الفاء المباركة

الفاء المباركة – فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً

اسلاميات

الفاء المباركة – فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبًا

بسم الله الرحمن الرحيم. (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (112) النحل) قرية في القرآن الكريم يعني دولة، كلمة قرية مجتمع كبير، دولة. هناك دول تخيف الآخرين تستعمرهم تكفر بنعمة الله وتنهب ثرواتهم لكي تعيش عليها وأنتم تعرفون هذه الأسلحة الفتاكة في كل التاريخ منذ فجر الحياة هناك حرب القوي على الضعيف امبرطوريات فرس وغيرهم وإلى يوم القيامة هذا موجود (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة) هذه الدول التي تستولي على الآخرين دول كفرت بنعمة الله أعطاها الله خيراً وأعطاها أمانها فطورت أسلحتها المدمرة وتعرفون ما حصل في شيرنوبل وما حصل في اليابان من هذه الأسلحة المدمرة ورب العالمين سلّط عليهم من الجوع والخوف وفعلاً الدول التي تملك الذرة أكثر الدول جوعاً وخوفاً بدأت شعوبها تخاف من هذا العصف النووي والذري والتسرب هائل حتى أن عدداً من هذه الدول تفكر في الاستغناء عن الطاقة النووية تماماً، لماذا؟ أولاً مصاريفها هائلة أفقرتهم وجوعتهم ما الحل؟ عليك يا أمة محمد (فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ (114) النحل) عليك أن تكون شاكراً للنعمة بما قسم الله لك إذا شكرت النعمة يكون فيها بركة يكون فيها رزق ويكون فيها شيء من السعادة وراحة النفس والصحة العامة والقضاء على الأوبئة والأمراض (فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبًا) اللقمة الحرام عجيبة عجيبة أصحاب الأمراض والسرطانات لما تنتشر وأصحاب الأمراض العقلية والنفسية والبدنية كلها من الأكل الحرام “إن الرجل ليأتي يوم القيامة بأعمال كالجبال وقد أخذ قسطاً من الليل ثم لا يجد عند الله منها شيئاً قالوا بمَ يا رسول الله؟ قال باللقمة الحرام يقذفها في جوفه”. جاء للرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا فقير قال أطب مطعمك، آخر قال أنا أدعو ولا يستجاب لي قال أطب مطعمك. كل حلالاً “إن الرجل يطيل السفر يقول يا رب يا رب أشعث أغبر وأكله حرام وشربه حرام وغُذّي بالحرام فأنى يستجاب له” فطعمة الحلال هذه عظيمة كما يقول عليه الصلاة والسلام ما من عبد من عباد الله يتصف بصدق أمانة وبحسن خليقة وبعفة طُعمة إلا كان من أفضل الناس في ساحة الحساب يوم القيامة، أعظم الأعمال لما يكون عندك أمانة وتؤديها ولما تتكلم أنت صادق لا تكذب، أخلاقك حسنة ولقمتك حلال (عفّة طُعمة) عفيف اللسان والمعدة. حينئذ  ما على المؤمن بعد هذا شيء إذا كان عفيفاً في بطنه وإذا كان صادقاً في كلامه وإذا كان أميناً يؤدي الأمانة وإذا كانت أخلاقه حسنة هذا جماع الأخلاق في هذه الأمة أكثرها أهمية اللقمة الحلال عفة الطعمة أن يكون طعامك حلالاً هذا يجعلك مستجاب الدعوة تبتعد عنك الأمراض النفسية والبدنية عملك مقبول وحينئذ عليك أن تعلم أن الله لما ذكر لنا هذه المدينة أو الدولة أو المجتمع (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) أعطاها الله الخير لكنها طمعت في أكثر كما حصل في التاريخ دول استولت على دول صغيرة ونهبت ثرواتها وزراعتها ومعادنها فابتلاها الله بالفقر والحروب والزلازل. قال الحل (فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) القناعة كنز لا يفنى، رب العالمين رزق الطير رزق الأسماك في البحر رزق النمل في الصخر إذن عليك أن تعلم أن الأكل الحلال والرزق الحلال وعدم الاستيلاء على أموال الآخرين ظلماً هو الذي يجعلك سعيداً في الدنيا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.