الفاء المباركة

الفاء المباركة – فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ

اسلاميات

الفاء المباركة – فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ

بسم الله الرحمن الرحيم (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء) إنتبه إلى هذه الجملة إلى هذه الآية الشريفة المقدسة المباركة (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) واحد فى بطن الحوت فالتقمه الحوت أين النجاة؟! قضية ميئوس منها، قال هذا الدعاء العجيب (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ما النتيجة؟ جاءت الفاء المباركة الفاء الشريفة التي يأتي بعدها الفرج مباشرةً (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ.. الأنبياء – الأية 88) هكذا هوالأمر.

وما من أحد تصيبه مصيبة عظمى فيعجز عنها ولا يجد لها حلاً ولا معيناً إلا الله عز وجل قال (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) إلا فرَّج الله عنه وفي السنة النبوية هناك أحاديث عجيبة أحاديث ثبتت أنها تفرج الكرب لأنها بعد الفاء المباركة الشريفة العظيمة المنجدة صاحبة النجدة (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ) حتى أن أحداً من الصحابة قال يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟، قال: أما سمعت رب العالمين يقول (وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) إذاً هي عامة والقرآن كما تعلمون العبرة فيه بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، قد يكون السبب معيناً لكن هوعام وهذه الجملة وهذا الدعاء الذي قاله ذا النون سيدنا يونس في بطن الحوت حينئذ عليك أن تعلم بأن كل من تصيبه مصيبة ودعا بدعاء ذا النون عليه السلام فإن الله عز وجل سوف يستجيب له ويفرج همه.

هناك في السنة أحاديث مثلها (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لآ إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم) إذا قلت هذا في محنة فرج الله عليك، هناك حديث آخر (اللهم رحمتك أرجوفأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين لا إله إلا أنت) أيضاً إذا قلت هذا فإن الله سبحانه وتعالى يفرج همك. هناك دعاء آل البيت الكرام لعلي زين العابدين رضي الله عنه (إلهي كيف أدعوك وأنا أنا وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت إلهي إن لم أسألك فتعطني فمن الذي أسأله فيعطيني وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن أدعوه فيستجيب لي وإن لم أتضرع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرع إليه فيرحمني إلهي وكما فلقت البحر لموسى فنجيته من الغرق وصل يارب وسلم على محمد وآل محمد ونجني مما أنا فيه من كرب بفرج منك عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين)، ما من أحد في كرب شديد يدعوالله بهذا إلا فرج الله كربه وهذا مجرب على مستوى الآلاف .

إذن (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فى بطن الحوت (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ) فالحوت ألقاه وأنبت الله بعد ذلك عليه شجرة من يقطين إلى أن شفي وتعافى بهذا الدعاء (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) جاءت بعد ذلك الفاء (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) فعلى كل صاحب كرب أوهم أوغم أومصيبة أن لا ينسى التضرع لأن الله سبحانه وتعالى يحب تضرع المتضرعين، أصحاب الكروب والكرب لا يكون إلا لمن له رب عظيم يثق به ثقة كاملة لقوله عليه الصلاة والسلام (أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) فإذا فعلت ذلك وأستنجدت بالله عز وجل وتضرعت إليه كما تضرع إليه ذا النون وبقية الأنبياء وتتبعت القرآن الكريم حيثما وجدت الفاء كما سيأتي فى حلقات أخرى تضرعات سيدنا موسى وغيره من الأنبياء عليك أن تعلم أن التضرع الذى بعده فاء، فاء الفرج هذا عام ناموس وقاموس وكل من له نفس القضية نفس المصيبة نفس الكرب سوف يجد نفس الفرج الذى فرج الله به على أحد أنبيائه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.