الحلقة السابعة: اُدخلوا هذه القرية
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾ البقرة) يجد القارئ لكتاب الله تعالى أن هذه الآية تتكرر في كتاب الله إلا أن بعض ألفاظها تأتي مختلفة تأخيراً وتقديماً تنكيراً وتعريفاً.
بسم الله الرحمن الرحيم كما قال الدكتور نجيب آيات القصص القرآني من أكثر آيات القرآن الكريم تشابهاً فالله سبحانه وتعالى يرسم المشهد كله بتفاصيله عن طريق هذا التشابه في الكلمتين حرف ينقص هنا أو يزيد، كلمة تنقص أو تزيد، صيغة من ماضي إلى مضارع من فعل إلى إسم فاعل وهكذا نجد أن الله سبحانه وتعالى لم يفعل ذلك عبثاً وإنما جعل ذلك لأمة من أمم الإسلام في عصر من العصور تنتبه إلى هذا التشابه عندما تلح الحاجة إلى ذلك وهذا ما حدث الآن. فكثير من المسلمون اليوم يمعنون النظر في هذا التشابه فحينئذٍ يتوصلون من هذا الذي ينظرون فيه أو به إلى تفصيلاتٍ دقيقة في هذه القصص القرآني وخاصةً قصة سيدنا موسى عليه السلام مع بني إسرائيل من حيث أنها أهم القصص القرآني لمدى تشابه ما جاء فيها مع بني إسرائيل تتشابه مع كل الأمم الذين سبقوهم أو أعقبوهم. فرب العالمين كما تعلمون وقلنا سابقاً بأنه أول ما نزل الوحي المجرد عند سيدنا موسى كانت تـأتي الصحف أو يأتي الملك على شكل رجل ويقول ويأمر وينهى الخ لكن يرون أن هذا ملك. الوحي المجرد بدأ بالتوراة ثم الإنجيل ثم القرآن ولهذا قصة سيدنا موسى مع بني إسرائيل فيها من العِبَر الشيء الكثير والله تعالى قال (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ ﴿111﴾ يوسف).
آيتان من آية بني إسرائيل (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴿40﴾ البقرة) إلى أن يقول تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾ البقرة) نفس الآية بالضبط جاءت في سورة الأعراف 161 تقول ما يأتي (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿161﴾ الأعراف) تعالوا نقارن كلمة كلمة في الآية البقرة (وإذ قلنا) بآية الأعراف (وإذ قيل لهم) هذا ليس عبثاً. في آية البقرة (ادخلوا هذه القرية) وفي الأعراف (اسكنوا هذه القرية)، في آية البقرة (فكلوا) في آية الأعراف (وكلوا) بالواو ففي الأولى فاء والثانية واو، (نغفر لكم خطاياكم) هذا في البقرة، في الأعراف (نغفر لكم خطيئاتكم)، في البقرة (وسنزيد المحسنين) فيها واو وفي الأعراف (سنزيد المحسنين)، في البقرة (ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة) في الأعراف (قولوا حطة وادخلوا الباب سجداً) هذه مجمل الاختلافات بين الآيتين وكلها تدور في حدثٍ واحد في مقطعٍ واحد في أرضٍ واحدة ولكن تركيب الآية أو الصياغة اللفظية تختلف اختلافاً شديداً بين الآيتين وكما نعلم أن هذا هو المتشابه وكل اختلافٍ من هذه الاختلافات يعطيك جانباً من الصورة إذا ألممت بها كثيراً فإنك حينئذٍ تكون قد عرفت تفاصيل القصة. وكما يقول الإمام الرازي عندما كان يفرّق بين آيتين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴿135﴾ النساء) والأخرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴿8﴾ المائدة) قال (وهذا المتشابه لا ينتبه إليه إلا من رعاه الله عز وجل وفتح عليه). إذاً هذه القضية ليست قضية أنت تتعلمها لا بد أن تتأمل بها وفي الحقيقة والواقع ثبت الآن أن هذه الأمة في هذا الموضوع في الجانب التعاملي مع القرآن الكريم ربما يتساوى فيها العالم والطبيب والمهندس والأميّ أحياناً بهذا الذوق الرفيع الذي يتوصل إلى الفرق بين الآيتين أو الاختلافين في الآية الواحدة. وهذا ما حصل فعلاً وتأتينا الفاكسات يوميا ًمن مختلف العالم العربي حتى من أوروبا من الدنمارك من ألمانيا مسلمون هناك يتابعون هذا البرنامج وقد توصلوا إلى بعض الحقائق أنا والله لا أعرفها وشكرت الله على ذلك وكلمتهم بالتلفون لكي أشكرهم على هذا أو يضيفون إلى ما نقول هنا. بعد ما انتهينا في الحلقة الماضية جاءتنا فاكسات تضيف على ما قلناه إضافات جديدة وفيها قسم كبير كان في غاية الوجاهة يعني أضافوا إلى تأويلنا تأويلاً آخر وهذا هو المطلوب أن نتأمل في هذا المتشابه لنكتشف ما وراءه. لنبدأ هنا في آية البقرة الله تعالى يقول لبني إسرائيل (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا) وإذ قلنا، في الأعراف (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) نفس القضية؟ لا، في البداية رب العالمين لما تاهوا وقالوا يا موسى نحن جُعنا (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ﴿61﴾ البقرة) وشكوا له الخ رب العالمين أمرهم قال (وَإِذْ قُلْنَا) لهم نحن الله عز وجل قلنا لهم (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) وهي بيت المقدس كما تقول أصح الروايات لأن في آية أخرى تقول (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ﴿21﴾ المائدة) فهي إذاً بيت المقدس. إذاً رب العالمين في البداية أمرهم أن يدخلوا هذه القرية (وَإِذْ قُلْنَا) رب العالمين قالها مرة واحدة ولكن تعرفون بني إسرائيل ليسوا طيّعين ولا طائعين أهل نقاش فانظر عندما قال (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴿67﴾ البقرة) قالوا ما لونها وما هي الخ أهل لجاجة وكما هم اليوم فاليوم كل العالم يعلم أن أي مفاوضات مع اليهود لا تخرج منها بنتيجة لشدة ولعهم بالدوران والفر والكر والألفاظ المموهة والألفاظ التي تحتمل معنيين ليسوا صريحين. فحينئذٍ أنبيائهم واحد تلو الآخر بدأوا يحثونهم (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) عن طرق أنبيائهم رب العالمين عندما قال (قُلْنَا) لما كان سيدنا موسى موجوداً، على لسان سيدنا موسى ثم على لسان الأنبياء يا جماعة ألم يقل رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا وكما تعرفون القصة (إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا ﴿22﴾ المائدة) يعني القرآن وضّح هذا من كثرة تكرار الأنبياء لهم بعد سيدنا موسى قال (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) إذاً في زمن سيدنا موسى رب العالمين هو الذي قال، بعد سيدنا موسى محاولات أخرى جادة من أنبيائهم ضد لجاجات بني إسرائيل ادخلوا ادخلوا ادخلوا إذاً هذا الفرق بين (وَإِذْ قُلْنَا) نحن الله و (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) قال لهم أنبيائهم مثل يوشع وذا النون الخ من بقية الأنبياء. هذا الفرق بين الآيتين لما رب العالمين قال (وَإِذْ قُلْنَا) أنت ستفهم أن هذا في زمن سيدنا موسى عندما قال الله ذلك، بعد سيدنا موسى جاء أنبياء آخرون يقولون يا جماعة ألم يقل لكم رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) عن طريق أنبيائهم. إذاً هي هذه الفعل من الماضي قال قلنا وقيل معلوم مجهول رسم لقطة لا يمكن فهمها إلا بهذه الطريقة هذه (وَإِذْ قُلْنَا) و (وَإِذْ قِيلَ).
اللقطة الثانية: في البقرة (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) وفي الأعراف (اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) واضح الفرق ادخلوا في البداية، رب العالمين أمركم أن تدخلوا هذه القرية. يا ترى الدخول مؤقت؟ يوم يومين؟ قال لا تستقرون بها نهائياً اسكنوا فيها فحينئذٍ رب العالمين ماذا قال لسيدنا آدم (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴿35﴾ البقرة) هذه القرية إذاً فيها سكنكم وطمأنينتكم ومستقبلكم فهذا هو وطنكم الخ في البداية أمر بالدخول ماذا بعد الدخول؟ نخرج؟ أحياناً كما تعلمون رب العالمين يأمر الأنبياء بالهجرة ،هنا قال لا إذا دخلتم هذه القرية فإنها آخر قرية – نحن قلنا القرية في القرآن يعني المجتمع كل مدينة كل قطر كل كتلة بشرية تسمى قرية – حينئذٍ رب العالمين لما قال (ادخلوا) في البداية لما قال (اسْكُنُوا) يعني بعد أن تدخلوا لا تفكروا بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي هذا الفرق بين (ادْخُلُوا) وبين (اسْكُنُوا).
مرة قال (فَكُلُوا مِنْهَا) ومرة قال (وَكُلُوا مِنْهَا) بالواو انظر إلى دقة القرآن الكريم لما شكوا له من الجوع وقالوا ابعث لنا شيئاً نأكله (مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا) قال (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) لأنهم جائعون وحينئذٍ ادخلوا هذه القرية بسبب هذا الدخول سوف تأكلون (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) هذا بعد أن دخلوا لأول مرة. لما سكنوا كلما جاعوا يأكلون قال (وَكُلُوا) إذاً مستمرة ولاحظ أيضاً في البقرة قال (فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا) إن كان ذلك الدخول في موسم في غاية الثراء من حيث الموسم الزراعي لكن في الأعراف لم يقل رغداً لأنك طبعاً أنت ساكن في المدينة مرة رغداً مرة ليس رغداً، مرة في مطر مرة ما في مطر، مرة في نبات مرة مافي نبات بس قال (وَكُلُوا مِنْهَا) لم يقل رغداً لأن فرق بعد الدخول أمروا بوقت محدد أن يدخلوا ذلك الوقت كان يهيئ لهم الأكل رغداً لما سكنوا بها مرة رغداً ومرة ما في رغداً فرب العالمين لم يستخدم كلمة رغداً في قصة الأعراف.
ثم قال رب العالمين (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) في الأعراف (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) الباب باب المسجد فلما قال (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) يعني ادخلوا الباب وقولوا حطة اللهم حُطَّ عنا خطايانا لأن خطايا بني إسرائيل كثيرة جداً من زمن سيدنا موسى إلى اليوم ما من أهل دين عصوا أنبياءهم وقتلوهم وشردوهم واتهموهم باللواطة وبالزنا كما فعل اليهود بأنبيائهم. الله قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى ﴿69﴾ الأحزاب) اتهموه لوط قالوا هذا زنا ببناته الخ فلم يتركوا نبي ولهذا الله يقول (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) للخضوع والخشوع والتذلل حتى نغفر لكم (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) هكذا كأنكم راكعون أو ساجدون زحفاً وقولوا يا رب حط عنا يا رب حط عنا الخطايا حديث أن التوبة تقتضي تذللاً فما من تائب يقول يا رب اغفر لي بل بتذلل يقول اللهم أنت ربي أنت رب العالمين خلقتني وأنا عبدك بالتذلل والتضرع، التذلل باللسان (وَقُولُوا حِطَّةٌ) ربي حط عنا خطايانا وقال ( سُجَّدًا) يعني خاشعين خشعاً وهذه هي عناصر التوبة إذا أردت أن تتوب فإن عليك أن تتذلل وتتضرع إلى الله بلسانك ربي اغفر لي يا أرحم الراحمين إنك الغفور الرحيم وقلبك في غاية الخشوع مع الله سبحانه وتعالى وهذه من علامات قبول التوبة. إذاً الآية تقول (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) أنت ادخل وقل يا ربي اغفر لي لكن في الأعراف (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) معنى ذلك أنت عليك أن تستغفر الله عز وجل قبل الدخول وأثناءه وبعده وهذه حتى عند المسلمين من لزم الاستغفار (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب) كل حاجاتك إذا أردتها أن يوفقك الله إليها من أقصر الطرق إليها كثرة الاستغفار (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿10﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴿11﴾ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴿12﴾ نوح) معنى هذا أن الاستغفار يأتي بالرزق ويزيل الهم ويفرج الكروب ويأتي بالخصب ويأتي بالبهجة والرغد. حينئذٍ لما رب العالمين أراد أن يتوب عليهم وقد ساءت أعمالهم فرب العالمين قال (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) يعني أنتم عندما تدخلون المسجد ائتوه وأنتم تزحفون ساجدين وقولوا ربي اغفر ربي اغفر حطة حطة حط عنا حط عنا حط عنا يا رب العالمين فإذا دخلتم المسجد استمروا بهذا. إذاً (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) اختلاف التقديم والتأخير يقوم برسم مقطعين مختلفين في هذه القصة.
في سورة البقرة (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) في الأعراف (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ) ما الفرق؟ كل واحد منا ذنوبه لا تحصى من ساعة ما بلغ في الخامسة العشرة إلى أن بلغ حتى المائة لا يمر يوم إلا وعنده خطيئة ما يمكن يمر يوم إلا وعندك خطيئة حتى لو أنك اغتبت أحداً بمزحة ما معقول ليس هناك واحداً عنده جار جائع وما أنصفه ما معقول لم تتكلم مع أبويك بغلظة بسيطة ما معقول ما أسأت إلى زوجتك أو أهلك لا بد أن يكون عندك ذنب فذنوبنا كالرمل لكن كل واحد منا في حياته ذنوب يئن منها ليل نهار وعندما يموت يتذكر قتل فلان ويوم من الأيام كفر ويوم من الأيام أكل مال فلان ويوم من الأيام لم يصلي ويوم عق والديه هذه الكبائر التي هي مفاصل ومعالم على طريق العمر. كل واحد منا نحن عندما نقرأ عن الخلفاء مثلاً والملوك العرب وكل الملوك خاصة إذا كان هو يخاف الله ويؤمن باليوم الآخر عند الفراش يئن من ذنب فعله يعني مثلاً معاوية وهو يموت كان يئن ويقول (وليلي منك يا حجرٌ طويل) يبكي لماذا؟ حجر بن عدي ما عمل شيئاً وكان رجلاً صالحاً يسمى زاهد الصحابة غضب عليه معاوية دفنه وهو حيّ حتى بعد ذلك ندم ندماً عظيماً لكن لا ينفع الندم فكان يبكي ساعة الاحتضار. وهكذا كل من له ذنوب كبيرة حينئذٍ يذكرها ساعة الاحتضار إذا ما تاب عنها. في الآية الأولى قال (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) كلها بدون تعداد كل الخطايا ربما يكون واحد منهم شك قال لكن هذا خطاياكم شيء وأنا كوني قتلت فلان شيء آخر لأن بني إسرائيل عندهم جرائم رهيبة ورب العالمين أحياناً سلط بعضهم على بعض (ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿54﴾ البقرة) يعني عاقبهم عقاباً أرسل عليهم زوبعة هائلة بحيث لا يرى الواحد الآخر وبالسيوف قتل بعضهم بعضاً قتل حوالي سبعين ألف حينئذٍ هذه ذنوب خطيرة ذنوب تتعلق يعني مثلاً سدينا موسى ذهب لكي يقابل رب العالمين فعبدوا العجل! من ينسى هذه الجريمة؟ اتخذوا العجل (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ ﴿138﴾ الأعراف) جرائم خطيرة عندهم حوالي سبع أو ثماني جرائم عددها القرآن الكريم من الموبقات. هذه خطايا المعدودة خطيئات وجملة الذنوب سماها خطايا. كلمة خطيئات وخطايا الخطايا كل ذنوبنا هي خطايا التي هي معالم خطيرة في حياتك تئن منها عند الموت هذه خطيئات وهذه في القرآن الكريم تكررت، عندنا (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴿184﴾ البقرة) و (أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴿80﴾ البقرة) أيام معدودات المعدودة أيّ أيام كأن أقول لك صم ثلاثة أيام في الشهر أي ثلاثة هذه أيام معدودة من أي ثلاثة بالأول أو بالآخر؟ غير محدد هذه أيام معدودة عندما أقول لك معدودات كالأيام البيض 13 و14 و15 من كل شهرٍ عربي هذه معدودات لأنها محددة. مثلاً الذي قاله رب العالمين عن الحج (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴿203﴾ البقرة) وهي أيام التشريق ما في غيرها لما قال في مكان آخر (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) على راحتك في أيّ أيام خمسة أيام وهكذا (سَبْعَ سَنَابِلَ ﴿261﴾ البقرة) و (وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ ﴿43﴾ البقرة) سبع سنابل من أي حقلٍ كان، سبع سنبلات بعينها فلان سنبلة فلان سنبلة محددة معروفة الأماكن والشكل واللون. فهنا لما رب العالمين مرة قال (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) كلها ثم قال حتى تلك الرهيبة وهي الخطيئات لأنها معدودة محددة معروفة لا ينساها العبد ويتذكرها جيداً وهو على فراش الموت وهي التي تهلكه وتوبقه يوم القيامة. النبي صلى الله عليه وسلم قال (إياكم والسبع الموبقات) الموبقات لم يقل الموبقة وفعلاً الموبقات حوالي خمسين ستين وحدها الكبائر حوالي سبعين ثمانين لكن هذه الموبقات المهلكات قال سبعة وهي قتل النفس وعقوق الوالدين أكل الربا أكل مال اليتيم أما عندك الغيبة والحقد والكراهية والسباب كثير جداً لكن هذه لا تقال عنها موبقات تقال موبقة هذه الموبقات لأنها معروفة محددة لا تتغير ولا تتبدل هذا الفرق بين (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ) و (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ).
أخيراً قال في سورة البقرة (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) بينما في الأعراف قال (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) أنت لاحظ أن آية البقرة فيها يعني قوة لماذا؟ رب العالمين يقول (وَإِذْ قُلْنَا) أنا رب العالمين الذي قلت أنا قلت لكم، لما كان المخاطِب رب العالمين يكون عطاؤه أكثر يعني فرق بين الملك يخاطب زيد من الناس وبين الملك يبعث واحد قل لفلان وفلان شيء يعني عندما يخاطبك الملك مباشرة يكون عطاؤه أعظم بينما عندما يرسلك شخص يبلغك يكون العطاء أقل والله قال (وَإِذْ قُلْنَا) قال (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) واو للتأكيد تدل على كمية العطاء الهائلة بينما في سورة الأعراف أنبياء كانوا يتكلمون معهم وليس رب العالمين بشكل مباشر قال (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) يعني لو أنك ذهبت إلى الملك قلت له يا صاحب الجلالة في واحد فلان الفلاني محتاج قال له سنكرمه فلما تقابله أنت وجهاً لوجه لا سنكرمك بقوة لأنه أنت عطاؤه مباشر. هذا الفرق بين (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) و (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) مثل قوله (إنك لعلى خلق عظيم) و (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ القلم) هذا للقسم قسم تأكيد. إذاً هذه هي الفروق بين الآيتين وأنت لو تأملت بها جيداً وقضيت معها ساعة من الزمن لأدركت تفصيلات دقيقة جزئية لا يمكن أن تدركها .النظم القرآني يكتبها لك كاملة يحتاج إلى 500 مجلد عن طريق هذه اللغة الأعجوبة لغة القرآن الكريم (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴿195﴾ الشعراء) الكلمة الواحدة معبأة بعدة معانٍ واتجاهات وإيحاءات وعد المسلمين أن يعرفوا ذلك جيلاً عن جيل. هذا الجيل آن له أن يعرف هذا المتشابه لأن هذا الجيل تكاملت عنده جميع الفتوحات التي فتح الله للناس بها. يعني ممكن الآن بالمعارف والجامعات وثقافتك العامة والاختراعات وما يجري في العالم تستطيع أن تفهم فالنبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعرف ما معنى قوله تعالى (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴿65﴾ الأنعام) قال (الله أكبر هذا أعظم ولمّا يأتي تأويلها بعد) كيف رب العالمين سيفتن المسلمين ويذيق بعضهم بأس بعض وهم أمة واحدة متراصة؟ الآن عرفنا بسهولة مما يحدث في العراق وفلسطين وفي الشيشان وفي كل مكان والبقية تأتي (حتى يقتل الرجل آخاه وجاره وابن عمه حتى لا يدري القاتل لم قَتَل ولا المقتول فيما قتل) هذا يجري الآن أنت تفخخ نفسك في سوق فيه أطفال وفيه عمك وأقاربك وابن عمك وجارك تفخخ نفسك بسوق بسيارة بمطعم بجنازة، قبل يومين جنازة يعني ناس عندهم مجلس عزاء سبعين واحد قتلوا في عزاء ناس أتوا لكي يعزوا بشخص ميت وهذا الميت مقتول اغتاله شخص ما فأقاموا له مجلس عزاء فيدخل واحد يفجر نفسه في هؤلاء المفجوعين المكلومين يقتل نسائهم وأطفالهم ورجالهم يا الله من كان يصدق هذا؟ من كان من أصحاب النبي يخطر بباله هذا الذي يجري في العالم العربي والإسلامي الآن؟ والغريب أن كل الشواهد تشير إلى أن هذه القوة الهمجية الزاحفة علينا ستعمم هذا في كل البلاد الإسلامية لن تستثني بلداً واحداً إلا من رحم ربي ولكن الله ليس غافلاً (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴿30﴾ الأنفال) وأسأله تعالى أن يحفظ العالم الإسلامي كله من هذا الوباء.
إتصال من الأخ صالح من السعودية: هذا الحاصل اليوم أنه من عند أنفسنا والشيء الثاني أنه ما من أحد يديم الله عزه ودولته إلا بالعدل حتى شيخ الإسلام رحمة الله عليه قال (إن الله ليديم الدول الكافرة إذا كانت عادلة) هذا البعبع الدولي بدأ الآن في ظلمه وعلوه وتجبره فأتمنى منكم وقفة أن لكل ظلمٍ نهاية وأن هذا الأمر في طريقة إلى الزوال.
الإجابة: أبشر والله العظيم هذه القوة الغاشمة الزاحفة والله بدأت تترنح كما ترنحت قوى عظيمة في التاريخ كما تفضلت الظلم لا يدوم وليس ابن تيميه الذي قال، رب العالمين يقول (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴿117﴾ هود) إذا كانت الدولة مشركة وكان الشعب كافراً لا يؤمن بالله ولكنهم يحققون العدل بينهم فإن الله لا يهلك هذه الدولة في الدنيا ولكن يهلك المسلمين إذا ظلم بعضهم بعضاً وقد ظلم بعضهم بعضاً فقال تعالى (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) ولما نزلت هذه الآية في حديث رواه مسلم وغيره يقول صلى الله عليه وسلم (سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني الثالثة، سألت ربي ألا يميت بأمتي بالسَنَة أي بالقحط والجوع وأعطانيها) فعلاً كما ترى المسلمين ما شاء الله المسلمين من أغنى الأمم (سألت ربي ألا يسلط على أمتي عدواً من سوى أنفسها يستأصل بيضتها فأعطانيها) ولهذا ابشر يا أخ صالح لن تفنى هذه الأمة بل هي الوارثة والوريثة لهذا الكون (ثم سألت ربي أن لا يجعل بأس أمتي بينهم فمنعنيها) قال لا (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) لماذا؟ لشدة ما ظلم بعضنا بعضاً وأنت تعرف التفاصيل. ما من أمةٍ في هذا الجيل وأجيال سابقة شاع التظالم بينها كما شاع بين المسلمين والغريب أنهم يحسنون التعامل مع غيرهم والله العظيم ما من أمة تحسن التعامل مع اليهود والنصارى والأمم الأخرى بالعدل والمودة والمحبة واللطف مثل هذه الأمة ما عندنا مشكلة لا مع يهودي ولا نصراني ولا بوذي ولا أمريكي ما عندنا مشكلة إطلاقاً، في غاية الوداعة في غاية الأمان لكن فيما بيننا كما تعرف منذ أن مات النبي صلى الله عليه وسلم وإلى هذا اليوم وسيوفنا في رقاب بعضنا أما الآن ليس فقط سيوف بل تفجيرات تفخيخات خرق العيون بالدريل واغتصاب نساء ومقابر جماعية ودفن أحياء وتعمد العلماء وأصحاب الكفاءات لم يبقوا لا طبيباً ولا مهندساً ولا عالماً إلا ذبحوه ذبح الخراف ويصيح الله أكبر، عهد الخوارج مستمر وهذا من قدر الله (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ).
اتصال من الأخت أم فهد من دبي: هل هنالك ذنوب لا تغتفر؟
الإجابة: الشرك فقط وطبعاً هناك لا تغتفر أصلاً وهناك لا تغتفر إلا بعد أن ترى نجوم الضحى جهنم وهي الدماء يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لم يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) كل الذنوب بتوبة باستغفار بألم ببلاء بحج بعمرة بانكسار لله عز وجل بر والدين يعني لكن القتل لا، خاصة وخصوصاً إذا كان القتل على العقيدة يعني واحد يتهم واحداً أنه كافر وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وهو من أهل القبلة ويذبحه ذبح الخراف. يا ابنتي تصوري أن سيدنا عثمان يُفتى بأنه كافر ويذبحوه ولم يسمحوا لأحد أن يصلي عليه، عثمان ذو النورين الذي يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم (ماذا على عثمان بعد هذا) والله يقول (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴿100﴾ التوبة)، سيدنا علي إمام هذه الأمة أُفتي بأنه كافر أنت كيف تقبل التحكيم لغير الله؟ وهم الذين قالوا تعالى نحكم الحكمين ورب العالمين سبحانه وتعالى حكّم حكمين في زواج (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا ﴿35﴾ النساء) ومع هذا أفتوا أن علي بن أبي طالب مشرك وما صلوا عليه ولم يسمحوا لأحد أن يصلي عليه. بالله عليك إذا كان علي مشركاً إذاً من هو المؤمن؟ والمصيبة أن المسلمين إلى الآن لم يتحركوا قتل عمر وقتل عثمان وقتل علي وقتل الحسين وقتل الناس أشكال وألوان وذبحت الأمة ذبحاً قتل العلماء وأناس مجهولين يعني سيدنا عثمان حاصروه أربعين يوماً لم يعرفهم أحد وبينه وبين المسجد النبوي كيلومتر ولم يهتز أحد تتوقع أن الأمة تهتز تفيق لكن أبداً فالأمة مفتوحة على الآخر والأمة هذه مخترقة اختراقاً عجيباً وسيبقى هذا الاختراق إلى يوم القيامة (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) كل خمسين سنة تهدأ الأمة ثم تبدأ، نحن وعينا من سنة العشرين إلى سنة العشرة الأمة في غاية الروعة الآن كما ترين وهذا داء يسعر هناك في التاريخ عندما كان الرجال رجالاً وكان الناس صلحاء ولم يكن هنالك فضائيات ولا أمريكا ولا إسرائيل الخ المسلمون من المشرق إلى المغرب ومع هذا قتل بعضهم قتلاً بقسوة غير متناهية كما يفعلون اليوم في العراق وفي غزة وفي الشيشان وأفغانستان بعضهم يذبح بعضاً يتهمه بالشرك والكفر وهذا قتلٌ لا يُغفر (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا (93) النساء) يقتله على دينه (فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿93﴾ النساء) إذاً الذنوب التي لا تغفر يا أم فهد الشرك أو أن تقتل أحداً يقول لا إله إلا الله متهماً إياه بالشرك هذان الذنبان لا يغفران.
اتصال من الأخت أم مروان من دبي: في سورة البقرة (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ ﴿261﴾ البقرة) معنى هذا أن هنالك حبة لا يعلمها إلا الله هي التي تنبت هذه السبع سنابل التي تؤتي بذات حبة فهذا كأنه حقل لحاله وأضاف الله (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿261﴾ البقرة) يعني هذا قدر أكبر هذا القدر الأكبر كأن هذا حقل لحاله وهذا حقل لحاله؟
الإجابة: هذا سنذكره قريباً إن شاء الله عندما نتكلم عن قوله تعالى (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ﴿19﴾ الروم) وفي آية أخرى يقول (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ﴿95﴾ الأنعام) ومخرج اسم الفاعل إذاً الفرق بين يخرج ومخرج هو الذي سيجيب عن هذه اللطيفة فلا نستبق الأحداث وبارك الله فيك على هذا السؤال الجيد الراقي.
إذاً رب العالمين سبحانه وتعالى لما قال (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) وهذا حكمٌ عام جاء في الكتب الثلاثة ونحن نعرف أن هناك أحكام مشتركة بين التوراة والإنجيل والقرآن شرعُ من قبلنا شرعٌ لنا وأحكام محددة وآيات محددة حينئذٍ المسجد الذي هو مكان الصلاة سواء كان كنيسة أو بيعة أو جامع مسجداً في العبادة الصحيحة في زمن سيدنا موسى وزمن سيدنا عيسى وزمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أجرها واحد وكلنا نعرف ما هو أجر المساجد، مجرد حبها (رجلٌ معلقٌ قلبه بالمساجد) (من دخل المسجد فهو ضامنٌ على الله) (ثلاث مجالس العبد فيها على الله ضامن ما كان في مسجد جماعة وما كان في مجلس مريض وما كان في مجلس إمام تعزّره وتوقره) هذه المجالس العبد فيها على الله ضامن. فرب العالمين لما يقول لبني إسرائيل (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) قبل الدخول وبعد الدخول وأثناء الدخول كما يدخل المسلم المسجد كما قال صلى الله عليه وسلم (أحب البقاع إلى الله المساجد) وقال (المساجد بيوتي وعُمّارها زوّاري وحقٌ للمزور أن يُكرِم زائره) والحديث في هذا الباب تعرفونه جيداً ما هو فضل الصلاة في المسجد على الصلاة في البيت؟ ثم ما هو حكم من يعتاد المسجد عند الله؟ قال نشهد له بالإيمان. وحينئذٍ فهذا الموضوع كله كان قد حُكي لبني إسرائيل عندما قال لهم سبحانه وتعالى (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ).
اتصال من الأخ عبد الجليل من أبو ظبي: أنا ارتكبت ذنوباً كثيرة إلا القتل ولا استطيع أن أنام فما المفروض أن أفعله لتكفير الذنوب ولكي أقدر أن أنام؟
الإجابة: إذا كنت لا تستطيع أن تنام من كثرة ذنوبك فهذا شيء عظيم فهذا الندم والندم توبة إذا كنت نادماً إلى هذا الحد الذي لا تنام معه فاعلم أن الله قد غفر لك ذنبك فعليك أن تضاعف الطاعة وعليك بالاستغفار يا ابني (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴿82﴾ طه). يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من سره أن يرى صحفيته يوم القيامة فليُكثر من الاستغفار) والاستغفار هذا عبادة العبادات ولا يعني الاستغفار أن تكون أنت مذنباً النبي صلى الله عليه وسلم كان في كل مجلس يستغفر سبعين مرة قال (أفلا أكون عبداً شكوراً) الاستغفار هذا مثل الأسبرين فالأسبرين هذا للصداع والحمى وكل الأمراض فالاستغفار للرزق والكرب والهم والذنوب فعليك بالاستغفار فالاستغفار يكون أعقاب الطاعات فضلاً عن المعاصي فهذا زاد المؤمن إبليس يقول (أهلكنا الناس بكثرة الاستغفار).
إذاً رب العالمين كما تعلمون لما قال (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) كما الله قال بالضبط نفس المعنى مع اختلاف كبير في الحيثيات (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴿3﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴿4﴾ قريش) (اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ) يعني الشكر على تلك النعمة وقبلها قال (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿1﴾ الفيل) شكراً لهذه النعمة الذي آمنكم من خوف وهنا أطعمكم من جوع.
ننتقل من هذه إلى شبيه جداً حتى تقيسوا عليها، اسمعوا ماذا قال الله في البقرة 35؟ (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا﴿35﴾ البقرة) وآية الأعراف تقول (وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا ﴿19﴾ الأعراف) ما قلناه في هاتين الآيتين عن بني إسرائيل عليك الآن أن تقارن بين (يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا) بالواو وبين (وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا) وحينئذٍ عليك أن تعرف كل ما جاءتك آيتان متشابهتان بهذا الشكل، حرف ناقص حرف زائد كلمة ماضي كلمة مضارع ولما سألتنا الأخت أم فهد عن هذا الموضوع سبع سنبلات الخ هذا تأتي مع الفرق بين (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ﴿19﴾ الروم) أو (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ﴿95﴾ الأنعام) اختلاف كامل.
اتصال من الأخ خالد من السعودية: إذا في إمكانية عمل مناظرة بين المسلمين بين السنة والشيعة لتوضيح ما يختلف عليهم من أمور فمثلاً يعني القذف بالنسبة للسيدة عائشة رضي الله عنها ؟
الإجابة: أقول لك شيئاً ما من فرقة إلا ودخلها دَخَن ثم يبعث الله لها من يأخذ بيدها وأنت تعلم أن الشيعة أنواع ومن الشيعة الذي صححوا كثيراً من الأخطاء الشيعة الزيدية وكثير من علماء الشيعة لا يرضون هذا ولكن أقول لك شيئاً رب العالمين يقول (لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ﴿31﴾ الرعد) (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴿119﴾ هود) يا ابني والله العظيم عندما سوف ترى نعيم الجنة يوم القيامة وترى النظر إلى وجه الله الكريم لعلمت أن هذه يعني سلعة غالية غلاءً لا ينبغي أن يستحقها إلا من يستحقها (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ العنكبوت) ولهذا إذا عافاك الله فاحمد الله عز وجل من عوفي فليحمد الله. قلت لك أناس فيهم صحابة قالوا بأن عثمان كافر وقالوا بأن عمر كافر وقتلوه وقالوا بأن علياً كافر وقتلوه هذا مكر الله. يا ابني مكر الله ولهذا عليك أن تعلم أن هذا الدين لا يقبل المساومة وكل واحد سوف يسأل يوم القيامة وسوف ينبغي له أن يقود الجواب وللأسف الشديد ما من جماعة من هذه الأمة ما من فرقة من فرقها استعملت القتل والسيف في الفريق الآخر إلا هي هالكة ولو شاء الله لهداها ولكن الله لا يريد. رب العالمين ما هدى عم النبي هدى واحد مثل وحشي قاتل حمزة تصور فعلاً ربنا له تصاريف عم النبي ما يهدى ويهدى قاتل حمزة الذي أحرق دم النبي صلى الله عليه وسلم وقلبه وحشي. وحينئذٍ دع الأمر لله عز وجل ما فينا واحد ما يعرف الحقيقة والله لا شيعة ولا سنة كلنا نعرف الحقيقة والذي لا يعرفها مغفل وهذا الدين لا يحمي المغفلين لكن تأكيداً لكلام الأخ الكريم الآن هناك غلوٌ في الطرح سواء من قبل السنة أو من قبل الشيعة أو من قبل الصوفية أو من قبل السلفية وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم وهابية سلفية ذبحوا حوالي 400 عالم ما بقي عالم إلا ذبحوه ذبح الخراف علماء بالسبعين سنة فلا تعجب فهذا هو نفسه هذا الخارجي يقول على عمر كافر فمن باب أولى يقول علي كافر. المشكلة كما تفضل الأخ الكريم ودافعت عن الأمر أن القضية ليست قضية تعميم هناك من المغالين هنا وهناك (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) من كلا الطرفين فالقضية قضية غلو يعني أنت في زمن النبي وزمن الصحابة لم يكن هنالك شيعة وسنة كان هناك مسلمين وبالتالي ذبح بعضهم بعضاً بوحشية وبحماس. والغريب كما قلت لك أن المسلمين مع العدو في غاية الرقة مع اليهود والنصارى حتى الخوارج في الصدر الأول يتعاملون مع النصارى واليهود بغاية الرقة أما مع المسلمين يبقرون البطون وفوق هذا جلسوا يتناقشون هل يجوز أن نقتل الأطفال مع الرجال؟ قالوا لا يجوز فما الحل؟ قالوا ألم يقل تعالى (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿26﴾ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿27﴾ نوح) فأولادهم فاجرون اقتلوهم وفعلاً بدأوا يقتلون الأطفال على كل حال قال تعالى (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ﴿17﴾ الحجرات) ولهذا نحن نقول المسلمون جميعاً هذا الفرق بين الشيعة والسنة والخوارج والقدرية الخ فالدنيا مليئة منهم والله أعجب يا أخي كيف بقي هذا الإسلام مع هذه الفرق وقضوا وقتهم بوهميات أوهام يريد يعرف الصفات وذات رب العالمين وهو لا يعرف نفسه الله قال (وَفِي أَنْفُسِكُمْ ﴿21﴾ الذاريات) أنت تعرف نفسك؟! أنت تعرف نفسك أنت أول مرة؟! وحينئذٍ خلق القرآن أربع عقود يذبحون، أربع خلفاء يذبحون كل العلماء القرآن مخلوق أو غير مخلوق؟ّ ما هذا الكلام الفارغ!! ولكن هذا قدر الله أمر الله (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) تنظيف، الجنة لا يدخلها إلا من يستحقها (حُفّت الجنة بالمكاره) هكذا. فحينئذٍ نقول رب العالمين تعالى سبحانه وتعالى بعد أن تكلم مع آدم قال (وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴿35﴾ البقرة) علّمنا أن الاقتراب من الشهوة لا بد أن تدخلها هذا لما خلا بالجنة – الجنة جنة أرضية هي ليست بالسموات جنة بستان بين نينوى وبين الموصل – وحينئذٍ إياك أن تقترب من أي شهوة لأنك إذا اقتربت منها فلا بد أن تقع فيها فالعبرة الأساسية من هذه الشجرة إياك أن تقترب من الشهوة إياك (من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيها) حتى لو كنت من الصالحين هكذا.
بُثّت الحلقة بتاريخ 18/4/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها