أبواب الجنة

أبواب الجنة – باب الخلق

اسلاميات

أبواب الجنة : باب الخلق

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ (68) القصص) إن الله سبحانه وتعالى خلق خلقاً واختار من كل خلق جزءاً له قال هذا لي (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ) خلق الملائكة وإختار منهم جبريل وخلق البشر وإختار منهم الأنبياء وخلق الأنبياء وإختار منهم محمداً خاتمهم وخلق الجبال وإختار منها جبل الطور وجبل عرفة وعندما يختار الله عز وجل يكون إختياراً مقدساً وخلق الشهور وإختار منها رمضان وخلق الليالي وإختار منها ليلة القدر وهكذا (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ)، خلق البقاع واختار منها المساجد إذاً إن لله إختيارات من خلقه وإذا إختار الله بعض خلقه فقد جعل ذلك الشيء الذي إختاره مقدساً عند عباده.

رب العالمين عز وجل خلق الصالحين وخلق الشهداء وخلق أهل العلم ولكنه ولأمر يعلمه إختار من كل هؤلاء أهل بدر في مثل هذا اليوم من ألف وخمسمائة سنة (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ (25) التوبة) إنتهى الأمر فى أحد إنتهى الأمر (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ (152) آل عمران) لماذا أهل بدر بهذه العظمة؟ هذا إختيار ربك (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِه (26) الأنفال) هكذا إختار الله سبحانه وتعالى ولا يُسأل عما يفعل فأهل بدر مقدسون حتى الملائكة الذين نزلوا يسمون فى الملأ الأعلى أهل بدر فقد رضي الله عنهم ورضوا عنه. كما إختار الأنصار كما إختار المهاجرين كما إختار الرضوانيين ونص عليهم باختياراته إختار أهل بدر في مثل هذا اليوم من ألف وخمسمائة سنة تقريباً.

هذه سنة من سنن الله سبحانه وتعالى مستمرة تستطيع أن تعرِّض نفسك لنفحات الله (إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات الله) أنت تعرف أن الله سبحانه وتعالى يحب، يحب المحسنين يحب الصابرين يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً. تأمل في الكتاب والسنة من الذين يحبهم الله عز وجل؟ يحب العفيف المتعفف إلى آخره، عشرات وأصناف من عباد الله يحبهم حلول أن تكون واحداً منهم لكي تكون إختيار الله عز وجل فيحبك وإذا أحب الله عبدا نظر إليه وإذا نظر إليه فلا يعذبه أبداً. ماذا لو إئتمنك أحد الناس على شيء ثمين وكنت تستطيع أن تجحده لو أردت ليس له دليل على أنه عندك ومع هذا أديته إلى ورثته بعد أن مات يا لها من أمانة! (لا تقوم الساعة حتى ترفع الأمانة من صدور الرجال حتى يقال إن في بني فلان رجلاً أميناً) وإذا بك فى هذا الخضم تدفع الأمانة إلى أهلها وتستطيع أن تجحدها من غير أن يقوم عليك دليل فتبعث أميناً يوم القيامة.

ماذا لو أحييت سنة أميتت؟ (طوبى للغرباء المتمسكون بسنتي عند فساد أمتي) وهكذا، انظر حولك أنظر ماذا يجري واقرأ كتاباً من كتب السنة تأمل فى كتاب الله عز وجل وابحث لك عن خصلة يحبها الله حباً عظيماً ونص على ذلك حاول أن تكون بطلاً فيها بشيء صعب يشق عليك (ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين)، رجل عادل محسن يكظم غيظه عند الغضب (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (135) آل عمران) أحد الناس إعتدى عليك شتمك وآذاك وتستطيع أن تنتقم منه لأنك أقوى منه فعفوت عنه لوجه الله. وقيسوا على هذا من الأعمال الشاقة التي لا يفعلها إلا الرجال فحاول أن تتحلى بواحدة منها حتى تكون بطلاً فيها وحينئذ تدخل فى اختيارات الله عز وجل من أوليائه الصالحين (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ(63) يونس) والتقوى أنواع وأشكال منها السهل ومنها الصعب فإذا إتقيت الله تقوى عظيمة شديدة (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (135) آل عمران) وقيسوا على هذا ماتفهمونه وكلكم تفهمون ما فى كتاب الله وسنة رسول الله من هذه البطولات كن بطلاً بها فتكون واحداً ممن إختارهم الله عز وجل (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ (68) القصص) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.