الحلقة 35
وقبل أن نبدأ تأتينا فاكسات أنا والدكتور نجيب من ناس يسألون عن فتاوى وليعلم الجميع أننا لا نفتي لأن الفتوى شرٌ على المفتي وخيرٌ للمستفتي وقد كفانا الله شر هذا الإفتاء الذي هو أجرأ الناس عليه أجرأهعم على النار والبركة في الشيخ الحداد على قناة دبي. ومع هذا جاءتنا فاكسات مستعجلة من أبو مبارك من الكويت وفاطمة الزهراء من الإمارات سؤال كيف رب العالمين أجاز لنا (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ (5) المائدة) مع أنه الله قال (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ (3) المائدة) وقطعاً هم يُهلِّون به لغير الله. نفس السؤال من فاطمة الزهراء تقول رب العالمين كيف أجاز لنا أن نأكل ذبائح وطعام أهل الكتاب والله قال يأكلون الربا؟ في الحقيقة أهل الكتاب بالنسبة لنا لا نحاسبهم على الأعمال ولا على الفروع ولا على العبادات رب العالمين أجاز لنا ما دام هو من أهل الكتاب أن نأكل ذبائحهم ما دامت هي في دينهم حلال حتى كما يقول القرطبي حتى لو ذبحها لعيسى أو لأيّ واحد من أحبارهم تؤكل ما دام هو من أهل الكتاب وهذا هو الحق إن شاء الله. إذاً نحن لا نحاسبهم على الفروع وإنما على العقيدة ورب العالمين أباح لنا ذبائحهم وطعامهم وتزوج نسائهم أيضاً.
(يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) النساء) (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) المعارج) (وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب)
نبدأ بالآية التالية (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) النساء) (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) المعارج) (وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب) كيف نوفق بين هذا وبين قوله (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين)؟ الذي رب العالمين يخلقه أحسن تقويم يعني كيف يكون هلوعاً، يكون ظلوماً ويكون كفوراً ويكون ضعيفاً؟ القضية جداً واضحة رب العالمين خلقه في أحسن تقويم في صورته لكل شيء صورة ومعنى سيارة تراها في غاية الجمال يعني تسحرك ولكن الماكينة متعطلة لا تشتغل لكن الصورة هائلة والناس تتغزل بالصورة ولا تتغزل بالماكينة أو بالواقع أو بالمعنى. رُبّ جميل في صورته قبيح الخلق وقبيح الفعال لكن رب العالمين عز وجل قال (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) غافر) والمصوِّر من أسماء الله الحسنى (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (24) الحشر) (يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) آل عمران) وما من مخلوق على وجه الأرض أجمل ولا أعظم ولا أبهى جمالاً وفتنة من الإنسان هناك حيوانات في غاية الجمال هناك سيارات في غاية الجمال هناك قصور تنبهر بجمالها وهكذا كم من الناس من يعشق قصراً أو سيارة أو فرساً ثم يبقى أسابيع وشهور ينوح ويبكي؟! لا يوجد. قد تعجب بها وتمشي أما الإنسان إذا عشقته هذا الحب
والحب يخترق الجسيم نحافة ويشيب ناصية الصبي ويورِم
وتعرفون قصص الحب في هذه الحياة. ما من مخلوق في صورته مقوَّم تقويم الإنسان (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) من حيث أنه خُلِق. المقوَّم هو الذي وجد كما ينبغي أو يوجد كامل الأوصاف كما يقولون والإنسان كامل الأوصاف ولهذا عشقه وتأثيره. كم من الشعراء من تغزل بالعينين وبالأنف وبالفم وبالطول وبالشعر بل بالصوت لم يتغزل أحد بأن فلان كريم وقاعد يبكي لأن فلان كريم أنا أموت فيه لا طبعاً يموت فيه لأنه جميل ورشيق وكل إنسان له عاشق السمينة لها عاشق
منعمة ممنعة رداح يكلف صوتها الطير الوقوعا
يتغزل بصوتها الجميل وأنها من الخلف العجيزة كبيرة جداً وكان هذا من عناصر الجمال منذ العرب إلى جيلي أنا وأنا طفل. وتقرأون قصص نجيب محفوظ بين القصرين وكذا كيف أن الجمال في مصر تلك الأيام يعني إلى بدايات القرن العشرين الجمال أن تكون المرأة عظيمة العجوزة من الخلف ولهذا كان بعض الشعوب عندما يرزقون بطفلة يمسحون على ظهرها حتى تكبر المؤخرة كان هذا من علامات الجمال. وفي آخر يقول لك لا يريدها رشيقة، الآخر يراها سمراء يموت فيها، الآخر يريدها شقراء الآخر يريد الشعر كستنائي شعر أصفر شعر أسود ما من مخلوقٍ بشري إلا هناك من يعشقه ويموت فيه ولا يُعشَق إلا هذا المخلوق البشري على وفرة الجمال في غيره في كل شيء في كل المخلوقات بساتين نبات وحيوان وإنسان وجمادات من أرض من بحار هناك جمال لا ينقطع ولكن الذي يُعشَق ويسلب العقول ويسلب الألباب هو هذا المخلوق الإنساني. إذاً الإنسان في أحسن تقويم في شكله في صورته الرائعة ولهذا كان دائماً من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي) هذا كله مخلوق بشري له الحق أن يقوله لأن كل إنسان مهما كان شكله هناك من يعشقه فهو حسن الخِلقة والصورة عند بعض الناس. وتعرفون أن الجمال نسبي والحُسن مطلق ولهذا نقول حُسن يوسف ولا نقول جمال يوسف. الجمال نسبي أنا أحبها سمراء أنت تحبها بيضاء لكن سيدنا يوسف مطلق يعني ما من أحد يراه إلا ويرى أنه في غاية الحسن. إذاً هكذا الفرق. أما معانيه فهو ضعيف أمام شهواته ضعيف جداً أكبر الرجال وأعظم الرجال والأنبياء ملوك حكماء ناس علماء أمام الشهوة (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) آل عمران) زُين للناس حب الشهوات أليس كذلك؟ حينئذ كونه ضعيف هذا في معناه ليس في صورته التقويم والجمال والحُسن في صورته التي صوّره الله عليها (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ). هذا هو الفرق، أما التخفيف تكلمنا عنه سابقاً أنه تعالى لما خفف هذا الإنسان قلة التكاليف طبعاً تكلمنا عنها سابقاً في أحد الإرادات الثلاثة (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) النساء) (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) النساء) (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة) ولهذا قال (هذا الدين لن يُشادّ فيه أحد أبداً إلا غلبه) (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْر) (يسروا ولا تعسروا) (بشروا ولا تنفروا) فيه رخص كثيرة والظروف الطارئة كلام في هذا الباب لماذا رب العالمين يريد أن يخفف عنا؟ لأن الإنسان خلق ضعيفاً وضعيف أمام شهواته ومن تخفيف الله أنك تذنب تسعين سنة ثم تتوب ثم بعد ساعة تموت يغفر لك كل هذا، أيّ تخفيفٍ هذا وقِس على هذا (كل ابن آدم خطاء) (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران) حينئذٍ تخفيف مطلق. من أجل هذا أُمِرنا بألا نعنِّف وأن لا نتهم أحد بالفسق إذا اتهمت أحد بالفسق وقلت له أنك من أصحاب النار أنت الذي ستكون من أصحاب النار إذا قلت له يا كافر يا مشرك أنت المشرك والكافر هذا هو التخفيف.
الدكتور نجيب: أظن أن ابن العربي في أحكام القرآن وكذلك في كتاب الحيوان يذكران أن عيسى بن موسى الهاشمي وقد كان مقرّباً للمنصور الخليفة غضب ذات يوم على زوجته وقال لها أنت طالقٌ ثلاثاً إن لم تكوني أحسن من القمر فغضبت المرأة واحتجبت عنه وكان يحبها حباً جماً وبات في ليلة ليلاء فجاء من الصباح الباكر إلى المنصور الخليفة على غير عادته ولما شكى له الأمر جمع له الفقهاء من الأمصار بمختلف مذاهبهم ومشاربهم فقال الجميع إن الطلاق قد وقع لأنه صرّح بذلك بصريح اللفظ إلا أن المنصور الخليفة على عادته كان حاذقاً رأى أحد أصحاب الإمام أبي حنيفة النعمان في ركنٍ لا يتكلم ولكنه مبتسم إبتسامة الظافر الوثيق فقال له مالك لا تتكلم؟ فقرأ هذه الآية الكريمة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) كأن القوم لم يقرأوا هذه الآية!
الدكتور الكبيسي: وهو صادق. كم من الناس ذاب عشقاً في القمر؟ ولهذه هذه المقولة لما واحد يمدح امرأة يقول لها أنت مثل القمر خطأ بل يجب يقول القمر زي فلانة والله لأن المرأة الحسناء تُعشَق وكل امرأة حسناء في عين رجل وبالتالي ما سمعنا واحد ذاب عشقاً ويقول يا قمر يا قمر هو حلو وكذا كما هي السيارة والحقل والشجرة والفاكهة أما المرأة والرجل أحد الناس يذوب فيه كما فعل قيس ليلى وكُثيّر عزة وروميو وجولييت والخ
الدكتور نجيب: لكن العجيب يا شيخ ولا أدري ماذا تُعلِّق على هذه المسألة وهي أن هؤلاء الفقهاء يستطيعون أن يستنبطوا الأحكام الفقهية من الآيات خبرية مكية قصصية لا علاقة لها بأحكام القرآن!
الدكتور الكبيسي: لهذا رب العالمين أوكل إليه الأمر (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (83) النساء) ولم يقل الفقهاء والعلماء الناس الذين يحسن استباط الحكم من النص (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ (108) يوسف) عندي دليل. ثم هذا الفتح ككل شيء كل شيء كل شيء في شيء احتيال على القانون وفيه خارج القانون يعني في ناس شجعان جداً وفي ناس شجاعة خارقة وفي ناس كرماء وفي ناس كرماء خارقين يعني هذا حاتم ما كان كريماً كان شيئاً خارقاً نحن كلنا كرماء الضيف نقول له حياك الله تفضل أهلاً وسهلأً أما هذا الذي يتخلّد سيدنا أبو بكر الصديق تخلد بالعباءة. إذاً هذا الفقه وكل الناس تقرأ أما أن يكون عندك هذا الإنقداح مثل ما تفضلت الآن ونسمع في التاريخ واحد سمع آية قال هذا فلان شيء شيء يعني تقفز له من مقعدك، هذه القدرة والكفاءة وموهبة الإستنباط كموهبة الشاعر كموهبة الرسام كموهبة المنشِد الصوت الجميل. حينئذٍ الإستنباط موهبة عقلٌ جوال علمٌ يسنده فكرٌ صافٍ تقدح كم مجتهد في هذا الدين وكم مجتهد في كل شيء؟! فالذين اخترعوا التلفزيون كم واحد؟ الذين يطورونه كم واحد في البشرية؟ الذي اخترع الكهرباء كم واحد؟ وهكذا القمم هؤلاء القمم فالمستنبطون قمم وهذا من خصائص كل أمة فكل أمة عندهم ناس مستنبطون ولهذا مما ابتلي به المسلمون أن تعصّب الناس عن حسن النية مع غباء لمذاهبهم قالوا خلاص لا يوجد اجتهاد كأن العقول توقفت وهذا طبعاً خطأ حقيقة كف العقول وما أكثرها في هذه الأمة وجبنوها وخوفوها “إياك أن تبدي رأياً مع ما قيل” مع أنهم جميعاً جميع المستنبطين في التاريخ الإسلامي قالوا نحن نبرأ من كل من يقلدنا نحن استنبطنا في زماننا لزماننا. وحينئذٍ كيف أنت تعدي استنباط في قرن العير على قرن الطائرات مثلاً؟ إذاً الإستنباط هذا من مواهب الله عز وجل وإلا لماذا عبد الله بن عمر وليس عبد الله بن عباس؟ لماذا علي وحده ولماذا ليس عثمان؟ هكذا وقد سأل أحدهم أبو حنيفة: يا أمير المؤمنين بالله عليك هل عندك شيء غير ما في الكتاب؟ قال: لا وإلا فهماً خاصاً يؤتيه الله من يشاء. وهي الموهبة منحة من رب العالمين كالشعر يعني لماذا أصبح المتنبي متنبي وليس أنت أو أنا؟ لماذا عبد الوهاب يغني صوته جميل ونحن لا؟ وهكذا كل المواهب وهي سبحان الله اسمها مواهب لأنها توهب.
إتصال من الأخ محمد من دبي: بخصوص الآن أن الإنسان يريد أن يتزوج امرأة جميلة هل أستطيع أن أحكم على المرأة من جمالها من خلال الحسن الذي في داخلها؟ يعني الآن أنا أنظر إلى امرأة جميلة وذات حسن فهل الجمال له علاقة بالحسن؟
الإجابة: سأقول لك شيء طبعاً كل الناس تبحث عن شكل وعن جمال الصورة لكن من أمثالك من يقول والله إن جمال الروح أفضل من جمال الصورة إذا إجتمع جمال الصورة وجمال الروح هذه هي القمة لكن لو تعاضد جمال الروح مع جمال الصورة لا بل جمال الروح كما قال صلى الله عليه وسلم (إياكم وخضراء الدمن قالوا: من يا رسول الله قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء) والله فيه راقصات ونحن عندما كنا شباب كنا نرى مارلين مونرو أنت تتزوج مارلين مونرو يا محمد؟ّ
محمد: يا ريت والله!
الدكتور الكبيسي: طبعاً وبالتالي هناك جمال فاسد وهناك جمال نقي أما إذا اجتمع جمال الروح مع جمال الصورة هذا هو الكمال وهذا هو شأن حوريات الجنة (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) الصافات) (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) الرحمن). من أجل ذلك إذا تعارض هذا مع هذا عليكم بذات الدين والدين ليس أن تصلي وتصوم فقط بل أخلاق أدب حشمة عفّة طاعة تربية بنت ناس بنت أصل إذا وجدت هذه الصفات وكانت جميلة جداً وما أكثرهم الآن ما شاء الله قطعاً الكل يعرف بأن في هذا الزمان يعني في القرن العشرين والآن نسبة الجمال في العالم زادت زيادة ملحوظة لماذا؟ لتحسن أسباب المعيشة والغذاء والجمال والنضارة غذاء. إذاً إذا أرت أن تتزوج فعليك بذات الدين أولاً يعني الصلاح المعنوي أخلاقها تربيتها لطفها كلامها ثقافتها ثم إذا رب العالمين أعطاك إياها حسناء وجميلة تكون أنت ملكاً في هذه الدنيا وعسى الله أن يجعلك ملكاً في الآخرة مع حورية والحوريات كلهن حسنوات.
إذاً لماذا كان الإنسان ضعيفاً؟ هذا من تكريمه نحن لا نفهم. رب العالمين قال (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ (70) الإسراء) هو المخلوق الوحيد الذي الله كرّمه تكريماً قال له أنت مختار أنا أجبر الغنم والبقر والأشجار والنجوم والكواكب (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ (18) الحج) أنتم لا، أنتم كيفكم الذي يريد أن يسجد يسجد والذي لا يريد لا يسجد لأنكم مختارون عندكم هذا العقل الجبار هذه الجوهرة فأنت مفضَّل لأن الإنسان مختار وليس مجبراً فكل المخلوقات لا تعصي الله عز وجل لأنها مجبرة أنت الإنسان المخلوق المكرم قال لك أنت حر أنت ممكن أن تعصيني وممكن أن تطيعني فإذا أطعتني أطعتني بإختيارك وهنا العظمة إن الله يحب أن يُطاع من إختيار ولهذا رب العالمين خلق الإنسان لأن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم) لكن ليس فيها ميزة فالميزة في هذا الإنسان هذا الإنسان المليء بالشهوات (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ) من الذي لا يشتهي النساء؟! ومن الذي يصمد أمام النساء!؟ لو في نسبة 50% صمود أمام النساء ما كان الله حرّم النظر ولا حرّم الخلوة ولا حرّم اللمسة ولا حرّم الخ ولهذا أنت ضعيف فالنساء كالكرة ليس فيها كبير ولذلك قال إذا واحد دعته امرأة وقال إني أخاف الله رب العالمين مستواه مثل مستوى الإمام العادل. أنت تعرف ما معنى إمام عادل؟ فالإمام العادل في الدنيا ملكٌ في الجنة فهذا ملكٌ في الدنيا والآخرة شيخ زايد رحمة الله عليه ومن بعده إن شاء الله وهم هذا استثناء في زماننا استثناء. قبل 1000 سنة كان هو القاعدة هذا الرجل ملك في الدنيا وملك في الجنة هذا العدل المطلق الذي لم يشكُ واحد منه ولا واحد حصراً يعني أنا دائماً أقول للدكتور نجيب قبل أيام ما كان سمو الشيخ زايد على قيد الحياة والآن إن شاء الله حيٌ عند الله سبحانه وتعالى قلت نفسي أشوف واحد يقول أنا لا أحب الشيخ زايد، وعندنا بعض الرؤساء نتمنى لو نرى واحد يقول أنه يحبه لا يوجد. إذاً هذا العدل الذي يجعلك في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله وأنت إمام عادل مثله إذا في يوم امرأة راودتك قلت لا إني أخاف الله رب العالمين هذا عمله نفس يوسف ويوسف ليس بخيره ولا فضله ولكن الله قال (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ (24) يوسف) لنصرِف نحن رب العالمين (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف) نحن لسنا نخلَصين من أجل ذلك هذه الشهوة التي هي قانون (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم) هذا الإمام الغزالي فيلسوف الأمة يقول أيهما أفضل العبد الذي لم يذنب قط أو العبد الذي يذنب فيتوب؟ يقول لا العبد الذي يذنب لأن الله يحب التوابين (إن الله يحب كل مفتنٍ تواب) كل ما تذنب تقول يا ربي اغفر لي إن الله يحب أن يسمع أنين المذنبين وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين هذا قانونك حينئذٍ خلق الإنسان ضعيفاً أمام شهواته لأن الله خلقه مختاراً وخلقه مختاراً تكريماً له. وبالتالي كم قيمة رجل يعصي شهوته من أجل الله وهم قلة؟! قلة الذي استطاع أن يروض نفسه وأن يلاحظ أن الله معه في كل ثانية وأنه لا يمكن أن يجد مكاناً يختلي فيه بامرأة لأن الله معه ثم يعلم ما قيمة أن يقول اذهبي يا بنت الناس إني أخاف الله رب العالمين يا الله! ولكن كم من هؤلاء؟! (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف) (أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) يوسف) (أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) العنكبوت) الخ إذاً هذا التخفيف، هذا الرب الكريم الرحيم الذي يحلُم عن كل عباده (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ (45) فاطر) ولا واحدة كلنا نذنب من البشر ما في واحد ما يذنب (كل ابن آدم خطاء) هذا حِلم الله عز وجل من أجل هذا يقول لك أنت يا عبدي إذا جئت على واحد من عبادي وقلت له يا فاسق يا فاجر يا كافر يا مشرك سوف أضع هذا العبد في الجنة وأضعك في النار مكانه (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) لماذا؟ لأني أنا رب العالمين خلقت الإنسان ضعيفاً لشهوته لكي يبرز عندي مجموعة من العباد المعصومين لأنني أنا أريد هذه المجموعة أن يكون هم ملوك الجنة هكذا بهذه البساطة وإياك أن تجد في نفسك بغضاً لمذنب لأن الله سيبرؤه ويتهمك يوم القيامة وإنما المفروض منك إذا كنت مسلماً تقول يا رب اهدي فلان كما هديتنا وتنصحه بينك وبينه يا فلان أنت قد يأخذ بك هذا الذنب أما أن تشنع عليه وتفضحه سيفضحك الله في بيتك! شيء عجب قوانين كاملة (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) والإرادة ثابتة ومن تخفيف الله هذا الذي نقوله فكيف أنت تصادم نعمة الله على عباده في التخفيف وتغلظ عليهم وتشنع عليهم؟! ولهذا تعرفون أن القذف قذف الرجل أو قذف المرأة بالزنا مصيبة المصائب يوم القيامة ولهذا حتى في الدنيا جعل العقوبة خزي تجلدهم مائة جلدة ولا تقبل لهم شهادة أبداً ما تقبل شهادته يقال له أنت قذفت رجل قذفت امرأة اذهب لم يبقَ لديك وجدان ولا ضمير كيف تقذف إنساناً بالزنا؟! حينئذٍ هكذا هو الأمر وخلق الإنسان ضعيفاً لأن الله جعله مختاراً وجعله مختاراً تكريماً له لأن الله قال (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ) وأسجد له الملائكة (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ (72) ص) أطلق يديه من الأرض هذا الجمال هذه الصورة غير من يديه ورجليه في الأرض سواء كان غزال أو فرس جميل أنت جميل لكن أن تقف على رجليك منتصب يا الله! (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص) هكذا هو الأمر.
الدكتور نجيب: ولذلك قال سعيد المسيب في هذه الآية الكريمة أضعف ما يكون الرجل في أمور النساء وأضعف ما يكون الرجال في أهل بيته، ويقول (إنما تنصرون بضعفائكم) عندما رد عثمان في غزوة بدر وقال له اذهب وطبب ومرض زوجتك ومنعه أن يشارك في غزوة بدر وقال (إنما تنصرون بهؤلاء الضعفاء)
الدكتور الكبيسي: ضعف الرجل في بيته دليل على كرامته وعلى إنسانيته العظيمة وعلى أن الله يحبه. إن الله يحبك إذا كنت ضعيفاً في أهل بيتك بحيث إذا غبت افتقدوك وإذا غضبت شعروا بالحرج وإذا خرجت منهم استوحشوا وهيّن لين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم كالجمل الأنف إن أنيخ استناخ وإن أقتيد أستقى. إذاً هذا الذي نقوله هو أساس هذا الكون من حيث قمته المثالية ولذلك لا يدعي أحد أنه قوي مع النساء أبداً وإلا كان فظاً غليظاً فجاً وإن الله لا يحبه. هذا عن المقارنة بين (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) في صورته (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) وحينئذٍ كيف؟ قل هذا شيء وهذا شيء تكلم عن الصورة وما من شيء في الكون هذا حتى القمر الذي يُضرب فيه المثل كم واحد يعشق القمر وسيموت؟ حتى هذا الذي المغني كذاب الذي يقول كلنا نحب القمر فهو يقصد بالقمر امرأة فالقمر الإنسان يعجب فيه كما تعجب أنت بنخلة أن تعشقه فتقول فيه شعر وما إلى ذلك كم واحد تغزل في القمر بشِعر؟ تعال وشوف ليلى ولبنى وبثينة وأشكال وألوان ولكل رجلٍ بثيناه أليس كذلك؟ هذا هو الموضوع.
(خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) الأنبياء) – (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) الإسراء)
الثانية (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) الأنبياء) (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) الإسراء) ما الفرق نحن قلنا أي اختلاف في البنية معناها هناك تشابه. لماذا قال (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)؟ خلق الإنسان من عجل هذا آدم كما أن في طينته شهوة وغضباً فيه عجلة (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) وهنا (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) من عجل أصل الخِلقة في آدم. آدم عليه السلام أبونا العزيز لما بدأت فيه الروح (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) طبعاً هو حيٌ قبل الروح الروح ليست من أسباب الحياة فالإنسان حيٌ بنفسه النفس هي الحياة (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا (32) المائدة) لم يقل قتل روحاً فالروح لا تُقتل خالدة ولا تفنى منذ أن نفخ الله فيك الروح انتهت لن تفنى تبقى معك في القبر والبرزخ وبالجنة خالدة. الإنسان يعيش ويفنى بنفسه (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ (35) الأنبياء) والنفس كما تعرفون هي الحياة والمشاعر والأحاسيس وإلخ فسيدنا آدم لما خلقه الله عز وجل لاص أصبح حياً ثم عاد نفخ فيه من روحه هذا للطاقة المعرفية هي التي تميز الإنسان عن بقية الحياة الحيوان نفس وليس روحاً انت روح فقط أنت الإنسان الطاقة المعرفية القيم المُثُل العلم هذا كل الذي حصل هذا من نفخة الله عز وجل لكن أنت شهواني بنفسك، أنت حيٌ بنفسك. فرب العالمين سسبحانه وتعالى لما خلق الإنسان وبدأت تدب فيه الحياة بعقله أولاً برأسه بصدره قبل أن تكتمل الحياة ورأى الجنة انطلق إليها من شدة شهوته لها هذا من طبيعة الإنسان لكي يعمِّر ويعمُر هذه الحياة (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) الفجر). حينئذٍ هذا الإنسان لو لم يكن بهذه العجلة والله العظيم كل هذه العمارات ما صارت وكل هذا الإبداع في العالم ما صار لماذا هذا التسابق على هذا الذي تعرفون؟ تعالوا شوفوا دبي تعالوا شوفوا الإمارات عموماً شوفوا كثير دول ناهضة ما هذا؟ على ماذا؟ هذا الإنسان خلق من عجل عجول يريد يكمل الحياة الله قال (أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا (61) هود) جعل فيكم حب أن تُعمِروا الأرض وتستعمروها استعمرك طلب منكم أن تعمروها بالله عليكم واحد عمره ثمانين سبعين سنة ماذا يعمر؟ لكن لا كلما تكبر تكبر آمالك (يكبر ابن آدم وتكبر معه خصلتان الحرص وطول الأمل) كل ما يكبر يصير حريصاً على الفلوس وعلى المال وعنده آمال طويلة ويبدع ولهذا كل هذه الإختراعات اخترعوها ناس في السبعين والثمانين والتسعين والمائة ولسه يقول أنا لسه سأعيش بعد خمسين سنة هذا من صنع الله عز وجل لماذا؟ هو عجِل يريد دائماً نتائج يريد يثمر يريد ينشهر يريد يكون ثروة ويؤرخه التاريخ ركض ركض ركض ولهذا ما الفرق؟ إذا واحد عنده عشرين سنة ويرى أبوه عمره خمسين سنة يقول أنا بعد لدي كثير إلى أن أصل الخمسين سنة يعني بعد قرن لما أصير خمسين يقول أين ذهبت السنين بأسبوع راحت! يعني أنا الآن عمري 74 أذكر اليوم الذي أخذتني فيه أمي إلى المُلّا كأنه أمس وأذكر هذا اليوم بتفاصيله من ساعة ما ذهبت وأنا أبكي وبيدي خيارة خائف من المُلا لأن كان لديه فلقة وكنت خائفاً كأنه أمس هذا صار له سبعين سنة بالضبط كأنه سبعين يوم يعني بوقتها تقول يوه بعد قرنين أنا لمّا أصل! لماذا؟ لشدة انشغالك بالدنيا مستعجل تخلص إبتدائية وثانوية وكلية وماجستير ودكتوراه وتتزوج وعيال وتبني بيت طاير طاير هذا (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) بعدين لما خلق من عجل كلنا صرنا عجولين من عجل آدم وعجولا نحن الذين أصبحنا هكذا على أبينا آدم.
إذاً هكذا هو الفرق بين (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) بعدين من وجه العجلة يقول المفسرون من عجلته أنه يدعو على نفسه أو يلعن قسماً من أولاده أو يلعن زوجته أو يلعن سيارته أو يلعن بيته إذا لعن الإنسان أي شيء عليه أن يتركه،
إتصال من الأخت نجوى من أميركا: تطالب بإعادة بث إعادة الحلقة في موعدها السابق لتناسب توقيت أميركا. وطلبت تخصيص محطة كاملة للشيخ الكبيسي تتم فيها إعادة كل برامج الشيخ ليتم الاستفادة منها إن شاء الله.
ومن عجلة الإنسان السيارة متعطلة يقول لعنة الله عليك، كل ملعون إذا لعنته يجب تتخلص منه كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا واحد لعن الناقة قال (اتركوها إنها ملعونة لا يصحبنا ملعون) تلعن بيتك اتركه تلعن أحد أولادك استغفر الله واجهد بأن الله لا يؤذيه لأن اللعنة هذه تفترّ في السموات في السموات والأرض إن لم تجد من تصيبه تعود إلى صاحبها، اللعن أعجوبة (ليس المؤمن لعّاناً) هذا من سرعة الإنسان وعجلته ما أكثر ما يلعن نفسه أو أحياناً يجتهد في الدعاء بشيء لو يعلم أن هذا الشي ء سيضر بشيء عجيبٍ عظيم ما كان دعا وهكذا في كثير من الحالات نحن لا نتأنى لماذا؟ لغَلَبة الشهوة والرغبة يعني إذا تصارعت الرغبة والشهوة. والله قال (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) المعارج) يعني هذا من عجلته لكن استثنى فئة قليلة لا تكاد تُذكر (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) المعارج) من هم؟ نحن كلنا مصلين لكن الذين يقصدهم وصفهم ست صفات على صلاتهم يحافظون ويدامون يحافظ عليها بطُهرها وبركوعها وبسجودها ويداوم عليها في المسجد مكان الدوام يعني كم واحد يصلي صلاة كاملة ولا يصليها إلا في المسجد الكاملة محافظة والمسجد مداومة وقت دوام رسمي (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) المعارج) هذا من يقوم به غير الأنبياء فقط أما غالبية الناس لا تنطبق عليهم هذا الإستثناء فئة جداً قليلة قليلة من كونهم هلعين المصلين المحافظين المداومين الراعين الخ هذه قضية ثانية هذا إستثناء لا يقاس عليه. إذاً بطبيعته خلق هلوعا من أجل ذلك هذه النعمة العظمى الإختيار إذا استعملتها في طاعة الله فأنت حينئذٍ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وقد رأينا كلنا رأينا في حياتنا واحد أو اثنين ونسبياً وليس مطلقاً يعني فيه حكمة فيه تروّي فيه تنطبق عليه هذه الصفات بشكل نسبي بنسبة 70 أو 80 بالمائة الأنبياء بالمائة مائة. وحينئذٍ هذا الإنسان العجول الهلوع في الحقيقة خلقه الله في أحسن صورة بل إن الله يحبه عندما يخطيء الله قال (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ (222) البقرة) ما قال يحب الطائعين ولا قال يحب المصلين هذا مفروغ وواجب لكن أنت مختار وبإختيارك أن لا تصلي لكنك تصلي وممكن ما تصوم لكنك تصوم وممكن تسرق لكن ما سرقت لوجه الله دعتك امرأة وقلت لا أنا أخاف الله رب العالمين! هؤلاء قمم قمم رب العالمين وظّف هذا الإختيار أولاً من باب التخفيف والتكريم اثنين من باب إختيار أن لله عباداً يوم القيامة ينشطهم لكي يكونوا ملوك الجنة لكي يقول رب العالمين انظروا أنا أستطيع أن أخلق عبداً مثل يوسف مثل موسى مثل عيسى مثل محمداً عليهم الصلاة والسلام جميعاً إذاً عجلة الإنسان من طبيعته كان وخُلِق الإنسان من عجل كما الطين الطينة التي خلق منها فيها عجل وفيها شهوة وغضب والخ ولهذا جاء آدم بعد ثلاثة أيام تخاصم أبناؤه واحد قتل الثاني (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ (31) المائدة) على شهوة على امرأة! إذاً هذه قوانين الإنسان ولكنها لا تُخِلّ بأن هذا الإنسان العجول الضعيف هو أجمل مخلوق على وجه الأرض ما من مخلوق يُعشَق حتى يذوب عاشقه في عشقه إلا هذا الإنسان إذاً إذا كان في الدنيا هكذا فما بالك في الآخرة؟! ولهذا قال (عُرُبًا أَتْرَابًا (37) الواقعة) النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ينظر الرجل إلى زوجته في الجنة سبعين عاماً لا يرفع عنها عينيه) طبعاً أنت عقولنا ما تدركها (لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر) قوانين أخرى إذاً إذا كنا في الدنيا هكذا في ناس هاموا في الصحروات في عشقهم فما بالك في الآخرة إذاً؟!
الدكتور نجيب: كما قال عليه الصلاة والسلام (لا يسب أحدكم أباه) فقالوا: كيف يسبه؟
الدكتور الكبيسي: قال (يسب أخاه) وأكثر من واحد لعن الناقة قال اطلقوها لا تصحبنا إنها ملعونة وواحد لعن سيفه قال له إرميه أما إذا لعن إنساناً تقع اللعنة عليه مباشرة إلا إذا كان هذا الإنسان ممن يلعنه الله ورسوله.
الدكتور نجيب: فكيف بمن يقذف ويؤمر أن يلعن نفسه؟
الدكتنور الكبيسي: ومع هذا يا سيدي الكريم كل هذه المصائب وكما يقول ابن العربي (اللهم اغفر لي ذنوباً جرّأني عليها طمعي في عفوك) هذا الرب الذي يقول (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر) كما يقول إبن عباس ثمانية آيات في سورة البقرة خيرٌ للمؤمن مما طلعت عليه الشمس وغربت (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) النساء) (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) هذا كرم الله عز وجل. إذاً هكذا هو الأمر على هذا النسق الفرق بين هذه الآيات التي تكلمنا عنها جدياً وبإختصار شديد والكلام فيها يطول.
بُثّت الحلقة بتاريخ 26/12/2008م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها