وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 149

اسلاميات

الحلقة 149

(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)الأعراف) – ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) الحجر)

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. مع شيخنا الإمام الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله وتلكم الآيات القرآنية التي تبدو أنها متشابهة في ألفاظها أو معانيها.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. حديثنا اليوم عن آيتين في سورة الحجر وفي سورة الأعراف. تتكلم عن أهل الجنة بأسلوب واحد “ونزعنا ما في صدورهم من غل” (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) الأعراف) هذا الجزء من الآية يتكلم أن الله سبحانه وتعالى يرفع من صدور أهل الجنة ما كانوا في الدنيا فيما بينهم كراهية وبغضاء ومقت وشنآن وهذه المجموعة الكاملة من البغضاء التي شرحناها في برنامجنا “الكلمة وأخواتها”. في سورة الحجر (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) الحجر) فيها (إخواناً)، في الأعراف (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ) ما في (إخوانا) وكلاهما من أهل الجنة وواضح أن الله يتكلم عن طبقة عالية وتعرفون أن الجنة مائة جنة بين كل طبقة كما بين السموات والأرض. عز وجل يتحدث عن فعله ونعمه وصنيعه في أصحاب الدرجات العلا، مرة قال (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا) ومرة قال (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ) ما ذكر إخواناً. وتعرفون أن كلمة إخوان أنه ليس بينهم فرق إطلاقاً كأنهم هناك مجموعة من أهل الجنة كأنهم أسرة واحدة هم عوائل يمكن بالمئات بالآلاف بالملايين ولكنهم يعيشون في جنتهم كأنهم أخوان وكأنهم من أسرة واحدة في نفس المودة. هناك جماعات أخرى راقية أيضاً من أهل الجنة ولكن ليسوا بهذا التوحّد بهذا النوع من التكوين الإلهي هناك ناس مختلفة شعوب وقبائل وعوائل وأُسر وزمر. لماذا مرة قال إخواناً ومرة ما قال إخوان؟ من هم هؤلاء ومن هم هؤلاء؟ نأخذ من النهاية ثم نعود للأول. رب العالمين تكلم عن طبقة أرقى طبقة في الجنة الذين هم آمنوا بالأنبياء أول ما آمنوا وهم صديقو الأنبياء. سيدنا عيسى عليه السلام (كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) الصف) هؤلاء صدّيقو سيدنا عيسى، هؤلاء الذين قالوا عنهم إخواناً هذه الجماعة جماعة الحواريين الذين آمنوا بسيدنا عيسى من أول يوم وبقوا معه إلى أن رُفِع إلى السماء وإلى أن ماتوا بقوا كتلة واحدة كما هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح) كأنهم يد واحدة. هؤلاء الصديقون كما في الحديث الصحيح أيضاً لما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة عن الدرجات العلى قال: (ينظر أحدكم إليهم كما تنظرون إلى الكوكب الدريّ، قالوا: يا رسول الله هذا فقط للأنبياء والرسل؟ قال: لا، والذي نفسي بيده إنه لقوم آمنوا بالرسل وصدقوهم وجاهدوا معهم) وهم صدّيقو الأنبياء والرسل هذه الطبقة الممتازة التي هي في مقصورة الرحمن وهي الفردوس الأعلى فهذه إخواناً (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا). إضافة على هذا هم عايشين في الفردوس الأعلى كأنهم أسرة واحدة، تأمل هذا! ماذا لو أن ملكاً من الملوك ملك على قبيلته وحدها عنده قبيلة هو ملكها وكلهم يؤمنون به إيماناً كاملاً يفدونه بأرواحهم هذا غير واحد يحكم يعني شعبه يعني أشكال القوميات والأديان والأعراق كلاهما شعبه ولكن هذا غير هذا فالأول بين أهله (وإن لله أهلين من الناس) كما قال عليه الصلاة والسلام. فهؤلاء الأخوان الذين الله قال عليهم (إِخْوَانًا)هم أهل الله عز وجل وهم صديقو الرسل والأنبياء الذين بقوا مع سيدنا موسى ثم بقوا مع سيدنا عيسى ثم بقوا مع سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام جميعاً كأبي بكر الصديق والأنصار وكما تعلمون الأنصار والمهاجرون والرضوانيون الذين الله قال عنهم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة). والله سبحانه وتعالى قال هذا الكلام عن صديقي موسى وصديقي عيسى وصديقي محمد قال (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) هذه المجموعة القليلة بالنسبة للأمة كلها صفوة هذه الأمة وصفوة صديقي هذا الرسول الكريم هؤلاء يتكلم الرب سبحانه وتعالى عنهم قال (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) وسأشرح ما معنى الغل. أما بقية الناس من أهل الجنة أشكال وألوان من القرن السادس إلى الآن ملايين الأنواع والأشكال والأعراق والمذاهب أهل الجنة خليط، هؤلاء فقط (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ) ما قال إخواناً لماذا؟ لأن الباقيين كل واحد في درجة كل مجموعة في سماء غير السماء الأخرى ما بين كل درجة ودرجة في الجنة يعني ما بين كل سماء وسماء فيها خمسمائة عام عاد خمسمائة ماذا؟ طيران؟ بالذرّة؟ بالوقت الضوئي؟ لا تعرف. خمسمائة عام أياً كانت هذه الخمسمائة يقول (تنظرون إليهم كما ينظر أحدكم إلى الكوكب في السماء). هؤلاء بين كل درجة ودرجة مليارات الأمم هذه (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ) فقط ما قال إخواناً. كلمة إخواناً حصرياً على صدّيقي الأنبياء وهم معدودون، خذ جميع الرسل والأنبياء الذين صدقوهم وماذا قال عن سيدنا نوح (وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) هود) والذين صمدوا مع سيدنا موسى قلة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) الأحزاب) اتهموه بالزنا!! قومه!! وسيدنا عيسى حاولوا يصلبوه والنصارى اعتقدوا أنه صلب والمسلمون يقولون لا، رُفِع (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) النساء). هكذا إذاً كلمة إخوان على جماعة من أهل الجنة الصفوة العليا صفوة هذه البشرية وهم الرسل وصديقوهم الذين صدقوهم وقالوا (لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) الأعراف) هكذا هو الأمر.

نتكلم عن كلمة الغلّ والغل هذه من مجموعة كبيرة وهي مجموعة البغضاء. البغض هو النفور أنت تنفر من شيء كل شيء تنفر منه فأنت تبغضه لكن هذه البغضاء كثيرة أنت تبغض شخصاً ما تسلّم عليه، هذه جريمة عظمى في الإسلام( دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة) لكن هذه البغضاء أنواع في بغضاء تؤذي وبغضاء تقتل وبغضاء تتهم وبغضاء تُشهّر وهكذا من أنواع البغض الضغن (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) محمد) فالضغن إضمار الخيانة أنت تبغض هذا لكن تنوي أن تغدر به أن تخونه إذا كنت من أصحاب عمل الخ. الغلّ البغض المستحكم الذي لا يزول، انظر إلى العالم حولك الآن في غل بين الشعوب ما يزول بين العرب والغربيين، العرب ما عندهم مشكلة مع الغربيين أما الغربيون العربي عندهم مرفوض الزنجي مرفوض من الحياة مرفوض لما كان الإتحاد الأمريكي والإتحاد السوفيياتي هؤلاء رأسماليين وهؤلاء شيوعيين غل بينهم كل واحد يتهيأ لكي يغزو الآخر ويقتل الآخر. فالغل إذاً عندما تريد أن تقتل أو تؤذي هذا الذي تبغضه بحيث تتهمه بشيء مضحك لشدة غلّك لا ترى فيه شيئاً من الخير يعني واحد يتهم حاتم الطائي بأنه بخيل سأقتله لأنه بخيل هذا بخيل!! حاتم الطائي بخيل؟!!! هو كيف قُتِل سيدنا علي بن أبي طالب؟ قبل هذا لماذا كفروا سيدنا موسى؟ قالوا لأنه يزني على سيدنا موسى!! تصور يعني هذا بغضاء مع شيء من الوضاعة والسفاهة إنسان سفيه لا يستحي من شيء يقول عليك كلاماً من غير أن يفكر به ولا يقبله منه أحد. ولما تقول عن واحد مثل سيدنا موسى تقول عليه والله أنت تزني وهو سيدنا موسى! (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا) من يبرّئه من هذا؟! وجاؤوا بغانية قالت نعم هو راودني وسيدنا جبريل موجود فأنطقها الله عز وجل قالت لا، والله. ومن الذي حرضها؟ هذا قارون ابن عمه، فرب العالمين أخزاهم فلولا رب العالمين كيف يبرئ نفسه؟ أصلاً هو غير مستعد أن يدافع عن نفسه في هذه الحقارة. النبي صلى الله عليه وسلم لماذا حقدوا عليه قريش؟ قالوا هو أبتر بكرة يموت! محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب هذا النسب العريق هذا القرشي الأول هذا المعروف في الجاهلية بالصادق الأمين هذا الذي عنده خمسمائة صفة هذا إذا مات ينسى؟؟ وهناك شويعر لا ينسى إلى يوم القيامة وهناك واحد شوية كريم ما ينسى ومحمد ينسى؟!!! والله دافع عنه قال (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) الكوثر) وفعلاً هذه الآية من إعجاز القرآن بنوا أمية حكموا الكرة الأرضية 300 سنة يعني مثل أمريكا الآن ومثل الإتحاد السوفيياتي لما كان بني أمية من المشرق إلى المغرب الآن ليس على وجه الأرض واحد اسمه من بني أمية انتهت، بينما هذا محمد عليه الصلاة والسلام الذي قالوا عنه سيموت وينقطع نسبه وما عنده ولد آل بيته الكرام يملأون الأرض في كل مكان في العالم فيه واحد من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) هو الذي سينقطع ولا يسمع به أحد. وفعلاً بني أمية لما زالوا لم يعد يذكرهم أحد ولا أحد يقول أنا أموي بينما إلى الآن بيت آل النبي صلى الله عليه وسلم موجودون من السلالة الطاهرة فالله سبحانه وتعالى هو الذي يدافع عنه. سيدنا علي لماذا قتلوه؟ انصافاً للتاريخ وصحيح أن الواقعة وقعت على أرض العراق لكن الذين قتلوه ناس من نجد ومن اليمن فالكوفة والبصرة ما كان فيها عراقيين كان فيها نجد ويمن والخ وهذا ليس شاهدنا. ماذا نقموا على علي حتى قتلوه؟؟ تصور سألوا واحد من الخوارج والخوارج من نجد واليمن كما هم الآن سألوا أنتم لماذا قتلتوه؟ قالوا والله ما يعرف يصلي!! تصور سيدنا علي الذي النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه (مدينة العلم وعليٌ بابها) هذا الذي كان لا يستغني عن مشورته أحد حتى سيدنا عمر كلما حزب عليه الأمر قال جيبوا لنا أبو الحسنين ما لقوه قال (والله قضية ولا أبا حسنٍ لها) هذا الذي قال فيه أبو بكر الصديق (ما نزل قرآن في أحد كما نزل في علي) هذا الذي أنت تصلي فيه وتقول اللهم صلي على محمد وآل محمد يعني علي، والله قال (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب) عليٌ وأولاده، هذا ما يعرف يصلي؟!!! وقالوا أيضاً (لا علم له بالحرب) هو عمره خمسة عشر والجيش المسلم كله ما فتح خيبر فتحه هو وحده، عمرو بن ود عجز الجيش الإسلامي كله عن مقابلته وقابله عليّ وحده وقُتل وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لقتل علي لعمر بن ود يعدل عمل أمتي إلى يوم القيامة) وقس على هذا، هذا ما يعرف يصلي!!! يعني أحياناً تأتيك تهمة يمكن فيها بأس يعني واحد شوية بخيل قال له أنت بخيل لكنه هو ليس حاتم الطائي وتقول عنه بخيل واحد يمكن يعني شاب من شباب اليهود مع سيدنا موسى أغرته واحدة وزنى لكن ليس لموسى عليه السلام الذي يأتيه الوحي، كليم الله، ما هذه الجرأة؟؟ السيدة العذراء مريم (قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) مريم) عذراء وتعرفونها جيداً!! يعني هناك اتهامات لا يقولها إلا سفيه يعني كل امرأة قد تكون معرضة في يوم من الأيام لكن العذراء التي قفلوا عليها الباب وكان يأتيها رزقها رغداً يا الله!! إذاً عندما يأتي الذمّ لإنسان لا يمكن بالمذموم أن يقبله العقل هذا يسمى الغلّ.

د. نجيب: نعوذ بالله، وما أكثر ذلك في التاريخ وما أكثر من أن يصاب بهذا الرسل والأولياء والأنبياء. نعود لشيخنا الجليل بعد الفاصل إن شاء الله.

———-فاصل———

د. الكبيسي: لما قال سبحانه وتعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) هذا الغلّ يختلف عن الحقد وعن الاشمئزاز وعن العداء وعن البغضاء لأن هذا كالقيد الحديدي قلبك فيه غل قلبك فيه شيء مربوط على الكراهية لهذا الشيء لهذا المخلوق لهذا الدين لهذا القوم لهذه الأمة لا يزول، هذا يسمى غلاً من حيث أنك تتهمه بشيء يضحك عليه العاقل ويخزيك ولا يؤيدك على ذلك أحد. كما أن محمداً كذا، وسيدنا موسى كذا، وعيسى والعذراء وسيدنا عليّ ما يعرف يصلي! هذا كلام سفهاء وكل شيء ينبع عن كراهية مستحكمة في القلب ولا يقبلها العقل وتخزي صاحبها إذا ذكرها يسمى هذا غلاً. يعني مثلاً واحد يتكلم عن إتحاد الإمارات بأنه دولة ليس فيها عدل فيها ظلم هذا مضحك كمن يقول لعمر بن الخطاب والله أنت ظالم يمكن سيدنا عمر ما يرد عليه لأن هذا كلام يرد عليه هذا كلام شخص ساقط مليء بالغل وقد قال له بعض بني أمية أنت اعدل يا عمر قال (ويحك إن لم أعدل فمن يعدل). حينئذٍ دولة الإمارات قبل أسبوعين ثلاثة قرأنا في الصحف والأخبار أنها في الترتيب العالمي الثالث على دول العالم ووالله العظيم هذا ليس إنصاف لأنها الأولى أتحداك أن تجد دولة على وجه الأرض بهذا العدل وهذا الأمن الذي موجود في إتحاد الإمارات قطعاً بشكل صارخ ولهذا لم نسمع في تاريخها يعني نحن من السبعين نواكبها ونحن هنا لم نرى شخصاً يقول والله هذه ليست جيدة ما هي دولة عادلة فيها ظلم فيها تعسف فيها خوف فيها جوع لم نسمع ولا واحد في الدنيا كلها اتهم هذا الإتحاد بأنه فيه ظلم وفيه ما فيه. فلما يأتي واحد يحكي عليها هذا من باب الغل ولهذا عليه أن يراجع نفسه لأن هذا يعيبه ولا يعيبها

وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ   فهي الشهادة لي بأني كامل

حينئذٍ هذا معنى الغل ولذلك الذي يتكلم بالغل على نبي وعلى صديق وعلى عادل وعلى كريم وعلى عالم نقول له أنت جاهل واحد أميّ يقول لعليّ أنت ما تفهم !! هكذا هو الأمر وهذا موجود في كل مشاهير العالم كل شيء نقي صافي عظيم علم هذا قدره (ولا تكن غرضاً فتصوّب إليك السهام). ما من شيء يبرز في علم في شعر في حكم في كره في أي شيء مشهور حتى في الفن إلا تنصبّ عليه السهام حسداً وبغضاً والخ ولكن أشدها هذا الذي هو الغل لأن هذا معشعش في القلب بحيث يعمي صاحبه عن أن يكون حكيماً كيف تتهم حاتم بالبخل؟؟! وهو مضرب المثل بالكرم! إذاً الذي يتحدث عن هذه الدولة لا يلومنّ إلا نفسه لأنه سيسقط حتى من نظر العالم لأن هذا فيه ظلم شنيع وخاصة إذا صدر من إنسان محترم وعاقل وعالم ومفكّر هذا لا يُعذر إلا لأن في قلبه شيء وهذا لا يليق بالكبار بأن يكون بينهم أغلال ولهذا الإسلام حذرنا من هذا الذي يجري إياكم والبغضاء (لقد دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء) هكذا هو الأمر. إذاً فرب العالمين يقول (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) لماذا؟ كثير من هؤلاء الناس الذين وصلوا إلى الدرجة العليا في الجنة كان لهم شأن عظيم في حياتهم، ملوك عادلون هم أهل الجنة الناس الذين أدوا شيئاً من الصعب أن يؤيده غيرهم من هذا الذي تجده كسيدنا عيسى وسيدنا موسى وسيدنا إبراهيم من الذي فعل هذا؟ السؤال كم من الأعداء لسيدنا موسى وإبراهيم وعيسى ومحمد؟؟ أهلوهم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) الأنعام) وأبيه هنا عمه، وبدأ عمه يهدده والنبي صلى الله عليه وسلم هدده ابن أخوه وهكذا. كل هؤلاء العظماء سلط عليهم لامتحانهم أصحاب الغل يعني هذا المجد العظيم مجد الدنيا والآخرة يعني قد يكون واحد فرعون كان عنده مجد الدنيا (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)الزخرف) لكن بالآخرة صفر وليس صفر يا ريت يكون تراباً ليس صفر يا لطيف! وهكذا كل من ينجح إذا أردت أن لا يتكلم عليك أحد بسوء لا تنجح دعك مع الناس تنجح لماذا يتكلم عليك الناس بالباطل والكذب والبهتان أياً كنت حتى لو كنت مغنياً أو راقصاً يحسدك الراقصون.

أبو محمد من السعودية: تعثر زواجي أكثر من مرة فهل لديك حل لهذه المشكلة؟

الإجابة: عندنا شيخان عظيمان هما د. الحداد ود. سلطان العلماء يعطوك الإجابة إن شاء الله.

د. الكبيسي: إذاً هذا هو الغل ما من ناجح ولا عظيم في بابه في حكمه في عدله في علمه في فنه في غناءه المهم أنت متميز فأنت محسود أنت العيون عليك كما قالت الأعرابية التي توصي ولدها تقول له: (لا تكن غرضاً فتصوب إليك السهام) إذا كان لك ربع لا تصير أعلى منهم فالسهام لما تصوب أنت أعلى واحد تصيبك أنت أما الباقيين لا أحد يبان منهم فكل من يظهر على قومه بنبوغ في شعر بسياسة أو تجارة أو فن أما في نبوة هذه أعجوبة العجائب وأنتم تعرفون ماذا حصل للأنبياء. يعني ماذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (أشدكم بلاءاً الأنبياء) لماذا؟ يعني مجد كبير ولهذا قال الكفار (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الزخرف) يعني لو جاء على أمية بن خلف أو أبو لهب لماذا على هذا اليتيم؟!!! تصور. فكل نجاح في هذا الكون يؤجج عليك أصحاب الغل وبالتالي أحياناً ولنكن واقعيين نحن بشر، يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما كان بينهم شيء من الكراهية؟؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم مرة ماشي هو وسيدنا الزبير رضي الله عنه وهو من العشرة المبشرة وسيدنا علي كان جالساً على تل فالنبي صلى الله عليه وسلم سلم على سيدنا علي من بعيد وهو على التل فردّ السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال الزبير (يا رسول الله ما أشد إعجابه بنفسه!) شايف نفسه يعني وهو فعلاً علي تعرفون من هو؟ فكراً وأدباً وعلماً وشجاعة وفروسية ونسباً رأس آل البيت، أنت تصلّي به فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ولكنك تحسده ولتقاتلنه وأنت له ظالم) يا الله! وراحت المسألة ومات النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ومات عمر وعثمان وصار سيدنا علي خليفة وصارت واقعة الجمل وبالمعركة صارت المبارزة بين علي والزبير فقال للزبير: أما تذكر ما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ماذا قال؟ قال: أما قال لتقاتلنه وأنت له ظالم؟ فانتبه كان قد نسي هذا قال: والله لقد نسيت فكسر سيفه وخرج من المعركة وترك الجيش وسبوه ولعنوه أنت خائن قال لا، لقد قال النبي: وأنا له ظالم، وراح بالليل والنبي صلى الله عليه وسلم قال (ليقتلن الزبير ابن جرموز) نام عند واحد اسمه ابن جرموز بعد ما طلع من المعركة هذاك يريد أن يريد أن يتقرب إلى الآخرين فذبحه إذاً هكذا هو ما دمت عظيماً في بابك لا بد أن يكون لك من أصحاب الغل فعليك أن تتعامل بمنتهى الحلم بأن تسكت عنهم نهائياً.

د. نجيب: نسأل الله العافية وأن يطهر قلوبنا من الغلّ نعود إليكم بعد الفاصل إن شاء الله.

——–فاصل————

د. الكبيسي: فرقنا بين الضغن والكراهية والبغضاء والغلّ وكذلك المقت. فالمقت هذا هو الشيء الذي تتفق عليه البشرية مما يقزز كالدعارة والزنا بالمحارم وخيانة الوطن لحساب العدو هذه التي اتفق العقل البشري على أنها من أقبح الصفات والأخلاق بحيث الذي يرتكبها لا يحترمه أحد هذا يسمى مقتاً (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) الإسراء) من الذي يمتدح الزنا والدعارة؟! ليس هناك من يفعل هذا. إذاً هذا هو الأمر تكلمنا عن الغل الذي يفتك بالعوائل ولذلك دائماً رب العالمين يوصينا بالأرحام لأنه فيها حسد خيالي فأنتم تعرفون الذي حصل بين قابيل وهابيل هذا غلّ واحد يقتل أخوه يعني بأي تهمة؟! لو سألت ماذا فعل أخوك؟ لأجابك بتهمة سخيفة جداً

د. نجيب: وقد لا يفعل شيئاً كما فعل ابليس بآدم

د. الكبيسي: إذاً هكذا هو الأمر من أجل هذا رب العالمين ركز على الغل لأنه فعلاً يؤثر يعني يخرب بيوت وينتهك قيم وبالتالي يدل على انعدام الخُلُق وانعدام الموضوعية والضمير بالمائة مائة أن تتهم حاتم الطائي بالبخل أو علياً بأنه لا يعرف يصلي أو السيدة العذراء بأنها كانت بغي!! وهكذا هو الأمر بحيث رب العالمين قال هذا ننزعه من تلك الطبقة الراقية التي ربما كان بينها في الدنيا شيء من هذا. وهذا حال البشر صح معصومون ولكنهم يبقون بشراً (ما أنا إلا بشر مثلكم) ولذلك الحواشي التي حول الرسل ما هي معصومة المعصوم موسى وليس أتباعه والمعصوم محمد وليس أتباعه من المهاجرين والأنصار وقد ارتكبوا بعض الأخطاء. إذاً هؤلاء يوم القيامة هذه الطبقة الراقية التي تسكن في درجة واحدة هي أعلى درجات الجنان (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) باعتبار أن هذا أخطر ما كان يهددهم في الدنيا بل هو أخطر ما يفسد العلاقات الحميمية والودية فرب العالمين قال هذه ننزعها لماذا؟ لأننا سنجعلهم إخواناً من النعم ومن زيادة النعمة في هذا المركز العالي يوم القيامة في الفردوس الأعلى كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام (سلوا الله الفردوس الأعلى فإنها مقصورة الرحمن) من أعظم سجاياها أن شعبها يعيش كأنه عائلة واحدة وأسرة واحدة.

مريم من أبو ظبي: عندي سؤالين للشيخ وطلب. السؤال الأول الفرق بين اسطاعوا واستطاعوا في سورة الكهف. في سورة الروم الآية رقم 19 (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) الروم) ما تفسيرها؟

الإجابة: السؤال الأول ذكرنا إجابته أكثر من مرة. السؤال الثاني كل هذا الكون هكذا يعني أنت لما تزرعين الحنطة كيف تطلع هذه السنبلة؟ بعد أن تموت تلك الحبة التي زرعتيها فيخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي عملية تناسلية في البيئة كلها إلى يوم القيامة ولهذا قال بعدها (ومخرِج) طلع من العملية تحول نأكله ونسويه خبز المستمر بالعملية الإنتاجية والتناسلية يخرج ويخرج هكذا.

د. الكبيسي: هكذا هو الأمر إذاً لا ينبغي إذا كنت عاقلاً أن تكون على غلٍ مع شيء لا يمكن أن يُطعن فيه ومن هذا الكلام على هذه الدولة كلام يخزي لأنه لا يوافقك عليه أحد. أنا عندي مشكلة والمشكلة أن سيدنا موسى رب العالمين قال له يا موسى ادعني دعوة أستجبها لك قال: يا رب لا تذر أحداً يذكرني بسوء، قال له: يا موسى ادعُ دعوة غير هذه فإن هذه دعوة لا أستجيبها قال له: لم يا رب؟ قال: لأن هذا ما فعلته لنفسي فكيف أفعله لك؟ أنا رب العالمين وفي ناس تتكلم علي وناس تكفر بي وناس تسبني وناس تقول أني غير موجود وتعبد الأصنام. فأنا حقيقة والله كنت أقول دائماً هذه القاعدة مأخوذة بالإمارات يعني أنا من سنة 76 إلى الآن وأنا موجود ونفسي واحد يقول والله هذه ليست دولة طيبة أو يتكلم على أحد حكامها خاصة زايد وأولاده وكل الشيوخ وأولادهم. حينئذٍ كنت أقول في نفسي هذه الدولة ما لها مبغِض فالآن لما سمعت الناس يتكلم عنها قلت القاعدة صحيحة فهاهنا في واحد تكلم عليها لكي تكون القاعدة صحيحة. على كل حال الله يغفر للجميع وإن شاء الله رب العالمين يحمي الجميع جميع العرب والمسلمين وينقي ألسنة العلماء إلا من الكلام الطيب والكلام الذي يوحد الناس وأن ينصفوا الناس وإلا والله العظيم الناس ضاعوا وبدأ الناس يتهامسون فيما جرى في العراق وفي مصر وفي بعض الدول العربية الإسلامية من أن التيار الإسلامي ربما يكون قد أخطأ في بعض الأمور أخطاء قاتلة فعلى الذين شرّفهم الله بأن يكونوا إسلاميين وقد بدأوا على الساحة الآن إياكم وأن يُضرب الإسلام من خلالكم، وإياكم وأن يؤتى الإسلام من تصرفاتكم! والله بدأ الناس يتهامسون والإسلام والإسلاميون مقصودون ومستهدفون كما استهدفوا النبي صلى الله عليه وسلم وسيدنا عيسى وسيدنا موسى. ولهذا لا ينبغي لمسلم أن وهذه قضايا لا تليق بإنسان شاب فكيف برجل عالم جليل ومفكر؟! ما ينبغي ما ينبغي هذا العبث!.

د. نجيب: ذكر في إحدى الآيتين (تجري من تحتها الأنهار) لماذا؟

د. الكبيسي: كلا الآيتين عن الجنة (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ) لكن التركيز فقط على الفرق أنهم فقط إخواناً

د. نجيب: الآية الثانية عامة لكل المؤمنين

د. الكبيسي: أما الآية الأولى فهي خاصة للطبقة الراقية التي هي ملوك الجنة (إن للجنة ملوكاً) سيدنا علي ملك الجنة وذو قرنيها فالملوك مجموعة ليست قليلة، هؤلاء هم أسياد الجنة وكل أهل الجنة من نعيمهم أن يتحدثوا معهم ويلتقوا بهم ويجتمعوا بهم. يعني في العالم كله في حكومات الشعب يعشقها حاصلة هذه موجودة قديماً وحاضراً فما بالك بملوك الجنة الناس يعشقونهم عشقاً لأنهم أنبياء وصديقون. ولهذا كما تفضلت الحديث عن الجنة عام لكن فقط كلمة (إخواناً) ما ذكرت إلا مع الطبقة الراقية التي هي ملوك الجنة.

ننتقل رأساً إلى ما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الفردوس (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) هذه الطبقة الوحيدة ولذلك هناك إخواناً أما الباقين لاـ يعني في الجنة لكنه ما ذكرهم بكلمة إخواناً

د. نجيب: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الآن العكس لسنا رحماء بيننا.

د. الكبيسي: هذه خاصة بأصحابه نحن لسنا داخلين فيها. يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم) طبعاً هذه الغرفات التي هي في الفردوس الأعلى (كما يتراءون الكوكب الدري) كيف أنك ترى البدر في ليلة الخمسة عشر هكذا تراهم (كما يتراءون الكوكب الدري العابر في الأفق من المشرق والمغرب بتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين). ترى هذه ليست لعبة أنت جالس ويأتيك واحد عادي تعرفه ويقول لك أنا رسول الله ويأتيني الوحي! ولهذا كم واحد صدّق النبي؟؟ ثلاثة أربعة سيدنا علي من الشباب والسيدة عائشة وخديجة وسيدنا أبو بكر الصديق أربعة خمسة بقوا إلى عشر سنين وهم معذبين هكذا كل الرسل والأنبياء. إنما هذه المجموعة القليلة التي آمنت بالرسل وصدقتهم ووقفت معهم هؤلاء هم الذين قال إخواناً كما قال (بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)

الدكتور نجيب: والعجيب أن هؤلاء الصفوة لم يروا بينة أو إعجازاً بل مباشرة آمنوا

الدكتور الكبيسي: هذا اصطفاء، ثق سيدي الكريم كما تفضلت الله اصطفاهم في الدنيا واصطفاهم في الآخرة أراد أن يكون صديقي موسى فلان وفلان صديقي عيسى فلان وفلان صديقي محمد فلان وفلان ويجتمعوا مع بعض في الآخرة فهم زمرة واحدة في الدنيا والآخرة ولهذا لا أحد منهم يغار وهذا الحديث (بلى والذي نفسي بيده رجال أمنوا بالله وصدقوا المرسلين) مباشرة يعني هذا الحديث متفق عليه وأصحاب السنن رووه بنفس النصّ

الدكتور نجيب: ولذلك الأستاذ العقاد يتعجب ويقول أن سيدنا أبا بكر آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم النبي بينما سيدنا عمر آمن بالنبي محمد فمنذ أن قال محمد أنا نبي آمن أبو بكر بينما سيدنا عمر على جلالته وعظمته أولاً رأى النبوة ثم أسلم.

الدكتور الكبيسي: كلام رائع فأبو بكر أين؟ الصديقون هي خديجة أولاً ثم علي ثانياً ثم أبو بكر ثالثاً

د. نجيب: مجرد ما قال محمد بن عبد الله أنا نبي خلاص أسلم وما قال هات بينة

د. الكبيسي: ولهذا لما قاموا يهلوسون ويصرخون ويصفقون على حكاية الإسراء والمعراج قالوا لأبو بكر شف صاحبك ماذا يقول فقال (أو قال هذا؟ قال إذاً صدق) قالوا ما هذا الكلام!! قال أصدقه أن الوحي يأتيه، ما الفرق يعني، وهذا هو التوفيق ولهذا رب العالمين قال عن أبو بكر الصديق (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21) الليل) هذا أبو بكر الصديق (أنا راضٍ عن عبدي هل عبدي راضٍ عني؟). يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن حكاية الكراهية فهذه من بلاء الدنيا تعرفون هذا قانون من قوانين البشر كما أن الشهوة من قوانين البشر وشهوة المال من قوانين البشر لكن ما نسرق، الجنس من قوانين البشر لكن ما نزني، فإياك فهذه كلها تُغفر كلها حتى الشرك يُغفر إذا تبت إلى الله (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) الفرقان) لكن الكراهية نحن مستخفين فيها مع أنه لا يرتفع معها عمل لا في رمضان ولا النصف من شعبان ولا لك حسنة يعني أهل الحقد يوم القيامة لا يجدون ولا حسنة واحدة في صحائفهم نحن نستحقرها، ركزنا على الزنا والخمر والربا والقتل وهذا صحيح لكن البغضاء لا تقل عن ذلك! ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنها الحالقة تحلق الأعمال لا تبقي شيئاً

د. نجيب: تحلق الدين والعياذ بالله وأشدها إفساد ذات البين

د. الكبيسي: وأشد الطاعات إصلاح ذات البين خير من الصلاة والزكاة والحج، ويقول عليه الصلاة والسلام (من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار) فوق ثلاث وكلنا نهجر أخانا

د. نجيب: وتمر علينا أشهر حرم ونقتل بعضنا بعض وكان في الجاهلية يعظمون هذه الأشهر في الجاهلية

د. الكبيسي: عبدة الأصنام يضعون أسلحتهم ونحن نستمر في الإبادة ونحن مع أهلنا لا حول ولا قوة إلا بالله

د. نجيب: وكل هذه سببها الحقد والبغضاء

د. الكبيسي: فهي الحالقة في الدنيا والآخرة ولهذا الشعب لا يسوي مشكلة لأنه كأنهم أسرة واحدة. لما مات الشيخ زايد الكل بكى عليه لا تدري من المواطن ومن الوافد؟ الكل بكى عليه.

أبو جراح: سؤالي عن الجنة كم طبقة فيها؟

الإجابة: في حديث مائة وفي حديث مائتين ويا ابني هذه العقل لا يحيط بها. في حديث يقول مائة الذي ذكرناه ومتفق عليه. وفي حديث مائتين وحتى طبقات الجنة متنوعة يعني في طبقات كاملة وفي طبقات فرعية قضية يعني (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) في حديث يقول مائة وحديث يقول مائتين ويبدو هناك مائة وهناك مائتين هكذا يبدوا.

لمياء من ليبيا: سؤالي في سورة يس (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) يس) ما المقصود بها؟

الإجابة: يس، كل الحروف المقطعة اختلف فيها المسلمون منهم من قال أنها حروف للتنبيه ومنهم من قال هذا اسم النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال لا هي ياء سين مثل ص وكهيعص والكلام فيها كثير. وأجمل ما رأيت وما سمعت تفسيراً لها أحد الفضلاء من المفسرين أهل الفكر العظيم كأن الله يخاطب هذه الأمة قال أيها العرب إنكم أفضل الأمم التي استعملت حرفها استعمالاً مُعجزاً وفعلاً الشعراء العرب والبلغاء العرب والأدب العربي في استعمال لغتهم بلغوا القمة، فيقول رب العالمين رغم أنكم بلغتم القمة في هذه اللغة أنا سأستعمل هذه الحروف استعمالاً تعجزون عنه وفعلاً القرآن معجزٌ وأنا أعتقد أن هذه الحروف المقطعة لا بد أن يكون لها معنى عظيماً أنا والله لا أعرفه.

أم أحمد من أبو ظبي: سيدنا محمد لما قال لأصحابه (اشتقت لأحبابي فقالوا: من هم؟) يعتبر هذا كأن فيه بعض غيرة يعني؟ (قال: آمنوا بي ولم يروني) هل هذا يعني أننا نحن إن شاء الله نكون معهم في الجنة مع أصحابه؟ أو نحن بعيدون؟

الإجابة: الجنة هذه ملكها (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) الإنسان) خذي هذه القاعدة يعني (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) يعني ليس في وسع عقلك أن يدرك ماذا يجري في الجنة. ولهذا عليك أن تؤمني بها إجمالاً والصحابة ما غاروا لما قال (اللهم متى ألقى أحبابي؟ قالوا: نحن يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي) وهذه ميزة أنتم أصحابي، (أحبابي قوم يأتوني من بعدي يؤمنون بي ولم يروني يودّ أحدهم لو رآني بأهله وماله) ونحن نعرف أناساً الآن وفي كل زمن يقول يا فلان الآن الله سيقبض أرواح كل أولادك ويأخذ كل أموالك ولا يبقى لك ولا ردهم واحد وترى النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة يقول والله مستعد. وكثير بل يمكن ثلثي الأمة يقول مستعد يرى هذه الرؤية (يود أحدهم لو رآني بأهله وماله).

الأحاديث كثيرة عن الهجر يعني هناك حديث (لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا لكان أحدهما خارج من الإسلام حتى يرجع) يعني الظالم منهما. هو قطعاً كل اثنين بينهم خلاف واحد ظلم واحد حكى عليك واحد شنع عليك واحد كذب عليك واحد أخذ مالك واحد يعني اعتدى يعني المهم هناك معتدي ومعتدى عليه وبعد ما يتكلمون مع بعض لو أن هذا الاثنين ماتوا واحد منهم يموت خارج عن الإسلام يعني ليس مسلماً مأساة! إلا أن يرجع يصالح أخوه ولهذا على كل واحد بينه وبين أخيه شحناء وبغضاء يعني متهاجرين يعني ما أحد يحكي مع الثاني على كل واحد المعتدي أنا الذي اعتديت والضرر عليه وأكلت ماله فإن كنت أنت فاعتذر منه قبل أن تموت. هذا الحديث يقول أن الذين اختلفا الظالم منهما إذا ما صالح أخوه ومات يموت خارجاً عن الإسلام والله العظيم مأساة! ولهذا سيدنا عمر يقول (لو لم يدخل النار إلا واحد لخشيت أن يكون أنا) لشدة خشيته من الله. ويقول صلى الله عليه وسلم (لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً)

د. نجيب: فهذه الحديث تفسير للآية

د. الكبيسي: يعني إخوان لا أحد يحكي عن الثاني من وراء ظهره أبد مستحيل وإذا واحد سمع واحد يحكي عن الثاني يقول لأخوه اتقي الله (من حمى ظهر أخيه بالغيب حمى الله ظهره يوم القيامة).

د. نجيب: شكراً جزيلاً سيدي الشيخ وباسمكم جميعاً أتقدم بالشكر الجزيل العلامة الإمام الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي على هذه التحليلات القرآنية ونصائحه الجمّة للأمة جميعاً داعين المولى سبحانه وتعالى أن يطهّر قلوبنا من الغل والحسد ويجعلنا من عباده إخواناً في الدنيا والآخرة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.

بُثّت الحلقة بتاريخ 9/3/2012م وطبعتها الأخا نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها.

———————

الحلقة 149 (9-3-2012)

من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2685