الفاء المباركة

الفاء المباركة – فاستجاب لهم ربهم

اسلاميات

الفاء المباركة – فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ

بسم الله الرحمن الرحيم. أنتم أدركتم قطعاً أن الدعاء يستجاب والحياة حامية ليس فيها خمول أو نعاس أو بلا فرصة أو بلا مناسبة، وقلنا في الحلقات السابقة هناك حرب وعدو كبير فتدعو الله بالدعاء المعين وراءها (فاء) (فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) آل عمران) (فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ (148) آل عمران) كان هناك موقف حار. سيدنا زكريا رأى آية من آيات الله يأتي رزقها من السماء (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) آل عمران). في كل حركة غير طبيعية توقد مشاعرك أحاسيسك تصبح أنت منتبه تماماً هناك دعاء. رب العالمين يتكلم عن شريحة اسمهم أولو الألباب أصحاب العقول المفكرة هؤلاء أهاب الله بهم أن يتفكروا في آناء الليل والنهار (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران) ما هذا القمر؟! ما هذه النجوم؟! يتأمل في قدرة وآياته حتى أصبح قلبه وعينه وذهنه وفكره مع الله تماماً ويظلوا يدعون ويدعون لأنهم صاروا في معية الله تماماً (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) أدعية في ساعة تأمل في آيات الكون حتى خشع لقدرة الله عز وجل وتغلغل في أعماق قدرته وهذا الاعجاز الهائل وبدأ قلبه يستيقظ وعقله يتنو ويتفاعل في هذا الجو لعظيم لما قال (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) – (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) ليس هناك فرق بين الذكر والأنثى في علاقتهم مع الله عز وجل علاقة العبد مع الله سواسية وواحدة. هذه الفاء جاءت بالاستجابة السريعة لأن الذين دعوا ربهم كانوا يتأماون في خلق الله سبحانه وتعالى ونحن إلى اليوم عندما تنام في الصيف على السطوح وتتأمل بها تأمل المتعلم الذي عنده فكرة بهذه الآيات وقد قرأ عنها وعن إعجازها وقدرة الله فيها وبساعة النشوة وبساعة الخضوع لله والاعتراف بوحدانية الله وقدرته واعترافه بصَغَار علمه إلى جانب علم الله (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) في هذا الجو الروحاني قالوا (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) جاءت الفاء الشريفة التي تحمل البشارة والإشارة وهي ألذ إلى نفسك من الماء البارد على الظمأ ومن لقمة الخبز على الجوع ومن الأمن ساعة الخوف ومن الغنى ساعة الفقر، هذه الفاء تحمل لك بشارة عظيمة وتحمل لك عطاء خيالياً لأنها فاء مقدسة، فاء هي حملة قوية فيها عشر درجات ةليس درجة واحدة “أُتلوه فإن الله يأجركم بتلاوته عشر حسنات لكل حرف لا أقول ألم حرف وإنما ألف حرف ولام حرف وميم حرف” معناه اللام عشر درجات معناه اللام جملة حرف واحد يحمل معاني كثيرة. الذين يتفكرون “ساعة تفكر خير من عبادة ستين سنة” (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) هذا العقل المتفكر خلاف العقل المتدبر وخلاف العقل الوازع له خصوصيته هذا الذي صنع كل هذا الكون وهذه المخترعات والإبداعات من العقل المفكر والمتفكر. فرب العالمين في قوة هذا التفكير قالوا (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) هذه الفاء الشريفة؟ فإياكم أن تذهلوا هذا الدعاء النبي صلى الله عليه وسلم قال “ويل لمن قرأ الأواخر من سورة آل عمران ولم يتفكر بها” فاقرأوها وادعوا بها فإن ما بعد الفاء يشملكم كما شمل أولو الألباب السابقين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.