الفاء المباركة

الفاء المباركة – فاستعذ بالله

اسلاميات

الفاء المباركة – فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ

بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الأعراف) هكذا هذه هي الفاء المباركة الفاء الشريفة التي يأتينا الفرج منها دائماً ورب العالمين عز وجل على هذه الفاء التي يسميها اللغويون فاء التفريع حتى نستطيع أن نقول “الفرج السريع يأتيك بعد فاء التفريع” ولهذا قلنا بأنها فاء مباركة وفاء شريفة لأنك دائماً ترى فيها حلاً لمشكلتك التي لا تحل إلا من عند الله. هكذا يأتي الفرج سبحانه وتعالى بعد هذه الفاء كما حدثناكم في الحلقات الماضية. هنا الشيطان له أساليب كثيرة ومهام كثيرة ووظائف كثيرة أكثرها شراً النزغ، عنده وسوسة وعنده أنواع من الجهود المدمرة، النزغ من أقواها لأن هذا النزغ هو الذي يثير الغضب الذي يأتي بالبغضاء. كل واحد منا قد غضب في يوم من الأيام غضباً شديداً حتى أعقب هذا الغضب بغضاء وقطيعة قد تدوم أعواماً وهذا أخطر ما يصادفه المؤمن (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) انظر ماذا فعل إخوة يوسف به أربعين عاماً وهو مهجّر، هذا كله من باب النزغ (مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي (100) يوسف) أي أثار غضبهم وبعد الغضب صار هذا العداء وهذا الذي جرى وأفسد الأمر. فكل إفساد بين اثنين هذا من النزغ الشيطاني. حينئذ إذا أصابك هذا النزغ أي غضبت فاستعذ بالله، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً ورأى أحد الناس يتلاحى مع صاحبه وغضب عليه غضباً شديداً فقال صلى الله عليه وسلم لمن بجواره أعلم كلمة لو قاله لذهب غضبه (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم). (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ) من أجل هذا الغضب هذا مصيبة المصائب والأحاديث عجيبة في الغضب: أحدهم قال يا رسول الله انصحني قال لا تغضب، وجاء آخر قال يا رسول الله قل لي قولاً وأقلل عليّ قال لا تغضب، واحد آخر قال يا رسول الله ما الذي يباعدني من النار؟ قال لا تغضب، واحد آخر قال يا رسول الله ما الذي يدخلني الجنة؟ قال لا تغضب. هكذا أحاديث لا تغضب عجيبة لأن هذا من أعظم وأنجح جهود هذا الشيطان أن يثير الغضب الذي يثير البغضاء وتعرفون أن البغضاء هي الحالقة “دب إليك داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة لا أقول حالقة الشعر بل حالقة الدين” “والذي نفس محمد لا تؤمنوا حتى تحابوا”. حينئذ عليك أن تعرف أن هذا الغضب مصيبة المصائب في كل العلاقات، إفساد العلاقات بين الناس بالغضب ولهذا عليك أن تملك غضبك لكي تكون عظيماً وشديداً كما قال عليه الصلاة والسلام “ليس الشديد بالصرعة” الشديد الذي يصرع الآخرين وقوي في بدنه، لا، الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران) رجال، ولهذا قال (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.