وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 133 – خاصة بالحج 2

اسلاميات

الحلقة 133

حلقة خاصة عن الحج (2)

الدكتور نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. مع شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور العلامة أحمد الكبيسي حفظه الله ورعاه في برنامجنا “وأُخر متشابهات” ليتحفنا فضيلته بجديده وجليله.

الدكتور الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. ولا نزال في أجواء الحجّ وحلقتنا هذه تكملة لحلقتنا الماضية التي تحدثنا فيها عن قوله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله) وقارنّا بين هذه القرآءة والقرآءة الثانية (وأقيموا الحج والعمرة لله) وقلنا بأن أقيموا يعني أدّوا أركانها وشروطها بحيث يكون صحيحاً بالحدّ الأدنى لأن كلمة (أقيموا) تتكلم عن الكمّ أركان شروط واجبات سنن، أما أتموا التمام الكيف، كلنا نصلّي لكن فكرك لا تدري أين وصلاتك سريعة وسرحان أنت أكملت صلاتك كمّاً أكملت ركعاتها والفاتحة والتحيات والسلام أما التمام بأركانها وشروطها وخشوعها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “من صلّى الخمس وأتى بشروطها وأركانها وخشوعها الخ حينئذٍ هذه صلاة تامة. إذاً ً(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ (196) البقرة) مثل وأتموا الصيام أنت من الفجر إلى آذان المغرب أنت ما أكلت ولا شربت فصيامك كامل واسمك صمت رمضان ولا تحاسب على أنك مفطر لكن هذا الصيام تخلله غيبة وقطع للرحم وعقوق والدين يعني سقط فرضك لكن لا، ليس هذا هو الصيام الذي يغفر الذنوب جميعاً (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا صيام كامل وليس تاماً. التمام كيف، جمالياته، أن تفعل ما ليس واجباً وحينئذٍ هذا الصيام أنت لا تغتاب وأن يكون رزقك حلالاً وأن تبر الوالدين وتصل الرحم وتصلي التراويح الخ، هكذا هو تمام الصيام. ومن فضل الله علينا أنه قال أتموا الحج وأتموا الصيام وما قال أتموا الصلاة، والله لو أن الله قال أتموا الصلاة ما فينا من تُقبل صلاته ما فينا لا يمكن ليس في وسع العبد الاعتيادي أن يتم صلاته. الأنبياء فقط وبعض الصالحين في هذه الأمة يعني أنت تصلي من ساعة ما تقول الله أكبر إلى أن تسلِّم خشوع متصل وقراءة تتدبرها وحتى لو سقطت الدنيا من خلفك وأمامك وقامت القيامة لا تشعر؟! هذا غير وارد لماذا؟ عليك أن تعلم أنك عندما تصلي سواء كان وحدك أو مع الجماعة كأنه ليس على وجه الأرض إنسان غيرك فأنت أمام الله يراك بهذا الشكل، ماذا لو أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق غيرك؟ كما لو كان آدم وحده خلق الله آدم و قال له تعال صلّي فرب العالمين ينظر إلى آدم وهو وحده في الكون كيف يكون نظر الله إلى آدم؟ شامل حتى خلجات قلبه (وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) ق) رب العالمين كل من في الأرض إذا صلّى إن الله يراه ويسمعه كما لو لم يكن غيره في الأرض، فإذا أردت أن تتم صلاتك عليك أن تعرف بأنك واقف أمام الله، فكيف تصلي إذاً؟ لا تستطيع، يعني تخيل لو أن هناك ملك الأرض واحد يملك الكرة الأرضية كلها ملك وبالتالي حصل ناس ملكوا الأرض ذو القرنين وغيره وقال اجلبوا لي فلان الفلاني أحب أشوفه خلوه يسير علي وبعث لك وفد وأتيت وإلى أن وصلت أسبوع أسبوعين وأنت قلبك يدق كيف راح أسلم على هذا الملك كيف أبدأ معه وفعلاً لما قربت على المكان قلبك يدق أكثر وجاء موعد الزيارة أوشك أن يغمى عليك ولما دخلت على الملك أوشكت أن تقع على الأرض ولما تكلمت معه لا تعرف ماذا قلت من الرهبة فكيف لو كنت رأيت الله عز وجل؟ ماذا لو كنت رأيت الله كما سوف تراه في الآخرة وأنت تصلي له، كيف تصلي؟ هذا تمام الصلاة يفعله الأنبياء ومجموعة من البشر واحد اثنين ثلاثة يعني روي عن عروة بن الزبير أنه كان إذا صلى لا يعرف حتى أنه مرة قطعوا يده ولم يشعر، يقال عن جعفر الصادق أنه إذا صلى لم يعد يشعر بشيء ولا يعرف ماذا حوله. أفراد أما النبي صلى الله عليه وسلم شيء ثاني هؤلاء الأنبياء. حينئذٍ لو رب العالمين قال أتموا الصلاة لهلكنا ولكن الله رؤوف لأنه غير ممكن إتمام الصيام ممكن وإتمام الحج ممكن لكن لو قال أتموا الصلاة لهلكنا كما الله قال (اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) التوبة) لو أن الله قال كونوا من الصادقين لهلكنا لا يمكننا أن نكون من الصادقين فالصادقين هم الأنبياء والصديقون وبعض الصالحين اثنين ثلاثة أنك تصدق مع الله في ظاهرك وباطنك هذه شغلة هؤلاء الأنبياء (إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) مريم) (كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) مريم) هذا نبي. ولهذا إتمام الحج ممكن وقلنا في الحلقة الماضية أن تمام الحج هو الذي يغفر الذنوب جميعاً (حجة مبرورة خير من كل عمل ابن آدم كما بين المشرق والمغرب) رواه الإمام احمد أما الأحاديث المتفق عليها وقلنا بأن الحديث المتفق عليه ينبغي أن تطبّقه كما تطبّق القرآن الكريم. (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) قالوا يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال (حج مبرور) هذا حديث متفق عليه حج مبرور هو هذا التام هو الحج التام أتموا الحج وليس أقيموا الحج أو اذهبوا حجوا والنبي قال (حجوا قبل أن لا تحجوا) كلنا حجينا والحمد لله سقط فرضنا أم هل أن حجنا هذا بلغ بحيث أنه من التمام والجمال ما فيه ولا ثغرة؟ أنا أحد الناس حجيت كثيراً ولا مرة جاءني مثل هذا، قال لك أولاً لا رفث (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) البقرة) رفث أي علاقة جنسية بينك وبين امرأتك يعني أنت معك امرأتك وأحرمت أنت وهي منذ أن تحرم إلى أن تتحلل من الإحرام ولا حركة من حركات الجنس لا تمسك يدها ولا تقبلها وتتغزل بها بذلك فسد التمام صار كمال إقامة أقمت الحج لكن ليس تاماً. ولا فسوق هذا الرفث مع زوجتك والفسوق مع النساء الآخرين كاشفين شعرهم وأيديهم وأرجلهم ونحن كلنا نرى في الحج بنات من أجمل خلق الله وكثير منا بواقع الحال يتطلع ويقول والله هذه بنت حلوة بهذا فسد وخرب التمام صارت إقامة فأنت أقمت الحج ولم تتمه. فلا رفث ولا فسوق ولا جدال وتعرفون ماذا يحدث في الحج من جدال على الأكل نتخانق يا أخي وسع يا أخي روح ونتزاحم على المكان ونتعارك والخ هذا كله يخرب التمام. قالوا يا رسول الله ما برّ الحج؟ قال (إطعام الطعام) طبعاً الحجاج نوعين الذين يسمونهم VIP الخمس نجوم يذهب بطائرة ويعود بطائرة ومقيم في فندق درجة أولى وأكله يصل إليه في الخمس أوقات هذا حج مال أي كلام هذا ليس تاماً، فالحج جهاد قال: يا رسول الله إني جبان لا أستطيع أن أقاتل وقد علمت ما أعدّ الله للمجاهدين فماذا أفعل؟ قال (أين أنت من الحج؟ فأنه جهاد بلا شوكة) جهاد بلا إطلاق نار وفعلاً كلنا نرى في الحج ناس حاملين أغطيتهم وفراشهم ويمشي هو وامرأته وصغاره من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى وجاي على سيارة يعني شهرين ثلاثة شهور خمس شهور إلى أن ينتهي من الحج تعبان شقيان هذا هو الحج. فعليك أن تطعم الطعام ليس فقط تأكل كل قليلاً وأعط جارك ومن ليس لديه طعام تفقد الناس. ثم طيب الكلام يا الله ما أقسى كلامنا في الحج! وكثرة نزاعنا على أتفه الأمور هذا كله يخل بالتمام. أخطر ما يمكن أن يخل بالتمام أمرين هذا ينقضه حتى ولا كمال ولا تمام ولا حتى إقامة فقط مجرد إسقاط فرض مثل واحد ينجح خمسين بالمائة ينجح مقبول هذا أي نجاح كونك غير راسب ولكنه لا يفعل لك شيء ولا يعلمك ولا يوظفك ولا تكمل به دراسة ولا شيء ما ينفع اسمك ناجح فقط يعني ما تعيد السنة ولا تُعاقب ولكن لا تتعين ولا تكمل دراسات عليا ولا أحد يمدحك أنت ناجح خمسين بالمائة ما هذا؟ على أقل انجح بجيد جيد جداً ما بك!! معناه هذا حالة. هذا الشرط الأساسي في الحج أمرين كما قلت أولاً أن لا تكون مخاصِماً وقد شاع الخصام الآن نادراً ما يذهب شخص إلى الحج الآن إلا عنده عدو تعارك معه على تفاهة على حزبيات على فكريات وطائفيات وشوية تجارة وبالتالي (يغفر لأهل عرفة إلا أخوين متصارمين) هذا واحد وخاصة إذا كانوا أقارب فهو بذلك يكون متصارماً وقاطع رحم نعوذ بالله. الشيء المهم جداً هو العاقّ لوالديه لو تعرف ماذا يعني أن تكون عاقاً لوالديك خلونا ندردش شوية بعنوان هذه الحلقة بين الآيتين آية تقول وهي في سورة العنكبوت (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)) حسناً والآية الأخرى إحسانا (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (23) الإسراء) طيب لماذا الأولى حسناً والثانية إحساناً؟ الحسنا لك أنت وأنت صغير شاب لا تزال في بيت والديك أنت طالب أو لم تتزوج وأبوك يصرف عليك وأبوك هو الولي المباشر يأمرك فتطيع أنت ما عندك شيء تصرف عليه فقط باللسان الطيب عامل أبوك باحترام كلام طيب اخدمه قدم له الحذاء هذا حسنى، لما تطلع من بيته خلاص تعينت وأصبحت موظف أو تاجر تزوجت وعندك عيال وبيت ما شاء الله وفيلا حلوة وأنت لا ترى أبوك إلا بالشهر أو الشهرين مرة هذا إحسان عطاء ليس فقط كلام حلو وجميل وسمعاً وطاعة وتتذلل له (واخفض لهما جناح الذل) أبوي تأمرني بشيء؟ أجيب لك شاي؟ لا هذا أنت بعيد عنه وصرت مشغول بحياتك هذه إحسان أي عطاء. لما تعرف أن أبوك محتاج عليه دين يريد أن يحج وما عنده فلوس هو طلب منك شيء أعطيه هذا إحسان هذه واحدة. إذاً الفرق بين حسناً وإحسان حسناً واجب من ليس له مال ولا استقلال هو جالس عند أبوه وأبوه يصرف عليه بعده طالب عليك أن تطيع أباك بما يأمرك بالبيت روح اشتري كذا والخ أنت تخدمه بلسان طيب هذه حسنى، لما تستقل وعندك فلوس أبوك يصير ما يراك ولما أبوك يجي عليك يتكلم معك برسمية يقوم لك ويقول لك تفضل يعني يعاملك كأنك ندّ وليس ذلك الصغير هذا يقول إحسان أنت عندك عطاء الآن هذا عطاء هذا واحد. اثنين وهذا المهم مرة قال له (وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) لتشرك لام على الفعل لتشرك وفي لقمان وإن جاهداك على أن تشرك (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان) ما الفرق بين جاهداك لتشرك وبين جاهداك على أن تشرك؟ وتعلمتم وتعودنا عندما نتحدث في الكتاب العزيز أن الفتحة والضمة والشدة والفعل الماضي والمضارع والفاعل والمفعول به كل هذا يغير المعنى بالمائة مائة يعني يرسم جانب وزاوية من المعنى لا ترسم إلا بهذه اللفظة وكما تذكرون في برنامجنا القديم وهي الكلمة وأخواتها كيف كل كلمة من فصيلة واحدة لها معنى آخر مغاير تماماً وهذه هكذا. فرق كبير بين كما تحدثنا مرة بين (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ (27) النساء) و (يريد الله ليتوب عليكم) (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ (32) التوبة) (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ (8) الصف) وهكذا في القرآن كثير ما الفرق؟ يريدون أن يطفئوا أعلنوا النية ووضعوا الخطط وتجهزوا الخ هذا (يريدون أن) وبعدين (يريدون ليطفئوا) لا خلاص نفذوا واستمروا وباشروا والمعركة بدأت. هذا نفس الشيء هناك فرق (وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي) أنت قاعد في بيت أبوك.

————-فاصل———-

الدكتور عبد الإله بن حسين العرفج من السعودية من الأحساء: فيما يتعلق بالحج فالحج له مقاصد وله أحكام وله أركان وله شروط وله واجبات فلعل ما يحتاج أن يسمعه المشاهدون هو الحديث عن مقاصد الحج والمقاصد والإحاطة بها أمر مهم جداً لكي لا تخرج هذه العبادات من الإطار الذي أراده الله عز وجل لها لأن الناس إذا غفلوا عن المقاصد التي أرادها الله لعباداتهم عادت تلك العبادات كالعادات التي تخلو من الروح ومن اللذة والحلاوة والمقاصد التي يريدها الله عز وجل. فما أريد الحديث عنه هو هذه المقاصد ومن وجهة نظري أن من أعظم المقاصد للحج هو تحقيق معنى الأمة الواحدة والجسد الواحد وهذا معنى تتصف به أمتنا الوسط التي أخرجها الله عز وجل لهداية البشرية جمعاء فأمتنا الإسلامية ورثت هدي جميع الأنبياء والرسل ومما يدل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى عندما قص في سورة الأنبياء أخبار بعض الأنبياء والرسل موسى وهارون ويونس وزكريا وأنبياء كثر قال سبحانه وتعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء) وتكرر ذلك في سورة المؤمنون ذكر أخبار بعض الأنبياء ثم قال (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) المؤمنون) وبعد أن مضوا أولئك الأنبياء ورثهم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وورثت أمته كل الهدي الموجود في تلك الكتب بل وزاد فيها الهدي الذي اختص به القرآن الكريم فهكذا دخل في دائرة الإسلام كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فكانوا كلهم أخوة في الدين لا تفاضل بينهم لا بقوميات عربية أو أعجمية ولا قبيلة ولا جنسية ولا نسب ولا لون ولا منصب ولا مال كما قال تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات) فهذا مقصد عظيم في الإسلام هدف كبير جداً وفي نظري أن أعظم وأبرز عبادة عملية تتجلى فيها صور المساواة والأخوة والأمة الواحدة هي فريضة الحج إذ لا توجد عبادة في الإسلام يتجمع فيها هذا العدد الكبير من المسلمين كما يتجمعون في هذا الموسم العظيم. ولذلك صدق من قال من المستشرقين كان يتكلم عن مفاصل القوة المؤثرة في الإسلام فقال (لا يمكن أن نتمكن وأن نقهر وأن نتحكم في المسلمين ما داموا متمسكين بثلاثة أمور الأول القرآن الكريم -الذي أنتم جزاكم الله خير مع الشيخ تغوصون في أسراره ودقائقه -والثاني خطبة الجمعة والثالث مؤتمر الحج السنوي) ولذلك في هذا الحج العظيم في حجة النبي صلى الله عليه وسلم صدر البلاغ النبوي الكريم مقرراً تساوي المسلمين جميعاً وحرمة دمائهم وأعراضهم وأموالهم فقال صلى الله عليه وسلم (إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم تعالى كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) إذاً في الحج تذوب جميع الفوارق العرقية والقبلية والطبقية والاجتماعية والمذهبية وتبقى أخوة الإسلام تجمع المسلمين على صعيد واحد يدعون رباً واحداً ويؤدون عملاً واحد فهذا أعظم مقصد. وأضيف مقصداً آخر وهو قضية تحقيق معنى الافتقار إلى الله المؤمن يجب دائماً أن تتحقق فيه وأن يستشعر في أعماق قلبه ووجدانه مشاعر الافتقار والعبودية والتذلل إلى الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) فاطر) وفي الحج تتحقق هذه المعاني وفي كثير من العبادات ولكنها ظاهرة جلية في الحج يتجرد المسلمون من الدنيا ومتاعها وزينتها وشهواتها ويقبلون على الله شعثاً غبراً مفتقرين إلى الله ذليلين بين يديه موجهين وجوههم إليه مستسلمين لأمره استمع إلى قوله تعالى وهو يقرر هذه المعاني والشعور بالافتقار إلى الله تعالى (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) البقرة) هذه القضية تدعوني حقيقة إلى أن أتوقف إلى قضية الرفاهية والمنافسة والمفاخرة التي تقدمها حملات الحج حتى صار الحاج لا يشعر بمعاني الحاجة والافتقار والوقفة التي وقفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (الحاج أشعث أغبر) تظهر فيها معاني الرفاهية والافتخار والراحة والدّعة هذه معاني تتعارض مع الحاج لهذا آمل أن لا يصل الأمر بحملات الحج إلى قضية ذهاب هذا المعنى وهذا الشعور لأن هذه قضية مهمة جداً.

الدكتور الكبيسي: لفت أنظارنا إلى الحديث (انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غيراً) وبالتالي هذه فقرة جديدة نضيفها إلى شروط التمام وحينئذٍ كما تفضل الدكتور جزاه الله خير نبهنا إلى هذا ونحن نقرؤها لكن ما انتبهنا أنها هي فعلاً من شروط التمام والمغفرة الكاملة شيخي الحج المبرور خير من عمل الإنسان حتى لو بلغ عمله ما بين المشرق والمغرب ولذلك رب العالمين لما قال (يريد الله ليتوب عليكم) بهذا وأمثاله ما عليك إلا أن تتم الحج ومن تمامه كما تفضل الشيخ الدكتور أنه قال نحن لازم نكون جايين حجاج وليس سياحة ليس كذهابك لبيروت أو القاهرة خمس نجوم وفندق لا بل شعثاً غبراً وهذا يعني تروح بالطائرة ليس في هذا شيء هذا من فضل الله لكن هناك أتم المناسك تبيت بمزدلفة وبمنى قبل عرفة وبعد عرفة وأن لا تتعجل يومين معليش تعجل لكن يوم من الأيام تأجل وقس على هذا ثم كما تفضلت أنت وكما في الأحاديث أطعم الطعام وطيب الطعام وأفسح المجال وقبل أن تذهب تتهيأ لهذه المغفرة أن تبرّ والديك أن تصل رحمك أن يكون رزقك حلالاً وأن الخ هذه كلها بحاجة لها أنت تروح تحج خمسة ستة أيام يغفر لك ذنبك كما ولدتك أمك، ليس لعبة، ونحن في هذا العصر ذنوبنا كالجبال نحن في كل ساعة نرتكب ذنباً ولا ندري (إن الشيطان آيس أن يعبد في جزيرة العرب ولكنه رضي بما تحقرون من أعمالكم) والله عندنا أعمال استحقرناها نظرة إلى امرأة، الغيبة البغضاء الحسد التجافي حب الدنيا مصائب! وبالتالي ما عليك إلا أن تتم الحج حتى يغفر الله لك كل ذلك بهذه الشروط والتي أضاف إليها الشيخ عبدالإله أنك أنت فعلاً لا تكون مرفّهاً فعلاً كلنا حجينا حج ملوك قاعدين درجة أولى في فندق التوحيد في وسط الحرم أنواع الطعام وبوفيهات هذا حج سهل وبالتالي فعلاً يعني أي كلام، يعني أنت أسقطت فرضاً ولم تتم حجاً لكي يغفر الله لك ما تقدم. هذه المغفرة العريضة الطويلة التي هي أكثر من أن تموت شهيداً هذا لا بد أن تؤدي ثمنها وهو أنك تتم الحج (وأتموا الحج) كالصيام (وأتموا الصيام إلى الليل) أما أنك أنت صائم وعينك زايغة وتأكل حرام وقاطع للرحم وعاق للوالدين هذا صيام أي كلام

الدكتور نجيب: لفت الانتباه الدكتور عبدالإله العرفج إلى قضية مهمة وهي وحدة هذه الأمة وعلى أن هذه الأشهر هي أشهر حرم وكانت الدماء تحرم في الجاهلية فما بالنا ونحن المسلمين نستبيح الدماء في هذه الأشهر الحرم؟!!

الدكتور الكبيسي: وكما ذكر هذا المستشرق ما دام هناك قرآن يتلى وكعبة تزار يعني تجمع المسلمين في هذا المؤتمر وفعلاً أنت بالطواف لابسين الكفن ويصيحون لبيك اللهم لبيك لا فرق بين طائفي لا شيعي ولا سني ولا وهابي ولا صوفي كلكم تقولون لبيك اللهم لبيك هذا واحد، اثنين لا فرق بين ملك وسوقة الفراش والملك جنباً إلى جنب أين تجد هذا في أي أمة؟؟ وفعلاً (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) وهذا هو الأساس والهدف كما تفضل الشيخ وهو من مقاصد هذا الحج بدون هذا ترجع أنت والحج المبرور أن تكون أنت بعد الحج خيراً منك قبل الحج هذه علامة القبول لما ترجع يكون قلبك واسع وتتصالح مع كل الناس تحب كل الناس وتستر على الناس وتدعو الله لهم بالخير وعباداتك فيها شيء من التقدم من خشوع وتمام وكمال فالحج يصوغك صياغة جديدة كل من يذهب إلى ملك من الملوك العظام وقد قدّره وأقام له حفلة ودعا حاشيته لكي يحضروا حفلة هذا الضيف يرجع يصير وجيه قومه يحبونه ويكون له قدر أنت راجع من مقابلة رب العالمين يا رجل ولذلك عليك أن تكون بعد الحج شيئاً آخر ولا شك شوف رب العالمين من رحمته لكل شيء سره وكل ابن آدم خطاء ولكن إياك والإصرار ولكن إياك والإصرار فالمشكلة الإصرار (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) آل عمران) أنت تخطيء بس المشكلة أن تصر فأنت عندما تخطيء تتألم وتبكي وتصيح من ذنبك هذا هو الفرق.

د. نجيب: فإن كان من أهل التمام عادت شرته إلى كماله

د. الكبيسي: وهذه الفترة يوم يومين شهر أسبوع وتعود فهذه الفترة من قوانين الإنسان فكل إنسان في حياته فترات ضعف حتى الصحابة الكرام كان لهم فترات هذه من قوانينا أما أن تستمر فاسقا فاجراً أكال ربا وحرام قاتلاً ما هذا!! إذاً كما تفضلت أن تعود بعد الحج وأنت إنسان آخر وهذا لا يمنع أن تبقى خطّاء فأنت لست معصوماً

د. نجيب: وهذا من علامات قبوله إن شاء الله.

د. الكبيسي: نستمر في الموضوع إذن. هكذا هو بر الوالدين، يا أخوان كيف أن الحج لا يبقى معه ذنب كيف الصيام لا يبقى معه ذنب انظر للحديث الصحيح (ثلاثة لا يقبل معهن عمل) صوم صلي حج يوم القيامة لن تجد شيئاً! كما الصيام (الصوم حنة ما لم يخترق قالوا: بما يخترق يا رسول الله؟ قال: بالغيبة) يعني أنت صائم وصليت التهجد وعملت كل المطلوب لكنك تغتاب وإذا ما في صوم! يقول (يؤتى العبد يوم القيامة بأعمال كالجبال وقد أخذ قسطاً من الليل ثم لا يجد عند الله منها شيئاً قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: باللقمة الحرام يقذفها في جوفه) الأكل الحرام (كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به) هنا نفس الشيء. هذا الحج وحكاية عقوق الوالدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا يقبل معهن عمل) مهما تعمل ما في فائدة، الشرك بالله معروفة (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) النساء) هذا واحد، اثنين التولي يوم الزحف جاءك عدو وهجم بلادك ومحتل ويقتل الناس ويقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم وأنت انهزمت! هربت؟! وتركت شعبك وأهلك لوحدهم؟! لا يقبل لك عمل، التولي يوم الزحف من الكبائر ومصيبة سوداء يوم القيامة

———-فاصل———–

د. الكبيسي: والذنب الثالث التي لا يقبل معه عمل عقوق الوالدين وماذا قال أحد الفقهاء الله يرضى عنهم قال هذا يعني أن ثلاثة لا يضر معها ذنب منها برّ الوالدين وهذا صحيح إذا بررت الوالدين فأنت نجوت ولذلك لاحظ (وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي) الآية الأخرى (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي) على أن تشرك ما الفرق؟ أنت قاعد في بيت أبوك لا تزال طالباً وغير متزوج وأبوك يصرف عليك وهو الآمر الناهي أنت تحت أوامره وتصرفه فيقول لك يا ولد أشرك ما الذي سوف تفعله؟ كما كان يفعل الجاهليون منهم من قتل ابنه كيف تؤمن بمحمد؟! وهنا الآن في ناس دخلوا بأحزاب وشركيات والخ وجعل ابنه يصبح مثله رغماً عنه هذا (وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي) لأن هذا أمر مباشر، الآية الثانية (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي) لا، أنت بعيد عن أبوك بالسنة مرة يشوفك وبعدين أبوك قال لك تشرك أنت عندك شغلة عند أبوك تريد منه فلوس أو قرض وتريد منه أن يعاونك في شيء تطلب منه شيئاً فيقول لك على شرط تشرك فأقوم لك بهذا الشيء الذي تريده فهو لا يستطيع أن يجبرك بعيد عنك فهنا يقايضك يفاصلك أفعل لك هذا وافعل هذا أشرك وأنا أعطيك الذي تبغاه مني هذا (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي) يعني يفاوضه أن يعطيه ثمناً لكي يُشرك بالله ولاحظ ليس فقط يشرك بالله بل (عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي) لما أنت في بيت أبوك يقول لك (تشرك بالله) هذه لا قد يكون صعبة عليك أنت صرت رجلاً كبيراً (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) بالله ما أكثر الشركيات في مجتمعنا في طوائف كل عباداتها شرك ما يعرف الله فقط يعرف فلان القبر وفلان الفلاني وفلان إمام هذا ليس شرك بالله هذا شرك عام وحينئذٍ كما في الحديث (إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب ولكنه رضي بما تحقرون من أعمالكم) وما أكثر أعمالنا التي نراها سهلة مثل الغيبة والنميمة والبخل والشح وعقوق الجار والخ. إذاً هذا الفرق بين (لتشرك بي) و(على أن تشرك بي) (لتشرك بي) هذا أمر مباشر هذا الابن الذي في بيتك تأمره فيطيع ما عنده مجال آخر (على أن تشرك بي) أي الذي خرج من البيت ومستقل عنك ولا سائل فيك لكن أنت تفاصله أو تقايضه على صفقة أشرِك بالله أو تعال صير من جماعتنا من حزبنا وما أكثر الأحزاب التي تحدثنا عنها وسوف نتحدث عنها كثيراً التي أخرجت المسلمين من دينهم. وهذا منذ أن مات النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم وهناك فرق وجماعات وأحزاب همّها أن تجعل المسلمين يشركون بطريقة ما، هذا يعبد قبراً وهذا يعبد شخصاً وهذا يعبد إماماً ونسوا رب العالمين وطبعاً هناك أحزاب إلى هذا اليوم إلحاد كامل كالحزب الشيوعي والمادي وغيرها في التاريخ وإلى هذا اليوم هناك جماعات خرجت جديدة كهذه الجماعة التي تدعو إلى الغرب هم ليسوا علمانيين ولا يؤمنون بدين ولكن يدعون إلى الديمقراطية والخ وفي كل جيل هذا (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت) حينئذٍ هذا على أن تشرك. إذاً باختصار شديد (لتشرك) الذي هو عايش في بيت أبوه وأبوه يأمره ولا يستطيع أن يخالفه قال له هنا خالف (فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) لكن لا تشرك

د. نجيب: لماذا مرة معروفاً ومرة أحساناً ومرة حسناً؟

د. الكبيسي: المعروف عطاء الإحسان عطاء مع لطف بالكلام حسناً لا طاعة أن تكون بين يدي أبيك كأنك خادمه وهذا من التذلل (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء). إذاً هكذا هو الأمر فالقرآن الكريم بهذا الرسم المعجز أمرنا أن نفعله (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد) هذا التدبر تأمل في الآية يوم يومين أسبوع كما فعل أسلافنا العظام شهور يعني مرة سيدنا أحمد بن حنبل كان يلقي محاضرة وكان يفسر لهم (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) الرحمن) واحد قال له: يا إمام ما شأن ربنا اليوم؟ تفاجأ وسيدنا أحمد بن حنبل كان لما يلقي محاضرة الدرس أربع خمسة يرددون كلامه لسعة الجموع عشرة عشرين ثلاثين ألف ما كان في سماعات فسيدنا أحمد في الحقيقة أُحرج فبقى يفكر طول الليلة في الآية ثاني يوم سأله الشخص نفسه وأمام الناس وهو توقع أنه سافر لا، موجود وسأله: يا احمد ما شأن ربنا اليوم؟ فسيدنا احمد أحرج وتعرفون سيدنا أحمد من الصالحين فبقي يدعو الله يا ربي يا أرحم الرحمين يا رب افتح عليّ بهذا ونام ولما نام رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا فسأله: يا رسول الله ما شأن ربنا اليوم؟ قال (أمور يبديها ولا يبتديها) هي منذ الأزل لكن الآن يبديها استيقظ سيدنا أحمد وثالث يوم سأله الرجل نفس السؤال قال: يا أحمد ما شأن ربنا اليوم؟ قال: أمور يبديها ولا يبتديها فقال له: صلّي على الذي علّمك، ويقال أنه سيدنا الخضر عليه السلام. شاهدنا هذا التدبر خليك وراء الآية أسبوع أسبوعين كان أصحاب التفاسير قدماء الأمة يبقى شهر حتى يحصل له معنى فعليك أن تعرف هذا الفرق بين (لتشرك بي) و (على أن تشرك بي) هكذا الفرق.

الدكتور نجيب: سيدي الشيخ من الآثار في القرآن الكريم التي ترد في ثنايا آيات الحج تعظيم حرمات الله تعالى (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ (30) الحج) (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) الحج) ومن هذه الحرمات هذه الأشهر الحرم،

الدكتور الكبيسي: تأييداً لكلامك شيخي كما تفضلت وأنت ذكرت أن الجاهليون كانوا يقدسون هذه الأشهر ويوقفون القتال ونحن الآن كما تفضلت نحن المسلمين في القرن الواحد والعشرين هذا الذي نفعله في الأشهر الحرم دماؤنا تسيل وهذا يحدث بين الشعب الواحد ومستمر الآن حاكمك يبيدك! في الحكم لا بد من أن يكون هناك قتل كالقصاص والقتل بالحق فالله شرّع هذا أما أنك تقتل آلاف يعني حكي لنا عن هذا الذي قتلوه بالأمس في ليبيا أنه في ليلة واحد أخرج من المساجين 1600 واحد وقتلهم في ليلة واحدة.

محمد من دبي: سؤالي عن مناسك الحج؟ أنا لأول مرة سأذهب إلى الحج سؤال أنا أراجع طريق المشاعر المقدسة كيف تتم، هناك بعض المواقع تشوشت منها

الإجابة: أنت في دبي وأدخل على أي مسجد ونحن نصلي في المسجد السعودي الذي في البرشا اسمه الرشدان على الحيطان والنوافذ عشرات الكتب وصفحة صفحتين عشر صفحات ومجاناً تتكلم عن هذا خذ لك واحد وتجد فيها الأركان بغاية الروعة وحتى في المملكة لما تنزل من الطائرة سيعطونك كتب تقرأها بخمس ست دقائق تعرف كل شيء لا تقلق وسيكون معك جماعة حجوا أكثر من مرة وسيعلمونك وإن شاء الله رب العالمين سوف يهيأ لك أن تتعلم هذا بالضبط.

د. نجيب: والحملة فيها مفتين ومعتمدين من دوائر الأوقاف

د. الكبيسي: وللعلم الحج نادراً أن أحد يحفظه ومما يروى أن الإمام ابن تيمية لما حجّ أول مرة تلخبط فشاف واحد من المشايخ وسأله-وطبعاً لم يكن يعرف أن هذا ابن تيمية-فسأله عن فلان شيء كيف أعملها؟ فقال له والله لقد قال شيخنا ابن تيمية كذا كذا الخ وهذا ابن تيمية ما عرفها. فشاهدنا أن حجينا عدة مرات وإلى الآن تضيع علينا فلا تقلق معك ناس وكتب وستحج حجاً مبروراً إن شاء الله.

د. نجيب: نعود إلى موضوع تعظيم حرم الله تعالى في الحج وليست مجرد تعظيم حرمات الحاج بنفسه في الحرم الشريف وإنما تعظيمه في كل مكان

د. الكبيسي: ولهذا هذا الذي يجري الآن مصيبة سوداء ولذلك الجاهليون يعظمون المشاعر رب العالمين لما جعل هذا الحج بهذا المقام الرفيع أراد الله أن يتوب علينا وأضاف إلى هذا هذه العشرة القادمة عشرة ذي الحجة التي هي أحب الصيام إلى الله بعد رمضان فإياكم أن تفوتوها من يوم واحد صوموا إلى يوم تسعة.

مريم من السويد: بالنسبة هناك من يذهب للحج فقريبتي أخت زوجتي ذهبت للحج وما شاء الله هي تقية وديّنة بس بعد رجوعها جاءتنا في زيارة هي تعيش في نيوزيلندا وجاءت عندنا للسويد ونحن محجبات أنا وابنتي قامت تعلّق علينا أنكم عايشين في أوروبا والحجاب لازم يكون شكله غير شكل يعني عالموضة؟

الإجابة: يا بنتي المفروض أن الحجاب بشكل عام أن لا يبدو من جسدك شيء إلا الوجه والكفان هذا واحد بأي شكل كان لا يهم ناس تلبس ساتر وناس تلبس عباية بالعراق وناس تلبس الملاية بمصر وناس تلبس الملابس المغربية فأنت في أوروبا أنا مع هذه صديقتك قسم منكم لابسين هذه اللفلفة السوداء هذا يسبب لكم الإزعاج هناك وفي نساء قتلن ويحاربون ولا يوظفون يا بنتي إلبسي كما يلبس الباكستانيون بنطلون وفوقه هذا الساري إلى تحت الركبة بشبر وهذا حجاب جيد والبسي أي شيء على الرأس يغطي الرأس والشعر ولا بأس أن يظهر الوجه أنيق وجميل وما يلفت النظر أما رأينا نحن هذا النقاب وطالعة عيونها ولابسة أسود والله هذا ليس واجباً وهذا خاص بنساء النبي. وحينئذٍ يا ما من النساء قتلوا وفصلوا من أعمالهم وحصل لهم مشاكل وقامت هناك ناس مدسوسين يلبسون حتى يسيئون خليكم واقعيين يا بنتي (إن الله يكره العبد المتميز) خليه حجاب إسلامي على أفضل طريقة مثل ما قلتي أنت على الموضة يعني ملابس جميلة وراقية وما تلفت النظر حجاب على الرأس بشكل جميل أما هذه اللفلفة والنقاب هذا ليس عليكم نحن في بلادنا ليس واجباً فكيف في بلاد أوروبا! (كونوا في الأمم شامة) أن تكوني أنت في غاية القدوة الحسنة والمظهر الجميل والله نراكم في التلفزيون يعني لو كنت أنا مسلم في بريطانيا والله أغضب ما هذه الملابس!!.

الدكتور نجيب: لو خير أحدنا بين حج التطوع وبين أن يدفع هذه النفقة للصومال أيهما يقدم؟

الدكتور الكبيسي: فتح الله عليك والله يا شيخي أن يدفع لمسلم آخر ليحج أو واحد في ضيق أو عليه دين أو في الصومال والله هذا يساوي الحج مليون مرة بعد حجة الإسلام. وبالتالي نحن لا ينبغي أن نكون ساذجين في حكاية المغفرة كل سنة كل سنة والناس ميتة من الجوع! مغفرة يكون رزقك حلال ولا أحد يحتاجك والمسلمين ما فيهم أزمة، اتقوا الله يا جماعة والله بعض الفقهاء في التاريخ أفتى حتى بحجة الإسلام ليست الثانية قال ادفعها لواحد يموت جوعاً كما قد صار في مجاعة فقال: ادفعها لأمواس ناس تموت وحينئذٍ كما قال الدكتور نجيب خليكم حضاريون إسلام حضاري وبالتالي رأيتم الصومال في التلفزيون كيف يتضورون جوعاً والأم تبكي طفلها يموت أمامها يعني لما زحفوا إلى مقديشو وأم عندها ست أطفال ومن بيتهم إلى مقديشو كل ساعتين واحد يموت إلى أن بقي واحد وأنت تروح تحج!! يا أخي لا حجيت إن شاء الله. والله العظيم نحن عندنا مشاكل غبية وفهم غبي للإسلام،

د. نجيب: كما قال الإمام مالك إطعام الكبد الجائعة أعظم عند الله تعالى من عمارة المسجد الحرام. نسأل الله أن يفهنا في الدين ويعلمنا أولويات هذا الدين وتقديم الفرائض على السنن وتقديم المحرمات على المكروهات. باسمكم جميعاً أتقدم بالشكر لشيخنا الجليل الدكتور أحمد الكبيسي على هذه الإضافات القرآنية القيمة وهذه الفروقات القرآنية الدقيقة التي قلّما تمر بالخاطر كما أتقدم بالشكر إلى الدكتور عبد الإله العرفج الذي شاركنا في هذا الملتقى الإيماني وبإذن الله نستفيد منهم في الحلقة القادمة علماً أن الإعادة غداً في الساعة الثامنة صباحاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بُثّت الحلقة بتاريخ 21/10/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها

—————–

الحلقة 133 (21-10-2011) عن الحج 2

من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2624

على

تحميل الحلقة صوتيا mp3 ( بحجم 5.5 ميجا تقريباً )

على