الحلقة 94
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) التغابن) – (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة)
الدكتور نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. ها نحن مع شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في هذه البدائع والروائع القرآنية ليتحفنا في هذه الليلة المباركة ببعض الآيات القرآنية التي تبدو أنها متشابهة.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم، آية تتكرر في كتاب الله عز وجل (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) التغابن) (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة) تكررت بنفس النص فيما عدى مرة واحدة أضيفت فيها كلمة (واحذروا) (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ). الشائع الآية (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)، آية المائدة قال (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة) زاد كلمة (احذروا) في آية المائدة قبل توليتم وكلمة (فاعلموا) قبل قوله (أنما على رسولنا البلاغ المبين) وهذا من نسيج القرآن الكريم ما من حرف يزيد ولا ينقص إلا وفيه معنى كبير، كيف؟ هنا أضاف جملتين جملة (احذروا) فعل وفاعل وجملة (اعلموا) فعل وفاعل فجملتان وليس كلمتان فقط. تذكرون في حلقة سابقة من شهور تكلمنا عن المتشابه في قوله تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) الأنفال) و (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) و (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) النور) ثلاثة أساليب في الكتاب العزيز. أطيعوا الله ورسوله فيما بلغ عن ربه أطيعوا الله وأطيعوا الرسول لله طاعة وللرسول طاعة يعني فيما جاء من سننه (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) آل عمران) الكتاب والسنة، (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) وحده باعتباره رئيس دولة. حينئذٍ هذا تحدثنا عنه في وقته، الآن فقط لماذا في كل الآيات (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) لماذا في المائدة (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) واحذروا لماذا؟؟ (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) واضحة تحدثنا عن هذا أن أطيعوا الله فيما أمركم به وأطيعوا الرسول فيما يأمركم به باعتباره نبياً من شرح الكتاب وبيان الفرائض وبيان السنن وكل السنة بكل أنواعها أطيعوا الرسول، إذاً لله طاعة وللرسول طاعة. لكن قال (وَاحْذَرُوا) أنت لكي تعرف هذه (احذروا) ينبغي أن تقرأ ما قبلها تعرف السياق ما هو السياق؟، في سورة التغابن (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) يتكلم قضية نظرياً يا جماعة يا مسلمين ترى طاعة الرسول واجبة طاعة الله ورسوله وإذا أنتم ما أطعتم الرسول أدّى الواجب وخلاص وبلغكم من حيث المبدأ. في سورة المائدة لما فيها أحداث قضية تطبيقية خطيرة والحذر أنت فقط إذا كنت عربيًا وأنت عربي أو تعرف اللغة العربية اعرف ماذا تعني كلمة حذر.
عندنا حذرون وعندنا حاذرون وعندنا خذوا حِذركم وعندنا خذوا حَذركم وهكذا هذا التصريف الهائل في هذه اللغة التي اختاره الله لحمل المطلق الإلهي. ما من لغة يمكن أن تحمل المعنى المطلق الإلهي الذي لا حدود له وفي نفس الوقت تحمل قدرة أن تفهمها أنت فهماً نسبياً على قدر عصرك وحاجتك وذهنك وعلمك كهذه اللغة العربية وقد شرحنا هذا كثيراً وأثبتنا هذا بالأدلة العلمية وخاصة في برنامجنا الكلمة وأخواتها. ما من لغة تحمل كل هذا الثراء في طياتها. كلمة حَذَر عندنا خوف وعندنا حَذَر خوف أنا خفت من هذا أسد هذا شط فائض هذا حريق هذا خوف. كلمة حذر أن تحاول أن تتفادى ذلك هذا حذر ما عندي أي وسائل فقط تبتعد. لما أقول لك خذ حذرك يعني ابتعد عن النار قليلًا لأنه ما عندك وسيلة ستحترق! هناك فيضان والنهر فائض خذ حذرك لا تنزل إبقَ على الجرف يعني أنت ما عندك أي وسيلة لكنك أنت أحذر أي حاول ألا تقع في الخطر ابتعد عنه ولما قال خذوا حذركم لا، هذا استعداد وأحضار جيش وسلاح يعني استعداد واحتياط وقدرة واتخاذ أسباب واتخاذ حيطة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) النساء) صورة كاملة مجتمع يغلي مجتمع يفور، خذوا حذركم ليس فقط أنت الذي عليك الخطر، لا، تسلّح واستعد و تدرب ونظّم جيشًا وفرقًا وأحضِر أسلحة وقيادة وهناك قيادة عامة وهناك قيادة ميدان هذا حِذْر (خُذُوا حِذْرَكُمْ). لكن سواء كان حَذَر أو حِذْر الأمر منه إحذَر، إحذَر حَذراً واحذر حِذراً فكلاهما الفعل أمر منها إحذر. فرب العالمين يقول للمؤمنين (خُذُوا حِذْرَكُمْ) إذاً عليك أن تحذر احذر معناها استعد وكن أنت واضح وعندك سلاح ومتخذ خطة (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ (60) الأنفال) هذا الحِذر. ولهذا رب العالمين في هذه الآية بالذات قال (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا) لماذا في الأولى لم يقل واحذروا؟ انظر ما هو قبلها؟ حذرك من ماذا؟ حذرك مما هو أخطر من العدو أخطر من القتال حذرك من أن تنهار وأن لا تكون مؤمناً إطلاقاً حتى لو صليت وصمت. انظر الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا (92) المائدة) إحذروا هذا الذي ذكرته لكم احذروا أكثر من العدو هذا خذوا حذركم منه أكثر من العدو فالعدو مؤقت يمكن يتصالح معي يمكن يسلم وقد أسلموا فيما بعد هؤلاء الذين حاربناهم. لكن هذه مصيبة السوداء التي منذ أن خلق الله البشرية وإلى يوم القيامة سواء كنت مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو وثنياًَ هذا الخطر يتهددك (خُذُوا حِذْرَكُمْ) سلاح وعتاد ووسائل ومراقبة ومنع وإلغاء مصادر الخمر ومصادر الميسر يعني احذروا (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا) عندما بلّغكم بهذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) ما قال اتركوه بل اجتنبوه وكلمة اجتنبوه عجيبة. فرق بين أن لا تفعلوا وبين إجتنب يعني لما رب العالمين قال لا تقربوا الزنا يعني كل مقدماته هنا ليس فقط لا تقرب بل اجتنب يعني من بعيد إذا رأيت خمّارة لا تمر من جوار الباب إذا رأيت مكان يُلعب فيه قمار لا تنظر إليه، اجتناب يعني بكل بنظرك ونفسيتك وأخلاقك وشهوتك وعواطفك ابعد هذا عن خاطرك اجتناب. وحينئذٍ هذا الخمر والميسر بعدها (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا) مما ذكرته لكم من قبل هذا حَذَر عليك أن تتخذ الحِذْر أسلحة معنوية ومادية وقوانين تمنع هذا وعقوبات بحيث أنت تجلد هذا الشارب الخمر أربعين جلدة بالنعال يا الله! يعني والله لو تقتله بطلقة أرحم. يعني أنا واثق أن أي إنسان كريم لو خيرته بين أن تضربه بالنعال وبين أن تضربه بطلقة سيختار الطلقة لأنها على الأقل أموت كريم وشريف فهو شرف أن تموت بإطلاقة النار أما أن أموت بالحذاء!! ولهذا تعرفون في التاريخ هناك أناس حكام وقادة ضربهم أحد مواطنيهم بالحذاء بقي الناس يذكرونها ألف عام ذلك الذي ضُرِب بالحذاء، لماذا؟ لأنه إهانة فشارب الخمر يضرب بالنعال وبالحذاء وبالثوب بينما القاتل يقتل يأتي قاتل فتحكم المحكمة بالإعدام على فلان أخذوه إلى المشنقة وإذا كان عسكري إطلاق نار ويتقبلها والرجال الرجال يتقبلها بهذه البطولة. رأينا حكاماً وزعماء وقادة معارضون حُكِم عليهم بالإعدام فاستقبل الإعدام بمنتهى الرجولة. ماذا لو جاؤوا بهذا المحكوم بالإعدام وجاؤوا بمائة شخص يضربونه بالنعال حتى يموت مأساة!. ولهذا رب العالمين جعل لزنا الثيب المتزوج ويزني زنا كامل يموت بالحجارة يعني والله عقوبة تنخلع لها القلوب ولهذا هذا الدين هذه الأمة الوحيدة التي فيها الأنساب صحيحة بالمائة مائة. لم يعد الزنا بالنسبة للمتزوجين مطروحًا أو أن المرأة المتزوجة تفعل هذا! لا تفعل هذا أولاً ليس في هذه الأمة (أوتزني الحرة؟!) والشيء الثاني هذه العقوبة التي تنخلع لها القلوب ولهذا قال (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) البقرة)
أيا جارة إن الدما تحقن الدما وفي القتل كم تنجو نفوسٍ من القتل
وأيّ قتل! (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)النور) حينئذٍ رب العالمين سبحانه وتعالى يقول لك الخمر والميسر هذا مصيبته سوداء لماذا؟ ما هي خطورته؟ إضافة إلى كل أخلاقياته يعني ابن الوردي كلامه كله حكم:
واترك الخمرة إن كنت فتىً كيف يسعى في جنون من عقل
إذا فيكم واحد حاضر مجلس خمر ونحن منهيين قال لا أواني الخمر ولا مجلس خمر ولا مائدة عليها خمر لأنه قال اجتنبوه إذا كان هنالك مطعم وفيه خمر لا تروح على مائدة فيه خمر قم وتحرك وإذا كانوا جماعتك اهجرهم، ومع هذا مع كل ذلك الذي شاهد منكم مجلس خمر بعد ساعة ساعتين لما يسكرون انظر ما الذي يحصل؟! مأساة! يعني ضراط وتقيأ وكلمات نابية وتبوّل على نفسه وهذا يعني أنت لو كنت صاحياً تقول فعلاً كما قال ابن الوردي:
واترك الخمرة إن كنت فتىً كيف يسعى في جنون من عقل
ما هذا الذي يجري بينكم؟ وكل هذا مقدور عليه، إذا اتسخت إذهب واغتسل. قال (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) ولعلكم تعرفون أو لا تعرفون أن من أعظم الذنوب يوم القيامة، نحن عندنا ذنوب محدودة ذنب على قدك يعني أنت مثلاً زنيت هذه جريمة هناك ذنوب عامة شاملة تحبط أعمالك لا يبقى لك عمل كالشرك بالله. لو كنت من أعظم الناس علماً وأدباً ونفعاً لكنك لا تؤمن بالله وتعبد الصنم أو الحجر إنتهى كل عملك لا قيمة له. من ضمنها العداوة والبغضاء سأذكر لكم بعض الأحاديث والله العظيم أنا أقول نحن فعلاً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يصلي في المسجد المائة والمائتان والألف والألفان ليس فيهم مؤمن” صدق رسول الله، لماذا؟ العداوة والبغضاء الآن شاعت في أمتنا شيوعاً جديداً من كم سنة يصلون في المسجد الواحد واحد يكره الثاني واحد ما يسلم على الثاني واحد ينظر إلى الثاني على أنه مشرك أو كافر وفعلاً المسجد فيه ناس تحكي على ناس وناس تسب ناس وناس تشنع على ناس ولو صلى خمسمائة سنة وصام مليون سنة لا قيمة لهذا! لو تقرأ النصوص الواردة في الكتاب والسنة عن البغضاء والحقد يعني هذا الحسد هذا قليل بالنسبة للبغضاء قليل جداً. الحسد هذا من آثار البغضاء يعني لماذا كل هذه المصيبة السوداء في البغضاء بالعداء والبغضاء هذه العداوة والبغضاء تفرق كل الذنوب الأخرى كما ستعرفون بعد قليل إذاً لما رب العالمين قال (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) فعلاً عداوة وبغضاء ولا صلاة ولا ذكر ماذا بقي لك؟!. (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) هذه الكلمة منتهون يعني إغراء فمباشرة وراءها (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا) هذا الكلام ليس كلامًا إنشائيًا! احذر من هذه المصائب من هذه الجراثيم إياك والخمرة والميسر فإن فيها شقاءك وشقاء أولادك ومجتمعك إذا شاع الخمر والميسر في مجتمع فقد تهاوى لأنه تكثر فيه العداوات بشكل خيالي. يعني تكفي أن تعلم أن مواسم المغفرة كثيرة ورب العالمين قال (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ (27) النساء) رب العالمين يحب عباده حتى إن سيدنا موسى عليه السلام مرة قال: يا ربي أنت تحب بني إسرائيل وأنا لا أحبهم،وتعلمون ماذا فعلوا بسيدنا موسى يعني عذبوه! واقرأوا القرآن الكريم وماذا فعل اليهود بسيدنا موسى! ومع هذا ردّ عليه الرب وقال (لأنك ما خلقتهم). فرب العالمين يحب عباده ولهذا رب العالمين كما يقول القول المأثور (ليرحمن الله الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس) من شدة رحمة الله التي تسع كل شيء حتى إبليس يوم القيامة يقول والله يمكن أن يغفر الله لي أنا أيضاً لأنه يرى كلها مغفرة وحينئذٍ مع كل ذلك رب العالمين عز وجل لا يريد لهذه المجتمعات أن تكون جحيماً وعداء يمزقها النبي قال (إن هذه الدنيا حلوة خضرة إن الله استخلفكم في الأرض فناظر كيف تعملون) ورب العالمين قال هذه الأرض اعمروها ( جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ (69) الأعراف) (أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ (61) هود). حينئذٍ هذا الخمر والميسر يعمل فيكم عملًا عجيبًا وكلنا نعرف هذا يوقع بينكم العداوة والبغضاء يعني هذا إبليس من بضائعه الشديدة الفتاكة المخدرات بكل أنواعها ومن ضمنها الخمر والميسر (وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ) وأنتم تعرفون الآن بلية العالم كله يعني أمريكا نفسها أفلحت في مرة من المرات أن تلغي الخمور بالكامل سبع سنوات لكن بعدها صار ضغط تجار وشركات والشركات كما تعرفون في النظام الرأسمالي هي الحاكمة سبع سنوات استطاعت أمريكا أن تمنع الخمور في بلادها المترامية وكثير من دول الغرب حاولت قدر الإمكان أن تمنع لكنها كثير ما تعجز.
———فاصل————-
كما كنا نقول من حيث أن كلمة الخمر في كتاب الله عز وجل تعني حاجة تطلق على جنس المخدرات جميعاً كل مخدر هو مسكر وكل مسكر مخدر كل ما خمر العقل. وأنتم تعرفون أن الشغل الشاغل في العالم مكافحة المخدرات يعني هناك مصادر للمخدرات أفسدت العالم. والمخدرات أصبحت سلاح المحتل وسلاح العدو وسلاح المستعمر وسلاح التجار أصحاب السوق السوداء وتجار الحروب وأغنياء الحرب المخدرات تفتك في العالم بالكامل وقامت حروب بين الدول من أجل المخدرات. وكانت أمريكا التي معروفة بقدرتها ومعروفة ما فيها من شعب حيّ وأساليب وعلماء وخبرات منعوا الخمور سبع سنوات دول أخرى حاولت وتحاول ولهذا يبقى المسلمون أو المجتمع الإسلامي الوحيد في العالم الذي كان إلى 15 قرن نظيفاً من الخمر إلا في العصر الحديث عندما اختلط المسلمون بالغرب. يعني مثلاً الإحصائيات الرسمية إلى عام 1918 كانت نسبة الذين يشربون الخمر في العراق وهذا إحصاء غربي إحصاء الجهة المحتلة وهم الإنجليز نسبة الذين يشربون الخمر في العراق إلى عام 1918 واحد بالمائة لما دخل الإنجليز 1918 العراق إلى عام 1936 أصبح نسبة الذين يشربون الخمر 25 بالمائة وحوالي 15 أو 16 سنة وهذا من تأثير الاحتكاك بالحضارة الغربية. الآن طبعاً بلا مبالغة يمكن النسبة في الستين سبعين بالمائة. وحينئذٍ (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (والبغضاء هي الحالقة لا أقول حالقة الشعر ولكنها حالقة الدين) يا الله!! يعني النصوص الكثيرة لما تقرأها ترعب لأن ما فينا واحد إلا في بينه وبين شخص ما بغضاء يعني تهاجر الإسلام. لما قالها قال بغضاء وحقد ومصارمة (أخوان متصارمان) يعني ما يحكي الواحد مع الثاني، أو يحقد عليه أو يبغضه وبالتالي هذا من الذي يخلو منه في هذا الزمان الذي نحن فيه؟!.
إتصال من الشاعر الأخ محمد نور يبارك للدكتور أحمد الكبيسي بمولوده حمد.
مريم النعيمي: كثر استعمال الخمر ويأتي غضب من الله
أم حاتم من فلسطين: أنا مريضة وعندي ربو في الصدر ومريضة في الكلى وأخذ علاج مخدر للنوم هل هذا يعتبر من المخدرات؟ هل هو حرام؟
الإجابة: جميع الأدوية فيها جانب من هذه الأشياء التخديرية ولكن الفقه الإسلامي يقول هذه أذهبتها الصناعة يعني كالجلد، كجلد الميتة هذا لما تدبغ تصير لباس وتصير فروة يطهرها. وكذلك هذا الجانب بصناعة الأدوية لم يعد مخدر صار مادة كيمياوية ومادة علاج وانتقلت من حال إلى حال. ولهذا لا بأس عليك ما دام قد وصفه الطبيب. ومع هذا طبعاً نحن لا نفتي ولهذا عليك بسؤال المفتيين اللذين نثق بهما جيداً وهما الدكتور أحمد الحداد والدكتور محمد عبدالرحيم سلطان العلماء ونِعْمَ المفتيان فاسأليهم إن شاء الله غداً.
نقرأ بعض النصوص على البغضاء أنك تكره واحد أو تحقد عليه أو ما تحكي معه ماذا يعني هذا؟ كل حديث يبين جانب مرعب من الجوانب في هذا المجال ولهذا لا يطمع في الجنة رجل يموت وفي قلبه حقد على أخيه أبداً. وبالتالي ما في أحد أذاك في حياتك أبداً؟َ شنّع عليك؟ إنتهكك؟ سرقك؟ هناك ناس آذونا حتى جسديًا في السجون في المعتقلات ومع هذا ينبغي أن لا تحقد إذا رأيته تسلم عليه يا الله! رب العالمين صاغ هذا المسلم كما يقولون سوبرمان يعني أنت الذي في قلبك في قلبك لكن تسلم عليه ولا تؤذيه ولا تفضحه ولا تشنّع عليه وأحاديث في هذا كثيرة وأحاديث متفق عليها من البخاري ومسلم وأحمد يعني ماذا هذا؟! ولهذا نحن في هذا الزمان إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم منذ زمنه يقول (دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة) فما بالك الآن؟! الآن صارت البغضاء ربيبة المساجد وربيبة الإسلاميين ناس تقتل ناس وناس تكفّر ناس والحديث (يصلي في المسجد المائة والمائتان والألف والألفان ليس فيهم مؤمن) لماذا؟ لأنه دبت بينهم البغضاء وحصلت قتول وأنت لاحظ في العالم الإسلامي الآن في الصومال وفي العراق وفي أفغانستان وباكستان وفلسطين وكل مكان مسلمون يصلون في المسجد بينهم بغضاء كما ما ليس بين العدو وعدوه. وهذا آخر الزمان ولذلك من علامات الساعة كما في الحديث (لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة) إلى حد قريب إلى قبل 15 سنة تسلم على كل من تراه، الآن يتقاطع معك وعيناكما تلتقيان ولكن لا يسلم لأنك أنت في نظره كافر أو مشرك أو الخ، (لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة) هذا حديث صحيح. إذاً الله قال (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا) احذروا من هذه البغضاء التي تثيرها الخمر والميسر (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ).
خليل ابن ابراهيم أبو جرّاح من أبو ظبي: الحقد والكراهية زادت بين الأهل والأقارب الآن وانتشرت بين العيال وصارت القطيعة بين الناس. والآفة الجديدة التي دخلت على عالمنا العربي وهي المخدرات يقولون أنها تؤدي إلى الجنون.
الإجابة: نعم هذه مصيبة وهناك دول تصدر مخدرات إلى دول العالم، هذه مصيبة! الآن العالم كله يعاني من هجوم عالمي لتوزيع المخدرات عصابات وجماعات ودول فهناك دول تصدر المخدرات للعالم.
إيمان من هولندا: نحن نعيش في دولة أوروبية ومعظم الجيران هولنديين فنحن نلقي عليهم السلام والتحية وهم لا يجيبون فهل ينطبق عليهم نفس الشيء؟؟
الإجابة: والله يا ابنتي الصراحة إذا بدأت البغضاء منهم وأنتم هناك ضيوف وهذا ظاهرة إذا سلمتم لا يردون السلام فلا تسلمون عليهم، لا يجوز، والشيء الثاني إذا كان بينكم وبين تلك الدولة حرب يعني مثلاً العراق أفغانستان أو باكستان هناك دول تحاربهم وبالتالي لا يجوز لا تبدأونهم بالسلام. لكن إذا لا والله دولة مسالمة وكان هناك دولة أوروبية مواطنوهم هنا ومواطنينا هناك هؤلاء حينئذٍِ في بلادنا لهم حق ونصف الذمي اليهود والنصارى في بلادنا لهم حق ونصف حق المواطنة كاملًا وحق كونهم أهل الذمة يعني أمانة هؤلاء أهل الذمة هم أمانة في رقابنا (لعن الله من آذى ذمياً) لكن لا هناك الآن كما تفضلت الآن في استنفار عالمي ضد المسلمين بالأكاذيب والأباطيل تحريض ولا زالت تهدم مساجد وتقتل ناس وإذا رأوا محجبة ضربوها بالشارع حينئذٍ لا تسلم عليهم.
منار من الفجيرة: أنا أخي يشرب الخمر وما قدرنا نصلحه وهو مراهق عمره 22 وسمعت أنه إذا في بيت واحد من أهله يشرب الخمور يكون أهل البيت غير مستجابين الدعوة، هل هذا صحيح؟
الإجابة: البيت لا، قال تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى(15) الإسراء) إلا إذا كان أهل البيت موافقين وراضيين، أما إذا كانوا غير راضيين ويريدون إصلاحه لا طبعاً ما عليهم شيء إن شاء الله.
أم مصطفى من العراق: تطلب الدعاء لأهل العراق
الدكتور نجيب: نسأل الله أن يحفظ العراق وأهل العراق
———فاصل——–
د. نجيب: أحد الأشخاص يعمل نادلًا في فندق في دولة أوروبية ويقدم الخمر للناس وسأل عن هذا الأمر وأجبته ثم اتصلت إحدى الأخوات وهي عربية قالت أنها عملت نفس العمل لكن شُلّت يدهل وتعالجت في كل مكان لكن جميع الأطباء قالوا أنها سليمة مائة بالمائة لكن لم يعلموا ما سبب الشلل لديها. ثم تابت هذه الفتاة وعادت وقالت أنا بنفسي عرفت سر الداء وعرفت الدواء وهي أيضًا كانت نادلة في أحد الفنادق وكانت الظروف هي التي دفعتها لهذا العمل فقالت هذه الخمرة هي التي تسببت في شلل يدها فتابت ورجعت وما أن أقلعت عن هذا الأمر حتى عادت يدها إلى طبيعتها وجرت فيها الدماء.
د. الكبيسي: هناك من عباد الله من هو ملاحَظ، إذا أذنب أدّبه الله عز وجل.
د. الكبيسي: بعض النصوص مخيفة وهذا في البخاري ومسلم “من هجر فوق ثلاث فمات دخل النار”
د. نجيب: ثلاثة أيام؟! فما بالك إذا كانوا أقارب؟!
د. الكبيسي: بل يموت أحدهم ولا يتكلم مع الآخر! يقول صلى الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم أن يهجر مسلمًا فوق ثلاث ليال فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما وإن ماتا على صرامهما لن يدخل الجنة جميعًا” بعض شراح الحديث قالوا لشدة أذى التهاجر والتهاجر من بعض أسبابها الخمر والميسر لذلك قال (العدواة والبغضاء) لذلك قال (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) الحذر من مكان بعيد جدا. حديث آخر “من هجر أخاه فوق ثلاث فهو في النار إلا أن يتداركه الله برحمته” عن جابر “أن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن رضي بالتحريش” يعني العداوة والبغضاء. عن عبد الله بن مسعود يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو أن رجلين دخلا في الإسلام فاهتجرا فكان أحدهما خارجًا عن الإسلام”
د. نجيب: يا شيخ هذه الفرق التي ظهرت في الإسلام وتشعب المسلمون وتفرقوا ما كان سببها الرئيسي إلا هذه الشحناء والبغضاء التي وقعت بين المسلمين وأنها أسباب شخصية.
الإجابة: البغضاء تفسد المجتمع بالكامل تفسد الدنيا وفي الآخرة لا يطمع واحد يموت مصارمًا في مغفرة!.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا امرؤ كانت بينه وبين أخيه شحناء) فالبغضاء هي الحالقة. عن جابر (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فمن يستغفر له فيغفر له ومن تاب تاب عليه ويرد أهل الضغائن لضغائنهم) لا يغفر لهم. ليلة القدر النصف من شعبان. النبي صلى الله عليه وسلم لديه أحاديث عجيبة! مرة النبي صلى الله عليه وسلم أطال في السجود حتى ظُن أنه مات فأتت عليه زوجه فحركته فتحرك فقالت ظننت أنك قبضت قال إنها ليلة النصف من شعبان (النصف من شعبان يغفر الله فيها لكل الناس إلا لمتخاصمون) ونفس الشيء عرفة يغفر لكل أهل عرفة إلا للمشاحن وهو حاج وتعبان ولكن لا يغفر له. السؤال هل فينا شخص ليس له عدو؟! ولهذا عليك أن تخاف الله عز وجل ولهذا على المسلم أن يكون كما قال تعالى (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) والله ليست بسهلة! أليست سلعة الله غالية؟ هذه الجنة لا بد من ثمن.
أم أحمد من العين: سؤالي لما نتكلم نحن عن البغضاء أو أن الإنسان يكون في قلبه على أحد آذاه أو ظلمه ولكن إذا كان الإنسان هذا بالرغم من أنه ظُلم ومن أنه أوذي إلا أنه يعمل بأوامركم وقت العيد والمناسبات يبادر وكذا لكن الطرف الآخر ما عاد يتقبل وفي نفس الوقت أنت تشفق عليهم من أنهم يحملون ذنبك يوم القيامة إذا في قلبهم شيء عليك، ما العمل؟ كيف نحن الحمد لله نحاول ما نشيل في قلوبنا لكن أنت في نفس الوقت تشفق على الذي آذاك أنك ما تريده أنه يحمل ذنبك يوم القيامة؟
الإجابة: يا ابنتي هذه أرزاق من رب العالمين، أرزاق عظيمة! إذا أنت متخاصمة أنت وفلانة وأحببت أن ترضي الله تعالى واتصلت بها فاقفلت التلفون في وجهك أو التقيت بهذه الإنسانة وطلبت منها السماح وإذا رأيتها في الشارع سلمت عليها ورحبت بها وطلبت منها السماح وهي لا ترد يعني هذا رب العالمين أعطاك رزقًا هائلًا كما أن الله ينقم على هذه الإنسانة فإنه رزقك كم رب العالمين ادخر لك هذه الفضيلة. ولهذا لما يكون هناك اثنين متشاحنين ويبدأ أحدهم بالمصالحة تقسم بينهم سبعون رحمة تسع وستين للذي يبدأ وواحدة للذي أجاب إذا ما أجاب ورفض الصلح وزعل وما رد على الآخر يأخذ الأول كل السبعين حسنة وكل ذنوبك عليه، لماذا؟ لأن الموضوع ليس سهلًا الكل يعرف إذا شخص يعاديك وعمل معك العمائل ولا يكلمك وتأتي وتقول له يا فلان سامحني السلام عليكم هذا ما يفعلها إلا رجال والله قال (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) صبروا رجال أصحاب إرادة بحاجة إلى إرادة فابشري بالخير يا أم أحمد.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك أولاً لا يشرك بالله شيئاً هذه واحدة اثنين إن لم يكن ساحراً يتّبع السحرة ثلاثة ولم يحقد على أخيه) لو واحد عاش ومات وما حقد على أحد، إذا حقد ما يقطع يسلم عليه
د. نجيب: وقد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بالشرك تخيل!
د. الكبيسي: وإذا حقدت لا ترتب على الحقد فعل فسلم ولا تؤذيه ولا تغتابه لا تشهِّر به والذي في قلبك في قلبك ويقول تعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)الأنبياء).
الدكتور نجيب: والله يا شيخ تذكرني بكلام سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما دعا وعلمنا أن ندعو (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء) سلامة القلب. وكما قال ابن عياض (ما بلغ عندنا من بلغ بكثرة صلاة ولا بكثرة صيام وذكر من بينها ولكن بسلامة القلوب)، وهذه سلامة القلب شيخ من هذه الأضغان والأحقاد ليس بالأمر السهل،
الدكتور الكبيسي: هذا أثر هذه العقيدة والله رأينا في حياتنا ناس يا جبل ما يهزك ريح وما حمل حقد على أحد في حياته وخاصة أهل القبلة، هذه الفِطرة
الدكتور نجيب: أباؤنا وأجدادنا وأمهاتنا الذين لم يدخلوا الجامعات ولا حملوا الشهادات والدكتوراة
الدكتور الكبيسي: وما تعلقوا في الدنيا كما تعلقنا نحن فيها كان هدفهم الآخرة وفيهم كرم وسخاء وفيهم حب الجار والأهل والرحم وقيم حقيقة. إذاً لماذا كل هذا الضيم من الأحقاد؟ لأنها قد تؤدي إلى جرائم يعني مثلاً أنت هذا الذي تحقد عليه ستغتابه. الغيبة ما يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم (الربا بضع وسبعون باباً أيسرها كمن جاء في أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه) يعني الغيبة. وبالتالي هل هناك من يحقد على آخر لا يغتابه؟! ثانيًا التشهير (من ستر مسلماً ستره الله ومن فضح مسلماً تتبع الله عورته حتى يفضحه في بيته).
د. نجيب: نسأل الله العافية. ما أجمل ما تتفضل به شيخنا وليت وقت البرنامج يساعدنا لاستكمال هذا الحديث الهام شاكرا جميع الإخوة الأفاضل الذين شاركوا والأخوات معنا على الهواء الذين عادوا إلى البرنامج بعد انقطاع طويل وكنا على موعد مع الشاعر الكبير حسن إبراهيم لكن يبدو أن الاتصال خاننا وخانه آملين أن نلتقي الأسبوع القادم ونكمل هذا الحديث الشيق. بإسمكم جميعًا أشكر فضيلة الدكتور أحمد الكبيسي علمًا أن الإعادة غدًا صباحًا الساعة الثامنة بتوقيت الإمارات.
بُثّت الحلقة بتاريخ 22/10/2010م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها
—————-
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2339
على
تحميل الحلقة صوتيا mp3 ( بحجم 5.5 ميجا تقريباً )
على