الحلقة 99
(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9) الأعراف)- (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) المؤمنون)
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. من جديد نلتقي مع شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في تلكم الآيات القرآنية التي تبدو أنها متشابهة.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. الآيتان في هذه الحلقة آية في الأعراف وآية في المؤمنون تتشابهان في الصدر وتختلفان في العجز. الآيتان تقول (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ (9) الأعراف) (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ (103) المؤمنون) إلى هنا الآيتان تتشابهان بهذا النص وتتفقان. ثم تختلف في نهاية كل آية، في الأعراف يقول (فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9) الأعراف) هذا تجريم ذكر جريمة لماذا خسروا أنفسهم؟ ما هي جريمتهم؟ جريمتهم أنهم كانوا بآيتنا يظلمون يعني يقول ما في لا قرآن ولا إنجيل ولا توراة ولا زبور ما في رسل. الآية الثانية ذكر العقوبة (فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) المؤمنون) هذه العقوبة. ربما وأنا واحد من الناس سنين طويلة كنت أظن أن الذين خفت موازينهم هم الكافرون والذين ثقلت موازينهم هم المؤمنون المتفاوتون بين واحد وآخر تعرفون أن الناس ليسوا سواء (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا (19) الأحقاف) (فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) طه) فهناك أناس يدخلون الجنة من أول يوم وهناك أناس يعاقبون، فالجنة درجات وجهنم دركات. فكنت أعتقد أن المفلحين هم الذين يدخلون الجنة من أول يوم ثم تبين لي أن هذا خطأ. فهاتين الآيتان اللتان لا ثالث لهما إلا في سورة القارعة ولا تتناول هذا الموضوع تقول الناس يوم القيامة فريقان أما مفلح وإما خاسر، المفلح كل من سيدخل الجنة ابتداءً أو انتهاءً سواء كان دخلها من أول يوم أو بعد أن قضى بها مائة عام ثم دخل الجنة بعد ذلك، المهم أنه في النهاية سيدخل الجنة، لماذا؟ لأنه يؤمن بـ(لا إله إلا الله) فقط فكل من يؤمن بلا إله إلا الله سواء كان دخل النار لبعض المعاصي أو لم يدخل فهو مفلح في النهاية سيدخل الجنة، والعبرة بالخواتيم. أما الخاسر الذي خسر نفسه ليس فيهم هذا الذي هو مؤمن ليس فيهم واحد إلا وقد خفت موازينه لأنه لا يؤمن بالله وعندما لا يؤمن بالله لا يؤمن بالرسل مهما عمل لا قيمة له. فأصل العمل الإيمان فالله قال (واضرب لهم مثلًا) كل دولة وبما فيها هذه الدولة فما من واحد على ظهر الإمارات إلا وعنده جواز سفر أيّاً كان داخل خارج وافد مسافر لا بد أن يكون لديه جواز سفر لا يدخل إلى هذه الأرض إلا من كان عنده جواز سفر. ومن دخل بدون جواز سفر فهو إما سارق وإما لص أو جاسوس الخ وعقوبته جسيمة. ويوم القيامة جواز السفر لا إله إلا الله عندك هذا الجواز فأنت في خير في النهاية أنت في الإمارات سواء كنت ساكن في قصر أو في فندق أو نائم على الرصيف أو بالشارع أنت بخير لأن لديك جواز سفر لا أحد يحبسك لكن إذا لم يكن لديك جواز سفر حتى لو كنت ملياردير سيحبسونك في النهاية. فيوم القيامة أنتم صنفان لا ثالث لهما إما أن تقول الله ربي لا إله إلا هو انتهينا بهذه أنت من المفلحين ولا يضر ماذا بعد ذلك، هذه مرحلة ثانية، السؤال أنت تؤمن بالله أو لا؟ إن كنت تؤمن بالله فأنت مفلح بالنهاية أنت من أهل الجنة ابتداءً وانتهاءً وإذا كنت لا تؤمن فأنت خالد بالنار. فالخسران هنا يتحدث عن الخلود في النار والفلاح هنا يتحدث عن من سيدخل الجنة إما من أول يوم أو بعد ألف عام، وفي حديث هناك من يحبس على باب الجنة مائة سنة. حينئذٍ هذه الآية فيها بشارة عظيمة جداً وفيها لفت النظر إلى أهمية لا إله إلا الله. إذن قضية هذا الكون هي لا إله إلا الله ومن لوازم هذه القضية أن تؤمن بجميع رسل الله (بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ (9) الأعراف) لا يؤمنون بالرسل، إذاً أولاً لا إله إلا الله ثانياً الرسل فحينئذٍ يا سيدي الكريم ما هو الإيجاز الذي يدل على أنك توحد الله؟ قول لا إله إلا الله. ما هو الإيجاز الذي يجعلك تؤمن بجميع الرسل؟ محمد رسول فقط منذ أن تقول محمد رسول الله فأنت تؤمن بجميع الرسل هو الوحيد الذي استطاع أن يجعل أمته تعتقد اعتقاداً جازماً لا خلاف فيه (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285) البقرة) (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران) لم يفلح رسول من الرسل أن يلزم أمته بهذا إلا محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ (164) آل عمران) هذا من تزكيتهم. إذاً لا إله إلا الله محمد رسول الله تنهي القضية كاملة، لا إله إلا الله توحد الله، محمد رسول الله أنت تؤمن بكل الرسل بهذه الجملة أنت مفلح لأن هذه الجملة بشقيها تجعلك أهل للجنة ابتداءًَ أو انتهاءً فأنت من المفلحين. كل من يحكم له بالجنة في النهاية هو مفلح ولذلك عندما يأتي هذا الذي يخرج من النار أو يحبس على الجنة وعلى الأعراف (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ)، عندما يشم رائحة الجنة يسأل أرأيت بؤساً قط؟ يقول لا إذاً فأنت مفلح لأنك تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لما تقول لا إله إلا الله أنت توحده وهذه صيغة ليس على وجه الأرض ولا في أي الأديان صيغة تلخص وحدانية الله كـ(لا إله إلا الله) وما من صيغة تلخص أنك تؤمن بجميع الرسل والأنبياء والرسالات والكتب كمحمد رسول الله. النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق على صحته (من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله دخل الجنة على ما كان منه) يعني دخلها ابتداءً أو انتهاءً. حديث آخر لكي نؤكد عليكم (من شهد أني رسول الله وموسى رسول الله وعيسى رسول الله دخل الجنة) إذاً القضية هكذا من شقّين القضية المحورية المركزية الأساسية يوم القيامة أن توحد الله عز وجل وأن تؤمن بجميع الرسالات من آدم إلى محمد، لا من الذين يفرقون بين الله ورسله (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) النساء) حينئذٍ ما من صيغة تلخص هذا كله في هذه الأديان كلها كصيغة لا إله إلا الله محمد رسول الله. ما قالها إنسان إلا وهو يؤمن بوحدانية الله إيماناً مطلقاً بلا شائبة. ولا تقول محمد رسول الله إلا وأنت تؤمن بجميع الرسل من آدم إلى محمد لا تفرق بين أحد لا بالإيمان ولا بالاحترام ولا بالتوقير ولا بالإتباع. إذاً نخلص من ذلك إلى أن المفلح ليس من يدخل الجنة هذا سابق، نعود مرة ثانية، اتفقنا على أن الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله هم مفلحون بس هؤلاء ثلاثة أنواع كما قال تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر) ظالم لنفسه هذا الذي زادت سيئاته هذا يدخل النار يأخذ عقوبات ومنهم المقتصد من تساوت حسناته وسيئاته هذا يعفى عنه ويدخل الجنة من أول يوم ومنهم سابق بالخيرات. إذن هؤلاء هم أنواع المفلحين الذين في النهاية هم الجنة سواء كان بعد أن يعذبوا أو كانوا من أهل الأعراف أو كانوا من السابقين. باختصار شديد هذا الموضوع الهائل في هاتين الآيتين التي نظن أن المفلحون هم فقط الذين يدخلون الجنة من أول يوم، لا، فكل من سيدخل الجنة يوماً مهما كانت جرائمه ما دام يشهد بأن الله واحد وأن جميع الأنبياء والرسل هم من عند الله عز وجل وجميع الكتب السماوية هي شرائع الله فقد نجا بالبداية أو بالنهاية فهو من المفلحين.
في الآية الأولى تبين الجريمة (فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) ما هي جريمتكم الذي جعلتكم تخسرون أنفسكم؟ (كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ) لا يؤمنون بالرسالات وبالتالي جميع الآيات المنزلة بالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن لا يؤمن فيها يعني هو ملحد. وهناك في كل التاريخ ملحدين في كل التاريخ. ولهذا الإلحاد قضية أساسية منذ أن خلق الله الكون وإلى هذا اليوم. ما أن جاء آدم وآمنوا بعده أولاده خلاص وكل الأنبياء جاؤوا ووجدوهم يعبدون الأصنام (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (3) الزمر) الخ فإلى الآن هناك شيوعيون وملحدون والخ وهذا قائم إلى يوم القيامة هذا الذي خسر نفسه. ولكن الآية الأولى عن الجريمة والآية الثانية عن عقابهم (فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) وليس هناك خالد إلا إذا أخلّ بواحد من هذين الأمرين
نرجع ونتكلم شيئاً فشيئاً، كلمة ميزان، تبدأ الآية (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) الأعراف) أولاً كلمة وزن هناك وزن مادي ووزن معنوي الوزن المادي إذا كان شيء له ثقل (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) المطففين) الكيل هو الميزان وهناك وزن معنوي كأن أقول هذا الكلام لا وزن له حينئذٍ الوزن هنا وكما تعرفون كل متشابه فيه خلاف منهم من قال هو فعلاً ميزان حقيقي ومنهم من قال لا ليس ميزانًا حقيقيًا، هذه الأعمال كل عمل له قيمة عند الله يختلف فعلاً فالصيام له قيمة عند الله عز وجل غير الصلاة والصلاة غير الحج والحج غير الزكاة والعدل غير الظلم وصلاة الليل غير التطوع وهكذا كل عمل خير أو شر له عند الله قدر وميزان خيراً أو شراً سلباً أو إيجاباً ورب العالمين كما تعرفون. من كان يتصور أن امرأة بغي يهودية تسقي كلباً يلهث غفر الله لها إذاً كم أن هذا الفعل له عند الله وزن عظيم؟! وامرأة مؤمنة دخلت النار لأنها حبست هرة أو كانت تؤذي جيرانها، امرأة كانت تصوم النهار وتقوم الليل مع ذلك الله وزن هذا تهجد هذه المرأة وصيامها المستمر لا وزن له عند الله في مقابل أنها قتلت هرة أو أنها تؤذي جارتها بلسانها (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) ما في (ولا) (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف) (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) الأنبياء) (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف) إذاً الوزن هذا مثل خفت وثقلت. فكلمة خفت وثقلت الثقل أيضاً مادي ومعنوي (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) النحل) هذا ثقل مادي طحين أو ملح أو أثاث تحمل على ظهور الإبل والحمير والبغال هذا ثقل مادي. وهناك ثقل معنوي (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) المزمل) له قيمة هائلة. فالثقل قد يكون معنوي يدل على الضخامة والقوة والنفاسة يقال ثقيل، وهناك ثقل مادي. حينئذٍ المفسرين كما تعرفون في كل المتشابه ومن قوانين المتشابه أنه يحتمل الخلاف والخلاف من مصلحته لأن كل جيل ينفعه هذا الرأي دون الآخر ولهذا عليك أن تعمل بأن كل أعمالك عليك أن لا تحتقر منها شيئاً (رأيت رجل يتقلب بربض الجنة بشوكها نحّاها عن طريق المسلمين) فقط نحّى شوكة وبهذا دخل الجنة كتلك البغي دخلت بسقيا كلب وقس على هذا هناك أمور لا تعرف قيمتها إذا زرت مريض لو تعرف ما هو وزن هذا العمل عند الله لعجبت! من أجل هذا يوم القيامة رب العالمين بأقل من لمح البصر أنت رأساً (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) الإسراء) رب العالمين أعطاك القدرة أن تعرف وزن كل عمل من أعمالك سلباً أو إيجاباً. طبعاً هناك أحاديث وهناك نصوص تبين مواقع الأعمال الثقيلة: العدل وهو أبرزها طبعاً نحن تكلمنا عن التوحيد وانتهينا هذه لا إله إلا الله. ولذلك أنت لاحظ أن لا إله إلا الله لقوتها ما من شيء يمكن أن يرفعها إلى السماء هي تصعد (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ (10) فاطر) والكلم الطيب لا إله إلا الله محمد رسول الله. محمدٌ تعني محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى منذ أن تقول محمد هؤلاء كلهم من ضمن الإيمان به ومن لوازمه
د. نجيب: كقوله صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان) هكذا.
—————فاصل—————
الدكتور نجيب: إذا كان التوحيد ولا إله إلا الله هي مفتاح الجنة فكثير من الناس الذين تقوم عليهم الحجة ويرون الدلائل والبراهين الساطعة واللامعة ومع ذلك لا يتفوهون ولا ينطقون هذه الكلمة التي هي مفتاح الجنان،
الدكتور الكبيسي: كلامك هذا يا دكتور يشير إلى مدى عدل الله عز وجل رب العالمين خلق هذا المخلوق البشري وخلقه بعقلٍ يصل مباشرة وبدون أي عناء إلى لا إله إلا الله. ولذلك ما من أحد ينكر هذه الشهادة إلا وهو متعمد كما قال تعالى (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل) لماذا جحدوها؟ ظلماً وعلواً يعني فرعون يعرف أنه لا إله إلا الله! ما في إنسان ولهذا لو كان لهم عذر كان قلنا والله هذا الرجل معذور لا بلا إله إلا الله ما في عذر إطلاقاً مجرد كونك إنسان عاقل عندك عقل ولهذا المجنون لا يحاسب. ما دام هذا المخلوق البشري عاقلاً وعقله ليس فيه خلل فهو يصل حتى لو لم يأتي إليه نبي لا إله إلا الله “وفي كل شيء آية يدل على أنه واحد”. ولهذا رب العالمين لما يحاسبك على هذا الأساس لعدله وتصور لو أن كل من لا يعرف الله يخلد في النار يقول لك أنا ما عرفت! هكذا، إذاً الخلاصة أن الذي ثقلت موازينه كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله بغض النظر عن أعماله حتى لو لم يعمل بحياته عملًا غير هذا تصور واحد ما يلي واحد صدق تصديقًا كاملًا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله ولما قال محمد رسول الله يعني كل الأنبياء رسل الله فهذا من المفلحين حتى لو لم يعمل. يعني هناك أحاديث عجب لكن عليك أن تفهمها بالفهم الحضاري لهذا الدين. مثلاً يقول النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال (من شهد أن لا إله إلا الله واني رسول الله فهو أسعد الناس بشفاعتي على ما كان منه من عمل) لماذا؟ لأنه سيدخل الجنة سيدخلها في النهاية. حديث آخر وطبعاً كلها أحاديث متفق عليها وأنا أقول دائماً الحديث المتفق على صحته بين البخاري ومسلم يجب الإيمان به (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل) بغض النظر عن كونه دخلها ابتداءً أو انتهاءً فقد أدخله الله الجنة. وحديث آخر متفق عليه عن أنس قال رسول الله (يا معاذ بن جبل قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثاً قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: لا إذاً يتكلوا) وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً قبل موته قال لا يكون حرام علي أني ما أخبرت الناس فخاف من الإثم فأخبر بها الناس. والأحاديث في هذا الباب عجب. حينئذٍ طبعاً هناك أحاديث تقيد ونحن جئنا فقط بالإطلاق من الأحاديث المقيدة ما يلي، القرآن الكريم قال بعض الأركان (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم ذكر (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة). حديث آخر (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة)، (من قال لا إله إلا الله مخلصاً بها دخل الجنة، قالوا: يا رسول الله وما إخلاصها؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله) إذا كانت لا إله إلا الله تجعل كلما يذنب يستغفر بسرعة ولا يستمر (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) آل عمران) إذاً القيد أن تكون لا إله إلا الله تجعلك كلما أذنبت تتوب.
إذاً معنى ذلك هناك قيود ولنكن واضحين هناك فرق بين أن تكون من أهل الجنة في النهاية وبين أن لا تكون. لكي تكون مفلحًا أي أنك ستدخل الجنة في النهاية وكلما نقول مفلح أي سيدخل الجنة في النهاية أو ابتداءً والمفلحون أنواع، هذا فقط بلا إله إلا الله محمد رسول الله مصدقًا بها قلبك حتى ولو لم تفعل ولا عمل واحد، في النهاية ستدخل الجنة بهذا. والمفلحون أنواع كثيرة منهم السابقون والخ. من أجل هذا نقول كلمة لا إله إلا الله لكي تكون أنت أهلاً لأن تدخلك الجنة من أول يوم هذا بقيود أن تحجزك عن محارم الله أن تؤمن بالأركان وأن لا ترتكب العظائم والكبائر وفي حديث آخر (ما اجتنبت الكبائر).
إذاً وقد وصلنا إلى هذا الحد، وصلنا إلى أنه من قال لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبه فقد أصبح من المفلحين فلنكن واثقين من هذا ولكن المفلحين أنواع منهم سابق من أول يوم ومنهم ظالم نفسه سيدخل النار كم يوم كم شهر كم أسبوع كم سنة ومنهم مقتصد ونحن قلنا كم مرة الناس ثلاثة أنواع هناك من زادت حسناته على سيئاته هذا هو السابق لا يحاسب من البعث والنشور إلى الجنة على طول ومنهم المقتصد هو الذي تساوت حسناته وسيئاته وذلك الذي يدخل الجنة بعدما يعرض على يعني يصيبه العرض وأما الذي تزيد سيئاته على حسناته قال النبي صلى الله عليه وسلم (فذلك الذي أثقل ظهره وأوبق كاهله وذاك الذي أشفع له). في الحديث يقول (شفاعتي لأهل الكبائر)على شرط هناك من قال أنه لا يشفع له، المماري لا أشفع له العاق للوالدين لا أشفع له آكل الربا لا أشفع له الحاكم الظالم لا أشفع له الذي يهتك ستر المسلمين لا أشفع له الذي يقذف النساء لا أشفع له وهكذا، ولهذا قال (ما أجتنبت الكبائر).
شمس الدين من السودان: أسأل عن الموحدين من أهل الكتاب؟
الإجابة: أولاً قبل كل شيء يا أخي الكريم ليس من المعقول أن الذي يعرف بأن الله رب العالمين وإله العالمين وهو واحد ولكن لا يؤمن بمحمد ابن عبدالله ليس هذا كفرعون وغيره قطعاً هذا واحد. اثنين نحن قلنا القضية من شقين الأول لا إله إلا الله الثاني أن تؤمن بجميع الرسل وما من أحد يؤمن بجميع الرسل حصراً ولكن هناك بعض الطوائف القديمة المعروفة من اليهود والنصارى منهم من يؤمن بأن محمد نبي هو يقول أنا صح مسيحي وأنا بنفسي في حياتي الطويلة رأيت بعض من اليهود والنصارى من يقول طبعاً محمد نبي فمعقول كل هذه الأمة مليارين يكونون لا يفهمون؟ لكن أنا مسيحي. هذا إذا قال محمد نبي كبقية الأنبياء فهو ناجي من المفلحين. وحتى إذا قال محمد ليس بنبي يعني لا يعقل من عدل الله أن من يقول أنت ربي لا إله إلا أنت وأنا مسيحي وأؤمن بعيسى الذي بعثت وبموسى لكن والله محمد لا أعتقد! هذا ليس كمن لا يؤمن لا بالله ولا بكل الأنبياء كالشيوعي والملحد وقوم عاد وثمود فهذا من غير المعقول! فهذه لا إله إلا الله لها قيمتها
د. نجيب: وكما أن المؤمنون درجات يوم القيامة كذلك الكافرون دركات
د. الكبيسي: وكل الموحدين. كما قلنا هي شقين الشق الرئيسي التوحيد ثانياً أن تؤمن بالرسالات ماذا لو أن إنسان يعني لنكن واقعيين ماذا لو واحد قال أنا والله أنا مسلم وعيسى وموسى أنبياء لكن مثلاً إبراهيم أو زكريا مثلاً مش خاشين مخّي حينئذٍ ليس من يقول لا إله إلا الله وحدها مصدقًا بها قلبه كالذي لا يقولها ونحن كما قلنا الجنة الدرجات والنار دركات، تصور يا أخي الكريم أن هذه النار يقول رب العالمين (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) الليل) وبالتالي يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنها لتخف على المؤمن حتى تكون كحر الحمّام).
إكرام من فرنسا: أنا سيدة موحدة ومسلمة وأخلاقي أخلاق حميدة ولكني لا أضع الحجاب لست متحجبة وأريد أن أسأل هل الله سبحانه وتعالى يتقبل مني صلاتي ودعائي؟
الإجابة: هذا ذنب من الذنوب الصغيرة وهناك عندك الغيبة والنميمة وأكل الربا وقتل المحصنات والقتل والخ كل سفور الكون كله لا يساوي غيبة واحدةّ لكن هذا من الشعائر (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) الحج) أنت لما تصلين وتقولين الله أكبر هذا من الشعائر الأذان من الشعائر الحجاب من الشعائر وخاصة في بلاد الغربة بالضبط هذا فهذا الحجاب تاج المسلمة نعم هذه خطيئة ولكن كما قال الدكتور نجيب وأنت في مكان عليك أن تكوني قدوة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (كونوا في الأمم شامة) كيف الشامة في وجهك تظهر رأساً أنت في الغرب يقال عنك هذه مسلمة هذه مغطية رأسها وهذه كرامة وحشمة وإيمان على أن لا تكوني لا من النوع الإرهابي كما يسمونه فلا تقومي بأعمال تسيء للإسلام وتشوه سمعة الإسلام كونوا سفراء لهذا الدين بحضارته فهو الوحيد الذي يؤمن بالأديان الأخرى. أفهموهم أنك أنت مسيحية ويهودية ومسلمة في آن واحد أنت لا فرق عندك ولا شعرة بين محمد وبين موسى وعيسى وهذا أعظم تميز أخلاقي. ومنهم الآن من يقول هذا يعني أنا سمعت هذا من أناس جاؤوا إلى هنا يقولون نحن عندما كنا نعيش في باريس ويحصل نقاش نقول لهم لا هؤلاء المسلمون يؤمنون بكل الأديان هكذا بدأت الناس تعرف فكوني على هذا الأساس.
———-فاصل————-
نعود إلى الآية الثانية نحن تكلمنا هناك عن الآية التي جاءت في الأعراف ونحن في الحقيقة أنهينا الأنعام في هذا البرنامج في الحلقة الماضية انتهينا من سورة الأنعام وهذه أول مرة ندخل في سورة الأعراف فالأعراف انتهينا من الآية (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) هذا على أساس الميزان، ماذا بعد ذلك؟ هذه تأتي في سورة المؤمنون.
خلفان: شيخنا بخصوص كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله نحصلها مكتوبة على السيارات والسيارات تدخل للمغسلة وتتعرض للغسيل مع الإطارات المليئة بالأوساخ؟ فما رأيك، هل يجوز؟
الإجابة: والله يا أخي الكريم هذا من أعظم ما نفعله ويفعله الناس من حيث كلنا وأنت تلاحظ الطرق العامة كلها في “الهاي واي” اذكروا الله ولوحة أخرى عليها لا إله إلا الله وكلنا فعلاً نقولها عندما ترى هذه أو أمامك سيارة مكتوب عليها لا إله إلا الله هذه (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) الذارايات) وكلنا نكون مذهولين أو نتكلم وما أن نرى لا إله إلا الله وسبحان الله الخ إلا ونتفاعل وما من إنسان يرى هذه اللافتات في الشوارع في شوارع الإمارات ونحن قلنا شيئين أنت في الإمارات لا يمكن أن تقف في مكان إلا وترى مئذنة أتحدى شخص يقف في مكان ويقول أنا ما رأيت مئذنة لكثرة المساجد. واثنين حيثما ذهبت ترى هذه اللافتات اذكروا الله، لا إله إلا الله، سبحان الله وبحمده وفعلاً كلنا نتفاعل مع هذه اللافتات هذا واحد وأما قصدك إذا كانت تتعرض للغسل فما المانع؟ اغسلها يا أخي ما في مشكلة. يعني هناك بعض الأدوية وبعض العلاجات تكتب آية قرآنية على ورق صغير بالحبر أو دعاء ثم تذوبه في الماء وتستحم فيه وتشفى خاصة من السحر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه جبريل بهذا الدعاء.
في سورة المؤمنون (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) قبلها تقول الآية (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) المؤمنون) أنتم لاحظوا وانتبهوا جيداً كل الكلام عن يوم القيامة لا تأخذونه كأنه حالة واحدة لا، بل مراحل يا أخي هذا يوم القيامة كأنك عايش مائة ألف سنة (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج) مراحل مراحل. وهنا (فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) هذه مرحلة ساعة ما تنفخ في الصور وقام الناس من القبور كل واحد مذهول وكل واحد يهرب (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) عبس). وهناك حالة لا، تقول الآية (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) الصافات) هذا داخل جهنم يتعارفون بينهم، إذاً هذه مراحل. ساعة فيها ذهول وساعة فيها كلام وساعة يتساءلون والخ لماذ لا يتساءلون أحياناً؟ لأني أنا أعرف (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ق) لما أرى أنا نجيب يوم القيامة أنا هذا الرجل قد اغتبته فأهرب منه حتى لا أذكره بالجرم الذي اقترفته فناس تهرب من ناس (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)) لماذا؟ لأنه قد قام بجرام ضده من غيبة أو عقوق الوالدين أو قطع الرحم فتهرب منهم حتى لا يزيدونك شقاء. إذاً المراحل في يوم القيامة عجائب وكل ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى عليك أن تعلم أنك إنما تفهمه فهماً سطحياً أولياً لأنك بقوانين عقلك غير قادر على أكثر من هذا. ويوم القيامة سوف تكتشف أن كل ما توصلت إليه لا وجود له في الحقيقة هناك بشكل آخر إطلاقاً.
أسماء من المغرب: أريد أن استفسر عن شيء رائج على مسامعنا، هل صحيح يا سيدي الشيخ انه إذا كان عبد غير مؤمن يعني ليس ديانته الإسلام إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد هو رسول الله فهو من أهل الجنة؟ ولذلك فهل سوف تنطبق عليه يا سيدنا الشيخ الآية (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ)أو لا؟
الإجابة: يا ابنتي أنت عندما يأتيك واحد بجواز سفر وأنت موظفة بالجمارك على الحدود خلاص جواز سفر انتهينا يبقى هذا الجواز هو يمكن بواسطة واحد أعطاه إياه هذا شيء آخر، واحد يقول لك لا إله إلا الله والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل من آمن بل قال (من قال) من إذا قال (حتى يقولوا لا إله إلا الله) وتصوري مرة أحد الصحابة في حرب ومعركة وتبارز وهذا المشرك الذي يعبد الأصنام يتبارز مع المسلم ثم المسلم طرحه أرضاً فالمسلم رفع السيف لكي يقتله فأهوى بالسيف ولكن قبل أن يقتله قال لا إله إلا الله لكن السيف سبق فالنبي قال له (أقتلته وقد قالها؟! قال: يا رسول الله قالها فرقاً من السيف؟ قال: أشققت عن قلبه؟) وبالتالي هذا الرجل القاتل وهو صحابي والمقتول كافر يدفن ثلاث مرات والصبح يجدونه طفا فوق الأرض فالنبي قال (تأبى الأرض أن تضم بين جناباتها رجلاً قتل رجلًا قال لا إله إلا الله) والله يا بنتي لو تعرفين ماذا تعني لا إله إلا الله كل أعمال الكون كل عبادات البشر من آدم إلى أن تقوم الساعة لا تساوي حرفًا واحدًا من لا إله إلا الله لماذا؟ لأنها هي الأساس فبدون لا إله إلا الله لا يوجد شيء. كل عملنا تبعاً لا إله إلا الله بدونها ليس هناك عمل لا قيمة له إذاً فعلاً إذا واحد قال لك رجل أو امرأة مسيحي يهودي مشرك شيوعي الخ قال لا إله إلا الله محمد رسول الله خلاص أصبحت له الحقوق كاملة وأي اعتداء أو سخرية منه أو عدم الثقة به ستعانين منها يوم القيامة معاناة عظيمة لماذا؟ لأن هذا ليس شغلنا هذا شغل رب العالمين هو الذي يعرف إذا كان كاذبًا أو صادقًا فهذا ليس بشغلنا.
إذاً في الآية الثانية هذه الله وصفهم بأربع صفات قال (فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) المؤمنون) أولاً خسروا أنفسهم أي غبنوها، ثانياً في جهنم خالدون، ثلاثة تلفح وجوههم النار، أربعة هم فيها كالحون الكالح أنتم تلاحظون أحياناً لما واحد يشوي حيوان أو خروف من النار الشفة السفلى تنزل والعليا تصعد فاتح أسنانه وفكيه، هكذا أهل النار لشدة لسع النار يكونوا هكذا فالكلوح أن تتقلص الشفتان وتتباعد عن الأسنان كالمشويات الآن في حياتنا. نرجع نقول الحقيقة كما قلنا أن المفسرون فريقان فريقٌ لا هي موازين حقيقة في ميزان تخلي به العمل أنا احد الناس لا أؤيد هذا. وهناك طبعاً من جمهور الفقهاء من لا يؤيد هذا وأنه في حديث لكن الأحاديث تتداخل، الوزن يعني رب العالمين يعطي كل عمل وزنه يعني نحن في الدنيا هنا عندنا موازين لأعمال كثيرة كلنا نعرف أن أعظم عمل هو العدل وكيف نعرف؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال (سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله أولهم إمامٌ عادل) (وقال عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة) إذاً هذا وزن. ثم قال المتحابين في الله، ثم قال صلاة الليل هذه فيها كذا وكذا يعني لو أعدد لك الآن الأعمال التي لها وزن عظيم،
يعني مثلاً عندك بر الوالدين (ثلاثة لا ينفع معهن عمل عقوق الوالدين) وهذا يعني أن بر الوالدين لا يضر معه ذنب، ما هذا الوزن!
صلة الرحم (ألا ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك؟)
إصلاح ذات البين تصور أنت لو أصلحت بين اثنين يالله!! يقول جبريل (لو كانت لنا عبادة في الأرض لانشغلنا بإصلاح ذات البين) (ألا أدلكم على خير من الصلاة والزكاة والحج قالوا: بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين) ما هذا الوزن!!
التهجد (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) السجدة) (أهل الليل أشراف أمتي)
هذا الذكر سبحان الله وبحمده احسب سبحان الله وبحمده مائة مرة ثق أقل من خمس دقائق أو حتى عشر دقائق سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مائة مرة عشر دقائق تغفر ذنوبك وإن كانت مثل زبد البحر ما هذا الوزن!!!.
وفاء من أبو ظبي: أنا دائمًا أصلي وأكون واضعة طلاء على الأظافر؟
الإجابة: لا، أولاً إذا وضعتيها عليك أن تضعيها وأنت على وضوء وأربع وعشرين ساعة وتزيليها كالمسح على الخفين ولذلك هذا محظور يا بنتي نحن لا ينبغي أن نغامر بدينا والصلاة كما تعرفين كما قلنا عن الأعمال (أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة الصلاة فإن حسنت حسن سائر عمله) وحينئذٍ ماذا تريدين بها؟ اطلبي من الغربيين يا جماعة يا غربيين اخترعوا لنا طلاء لكن لون وليس هذه الطبقة الحمراء السميكة هذه طبقة كاملة وبالتالي لا صلاة لك لأن لا وضوء لك. ثم هذا الطلاء غير جميل ثم ثمنه الصلاة! على ماذا؟!!
عندك الصيام مثلاً صيام عرفة ما هذا اليوم الذي يغفر سنتين؟! نصف من شعبان يغفر سنة؟! والآن عاشوراء بعد كم يوم ويوم عاشوراء يغفر سنة كاملة يعني تصوم من الفجر إلى كم ساعة في هذا الجو الطيب والجميل يغفر ذنوبك للسنة الماضية بالكامل، يالله! ليلة القدر ليلة واحدة من الفطور إلى السحور يعني 8 ساعات وأحياناً في أوروبا يمكن ساعتين أو ثلاث ساعات هذه تضيف إلى حسناتك حسنات أربع وثمانين سنة قيام ليلها هذا وزن. حينئذٍ هذا الوزن أنه لكل عبادة وزنها فعليك أن تكون فقيهاً ولهذا قالوا (عبادة بفقه خيرٌ من عبادة بغير فقه) ولهذا فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد.
عندنا مثلاً إطعام الطعام واحد عنده طعام وجاره جائع تأخذ الطعام إليه تصور هذا (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) البلد) ما هذا الوزن! أن تعطي رغيف الخبز كما فعل سيدنا علي رغيف خبز أعطاه للسائل والمسكين والأسير وخلّده (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) الإنسان) سيدنا علي دخل بها التاريخ بهذه الثلاث أرغفة أعطاها للفقير.
إذاً هناك أمور سهلة وميسورة وبإمكانك من أجل هذا عليك أن تكون دقيقاً في قضية وزن العبادات. لكي نكون واقعيين الآن الناس حريصة على هذه وعلى هذه والله العظيم لا قيمة لها ولا وزن هذه يسمونها هيئات يا أخي أنت مغرور أن تتعب نفسك بهذه الأمور ومخربط الصوم ومخربط الأمة بقضايا لا وزن لها إطلاقاً. كن خاشعًا في دقيقة واحدة في الصلاة خير من هذا كله أطعم جارك فقير أو أعطيه صدقة تساوي كل هذا صلي بالليل ولو ركعة ولو سجدة تساوي كل هذا. وعندنا طوائف المسلمين مشغولون هذا أربع وعشرين ساعة يلطم على الحسين هذا مشغول بالثوب القصير والآخر لا أدري ماذا! هذا كله عدم فقه. إذاً عليك أن تعرف الوزن ما هو وزن كل عبادة؟ عليك بما جاءك في الكتاب والسنة ما ترك صغيرة ولا كبيرة حتى شهوتك في فرج امرأتك كيف تضعها لها وزنها وحينئٍذٍ هذا الوزن عليك أن تكون فقيهاً بذلك لكي لا تكون مغروراً يوم القيامة. وماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الرجل ليأتي يوم القيامة بأعمال كالجبال وقد أخذ قسطاً من الليل ثم لا يجد عند الله منها شيئاً قالوا: لماذا يا رسول الله؟ قال: باللقمة الحرام يقذفها في جوفه) وهو صائم ومصلي وتقي وتهجد والخ لكنه فقط يأخذ رشوة أو ربا أو مال حرام سرقات. هناك هذا البلاء في هذا الزمان أكل الحرام أصبح عجباً! وحينئذٍ أنت مغرور عليك أن تكون خبيرًا بوزن أعمالك. من أجل هذا كلمة الوزن نحن مأمورون أن نتفقه على الأقل في العبادات وكل ما لا فقه له في العبادات يعني أنت مثلاً هل تعرف بأن التوبة أعظم الأعمال؟ أعظم العبادات التوبة ما من عمل يحبه الله كالتوبة، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر وهو رسول الله. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث متفق على صحته (إن الله يبسط يديه بالليل حتى يتوب مسيء النهار وبالنهار حتى يتوب مسيء الليل ذلك حتى تطلع الشمس من مغربها) فرب العالمين باسط يديه أربع وعشرين ساعة لكي يتوب المسيء فعليك أن تعرف بأن توبة ساعة واستغفار ساعة خير من كل العبادات.
د. نجيب: شكرًا جزيلًأ يا سيدي الشيخ لكن للأسف كثيرون من هذه الأمة يخدشون هذا التوحيد ببعض الاعتقادات والممارسات كالشعوذة والسحر أرجو أن تتناولها في الحلقات القادمة. باسمكم جميعاً أتقدم لشيخنا العلامة الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله بالشكر والدعاء والثناء الجميل مؤكدًا على أن الإعادة غدًا بإذن الله الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت الإمارات وإلى اللقاء في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت هذه الحلقة بتاريخ 10/12/2010م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرا وتم تنقيحها.
——————-
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2355
تحميل الحلقة فيديو صيغة
على
تحميل الحلقة صوتيا mp3 ( بحجم 5.5 ميجا تقريباً )
على