الحلقة الثانية
عنوان الحلقة: نزول القرآن الكريم .
الضيوف:
– الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
– الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود .
يقدم البرنامج د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري .
*********************************
د. عبد الرحمن الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أيها الإخوة المشاهدون لكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلًا وسهلًا بكم في برنامجكم الأسبوعي(أضواء القرآن) اليوم سنعود بكم بإذن الله تعالى إلى قبل (1445) قبل الهجرة تقريبًا لكي نتحدث عن قصة نزول القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء في شهر رمضان المبارك .
Ø كيف نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم؟
Ø وما هي المدة التي استمر القرآن الكريم ينزل فيها على النبي صلى الله عليه وسلم؟
Ø من هو الذي كان ينزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم؟
Ø كيف كانت تنزل سور القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقة أم مجتمعة؟
Ø ما هي الحكمة من نزول القرآن الكريم؟ مفرقًا على النبي صلى الله عليه وسلم؟
كل هذه الأسئلة والمسائل سوف نعرضها لكم في هذه الحلقة وللإجابة والحديث عن هذا الموضوع يسعدني أن أستضيف مشائخي الكرام فضيلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الدراسات القرآنية التي تصدر عن الجمعية السعودية العلمية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) حياكم الله يا شيخنا الكريم. كما يسعدني أن أرحب بشيخي الأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية لقرآن وعلومه. حياكم الله يا أبا خالد وأهلًا وسهلًا بكم وأنا سعيد جدًا باستضافكم في هذه الحلقة وفخور أيضًا .
نبدأ أيها الإخوة الكرام وقبل أن نبدأ يسعدنا أن نتواصل معكم أيها الإخوة عبر وسائل الاتصال التي تظهر مباشرة أثناء حديثنا عبر وسائل الاتصال التي تظهر تباعًا على الشاشة أثناء الحلقة وعلى صفحة الفيس بوك وتويتر وجوال البرنامج أيضًا يمكنكم أن تتواصلوا معنا بالأسئلة والمقترحات والاتصالات .
نبدأ يا دكتور محمد حول نزول القرآن الكريم، أولًا ما المقصود بنزول القرآن الكريم؟ بعض المشاهدين ربما لا يتصور أن نزول القرآن الكريم لا يستحق أن نفرد له حلقة خاصة !فدعنا في البداية نتحدث عن المقصود بنزول القرآن الكريم .
د. محمد الشايع: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين حمدًا يكافئ النعم ويدفع النقم والصلاة والسلام على على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. الواقع أن موضوع نزول القرآن موضوع بالغ الأهمية وواسع الجنبات، فمن حيث الأهمية أن في معرفته معرفة مصدرية القرآن الكريم وأنه كلام الله، ومن حيث سعة الموضوع فهو يتناول موضوعات مختلفة في الواقع فأنت إن نظرت إلى كيفية وصيغة نزول القرآن الكريم دخلت في موضوع الوحي، وإن نظرت إلى مكان النزول جاءك موضوع المكي والمدني، وإن نظرت إليه من حيث مناسبة النزول دخلت في موضوع أسباب النزول وإذا نظرت إلى بعض أحوال نزول القرآن دخلت في موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف، فالموضوع في الواقع هو موضوعات ولا أظن أنه في الإمكان استيعاب هذه الموضوعات وإنما في تصوري أن كل ما ذكر من موضوعات هي موضوعات مستقلة يمكن أن تناقش في حلقة أو حلقات قادمة وقد يكون في هذه الجلسة الماتعة التي أرجو أن تكون نافعة ومفيدة أن يكون الحديث عن نزول القرآن من حيث مدته، زمنه، يومه، شهره صفة نزوله وما يتعلق به مما أشرت إليه .
د. عبد الرحمن الشهري: دعنا نتحدث عن معنى نزول القرآن؟ عندما يسمع المشاهد الكريم (نزول القرآن) ماذا نقصد به بدايةً؟
د. محمد الشايع: النزول في دلالته في اللغة يأتي بمعنى الهبوط من أعلى إلى أسفل، والانحطاط من الأعلى إلى الأسفل تقول نزلت من الجبل، أو نزلت عن الدابة وقد تكون نزلت في بني فلان إذا حللت فيهم، فالنزول في الدلالة اللغوية النزول من الأعلى إلى الأسفل أو الانحطاط من الأعلى إلى الأسفل أو الهبوط من الأعلى إلى الأسفل فهذه الدلالة اللغوية لهذه الكلمة. لكن لفظة (النزول) وردت في القرآن الكريم في آيات كثيرة جدًا من كتاب الله تعالى قد تبلغ (295) آية في (44) موضع بتصريفاتها المختلفة (نزّل) و(أنزل) و(تنزّل) بتصريفاتها الواردة .
د. عبد الرحمن الشهري: يعني أن موضوع (نزول القرآن) من الموضوعات التى ورد أصلها في القرآن الكريم نفسه؟ الحديث عن القرآن الكريم تاريخ النزول وإلى آخره؟
د.محمد الشايع: نعم، اللفظة يدل عليه أنها تكررت (44) مرة في (295) آية بتصريفاتها المختلفة ودلالاتها المتنوعة .
د. عبد الرحمن الشهري: يعني قد يكون أبرز موضوع من موضوعات علوم القرآن التي وردت في القرآن نفسه؟
د.محمد الشايع: وهو كذلك، كما هو معروف معرفة مصدرية القرآن وأنه كلام الله تدور حول المعرفة الدقيقة والتفصيلية لمثل هذه المعلومات القرآنية .
د.عبد الرحمن الشهري: دعني يا دكتور محمد أنقل الحديث لشيخنا الدكتور فهد الرومي قضية نزول القرآن الكريم متى نزل؟ أنا قلت في المقدمة أنه قبل (1445) سنة تقريبًا لأنني أخذت (143) أو(33) وأضفت عليها (13) سنة قبل الهجرة فلو تحدثنا عن متى كان النزول بالضبط يا دكتور .
د. فهد الرومي: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين حقيقة أبدأ حديثي بسؤال لشيخنا الدكتور محمد يقال أنها (295) هل هذا نزول القرآن أم النزول عامة، نزول الحديد، ونزول المطر، هل هذه الصيغ التي تفضلتم بها خاصة بنزول القرآن أم بنزول القرآن وغيره؟
د. محمد الشايع: تسألني؟!
د. فهد الرومي: نعم
د. محمد الشايع: طبعًا لفظة النزول بمشتقاتها وتصاريفها المختلفة ومعانيها المطلقة، وجاءت لفظة النزول في القرآن الكريم على ثلاثة أنواع: نزول مقيّد بأنه من عند الله جل وعلا كقوله تعالى: (حم {1} تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{2})
د. عبد الرحمن الشهري: قيده بالنزول من الله .
د. محمد الشايع: فإذا قُيّد النزول بأنه من عند الله اختصّ بالقرآن
د. عبد الرحمن الشهري: هذه معلومة مهمة جدًا .
د. محمد الشايع: نعم، ونزول مقيد من السماء وحين يكون النزول مقيد جل وعلا (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) فهذا يكون متعلق بنزول المطر بنزول السحاب بنزول الملائكة. ونزول مطلق دون تقييد مكان النزول من أين نزل وهذا يقول الله تعالى (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ) (وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا) لم يذكر هنا من أين نزل؟ وهذا يحدده السياق والسباق في النص القرآني .
د. عبد الرحمن الشهري: نعود إلى موضوع متى كان النزول يا دكتور فهد، كأنك يا دكتور فهد قبل قليل عندما أعدت السؤال كأنك رأيت أن (295) كثيرة لو كانت في القرآن؟
د. فهد الرومي: لا أقول أنها كثيرة .
د. عبد الرحمن: أقصد في المعلومة نفسها .
د. فهد الرومي: لكن أردت أن أوضح هذه النقطة أن الإنزال أو النزول الذي ورد في القرآن الكريم للقرآن الكريم ولغيره. أما بالنسبة لسؤالكم عن تاريخ نزول القرآن بالضبط فمما لا شك فيه أنه تقريبي لكن نستطيع من ترجيحات أقوال العلماء أنه نزل في شهر رمضان كما هو صريح القرآن (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) لكن أيُّ هذه الرمضانات؟ وما المراد بالنزول؟ هنا الذي يقع فيه كلام للعلماء. من المعلوم أنه قبل ثلاثة عشرة سنة من الهجرة إذن نستطيع أن نقول أنه في شهر رمضان قبل ثلاث عشرة سنة من الهجرة لكن هناك أيضًا من يقول أن بدء الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم هو بعد تمامه أو إكماله الأربعين سنة من عمره عليه الصلاة والسلام وكمال عمره إنما هو في ربيع الأول لأنه ولد في ربيع الأول فهناك فاصل زمني بين ربيع الأول وبين رمضان وهو ستة أشهر، هذه الستة أشهر قيل أنها هي زمن أو فترة الوحي بالرؤيا كما قالت عائشة رضي الله عنها أول ما بُدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة أو الصادقة في المنام كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. هذه المدة هي ستة أشهر وهي ربيع الأول إلى رمضان بحيث أنه في الشهر التاسع والذي هو العشر الأواخر من رمضان نزل عليه قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
د. عبد الرحمن الشهري: وهذا الذي يسمونه إرهاصات الوحي التي هي الستة أشهر؟
د. فهد الرومي: نعم ولهذا كانت جزء من ستة وأربعين جزءً من النبوة (رؤيا المؤمن).
د. عبد الرحمن الشهري: إذن هذا بالنسبة للتاريخ، لكن هل يمكن يا دكتور فهد والسؤال لكم يا دكتور محمد قضية تحديد كما ورد في بعض الآثار بعض الصحابة والتابعين أنه نزل الوحي في يوم أربعة وعشرين في يوم الإثنين أربعة وعشرين رمضان بهذا التحديد وكثير من الروايات تؤيد على هذا فهل هذا فعلًا قول معتبر في كتب علوم القرآن؟
د. فهد الرومي: هو صريح القرآن (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
د. عبد الرحمن الشهري: حدثنا عن هذه الآيات لأن بعض الناس قد يظن فيها تعارض عندما يقول (فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)؟
د. محمد الشايع: نعم، هذه ليس فيها تعارض ليلة القدر هي ليلة مباركة وهي في شهر رمضان بصريح القرآن (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وفي آية أخرى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) فالقرآن الكريم بعضه يفسر بعضًا فالليلة هي في شهر رمضان
د. عبد الرحمن الشهري: ولا يوجد تعارض بين هذه الآيات الثلاث .
د. فهد الرومي: ولا يوجد تعارض في هذه الآيات لكن الذي قد يُوهم ما يفهم من قوله تعالى (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً) أنه ما نزل على الرسول في شهر رمضان إنما نزل
د. عبد الرحمن الشهري: أشهر متفرقة من شوال ومن شعبان
د. فهد الرومي: نعم، ولعل هذا يأتي له فرصة أخرى وسؤال آخر لتوضيحه .
د. عبد الرحمن الشهري: لعلنا يمكن أن نناقش هذه الفكرة دكتور محمد فيما يسمى بـ (تنزلات القرآن الكريم) هل هذه الآيات التي وردت في القرآن الكريم تحدثت عن نزول القرآن (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) هل هي تدل على ابتداء النزول أم هي تدل على أنه نزل جملة واحدة يعني ماذا يمكن أن نتحدث عنه في هذه النقطة وهي فهم هذه الآيات؟
د. محمد الشايع: ما أدري إذا كان في مجال لاستكمال الحديث عن النزول .
د. عبد الرحمن الشهري: نعم تفضل
د. محمد الشايع: هناك نقطة يُشار إليها أحيانًا أو بعض العلماء يفرقون بين لفظة (نزّل) و(أنزل) ويستدل بها على أن كلمة (أنزل) تدل على النزول المتكرر لأنهم يقولون في اللغة العربية بأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى وهذه اللفظة (نزّل) فيها تضعيف فيثبت التكرار تكرار النزول وأن أنزل تشعر بالنزول الكلي أو الجملي في هذا ويستدلون في هذا بعض الآيات التي ورد فيها التفريق كقوله جلّ وعلا في سورة آل عمران (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3} مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ) فمن هذه الآية قالوا أن القرآن الكريم ذُكر معه اللفظتان (نزّل) و(أنزل) ومع التوراة والإنجيل ذكر لفظة (أنزل) مما يوحي النزول الكلي أو الجملي، يعني هذا مما يوحي استنتاج من اللفظة وكذلك في آية أخرى في قوله جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ) فالتفريق والاختلاف في استعمال لفظ ثاني استدل بهما على أن هناك فرق وعلى أن هذا التفريق في التعبير له دلالته على الفرق في المعنى أو في النزول وأن القرآن له تنزلات .
فيما يتعلق بوقت نزول القرآن إن أذنتم لي يومه أو شهره هناك بعض الأقوال التي ذُكِرت، بعضهم ذكر أنه في شهر ربيع الأول وحينما يحددون هذا شهر فإنهم يختلفون أنه في أوله أو في ثامنه أو في الثاني عشر منه وجعله ابن القيم هذا قول الأكثرين
د. عبد الرحمن الشهري: سبحان الله!
د. محمد الشايع: باعتبار أن مولده وأن الرسول عليه الصلاة والسلام ولد يوم الإثنين ولقوله في الحديث الصحيح لما سُئل عن صوم الإثنين أنه قال: “يوم بُعثت فيه وأُنزل عليّ فيه” ولذلك ذُكر، هناك قول لا يُذكر أنه شهر رجب والأشهر هو شهر رمضان مثل ما أشار له فضيلة أستاذنا الدكتور فهد
د. عبد الرحمن الشهري: لكن أنا قبل أن تفوتني هذه النقطة وأنساها الذين يقولون أنه نزل في ربيع الأول مع ما تفضلت به ألا يتعارض هذا القول مع نص الآيات ومع نص القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)؟
د. محمد الشايع: ربما هنا يحملونه على النزول الجُملي أن هذا إشارة إلى النزول الجملي. ولذلك بعضهم كالمباركفوري في كتابه “الرحيق المختوم” حاول أن يلتمس تحديداً دقيقاً لوقت النزول فقال: إنه يوم الإثنين واحد وعشرين لإحدى وعشرين مضت من رمضان ليلًا الموافق لـ10 أغسطس سنة 110 ميلادية
د. عبد الرحمن الشهري: واستند إلى ماذا في تحديد؟
د. محمد الشايع: كأنه عاد إلى التقويم الميلادي العلمي ورأى متى يكون يوم الإثنين فوجد أنه يوم الإثنين من هذا الشهر المحدد المذكور هنا أنه يكون في يوم سبعة
د. عبد الرحمن الشهري: طبعًا يوم الإثنين يوافق هذه التواريخ؟
د. محمد الشايع: نعم، هذه التواريخ 17 أو 14 أو 21 أو 28 فاختار هو 21 من رمضان قال أنه يوم الإثنين لإحدى وعشرين مضت من رمضان لكن إذا تأملت هذا الكلام تجد أنه إذا مضى يوماً 21 من رمضان تصبح الليلة 22 التي في ليلة القدر (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
د. عبد الرحمن الشهري: والمعروف أنها ليلة فردية .
د. محمد الشايع: و لكنه اجتهاد يقدّر وقد يرد عليه بعض الاعتراضات.
د. عبد الرحمن الشهري: جميل جدًا، حدثنا يا دكتور محمد عن قضية التنزلات التي هي عندما نقول (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) هل المقصود بها نزول جملة واحدة أم ابتداء النزول؟ ليتك توضح هذه النقطة
د. محمد الشايع: هناك وردت ثلاث آيات في القرآن الكريم صريحة تتحدث عن النزول هي الآيات المذكورة (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
د. عبد الرحمن الشهري: هذه في سورة القدر
د. محمد الشايع: و(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ)
د عبد الرحمن الشهري: في سورة الدخان
د. محمد الشايع: أي نعم، وآية البقرة (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) طبعًا ليس هناك تعرض كما أشار فضيلة الدكتور فهد بأن هذه الآيات سمت الليلة اسمها ليلة القدر والآية الأخرى وصفتها بأنها مباركة والأخرى حددت شهرها، لا أحد يمكن أن يفهم من قريب ولا من بعيد أنه اختلاف أو تعارض وإنما هو ذكر للاسم وللوصف وللشهر .
ظاهر الآيات هذه اختلف في فهمها العلماء والمفسرون فبعضهم أخذها على ظاهرها وقال إنها تدل على أن هناك نزول كلي للقرآن كله، لماذا؟ قالوا لأن الآيات تذكر (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أو (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) فهي تتحدث عن القرآن بكله .
د. عبد الرحمن الشهري: بمجمله.
د. محمد الشايع: بجميعه كما يُفهم من ظاهرها هذا يُشعر أنه ليس النزول المباشر على الرسول عليه الصلاة والسلام لأن النزول المباشر معروف أنه نزل
د. عبد الرحمن الشهري: في شهور كل السنوات
د. محمد الشايع: في سنوات نزل مفرّقاً (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ) فالواقع ونص الآية التي تلوت تدل على أنه النزول المذكور في الآيات الثلاث ليس هو النزول
د. عبد الرحمن الشهري: المتفرق
د. محمد الشايع: المتفرق. وأيضًا يستشهدون بروايات وردت عن ابن عباس رضي الله عنه يمكن (13) رواية .
د. عبد الرحمن الشهري: نعم، تدل على؟
د. محمد الشايع: تدل على أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملة ثم أنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام
د. عبد الرحمن الشهري: في ليلة القدر يعني أنزل جملة في ليلة القدر؟
د. محمد الشايع: وعليها حولوا الآيات وفسروا بها الآيات فجعلوا هده الآيات الثلاث المذكورة تتحدث عن هذا النزول الجملي في السماء الدنيا فإذن فهموا من ظاهر الآيات ومن الروايات الواردة عن ابن عباس في هذا الشأن والتي ربما (13) رواية قد يكون بعضها رواية عن سعيد بن جبير وعن النخعي وقد تكون منسوبة إلى ابن عباس فأغلبها أو جُلّها موقوف على ابن عباس ولأن وجه الدلالة منها أيضًا ولأن أن هذه الروايات تتحدث عن أمر
د. عبد الرحمن الشهري: لا مجال للعقل فيه .
د. محمد الشايع: غيبي محمولة وإن كانت موقوفة على أن لها حكم الوقف كما هو قاعدة المحدثين. فإذن أصبح هنا هذه الآيات كأنها تتحدث عن نزول ليس النزول المباشر على الرسول عليه الصلاة والسلام وإنما هو نزول آخر وهو نزول القرآن جملة فيكون إذن للقرآن الكريم
د. عبد الرحمن الشهري: تنزّلان
د. محمد الشايع: نزولان (تنزلان) فيكون نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة إلى السماء الدنيا والنزول المفرّق وهو النزول المباشر على النبي عليه الصلاة والسلام .
د. عبد الرحمن الشهري: دكتور فهد بالنسبة لما ذكره الدكتور محمد من الروايات التي رويت عن ابن عباس وعن بعض تلاميذه من التابعين أن القرآن الكريم نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر عندما نقول أن هذه مثل هذه الرواية لها حكم الرفع لماذا أولًا؟ ثم هل هذه الرواية صحيحة؟ بحيث أن من العلماء مثل الدكتور الفضل عباس والدكتور صبحي الصالح حتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يرون ضعف هذه الرواية ما تعليقك يا دكتور فهد؟
د. فهد الرومي: أولًا حتى نحدد الأقوال كما تفضل الدكتور محمد أن هناك أقوال في تنزّلات القرآن هناك من يذكر تنزلًا واحدًا وهناك من يذكر تنزلين وهناك من يذكر ثلاث تنزّلات. والحقيقة أن التنزّل الأول وهو من الله إلى اللوح المحفوظ لم يكن أحد يسميه تنزلًا إلا في العصور المتأخرة يسمونه تنزلًا وإلا هي كتبه الله في اللوح المحفوظ لكن محمد عبد العظيم الزرقاني سماه تنزلًا وعدّه تنزلًا أوليًّا
د. عبد الرحمن الشهري: الذي هو وضعه في اللوح المحفوظ
د. فهد الرومي: سماه تنزلًا وزاد تنزلًا ثالثًا وأما العلماء السابقون لعلهم اختصروا على هذين التنزلين لأن الأول ليس تنزلًا. لكن ينبغي أن نشير ونؤكد أن القرآن لم يأخذه جبريل من اللوح المحفوظ وإنما تلقاه تلقيًا من الله، سمعه من الله وبلّغه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كلامًا والشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله أصدر كتيبًا
د. عبد الرحمن الشهري: “الجواب الواضح المستقيم في نزول القرآن العظيم”
د. فهد الرومي: كأنه فهم أن هذا كلام للسيوطي بينما السيوطي رحمه الله نقله نقلًا وليس من كلامه هو أن جبريل أخذه من اللوح المحفوظ ولم يسمعه من الله تعالى مباشرة، هذا دعوى من ينكر صفة الكلام لله تعالى فحين نقول أن جبريل أخذه من اللوح المحفوظ ليس معنى ذلك أنه لم يسمعه من الله، ثم نزل به إلى بيت العزة هذا أيضًا تنزيل وتشريف وكان نزولًا حقيقيًا كما قال النحّاس رحمه الله أجمع النحويون على أن الفعل إذا أُكّد بمصدره أنه حقيقي (وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً) إذن هذا التنزيل حقيقي ولا يمكن أن يكون مجازيًا .
اتصال من الأخ عبد المحسن من السعودية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرًا على القناة الغالية علينا وهذا البرنامج الذي يشع بالوجوه الجميلة الله يحفظكم .
د. عبد الرحمن الشهري: الله يطول عمركم ويحفظك .
عبد المحسن من السعودية: الحقيقة أبغى أسأل الضيوف بالنسبة للذي يستقرىء القرآن الكريم هل يستطيع إذا وجد الاستنباطات الجميلة يذكرها أو يجب أن يتأصل قبل في الدراسات القرآنية قبل أن يبث هذه الاستقراءات التي يتوصل إليها أكرمكم الله؟
د. عبد الرحمن الشهري: بارك الله فيك، شكرًا لك أخ عبد المحسن. نعود إليك دكتور فهد إلى النقطة التي ذكرتها وهي نقطة مهمة جدًا أن بعض العلماء أو بعض الباحثين فهم من رواية ابن عباس أن جبريل كان يأخذ القرآن الكريم من بيت العزة في السماء السابعة فينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم عندما ينزل به مفرقًا وأنت نفيت هذا القول وأن الصحيح أنه كان ينزل به من الله سبحانه وتعالى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
د. فهد الرومي: نعم، صحيح .
د. عبد الرحمن الشهري: ما هي الحكمة عندما يسأل سائل ما هي الحكمة من نزول القرآن جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا؟ وماذا يترتب عليه هذا النزول؟
د. فهد الرومي: أذكر كلام بعض العلماء هذا ابن تيمية يقول (فَمَنْ قَالَ إنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ كَاللَّوْحِ أَوْ الْهَوَاءِ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُكَذِّبٌ لِكِتَابِ اللَّهِ مُتَّبِعٌ لِغَيْرِ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ. أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ فَرَّقَ بَيْنَ مَا نَزَّلَهُ مِنْهُ وَمَا نَزَّلَهُ مِنْ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ كَالْمَطَرِ بِأَنَّهُ قَالَ {أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً}, فَذَكَرَ الْمَطَرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَأَخْبَرَ أَنَّهُ نَزَّلَهُ مِنْ السَّمَاءِ وَالْقُرْآنُ أَخْبَرَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْهُ
د. عبد الرحمن الشهري: كما أشار الدكتور في البداية
د. فهد الرومي: نعم كما أشار فضيلته، إذن القرآن ما نزل من اللوح المحفوظ لأنه لو نزل من اللوح المحفوظ ما نسبه الله إليه أنزل من الله إنما كما أشار الشيخ إلى أنه بدون النسبة والإضافة إلى الله فإضافته إلى الله كما قلنا قبل قليل إضافة حقيقية ونزول حقيقي من الله سبحانه وتعالى بواسطة جبريل وجبريل أنزله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
نستكمل القولين، القول الأول أن للقرآن نزولين من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا وهذا في ليلة واحدة هي ليلة القدر وهي ليلة مباركة في شهر رمضان.
ثم النزول الثاني وهو أنه نزوله مفرقاً على النبي صلى الله عليه وسلم في مفرقًا في (23) سنة هذا قول ابن عباس وقال به كثير من العلماء بل قال القرطبي أنه أجمع المفسرون على هذا القول .
د.عبد الرحمن الشهري: هل يُفهم أن ابن عباس عندما يقول أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر أنه يُنكِر النزول المفرّق؟ هل هناك تعارض بينهما؟
د. فهد الرومي: لا، ليس هناك تعارض، ثم أخبر بعد ذلك أنه نزل به جبريل على مواقع النجوم مفرّقاً فهو أثبت نزوله إنما استقله رضي الله عنه بالنزول الأول
د.عبد الرحمن الشهري: الجُملي
د. فهد الرومي: الجُملي إلى بيت العزة. ثم جاء القول الثاني أنه ليس للقرآن نزولان إنما هو نزول واحد من الله سبحانه وتعالى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما ابتدأ في ليلة القدر بداية. أما الحكمة من نزوله جملة واحدة فهذا فيه فائدة كما ذكر العلماء فهذا فيه تعظيم شأن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيم شأن هذا الكتاب وتعظيم شأن الأمة التى نزل عليها هذا القرآن، تعظيمه عند من ونحن لا نرى هذا النزول؟ تعظيمه عند الملائكة وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم عند الملائكة الإنسان يفرح عندما يُذكر بخير أو ثناء عند المخلوقين مثله فكيف لا يفرح عندما يُذكر عند الملائكة؟! عندما أُذكر عند طالب علم أو عند رجل صالح أفرح بذكري عنده وثناؤه علي ّلعلي أظفر بدعوة منه فذكر هذه الأمة وذكر تميز هذه الأمة وتميز رسولها صلى الله عليه وسلم عند الملائكة الذين لم يعصوا الله طرفة عين يميز هذه الأمة وهذا الرسول وهذا الكتاب فيدعون ويستغفرون لهذه الأمة وهذا الرسول عليه الصلاة والسلام ولا شك أن استغفار الملائكة للمؤمنين مطلب “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون بينهم إلا غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة” فهذا مطلب شرعي ٌّ يحققه نزول القرآن
د. عبد الرحمن الشهري: إذن معنى هذا يا دكتور أن نزول القرآن جملة واحدة لا يترتب عليه أي تكليف بالنسبة للأمة بل هو تشريف للأمة وللنبي صلى الله عليه وسلم وإنما التكليف كان بعد ذلك في الآيات التى جاءت بعد ذلك متفرقة؟
د. فهد الرومي: نعم، هو ليس تكليفاً لكن التكليف مع التشريف ميزة للأمة لأن التكليف لجميع الأمم لكن هذا التشريف خصّ الله به هذه الأمة مع تكليفها .
د. عبد الرحمن الشهري: ننتقل إلى النقطة التي تليها يا دكتور محمد أنت ذكرت في سورة آل عمرآن أن الله سبحانه وتعالى فرّق بين إنزاله وبين إنزال الكتب السماوية الأخرى هل هناك فرق بين نزول التوراة والإنجيل وصحف إبراهيم والزبور وبين نزول القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل يوجد دليل ليثبت هذا التفريق؟
د. محمد الشايع: قبل هذا تأذن لي تعليقة يسيرة مما سبق ذكرنا أن هناك في موضوع تنزلات القرآن الكريم أقوال أشهرها وأظهرها أن للقرآن تنزلان نزول جملة ونزول مفرق واستدلالٌ بظاهر الآيات وبالروايات عن ابن عباس والثاني أن للقرآن نزولًا واحدًا وهو نزول المباشر المفرق على الرسول صلى الله عليه وسلم،ـ كيف يفسرون الآيات السابقة؟ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) أو (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أو (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) يفسرونها بأن المقصود بها ابتدأنا إنزاله
د. عبد الرحمن الشهري: كأن بداية النزول في رمضان
د. محمد الشايع: نعم، ويقولون هذا النزول المعروف الواقع على الرسول صلى الله عليه وسلم الواقع والمشاهد والآية التي بينت هذا (وقرآنًا فرقناه) وأن كلام ابن عباس موقوف
د. عبد الرحمن الشهري: موقوف يعني؟
د. محمد الشايع: موقوف عليه ليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحيث يُستدل به على هذه المسألة ولذلك يقولون أن للقرآن ثلاث وجودات وتنزلان فيعتبرونه وجود يعني وجوده في اللوح المحفوظ، ووجود في بيت العزة، ووجود بين الناس بعد نزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم إذن هناك ثلاث وجودات وتنزلان أو تنزل حسب اختلاف المسألة وهذا صريح في القرآن الكريم في قوله جل وعلا (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌِفي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ{78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79} الواقعة) (َلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ {11} فَمَن شَاء ذَكَرَهُ {12} فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ {13} مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ {14} عبس) (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) فإذن هذه هو وجودات لذلك لا يطلق عليها نزول. وأما النزول جبريل سمعه من الله والرسول سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم وحفظوه ونقلوه في هذا الشأن .
د. عبد الرحمن الشهري: جميل نعود يا دكتور إلى السؤال في قضية الفرق بين القرآن والكتب السماوية السابقة؟
د. محمد الشايع: نزول الكتب السابقة كما أشرت المشهور أنها نزلت جملة والسيوطي قال عن هذا الكلام بأنه “كاد أن يكون إجماعًا” ما الدليل على هذا؟ هذه دعوة تحتاج إلى دليل، استدل القائلون بهذا بأدلة قالوا (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) فقالوا وجه الدلالة في الآية هنا قالوا بأن ظاهر الآية يُشعر بأن الكفار علموا بأن الكتب السماوية السابقة نزلت جملة فاستغربوا نزول القرآن مفرقًا فاعترضوا وقالوا (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً) كأن المعنى كما أنزلت الكتب السابقة ويستدلون أيضًا بالجواب الذي أجاب الله جل وعلا في الآية
د. عبد الرحمن الشهري: لم يكذبهم
د. محمد الشايع: لم يكذبهم أو لم يقل هذه سنتنا في إنزال الكتب ولكنه بيّن حكمة هذا النزول في قوله (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) يعني أنزلناه مفرقًا لنثبت به فؤادك. استدلوا أيضًا (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ) فقالوا (تمامًا) هذه تُخفى عما بعدها وتكون بمعنى تامًا كاملًا جملة. وأيضًا في قوله جل وعلا (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ).
د. عبد الرحمن الشهري: ما وجه الدلالة؟
د. محمد الشايع: الألواح
د. عبد الرحمن الشهري: جملة واحدة .
د. محمد الشايع: يعني تشعر بهذا الشيء. وقوله جل وعلا (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ) وقلنا أن أنزل التوراة التعبير
د. عبد الرحمن الشهري: أنزل جملة واحدة
د. محمد الشايع: نزّل عليك الكتاب وهنا قال (أَنزَلَ) قال (نزّل الكتاب) ما أشرت إليه سابقًا من قول بعض العلماء التفريق بين (نزّل) و (أَنزَلَ) هناك من يعترض عليه
د. عبد الرحمن الشهري: أصلًا دلالة اللفظة في اللغة
د. محمد الشايع: نعم، في الدلالة لكن يُجاب بأن هذا أغلبي وليس مضطّرد هذه قد تختل وليست قاعدة مضطّردة ولكنها أغلبية دون أن تكون مضطّردة في هذا في الدلالة .
القول الثاني: أن الكتب السابقة نزلت مفرقة مثل القرآن وهذا قال به الشوكاني والبقاعي والقاسمي والطاهر ابن عاشور والقاسمي يقول: القول بنزولها دفعة واحدة لا أصل له وليس عليه أثارة من علم ولا يصححه عقل. كيف تقول في الآية؟ قال: والآية حكاية لاقتراح خاص وتعنّت متفنن فيه
د. عبد الرحمن الشهري: من المشركين يعني؟
د. محمد الشايع: من المشركين يعني لا تدل على هذا طبعًا الآية ليست دلالتها ظاهرة وإنما استنباطية منتزعة انتزاعاً غير ظاهرة مثل هذه الاستنباطات قد يوافق عليها البعض ويعترض عليها الآخرون. وقال ابن عاشور في تعليق له: وأزيدُ أنّ التوراة والإنجيل نزلا مفرّقَين كشأن كلّ ما ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في مدة الرسالة، وهو الحق، إذ لا يعرف أنّ كتاباً نزل على رسول دفعة واحدة. والكتاب أيضًا اليهود الآن في كتابهم في اعتقادهم أنه نزل مفرقًا في نحو عشرين عامًا والواقع أنك إذا تأملت الحكم أو الفوائد التي تستنبطها من نزول القرآن منجمًا تجد أنها تنطبق على هذه الكتب .
د. عبد الرحمن الشهري: ولعلنا نتحدث عن هذه النقطة بعد هذا الاستطلاع يا دكتور. أيها الإخوة مع هذا الاستطلاع ثم نعود للاستديو مع ضيوفنا الكرام
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
استطلاع (مع مجموعة من طلاب الجامعة) ـ
أسئلة الاستطلاع:
س1ـ ما هو قولك فيما ذكره بعض أهل العلم من أن نزول القرآن له ثلاث تنزيلات؟
س2ـ ما معنى نزول الآية منجمًا؟ وما الحكمة والفائدة من نزوله منجمًا؟
س3ـ ما هي الضوابط لمعرفة المدني من السور والمكي؟
س4ـ هل يعني وصف السور بأنها مدنية أن جميع آياتها نزلت بالمدينة؟ وكذلك المكية؟
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
د. عبد الرحمن الشهري: حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون بعد استماعنا لهذا الاستطلاع حول مدى معرفة الناس بعلوم القرآن ما المقصود بالمكي والمدني ما علاقة نزول القرآن الكريم بتفرقه كما تفضل المشائخ قبل الفاصل، ولعلك تلاحظ يا دكتور محمد تفاوت أبنائنا الشباب الآن في معرفة نزول القرآن والمكي والمدني، ما تعليقك على مثل هذه الأجوبة التي سمعتها يا شيخ؟
د. محمد الشايع: والله لا شك بأن الثقافة المرتبطة بالقرآن الكريم مهمة وضرورية وأساسية لعامة المسلمين كثقافة عامة دون أن يطالَبوا بالأشياء التفصيلية الدقيقة لكنني كأنني سمعت – إن لم أكن وهمت – أن أحدهم قال تأن مدة النزول هي 32 سنة كأنه عكس الرقم فإن المراد من النزول على الصحيح أنها نحو (23) سنة نزل عليه القرآن الكريم مفرقًا على الرسول عليه الصلاة والسلام- وبالمناسبة قد حاول الشيخ محمد الخضري بأن يحددها على وجه الدقة فقال بأنها (22) سنة وشهران و(22) يوماً من حين بدأ إلى حين انتهى، وقصده (22) سنة أنها لا تكمل (23) سنة و(22) يوم، ومحمد محمد أبو شهبة – رحمهم الله جميعًا – اجتهد أيضًا في التحديد فقال إنها (22) شهر وخمسة أشهر و(14) يومًا وفرح بهذا الاجتهاد التحديد طبعًا هذا التحديد اجتهاد وهو اجتهاد مقدر لكن
د. عبد الرحمن الشهري: الجزم به صعب
د. محمد الشايع: نعم ترى أنهما اختلفا ويكون سبب الاختلاف متى ابتدأ حساب ابتداء النزول، متى بدأ يحسب، ثم بناء على اختلاف الأقوال في آخر ما نزل فالــخضري عدّ مثلًا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) عدّ آخر ما نزل، ومحمد أبو شهبة لم يعدها إنما عدّ آية أخرى (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ)
د. عبد الرحمن الشهري: دكتور فهد أريد تعليقك على استطلاع الرأي الذي استمعت إليه وتوجيهك للشباب نحن يا دكتور فهد لما بدأنا هذا البرنامج نريد أن نجعل مثل هذه القضايا التي تناقشنا فيها ثقافة عامة للمسلمين أن يعرف كل واحد من عامة الناس هذه القضايا حول القرآن يعني نزول القرآن متى نزلت؟ يعني أشياء أساسية .
د. فهد الرومي: في قضية مدة نزول القرآن وهي أن للعلماء في مدة نزول القرآن ثلاثة أقوال: أنها (20) سنة وقيل (23) وقيل (25) الـ (25) هذه على الزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام في مكة (15) سنة وهذا قول أضعف من القولين الآخرين لكن القولان الآخران بمثابة قول واحد من قال إنها (20) أو (23) عدّوهما قولًا واحدًا وذلك أن الذي قال (23) نظر واحتسب فترة انقطاع الوحي وهي سنتان وأيضًا أضاف الستة الأشهر التي ذكرنا في البداية أنها الرؤيا في المنام من ربيع الأول إلى رمضان وهذه سنتان مع الستة أشهر مع العشرين سنة يصبح عندنا (22) سنة وستة أشهر هي التي تتراوح بين أقوال العلماء في ذلك .
د. عبد الرحمن الشهري: إذن الأقوال متقاربة في ذلك؟
د. فهد الرومي: إذن الذي قال (20) والذي قال (23) بمثابة قول واحد من لم يحتسب فترة انقطاع الوحي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك الرؤيا في المنام هذا قال (20)، والذي احتسبها قال (23) وهما بمثابة قول واحد.
اتصال من الأخ (سند) من السعودية:
د. عبد الرحمن: تفضل يا أخ سند
الأخ سند: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله وأشكركم على هذا البرنامج بصراحة جزيل الشكر، عندي سؤال يا شيخ
د. عبد الرحمن الشهري: تفضل .
المتصل: قال الله عز وجل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) الآن أنزل الله القرآن على محمد ومحمد بشر عظم ولمم كيف ألطف الله وتلطف بالنزول على محمد وهو بشر كيف لو أنزله على جبل (لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) هل هنالك لطف من الله على محمد بنزول الوحي يعني تأثير على بشريته؟
د. عبد الرحمن الشهري: أحسنت يعني كيف تحمّل النزول والجبل لا يتحمل؟
المتصل: شكرًا لكم .
د. عبد الرحمن الشهري: شكرًا لك يا أخ سند، الحقيقة قبل ما أنسى الاتصالات الأخ عبد المحسن سأل سؤالاً وأنا أوجه السؤال للدكتور محمد والسؤال هذا أوجهه لك يا دكتور فهد يقول الأخ عبد المحسن الاستنباطات القرآنية يقول أنا أحيانًا يرد على ذهني بعض الاستنباطات من القرآن الكريم وهو غير متخصص في القرآن الكريم ولا عالمًا به فهل يصح أن يظهر هذه الاستنباطات ويعلن بها أم أنه يجب عليه أن يستشير فيها قبل أن يعلنها؟
د. محمد الشايع: والله القول في القرآن يجب أن يستشعر الإنسان أن القول في القرآن حكاية عن الله جل وعلا، التفسير ذاته هو حكاية عن الله جل وعلا قال الله كذا الله يقصد كذا فأمره عظيم! لذلك كان الصحابة بل كثير منهم يعظِمون من هذه الأمور ويتحرجون في الكلام على القرآن الكريم أما ما يظهر من الإنسان من التأمل والتدبر حيث هو مأمور بذلك وهي طاعة وعبادة أن يتأمل ويتدبر لكن لا ينبغي أن يكون كل خاطرة تخطر عليه يرى صحتها ويشيعها ويذيعها لا بد أن يدقق وأن يتحقق حتى وإن كان من أهل الاختصاص يدقق ويحقق ويراجع ويبحث ويسأل وأنا لا أرى أن كل ما يبدو له يعلنه ويشيعه وخاصة حينما يكون غير مختصًا بالموضوع وإنما يسأل ويحقق
د. عبد الرحمن الشهري: جزاك الله خيرًا، هذه رسالة للأخ عبد المحسن .
د.محمد الشايع: ليست له، لنا جميعًا .
د. عبد الرحمن الشهري: السؤال الذي ذكره الأخ سند يا دكتور فهد وهو مرتبط بموضوعك نزول القرآن، يقول الله تعالى (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) إذا كان هذا في الجبل فكيف تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم نزول القرآن الكريم وهو بشر؟
د. فهد الرومي: لا شك أن القرآن الكريم خطاب الله لمخلوقاته في هذه الخطابات لا شك أنه يهزّ القلوب لولا قسوة فيها كما قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهُرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم. والرسول صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه القرآن هيأه لهذا النزول وتلقي الوحي (إنا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا) أمره بأن يقوم الليل إلا قليلًا فوصفه الله بأنه قوي ثقيل يهدّ الجبال وتتصدع له الجبال فأعطاه الله قيام الليل لتحمل هذا العبء الكبير وكما هو معلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى كانت تشفق عليه عائشة رضي الله عنها من كثرة قيامه لليل تقول له رضي الله عنها: كيف تقوم وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ألا أكون عبدًا شكورًا. هذا القيام أهّله عليه الصلاة والسلام لتلقي هذا القرآن الذي تخشع له وتتصدع له الجبال .
د. عبد الرحمن الشهري: جميل، واليوم يقال للأخ سند أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجد مشقة في نزول الوحي أيضًا كان إذا نزل عليه الوحي يجد مشقة وكان أيضًا الدابة التي يركب عليها ربما تبرك من ثقل الوحي .
د. فهد الرومي: نعم، وتقول عائشة رضي الله عنها: لقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد وإن جبينه ليتفصَّد عرقًا
د. عبد الرحمن الشهري: من ثقل الوحي
د. فهد الرومي: من ثقل الوحي، ما في شك .
د.عبد الرحمن الشهري: جميل، نعود إلى حديثنا قبل الفاصل وقبل أن ننتقل إليه معنا الأخ حمدي من السعودية ومعذرة على التطويل عليك تفضل .
المتصل حمدي من السعودية : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد الرحمن الشهري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المتصل: أولًا أشكركم على البرنامج هذا
د. عبد الرحمن الشهري: الله يحييك تفضل يا أخ حمدي
المتصل: أنا عندي سؤالين: ما فائدة الذي يموت يوم جمعة؟
د. عبد الرحمن الشهري: طيب أبشر
المتصل: وهل الشيطان يتمثل أنه يكلمك في المنام؟ هل الله سبحانه وتعالى يكلمك في المنام؟
د. عبد الرحمن الشهري: خيرًا إن شاء الله، بارك الله فيك يا أخ حمدي
د. عبد الرحمن الشهري: نعود يا دكتور فهد إلى نزول القرآن مفرقًا كما تفضل الدكتور محمد قبل الفاصل، ما هي الحكمة من نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقًا على النبي صلى الله عليه وسلم؟ كما ذكر أن ابن عاشور الحكمة التي ذكرناها في نزول القرآن مفرقاً متحققة حتى في التوراة والإنجيل وهو يؤيد القول في أنها نزلت مفرقًة أيضًا كذلك؟
د. فهد الرومي: الحقيقة أن التفريق في النزول على النبي أو على الأنبياء إذا كانت الكتب السابقة تنزل مفرقة له حكم كثيرة جدًا بعضها خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام وبعضها لأمته لكن الذي نجده أن القرآن نصّ على حكمة هي من أعظم هذه الحكم (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ) أي نزلناه مفرّقاً (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)
د. عبد الرحمن الشهري: يا سلام ! يعني هذه من أعظم الحكم
د. محمد الشايع: فهذه من أعظم الحكم وهي التي نصّ عليها القرآن ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يجابه هذه الأمة بمعتقداتها في وقت البعثة حيث يعبدون الأوثان وجاء ليصحح عقيدتهم وليقلب كثيرًا من مفاهيمهم الجاهلية إلى المفاهيم الإسلامية الحقّة أنه بحاجة إلى عون ومدد لمّا كان موسى عليه السلام وهو يذهب إلى شخص واحد طلب من ربه أن يعضده بأخيه (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً) فكيف بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو يواجه هذه الأمة؟! فكان نزول القرآن مفرقًا فيه تثبيت لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم تارة يأمره أو يخبره بأنه قد جرى له ما جرى من الأنبياء السابقين قبله وحينما ينزل عليه الوحي يخبره أن نوح مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا ولم يستجب له إلا القليل لا شك أن هذا يثبت الرسول صلى الله عليه وسلم ويجدد من عزمه للاستمرار في الدعوة. إذن الصورة الأولى بتثبيت قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بإخباره أن ما جرى له قد جرى للأنبياء السابقين من قبله. ثم أمره بالصبر (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) ولا شك أن أمره مثل أي إنسان يمر ّبكرب أو شدة فتربت على كتفه وتقول له: اصبر، اصبر، لا شك أن ذلك يرسل إليه رسائل تجدد من عزمه ونشاطه. ثم أيضاً نهيه بعد ذلك عن الحزن لأن الحزن لاشك أنه يحطم القوى ويحطم الطاقة ويحطم العزيمة فينبغي على الإنسان أن لا يحزن إذا أصابته ولا يستسلم للحزن والكرب الذي أصابه لأن هذا يقفده الطاقة والقدرة على الاستمرار ولا شك أن (َلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ) نهي الرسول عليه الصلاة والسلام (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) إذن هناك آيات كثيرة تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم إخباره بعد ذلك بأن الله يعصمه من الناس وهذا لا شك أنه يدفعه للاستمرار إن كان يخشى قتله أو اغتياله ليس خشية على نفسه بل خشية أن لا يبلِّغ أو يؤدي هذه الأمانة فالله طمأنه بأن يستمر في الدعوة ولن يصيبه شيء من مكرهم وكيدهم هذا بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم
د. عبد الرحمن الشهري: وهذه طبعًا حكم تربوية يستفيد منها حتى المربّي الآن قضية التفريق النزول على النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعاهد الإنسان بالتربية شيئًا فشيئًا يثبته ويعينه على الاستمرار
د. فهد الرومي: بلا شك هذه الحكمة الأولى للرسول صلى الله عليه وسلم ـ بالنسبة للأمة أيضًا مجاراة الأقضية ومسايرة الحوادث ومجاراة الأقضية في نزول القرآن الكريم علاجًا متتبعًا لمشاكل وأحداث الأمة في وقت نزول القرآن الكريم فكلما حدثت مشكلة أو وقعت واقعة ينزل القرآن بعلاجها وحلّها وإزالة العقبات في مسيرة الدعوة فهذا لا شك أنه تلمس لحاجة الأمة وقت نزول القرآن الكريم. أيضًا مثل ما تفضلتم (التربية) لا شك أن التدريج فيه تيسير على الأمة إذ ليشق على الأمة أن تكون في جاهلية جهلاء ثم تتحول إلى كامل هذه التشريعات دفعة واحدة إنما كان بالتدريج أول ما دعاهم الإيمان بالله ثم بعد ذلك بدأت التشريعات أصول العبادات والمعاملات تنزل ثم بدأت بعد ذلك الفروض وهذا لا يتحقق إلا بنزول القرآن مسايرًا لهذه الحوادث ـوكذلك أيضًا (التربية) نستفيد من هذا النزول منجمًا بعدة أساليب:
أولًا: الدعاة كيف يخاطبون المدعويين، من يدعونهم ـ
ما هي الأساليب التي يخاطبون بها عندما ننظر نزول القرآن منجمًا
وما هي الآيات التي خاطب الله بها القوم حين كانوا على الكفر؟
ثم ما هي الأساليب التي تغيرت أو التي خاطب بها الأمة بعد دخولهم الإسلام؟ هذا يعطي أمثلة وأساليب دعوية للدعاة وقل مثل هذا في تربية الأبناء والتعامل معهم .
د. عبد الرحمن الشهري: جميل جداً، لا شك أنها حكم جليلة. دكتور محمد فيما يتعلق بنزول القرآن مفرقًا عندما نقول نزل القرآن الكريم مفرقًا في (23) سنة أو في (22) سنة وخمسة أشهر حسب الأقوال التي ذكرتم قد يسأل سائل يا دكتور ويقول كيفية نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانت؟ هل كانت تنزل عليه السورة كاملة أم كانت تنزل عليه مثلًا عشر آيات عشر آيات؟ مقدار النزول يعني في كل مرة؟
د. محمد الشايع: قبل هذا لو أذنت لي إضافة على ما أفاضه وذكره الدكتور فهد أكرمه الله من حكم نزول القرآن منجمًا منها تيسير الحفظ والفهم فكونها تنزل مفرقة متدرجة على نحو (23) سنة يحفظها شيئًا فشيئًا بخلاف ما لو نزل جملة واحدة فحفظه يكون عسيرًا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما ينزل عليه جبريل بالآيات يتلقاها منه ويحفظها ويحافظ عليها وقد بيّن الله جل وعلا له عدم النسيان (سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى) ثم يقرؤها لأصحابه ويأمر بكتابتها ويراجعها معهم فتثبت فإذن هو تيسير للحفظ كما هو تيسير للفهم والمعنى والعمل. أيضًا ما أشار إليه وهو التدرج في التشريع، كما ذكر الدكتور التدرج في التشريع أمر مهم في نقل الناس من حال إلى حال يعني مثلًا تحريم الخمر، الخمر كانت ربما مشتهرة منتشرة نشأ عليها الصغير وهرم عليها الكبير فأن يأتي تحريمها باتًا فيه مشقة على النفوس وقد لا تتقبله ولكن حينما تدرج بهم في موضوع ليس هنا تفصيله، أيضًا من الفوائد في التدرج الدلالة على مصدرية القرآن الكريم .
د. عبد الرحمن الشهري: كيف ذلك؟
د. محمد الشايع: هذا القرآن الذي نزل بين أوله وآخره هذه المدة المتطاولة لو كان من عمل البشر لظهر تفاوت بين أوله وآخره في قوته في فصاحته في بلاغته، لظهر اختلاف في أسلوبه وفي نظمه أما حين تنزل آخر آية يظهر بهذه القوة والعظمة والإعجاز وعدم التناقض وعدم الاختلاف! هل يتساوى إنسان وهو يكتب مقالة في الابتدائي ويكتبها بعد أن يكون أستاذاً؟!
د.عبد الرحمن الشهري: لا، فرق كبير أكيد .
د. محمد الشايع: هل يتساوى أسلوبه؟ لو كان بشراً كان اختلّ، هذا دليل ظاهر وباهر على مصدرية القرآن الكريم .
د. عبد الرحمن الشهري: مقدار النزول قبل الفاصل، بقي معنا دقيقة قبل الفاصل، نأخذه الآن، أيها الإخوة فاصل ثم نعود لاستكمال هذه النقطة مع الدكتور محمد الشايع .
*.*.*.*.*.*.*.* فاصل إعلاني عن جوال تفسير*.*.*.*.*.*.*.*
د. عبد الرحمن الشهري: حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون ولا زال حديثنا متصلًا مع ضيفيّ الكريمين الأستاذ محمد بن عبد الرحمن الشايع والأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي ولا زال حديثنا متصلًا حول موضوع نزول القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسائل المتعلقة به. نعود لموضوعنا دكتور محمد وهو قضية مقدار ما كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في كل مرة كيف كان ينزل؟
د. محمد الشايع: إذا عرفنا المدة المتطاولة التي نزل خلالها القرآن الكريم على الرسول عليه الصلاة والسلام نجد أن القرآن ينزل بدرجات مختلفة متفاوتة فأول ما نزل عليه صدر سورة العلق خمس آيات
د. عبد الرحمن الشهري: وهذه ندمجها يا دكتور في نقطة وهي أول ما نزل وآخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، أجِب عنها مع بعض
د. محمد الشايع: إذن أول ما نزلت خمس آيات من صدر سورة العلق .
د. عبد الرحمن الشهري: وهذا هو يكاد يكون هو القول الصحيح أن أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو صدر سورة العلق (اقرأ باسم ربك الذي خلق) أليس كذلك؟
د. محمد الشايع: نعم ،أنت إذا أردت أن ندمجها، فيها أقوال أن أول ما نزل سورة العلق صدرها وهناك من يقول بأنها المدثر وهناك من يقول أنها الفاتحة لكن الأشهر والأظهر والمستقر أنها “العلق” فهي إذن نزلت خمس آيات .
د. عبد الرحمن الشهري: الأولى منها
د. محمد الشايع: ثم نزلت المدثر ثم اكتملت العلق ولذلك يحاولون الجمع بين هذا الشيء فيما يتعلق بالخلاف فيها
د. عبد الرحمن الشهري: هل كان ينزل سور كاملة مع بعض أحيانًا؟
د. محمد الشايع: نعم، كانت تنزل السورتان معًا .
د. عبد الرحمن الشهري: مثل ماذا؟
د. محمد الشايع: كالمعوذتين نزلت معًا. فإذن تنزل خمس آيات تنزل خمس آيات كالعلق وخمس آيات من سورة الضحى. تنزل عشر آيات كقصة الإفك نزلت عشر آيات، وقد تنزل آية واحدة (لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)
د. عبد الرحمن الشهري: ألا يمكن أن تنزل جزء من آية؟
د. محمد الشايع: بلى، قد تنزل جزء من آية مثل (َغيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) نزلت لوحدها
د. عبد الرحمن الشهري: وهي جزء من آية .
د. محمد الشايع: وهي جزء من آية، و(مِنَ الْفَجْرِ) في موضوع الصيام .
د. عبد الرحمن الشهري: في قوله (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)
د. محمد الشايع: (الخيط الأبيض من الخيط الأسود) قالوا لما نزلت بدون (من الفجر) أشكل على بعض الصحابة واستعمل خيطاً أبيضاً وخيطاً أسوداً وكذا فنزلت (مِنَ الْفَجْرِ) لتوضح أن المراد بياض النهار وسواد الليل. وتنزل سورة كاملة كالفاتحة مثلًا أو الإخلاص
د. عبد الرحمن الشهري: الأنعام أيضًا ألم تنزل دفعة واحدة؟
د. محمد الشايع: الأنعام نزلت في أشهر الأقوال كاملة وتميزت بأنها مشيعة بالملائكة في بعض الروايات وإن كان هناك قول في بعض الروايات أن بعض الآيات نزل في المدينة أو المقصود جُلّها وكثرتها الكاثرة نزلت دفعة واحدة فتكون بهذا وكما أشرت نزلت المعوذتان سورتان نزلتا معًا فإذن النزول مختلف متفاوت في المقدار ومثل ما نعرف في الأسئلة كل سؤال (يسألونك عن الأهلّة) (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ) (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ)
د. عبد الرحمن الشهري: حسب الوقائع وحسب الأحداث
د. محمد الشايع: حسب الوقائع والأحداث وحاجة الناس إذن فالنزول والقرآن ينزل بهذه الصورة .
د. عبد الرحمن الشهري: نعود يا دكتور فهد إلى موضوع يتعلق بالموضوع الذي تفضل به الدكتور محمد من أنه قد تنزل آية وقد تنزل السورة كاملة وأحيانًا جزء منها، أحيانًا عدد من الآيات قد يسأل سائل ويقول: كيف رُتّب القرآن الكريم بهذه الطريقة؟ يعني هل ترتيب القرآن من الفاتحة إلى الناس بهذه الطريقة هل كان بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة أم كان باجتهاد من الصحابة بعد ذلك.؟
د. فهد الرومي: أولًا أحب أن أضيف إلى ما قاله فضيلة الشيخ في قضية نزول القرآن الكريم مقدار ما ينزل من القرآن الكريم الصحابة رضي الله عنهم والتابعون من بعدهم كانوا حريصين على استلهام الدروس التربوية من القرآن الكريم فنزوله خمس آيات بالصباح وخمس آيات بالعشيّ ألهم هؤلاء التربويين أن يعلّموا تلاميذهم بهذا الأسلوب ولهذا يقول أبو عبد الرحمن السُلَمي: حدثنا الذين كانوا يقرئونا القرآن كعثمان بن عفّان وابن مسعود أنهم كانوا لا يتجاوزن عشر آيات حتى يحفظوا ما فيهن ّ من العلم والعمل عشر آيات، عشر آيات وكانوا يعلمونهم خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي ويقولون هكذا أُنزل القرآن. ويقولون هذا أسلوب تربوي تعليمي هو الذي ينبغي أن يسير عليه المربون في التعليم وفي حفظ القرآن وتحفيظه .
د.عبد الرحمن الشهري: جميل جدًا
د. فهد الرومي: أمّا بالنسبة .
د.عبد الرحمن الشهري: قضية الترتيب، نعم .
د. فهد الرومي: قضية الترتيب هنا نوعين من الترتيب ترتيب الآيات وترتيب السور. أما ترتيب الآيات فلا شك أنه بتوقيف عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه، وهذا الترتيب كان إذا نزلت عليه آيات يأتي يستدعي بعض كُتّاب الوحي يقول ضعوه في المكان الذي يذكر فيه كذا ويحدد لهم الموضع ثم إذا قام إلى الصلاة يقرأ الآيات أيضًا مرتبة ويعلّمها أيضاً لأصحابه مرتبة حتى حتى حذقوا ذلك وأتقنوه ولم تختلف الأمة في تقديم آية على آية، لم يقع أي خلاف في تقديم آية على آية. أما ترتيب السور بعد ذلك فهو الذي وقع فيه خلاف هل كان ترتيب بتوقيف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضي الله عنهم لكن الأمر فيه أيسر من ترتيب الآيات لأن ترتيب الآيات يؤدي إلى اختلاف المعنى بخلاف الإختلاف في ترتيب السور كان له دلالته وكان له معناه أيضًا ولكن هذه المناسبة الدقيقة والترابط المتقن بين الآيات يدل على أنها لا تكون إلا عن طريق التوقيف عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه.
د. عبد الرحمن الشهري: لكن حتى بالقول في موضوع ترتيب السور يا دكتور محمد عندما نقول أن الترتيب اجتهادي ترتيب صحابة وغيره، هل ورد خلاف في الترتيب في غير سورة التوبة والأنفال؟ في ترتيب السور بالذات؟ هل هناك ما ورد في ترتيب غيرها؟
د.فهد الرومي: لا، حتى الأنفال والتوبة ما ورد خلاف في ترتيبهما
د. عبد الرحمن الشهري: في فصلهما .
د.فهد الرومي: لكن هل هما سورتان أم سورة واحدة؟ هذا هو الخلاف أما الترتيب فلم يقع فيه خلاف .
د. محمد الشايع: الخلاف يبدو أنه علمي نظري أما التطبيقي الواقعي فقد استقرّ القرآن من جمع عثمان رضي الله عنه على ترتيب السور فهو قد يكون من باب الترف العلمي
د. عبد الرحمن الشهري: يعني ليس له أثر حقيقي
د. محمد الشايع: لا، ليس له أثر حقيقي .
د. عبد الرحمن الشهري: معنا متصل تفضل يا أخي الكريم .
المتصل محمد من السعودية: بالله عليك سؤالين .
د. عبد الرحمن الشهري: تفضل يا أخ محمد
المتصل: من الواضح أن كلام الله تكليم لأنبيائه وشيء واضح ما فيه شك أن الله شرّف الأنبياء بكلامه وكتبه والآيات والعلم لكن لكن مفهوم العلم والإيمان ومفهوم العبادة ومفهوم الهداية من خلال القرآن وصفات المنافقين وصفات المؤمنين وكيف نعرف مفهوم المساهمة والمبادرة والمسارعة في الخيرات بالتفريق بين الفئة المنافقة والفئة المؤمنة؟ وهل الإسلام سيحكم؟ هل القرآن الكريم نزل للحُكم أو أن الآيات هي التي تحكم؟ هذا السؤال الأول هل القرآن سوف يتحول إلى حكم إلى دولة؟ أم أن القرآن نزل للعلم والهداية؟
د. عبد الرحمن الشهري: والسؤال الثاني؟
المتصل: السؤال الثاني ما هو مفهوم التقرب إلى الله من خلال القرآن؟ ما هو مفهوم الهداية ومفهوم العلم بالنسبة لأصحاب المساهمات الذين يبادرون لبناء المجتمعات بأموالهم وأيضًا يتقربون إلى الله في إضعاف المنافقين؟
د. عبد الرحمن الشهري: واضح سؤالك يا أخ محمد، بارك الله فيك شكرًا جزيلًا .نعود يا دكتور محمد إلى موضوع نزول القرآن الكريم نحاول باختصار أن نلملم هذه النقاط التي ذكرناها: نحن تحدثنا عن المقصود، تحدثنا عن تنزلات القرآن الكريم، تحدثنا عن الفرق بين نزول القرآن الكريم والكتب السابقة، وتحدثنا عن متى نزل القرآن الكريم والحكمة من نزوله مفرقًا ومقدار ما ينزل وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يرتبه الصحابة رضي الله عنهم من كُتّاب الوحي. لعلنا نشير يا دكتور في ختام الحديث إلى بعض المسائل المؤلفات في نزول القرآن الكريم وأنا سأبدأ بواحدة وهو كتابك يا دكتور محمد كتاب “نزول القرآن الكريم” للأستاد الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع كتاب أفرده الدكتور محمد الشايع لهذه المسألة وهي مسألة نزول القرآن الكريم تحدث عن المسائل التى ذكرناها في حديثنا وفي حوارنا اليوم وأفاض في الأدلة وفي الإجابة عن أدلة المخالفين، هذا من المؤلفات .أيضًا جمع لي الإخوة ـجزاهم الله خير في فريق الإعداد بعض المؤلفات مثل:
كتاب “تنزيل القرآن” لابن شهاب الزهري تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد من أجلّ الكتب التي خُصصت لموضوع نزول القرآن
أيضًا كتاب “تنزيل القرآن وعدد آياته واختلاف الناس فيه” لابن زنجلة حققه الدكتور غانم قدوري الحمد.
أيضًا هناك رسالة “التبيان في علوم القرآن” لشيخ الإسلام ابن تيمية وقد طُبعت مفردة وأيضًا موجودة في مجموع الفتاوى
هناك كتاب “خلاصة النصوص الجليّة في نزول القرآن وجمعه وحكم اتباع رسم المصاحف العثمانية” لشيخ عموم المقارىء المصرية محمد بن علي بن خلف الحسيني .
هناك كتاب “الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم” للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
كتاب “تاريخ نزول القرآن” للدكتور محمد رأفت سعيد أيضًا من الكتب الجيدة في هذا.
“نزول القرآن وما يتعلق” للدكتور عمر محمد حويّة .
بحث بعنوان “ترتيب نزول القرآن” للدكتور محمد علي الحسن نشرته مجلة كلية الدراسات العربية الإسلامية بدولة الإمارات
أيضًا هناك رسالة دكتوراة بعنوان “نزول القرآن الكريم وأنواع القراءات” رسالة دكتوراة لإسماعيل قراجام وهي رسالة في جامعة اسطنبول في أنقرة في تركيا .
هذه بعض المؤلفات التي كُتبت في موضوع هذه الحلقة .بقي معنا في نهاية الحلقة لعلنا نشير إلى مسألة يا دكتور وهي إعادة ترتيب نزول القرآن الكريم. يذكر بعض المستشرقين مثل نولدكه صاحب كتاب “علوم القرآن الكريم” اقترح اقتراحاً وقال نزول القرآن الكريم بهذه الطريقة غير منطقي أو ترتيبه بهذه الطريقة غير منطقي واقترح إعادة ترتيب القرآن الكريم بحيث أنه يصبح على حسب الموضوعات، ما تعليقك على هذه الفكرة يا دكتور محمد؟
د. محمد الشايع: قبل التعليق إضافة يسيرة إلى ما يتعلق بمقدار التنزيل وهي وقت التنزيل يعني أكثر نزول القرآن نهارًا حضرًا وقليل منه في السفر ويسير منه في الليل
د. عبد الرحمن الشهري: أكثره نزل في الحضر في النهار .
د. محمد الشايع: نعم، ولذلك قال كعب: أنزل الله توبتنا حين بقي الثُلث الأخير من الليل
د. عبد الرحمن الشهري: كعب بن مالك .
د. محمد الشايع: انظر وقت النزول، وكذا سورة المنافقون نزلت ليلًا في غزوة تبوك والمعوذتان نزلت ليلًا وقوله جل ّ وعلا (واللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) نزلت سفرًا في غزوة تبوك هذه تتمة لموضوع مقدار النزول وأنه أيضًا من حيث الدلالة الوقتية .
د. عبد الرحمن الشهري: وهم يذكرون يا دكتور محمد في كتب علوم القرآن عندما يقولون: السفري والحضري والشتائي والصيفي والليلي والنهاري .
د. محمد الشايع: المفيد في هذا الذي ينبغي أن نلتفت إليه هي الدقة المتناهية التي حظي بها القرآن الكريم في هذا التتبع الدقيق فيما يتعلق بنزوله ووقته كونه حضر وكونه ليل وكونه سفر.
د. عبد الرحمن الشهري: أليس عبد الله بن مسعود الذي يقول: ما من آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ومتى نزلت وفيمن نزلت؟
د. محمد الشايع: نعم، ولذلك هذه ميزة لا يوجد كتاب في الكون حظي بمثل هذه العناية ولا بقريب منها ولذلك عظمة هذا القرآن وهذا تحقيق لقوله جل وعلا (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). ما يتعلق بمحاولة إعادة ترتيب القرآن لا شك أنها محاولة قد يبدو أنهم يُظهرون أنها لخدمة القرآن ولخدمة الموضوعات وتجميع الموضوعات وتجميع الآيات في موضوع واحد ولكن هدفها سيء وغايتها خاطئة وهي محاولة العبث في القرآن الكريم في تغيير ترتيبه في تغيير طريقته التي أنزله الله جل وعلا عليها وبلغها الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة وتلقتها الأمة بأجيالها وأقطارها مرتبًا محفوظًا. ما يتعلق في إعادة الترتيب يكون في الدراسة الموضوعية يكون في التفسير يكون في الترتيب أما المصحف ذاته فينبغي أن يبقى محافظًا وهذا أمر قطعي والمسلمون متفقون
د. عبد الرجمن الشهري: يعني فكرة إعادة ترتيب سور القرآن الكريم أو آياته مرفوضة؟
د. محمد الشايع: لا، طبعًا قطعًا هذا أمر بدهي .
د. عبد الرحمن الشهري: بديهيًا عندك يا دكتور محمد أما غيرهم لا يظن ذلك حتى المستشرقين .
د. محمد الشايع: لا، حتى المستشرقين لا يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً لأن القرآن الكريم تكفل الله بحفظه والأمة حافظت عليه بشكل دليل إعجاز ودليل عظمة لهذا القرآن ولذلك قيل لو انعدمت جميع المصاحف التى في الأرض لاستطاع أهل قرية هنا أو هناك من المسلمين أن يكتبوه في ليلة .
د. عبد الرحمن الشهري: لأنهم يحفظونه
د. محمد الشايع: لأنهم يحفظونه حفظًا مرتبً متقناً.
د. عبد الرحمن الشهري: دكتور فهد ما بقي معنا إلا دقائق معدودة، الفرق بين ترتيب القرآن ترتيبًا مختلفًا أو تفسيرًا حسب النزول، الفرق بين ترتيب المصحف على حسب النزول وتفسيره حسب النزول كما فعل بعض العلماء؟.
د. فهد الرومي: أضيف أن الدعوة إلى إعادة ترتيب القرآن ليست دعوة حديثة بل هي دعوة باطنية نشأت منذ أن نزل القرآن الكريم وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم هناك دعوات خاصة من فرق باطنية إلى إعادة ترتيب القرآن حسب النزول وليس حسب الترتيب الرباني الذي نتلوه ولا شك أن هذا ينزع جزءً من الدلالات والهدايات الربانية لأن هذا الترابط وهذا التنوع وهذا التنقل إنما هو مقصود لمعاني أخرى في القرآن الكريم. فهذه الدعوة ليست دعوة حديثة كمن يدعو إلى ترتيبه حسب النزول وقد انخدع بهذه الدعوة كثير من الناس قد يكون بعض هؤلاء الذين يدعون لهذه الفكرة لهم أهداف أخرى يعني دعوة بنية صالحة لكن في أصلها كانت دعوة لإعادة مثل ما قال للتشويش على المسلمين وتشكيكهم وإعادة ترتيب الأوراق بزعمهم في القرآن الكريم .
د. عبد الرحمن الشهري: جميل، لعلنا نكتفي بهذا يا مشائخ، ونعرض بعض الكتب التي صدرت حديثاً في الدراسات القرآنية رغبة في إفادة الإخوة المشاهدين فيما جدّ في خلال الأسبوع الماضي.
د. فهد الرومي: إضافة إلى ما ذكرت بالنسبة للكتب التي ذكرت عن شيخنا الدكتور بأنه ضنينٌ
د. عبد الرحمن الشهري: بهذا الكتاب .
د. فهد الرومي: بهذا الكتاب وبعلمه وهو ظنّ تورع وتواضع .
د. عبد الرحمن الشهري: لعله حضوره اليوم تكون بداية خير .
د. فهد الرومي: لأن الكتاب غير موجود في الأسواق وأنا ممن يفتقده
د. محمد الشايع: تفضل حتى لا أُتهم به .
د. فهد الرومي: أنا لا أتكلم عن نفسي أتكلم عن الإخوة المشاهدين يبحثون، فأتمنى مثل هذه الكتب هناك من يتبنى نشرها وتوعية الناس بها .
د. عبد الرحمن الشهري: وأنا أضم صوتي إلى صوتك، دكتور محمد كتاب نزول القرآن نادر غير موجود في المكتبات وقد صورنا الكتاب كتبك جميعًا وكتبك أيضًا جزاك الله خيرًا في ملتقى أهل التفسير.
من الكتب التي صدرت مؤخرًا أيها الإخوة المشاهدون:
كتاب “مهارات محكّمي مسابقة القرآن الكريم” للشيخ إبراهيم الأخضر شيخ قراء في المدينة المنورة وهذا الكتاب قيّم حقيقة والشيخ إبراهيم مقلّ أو ربما ليس له إلا هذا الكتاب وهو قد صدر مؤخرًا عن جائزة (جنيد) في البحرين وأخرجته دار المنهاج في الرياض وسيكون قريبًا في المكتبات تكلم فيه الشيخ الأخضر عن المهارات التي ينبغي أن تتوفر في محكّم مسابقات القرآن الكريم الدولية وأيضًا فيه قضايا تجويدية دقيقة لم أقرأها إلا في هذا الكتاب أفاد بها الشيخ حفظه الله
أيضًا من الكتب التي صدرت مؤخرًا كتاب “البِدَع العملية المتعلقة بالقرآن الكريم” لزميلنا الشيخ أحمد عبد الكريم المحاضر بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وقد تحدث فيه وهي رسالة ماجستير في قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام تحدث فيه عن البدع العملية المتعلقة بالقرآن الكريم وقراءته وهو كتاب قيّم بذل فيه الباحث جهدًا مشكورًا
أيضًا من الكتب وأختم به التي صدرت مؤخرًا هذا الأسبوع كتاب “معاني الأحرف السبعة” للشيخ لأبي الفضل الرازي وهو كتاب قيّم ونفيس وهو يُطبع لأول مرة وحققه الشيخ حسن ضياء الدين عتر رحمه الله تعالى والكتاب يُطبع لأول مرة كما قلت لكم وتحدث فيه الرازي عن حديث الأحرف السبعة حديثًا مفصلًا ولعلنا إن شاء الله نخصص حلقة من حلقات هذا البرنامج بإذن الله تعالى للحديث عن الأحرف السبعة وما يتعلق بها من مسائل .
في نهاية هذا اللقاء أشكركم غاية الشكر يا دكتور محمد وأشكرك يا دكتور فهد غاية الشكر على ما تفضلت به وإن شاء الله تكون هناك حلقات أخرى معكم .باسمكم جميعًا أيها المشاهدون أشكر ضيفيّ الكريمين الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها جمعية (تبيان) وفضيلة الأستاذ فهد بن عبد الرحمن الرومي، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لقرآن وعلومه. كما أشكر الإخوة فريق الإعداد في ملتقى أهل التفسير على إعدادهم الجيد في هذه الحلقة وأعتذر عن عدم إعلان سؤال المسابقة هذه الحلقة لظروف فنية نبدأ من الحلقة القادمة بإذن الله تعالى مسابقة هذا البرنامج ألقاكم بإذن الله تعالى في الحلقة القادمة وأنتم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
—————-
[1] سورة غافر
[2] سورة الرعد 17
[3] سورة الحديد 25
[4] التوبة 26
[5]الدخان3
[6]القدر1
[7]البقرة185
[8] عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح…) صحيح البخاري، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
[9]سورة العلق1
[10]الدخان3
[11]الإسراء106
[12] آل عمران 2
[13]النساء136
[14] في صحيح مسلم: (وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ قَالَ « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَىَّ فِيهِ) باب اسْتِحْبَابِ صِياَمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ وَالاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ.
[15] يقول المباركفوري في كتابه الرحيق المختوم: (ولما تكامل له أربعون سنة ـ وهي رأس الكمال، وقيل: ولها تبعث الرسل ـ بدأت طلائع النبوة تلوح وتلمع، فمن ذلك أن حجرًا بمكة كان يسلم عليه، ومنها أنه كان يرى الرؤيا الصادقة؛ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة أشهر ـ ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة ـ فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته بحراء شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن .
وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلًا، وقد وافق 10 أغسطس سنة 610 م، وكان عمره إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، وستة أشهر، و12 يومًا، وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر وعشرين يومًا .
[16]كتاب: إقامة الدليل على إبطال التحليل لشيخ الإسلام ابن تيمية.
[17] عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ — « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ».رواه مسلم في صحيحه باب فَضْلِ الاِجْتِمَاعِ عَلَى تِلاَوَةِ الْقُرْآنِ وَعَلَى الذِّكْرِ.
[18] سورة البروج22
[19] سورة الواقعة 79
[20] سورة عبس 14
[21] سورة الزخرف4
[22] سورة الفرقان32
[23] سورة الأنعام154
[24] سورة الأعراف154
[25] سورة آل عمران 4
[26]التحرير والتنوير (تفسير سورة آل عمران)
[27] سورة المائدة 3
[28] سورة البقرة281
[29] سورة الحشر21
[30] في البخاري عن زياد قال سمعت المغيرة يقول: إن كان النبي صلى الله عليه و سلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه. فيقال له فيقول (أفلا أكون عبدا شكورا) باب قيام النبي صلى الله عليه و سلم حتى ترم قدماه
وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ — إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلاَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ « يَا عَائِشَةُ أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ».صحيح مسلم باب إِكْثَارِ الأَعْمَالِ وَالاِجْتِهَادِ فِى الْعِبَادَةِ .
[31] سورة القصص34
[32] سورة الأحقاف35
[33] سورة يس76
[34] سورة فاطر8
[35] سورة الأعلى6
[36] سورة النساء95
[37] سورة البقرة187
[38] سورة الأنفال 1
[39] سورة البقرة222
[40] (وفي رواية: ونهى النبيُّ عن كلامي وكلام صاحبَيَّ، ولم يَنْهَ عن كلامِ أَحدٍ من المتخلِّفين غيرِنا، فاجْتَنَبَ الناسُ كلامَنَا، فَلَبِثْتُ كذلك، حتى طال عليَّ الأمْرُ، وما من شيءٍ أَهَمُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ، فلا يُصَلِّي عليَّ النبيُّ أو يموتَ رسولُ الله، فأَكون من النَّاسِ بتلكَ المنزلَةِ، فلا يكلِّمني أَحَدٌ[ص:182] منهم، ولا يُسَلِّمُ عليَّ، ولا يُصَلِّي عليَّ، قال: فأَنزل الله تَوْبَتنا على نبيِّهِ، حين بقي الثلثُ الأَخيرُ من الليل، ورسولُ الله عند أُمِّ سَلَمَةَ،وكانتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَة في شأني مَعْنيَّة بأمري، فقال رسولُ الله: «يا أُمَّ سَلَمَةَ، تِيبَ على كَعْبٍ»، قالت: أَفلا أُرْسِلُ إِليه فأُبَشِّرُهُ؟ قال: إِذا يَحْطِمُكُمُ الناسُ، فيمنعونكم النوْمَ سائرَ الليْلِ، حتى إِذا صَلَّى رسولُ الله صلاةَ الفجر، آذَنَ رسولُ الله بتوبةِ الله علينا.وفي رواية: أَنَّ النبيَّ خرجَ يومَ الخميس في غزوة تبوك، وكان يحبُّ أن يخرجَ يومَ الخميس. وفي رواية طَرَفٌ من هذا الحديث، وفيها زيادة معنى: أَنَّ رسولَ الله كان لا يَقْدَمُ من سَفَرٍ إِلا نهارا في الضُّحَى، فإِذا قَدِمَ بدأَ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه. هذه روايات البخاري، ومسلم.[ص:183] وأَخرج الترمذي طَرَفا من أوَّلِهِ قليلا: ثم قال…. وذكر الحديث بطوله، ولم يذكر لفظه…. ثم أَعادَ ذِكْر دُخُولِ كعبٍ على النبيِّ في المسجد، بعد نزول القرآن في شأنه… إِلى آخر الحديث).جامع الأصول باب سورة براءة
[41] سورة المائدة67
[42] سورة الحجر9