أبواب الجنة – باب الآذان
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله الطيبين وصحابته الأكرمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من العبادات الجليلة التأذين (لو علمتم ما في التأذين لاستهمتم عليه) يعني أخذتم بالقرعة لشدة أجره وشدة ثوابه (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ (33) فصلت) (إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (9) الجمعة) يد الله فوق رأس المؤذن، يا الله! والمؤذن يستغفر له مدى صوته كل من يسمعه من حجر ومدر وشجر يستغفرون للمؤذن والمؤذنون أطول أعناقاً يوم القيامة وقِس على هذا من النصوص العجيبة في المؤذنين. هكذا اتخذوا عند المساكين يداً فإنهم دولة يوم القيامة، المؤذنون يوم القيامة دولة دولة عظيمة. حينئذ حاول أن تؤذن ولو مرة في حياتك ونافِس الناس حتى تؤذّن، نافسهم لو استهمتم عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بالقرعة. إذاً هذه العبادة الجليلة التي تسمعونها في اليوم والليلة خمس مرات لو يكشف الله لكم ماذا يحدث حولها، كل ما حوله ومن حوله يرددون معه. لذلك إذا رجّعت المؤذن كما قال وعندما انتهى قلت لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما هو في الحديث فإن الله سبحانه وتعالى يدخلك الجنة من أي الأبواب شئت. وفي حديث آخر (من قال مثل ما يقول المؤذن فليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت) وخاصة عندما يقول أشهد أن لا إله إلا الله تقول وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبسيدنا محمد نبيا ورسولاً ليس بينك وبين الجنة إلا أن تموت.
هذه العبادة الجليلة ينبغي إن لم تكن مؤذناً أن تكون مُرَجِّعاً حيثما كنت في بيتك أو في محلك أو في دارك ما دمت سمعت الأذان ردد ما يقول المؤذن ثم سل الله الوسيلة لسيدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام تجِب لك شفاعته. ثم إذا إنتهى المؤذن ردد هذا الدعاء (اللهم رب هذه الدعوة التامة) أترى أنت أن هذه الثلاث دقائق أو الأربعة دقائق التي يؤذن فيها المؤذن مساحة جليلة عظيمة أوسع من الدنيا وما فيها من حيث أجرها وثوابها وحضور الملائكة فيها والملأ الأعلى جميعاً. إذاً التأذين على هذه الشاكلة (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ (27) الحج). فالمؤذنون شريحة عظيمة في هذا الدين وهناك خبر يقول (إن الملأ الأعلى يتعرفون على المدن والعواصم العظيمة وعلى الناس الذين فيها وعلى ما يفعلون وعلى صغيرة وكبيرة من الأذان في تلك المدن، من أذان المسلمين والمساجد التي فيها يتعرفون على أهل الصلاح ويذكرونهم في الملأ الأعلى من حيث أن المساجد والاذان فيها كالأقمار في السماء، كيف أنت تعرف السماء وتعرف الطرق؟ من النجوم ومن حركة الشمس والقمر، الملأ الأعلى يعرفون المدن وأهلها وتركيباتها وتعقيداتها بدلالة المساجد والتأذين فيها لأن هذا الأذان الذي تسمعه يتردد فى السماء.
فمن أبواب الجنة التأذين فإذا كنت مؤذناً وفي الحديث (من أذّن سبع سنوات محتسباً لله عز وجل أدخله الله الجنة بغير حساب) إذاً عبادة عظيمة وجميلة خاصةً إذا كان صوته نادياً ونديّاً ومرتفعاً كما قال عن سيدنا بلال (أنت أندى صوتاً)، وأنتم تسمعون الآن الأذان فى بعض الأماكن يجعلك تكاد تبكي من شدة الصوت الجميل والخشوع الذى يصاحبه وتأثيره فى النفوس.
هذه العبادة الجليلة علامة هذا الدين وعلامة هذه الأمة وهو نداء الملأ الأعلى للناس لكي يأتوا إلى الله (يا أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى يبسط يديه بالنهار ليتوب مسيئ الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار وها هو يناديكم من على مآذن مساجدكم بصوت المؤذن الذي يستغفر له كل من يسمعه من بشر ومدر وحوت وسمك وملائكة وكلما ارتفع هذا الصوت دلّ على أن الأمة بخير ولذلك كلما تصاب الأمة بجائحة لا تسمع أذاناً، هناك حرب هناك اجتياح هناك احتلال هناك فوضى حتى النبي صلى الله عليه وسلم لما مات وصارت بعض المشاكل في المجتمع بقيت أياماً ما في أذان. إذاً إرتفاع الآذان علامة على صحة هذه الأمة وعلى مجدها وعلى وجودها وعلى حركتها الدائبة فالأمل بالله بنشاط هذه الأمة وعزها ومجدها مرتبط بالأذان إذا كنت تسمع الأذان خمس مرات باليوم فاعلم أن الأمة بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.