما عندنا ملايين المرات، والكتب ما بقي منها ولا كلمة كلها حُرفت وهذا بالرغم من الجهود العالمية على امتداد التاريخ
الدكتور نجيب: وخاصة الآن
الدكتور أحمد الكبيسي: وخاصة الآن، ومع هذا محفوظ، وإنا له لحافظون
الدكتور نجيب: بل يُنطق الله الحق والإعجاز على ألسنتهم إعجازاً علمياً يوماً بعد يوم، وهم يكتشفون ما تقوم به الحجة عليهم
الدكتور أحمد الكبيسي: أبداً! (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) فالحمد لله رب العالمين، إذاً هذا قدم الصدق، واحد من مئة من ألف من كونه قدم الصدق، هذا قدم الصدق لهذه الأمة، إنّ أمة لها قدم صدق كرسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد أن تكون إن شاء الله ناجية يوم القيامة، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم بشرنا قال بشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً، وهذا هو الفضل الكبير
الدكتور نجيب: ولعل كما أشرت شيخ، من أعظم الأمور التي تربطنا بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم حباً، وتمثل شخصيته أمامنا آلاء الليل وأطراف النهار هي مداومة الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، أليس كذلك شيخ؟
الدكتور أحمد الكبيسي: ما في أمة تداوم الصلاة على رسولها كهذه الأمة، وبشكل دوري حتى لا تقتصر على طائفة الصالحين، لا، لا، كل من هو مسلم حتى ولو كان على تقصير صلاة النبي على لسانه
الدكتور نجيب: فصلّى الله عليه صلاة تملأ أقطار الأرض والسماء، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، عودة الى شيخنا الجليل بعد هذا الفاصل.
………….فاصل………..
تفضل يا سيدي الشيخ
الدكتور أحمد الكبيسي: ومن واجبنا الذي أمرنا الله به عز وجل إكراماً لنبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام أن نعزره، فالذين آمنوا به وعزّروه، والتعزير التعظيم أن تعظمه عندما تذكره، الله قال (ورفعنا لك ذكرك ) ولهذا لا يذكر الله إلا ويذكر معه رسوله، من أجل هذه يعني أحياناً يتساهلون لما نقول محمد، لا بد أن تعزره عندما تذكره، إذا كنت مضجعاً عليك أن تجلس، وإذا كنت مشغولاً عليك أن تهدأ، وإذا كنت ماداً رجليك عليك أن تحتشم. من أجل هذا من علامات حب النبي لذلك حب النبي ليس إدعاء، حب النبي كما ذكرنا كثرة الصلاة عليه أن تحفظ بعض سنته، وأن تحاول أن تقلده ببعض الشمائل وهنالك أناس نعرفهم رعيل من هذه الأمة، في كل حركاته يتّبع الشمائل النبوية
الدكتور نجيب: كما قال الأعراب يا محمد اخرج لنا، عاتبهم الله عز وجل
الدكتور أحمد الكبيسي: فلا بد أن تتعامل مع المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بالذوق الرفيع وبالتوقير أن تعّظمه، لذلك هذه الأمة كما تفضلت دكتور يعني ما أمّة توقر نبيها وتحفظ آثاره وتحاول جاهدة أن تتّبعه في كل حركاته وسكناته كهذه الأمة والحمد لله وهي الى هذا اليوم
الدكتور نجيب: نعم
الدكتور أحمد الكبيسي: ولذلك هذا أمان لهذه الأمة من الهلاك والزوال، وكل هذا الذي يجري ما هو إلا إعداد من جديد وتعليم من جديد، وإلا فإن الأمّة التي تثور الآن بهذا الشكل هاجسها ان تتخلص مما لحق بها من أوزار وأحزاب وفئات وتيارات فتكت بنا كما تفضلت وعمقت الجرح وعمقت الفُرقة بين المسلمين. ولذلك إنّ هذه الأمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم تعود في آخر الزمان ثم تعود على سنة الله ورسوله الى خمسين إماماً، والأمة ان شاء الله موعودة بعودة كريمة الى ماضيها المجيد بذلك الإسلام النقي السهل الميسور المحبب الذي يؤلف بين المسلمين جميعاً كأمة والذي يؤلف بين هذه الأمة وجميع الأمم من حيث أن هذه الأمة الوحيدة التي لا تفرق بين دين ودين ولا بين نبي ونبي (لا نفرق بين أحد من رسله). وما من أمة مرشحة لأن تكون القاسم المشترك بين العالم والحاكم والحكم بين المختلفين في العالم إلا هذه الأمة من حيث أننا نؤمن بكل الأنبياء على قدر المساواة، يعني أنا إيماني بموسى وعيسى وإبراهيم الى آخره كإيماني بمحمد عليه الصلاة والسلام بالمائة مائة ، وهذا غير متوفر لغيرنا نحن من المسلمين، ولذلك كنتم خير أمة من هذا الباب. ما معنى الأمّي ليس الذي لا يقرأ ويكتب فقط، الأمي نسبة الى الأمّة أنّ هذه الأمة أمة العالم كله، أنت لست منحازاً ولا منفصلاً عن العالم، أنت القاسم المشترك بين جميع العالم، أنت لا تشعر بوحشة لا من يهودي ولا من مسيحي ولا من صابئي، ما عندك أي مشكلة معه على خلاف الآخرين
الدكتور نجيب: (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون ) آمن يعني كل الأنبياء
الدكتور أحمد الكبيسي: (لا نفرق بين أحد من رسله) إذا هذا الفرق بين، وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات ـ في أعمالهم ـ لماذا هنا قال وبشر الذين آمنوا ؟هذا على القانون، الذي يعمل صالحاً إذا تساوت حسناته وسيئاته فذلك الذي يحاسب حساباً يسيراً، ومن زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب، هذا قانون. هنا إكرام هنا فضل، (بشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم) قد يكون بعض الناس قصر في هذا قصر في بعض الأعمال، ربما أعماله الحسنة أقل من السيئة فإذا كان من أمة محمد لم يُفصل منها فإن له شفاعة عند المصطفى عليه الصلاة والسلام، وشفاعته حق لأهل الكبائر على أن تكون من أمته. إذاً الفرق بشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات، هناك بعيداً عن النبي صلى الله عليه وسلم، القانون في ساعة المحشر كما سنذكر في حلقة قادمة
الدكتور نجيب: بعدل الله سبحانه وتعالى، أما هنا فبفضله
الدكتور أحمد الكبيسي: هذه هي الخلاصة، مع النبي صلى الله عليه وسلم بفضله، قال فضلاً كبيراً، ومع الآخر بعدله، هذا هو الفرق
الدكتور نجيب: وهذا الفضل لن تناله إلا بإلتزام هذه الآداب التي تقربك الى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى سنته
الدكتور أحمد الكبيسي: لكي تحافظ على إنتمائك الى أمته، شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي
الدكتور نجيب: المحافظة على الأسباب التي تبقيك من أمته وتوقر النبي صلى الله عليه وسلم وتعزره وتكثر من الصلاة عليه وتحافظ على تلك الآداب
الدكتور أحمد الكبيسي: وبالتالي أنت إذا كان لك طموحات خُذ السنة وكيف تترقى (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) هذا لا ينتهي وحينئذ أولئك لهم الدرجات العلى. من أجل ذلك نقول أكثروا من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام فإنكم بالصلاة تفوزون في الدنيا والآخرة، في الدنيا تُهذبك تقربك منه تقدمك خطوة الى هذا الدين تبعد عنك الآثام، وأنت يوم القيامة سوف ترى أن لك مقاماً رفيعاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو شفيعك يوم القيامة
الدكتور نجيب: حينما استعرضت سيدي الشيخ الأنبياء في أحسن القصص، ذلك البرنامج الذي طار في الآفاق والحمد لله كأن عرضك لهؤلاء الأنبياء الواحد تلو الآخر أولئك الذين وردوا في القرآن الكريم والرسل كأنها تقدمة وتوطئة وما هي إلا مقدمة لظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر ما تجلى ذلك في شخصية سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ورحلته الى مصر أحضر هاجر وسكنها
الدكتور أحمد الكبيسي: هذا الذي تفضلت به حصل ونحن في عالم الذر. بسم الله الرحمن الرحيم (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) – هذا قبل أن يخلقوا جميعاً – (قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) ولهذا ما جاء من نبي إلا وبشّر بمحمد وفي التوراة والإنجيل 14 نص يقول على محمد بأنه قادم، هكذا كما تفضلت به هذه قوانين ثابتة
الدكتور نجيب: وكأنه تقديم، وكأن التاريخ كله مرحلة وظهور النبي صلى اللله عليه وسلم الى يوم القيامة مرحلة جديدة وكأن الإنسانية لم تبلغ رشدها ونضجها لكي تتأهل لهذه الرسالة
الدكتور أحمد الكبيسي: ولعلك أنت لاحظ الوحي في بدايته كان حينئذ وحياً رمزياً يأتي رجل (ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام فجاء بعجل حنيذ) أما الوحي المجرد بدأ بسيدنا موسى بالتوراة ثم الإنجيل ثم كلاهما بشر بمحمد، (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي) هذه الآية منصوص عليها في أحد الأناجيل بالضبط، والأناجيل ليس لها شرط القرآن الذي لا يُغير، تغيرت كثيراً لكنها موجودة نصاً ودلت عليها أبحاث، إذاً كما تفضلت النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء، عندما جاء الأنبياء كلهم جاءوا لكي يكونوا مقدمة لمجيئه خاتم الأنبياء والمرسلين
الدكتور نجيب: لأن الدين لم يكتمل أبداً، والشرائع
الدكتور أحمد الكبيسي: كل العلاقة مع الله، العلاقة بين البشر وبين ربهم تمت بهذا الدين، ولهذا كان خاتم الأنبياء
الدكتور نجيب: وبحكم كوننا في موسم الإسراء والمعراج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى في ليلة الإسراء صلى بهم في بيت المقدس إماماً جميعاً، وفي ليلة المعراج مر بهم جميعاً، وأخذ عنهم وقابله سيدنا موسى وغيره من الأنبياء
الدكتور أحمد الكبيسي: ولذلك رب العالمين عز وجل جعل هذه الأمة الوحيدة التي قال لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، فعلاً يا سيدي الكريم أنت لما تستعرض 15 قرن ما بقي أهل دين إلا أشركوا، يعني انتهوا. في هذا الدين الى هذا اليوم بالرغم من كل ما جرى ويجري لا نزال نحن الوحيدون على وجه الأرض الذين نحسن لا إله إلا الله بشكل مطلق ليس فيها ولا شائبة في حين أنها لم تعد موجودة في كل العالم، ولذلك في هذه الأمة (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين) هذه الأمة فقط ولذلك رب العالمين عز وجل جعل هذه الأمة ما تخرج منها من بدع وفرق تنتهي لا محالة (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ)، فهذه الأمة موعودة بأنها تبقى أمة ترث الأرض ومن عليها الى يوم القيامة
الدكتور نجيب: لكن ما هي أسرار خلود هذه الأمة؟
الدكتور أحمد الكبيسي: محمد صلى الله عليه وسلم، إكراماً لمحمد عليه الصلاة والسلام وأثره في ذلك
الدكتور نجيب: ولذلك كما تفضلت في مرة سابقة أن كثيراً من الخصائص التي خصّ الله بها على هذا النبي العظيم جعل لهذه الأمة منها نصيباً على وجه المجموع إستمراراً وديمومة لأداء هذا الدور من بعده
الدكتور أحمد الكبيسي: نعم ولهذا على المسلمين جميعاً أن يتعلموا كيف يكونون ألصق بالنبي عليه الصلاة والسلام لكي يكونوا جديرين بموقفه يوم القيامة، قدم الصدق في الدنيا والآخرة، في الدنيا عبادة وأحكاماً، وفي الآخرة نتيجة، من أجل هذا على كل مسلم أن يحرص على ورد محدد في الصلاة على النبي، يعني ما يخليها للظروف لا، صباحاً في حديث وهو صحيح من صلى علي عشراً حين يصبح وعشراً حين يمسي وجبت له شفاعتي، وتأمل أنت في الأحاديث التي فيها “وجبت له شفاعتي”، من سمع الآذان ثم قال مثل ما يقول المؤذن، فالنبي صلى الله علي وسلم شرع لنا عبادات والله لا يدخل النار إلا شقي
الدكتور نجيب: وهي بسيطة ولكنها عظيمة
الدكتور أحمد الكبيسي: وهي بسيطة، يعني مثلاً الآذان إذا أنت كررت ما يقول المؤذن، وإذا واحد سمع المؤذن ولما قال أشهد أن لا إله إلا الله أنت قلت و أنا اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً الى آخره ليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت! تحدثنا كما تذكر السنة الماضية في رمضان تحدثنا عن إلا دخل الجنة، أحاديث لا حصر لها ما يفعل كذا إلا دخل الجنة، هذا كله من بركة النبي عليه الصلاة والسلام
الدكتور نجيب: لذلك تمثل أحدهم وهو يجر الى النار وتذكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فنادى قائلا
أترضى حبيبي ان تكون منعماً. ونحن على جمر اللظى نتقلبُ
ألم يرضك الرحمن في سورة الضحى فحاشاك أن ترضى وفينا معذبُ
فصلى الله عليه صلاة تامة تملأ أقطار الأرض والسماء، يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، والى اللقاء في الحلقة القادمة بعد أن نشكر شيخنا الجليل الشكر الجزيل على هذه اللفتات القيمة المباركة التي غابت عن كثير من الأذهان مبيناً مكانة النبي عليه أفضل الصلوات والسلام في القرآن الكريم. والسلام عليكم ورحمة الله.
بُثّت الحلقة بتاريخ 1/7/2011م وطبعتها الأخ الفاضل هيثم جزاه الله خيراً وتم تنقيحها.
————————–
الحلقة 125 (1-7-2011)
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2453
على
تحميل الحلقة صوتيا mp3 ( بحجم 4.5 ميجا تقريباً )
على