Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}
الحلقة 37
بسم الله الرحمن الرحيم. الحديث في كتاب الله العزيز عن بني إسرائيل حديث عجب فمن الصفحة السابعة الأولى (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) البقرة) إلى الصفحة السابعة من الآخر (يا بني إسرائيل) وفيما بين هذه وتلك مواضيع وأحاديث وأخبار وتوصيف وتشخيص معجز. نحن في هذا العصر أكثر الناس إلماماً بإعجاز هذا القرآن لأننا على الأقل في هذا العصر الاحتكاك بين اليهود والعالم جميعاً واضح جداً على مستوى الإعلام وفي السابق لم يكن هناك إعلام والآن المشاهد والمتتبع والمراقب يعجب أيّ قوم هؤلاء بنو إسرائيل من زمن سيدنا يعقوب إلى يوم القيامة لا يشبههم قوم فبنو إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام منذ أن خلقهم الله عز وجل إلى يوم القيامة هم نفسهم لا يتغيرون وجميع الأجيال والأمم والمذاهب والأفكار تتغير من جيل إلى جيل، من قرن إلى قرن في الشكل والسُحنة والأخلاق والعادات والمفاهيم والقيم والأعراف والأفكار إلا بنو إسرائيل لم يتغيروا أبداً وهذه أعجوبة ولهذا أنت تلاحظ أن القرآن الكريم لما تكلم عن بني إسرائيل في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر الخطابات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم يحدثهم كما لو كان يحدثهم أجدادهم أيام موسى، الحديث ليهود مكة والمدينة بما فعلوا بخيرهم وشرهم، بمدحهم أو بقدحهم، فرب العالمين يصف هؤلاء اليهود في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يتحدث عن أجدادهم (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ (93) البقرة) لأنهم لم يختلفوا شعرة. أولاً لا يمكن أن يغيروا عرفاً، ثانياً هو قوم تحريفيون وحرفيون بالمائة مائة مستحيل أن يأتيهم خبر أو ثيقة أو كتاب إلا ويحرفونه (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (41) المائدة) (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (13) المائدة) مستحيل أن يعاهدون عهداً ثم يوفون به منذ أن خلق الله يعقوب إلى يوم القيامة (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (100) البقرة) لم يحدث في التاريخ أن عاهدوا قوماً أو شعباً أو في أي مكان أو في أي مجال أو في أي مناسبة إلا وفي النهاية اخترعوا حججاً لينقضوا هذا العهد (كلما عاهدوا) العهد الوحيد الذي طبقوه بالمائة مائة العهد الذي حصب بينهم وبين محمود عباس في أوسلو قالوا أوقفوا ثورة الحجارة ونعمل دولتين وفعلاً أوقفوا ثورة الحجارة وعملوا دولتين وصدقوهم حينئذ كيف أناس عندهم هذا القرآن الكريم وصف لكم قوماً هم أعداؤكم الآن بالشعرة ثم تثقون بهم إلى أن دمرتم أنفسكم على هذا الشكل الذي نراه اليوم؟! وكأن هؤلاء القوم لم يقرأوا هذا القرآن أبداً! طبعاً الكلام في هذا يستغرق حلقات كل آيتين في الكتاب العزيز تختلف بفتحة، بضمة، بمضارع، بماضي تعطيك معنى جديداً وقصة كاملة.
(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) البقرة) – (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112) آل عمران)
آيتان سورة البقرة 61 يقول رب العالمين لما سيدنا موسى أخذهم إلى سيناء ثم (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)) منّ وسلوى يعني أنواع الحلويات السماوية لا تضر وليس فيها سكر وليس فيها أمراض وهذا الطير الهائل يأتيكم مشوياً يعني أرقى أنواع الأغذية قالوا (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا) قال (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) أعطيكم حلوى من السماء ليس له وجود في العالم، هذا المنّ الذي نزل على بني إسرائيل ليس له وجود في العالم هذه الحلوى الراقية إلا في شمال العراق يسمونه إلى اليوم “منّ السماء” ينزل من السماء على الأشجار يأخذونه ويعلمون منه حلوى، تجد صباحاً الأشجار مليئة بمادة مثل الطحين ولكنها معجونة تؤخذ يُصنع منها “منّ السماء” وليس له وجود في الكون كله إلا في هذا المكان، لماذا في شمال العراق فقط لا أدري. هذا الغذاء الرائع المنّ والسلوى قالوا لا نريده إنما نريد بصل وقثاء قال لهم موسى (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) من أجل هذا قال تعالى (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) مجموعة مع بعض الذلة والمسكنة، الذلة أنهم تركوا نعمة الله العظيمة وتمردوا عليها وزهدوا بها بل سفّهوها وكأن الله تعالى لا يعرف، كأن نعمة الله عليهم ناقصة، قالوا (لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا) قال لهم (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ) في هذا المِصر سوف يضرب عليكم هذا الضرب ليس تبتلون وإنما إلى يوم القيامة جزاء، لماذا؟ نحن في حياتنا اليومية هناك من اللامعقول كثير، لو تأملنا أن الله سبحانه وتعالى فتح علينا بعض أسباب الكون ولا تزال هناك غوامض وأنتم تعرفون (سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا (93) النمل) والمعرفة متدرجة نحن إلى اليوم كل جيل نكتشف شيئاً في هذا الكون كان من اللامعقول في السموات وفي الأرض والأبراج. من اللامعقول أنك أنت موظف وعندك عمل فتقول للمدير أنا مريض أحتاج إلى إجازة فيصدقك المدير ويعطيك إجازة تصاب بالمرض فعلاً. أنت عندك فلوس وجاء رجل يستدين منك فقلت له أنا فقير وما عندي شيء وأنت عندك لكنك لا تريد أن تعطيه فتصبح فقيراً فعلاً هناك مثل مصري والأمثال المصرية كما نقول دائماً أعجوبة في دقتها يقول ” ما ترفسش النعمة عشان تزول” فعلاً لو رفست النعمة تزول، لو تكبرت عليها أو رفضتها تزول “إن البلاء موكّل بالمنطق” وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا تضاربوا فتمرضوا فتموتوا” أنا لا أريد أن أخرج للعمل اليوم أقول أنا مريض دعوني الآن! لأنك تمارضت فسوف تمرض فعلاً وقد تموت.
د. نجيب: لأنه كذِب.
د. الكبيسي: لا الكذب كثير لكن لماذا هذا الذي يتعلق بالنعم فقط،؟ هذا يتعلق بالنعمة “نعمتان مجهولتان الصحة والأمان” أعطاك الله الصحة فتقول أنا مريض؟! عندما تتمارض فأنت جحدت نعمة الله
د. نجيب: وكذلك عند فقدها ” الحِلم بالتحلُّم والعِلم بالتعلُّم ”
د. الكبيسي: إذن الفرق بين جمع الذلة والمسكنة في آن واحد في زمن سيدنا موسى لأنهم رفضوا النعمة فلشدة وقع هذه الجريمة عند الله عز وجل وهي كفران النعمة، كفران النعمة أعجوبة عند الله سبحانه وتعالى تُذهبها قال تعالى (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ (61) البقرة) في آن واحد كل يوم يحاسبون وكل يوم يُقتلون وكل يوم يضربون لعب بهم لعباً. بينما في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان هذا الأمر (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112) آل عمران) هنا ذلة أولاً، كان هناك اعتداء على المسلمين وكان هناك تآمر وأردوا أن يغتالوا الرسول صلى الله عليه وسلم وكلما عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم ينقضوا ويكذبوا، مرتين قال (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ (61) البقرة) هذه أيام موسى (قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ (138) الأعراف) نجاكم من البر ونجاكم من البحر ونجاكم من فرعون وفلق لكم البحر فما أن خرجوا ورأوا أناساً يعبدون الأصنام قالوا (قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) (قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) كل هذه النعم وتريدون أن تعبدوا الأصنام. في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول تعالى في آل عمران (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ) كانوا ينكرون الآيات التي عندهم في التوراة والتي تثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم كنبوة موسى عليه السلام، (يكفرون بالله) أيام موسى عبدوا العجل، (يكفرون بآيات الله) (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ (157) الأعراف) في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. لماذا جمع الذلة والمسكنة؟ لأنهم كفروا بالنعمة فسلط الله عليهم الذلة والمسكنة في آن واحد، في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان اعتداء وتآمر سلط عليهم الذلة أولاً وبعد سنوات سلّط عليهم المسكنة (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ (112) آل عمران) وهذا إلى يوم القيامة لن يُنصروا إلا بقوة خارقة أخرى تصطف معهم لشدة سيطرتها عليهم والعالم يعرف ماذا يجري في الكون الآن.
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ (61) البقرة) – (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112) آل عمران)
آيتان مرة قال (يقتلون النبيين) ومرة (يقتلون الأنبياء). النبيين كما تعرفون جمع مذكر سالم وجمع المذكر السالم للناس المهمين الصابرون والذاكرون والقانتون، بينما جمع التكسير الأنبياء أقل. من هم الأنبياء ومن هم النبيون؟ هم قتلوا الاثنين. النبيون أولو العزم سيدنا موسى وسيدنا عيسى وغيرهم من النبيين الذين أرسلت إليهم رسالات والتاريخ مليء (كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) المائدة) رسول، هؤلاء نبيين. أنبياء مثل زكريا ويحيى وشعيب مئات الأنبياء ذبحوهم ذبحاً. فالفرق بين النبيين والأنبياء أنهم يذبحون أهل الرسالات كسيدنا عيسى على حسب ما يدّعون هم فعلاً باشروا ذبحه لكن الله تعالى نجّاه ورفعه إليه (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ (157) النساء)، هذا الفرق بين يقتلون النبيين من أولي العزم وأصحاب الرسالات العظيمة ويقتلون الأنبياء وما أكثرهم مثل طالوت وفلان وفلان مئات من الأنبياء الذين قتلوهم. هذا هو الفرق بين النبيين والأنبياء.
ثم عندنا فرق آخر مرة يقولون (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) الحق معرّفة و(وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ)، هذا كلام لا يقوله إلا ربّ الفرق بين النبيين والأنبياء أن النبيين لا يُقتلون إلا عقيدة، أنت كيف تقتل محمداً؟! أنت تقتل كافراً يعبد الصنم، أنت يهودي أصلاً أنت نصراني أصلاً وأعطاك فتوى قال اقتلوا هذا إذن قتلتوه بالباطل، الحق هنا الباطل المطلق الاعتقاد دفعكم الاعتقاد إلى أن تقتلوا هذا النبي وهو من النبيين. (بغير حق) يعني من غير أن يعتدي عليك من غير أن يسيء لك أنت قتلته. (بغير الحق) حق الله عز وجل (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ (17) الرعد) الحق الثابت الإلهي العقدي. إذن هذا الحق، حينئذ هذا هو الذي أنزله الله حكماً ثابتاً، هذا هو الفرق بين الحق وحق.
د. نجيب: وأنت تتحدث سيدي الفاضل عن الحق وغير الحق تعريفاً وتنكيراً والأنبياء والنبيين صيغة جمع المذكر السالم وصيغة جمع التكسير لفت انتباهي كثرة ورود مثل هذه الفروق في القراءات المختلفة السبعة خاصة فهل معنى هذا أن وراء هذه القراءات توجيه وفقه ومعاني مختلفة؟
د. الكبيسي: طبعاً كيفية نقل العرب القرآن بكلام الله عز وجل، كلام رب العالمين ليس عربياً وليس له حنجرة ولا ينطق الكاف واللام إذن هذا القرآن هو النص العربي لكلام الله عز وجل. وهذا الكلام ليس القرآن الأصلي الذي لو وضعناه على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً. إذن هذه هي النسخة العربية بالضبط، يبقى إذا كانت هناك اختلاف في القراءات تجد أن هذه القراءات لا تتصل بشيء معجز وإنما ببعض الأحكام وبعض الأمور ولذلك من فضل الله على المسلمين إعجازياً أن جمع لهم هذا القرآن بهذا الشكل وهذا من فضل الله على أبي بكر الصديق ثم الجمع الثاني في زمن سيدنا عثمان ثم كتاب في زمن سيدنا عمر ورب العالمين قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) إذن هذا الحفظ وآلياته وأدواته لا يفعلها إلا رب العالمين.
(وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) الأعراف) – (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) البقرة) – (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ (93) البقرة)
لا زلنا في بني إسرائيل ومع سورة البقرة، تكلمنا هناك عن الآية 61 والآن الآية 63 في البقرة. رب العالمين يقول عن بني إسرائيل (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) البقرة) في آية أخرى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ (93) البقرة). هناك (خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ (63) البقرة) وهنا (خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ (93) البقرة)، لماذا رفعنا هناك ونتقنا هنا؟ الآية تقول أن بني إسرائيل ما أخذوا التوراة إلا بالقوة، تتبعوا كل الكتب بما فيها التوراة منذ أن جاء موسى ما قبلوا منه التوراة حتى رفع الله فوقهم الجبل، كلما نقلهم من مكان إلى آخر نقلة إعجازية كذبوا وكان المفروض أن يؤمنوا، يعني أنجاهم من البحر أنقذهم من دولة تقتل أبناءهم وتستحيي نساءهم ورأوا الحكومة كلها تغرق أمامهم بعد أن عبروا البحر وأول خطوتين بعد البحر مروا على أناس يعبدون أصناماً قالوا لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة وهو يدعوهم إلى الله الواحد لا إله إلا هو عشر سنين، هذه أصنام هذا شرك، هذا العمل العظيم ما أثّر فيهم! ثم ذهبوا إلى صحراء سيناء (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ (60) البقرة) اثنتا عشرة عيناً فوارة (فانفجرت) (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (160) الأعراف) لما ضرب العصا صار انفجار هائل من حجر واحد، انفجرت اثنتا عشرة عيناً من حجر واحد، هذا الانفجار سال سيلاناً رائقاً رقراقاً هذا الانبجاس (فانبجست منه) كما يسيل الدم من الجرح بسلاسة ومع هذا قالوا نريد أن نعبد العجل (قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) طه) ما هؤلاء البشر؟! لا فائدة منهم، يجلسون في مكان معين عشر، خمس عشر سنة لا يقبلون التوراة فرب العالمين رفع الطور فوقهم. مرة قال رفعنا ومرة قال نتقنا. النتق لما يكون عندك وتد في الأرض ثابت في الأرض كيف ترفعه؟ تزعزعه ثم تنتقه نتقاً. الأولى زعزعة ولما ترفعه بقوة هذا النتق، فبنو إسرائيل رأوا الجبل يتحرك هذا زعزعة وإذا به ينتق نتقاً ارتفع عن الأرض بقوة هذا النتق (وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) يقال امرأة ناتق كل سنة تلد ولداً ترمي ترمي كأنها ترميهم بإطلاقات نار هذا النتق. النتق طريقة رفع الجبل في البداية نتق ثم الرفع ثم لما رُفع بدأ يطوف كأنه ظُلة، يطوف عليهم فرسخاً فرسخاً هم مئات الآلاف وكل مجموعة في قرية في محل، سيناء كلها مليئة ببني إسرائيل فهذا الجبل كأنه ظلة يمشي عليهم (وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ) يقال هؤلاء بنو إسرائيل لا يمكن أن يسمعوا غيرهم إلا إذا أخافهم ولهذا ما لم يخف منك هذا اليهودي لن يعطيك شيئاً ولن يصدقك القول ولن ينصحك بعمل ومهما عاهدته إن لم يكن يخف منك فقد انتهيت ولهذا يقول كيسنجر في كتاب جون فيردلي وهو سناتور يهودي مشهور وكيسنجر لما كان في رحلته المكوكية بين القاهرة وتل أبيب أول أيام الصلح وعاد إلى واشنطن وكان من ضمن المستقبلين صاحب هذا الكتاب “من يستطيع الكلام في أميركا؟” وهو الآن في المكتبات وكان جون من ضمن المستقبلين لكسينجر فقال له كسينجر والله يا جون (وكلاهما يهودي) قال إنه لشيء مريع وفظيع أن تكوت يهودياً في أميركا، فقال له لِمَ؟ قال لا بد أن يأتي يوم ويكتشف الأمريكان كيف نعبث بمصالحهم وحينئذ سوف يعمدون إلى السلاح. هذا اليهودي لا يمكن أن يُخلص لدولة أو شعب أو جماعة إلا إذا خافهم. أيّ شعب متماسك هذا وأي شعب عميق هذا وأي شعب له قيادة بها الشكل اسمعوا وأطيعوا؟! الله تعالى قال (وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ) بالجبر بالتخويف وإلا سوف أُهبِط عليكم الجبل (واسمعوا). هكذا هو الفرق بين (وإذ نتقنا الجبل) (ورفعنا فوقهم الطور) الطور هو الجبل نفسه ولكن رب العالمين يبين كيف رفعه؟ ولماذا رفعه؟
د. نجيب: هل هي مرة واحدة كل واحدة منها مرحلة رفعة أولاً ثم نتق ثانياً؟ أم هي مرتان؟
د. الكبيسي: هي زعزعة أولاً ثم نُتق ثم رُفِع وصار كأنه ظُلة كأنها غمامة تمشي. الظلة الغمامة الممتلئة ماء وتمشي وترش قال (كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) يمشي على كل تجمعات بني إسرائيل فرسخاً فرسخاً وكلما مرت على قوم وضعوا جباههم في الأرض خوفاً ونظروا إليها حتى لا تقع عليهم أصبحت قريبة يعني أشبار ثم تخسف بهم هناك فقط أخذوا التوراة وسمعوا وقرأوا ما فيها. أنت تتعامل مع هؤلاء القوم كيف يمكن؟ هذا الفرق بين ورفعنا وبين ونتقنا.
د. نجيب: يا له من فرق عظيم!
د. الكبيسي: عظيم جداً. هذا القرآن الكريم أعجوبة وثق أن هذا الكلام الذي نقوله والذي قاله قبلنا والذي سيقال بعدنا لا يشكل إلا جزءاً يسيراً من إعجاز القرآن (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ (53) الأعراف) التأويل الأخير، هناك عمق هائل وهذا كلام الله عز وجل. ولهذا الفرق بين التأويل والتنزيل وكما سيأتي بعد قليل (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ).
(يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (13) المائدة ) – (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (41) المائدة)
هذا الفرق كما هذا مرة عن بني إسرائيل في المائدة قال (عن مواضعه) وفي المائدة قال (من بعد مواضعه) بين التنزيل والتأويل لما التأويل (يحرفون الكلم عن مواضعه) يعني لما جاء القرآن الكريم ينقلون الآية نقلاً خاطئاً متعمدين ينقلون الآية إلى مكان ثاني أو يزيدون بها كلمة وما زالوا، هذا إلى يوم القيامة (يحرفون الكلم عن مواضعه) يحرفون التنزيل نفسه. (يحرفون الكلم من بعد موضعه) التأويل تعال وانظر الآن الفتاوى والأكاذيب واليوم أنا أقرأ في الصحف عجب أن صحف عرب وكتاب عرب أنه قبل دخول غزة بايام أو أسبوع كانوا يغرون الجيش الإسرائيلي بإبادة الفلسطينين بأنهم إرهابيون. حينئذ هذا قدر الله إلى يوم القيامة لن يتغير ولذلك قال رب العالمين التحريف الأول عن مواضعه النص الكامل وكم مرة عملوا قرآن في افريقا فيه كلمات مختلفة ثم اكتشفوه لأن الله سبحانه وتعالى حافظ لهذا الكتاب. أما (من بعد مواضعه) هذا تأويل وما أكثر التأويلات والتفسيرات التي تملأ الدنيا الآن! ومن إعجاز الله عز وجل أنه كلما تكالبت الأصوات على هذه الأمة تزداد وضوحاً والقرآن يزداد عناية وأنا أسألك سؤالاً يا دكتور هل هناك على وجه الكرة الأرضية كتاب عُني بها أكثر من القرآن؟ وما عُني به غير المسلمين طباعة في لندن وطباعة في ألمانيا وتصحيح في ألمانيا وفرنسا يعني العرب والمسلمون لا شأن لهم فيه و”غارودي” اكتشف في القرآن ما لم يكتشفه المسلمون! وكثير من فلاسفة الغرب ومستشرقوه أعطونا أشياء ما كنا نعرفها نحن. ولهذا هذا القرآن الكريم كلما اقتربت منه وكلما حاربته وكلما عاديته وكلما واليته فإن هذا يزيده قوة في السلب والإيجاب إن حاربته يزداد قوة وإن واليته يزداد قوة وهذا من إعجاز القرآن الكريم الذي لا تجده في أي كتاب آخر.
د. نجيب: لكن مشكلة التأويل يا شيخ أخطر من مشكلة التنزيل
د. الكبيسي: التنزيل مستحيل، أنت تعرف أن نحن تفاسيرنا فيها إسرائيليات أشكال وألوان
د. نجيب: وقد بدأت منذ القرن الأول
د. الكبيسي: من البدايات وما زالت مستمرة، أفكار وفرق وطوائف وأحزاب وعندما تتأمل وتقرأ أي كتاب عن الفرق تتساءل كيف بقي الإسلام؟! ومعظم الفرق يهودي يحرفون الكلم من بعد مواضعه.
إتصال من الأخ أبو ناجي من الكويت: بالنسبة لقتل الأنبياء قتلوا 400 نبي حسب معلوماتي ولما جاءهم هذا الشيطان الأكبر كعب بن الأشرف وقال لهم وحقاً لي شق البحر لموسى
الإجابة: هم حاولوا قتل موسى لكنهم لم يفلحوا لكنهم شوهوا سمعته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) الأحزاب) اتهموه بالزنا، مصيبة سوداء ولهذا براعتهم الآن في تشويه سمعة أعدائهم عجب، كل من لا يريدونه أو يريدونه يشتروه فإذا ما استطاعوا أن يشتروه يشوهوا سمعته وينهوه وقد فعلوا هذا شوهوا سمعة رؤوساء دول عظمى شوهوا سمعتهم على قضية جنسية أو قضية سرقة أو تجسس ما جاء رئيس أميركي إلا وخرج بفضيحة وهذا شأنهم إلى يوم القيامة.
يستفتونك – يسألونك – يستنبؤنك
ننتقل مرة أخرى إلى موضوع مغاير جداً لنغير الجو. عندنا كلمة يستفتونك (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ (127) النساء) (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ (176) النساء) (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) النمل) (يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) يوسف) وعندنا يسألونك (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ (222) البقرة) (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ (220) البقرة) (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) طه) وعندنا يستنبؤنك (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) يونس). يستنبؤنك أنت عندك علم أو خبر هم لا يعرفوه هذه يستنبؤنك (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) فاطر) (نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) الحجر) محمد يعرف هذا.، هذه يستنبؤنك. عندنا يسألونك أنا جاهل في مسألة في قضية ما أعرف حكمها فأعلمني حينئذ السائل يسأل المعلِّم (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ (83) النساء) (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ (43) النحل) فالمسؤول معلِّم والسائل طالب علم. المستفتي حائر هو قد يكون عالماً لكن عنده نصّين لكن كل نص يعطي حكماً مغايراً فأيهما يتبه هذا أو هذا؟ هنا المفتي، المفتي هو الذي يدلك على ترجيح أحد الرأيين وهذا التأويل الذي قد يتغير من مكان وزمان وهذا معروف في كتب أصول الفقه لا يُنكر تغير الفتوى بتغير الزمان أو المكان.
د. نجيب: ما رأيك يا شيخ قبل أن نطيل النفس في هذه المسألة أن نأخذ بعض الاتصالات من الإخوة الذين ينتظرون على الهاتف؟
إتصال من الأخت رحاب من الشارقة: أدعو لكم بطول العمر وأشكر الدكتور الكيسي وأسأل الله أن يطيل في عمره. سؤالي أننا في الفترة التي مرت فيها أزمة فلسطين نسمع بعض الناس يقول اللهم العن إسرائيل وأنا في معلوماتي المتواضعة أعرف أن إسرائيل هو النبي فأنا أريد منكم توضيح هذه المسألة.
الإجابة: مستحيل أن يلعن مسلماً سيدنا إسرائيل وإلا يكون قد ارتد عن الإسلام فنحن الوحيدون في الأرض الذين عندنا هذا النص (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ (285) البقرة) كرامة سيدنا إسرائيل وسيدنا موسى وعيس ومحمد واحدة، هذا واحد. لكن إسرائيل يقصد بها هذه الدولة التي سميت بإسمه وطبعاً هناك واحد إسمه إسرائيل وواحد إسمه موسى أو عيسى أو محمد هذا قد يُلعن واللعنة ليست من شأن المسلم واللعنة خطيرة إذا لعنت أحداً ولم يكن أهلاً للعنة فإن اللعنة تعود إليك. إذن هذا لا يكفِّر إلا إذا قال أنا ألعن سيدنا يعقوب الذي هو إسرائيل هذا نقول له أنت ارتديت وطلقت زوجتك وعليك أن تتوب وتدخل في الإسلام وتعيد زوجتك بعقد جديد. إسرائيل نحن نقصد بها الدولة نحن أيضاً عندنا دول دينية ما بها من الدين شعرة. نقصد بها دولة إسرائيل وليس هناك في الحقيقة أي ارتباط بين هذه الدولة المغتصِبة المحتلة لفلسطين وبين سيدنا إسرائيل ولا شعرة ولو كان سيدنا إسرائيل موجوداً لأجلاهم بيوم وليلة.
إتصال من الشيخ عبد العزيز من أبو ظبي: لعل ما أصيب به بنو إسرائيل سبب مصيبتهم الأساسية الاستكبار والكبر إذا اصاب إنساناً أو دولة فعاقبته الذل والهاون والله تعالى يقول (أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) البقرة) إنهم يجلبون الاستكبار إلى أنفسهم جلباً يعتقدون أنهم شعب الله المختار فالاستكبار هو طلب الكبر. بينما مدح الله تعالى أمة الإسلام فقال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (143) البقرة) فالأمة الوسط هي التي ليس فيها شطط ولا انحراف تمشي بطريق عادلة حتى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حاكم المدينة كانوا يأتون ليسلموا عليه فيقولون السام عليكم فيقول هم الرسول صلى الله عليه وسلم وعليكم فتغضب السيدة عائشة فيقول لها الرسول الحبيب الأعظم يستجاب لي ولا يستجاب لهم. وهذه قاعدة أساسية من تعالى لا يقال له تعال أبداً لذلك المسلمون إن شاء الله تعالى لا ييأسوا فهم مبشرون بالنصر بالتأكيد والاستكبار الذي يهيمن على عقول الإسرائيليين هو الذي سيؤدي بهم إلى التهلكة فمن حولهم بحر من المسلمين والعرب فلو أنهم عقلوا شيئاً قليلاً لقالوا نسالمهم ونعيش معهم لكن هذا الاستكبار هو الذي يدمرهم إن شاء الله تبارك وتعالى والمسلمون مبشرون بالنصر بالتأكيد والله تعالى جعل الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة.
الإجابة: وكما قال الشيخ عبد العزيز لكن نحن بانتظار أن يعود المسلمون مسلمين وهاهم كما أرى والله أعلم بدأوا يعودون.
إتصال من الأخت منى من أبو ظبي: السلام عليكم ورحمة الله، أحييكم تحية أهل الجنة ويجعلكم منها يا رب. شيخي الفاضل سبحان الله وكأني نفس السؤال الذي تفضلت به الآن: ما هي مقاييس المسلم في زماننا؟ أنا أعتقد في الأزمنة التي مضت الإسلام هو إسلام الوجه لله لكن الإسلام الحقيقي يمكن في أزمنة ثانية كان هناك مقاييس معينة لكن في زماننا والأزمنة التي ستأتي من بعدنا ألا تشعر يا شيخ أن مقاييس الإسلام تتغير؟ والشيء الثاني هل أنا إذا تعلمت اللهجة الإسرائيلية يكون في هذا حرج والرسول صلى الله عليه وسلم لما شخص كافر يموت كان يقول نفس تفلتت مني إلى النار فلو أني تعلمت الإسرائيلية وكاتبتهم ودعوت الإسرائيليين إلى الإسلام فهل في هذا حرج؟
الإجابة: أولاً يا منى لا أدري كيف هداك الله عز وجل إلى أن قلت في كل عصر هناك مقاييس للإسلام جديدة تختلف هذه والله قلتيها ولا يعرفها كثير ففي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم مقاييس الإسلام أن لا تكون مرتداً، في زمن سيدنا علي أن لا تكون من الخوارج وهكذا كل زمن وعصر هناك فيصل ومقياس وميزان أساسي للإسلام. في هذا العصر – واسمعيها مني وليسمعني الكثيرون وربما يغضب مني الكثيرون وقد غضبوا مني فعلاً – كل من يحمل إسماً غير الإسلام فقد بريء من الإسلام في هذا العصر، في العصر السابق لا، ربما بعد مائة سنة لا، لكن كل الأسماء الآن أفرزت عداء وبغضاء وتشاحن أسماء فئوية وطائفية وحزبية ناس تلعن ناس وناس تكفر ناس وناس تقتل ناس وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم “دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة” أنت الآن تحبين كل الناس انتهبي لعنوان تكرهين كل من عداك وهؤلاء قد خرجوا من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية كما قال عليه الصلاة والسلام. فمقياس الإسلام في هذا العصر أن لا يكون عنوان آخر (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ (78) الحج) إذن إذا رأيت واحد عنده عنوان ثاني ينافح عنه ويطعن في الآخرين ويسب الآخرين بل يقتل ويذبح ويُنكر والحق معه وحده والكل كفار والكل قتلة والكل مجرمون وكلكم تعرفون ماذا حدث في العراق وقد اكتشف العراق هذا بسرعة متناهية وأنا قلت من البداية نحتاج لخمس نوات ونحن الآن على رأس السنة الخامسة ونسمع ما يقوله العراقيون الآن في انتخابات المجالس يقولون نحن فقط مسلمون عراقيون لا طوائف ولا عناوين هذا أول الغيث وبعده ينهمر والأمة كلها الآن تجدد نفسها لماذا؟ الذي يجري في هذه الأمة تنظيف، يا ابنتي بعد أن تراخت قبضة الغرب عن العالم وسوف تتراخي أكثر يبدو والله أعلم نحن نفكر ومن حقنا أن نفكر والذي لا يفكر هو الحيوان فقط، لا بد كما هي سنة الكون أن التيار يعود (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (140) آل عمران) ربما تعود إلى الشرق وليس بيننا وبين الشرق بغضاء تاريخية كما بيننا وبين هؤلاء الغربيون الذين لا يطيقوننا بأي شكل لذلك على العرب والمسلمين أن يدخلوا في هذا العصر الجديد سنة سنتين عشرة عشرين بعد عشرين عاماً ستكون القوة للشرق وأنت ليس عندك عداوة مع الشرق ينبغي أن تدخلي كتلة قوية وهذا يقتضي أن نكون نحن المسلمون فقط بلا عناوين بلا أحزاب ولا طوائف كلنا تجمعنا لا إله إلا الله والقِبلة وكن من تكون المهم أن لا تخونني وأن لا تهمشني والله أعلم هذا الذي جرى في العراق شيء مفرح جداً وهذا الذي يجري في كل مكان فيه مشاكل بدأ الناس يعودون إلى القاسم المشترك الذي هو لا إله إلا الله والتوجه إلى القِبلة والباقي لا يعنيني أما أن تقتلني وتكفرني هذا كلام ولّى.
د. نجيب: كأنك تشير إلى كلام الشافعي رضي الله عنه عندما سُئل عن العدالة فقال: العدل عندنا من غلبت حسناته سيئاته” ثم قال “العدالة تختلف في كل زمان بحسب أهله”
إتصال من الأخ أبو يوسف من قطر: منذ فترة بسبب أزمة غزة اجتمع الناس وخرج مائة عالم يقضون بكفر الناس الذين لا يساندون فقط حماس والغزاويون وما إلى ذلك والمملكة العربية السعودية أخرجت علماء يفتون بأن هذه الفتوى خطأ ولا يجب أن نمشي عليها ثم الانقسام العربي وما رأيناه في قمة قطر وغيرها.
الإجابة: أنت تعرف الجواب كنا يعرفه السامعون جميعاً.
إذن هذا الفرق بين يستفتونك ويسألونك ويستنبؤنك. الذي يهمنا من هذه يستفتونك والفتوى والفتية كما قال الأخ أبو يوسف من قطر. هذه المسألة لا ينبغي أن نتعرض لها الآن فقد أكل الدهر عليها وشرب وعرفت الأمة من أين جاءت هذه الفتوى ومن الذي أوحي بها من خوارج أبي بن أبي سلول إلى خوارج هذا الزمان قتل المسلمين وقتل العلماء، كفروا كل الناس إلا هم هذا انتهى. لكننا نقول من قال لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبه دخل الجنة والميزان القبلة، حينئذ إذا كنت تتآخى معي بناء على هذين الأمرين العظيمين الذين لا تملكهما أمة أخرى فأنت حر أما أن تكفرني وتقتلني على تفاهات وفتاوى سخيفة. حينئذ من عنده مثل هذا الكتاب ومثل هذه السنة الصحيحة المنقّاة والمستنقاة لا ينبغي أن يتيه ليس لنا عذر إطلاقاً يوم القيامة ربنا يسألنا كيف تكره هذا وكيف تشتم هذا؟ تركتكم على السمحاء ليلها على نهارها، المسلمون فتحوا العالم وشرعوا الدنيا ولهذا نقول أن الافتاء هو اختيار أحد الرأيين، عندك شافعي، حنفي، والله العظيم أنت تستطيع أن تكون طبيباً، يا جماعة ثقوا أن قطرة النظر في الصيدلية خمسين نوعاً على قطرة نظر كل عين لها قطرة الإفتاء هكذا، واحد مفتي جاءه رجل عنده مشكلة قال له يا أخي إذهب وافعل كذا، الآن وأنا حاضر إلى التلفزيون كلمتني واحدة قالت يا شيخ أنا زوجي يسكر طلقني وهو سكران ماذا أفعل وأنا عندي عيال؟ قلت لها خلاص، قامت تبكي وقالت أين أذهب وعيالي، لأنها سألت أحدهم وقال لها وقع الطلاق وفعلاً هناك رأي عند أبي حنيفة وغيره أن الطلاق وقع ونحن أخذنا برأي القانون أن طلاق السكران يقع وهناك رأي قوي أيضاً أن طلاق السكران لا يقع. حينئذ أنت هذا رجل سكران وامرأة مسكينة عندها عيال قلنا لها لا يقع الطلاق فقامت تبكي وتقول فعلاً لا يقع الطلاق؟ هل أنت متأكد؟ من فرحتها فقلت لها هل تظنين أني أدخل جهنم لأجل زوجك السكران؟ هذه الفتوى والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا والصحابة كانوا يفعلون هذا وأصحاب المذاهب الشافعي وأبو حنيفة ومالك وآلآف المذاهب، ما هو المذهب؟ عالم من علماء الأمة اشتهر في زمانه وهم بالآلآلف في هذه الأمة لكن واحد منهم اشتهر في زمانه وقد يكون هناك من هو أعلم منه. حينئذ نقول يجب على المفتي أن يكون عاقلاً، الاستنباء بحاجة إلى خبرة والسؤال بحاجة إلى علم والاستفتاء بحاجة إلى حكمة.
د. نجيب: هي إذن ليست قضية صح أم خطأ وإنما قضية معالجة من ضمن الشريعة بما يتناسب مع هذا الواقع وهذا الزمان.
د. الكبيسي: إختر لها من الأحكام الصحيحة ما يحل المشكلة، والشريعة هي حل مشاكل الناس.
د. نجيب: من هنا القضية الواحدة يفتى لها بأكثر من فتوى. شكراً جزيلاً سيدي الشيخ والحديث ذو شجون وله اتصال إن شاء الله في الحلقة القادمة وباسمكم أشكر شيخنا الجليل جزيل الشكر وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.
بُثّت الحلقة بتاريخ 30/1/2009م