أبواب الجنة – باب الصلاة على النبي
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على ابراهيم إنك حميد مجيد. اللهم أنزله المقعد المحمود المقرّب عندك يوم القيامة. اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ونبيك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه عليه النبيون والمرسلون. اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وآل سيدنا ابراهيم إنك حميد مجيد. هكذا هي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من صلّى عليه صلاة صلّى الله بها عليه عشراً ومن صلى عليه عشراً صلى الله عليه مائة ومن صلى عليه مائة صلى الله عليه ألفاً. وفي رواية ومن صلى عليّ ألفاً زاحم كتفه كتفي على باب الجنة. لقوله عليه الصلاة والسلام: أولاكم بي يوم القيامة أكثركم عليّ صلاة. ولا يقبل دعاء إلا إذا أوله فيه صلاة على النبي وآخره صلاة على النبي، إجعله بين صلاتين فإنه الله سبحانه وتعالى يقبل الصلاتين ويقبل ما بينهما. فالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام عبادة جليلة تنتج في النهاية أن يشفع لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا سمعتم المنادي فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليّ وسلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ومن سأل لي الوسيلة حلّت له شفاعتي يوم القيامة. (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب) وما جمع الله نفسه مع أحد من خلقه في فعل إلا هذا المقام (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) صلاة واحدة في حين لما صلّى عليكم قال (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ (43) الأحزاب) انتهى الكلام (وَمَلَائِكَتُهُ) ملائكته أيضاً تصلي عليكم، لكلٍ صلاته. هذا هو المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي قال له ربه (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) الضحى) فقال صلى الله عليه وسلم “وعزتك لا أرضى وواحد من أمتي في النار” قال سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك فيها. من أجل هذا كما تعرفون وكما ترون ما من أمة توحّد الله عز وجل إلا هذه الأمة وهذا ببركة النبي عليه الصلاة والسلام فما من نبي استطاع أن يفرض التوحيد على أمته وأن يعلمهم هذا الأساس في وجودهم في الكون إلا محمد عليه الصلاة والسلام. فما من أحد يُشرك في هذه الأمة كما قال صلى الله عليه وسلم: لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي أبداً. بهذه البركة قال (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164) آل عمران) (ويزكيهم) هذا من التزكية الرائحة الطيبة المعدن الطيب ليس فيه خبث وليس فيه رذالة. هذه الأمة استبدت بالتوحيد من دون الأمم جميعاً واستبدت بالقيم والشمائل في إكرام الجار وإكرام الضيف وفي الحقوق وفي الرحمة وفي خلو المجتمع من العصابات والقتل إلا في آخر الزمان، هذه الأمة المليئة بالفضائل والأخلاقيات قال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (143) البقرة) والأمة الوسط هي الأمة الخيّرة النظيفة النقية التي تمتد أعراقها وأحسابها وأنسابها. هذه الأمة ببركة النبي صلى الله عليه وسلم جعلها الله زاكية. فحينئذ الصلاة على النبي بهذا المقام الرفيع فعليك أن تجتهد بالصلاة على النبي “من صلّى عليه صباحاً عشر مرات ومساءً عشر مرات وجبت له شفاعتي” وشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام ضمانة أكيدة لأن شفاعته حقٌ لأهل الكبائر أي الذين يرتكبون الكبيرة ولم يتح له أن يتوب منها وكلنا عندنا هذه الكبيرة قد تغتاب أحد الناس ولم تتسامح منه وكبائرنا كثيرة قد لا تنتبه إليها الحلّ يوم القيامة بهذه الشفاعة العظمى “شفاعتي حقٌ لأهل الكبائر من أمتي” وأولى الناس بشفاعته عليه الصلاة والسلام أكثرهم عليه صلاة فأكثروا الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بكل الصيغ التي تعرفونها فإنها ضمانة أكيدة يوم القيامة ونسأله تعالى أن يجعلنا إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.