الحلقة 43
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. ها نحن مع شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور العلامة أحمد الكبيسي حفظه الله مواصلاً تلك الآيات القرآنية التي تبدو أنها متشابهة.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. في هذه الحلقة نتكلم عن أسلوبين من أساليب رب العالمين عز وجل عندما يعاقب الذين.يخلّون بالعهد معه والعهد إذا كان موثّقاً يسمى ميثاق. فالميثاق تعاهد بين اثنين أو طائفتين أو دولتين، تعاهد ولكن تعاهد موثق إما بأدلة أو بشهود أو بأيمان أو بوثيقة رسمية يعني كما يحدث في جميع التحالفان في العالم الرسمية ما في الأمم المتحدة أو الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو المعاهدات في كل مكان موثقة ومشهود عليها ومودعة عند الجهات الدولية هذا الميثاق هذا موثق. فالميثاق هو العهد أو التعاهد الموثق. مثل زوج وزوجة “زوجتك نفسي، قبِلت” على أن أعطيك مؤخر قدره مائة ألف درهم مثلاً هذا ميثاق. قال تعالى عنه (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) النساء) زوّجتك نفسي زوّجتك أختي الخ ميثاق كبير عليه شاهدان وعلماء وحاضرين إذاً هذا ميثاق.
د. نجيب: العجيب أن رب العالمين على وجه الخصوص في العلاقة بين الزوجين وصف الميثاق بالغلظة.
د. الكبيسي: ما من عهدٍ يبيح للآخر ما يبيحه كما يبيح عقد الزواج لأحدهما من الآخر، عهد الزواج، عهد شراكة، عهد سياسة، عهد حرب. أما هذا الفضاء المطلق (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) دخل كلٌ منكما في فضاء الآخر، زوج وزوجه افعلوا ما تشاؤون، وكل هذا الفضاء ولم تبق من فضائها شيئاً إلا سلكته وبعد كل هذا تقول لها أنا لا أعطيك المؤخر؟! يا لها من دناءة. هذه مصيبة لا يفعلها رجل. هذا هو الميثاق العظيم.
((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران) – (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) الأعراف) – (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) البقرة)
رب العالمين من كل عباده أخذ مواثيق عن طريق الأنبياء موثق واحد أخذه منا مباشرة ولهذا لاحظ مرة يقول (أَخَذَ اللَّهُ (12) المائدة) ومرة (أَخَذَ رَبُّكَ (172) الأعراف) ومرة (أَخَذْنَا (7) الأحزاب) وكل واحدة لها معنى. أخذ الله لما يكون رب العالمين في قضية مهمة بينه وبين عباده (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) آل عمران) نكث الميثاق مع الله إن الله يعجل له العقوبة، هذا الميثاق. أما أسلوب رب العالمين في قوله (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ) لما يكون هنالك جهتين جهة من رب العالمين وجهة موثوقة من عباده بينه وبين بني إسرائيل بينه وبين الأنبياء حينئذٍ (إذ أخذ الله) لأن الله تعالى أخذ هذا الميثاق من حيث كونه ملكاً ملك الملوك. وفي قوله (أَخَذَ رَبُّكَ) ما في جهة ثانية تستطيع أن تخلي يدها في يد رب العالمين وهم ونحن كلنا في ظهر آدم في عالم الذر (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) الأعراف) يعني قضية رب العالمين الميثاق أوحى لنا بذلك وخلقنا في عالم الأمر كما تحدثنا عن هذا سابقاً خلقنا على نحو ما نحن عليه عاقلين مميزين بالغين (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) إذاً هذا بينك وبين الله عهد. إياك أن تقول بعد هذا والله أنا ما أدري فتصير كافراً أو تعبد الحجر والخ، هذه (أخذ ربك) للتلطّف، هؤلاء الذرية التي في آدم، هذا ربهم الرؤوف بهم الرحيم عليهم..ومرة يقول (وإذ أَخَذْنَا) لما يقول أخذنا رب العالمين سيعمل شيء معجز لا يستطيع أحدٌ غيره أن يفعله. لاحظ في القرآن الكريم في الغالب عندما رب العالمين يستعمل صيغة المتكلم المعظم جعلنا نحن قتلنا ألقينا سيفعل رب العالمين شيئاً لا يفعله غيره. لما قال عن سيدنا يوسف لما راودته امرأة العزيز (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف) (لنصرف) نحن، من غير الله عز وجل يستطيع أن يعصم شاباً كفلقة القمر طريداً شريداً مستوحشاً وحيداً آوته امرأة جميلة زوجة ملك أو رئيس وزراء ومن الجمال في مكان وهما في بيت واحدٍ ربته على يديها تسبحه في الحمام وتعمله شعره إلى أن كبر وصار رجلاً كل من رآه يصعق لجماله؟! هذه المرأة تراوده يوم ويومين وسنة وسنتين إلى أن غلّقت الأبواب وقالت (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) يوسف) من يستطيع أن يفعل هذا؟! هل في قوانين البشر من آدم إلى أن تقوم الساعة هل هناك بشرٌ يستطيع أن يصمد أمام هذا الموقف؟ مستحيل، ليس من قوانين البشر إلا أن تكون نبياً ولهذا قال (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ) لنصرف نحن رب العالمين لماذا؟ لأنه (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) الذين سميناهم أنبياء وبالتالي فهم معصومون ولا يفعل ذلك إلا الله. رب العالمين لما يقول (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) البقرة) من الذي يرفع الطور على بني إسرائيل ويجعلهم مرعوبين إلى أن أخذ الميثاق؟ إلا رب العالمين قال (أَخَذْنَا.) حينئذٍ رب العالمين هذه أخذ، أخذ ربك، أخذنا، أخذ الله، عليك أن تفهم ما هو حجم وفحوى وآثار هذا الميثاق هذا أولاً. الشيء الثاني رب العالمين عز وجل لما واحد يخل بالميثاق يعاقبه رأساً، يمحقه أياّ كان، لكن رب العالمين بهذا المحق يستعمل استعمالاً آخراً يعني أول مرة أخذ ميثاق المسلمين أول ما أخذ فقال علينا (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)المائدة) إنتبه على آخر الآية (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) لمّا رب العالمين أخذ الميثاق على المسلمين قال (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) الله أخذ ميثاق مع النبي صلى الله عليه وسلم بايعناه على أن نؤمن بالله وأن لا نشرك به شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفريته بين أيدهم ولا يعصوك في معروف هذا الميثاق الذي أخذه الله علينا فإذا غدر أحد سيأخذه ضربة قاضية من حيث القوة الشديدة. وبالتالي لكن رب العالمين ذيّل هذا الميثاق مع المسلمين وقال (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) لماذا؟ رب العالمين يعلم أن هؤلاء المسلمين لن يكفروا به ولكن سيكون منهم منافقون لا تكون أنت مسلم بالظاهر فقط (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا (14) الحجرات) إذاً سيكون منكم منافقين يعني تصلي وتصوم ولكنك منافق تبطن الكفر فرب العالمين بهذا الذيل للآية أخبرنا أن هذه الأمة لن يكون فيها كافر كما قال صلى الله عليه وسلم (لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي) الشرك في هذه الأمة مستعصٍ ولهذا كلمة لا إله إلا الله مصونة عند هذه الأمة من جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة. ما من أمة على وجه الأرض تمحصها كما تمحصها هذه الأمة ولكن إن لم يكن فيها مشركون فإن فيها منافقين وفي القرآن سورة المنافقين (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) المنافقون) هناك منافقون لكن لا يوجد من يقول أنا أرتد عن الإسلام أن الله ثالث ثلاثة هذا لا يوجد. هذا ذيل آية النفاق مع المسلمين في سورة المائدة. في سورة المائدة أيضاً أنتم تعرفون أن النصارى نوعان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) الصف) وفي اليهود والنصارى هناك ناس كفروا وارتدوا عن دين سيدنا عيسى وموسى ولو بقي إسمهم بأنهم يهود أو نصارى. المسلمون مسلمون لم يكفر منهم أحد ولكن فيهم منافقين بينما اليهود والنصارى فرق منهم يعني تركت هذا الدين كما فعل عند المسليمن فيما بعد يقولون نحن مسلمون ولكن من قوانين هذه الأرض أن لا تحزن والله يقول (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ (8) فاطر) (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف) حينئذٍ عليك أن تعلم أن من قوانين الرسالات في هذه الكرة الأرضية ما من رسالة تنزل إلا ينشق عنها ناس (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (46) النساء) هؤلاء الذين يزورون الدين كله هناك لأن هناك ناس (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (41) المائدة) تبقى نفس الآية لكن تأويلها آخر تأولت تأويلات مضحكة وتمشي ناس عليها بالملايين كما هو في أمتنا نحن، طوائف وفرق وكل الأديان انشقت منها طوائف وفرق وجماعات حرفوا بعد الوضع وأولوا تأويلات كثيرة وهذا أمرٌ مقصود من الله عز وجل (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت). والفتنة أقسى أنواع الامتحانات كما أنت تختبر الذهب تعرضه على النار لكي تعرف الذهب من الزيف هكذا رب العالمين يعرض الذين يؤمنون به على محنة يعني قوية جداً كما لو كانت ناراً لكي يمحِّص الله الذين آمنوا ولكي يبقى الإيمان إيماناً حقيقياً. إذاً (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) هود) كما في المسلمين كما في اليهود كما في النصارى خرج ناس عن هذا الدين ولو بقوا إسماً ولهذا قال تعالى (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ (14) المائدة) ومرة قال النصارى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى (62) البقرة) ومرة قال (إِنَّا نَصَارَى) حينئذٍ رب العالمين في هذا التغيير أراد أن يثبت الحجة على هؤلاء قالوا نحن نشهد إنا نصارى لم نكفر ولم نرتد (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى (82) المائدة) ما قال النصارى كلهم. جماعة الذين ردوا على سيدنا عيسى عندما قال (مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) هؤلاء هم الذين قالوا إنا نصارى (وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ) هؤلاء الذين قالوا نحن فقط نصارى. إذاً أولاً الخلاف الانشقاق الانفلاق الارتداد عن جميع الرسالات قانون من قوانينها قطعاً. في اليهودية والمسيحية والإسلام خرج منها قوم على شكل طوائف وأحزاب وفرق ضالة تأوّل تأويلات فاسدة أخرجت هذا النص السماوي عن طبيعته وشكلوا فرقة وأسماء وعناوين وفئات وأحزاب وطوائف. حينئذٍ هؤلاء الناس رب العالمين في آية المائدة قال (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران) نصل من هذا إلى ما الفرق بين الذين نقضوا الميثاق عن اليهود (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ (64) المائدة) قلنا ستكون عقوبة قاسية، وعن النصارى قال (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) المائدة).
إذاً خلصنا من الفرق بين (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ) (أَخَذَ رَبُّكَ) (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (12) المائدة) أقوى المواثيق وهي مع بني إسرائيل (ولقد) الواو واللام وذلك لأهمية الموقف وأن الله يعلم بأنهم سوف يكفرون فأقام عليهم الحجة بقوة الميثاق قال (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) إلى أن قال (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) المائدة) بينما الميثاق مع المسلمين قال (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) لا تكونوا منافقين. ومع بني إسرائيل ذكر الكفر (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ).
إذاً لماذا عندما نقض اليهود عهد الله عز وجل قال (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) ولما نقض طائفة من الذين قالوا إنا نصارى قال (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ)؟ مع النصارى قال فأغرينا ومع اليهود قال وألقينا؟ إذاً دينان سماويان النصرانية واليهودية من كلٍ من الدينين طائفة نقضت العهد بينها وبين الله عز وجل. ورب العالمين قال عن اليهود الذي نقضوا العهد قال (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) المائدة) بينما قال عن النصارى (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) المائدة) ما الموضوع؟ رب العالمين عز وجل مقدِّماً قال كأن هذا قدر كل دين، كل أتباع دين الله أخذ الله عليهم المواثيق فإن بعضهم سوف ينكث بهذا الميثاق ومن نكث فإنما ينكث على نفسه وقد نكث قسم منهم في كل الأديان. منهم من ارتد ومنهم من انشق إلى طائفة ومنهم من أوّل تأويلاً فاسداً ومنهم من أصبح ديدنه أن يكون مفسداً في الأرض هذا فقط أطلقه على اليهود (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) كيف؟ لما قال على اليهود (وَأَلْقَيْنَا) وقال عن النصارى (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) واقع الحال يؤيد هذا. رب العالمين عز وجل بهذه المتشابهات يعطيك دليلاً قاطعاً لا ينكره إلا مكابر على أن هذا كلام الله عز وجل. لاحظ طبيعة النصارى وطبيعة اليهود من حيث ما كمن في كلٍ منهما من عداوة وبغضاء للآخر. اليهود والنصارى فيهم عداء للآخر بخلاف المسلمين. المسلم ليس له عداء مع الآخر مطلقاً ومن لؤم الطرفين من اليهود والنصارى يتهمون هذا المسلم بالإرهاب وهو الوحيد الذي يملك هذا النص (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285) البقرة) إطلاقاً. فقدسية سيدنا عيسى ورسالته كقدسية سيدنا موسى ورسالته كقدسية محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته بالضبط، بالمليمتر، بالشعرة، (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ). ولو أن مسلماً قال كلاماً غير مؤدب على سيدنا موسى أو عيسى أو أي نبي أو قال نكتة أو ضحك أو سخر من عباداتهم أو أجبرهم على ما لا يريدون فإنه يخرج من الإسلام يصبح مرتداً. لو قال عيسى ليس نبياً أو قال عليه نكتة أو قال كلمة نابية يخرج من الإسلام عليه أن يغتسل ويعود إلى الإسلام ويعقد على زوجته لأن الرِدّة تطلق الزوجة. ولو لم يفعل ذلك ومات فإنه يموت مرتداً. لأن المزاح أو التنكيت على أي نبي كما لو كنت تفعل هذا مع محمد صلى الله عليه وسلم والنكتة أو السخرية أو الهمس أو الغمز أو الكلام غير المهذب يخرجك من الملة. حينئذٍ هذا الذي يُتهم بالإرهاب الذي أسماؤه كل أسماء شعبه أسماء بني إسرائيل يعقوب وإسماعيل وإسحاق وهارون وعيسى وموسى وذي الكفل ويوسف الخ والكلام هذا أصبح بديهياً. أنت لاحظ علاقات اليهود من حيث أن البغضاء والعداوة للآخر فيهم غير التي في النصارى. النصارى لما قال (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) الغري على النسق الناعم هذه صفة لكن لا يلزم أن تكون قاسية جداً في كل المواثيق وكأنها عقيدة. يعني هذا النصراني سواء كان أمريكي أو فرنسي أو إنجليزي هو قد يصادقك وقد يحالفك وقد تشترك معه في عملٍ ما ولكن لأدنى خلل لأدنى مزاج تسري في دمائه كراهيتك وعداوتك ويبغضك. إذا أخلّيت بمصلحته ولو شعرة هو مصلحجي حيثما وفّرت مصلحته هو يحبك وتحبه وأصدقاء وما في قلبه شيء وقد تكونون أصدقاء فعلاً. ولكن متى مصلحته اختلت بشعرة بهذه العلاقة ينقلب عليك. ولاحظ أنت الآن لاحظ العلاقات السياسية بين الغرب وبين جميع الدول الإسلامية بل جميع دول العالم قد يأتون بواحد ينصبوه يساعدوه يعطوه ويقوه وإذا خالف في شيء بسيط انقلبوا عليه بحقد وعداوة وقتلوه. هذا أغرينا يعني الحقد والعداوة للآخر والبغضاء تأتي لموقف لحدث ليست متأصلة. ولكن عن اليهود قال (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ) شيء ثابت فيهم (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ (151) آل عمران) سنلقي بقوة اليهودي لا يثق بأحد غير اليهودي إطلاقاً ولا يمكن أن يسالم غير يهودي اقرأ نصوصهم ونحن مشكلتنا أننا لا نقرأ هذا إذا قرأت في كتبهم المقدسة هذا الإغراء بأن تقتل الآخر هم ودوابهم وأغنامهم وزروعهم، يعني مع العراق وهي بابل على بابل يقولون اتركوها خراباً يباباً مأوىً للغربان والفئران حتى لا يجد بدوي مكان يربط فيه ناقته. هذا واحد من مئات النصوص في التعامل مع الآخر. وبالتطبيق العملي أنهم يقسون على الآخر قسوة خيالية كلنا قرأنا الصحف في كل صحف العالم أن جنود إسرائيل في المعركة مع غزة قالوا لا، هذه القسوة أننا دمرناهم وخنقناهم أحياء نحن كنا نطبق نصوصاً دينية علناً في الصحف العالمية والإذاعات العالمية. حينئذ انظر إلى الفرق بين (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) اليهود في العالم وبين (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ). الإغراء يعني أنت عندما ترى الكلاب هادئة كيف تكون وإذا رأت فريسة كيف تكون؟.تنبح حتى تأتي بالفريسة، هذا حادث، فهؤلاء النصارى إذا رأوا عندك ثروة كالبترول منعت عنهم قليلاً إحتكيت بمصالحهم يعادوك ويذهبون بك إلى النهاية لكن إذا لم تخل بمصالحهم فالبعكس فأنت حبيب وأصدقاء والخ أما اليهودي فلا يمكن أن تكون صاحبه مهما فعلت له هو يعتبرك عدواً له لا يمكن أن يصفو قلبه مهما فعلت له قال (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ). حينئذٍ الفرق بين (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) بالنسبة للذين قالوا (الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى) (فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ) هذه الطائفة التي كفرت هذا شيء ثاني أصبحت (فألقينا) أما الطائفة التي آمنت بسيدنا عيسى وكانت من أنصاره وبقيت ثابتة عليه البغضاء والعداء للآخر ليس من طبعهم أو كعقيدة فيهم كما هي عند اليهود. عند اليهود عقيدة لكي تكون يهودياً لا بد أن تعادي الآخر كما قلنا قسوة تقشعر منها الأبدان وهذا ديدنهم في كل التاريخ. إذاً لاحظ الإعجاز القرآني أولاً ذيّل كلمة الميثاق للمسلمين (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) شهادة وإخبار مسبق أن المسلمين لن يكون فيهم كافر ولكن يكون فيهم منافق. وعن اليهود قال (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) وفعلاً هناك من كفر وخرج عن الملة اليهودية ولم يعد يهودياً ولو ادّعى ذلك. حينئذٍ بهذا الاختلاف في الكلمات بين المواثيق تعلم أن هذا القرآن الكريم لا يمكن إلا أن يكون وحياً من عند الله عز وجل. ولتعلم أيضاً أن كل آيتين تتشابهان ولكن بينهما اختلاف في حرف أو كلمة أو صيغة أو بناءٍ إعلم أن وراءها معنىً آخر (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ) (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ) (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ) كل واحدة توحي وتعطي اتجاهاً غير اتجاه الآية الأخرى.
الدكتور نجيب: عندي سؤال لما قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) المائدة) قرن المشركين مع اليهود وفصل الذين قالوا إنا نصارى؟
الإجابة: أنت لاحظ نهاية الآية (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) إلى أن قال (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) لاحظ رب العالمين عز وجل يتكلم عن أن هؤلاء اليهود فيهم صبر وفيهم قدرات على إفساد العالم بالمؤامرات وإشاعة الأحزاب والأفكار ويستطيعون أن يسيطروا على العالم كله. جميع العالم تحت تصرفهم ليس في العالم بقعة إلا ونفوذهم فيها. ولكن لاحظ رغم هذا النفوذ على العالم كله يعني الآن جميع الدول العظمى والصغرى والعربية والإسلامية والإفريقية خاضعة وتحكم بشكل أو بآخر من القدس هذه قضية أصبحت علنية يعني رئيس أمريكا العظمى ألعوبة في أيديهم وليس بوسع أحد في الكون هذا أن يخرج عن سمعهم وبصرهم لحظة. يعني لكي نكون صريحين حتى الناس تفهم.
نعود إلى ما كنا نقول من حيث أن هذا النص القرآني الكريم لو تتبعت منحاه واتجاهاته لأدركت في كل آية أن هذا الكلام لا يمكن أن يقوله إلا رب العالمين. ورب العالمين عز وجل يعلمنا كيف أن اليهود يمسكون العالم كله ويسعون في الأرض فساداً. أنت تعلم الآن أن جميع الاقتصاد والأموال والفن والإعلام والفضائيات والاقتصاد والتعليم والأزياء العالم كله يدور في فلك هؤلاء الناس. وأن هؤلاء الناس يستطيعون أن يشيعوا فكرة معينة في أي مجتمع بيومين ولا يستطيع أحد مثلاً رئيس دولة تحكم العالم كله له علاقات شخصية ككل إنسان كل إنسان عنده مربع فيه مزاجه، فيه معاصيه مربع صغير ضمن عالمه كله حينئذٍ هذا الرئيس العظيم من مزاجه كان يحب امرأة هذا الذي كان يملك الكرة الأرضية لم يجد مربعاً يختفي فيه عن عين اليهود فأظهروه وهو يعبث بها ويعاشرها وفضحوه وأسقطوه وهو يملك أعظم قوة تاريخية على وجه الأرض أي قوة هذه؟ هذه القوة يقول رب العالمين (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ) كيف؟ معقول هذه القوة الهائلة التي هي من فجر التاريخ منذ زمن يعقوب عليه السلام وإلى اليوم وإلى يوم القيامة ستبقى تمسك العالم بكفيها تسير ملوك وحكومات وأمم متحدة والخ واقتصاد وسياسة وأفلام ومذاهب وأحزاب هذه القوة الهائلة لا تستطيع أن تقيم دولة. بالتاريخ أقاموا أربع دولات إحداها في العراق. الممالك الأربعة التي قامت في التاريخ لليهود أسقطها عراقيون الأولى أسقطها سرادار واحد عراقي، الثانية نبوخذ نصر وهو من بابل عراقي الثالثة صلاح الدين وهو عراقي الرابع أيضاً عراقي كما في كتبهم وكتبنا وهذا هو السر في محق العراق. هذه (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ) يعني كل الناس أقامت دولاً فلماذا فقط اليهود أسقطوا؟ ثق أن إسرائيل هذه بينها وبين الزوال لحظة على وشك الزوال منذ أن ارتكبت الغلطة في غزّة. ولذلك كل قوة هائلة كإسرائيل وغيرها تعتدي على قرية أو مدينة تنتهي. الأمان انتهوا في ليننغراد، أمريكا في الفلوجة الإتحاد السوفييتي في كابول وهكذا. إسرائيل في غزة وهكذا. ثانياً رب العالمين قال (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ) ماذا تعني؟ الإيقاد يعني أقاموا دولة. هذه القوة الهائلة كل الناس يقيمون دولاً وإسرائيل التي تملك العالم لا تقدر أن تقيم دولة؟! هذه لعنة الله عليهم إلى يوم القيامة حينئذٍ هذا القرآن الكريم يقول لا تتعبون أنفسكم هناك قضية فيها نحس أن اليهود ليسوا دولة (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) بالرغم أنهم ما عندهم دولة العالم كله يسير تحت نظرهم ووفقاً لتخطيطهم وتحت خفاياهم وأسرارهم ولا يمكن لأحدٍ إلا نادراً أن يتخلص من بأسهم. من أجل ذلك هذا الإعجاز المطلق أن الله عز وجل يخبرنا أنهم هم أصحاب تسيير هذا الكون بشكلٍ سيء (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا) مؤامرات ودسائس وتجسس وكما هو واقع الحال اليوم ولا ينكرونه. ومع هذا عاجزون عن أن يقيموا دولة وكلما أقاموها سقطت. وطبعاً وأنت تعرف أنهم هم الإسرائيليين أنفسهم يقولون لا يمكن أن تبقى هذه الدولة بعد 2020 وأنا واثق لن تبقى بعد 2010 لأنها انتهت بعد غزة وهذا قدر (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) الجن) كل ذي قوة خارقة يعتدي على قوة بسيطة رب العالمين يتدخل مباشرة بإهلاك تلك القوة.
إتصال من الأخت مها من بريطانيا: الله سبحانه وتعالى يقول (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (11) الشورى) فكيف في القرآن يشبه نوره كمشكاة (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ (35) النور) وهو ليس كمثله شيء ومع ذلك يشبِّه نوره شيء؟ السؤال الثاني (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ (115) طه) هنا يأتي السؤال: الله سبحانه وتعالى يعلم أن الإنسان ينسى ومع ذلك يعهد إليه فهل الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان نساياً حتى يجد له المعاذر والعذر ليغفر له ذنوبه؟ لأني قرأت في خضم الآيات التي تقول فيها عن النصارى واليهود أن بعضهم نسي أيضاً وطلبوا من الرسول أن يتغاضى عنهم ويصفح عنهم فهل هذه زاوية النسيان متعمدة من قبل الله سبحانه وتعالى حتى يغفر للبشر؟
الإجابة: أما عن الأول وإن كان هذا الموضوع سيطول لكن الله قال (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا (13) يس) (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) الزمر) ضرب المثل هذا من أساليب القرآن الله ما قال نوره مشكاة لو قال نوره مشكاة كان قلنا كيف هذا والله ليس له مثيل؟! ولكن قال كمشكاة أنت تخيل مشكاة وهي سراج في وسط الحائط في زاوية حينئذٍ هذا شيء. فهو لم يقل النور هو مشكاة بل كمشكاة ولكن ضرب مثلاً لكي نفهم. المهم القرآن مليء بالأمثال مثل كلمة لا إله إلا الله (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) إبراهيم) وهكذا. أما الموضوع الآخر (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) نحن قلنا الله أخذ من الأنبياء جميعاً عهود وقسم منهم، ماذا قال الله عن سيدنا عيسى؟ (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ) قسم منهم ما وافق أتباعهم أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقسم آمنوا بهذا. فسيدنا آدم رب العالمين عهد إليه قال له لا تأكل من هذه الشجرة قال حاضر ثم أكل. ولهذا هذه الغلطة التي حصلت لآدم المقصودة من رب العالمين التي خلق آدم من أجلها ولو لم يخطئ آدم لألغاه وخلق آخر يخطئ لأن الله يريد عبداً يختار العبادة مع قدرته على غيرها.
إتصال من الأخ عبد الله من أبو ظبي: بخصوص قوله تعالى في اليهود (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) الإسراء)
الإجابة: مرتين رب العالمين قال هو فعلاً في التاريخ علوا كثيراً لكن كل مرة يعلون في دولة وخذ دول الغرب واحدة في إيطاليا في فرنسا في أسبانيا كما في الدول العربية أيضاً لكن العرب عاملوهم بمنتهى الرحمة. في دول الغرب شوي شوي إلى أن يتمكنون ثم يبطشون بهم. وفي أمريكا كما تعلم الآن أمريكا يهودية 100% قرارها وحربها وسلمها واقتصادها يهودي ولهذا روزفلت حذّر كما أذكر قال إن هؤلاء سوف ينهون أمريكا ولذلك الآن يستطيع أحد أن يأتي في أمريكا إلا بموافقة اللوبي اليهود. ولذلك كما تعرفون هذا الآن أصبح علواً كبيراً لأول مرة في تاريخهم يحكمون العالم كله يعني مثلاً الإتحاد السوفييتي وهو 10 أو 15 جمهورية واستقلت منها سبع جمهوريات إسلامية أول ما أقاموا العلاقات أقاموها مع إسرائيل متى نفذتم إلى هذه الجمهوريات الإسلامية ومتى عاهدتم ومتى وصلتم؟ وجميع البلدان الإسلامية والإفريقية والأوروبية وأمريكا في قبضة اليهود تدار من القدس 100% ومع هذا عاجزون عن إقامة دولة دائمة (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ) فالعلو الكبير الآن هذا سمت العصر الذي نحن فيه. كل تاريخهم يسيطر على المجتمع. سيطروا على مجتمع المدينة، على مجتمع مكة، على عاصمة عاصمتين وينتهون وينتقلون إلى مكان آخر. الآن العالم كله يدار من القدس وأعتقد أن هذا ليس بحاجة البرهان لما ضُربت إسرائيل بهذه الصواريخ من العراق جاءت كل أمم الغرب إلى إسرائيل منحنية ولابسين الطاقية السوداء وهذا اعتيادي. ولهذا قبضة اليهود على العالم تستطيع أن ترفع وتخفض الآن بشكل عجيب غريب وتتعامل مع جميع الدول بما فيهم حكام أمريكا بترفع وتعالي هائل. هذا العلو الكبير (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) ولهذا النكبة بعدها باهظة كما يقول كسنجر يقول كسنجر في كتابه (من يستطيع الكلام في أمريكا) الذي ألّفه سيناتور أمريكي يقول لما التقى بكسنجر لما كان في الرحلات المكوكية بين تل أبيب وبين القاهرة لعقد الصلح أو المعاهدة في عهد السادات بعد الحرب وذهب إلى بلاده بعد أن يئس من إسرائيل وموافقاتها يقول هذا صاحب الكتاب وكلاهما يهودي قال يا فلان إنه لشيء مريع أن تكون يهودياً في أمريكا، قال له: لماذا؟ قال: لأني أرى بعيني ذلك اليوم القريب الذي سيكتشف الأمريكان كيف أننا نحن اليهود نعبث بمصالحهم وحينئذٍ سيعمدون إلى السلاح. قضية تقال علناً الآن في الصحف الأمريكية أن اليهود كذا واليهود كذا واليهود كذا، واليهود صابرون صامدون أقوياء متماسكون. هو العجيب هذه الطبيعة البشرية في هذه الملة بالعالم كله 20 مليون ضعهم في كفة ميزان من حيث الكفاءة والقدرة والذكاء والعالم كله في الكفة الثانية، انظر إلى الخاصية التي رب العالمين خلقهم عليها! ولهذا من حقهم أن يقولون نحن شعب الله المختار، ما هذا الذكاء هذه القدرة والتماسك يلعبون بالعالم لعب؟! ثم يبادوا ثم يعودون أقوى مما كانوا وكم مرة أبيدوا في العالم وخاصة في دول أوروبا؟! يعني ألمانيا وبلغاريا وفرنسا وأسبانيا كلهم بطشوا بهم لشدة تأثيرهم أما الآن العالم كله. هذا قوله (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) الإسراء) ويقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه هم قوم أشداء من العراق وعندهم في كتبهم أن هذه الدولة الحالية سوف تسقط أيضاً في النهاية على يد عراقي والله أعلم.
إتصال من الأخت أم يحيى من الشارقة: بالنسبة لميثاق بني إسرائيل الآيات قبلها ذكرت أن بني إسرائيل الله سبحانه وتعالى أخذ منهم ميثاق ثم هم نقضوه فالله سبحانه وتعالى عاقبهم بأن جعل قلوبهم قاسية وهذا أول عقاب وبذلك النصارى (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) يعني فيما بينهم صارت عداوة أليس كذلك؟
الإجابة: لا، أغرينا بينهم يعني صار من طبعهم العداوة والبغضاء ولكن بشكل ليس عقيماً لكن شيء لصيق بهم كالغراء وهذا الغراء نوع من اللاصق.
الأخت أم يحيى: كذلك الآية (64) حيث قالوا يد الله مغلولة الله سبحانه وتعالى عاقبهم (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (64) المائدة) عاقبهم بالطغيان والكفر و (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) هم بينهم عداوة وبغضاء؟
الإجابة: البغضاء هذه قانون من قوانين البشر النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عن اليهود وعن النصارى النبي صلى الله عليه وسلم قال للمسلمين (دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة لا أقول حالقة الشعر ولكنها حالقة الدين والذي نفس محمد بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) وهذا من قوانين البشر. وأول ثلاثة على هذه الأرض آدم وولديه واحد قتل الثاني حسداً وبغضاء (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) المائدة) إذاً هذا القانون هو قانون الحقد والبغضاء والحسد مع آدم. فآدم من شهوة وشهية. رب العالمين خلق مخلوقات لا تطيع وهم الأبالسة وخلق مخلوقات لا تعصي وهم الملائكة (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم) رب العالمين يريد واحداً يعبده اختياراً يستطيع أن يعصي ولكنه لا يعصي وهو الإنسان وهو آدم فآدم مكرّم (ولقد كرمنا بني آدم) لماذا؟ لأنه يستطيع أن يعصي ممكن أن لا تصلين ولكن لا إلا تصلين الملك لا يستطيع أن يعصي الله عز وجل قانونه لا يسمح. إذاً لكن رب العالمين ألقاها معهم الآخرين يعني نحن المسلمين يعني انظري لو أن أمريكا ماذا فعلت بالعراق؟ مسحته مسحاً، الإنجليز قبل ذلك مسحونا مسحاً اليهود مسحوا الفلسطينيين والله العظيم ليس فينا حقد عليهم كحقدهم علينا. الآن كل ما فعلوه بنا نحن لا نزال نتكلم معهم ونسولف ونحكي وهم لا يطيقون أن ينظروا إلى وجوهنا. إذاً ألقينا عليهم وأغرينا عليهم العداوة ابتلاهم الله بأنهم لا يعايشون أحداً. اليهود كعقيدة والنصارى كمصلحة.
د. نجيب: وكذلك يقول الله سبحانه وتعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) الإسراء)
د. الكبيسي: كل تكبرهم وجبروتهم ينتهي كما يقول موشى ديان يقول نحن نؤمن بهذا لكن نحاول تأخيره.
د. نجيب: ولكن وصف الله هؤلاء الناس بأنهم (عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (5) الإسراء) هذه الصفات لا تنطبق إلا على المؤمنين العبودية إذا نسبها الله تعالى إليه،
د. الكبيسي: ويبدو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه أن هذا الأمر بدأ ثم يكون ملكاً عظيماً ثم ملكاً جبرياً ثم يعود على هدي النبوة ويبدو أن الأمة إن شاء الله عائدة بعد سنة بعد سنتين لا أحد يعلم لكن الأمة لن تبقى على ما هي عليه اليوم من الضعف والهوان والابتعاد. ثم هذه الأمة الآن نظفت نفسها من كل العناوين كانت العناوين على القرن العشرين كله والواحد والعشرين تعبث بها عناوين تجذرت فيها وهي آسنة عناوين طائفية وحزبية وفئوية وتكتلات عوقتها تعويقاً كبيراً. هذا الآن كله فشل وكله تفجر وما هي إلا سنة سنتين ثلاث عشرة تنظف الأمة من كل هذه العناوين الدينية والقومية والسياسية وتبقى مسلم ما دمت من أهل القبلة فكل مسلم يقول لا إله إلا الله هو أخوك انتهينا.
د. نجيب: (وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) الإسراء) جزاك الله كل خير. بإسمكم جميعاً أشكر فضية شيخنا الإمام الدكتور أحمد الكبيسي على هذه الإضافات العلمية الجديدة الجليلة كعادته داعين المولى سبحانه وتعالى أن يفتح عليه آفاق هدايته وابواب رحمته وعلمه لكي يضفي علينا بإذن الله تعالى المزيد في الحلقات القادمة وأن يوفقه لاستكمال هذا البرنامج والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 10/4/2009م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها