الحلقة 85
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) القلم) – (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) الأنعام)
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. مع شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في معالم قرآنية جديدة في آيات تبدو أنها متشابهة.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. نبدأ في هذه الحلقة بالفعل ضلّ يَضِلّ واستعمالاته في كتاب الله عز وجل تدعو إلى بعض التأمل. آية تقول (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) القلم) (بمن ضل عن سبيله) وهذه تتكرر دائماً بهذه العبارة وبهذا الأسلوب (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) ضلّ فعل ماض. سورة واحدة وهي الأنعام (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) الأنعام) حذف حرف الجر ليس فيها (بمن) (أَعْلَمُ مَنْ) وتلك الآية تقول (أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ) ضل وليس يضل وهنا (أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ) فما الفرق بين (بِمَنْ ضَلَّ) وبين (مَنْ يَضِلُّ)؟ فرق كبير جداً. ونهاية الآية (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) دائماً تأتي هكذا عدة مرات تتكرر (بِالْمُهْتَدِين) ومرة واحدة بسورة النجم قال (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) النجم) (بمن اهتدى) وليس (بالمهتدين) كل آية تقول بالمهتدين وهنا بمن اهتدى. وهذا أيضاً كل اختلاف وخلاف في كتاب الله عز وجل بحرف أو بحركة أو بصيغة أو بجملة لا بد أن يرسم معنىً جديداً ومن ظلم هذا الكتاب العزيز أن يمر عليها بنفس الاعتبار هذا يعني بنفس المعنى يعني (أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ) كـ (أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ) وهذا خطأ. ثم لدينا الموضوع الآخر (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) القصص) (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود) إختلاف كبير واضح جداً.
نبدأ بالموضوع وقبل أن نبدأ بالفرق بين التعبيرين نعرف ماذا تعني كلمة ضلّ بالنسبة لمرادفاتها. نحن عندنا كلمة ضل وتاه وضاع وفُقِد. فلان ضل الطريق فلان تاه عن الطريق فلان ضاع في الطريق فلان فُقِد في الطريق وكلها كلمات قرآنية. (ضلّ) واحد ماشي بالطريق السليم طريق واضح مستمر سموه هاي واي معبد الخ والناس الغالبية العظمى تطرقه، واحد قال يمكن لو أروح طريق ثاني يمكن لو أروح طريق ثاني يمكن يكون أقصر حتما ًعنده فلسفة ما في واحد يترك الطريق الذي عليه كل الشعب كل الناس كل الأمم وتقول الآية (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) الأنعام) هذا تفسر لك الفرق بين (من يضل) و(بمن ضل). كل من يضل عن الطريق السليم المتفق عليه عنده فلسفة يقول هذا ممكن أقصر يمكن أنا أجد فيه الضالة يمكن يكون فيه أشجار يفلسف وفي الأخير سيصل لماذا؟ لأنه هو متى ما ضل انتقل إلى المرحلة التي بعدها وهي تاه أنت أول مرة مهتدي أنت ماشي على الطريق السليم فيه إشارات مرور ومحطات استراحة وآلاف الناس معك يمشون أنت خطر بعقلك وقطعاً ما في أحد يخرج عن الطريق إلا عنده فكرة هو يعملها لنفسه يعني هو يفلسفها يقول يمكن إذا أطلع من هنا أحسن وكذا وبعيد عن العيون وحتى لا أحد يعني يفلسف. ومتى ما ترك الطريق السليم إلى طريق آخر يقال ضلّ الطريق، واحد. لما يصير في الطريق الآخر ما يعرف وين صار تاه كلمة تاهَ تحيّر بين طريقين صار عنده فرعين لما ترك الطريق السليم وقع بين طريقين لا يدري أيهما يسلك تاه (فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ (26) المائدة) وفعلاً بني إسرائيل يطلعون الصبح ويرجعون بالليل على نفس المكان لا يعلمون أين يذهبون بعدما طلعوا عن الطريق السليم وطلعوا عن طريق سيدنا موسى وعن التوراة والله قال لا خلاص أنتم هؤلاء لا تنفعون وعبدوا العجل وضلوا. تركوا الطريق السليم وعبدوا العجل لما ضلوا قالوا ماذا نفعل؟ وكل واحد يعمل سالفة وبقوا في سيناء أربعين سنة ينتقلون بين الطريق هذا وذاك وهذا يسمونه تاه فالذي يتيه هو الذي يتحير هذا مذبذب (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143) النساء) هذا تائه بين طريقين لا يعرف أيهما الصحيح لماذا؟ هو ترك الطريق السليم فصار بين طريقين كلاهما زائف فهو تائه. لما يتوه بعد التوهان يضيع، أبداً ما تعرف أين صار وين فلان؟ ما تدري يسمعون عنه بفلان بمكان ضائع لا أحد لاقيه صحراء كبيرة والذي يضيع هو موجود لكن لا يدرون أين؟ كيف يصلون لهم؟ وهذا في مثل في التاريخ العربي الإسلامي إذا واحد ضاع عنده شيء ولم يجده يقال “ضاع كما ضاع مصقلة” مصقلة هو أخو سيدنا عثمان لأمه فسيدنا عثمان جهز جيشاً لفتح فارس اللي كانوا يعبدون النار بقيادة مصقلة والفرس كما تعرفون أمة فلما سمعوا بهذا الجيش اختبأوا له بالجبال وأفسحوا له الطريق فمصقلة لم يكن عسكرياً محنكاً فبدأ يفتح بلدان وطرق ومحلات وناس فلم يرَ مقاومة، الناس بسطاء ومسالمين بالأمر ويسلمون عليه فهو تصور نفسه بدأ يفتح ولكن الجيش الفارسي كان في الجبال في الكهوف يتربص به وفعلاً لما أوغل مصقلة انقضوا عليه من الخلف وإلى هذه الدقيقة إلى اليوم إلى الآن لا يعرف أحد أين ذهب مصقلة بعد ما ترك الطريق السليم وضل إلى طريق آخر تاه بين طرق عديدة فانقضوا عليه وضاع اختفى إلى اليوم هل انقضوا عليه؟ هل قتلوه؟ هل أبادوه؟ هل هو راح في متاهات؟ هل هو مات من الجوع من العطش؟ ما أحد يعرف إلى الآن إلى هذه الدقيقة هذا الجيش الذي يقوده مصقلة لا يعلم أحد ولا يعرف عنه شيئاً. ولهذا إذا ضاع واحد أو ضل عن الطريق السليم على أساس أنه هو شاطر وعنده طريق آخر يعني يعرفه جيداً لما ضل عن الطريق السليم تاه ولما تاه ضاع ولما ضاع فُقِد إلى الآن يعتبر مصقلة مفقوداً. ولهذا دائماً نسمع بالجرائد وبالأخبار في الحروب أن فلان مفقود لا هو مقتول ولا هو موجود ضاع أول مرة ضل ثم تاه ثم ضاع ثم فُقد يعني لا أحد يعرف هو حي أو ميت هكذا الفرق. إذاً الضلال أن تخرج عن الطريق المستقيم وتنتهي بطريق آخر. والله سبحانه وتعالى دائماً يقول (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا (13) يس) الكلام في هذا متعب جداً بحاجة إلى سبورة وشرح ولغة عربية وقواعد ونحو ولكي نختصر الأمر نضرب مثلاً فريق كرة القدم كلكم تحبون كرة القدم وتعرفون أن هذه الكرة فريقين وتعرفون أن كل فريق كل فرد في الفريق يحاول أن يضع الكرة في المرمى إذاً الاستقامة أن تضع الكرة في المرمى (قل ربي الله ثم استقم) الاستقامة أن تلقي أن تلقي بالكرة على المرمى على طول وتصير هدفاً والحكم يصفر والمعلق يزغرد والناس ترقص لأنه طلع هدف هذا استقامة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال (شيبتني هود) لأن فيها (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ (112) هود) ما السبب؟ أسألكم سؤالاً الفريق الواحد فيه 11 شخصاً وكل واحد منهم كل همه أن يضع الكرة في المرمى السؤال كم واحد أفلح؟ ربما واحد وربما ولا واحد. حينئذٍ الذي يسجل الهدف يصبح مشهوراً والصحف تكتب عنه والناس ترفعه على الأكتاف، واحد وربما ليس هناك من يسجل هدفاً، تعادل بالأصفار لكن الذين يهدّفون مباشرة نادر، يعني شعب مليون مليونين عشرين مليون خمسين مليون يمكن أن تجد فيه أربعة أو خمسة أو ستة ينشهرون بأنهم هدافين أصليين ينصرون بلدهم ويفوز بالمبارة لأنه هدف ورمى الكرة في المرمى هذه الاستقامة قليلة. لكن كل فريق هو فريق شرعي ومحترم ونحبه بس لابد أن يكون عنده ضلال ما في إنسان ما عنده ضلال إلا واحد اثنين ثلاثة من البشرية كلها. جميع البشرية لا بد أن يكون عنده ضلال من طريقة ما من حيث هو يحاول يرمي كرة في المرمى لكن ما يفلح، يرميها قليلاً على يمين المرمى أو على اليسار، فوق المرمى حول المرمى هذا ضلال مشروع. كلنا فينا ضلال مشروع ما في واحد ما عنده ضلال مشروع يعني أنت تروح تصلي ترتكب خطأ، يعني هل كل المصلين على نسق واحد؟ الجواب لا واحد ساهي واحد غافل واحد ما يعرف يقرأ جيداً، هناك ضلالات لكنها مشروعة لأن كل شيء في هذا الكون لا بد وأن يكون معه هذا الضلال قطعاً هذه الآية (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا(17) الرعد) لا بد من كل مخلوق في هذا الكون أن يكون معه زبد رابي. هذا البستان الجميل الرائع ما يصير بستاناً إذا ما فيه شوك وأدغال وأفاعي من قوانينه، هذا زبد رابي ضلال لكن لا بد منه. لا يعمر البستان إلا هكذا. الزهور لا بد فيها من شوك بيتكم هذا البيت الجميل فيه مياه وفيه تواليت والخ كل شيء في هذا الكون كل إيجابي لازم يكون معه من الزبد الرابي. فالأديان تحاول قدر الإمكان أن تعزل بين هذا وذاك هناك زبد سام وهناك زبد يعني هل هناك سيل ما فيه زبد؟ مستحيل ولهذا رب العالمين نزل الشرائع نزل الخير نزل الأمطار نزل الثروات نزل الأفكار والفلسفات لكن معها زبد. هذا الزبد إما أنت تصفيه أو ينقلب إلى طوائف وفرق وضلالات وناس تقتل ناس كما هو واقعنا الآن جميع المذاهب والأديان والأشياء والحكومات والأحزاب والفئات في العالم اليوم الزبد فيها رابي جداً تقتل وتذبح وتكفِّر وتستولي هذا زبد لكنه لا أحد قدر يفصل بين هذا، ورب العالمين قال (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد) يذهب جفاء لكن بعد ما يخرب أحياناً إذا كان زبداً غير شرعياً في زبد شرعي يروح وتشرب ماء صافياً لكن لا، هناك زبد مؤلم لا بد من عمليات جراحية وهذا الفرق بين ينظِّف ويمحِّص، ينظف قليلاً ويتنظف يمحِّص الزبد داخل هذا تحت الجلد لا بد من عملية جراحية (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ). فرب العالمين عز وجل أعطانا فسحة كبيرة من السعة (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (78) الحج) ضلالات خروج عن الطريق شوي شوي صلاتك بالسنة بالفرض بالصوم هل هناك من يصوم وليس عنده زبد؟ بالله عليك أنت عندما تصوم من الفجر إلى تغيب الشمس ما تذكر في لسانك ولا واحد بسوء؟! قلبك ما يغفل عن ذكر الله ولا لحظة؟! والله العظيم هذا شيء نادر وبالتالي عندنا ضلالات بالصوم كثيرة لكن هذا من قوانينها. يمكن واحد بالمائة ألف ربما يكون صيامه بدون ضلال وهذا ضلال لكن ضلال مشروع هذا يعني من قوانينك. هذا معنى (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم) هذا معنى (كل ابن آدم خطاء) لازم، قانونك. ولهذا عليك أن تحتمل المذنبين الخطائين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألطف الناس عشرة بالمذنبين يمزح معهم فهذا قانونك لا بد أن تظلم هذا بما يخص الضلال.
حينئذٍ رب العالمين عز وجل فرق بين قال (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ) هو نفسه هذا واحد ضل يوم يومين ما صلى تكاسل عن صلاة الصبح هذا ضلّ. وهناك (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ).
——فاصل——
الضلال قانون حتى الأنبياء وصفوا به سيدنا موسى يقول (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) الشعراء) قتلت واحد لكنني كنت غير متعمد وكزته ومات. وقوله (إنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) يوسف) إذاً الضلال قانون. هل يمكن هذا الجسد الجميل الذي رب العالمين تباهى به وقال (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) لقمان) وقال (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين) وثبت طبياً أنه ما من خلقة أعظم ولا أكرم من هذا المخلوق الإنساني وهذا المخلوق الإنساني من غير الممكن أن يعيش بدون فضلات وبدون أمراض وبدون الخ، منذ أن تنشأ إلى أن تموت والزبد ماشي معاك (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً) ماذا لو لم يذهب الزبد جفاء؟ لو واحد أصيب بحصر البول أو بطنه ما مشيت ويوم يومين أو أسبوع أسبوعين وهو هكذا طبعاً يموت أو يمرض إذاً لا بد من التعايش مع هذا الضلال بقوانينه. قانون جسدك فيه بول وفيه غائط وفيه غازات وفيه مخاط والخ بالرغم من هذا الجمال الهائل هذا الهيكل المعجز هذا المعجز ما يعيش إلا بهذه الضلالات وعليك أن تتعامل مع الضلالات بقوانينها هناك مجاري بولية وهناك دورات مياه وهناك غائط وهناك تواليت وهناك هذا الكون كله. العلم والجهل والحكومة الحكومات العادلة يعني هل هناك حاكم ما عنده ضلالة؟ مستحيل يوم من الأيام أراد أن يصلح قضية معينة طلعت فاشلة أراد أن يقيم مشروعاً لشعبه ما نجح المشروع إذاً خارج عن الطريق لكن ضلالات مشروعة يعني الخطأ أو الضلال أو الخروج عن الطريق السليم أو عدم إصابة الهدف بالضبط وبالتالي كل فريق الكرة ضال ما في واحد منهم إلا ضرب الكرة وطلعت على اليمين لو على اليسار أو بالحاجز أبداً واحد وهذا الواحد يأتي بعد مائة ثلاثمائة محاولة ومحاولة واحدة تنجح وتفوت الكرة في المرمى
د. نجيب: لأن هناك مقاومة من الطرف الآخر وكذلك النفس الإنسانية عندما تهم بأي عمل كمقاومة إما من النفس ..
د. الكبيسي: وهذا هو الذي أقوله الآن فهناك ضلال مشروع وضلال غير مشروع ضلال غير مشروع ما هو؟ يقولك هو الضلال الكبير الضلال البعيد وما الفرق بين الاثنين فرق بين أني أنا أحاول أن أدخل الكرة بالمرمى ولكن أتت يمين أو يسار لكن لا، أنا متعمد رحت أضرب بالكرة فأدخلتها على مرمانا نحن لماذا؟ فيقول والله نحن أخوان وما في مشكلة فلأدخل الكرة على مرمانا! هذا ضلال كبير. وبالتالي مثلاً واحد الله هداه من الصالحين أبوه من الصالحين عمه من الصالحين نشأ في الإسلام وهو رئيس قومي ورئيس ديني فقال يا جماعة هذا إبليس هذا مدوخنا ومتعبنا هذا الشيطان أنا عندي فكرة أنا أقول لو نعبده حتى نخلص من شره قال والله فكرة جيدة وفعلاً أصبحوا فرقة يسمون اليزيدية موجودين الآن في العراق وفي سوريا وفي الإتحاد السوفييتي يعبدون الشيطان لماذا؟ واحد منهم مثل هذا اللاعب ضرب الكرة على مرماه على والله نحن أخوان وما في فرق هذا غبي مجنون لخبط الدنيا هذا ليس هناك من يمدحه على فعلته وسوف يعاقب عقاباً شديداً، هذا موجود في الحروب وبين الضباط والقادة العسكرية وفي الإصلاحيات وفي كل مكان في واحد مشاكس يلخبط الكون هذا من قوانين الكون أو في واحد مأجور وهذا يحصل أنه دولة تشتري هذا اللاعب وهذا حصل دول عربية أو دول عالمية يقول لك يا فلان نعطيك كذا مليون دولار وحاول أنت تخسِّر فريقك خائن كالجاسوس وفعلاً يتلاعب وما يلعب جيداً حتى الفريق المضاد يفوز ويأخذ هو المليون أو المليوني دولار. وهذا الضلال لا حصر لأنواعه (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) الأنعام) هذا يعني كل ضلال متعمد يصدر من واحد حاقد وكاره وناقم يكره الجميع هذا مستعد هذا مشروع خيانة جاهز وكل التاريخ الذين هؤلاء الناس أضلوا قومهم عن ضلال مليء بالحقد وكراهية وضيق صدر إلى أن يفعل هذا خذ الشيوعية وغيرها وكلها من ناس مرضى نفسياً يكرهون الجميع ويقتلون الجميع.
إذاً هذا هو الأمر، هذا (من ضلّ). أما (من يضل) لا، هذه جماعات فرق بين واحد هو ضل ولخبط هو لاعب كرة جاءته هجمة قال دعني أطلعها ورفعها فوق لأن الكرة حلوة وحبيت الناس يشوفوها يعني هذا كلام سخيف لكن هو في عقله أن هذا جيد وفعلاً شذ شذوذاً عن الطريق ورفع الكرة عالياً ولا صوب ولا شيء وخسر فريقه لماذا؟ والله كرتي نظيفة ولامعة وأحب أن يراها الناس وبالتالي لخبط الدنيا. لكن هذا تصرف فردي. هناك لا هناك مؤامرة بالجماعة بيد جماعة بيد آخرين متفق عليها سلفاً هذا من يضل (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ) لماذا؟ لأن قبل الآية يقول (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) جماعات وأحزاب ودول هناك دول وطاقات هائلة وجامعات هدفها أن تجعلك تضل عن دينك ضلالاً منقطع النظير بحيث لا ترجع إليه، وهذا نجح في كثير من المرافق. من أجل هذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً) هذا الذي يلبس عمامة ولحية واسمه إسلامي حزب الإسلامي والجماعة الإسلامية والمحاكم الإسلامية والوفد الإسلامي وناس تفجر ناس بالنساء والأطفال والرجال يعني إبادة جماعية ويصيح الله أكبر هذا وراءه ناس أقنعوه أن هذا هو الصح. الخوارج الذين بقروا بطون الصحابة وقتلوا سيدنا علي وقتلوا سيدنا عمر وقتلوا سيدنا عثمان واحد قال لهم هكذا واحد قال لهم هذا يهودي غير يهودي غير مهم لكن هناك واحد نذل تآمر معهم هذا (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ). هذا جماعات وأفكار وطوائف هذا شيء وبين اجتهاد شخصي واحد عقله صغير أو كذا أو لأمرٍ ما فكر تفكيراً سيئاً. ولهذا رب العالمين عز وجل يخبرنا كم هي الضغوط الموجودة علينا الآن! انظر الضغوط الموجودة عليك الآن: ماذا يقول رب العالمين يعني هذا المؤمن الله يكون في عونه على هذه الحالة التي يكون فيها أولاً هذا الشيطان يقول (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) ص) هذا واحد، يقول (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) الإسراء) هذا اثنين، ويقول (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا (18) يوسف) والله يقول (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا(23) يوسف) يا أخي واحد اثنين ثلاثة أربعة وقس على هذا في القرآن الكريم من هؤلاء المتربصين بك لا حصر لهم ويكونون متربصين بالمرسلين والصالحين والعلماء وهكذا وناس ضلت وانظر إلى هذه الآية (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الأعراف) صدِّيق موسى أبو بكر الصديق هو صديق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصديق سيدنا موسى وقام يأخذ الفلوس على الفتاوى فأخلد إلى الأرض واتبع هواه وما هو مشاهد اليوم في كل مكان كما قال المصطفى (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا) والأمر ليس أنك ترتد هو هذا الذي يفتي بتكفير الآخر الذي يفتي بأن الآخر خائن وهو غير ذلك هذا كله خروج من الدين ثم هذا القتل الإبادة الجماعية تصور (لم يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماَ حراماً). يا سيدي الكريم هذا الحديث أعجوبة (لا تقوم الساعة حتى تكون فتنٌ يصبح المسلم فيها مؤمناً ويمسي كافراً) قال (يبيع دينه بعرض من الدنيا) يا سيدي الآن الدنيا مفتوحة أنت اقتل وخذ مليارات وخذ ملايين وبالتالي من يصمد على هذا! فحينئذٍ هذه الضغوط التي من شياطين الإنس والجن ورب العالمين عز وجل قدم شياطين الإنس على شياطين الجن هؤلاء جماعة هناك طاقات عالمية هائلة تغير الشعب بالكامل بأسبوع واحد يعمل لك حزب وإذا الشعب كله مجنح ناس تقتل ناس وناس تذبح وناس وعشرين سنة يغيروه ويأتوا بغيره! وهكذا يعني في حياتي من الأربعينات إلى الآن شفنا النازيين وشفنا الشيوعيين وشفنا القوميين وشفنا البعثيين وشفنا الإسلاميين والكل يقتل والكل يكفر والكل يتهم بالخيانة والكل ذهب عشرين سنة قتلوا مئات ودمروا ثم جاء آخرين من صنع هؤلاء؟ هذا (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ) حينئذٍ الفرق بين بمن ضلّ وبين من يضلّ فرق هائل.
———فاصل———
سيف من العراق: سؤالي عن موضوع الهبة، والدي توفى قبل 16 سنة والآن أحد الإخوان والدي أعطاه هبة فهل يجوز أن يعيده إلى الإرث ويتقسمه مع أخوانه؟
الإجابة: إذا كان الوالد رحمه الله وهب لأخيك هذه الهبة وهو بصحته فهي لازمة وهذا من حق أخيك ولا يحق لكم أن تطالبوه بها يسمونها الحظوة، إهداء من الأب إلى الأخ الكبير يعطيه لكي يميزه على شرط أن لا يكون مريضاً بالمرض الذي مات به، هذا واحد. إذا هذه الهبة إعطاء الوالد رحمه الله لأبنه الكبير لأخيك وكان مريضاً بالمرض الذي مات فيه هذه التي لا تلزم إلا في حدود الثلث، يأخذ ثلثها فقط ثلث هذه الهبة والباقي يعود عليكم بالورثة. ومع هذا يا ابني كما قال الدكتور نجيب يعني أنتم أخوة ولا ينبغي أن يكون هذا المال مفسداً للعلاقة بينكم وللأسف الشديد كثيراً ما في العالم الإسلامي كله أموال التركة تحدث شقاقاً بين الأخوة ويومياً نسمع مكالمات هذا أخونا هذا ما يقبل يعطينا أخونا استأثر بالمال فلان ما يقبل يعني ولهذا هذه قضية معروفة المهم أنت وأخوك على خير وحاولوا أن تحلوا الموضوع والمفروض لأن أخوك لما رآكم أنتم غير مرتاحين يقول هذه الهبة هذا المفروض وإن شاء الله خير.
نعود إلى موضوعنا (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ) رب العالمين عز وجل يحذرنا من الجماعات التي تُضِل لماذا؟ لأن لها أساليب رب العالمين يعلن أنه يعلم هؤلاء الذين يضلون الناس بأساليبهم التي كثيراً ما تنطلي. وفعلاً لو تقرأون التاريخ الإنساني كله من آدم إلى الآن في الديانة المسيحية في الديانة اليهودية ناس من أقرب الناس إلى النبي أقرب الناس إلى عيسى خانوه وأقرب الناس إلى موسى خانوه وأقرب الناس إلى محمد خانوه أهله وأعمامه. وحينئذٍ هذه قضية كونية لا ينبغي أن تزعل منها أو تيأس وإنما عالجها إثبت أنت والتزم بالطريق ولهذا قال (قل ربي الله ثم استقم) (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا (30) فصلت) والاستقامة كما قلت نسبية الذي يرمي الكرة بالهدف هذا شيخ المستقيمين هذا نبي هذا رسول الذي يرمي الهدف في المرمى دائماً لا يفعله إلا رسول ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال (شيبتني هود) والله قال له (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) ولقد استقام النبي صلى الله عليه وسلم ولكن على حساب صحته وطاقته وكما تعرفون تورمت قدماه لكن كل من يحاول أن يرمي الكرة في الهدف لكن جاءت يمين، يسار، غير دقيق فهو مستقيم يعني واحد راح المسجد راح يصلي وحصل خلل ما يبطل الصلاة لكن خلل معين في تسبيحة ثم يصلحه أو واحد يصلي وترك وقت لأمر ما كسلان الصبح ما قام هذا كله لا يخل باستقامته ولكنه خطّاء وخير الخطاءين التوابون. ورب العالمين عز وجل من فضله قال سوف أزن أعمالكم من زادت حسناته على سيئاته فذاك الذي يدخل الجنة من غير حساب وما من أحد إلا ويخطئ
أم عبود من العين: هل يمكن أن نعرف الفرق بين العدّ والإحصاء في القرآن الكريم؟
د. الكبيسي: هذه تكلمنا عنها في السابق. (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) مريم) العدّ واحد اثنان ثلاثة أما الإحصاء كل شخص عمره وشغله وفصيلة دمه، معلومات كاملة. رب العالمين يحصي إحصاءً كاملاً. (إن لله تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) لم يقل عدّها، إحصاء الأسماء الحسنى ليس قول الرحمن الرحيم الملك القدوس وإنما معرفة كل إسم معناه ومنافعه، من عرف هذه الأسماء ومعناها دخل الجنة.
فرب العالمين عز وجل لما قال (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) أي الصواب والخطأ، الهداية والضلال، الخرافة والحقيقة.
جمال من سوريا: في سورة الفاتحة قال تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) الفاتحة) فمن هم الضالين؟ هل هم النصارى؟
الإجابة: المغضوب عليهم هم الكفار كل من ينكر الله عز وجل والضالّ هو المنافق فالضالّ هو الذي عرف الحق وضل أما المغضوب عليهم هو الذي لم يؤمن بالله أصلاً،
جمال من سوريا: صديقي مسيحي وأعامله معاملة طيبة إلى درجة أنني أقرضه مالاً فهل هذه المعاملة أجزى عليها أم لا؟
الإجابة: نعم تجزى عليها بالمائة مائة أنت أولاً إنساني الشيء الثاني هذا الدين الوحيد الذي أزال الحدود بين كل الأديان (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285)البقرة) (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران) هذا واحد. ثانياً (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة) (أوصيكم بذمة محمدٍ خيراً) وحينئذٍ هذا الدين الذي اتُهِم بالإرهاب والتشدد الوحيد لا ثاني له الذي أزال الفروق بين الإنسان فالإنسان أخو الإنسان الوحيد هذا الدين الذي لا يفرّق بين لون ولون ولا بين قومية وقومية ولا بين دين ودين ولهذا فهو دين الله الخالد وكل ما عداه سيذهب إلى جفاء من حيث تلك الأديان تفرق بين الناس وتكذب على الناس وتكفر الناس وتقتل الناس ما عداك أنت. فتعامل مع هذا المسيحي بإخلاص وبمودة وبصدق وهذا شأن الخلق الإسلامي
د. نجيب: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة) تأمل هذا.
شذى من بريطانيا: أنا موضوعي أنني تبرعت بكل أعضائي بعد الموت فما رأي الشرع في هذا الموضوع حلال أو حرام؟
الإجابة: بعد ما يقرر الأطباء بعد عمر طويل وهذا عمل عظيم على شرط الأطباء ما يستعمل هذه الأعضاء إلا بعد ما يقول الأطباء لقد ماتت فعلاً وتدفن الآن يعني ليس موتاً سريرياً بل موت حقيقي بحيث يأخذوك ويدفنوك -بعد عمر طويل- وتذهبين إلى الجنة. إذا ورث إنسان إبريقاً في مسجد أو حنفية ماء في الشارع أجرها عظيم صدقة جارية فكيف تتبرعين بأعضائك لحيّ من الأحياء تنقذين حياة (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32) المائدة)؟! كما قال رب العالمين فهذا عمل شجاع وكريم وعظيم على شرط أنه ما يبدأ الأطباء في استعمالها إلا بعد الموت الحقيقي الكامل الذي هو الجثة تدفن وإن شاء الله أنت مأجورة وسوف ترين أن الله سبحانه وتعالى سيجزل لك العطاء خاصة وإذا استفاد أحد الناس أو العلم بالتجارب طلاب كلية الطب أحد المرضى من هذه الوصية فاعلمي أنها أعظم عمل جاري بعد موت الإنسان.
حسن من ليبيا: أنا أخرج الزكاة كل عام ومرة من المرات أعطيتها لإمام جامع المنطقة فبالصدفة اكتشف أهالي المنطقة أنه يبني فيلا في منطقة ثانية وعنده أرض وماشية من الإبل وهو ليس لديه إلا مرتبه فمسكوه حتى اعترف فالمبلغ الذي أعطيته له قيمة الزكاة هل أدفعه مرة أخرى؟
الإجابة: والله يا أخي نحن لا نفتي ومع هذا فهذه فيها رأيين رأي يقول وقعت في يد الله قبل أن تقع في يد هذا الإمام والإمام هو المسؤول هذا رأي وفي حديث قال (وقعت في يد الله قبل أن تقع في يد اللص) هذا واحد ورأي ثاني يقول لا أنت قد عرفت الآن عرفت أن هذه زكاة ما وصلت فعليك أن تدفعها ونحن كلنا في الحقيقة أنا واحد من الناس حصل معي هذا وأعطيت مبلغاً لأحد الناس وتبين أنه ما أوصل هذا المبلغ فأنا الآن أسدد هذا المبلغ من الراتب قليلاً قليلاً لأنه كان مبلغاً كبيراً وعلمت أن هذا الرجل فعلاً سرقه ولم يوصله علمت هذا فلا بد أن أدفعه. وفي رأي يقول لك لا، أنت سلمت بيده وهو المسؤول هذا رأي لكن ما دام الواحد على قيد الحياة ما دام أنت حي إن شاء الله كل يوم طلع لك جزءاً حتى أربع خمس سنوات إلى أن تسدد وأنت مأجور إن شاء الله أجرين مضاعفين والمصيبة أن واحد يسرق مال الزكاة والله هذه هي المصيبة!.
إذاً هكذا هو الأمر ونرجع نلخص الموضوع الاستقامة المطلقة لبعض المرسلين وليس لكلهم هذا واحد. ثانياً ضلالنا نحن حول المرمى ضلال مشروع ولا بد من ذلك (كل ابن آدم خطاء) (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون) وهذا من سعة الله الواسع، لكن أين المصيبة؟ في ذلك الضلال المتعمد الضلال الكبير ضلال من يشرك بالله (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) النساء) ضلالاً كبيراً ضلالاً عظيماً هذا الضلال المصيبة السوداء هذا الذي لا يُغفَر كل ضلالٍ وأنت تسدد الكرة إلى الهدف ولكن ما أصبت ولكن نيتك سليمة هذا عبادة ومقبولة ولا تحاسب عليها يوم القيامة (إنما الأعمال بالنيات). من أجل هذا نخفف عن أنفسنا ونحسن الظن بالآخرين ونحسن الظن بالخطائين وأن نعالجهم ولا نعاقبهم وحينئذٍ تعرف بأن الله سبحانه وتعالى هو الواسع الغفور الغافر الغفّار لذلك فإن الضلال كثير من جوانبه قانون من قوانينا. ما في واحد يركب سيارته في الطريق إلا يعمل مخالفة وانظر المرور هل هناك سيارة في دبي ما عليها مخالفة؟! مستحيل حتى رئيس الدولة لكن هذا مقبول لكن أن تكون سكراناً وتمشي بالشارع تضرب هذا وذاك هذه ليست مخالفة هذا ضلال كبير وبالتالي (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف) من أجل هذا علينا أن نعرف أننا من عباد الله وأن الله الواسع الغفار وإياك أن تعاند الله سبحانه وتعالى أي الضلال المتعمد أن ترمي الكرة متعمداً لكي تفشل الفريق.
د. نجيب: الله سبحانه وتعالى لم يضله ولكنه هو أخذ الأسباب ليضل.
د. الكبيسي: رب العالمين خلق فيه طاقة الضلال فكأنه لما خلق بك هذه الطاقة استعملتها الله خلق بك العين فاستعملتها استعمالاً سيئاً هذا معناه.
د. نجيب: شكراً شيخ، باسمكم جميعاً أشكر الأستاذ العلامة الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله على هذه الحلقة الثرية والإعادة إن شاء الله غداً صباحاً الساعة الثامنة بتوقيت الإمارات شاكراً الإخوة والأخوات الذين شاركوا معنا على الهواء وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بمشيئة الله.
بُثّت الحلقة بتاريخ 21/5/2010م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها
—————-
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2179
على
تحميل الحلقة صوتيا mp3 بحجم 5.5 ميجا تقريباً
على